|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الزواج كما يفهمه أعزب
الزواج كما يفهمه أعزب (1 - 4) "نقطة عبور" مصعب الخالد البوعليان أن تأمُل بأن تمضِي حياتك الزَّوجية دون مشاكِل شيءٌ جيد، والأفضل مِنه أن تعزِّز طموحَك بحياةٍ زوجيَّة سعيدة، وأن تستعدَّ لذلك مبكِّرًا، فتجربة الزَّواج أكبر من مجرَّد عاطِفة، وأعمَق من مجرَّد عمليَّة اجتماعيَّة. وقد أحببتُ هنا مشاركتَك شيئًا ممَّا تبلوَر في ذِهني من رؤًى وتصورات حولَ هذه التجربة، لم تَنتج عن خوضها؛ وإنَّما عن تفكير تأمُّليٍّ عميق، واستعدادٍ معرفي طَويل، قضيتُ فيه وقتًا لا بأس به، وأحسب أنَّ الاستفادة منها لن تكون حِكرًا على المقبلين على الزَّواج. نقطة عبور: فالزَّواج كما أَفهمه نُقطة عبور تَفصل ما بين عالَمين كبيرين مختلِفين نوعيًّا؛ أحدهما عالَم العزوبة حيث المسؤوليَّات أقل بالنِّسبة للشابِّ والفتاة، والوَعي الشخصِي لكلٍّ منهما مرتَكز تمامًا على ذاتِه، والحياة برمَّتها تبدو وكأنَّها شأن خاصٌّ بالنسبة له، على نحوٍ يختلف عمَّا في عالم الزوجيَّة؛ حيث يَرتبط الإنسان بآخر، وتُقسم الحياة على اثنين، وتتزايد الالتزاماتُ والمسؤوليَّات، ويصبح ابن آدم وابنته على مَوعد مع تجارِب جدِيدة مختلِفة إلى حدٍّ كبير عمَّا عهِداه في بداية حياتهما. هذه التجارب ستكون من أَجمل التجارب فيما بَعد، فحين يُولد أولُ مولودٍ ويواجهان في رعايته بعضَ المتاعب، وحين يستقلاَّن بمنزلهما ويتحوَّلان إلى دعامتين متساندتَين لأسرةٍ جديدة بعد أن كانا أفرادًا في أُسَر أخرى، وحين يواجِهان ظروفَ الحياة معًا بنجاحاتها وإخفاقاتها وحلوها ومرِّها، وحين يختبران مشاعرَ الحبِّ والاهتمام المتبادَل، تنمو الأُلفة بينهما، وتتزايَد الروابطُ التي تجمعهما، ويشتدُّ عود علاقتهما. تحول نفسي: والوصول إلى هذه التجارب يَحتاج إلى تحولٍ نفسيٍّ يعيشه كلٌّ منهما قَبل الزَّواج ومع بدايته، وهو تحوُّل يستجيب لحالَة الانتقال التي يعيشانها، ومِن دونه لا يُمكن لهذا الانتقال أن يتمَّ بالصورة الصَّحيحة؛ فالسلوكيَّات لا تتغيَّر إلا بتغيُّر المشاعر التي تَحتاج لتغيُّرها إلى تغيُّر في الأَفكار، فإذا أَردنا تحقيق تحوُّل نفسيٍّ فِعليٍّ من نفسيَّة الأعزب إلى نفسيَّة الزوج؛ فإنَّ علينا بوصفِنا الأشخاص ذَوي الصِّلة المباشرة أن نَعمل على دَفع هذا التغيير في نفوسنا من خِلال رفع مستوى وَعْينا بالقراءة وحضور الدَّورات والاستشارة والتَّفكير التأمُّليِّ الشخصي، كما أنَّ على الأُسَر والمحاضِن التربويَّة أن تدعمنا في هذا، فالأسرةُ التي تعطِي لأبنائها وعيًا رشيدًا حول الحياة الزوجيَّة تؤهِّلهم للنجاح في هذه الحياة، بعكس تِلك التي تعطيهم صورةً يطغى عليها أحدُ الجانبين، السَّلبي أو الإيجابي، فيتشوَّه الوعي بذلك. زوج داعم: فضلاً عن أنَّ جزءًا من مسؤوليَّة الدَّعم يقع على الشَّريك الذي يتحمَّل بعض الهفوات والأخطاء الصَّغيرة، ويساعِد شريكَه على التعلُّم ورفع مُستوى الوَعي، ويحفِّزه لذلك بأسلوبٍ ذكيٍّ يُشعره بأنَّ الاندفاع في سبيل التغيير لا يعني أنَّه كان سيئًا، بل أنَّه سيكون أفضل حالاً في المستقبل، كما يَصبر على نتائج التحوُّل تفاؤلاً بالله تعالى وتوفيقه. أزواج عازبون: لكن ماذا لو افترَضنا فشلَ عمليَّة التحوُّل النفسي التي تحدَّثنا عنها، ماذا سيكون مصير الزَّوجين وحياتهما؟! الإجابة على ذلك هي ظَاهِرة مؤسِفة للغاية، يُمكن تسميتها بظَاهرة (الأزواج العازبين)، فالحياة الزَّوجيَّة بالنسبة لهؤلاء هي بمثَابة أدوار مزيَّفة يلعبها كلٌّ منهما مع شَريكه، بينما في الحقيقة ثمَّة حالَة انفصال عاطفيٍّ بينهما، يُعتبر الطلاق - وخصوصًا المبكِّر منه - أحد تجلِّياتها، والأشخاص الذين يفشلون في فهم ما جَرى لهم في تجربتهم الأولى قد يُواصلون ارتكابَ الأخطاء في تجاربَ زوجيَّة جديدة، أمَّا الذين يَسلمون من الطلاق، فإنَّهم سيعيشون بسبب هذه الظَّاهرة حياةً مُزدوجة، يُرضُون من خلالها بيئتَهم المحيطة، ويتحايلون بها على نفوسِهم الكسيرة، وذلك ما لم يَدفعوا عمليَّة التحوُّل النفسي قدمًا رغم الجراح العاطفيَّة التي قد تعرَّضوا لها.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: الزواج كما يفهمه أعزب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |