|
|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الخوف من البدع يمنعنا من تذكر المناسبات الإسلامية
الخوف من البدع يمنعنا من تذكر المناسبات الإسلامية ارتبطت إحياء المناسبات الإسلامية عند المسلمين بإحياء البدع، وعدم مشروعية ذلك، فالإسلام لا يشجع البدع ولا يحتفل بها، والمسلمون الأوائل الذين تمسكوا بالكتاب والسنة لم يحتفلوا بالمناسبات التي يحتفل بها المسلمون اليوم كالإسراء والمعراج، بل تذكروها فقط، وأخذوا منها العبر والدروس والعظات. وعلى الرغم من أننا ندعو المسلمين إلى عدم إحياء البدع، والتمسك بما تمسك به الأولون، وإحياء السنن، لكن هذا لا يمنع من تذكر المناسبات الإسلامية، وبيان كيفية تذكرها، والاحتفاء بها، بتذكر الوقائع، وتدبر الحوادث، ودراسة الأسباب، والوقوف على النتائج، والعمل بالدروس المستفادة منها. فهل يمنعنا بغض إحياء البدعة من تذكر المناسبات الإسلامية الكبرى التي وقعت في تاريخ المسلمين، وبيان الدروس المستفادة منها؛ لأنها وقعت ولا شك، واستفاد من نتائجها المسلمون الأوائل. ومن المؤكد أنهم كانوا يتذكرونها بين الحين والآخر، ويستفيدون من المواعظ والدروس التي صاحبت تلك الأحداث، ويحدث ذلك بالتأكيد كلما قرأ المسلم آيات الذكر الحكيم، وعندما يمر على الآيات التي تتحدث عن حادثة معينة كالإسراء والمعراج في سور الإسراء والدخان والنجم، والتي وقعت في شهر رجب "في أحد الأقوال" من العام العاشر للهجرة، أو أحداث غزوة أحد، في سورة آل عمران أو غزوة بدر في الأنفال، أو غيرها، فلا بد أن يتعظ المسلم، و يتذكر الدروس المستفادة كلما مر بتلك الآيات. أو يأخذ العبر ويستفيد من الدروس من الآيات التي تتحدث عن الأمم السابقة التي عاندت رسل الله -تعالى-، ولم تستجب لدعوة الحق واستكبرت وفضلت الشرك واتباع الشيطان، على التوحيد والإصلاح واتباع الحق، فأهلكها الله -تعالى-: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[سورة العنكبوت40]. وورد أيضا في السنة أن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يتذكرون أيام الجاهلية، فيضحكون ويبتسم، فعن جابرِ بن سمرةَ -رضي الله عنه-، قال: "وكان طويلَ الصمتِ، وإن أصحابهُ يتناشدونَ الشعرَ عندهُ، ويذكرونَ أشياءَ من أمرِ الجاهليةِ ويضحكونَ فيبتسِم معهُم"[رواه الترمذي في سننه، وفي الشمائل وصححه الألباني]. فالذي امتنع عنه الأوائل هو إقامة احتفال بدعي خاص، وبطريقة خاصة تقع فيها المخالفات، كالمبالغة في الذكر واختراع الأذكار الشركية، وتلحينها في صورة أغاني تقال بمصاحبة آلات الطرب والمعازف، ووقوع الاختلاط، فهذه الاحتفالات تقيمها بعض الطرق الصوفية، وترتكب فيها المنكرات كالرقص والاستعانة والدعاء لغير الله -تعالى-، مع الإصرار على إقامة الموالد، مثل الاحتفال بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمبالغة في مدحه وإطرائه، وبعض المبتدعة يرفعون فيه منزلته لتصل لمنزلة الله -سبحانه وتعالى- في أشعارهم ومديحهم، أو إقامة موالد لبعض صحابته الكرام، أو تذكر بعض الأحداث الأليمة كيوم كربلاء، أو إقامة الموالد لبعض الصالحين، ما يصاحبها من بدع ومخالفات وشركيات. ونؤكد أن السيرة النبوية والمغازي كانت تدرس للصغار ويحفظوها مع آيات القرآن الواردة فيها، كغزوة بدر أو غيرها أو معرفة وقائع وتفاصيل رحلة الإسراء عند دراسة سورة الإسراء أو غيرها، فلماذا لا نتذكر تاريخها، وندرس أسباب وقوعها، والنتائج المترتبة عليها؟ والدروس المستفادة منها، دون إقامة احتفالات أو المشاركة في بدع أو احتفالات غير مشروعة. فهل يمنعنا بغض إقامة البدع، أو الخوف من الوقوع فيها من تذكر المناسبات التاريخية الإسلامية؟ وهل تمنعنا كثرة الأحزان، وتكرار وقوع المصائب والابتلاءات، من تذكر الأحداث الإسلامية؟ فهي أحداث تاريخية مفيدة، ويمكن الاستفادة منها وتذكر الدروس والعبر الواردة فيها. منقول
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |