|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تعلق طفلتي بي
تعلق طفلتي بي أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة لديها طفلة ذات عام ونصف، وهي تدرس؛ فتنشغل عنها، وتتركها لعماتها أو خالاتها أو جليسة الأطفال، لكن الطفلة متعلقة بها جدًّا، فإما أن تلتصق بها، أو تبكي، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طفلتي الأولى والوحيدة عمرها سنة ونصف، بدأت ألاحظ عليها شدة خوفها أن أتركها أو أبتعد عنها، وتعبيرها عن ذلك بالبكاء، والتمسك بثيابي، والصراخ: "ماما"، علمًا بأنني أدرس، وأستعين لذلك بعماتها وخالاتها؛ حيث يجلسن معها؛ لأتفرغ لدراستي في غرفة أخرى، وكلهن يحببنها كثيرًا، ويحسنَّ معاملتها، وبسبب بدء امتحاناتي بدأت منذ أسبوع أستعين أيضًا بجليسة أطفال قريبة من عمري، لطيفة، وحنونة، ومؤدبة، وأحبتها ابنتي وتفاعلت معها، لكن طفلتي تبكي بشدة وتصرخ وتتمسك بي لمدة دقائق، إذا ما تركتها، ودخلت لغرفة أخرى، علمًا بأنها بعد ذلك تلعب وتنسى الأمر، وتتفاعل معهن وتضحك، وكأن هذا الخوف تطور، فصارت تخاف كذلك بمجرد أن أمشي خطوتين في نفس الغرفة، وعندما أدخل بيت أقاربنا – ونحن نزورهم كثيرًا - ترفض أن يحملها أحد، وتبقى ملتصقة بي، وإلا فإنها تبكي كثيرًا، ما أفعله عندما تبكي هو أنني أكمل طريقي بسرعة تجاه غرفتي، وأغلق الباب، وتبدأ جليسة الأطفال، أو عمتها، أو خالتها بملاعبتها وتهدئتها، وإن لم أكن أريد الدراسة أحمل طفلتي وأقبِّلها، سؤالي: هل عمر طفلتي (سنة ونصف) يناسبه أن أستمر بتركها مع عماتها أو خالاتها أو جليسة الأطفال؛ لتتخلص من هذا الخوف، وتقوى شخصيتها، ويخف تعلقها بي، أم أنها صغيرة على ذلك؟ وما المدة التي يمكنني أن أتركها فيها؟ وهل يجب ألَّا تراني أثناء مغادرتي الغرفة؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيكِ، وجزاكِ خيرًا، كم سُررت جدًّا، وأنا أقرأ رسالتكِ، وذلك لاهتمامكِ بأمر ابنتكِ، والتغيرات التي طرأت عليها، وسعيكِ لإصلاح الأمر في بدايته! أسأل الله أن يرزقكِ الحكمة والوعي، وأن يبارك لكِ في ذريتكِ. الإحاطة بمراحل نمو الأبناء والتغيرات التي تحدث في هذه المراحل من الأمور المهمة التي تساعد الوالدين على تربية أبنائهم تربية سليمة بإذن الله عز وجل، وابنتكِ الآن في مرحلة المهد، وهذه المرحلة تبدأ منذ ولادة الطفل حتى عامه الثاني، وفي هذه المرحلة تظهر بعض علامات النمو الانفعالي لدى الأطفال، ومنها تعبيره عن مشاعره بالبكاء والصراخ في حالة الحزن أو الخوف، كذلك تظهر بعض المخاوف الطبيعية في هذه المرحلة مثل الخوف من فقدان الأم، أو الانفصال عنها، وهذا ما يحدث مع ابنتكِ حاليًّا؛ حيث إنها تشعر بفقدانكِ، والبعد المفاجئ عنكِ؛ مما يصيبها بالخوف والقلق، فتبدأ في التعبير عن هذه المخاوف بالبكاء والصراخ. كذلك من المخاوف الطبيعية في هذه المرحلة خوف الطفل من رؤية الغرباء، والوجود بينهم، خاصة إذا كانت الأسرة منغلقة، أو كان هؤلاء الأشخاص جددًا في حياة الطفل كالجليسة التي أحضرتها لطفلتكِ، فطبيعي جدًّا أن تأخذ طفلتكِ وقتًا حتى تتعود عليها، وتطمئن لها؛ لذلك عليكِ أن تهيئي طفلتكِ لوجودها مع الأقارب، ومع هذه الجليسة، وذلك بأن تجلسي معهم لبعض الوقت، ثم الانسحاب الهادئ بعد ذلك من أمامها، وبدون رؤيتها لكِ، وأنتِ تغلقين الباب عليكِ، أو تبتعدين عنها بشكل مفاجئ. كذلك احرصي على أن يكون ابتعادكِ عن طفلتكِ متدرجًا من حيث كمية الوقت الذي تبتعدين عنها فيه، حتى تعتاد الأمر دون حدوث متاعب نفسية لها. وعلى أي حال، اطمئني؛ فانفعالات الطفل في هذه المرحلة وقتية، وستزول بزوال السبب، المهم أن تتعاملي مع هذه الانفعالات بحكمة، وألا تشعري طفلتكِ بالإهمال والابتعاد الكثير عنها. ومما يساعدكِ على ذلك الإكثار من احتضانها وتقبيلها هذه الفترة، واللعب معها قدر استطاعتكِ؛ كي تشعر بالأمان، كذلك احرصي على عدم الصراخ فيها، وعدم السماح لمن يجلس معها بمقابلة مخاوفها وبكائها بالشدة والصراخ والقسوة. ولكي تساعدي ابنتكِ على عدم الخوف والتمتع بالصحة النفسية بمرور الوقت، حاولي توفير بيئة اجتماعية جيدة لها، ولا تجعلي كل علاقتها منحصرة على وجودها معكِ ومع والدها فقط. أسأل الله أن يوفقكِ في تربيتكِ لابنتكِ، وأن يوفقكِ في دراستكِ، وفي أمركِ كله.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |