لمحات من خصوصية طفلكم الوليد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 781 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2019, 05:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي لمحات من خصوصية طفلكم الوليد

لمحات من خصوصية طفلكم الوليد

د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

المولود نعمة وهدية من المولى، ويبقى الطفل طيلة الشهر الأول من العمر شديد الهشاشة، وكأنه ولد لتوِّه، ويبقى بالمصطلح الطبي يسمى: "وليدًا"، وتستمر هذه الخصوصية حتى نهاية الشهر الثالث بالنسبة لبعض الصفات والحالات، وفيما يلي بيان موجز لثُلة من تلك الاعتبارات الخاصة جدًّا، وبعض الأخطاء الشائعة في ثناياها:
بكاء الطفل الوليد وحركاته الأولى: بينت الدراسات أن الطفل حديث الولادة إذا وضع على بطن أمه فإنه سيبذل جهدًا عظيمًا، وينجح في بلوغ ثديها والتقامه خلال (45) دقيقة، يتحرك رغم أنه لا يُتقن الحركة! وكان هذا اكتشافًا عجيبًا، سبحان الله! وفي هذا العمر يكاد يكون نشاط المولود الوحيد: المصَّ، وبعض حركات الذراعين والساقين، سواء منها العادية أو الانعكاسية التالية لإجراء مفاجئ (حركة أو سماع صوت)، ولا تكون عضلات الرقبة قوية عند الوليد بما يكفي لتثبيت الرأس، ولكنه قد يفاجئ الأهل بتحريك رأسه يمنة ويسرة إذا وضع على بطنه لثوانٍ، (فالقاعدة الصحية: ألا يضجع على بطنه كما سنرى)، ونشير إلى وجود حركات لاإرادية سليمة، تلاحظ حتى وهو نائم: مثل رجفان الذقن لثوان، وحركات بالفم والعينين.

أما البكاء: فهو وسيلته ليخبركم عما به (جائع - يريد أن ينام - غير مرتاح - مصاب بالمغص...)، وهنا نقطتان:
1- المولود قبل الشهر الثالث من العمر يجب ألا يُترك وهو يبكي أكثر من بضع دقائق عند وضعه في المهد لينام، وعليكِ أن تهدِّئيه: بحمله، أو إرضاعه، أو أرجحته برفق شديد (هدهدته)، ولا تخشَيْ أبدًا أن يفسد طبعه، ويصبح مدللاً! لا يمكن أبدًا أن يفسد الرضيع إذا حُمِل كلما بكى، ولتعلم الأم أن مولودها يحتاج مبكرًا لحبها واهتمامها، وأن الدراسات أثبتت أن الرضيع الذي يُحمَل عندما يبكي هو الأقل بكاء في الطفولة المتأخرة والمراهقة من الذي يترك ليبكي وهو رضيع.

2- ويوصى بعدم هزِّ الطفل الرضيع لإسكاته، فهذا قد يؤذي دماغه بالتَّكرار، وسجلت حالات من العمى والشلل إثر الهز الشديد، حتى لو كان ممغوصًا فيكفي هدهدته برفق، وبعض الرُّضَّع يستجيبون للصوت الرقيق، والبعض للقماط، وآخرون يتحسنون عندما تغير الأم نظام طعامها؛ علمًا أن "مغص الرضيع" - بدون وجود حالة مرَضية - يزول عادة بعد الشهر الثالث من العمر، ونشير هنا إلى أن حدوث "الحزقة" شائع لدى الرضع، ولكنه لا يزعجهم، ويفيد فيها إعادة وليدك لصدرك ليمص - حتى لو لم يكن جائعًا.

نوم الطفل الوليد كيف؟ كم؟ ومتى؟
ترجع أهمية النوم بالنسبة للأطفال منذ الولادة؛ لارتباطه المباشر والمؤكد بالتطور الفكري والنفسي لهم، وقد تبين أن النقص بمقدار (30 - 60) دقيقة عن حاجة الطفل من ساعات نومه اليومية سيؤثر سلبًا على سلوكه، ومع الأسف فإن معظم الدراسات تبين أن (25 - 50 %) من الرضع والأطفال يعانون من اضطرابات النوم، التي صارت واحدة من أكثر شكاوى الأبوين شيوعًا في العيادة، وسبحان الله تعالى الذي قال: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [الروم: 23]، وهو القائل: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 10، 11].


كيف؟
بين الولادة والشهر الثالث ينام الوليد على سطح ثابت ومستوٍ، فلا يصلح مثلاً كرسي السيارة لذلك، ودائما ضَعْ طفلك على ظهره لينام؛ فقد ثبت أنها أسلم وضعية حتى نهاية السنة من العمر، (عكس بعض الممارسات الخاطئة)، ولا تدع أحدًا يدخِّن قرب وليدك، ولا قرب المكان الذي سينام به؛ لأن ذلك سببٌ رئيس لمتلازمة "وفاة الرضع المفاجئة"، ويفضَّل إبقاء مهد الرضيع بجوار سرير الأبوين (حتى الشهر السادس على الأقل)، وبعيدًا عن النوافذ والستائر، وعن اللمبات وأشرطة الكهرباء، وتجنبي - عزيزتي الأم - فَرْطَ تدفئة وليدك وهو نائم!

متى وكم؟
في هذا العمر يجب أن ينام الطفل مدة (20 - 16) ساعة، وفي الأيام الأولى يكاد المولود يقضي يومه نائمًا، ويُفيق خلال ذلك لفترات قصيرة ومتقطعة، مجموعها أربع ساعات على الأكثر، والأغلب عند الوليد أن مدة النوم ليلاً تعادل مدته نهارًا، وتتخللها اليقظات القصيرة المتقطعة، وبالتدريج تنقص ساعات نومه حتى 16 - 12 ساعة نهاية الشهر الثالث، وهو إما أن ينقصها من نوم الليل أو من نوم النهار - حسب ظروف ونشاطات الأسرة حوله - (التي تكون استمرارًا لما خبره عندما كان في الرَّحم)، وهو ما أحاول إقناع الأم المتبرمة به: "كان ينام طول النهار لا أدري ما به! حتى في الليل قل نومه!"، وأقول لها ولكل أم - لا سيما حديثة العهد بالأمومة، أو التي يفصل بين ولديها أمد -: الطبيعي أن ابنك سينقص ساعات نومه، ومهمتك جعله ينقصها من النهار، وليس العكس - كما نشاهد مع الأسف - (إما لأن الأم تبقى نائمة حتى العصر لسهرها ليلاً، أو لأنها تفرح بنومه نهارًا بينما تنهي أعمالها).

وتؤكد المصادر العلمية أن نوم رضيعك ليلاً هو الضمانة لصحته ونموه وتوازن هرموناته، ولأهمية تنمية "عادات النوم الحسنة" لديه مبكرًا نوصي بتوصيات، منها:
1 - أعطي وليدَكِ إشعارات أن الليل هو الذي للنوم، بأن تخففي الإنارة والأصوات تمامًا خلال رضعاته الليلية.

2 - عرِّضي ابنك للضوء الطبيعي خلال النهار، لا سيما في الصباح الباكر، ولمستوًى طبيعي من الأصوات، وزِيدي من مرات إيقاظه في النهار لإرضاعه.

3 - تجنَّبي كلَّ ما يحرِّض فرط الاستثارة لدى وليدك فور هبوط الليل، وضعيه في مهده، وراقبيه هل ينام دون مساعدتك بالهدهدة وغيرها؟ ولا تقلقي إن لم ينجح ذلك في كل مرة، بل تابعي المحاولة، علمًا أن معظم المواليد ينامون بعد استيقاظهم بـ (1 - 2) ساعة بسهولة، وأن أحدهم قد يغير طول فترة النوم أو فواصل اليقظة حسب الطوارئ: كشعوره بالمغص، أو البرد، أو الحر، وتذكري أن دورات النوم واليقظة لا تنتظم إلا بعد الشهر الثاني (بين 2 - 4 أشهر من العمر).

4 - ومرة أخرى تكرر المراجع العالمية تلك التوصية للأبوين: "أضجعي طفلك على ظهره للنوم في جميع الأوقات، ليلاً أو نهارًا"!


الغذاء الأول للوليد: ذلك الغذاء ليس سيروم ولا ماءَ تفاح ولا ماءً وسكرًا، بل هو اللِّبَأُ (أو الصمغة، أو الحليب الأول)، هذه الهبة الإلهية التي تنتظر الطفل في ثدي الأم حتى قبل ولادته، والتي لا نجد - كأطباء - مقياسًا بشريًّا نقومها بها، حتى الذهب والماس، هي قطرات ثمينة بما لا يقاس... ومن المهم أن ترضع الأم طفلها في هذه الأيام على الأقل (8 - 12) مرة في اليوم (والأفضل أكثر)، ونقول للأم: إن هذا قد يبدو صعبًا بعد مخاض وولادة متعبين، إلا أنه سيسمح أن يستفيد ابنك من كل اللبأ الذي عندك، ويحرض إفراز الحليب التالي، ويمنع احتقان الثدي في أيامه الأولى.

ولتطمئني أن الطفل الوليد لن يبكي ولن يجوع في ساعاته وأيامه الأولى، بل اللِّبَأ هو الغذاء المثالي؛ إذ يرتاح من رحلة المخاض، وهو بحاجة إلى وجبات غنية وصغيرة الحجم، بفواصل قصيرة تناسب حجم معدته، التي لا تتسع في كل وجبة إلا لملعقة واحدة فقط أول يوم، وتزيد لتبلغ (3 - 4) ملاعق فقط ثالث يوم، وبهذا يحقق ما فَطَره الله عليه من توافق المص مع البلع، ومع التنفس، خلال دورة تدريبية من الرضاعة المتأنية لذلك الغذاء الكثيف، الذي لو وزناه مع الذهب والماس لفاقها قيمة! والكافي له دون أي مشاركة عندما يرضعه بمعدل (12) مرة في اليوم لمدة خمسة أيام، هي وجبات تقدم له أمه عبرها ثلاثي: الغذاء، والمناعة، والنمو، ولا يرهقه هضمها، وتنظف أمعاءه (تساعده على طرح العقي أو البراز الأول) بتأثيرها الملين اللطيف، وهذا هو اللِّبَأ.

اليرقان الوظيفي: اليرقان هو عرَض وليس مرضًا، وهنا يصطبغ جلد الوليد باللون الأصفر، وكذلك بياض العين، والأغشية المخاطية (باطن الفم)، وسوائل البدن (الدمع)، ونَصِفُه طبيًّا بأنه: أصفر ساطع نارنجي؛ تمييزًا له عن الأصفر المخضر المشاهد في التهابات وأمراض الكبد الأخرى، وينتج هذا اليرقان الوظيفي (أو الفيزيولوجي) عن تخريب الدفعة الزائدة من كريات الدم الحمراء في جسم الوليد، وهو يخف تدريجيًّا، ويزول خلال عشَرة أيام وسطيًّا، ولوحظ أحيانًا أن الرُّضَّع من ثدي الأم يستمر لديهم اصفرار خفيف لعدة أسابيع، إلا أنهم يكونون بصحة جيدة، وكنا ذكرنا من ميزات اللبأ: أنه سهل الهضم، وله أثر ملين لطيف، وقد ثبت أنه يساعد على طرح المادة المسببة لليرقان (البيلروبين)، المتخلفة عن حل الفائض من الكريات الحمراء، الذي يستمر بعد الولادة لعدة أيام؛ أي: ذات الفترة التي يفرز ثدي الأم اللبأ خلالها! فيساعد في علاجه، فسبحان الذي أعطى لكلٍّ ما يناسبه!

وأول نصيحة للأم: أن تزيد من تواتر مرات الإرضاع من ثديها، فور ملاحظة الاصفرار (في اليوم الرابع من العمر عادة)، وتمنع التوصياتُ الحديثة إعطاء الوليد الماء بالزجاجة؛ لأنه عمل يؤثر سلبًا على الإرضاع الوالدي[1]، وقد يزيد اليرقان سوءًا، كما يمنع قطعيًّا إيقاف ذلك الإرضاع (من ثدي الأم)، حتى في حال الشك أن اليرقان مرتبط به، كما أشرنا.

وهذا اليرقان (الفيزيولوجي) سليم بشكل عام، باستثناء بعض أشكاله الخطرة؛ لذلك يجب عدم الإفراط بالخوف، ولا التفريط بالقول: إنه عاديٌّ يصيب جميعَ الولدانِ؛ فقد بينت الدراسات أن التأخر في استشارة المختص استوجب تبديل الدم بنسب أعلى مما لزم لدى المراجعين مبكرًا، الذين طبقت لهم "المعالجة الضوئية".

علمًا أن يرقان الأطفال حديثي الولادة له أشكال وأسباب أخرى؛ فقد ينجم عن انحلال مرضي في كريات دم الجنين أو الوليد، أو عن خلل موروث في الكبد والجملة الصفراوية، وأسباب أخرى تحتاج لبحث مستقل.

سَمْع الطفل الوليد وأثر الضجيج:
تنضج حاسة السمع بعمر (24 - 26) أسبوعًا حمليًّا (علمًا أنه يتأثر بالضجيج وأمواج الصوت منذ الأسبوع 16، التي تصله عبر الجلد والعظام، وليس الأذن)، وإضافة لضوضاء الرحم لا سيما دقات قلب الأم - التي يرتاح الطفل لسماعها - وهدير الدم العابر للمشيمة، يسمع الجنين المؤثرات المحيطية، ويستجيب لها بما يتناسب مع تأثر الأم، فيرتاح لما يريحها؛ كالقرآن الكريم، وينزعج للشِّجار بين الأبوين، ويولد وهو يميز أصوات مَن حوله، وقد لوحظ أنه يلتفت باتجاه الصوت الأنثوي، كما تتوتر أجنة الأُسر المجاورة للمطارات، ومواليد مدمني السهر على أفلام الأكشن، والموسيقا الصاخبة، وارتياد الحفلات، ويصابون ببكاء تهيجي عالي الطبقة، واضطرابات النوم المبكرة، وبنقص سَمْع قد يُكتشَف متأخرًا، ومن الملاحظات الطريفة ما وُثِّق من ميل الأمهات فطريًّا لحمل الوليد والرضيع - لا سيما بهدف تهدئته - وأذنه على أيسر الصدر، فقاموا بإجراء دراسة علمية أثبتت دقة هذه الملاحظة إحصائيًّا، وأنه لا فرق في ذلك بين الأمهات المعتمدات على اليد اليمنى أو اليسرى (شولاء أو يسراوية)، فيسمع رضيعها دقات قلبها، ويهدأ، سبحانك ربنا!

ولقد تعمق اليابانيون فدرسوا الاستفادة من إسماع الأطفال الانتقائي في التعلم الباكر للوليد، بل منذ الحياة الرحمية، واشتهرت تجربة الأم اليابانية التي دأبت يوميًّا على قراءة الشعر والأدب، والغناء بصوت شجي لجنينها، ومخاطبته في بطنها بلغة راقية ذات مضامين مفعمة بالعاطفة، فكان ولدها عبقريًّا، تمكن في عمر سنتين من قراءة الصحف اليومية باستيعاب تام! فإذا كان الجنين من الممكن تدريبه بالاتجاه الذي يراد، فأي مهمة تنتظرنا؟ وأي تعهد مبكر وفق الفطرة السليمة يجدر بنا؟ والوليد يبدأ بالتلقي منذ اليوم الأول، فيتأثر سلبًا أو إيجابًا! وهو يخزن المعلومات والمفردات مع التَّكرار، ويحتفظ بها لحين يستطيع استعادتها بعد بلوغه العام، سبحان الله!

وهذا يمكن تطبيقه على ما تشاء، ولكن الفطرة السليمة تجعل أكثر التجارِب نجاحًا ويسرًا تلك الخاصة بآيات القرآن الكريم، ومنها تجارِب قامت على إسماع الوليد القرآن لمدة خمس دقائق مرتين يوميًّا، واستمرت طوال عام، وكان من نتائجها: النطق المبكر مع وضوح مخارج الحروف في عمر سنة ونصف.

دمع الوليد والدماع (أو العين المبللة): يتدرج إفراز الدمع مع تقدم نمو الجنين وتطوره داخل الرحم، وعادة المواليد قبل الأوان (الخدج) لا يذرفون الدمع؛ (لعدم نضج الغدد المفرزة له)، وقد يتأخر البكاء الدامع حتى ثلاثة أو أربعة أسابيع عند بعض المواليد بتمام الحمل، مما يفسر تأخر تشخيص انسداد قناة الدمع أحيانًا، (وهو الاضطراب الخلقي الشائع الذي يرى فيه الطفل عادة بعين ممتلئة بالدمع باستمرار، وغالبًا وهو مبتسم جذل، وهذا هو عنواننا التالي)، ولكن الأعم أن يبلغ إفراز الدمع مقداره النهائي وشكله السوي بطبقات الرقاقة الدمعية الثلاث عند تمام الحمل.

انسداد أو تضيُّق قناة الدمع الخلقي:
في كل مائة مولود سويٍّ هنالك عشرون – وسطيًّا - يحدث لديهم تضيقٌ أو انسدادٌ على مسير الجهاز المفرز للدمع بسبب خلل تشريحي، فيحدث لدى المواليد انحباس الدمع ورجوعه للعين، ثم يفيض من المقلة مؤدِّيًا لظاهرة الدماع، ويكون هذا الانسداد جزئيًّا أو تامًّا، والأخير هو الذي يسبب الدماع منذ الولادة في عين واحدة، وهما تدمعان معًا للإصابة ثنائيةِ الجانبِ والمشاهدة وسطيًّا فقط في ثلث الحالات، وربما تتأخر ملاحظة الدماع العفوي الناجم عن الانسداد أو التضيق لما بعد مرحلة الوليد، التي تغطي الشهر الأول من العمر، كما أشرنا في الانسداد الجزئي، تكون القناة الدمعية الأنفية قادرة على إمرار اللفافة الدمعية للأنف بشكل جزئي ومتقطع، وبالتالي يكون الدماع عفويًّا متقطعًا، أو (على الأغلب) محرضًا تهيجيًّا، يرجع لأسباب بيئية (محسسات مخرشة)، والزكام العادي (وهو نادر عند الوليد، لا سيما الذي يرضع اللِّبَأ ويستمر على حليب الأم)، بينما في الانسداد التام تكون الأعراض شديدة ومستمرة، وقد يحدث التهاب ملتحمة متكرر يتظاهر بتعكر شديد بالمفرزات الدامعة!

التدبير: بحمد الله، إن 96% من هذه الحالات تشفى تلقائيًّا قبل عمر سنة، وتصبح قناة الدمع سالكة[2]، ويفيد هنا العلاج المحافظ أو البدئي بعد استشارة الطبيب بالتمسيد الإصبعي لقناة الدمع باتجاه الأنف (نحو الأسفل) مع سد النقطة الدمعية بالإصبع الثانية، وينبغي تنظيف الأجفان بالماء الدافئ مرة أو أكثر كل يوم، وتستخدم قطرات عينية مطهرة في حال وجود مفرزات مخاطية أو قيحية.

ونتوقف هنا أخي القارئ وأختي القارئة؛ منعًا للإطالة والإملال، وقد نخص الطفل الوليد بمقال آخر.

تم بحمد الله تعالى!


[1] للمزيد عن أهمية الإرضاع الوالدي المقال التالي في الألوكة: http://www.alukah.net/culture/0/77557/ الإرضاع.

[2] وبعد السنة الأولى من عمر الطفل يبقى احتمال التحسن قائمًا، لكنه يقل مع العمر مما يستدعي الجراحة، حيث يحتاج الأطفال الذين لم يشفوا (أربعة أطفال من المائة) لإجراء عملية سبر للقناة الدمعية ( أو تسليك )، وتجرى تحت التخدير، مع نسبة نجاح عالية تبلغ (90%)، والأطفال الـذين فشلت عمليتهم (10%) يحتاجون لإجراءات أخرى، مثل تكرار التسليك، أو تصنيع القناة الدمعية بمواد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.24 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]