جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الفتاوى الشرعية

ملتقى الفتاوى الشرعية إسأل ونحن بحول الله تعالى نجيب ... قسم يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-11-2006, 12:47 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ماتفعلون
والصلاة والسلام على البشير النذير السراج المنير الرحمة المهداه والنعمة المسداة
والسراج المنير صاحب الحوض والشفاعة صلى الله عليه وآله وسلم ... وبعــــــــــــد
اعلم رحمنى الله وإياك أن
التوبة فى الشرع : هى الندم على ارتكاب الإثم، والعزم الصادق على ترك العود إليه .
قال الله تعالى { وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات "25"} سورة الشورى
وقال الله تعالى { وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "82"} سورة طه
وهذا وعد من الله لمن أخلص النية فى توبتة من الذنب وندم عليه، ووعْدُه سبحانه لا يتخلف، فضلا منه ورحمة.
فمتى وجد العزم والندم الصادقان من المؤمن المذنب على ترك المعصية، وعدم العود إليها، ذلا لله وخوفا من عقابه كانت توبته حينئذ صحيحة، ونرجو من الله عزوجل أن تكون منجية له من العذاب إن شاء الله .
ولقد كتب على ابن آدم الذنب فيتوب منه فيتوب الله عليه كما عند مسلم عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته الوفاة : كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم " .
وروى أبوداود بسند صحيح عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها "
وروى السيوطى بسند صحيح عن عائشة رضى الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار" .
وروى السيوطى بسند صحيح عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة قال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " .
وروى الترمذى بسند حسنه شيخنا الألبانى عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " .
وعند البخارى عن الحارث بن سويد قال حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال : " لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده " .

فالتوبة النصوح إذا صدرت من المذنب مرَّ وكأنه لم يرتكب المعصية أصلا.
ويدل على ذلك ما روى عند أصحاب السنن من حديث بريدة بن الحصيب أن ماعزا لما جاء إلى النبى عليه السلام معترفا بأنه زنى وطلب من الرسول أن يقيم عليه الحد فلما رده عاد إليه ثانية فرده فعاد إليه الثالثة، فلما أقر على نفسه اربع مرات ، أمر به فرجم. فكان الناس فيه فريقين، فقائل يقول لقد هلك وأحاطت به خطيئته. وقائل يقول ما توبة أصدق من توبته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استغفروا لماعز بن مالك لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم " .
وفى رواية : " لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم " . ‌
وروى أبوداود والترمذى من حديث عمران بن حصين أن الغامدية جاءت الرسول عليه السلام فقالت إنى قد زنيت فطهرنى، فلما أن أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها، ثم صلى عليها فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : يا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ تصلى عليها وقد زنت قال : " والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها ".
وعند مسلم من حديث أبى أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " .
قال معاوية : بلغنى أن البطلة السحرة .
وعند مسلم من حديث عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ".

أعاذنا الله من الإثم وهدانا إلى سواء السبيل
والله الموفق وهو سبحانه وبحمده أعلى وأعلم
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
  #12  
قديم 26-09-2007, 09:51 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، شرع لنا دينا قويما ، وجعل ديننا خير دين ، فأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ففتح الله به قلوبا غلفا ، وبصر به أعينا عميا ، وأسمع به آذانا صما ، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعــــــــد
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ َقبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } سورة البقرة
فالصيام في اللغة : الإمساك في الجملة ، يقال : صامت الخيل : إذا أمسكت عن السير ، وصامت الريح : إِذا أمسكت عن الهبوب .
والصيام في الشرع : عبارة عن الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع انضمام النية إليه .
والصيام وصلة إلى التقوى كما فى قوله تعالى : { لَعَلَّكُمْ تَتـَّقـُونَ } ، لأن الصيام يكف النفس عن كثير مما تتطلع إليه من المعاصي ، وبالصيام ينجو الصائم من مهالك الذنوب .
قال ابن عباس فى كلمة التقوى المراد بها فى الآية : لعلكم تتقون الشرك ، وقال أيضا : لعلكم تتقون العقوبة .
وقال الضحاك : لعلكم تتقون النار .
وقال مجاهد : لعلكم تطيعون .
وقال ابن الجوزى فى زاد المسير : وفرَّق شيخنا علي بن عبيد الله بين التقوى والورع ، فقال : التقوى : أخذ عدة ، والورع : دفع شبهة ، فالتقوى : متحقق السبب ، والورع : مظنون المسبَّب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " اسم ــ التقوى ــ إذا أفرد دخل فيه فعل كل مأمور به وترك كل محظور .
قال طلق بن حبيب : التقوى : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله . وهذا كما في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) } سورة القمر ، وقد يقرن بها اسم آخر كقوله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) } سورة الطلاق ، وقوله تعالى { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) } سورة يوسف ، وقوله تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } سورة النساء ، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب . وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } سورة التوبة ، وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } سورة آل عمران ، وأمثال ذلك . فقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب ، مثل قوله : { آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) } سورة الحديد ، وقوله : {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) } سورة البقرة ، فعطف قولهم على الإيمان ؛ كما عطف القول السديد على التقوى ؛ ومعلوم أن التقوى إذا أطلقت دخل فيها القول السديد وكذلك الإيمان إذا أطلق دخل فيه السمع والطاعة لله وللرسول ".
والتقوى سبب في توسعة الرزق كما قال الله تعالى : { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض (96)} سورة الأعراف ، وقال كذلك فى من يتوكل عليه : { ويرزقه من حيث لا يحتسب (3)} سورة الطلاق ، وللتقوى رداء يعرف به المتقون كما قال الله تعالى : { ولباس التقوى (96)} سورة الأعراف ، وذلك لما يظهر على المتـَّقي من أثر التقوى ، والتقوى منبعا القلب كما قال الله تعالى : { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقـْوَى الْقُلـُُوبِ (32) } سورة البقرة ، فكانت أضافة التقوى إِلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى تقوى القلوب .
فعند الترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم " .
ولهذا كان كل فعل أمر الله به كان باعث تحقيقه التقوى ، فكما قال الله فى الهدْىَ : { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) } سورة البقرة ، والمعنى كما قال ابن الجوزى فى زاد المسير : لن تُرفع إِلى الله لحومُها ولا دماؤها ، وإِنما يُرفع إِليه التقوى؛ وهو ما أُرِيدَ به وجهُه منكم . فمن قرأ «تناله التقوى» بالتاء ، فإنه أنث للفظ التقوى . ومن قرأ : «يناله» بالياء ، فلأن التقوى والتُّقى واحد . والإِشارة بهذه الآية إِلى أنه لا يقبل اللحوم والدِّماء إِذا لم تكن صادرة عن تقوى الله ، وإِنما يتقبل ما يتقونه به .
فاللهم اجعلنا من الأتقياء الأخفياء اللهم آمين
وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبى البراءالأحمدى
غفر الله له ولوالديه ومشائخه والمسلمين
اللهم آمـــــــين



__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
  #13  
قديم 13-11-2007, 04:20 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

كتاب
المحكم والمتشابه فى القرآن الكريم
تأليف
العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبى البراءالأحمدى
غفر الله له ولوالديه ولمشائخه والمسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم رحمنى الله وإياك أن القرآن الكريم مشتمل على آيات محكمة وآيات متشابهة قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} سورة آل عمران .
وقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } الآية , تدل على أن من القرآن آيات محكمات ومنه آيات متشابهات , وقد وردت آية تدل على أنّ كل القرآن محكم , قال الله تعالى: { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) } سورة هود ، وورد ما يدل على أنّ كل القرآن متشابه , قال الله تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاًمَثَانِيَ(23) } سورة الزمر ، ولاتناقض بين الآيات ، ووجه الجمع بين الآيات أنّ كون القرآن كله محكما أنه غاية فى الإحكام أي : الإتقان في ألفاظه ومعانيه وإعجازه فأخباره صدق, وأحكامه عدل, لا تعتريه وصمة ولا عيب في الألفاظ, ولا في المعاني . ومعنى كونه متشابها : أن آياته يشبه بعضها بعضا في الحسن والصدق والإعجاز والسلامة من جميع العيوب دقيقها وجليلها ، ومعنى كون بعضه محكما وبعضه متشابها : أن المحكم منه الواضح المعنى لكل الناس كقوله: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى} , { وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ } , و المتشابه: على أمرين : الأول : ما خفي علمه على غير الراسخين في العلم ، بناء على أن الواو في قوله تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } عاطفة , والثانى : ما استأثر الله بعلمه : كمعاني الحروف المقطعة في أوائل السور بناء على أن الواو في قوله تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } استئنافية لا عاطفة.
والإيمان بالقرآن كله واجب ، محكمه ومتشابهه ، فمحكمه ، وهو ما اتضح معناه ، ومتشابه وهو ما أشكل معناه ، فَنَرُدّ المتشابه إلى المحكم ليتضح معناه ، فإن لم يتضح وجب الإيمان به لفظاً ، وتفويض معناه إلى الله تعالى .
و هذا التشابه يكون متشابها على بعض الناس دون بعض , وكونه يُحمل على المحكم ، يكون الجميع محكما .
قال ابن الجوزىفى زاد المسير : وفي قوله : { أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ } أربعة أقوال :
أحدها : أُحكمت فما تُنسخُ بكتاب كما نُسخت الكتب والشرائع ، قاله ابن عباس ، واختاره ابن قتيبة .
والثاني : أُحكمت بالأمر والنهي ، قاله الحسن ، وأبو العالية .
والثالث : أُحكمت عن الباطل ، أي : مُنعت ، قاله قتادة ، ومقاتل .
والرابع : أُحكمت بمعنى جُمعت ، قاله ابن زيد .
فإن قيل : كيف عمَّ الآيات هاهنا بالإِحكام ، وخص بعضها في قوله : { مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ (8)} ؟ فعنه جوابان .
أحدهما : أن الإِحكام الذي عمَّ به هاهنا ، غير الذي خَصَّ به هناك .
وفي معنى الإِحكام العامّ خمسة أقوال ، قد أسلفنا منها أربعة في قوله : { أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ } .
والخامس : أنه إِعجاز النظم والبلاغة وتضمين الحِكَم المعجزة .
ومعنى الإِحكام الخاص : زوال اللَّبْس ، واستواء السامعين في معرفة معنى الآية .
والجواب الثاني : أن الإِحكام في الموضعين بمعنى واحد . والمراد بقوله : { أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ } : أُحكم بعضها بالبيان الواضح ومنع الالتباس ، فأُوقعَ العمومُ على معنى الخصوص ، كما تقول العرب : قد أكلتُ طعام زيد ، يعنون : بعضَ طعامه ، ويقولون : قـُتلنا وربِّ الكعبة ، يعنون : قـُتل بعضنا ، ذكر ذلك ابن الأنباري .
وفي قوله : { ثُمَّ فُصِّلَتْ } ستة أقوال :
أحدها : فصِّلت بالحلال والحرام ، رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني : فصِّلت بالثواب والعقاب ، رواه جسر بن فرقد عن الحسن .
والثالث : فصِّلت بالوعد والوعيد ، رواه أبو بكر الهذلي عن الحسن أيضاً .
والرابع : فصِّلت بمعنى فسِّرت ، قاله مجاهد .
والخامس : أُنزلت شيئاً بعد شيء ، ولم تنزل جملة ، ذكره ابن قتيبة .
والسادس : فصِّلت بجميع ما يُحتاج إِليه من الدلالة على التوحيد ، وتثبيت نبوَّة الأنبياء ، وإِقامة الشرائع ، قاله الزجاج . انتهى
والمحكم : أصح ما قيل فيه ثلاثة أقوال : الأول : أن المحكم ما ظهر معناه وانكشف كشفاً يزيل الإشكال ويرفع الاحتمال وهو موجود في كلام الله تعالى .
الثاني : أن المحكم ما انتظم وترتب على وجهِ يفيد إما من غير تأويل أو مع التأويل من غير تناقض واختلاف فيه ، وهذا أيضاً متحقق في كلام الله تعالى ، والمقابل له ما فسد نظمه واختل لفظه ، ويقال فاسد لا متشابه ، وهذا يستحيل وجوده في كلام الله تعالى علوا كبيرا .
والثالث : أن المحكم ما ثبت حكمه من الحلال والحرام والوعد والوعيد ونحوه .
وقال قتادة : المحكم : الناسخ . والمتشابه : المنسوخ .
وقول حاتم الأصم : المحكم : ما أجمع على تأويله . والمتشابه : ما اختلف فيه.
وقيل المتشابه : ما كان من القصص والأمثال وهو بعيد عما يعرفه أهل اللغة وعن مناسبة اللفظ له لغة .
وعُرِّف المتشابه بأنه المقابل للمحكم وهو : ما تعارض فيه الاحتمال إما بجهة التساوي كالألفاظ المجملة كما في قوله تعالى : { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ( 228) } سورة البقرة ، وذلك لأن القـُرءَ يحتمل زمن الحيض والطـُّهر على السوية .
وقوله تعالى: { أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ( 237) } سورة البقرة ، لأن الذى بيده عقدة النكاح يتردد بين الزوج والولي .
وقوله : { أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ( 43) } سورة النساء
واللمس يتردد بين اللمس باليد والوطئ أولاً على جهة التساوي .
وكذلك الأسماء المجازية ، وما ظاهره موهم للتشبيه وهو مفتقر إلى التأويل : كقوله تعالى: { اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ(15) } سورة البقرة . وقوله تعالى : { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ( 54) } سورة آل عمران . وقوله تعالى : { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي(29) } سورة الحجر . وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا (71) } سورة يس .
وقوله تعالى : { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) }
وقوله تعالى : { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ(67) } سورة الزمر .
فإنه لا يبقى إلا التخرص و لا حد له فقد يتخرصالانسانوجهين ، أو أكثر و معلوم أنه لا يتبين واحد من ذلك بياناً واضحاً ، فثبت التشابه .
{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } سورة الرحمن . ونحو ذلك من الكنايات والاستعارات المؤولة بتأويلات مناسبة لإفهام العرب . وإنما سمي متشابهاً لاشتباه معناه على السامع وهذا أيضاً موجود في كلام الله تعالى .
قال الخطابى : فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل ، والمتشابه يقع به الإيمان والعـلم الظاهر ، ويوكل باطنه إلى الله عز وجل ، وهو معنى قوله : (وما يعلم تأويله إلا الله) ، وإنما حظ الراسخين أن يقولوا : (آمنا به كل من عند ربنا) . وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن ؛ كقوله عز وجل : (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر) ، وقوله : (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) . راجع الأسماء للبيهقى .
قال الماوردي : من أعظم علم القرآن علم أمثاله والناس في غفلة عنه لاشتغالهم بالأمثال وإغفالهم الممثلات ، والمثل بلا ممثل كالفرس بلا لجام والناقة بلا زمام .
وجاء فى كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي : أن عبد الله بن عمرو ، قال : { من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه ، إلا أنه لا يوحى إليه } .
وقال الخطيب البغدادى: وفي القرآن المحكم والمتشابه ، والحقيقة والمجاز ، والأمر والنهي ، والعموم والخصوص ، والمبين والمجمل ، والناسخ والمنسوخ .
وعند البخارى وسلم من حديث عائشة ــ رضي الله عنها ــ قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} سورة آل عمران .قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ،فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم}.
وعن ابن عباس ، في قوله تعالى : { آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ } . قال : هي التي في الأنعام : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151)وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153)} . يقول : هن أم الكتاب يعني : أصل الكتاب ، لأنهن في اللوح المحفوظ مكتوبات ، وهن محرمات على الأمم كلها في كتابهم ، وإنما سُمينَّ : أم الكتاب لأنهن مكتوبات في جميع الكتب التي أنزلها الله على جميع الأنبياء ، وليس من أهل دين إلا وهو يوصي بهن ، ثم قال : { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } ، يعني بالمتشابهات : { الم } (البقرة) ، { المص } (الأعراف) ، { المر } (الرعد) ، { الر } (يونس) ، شبه على اليهود كم تملك هذه الأمة من السنين ، فالمتشابهات هؤلاء الكلمات الأربع ، { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ } يعني : ميلا عن الهدى ، وهو الشك ، فهم اليهود ، { فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ } يعني : ابتغاء الكفر ، { وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } ، والابتغاء : الاجتهاد فى الطلب ، يعني : منتهى ما يكون ، وكم يكون ، يريد بذلك الملك ، يقول الله تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } ، كم يملكون من السنين ، أمة محمد صلى الله عليه وسلم يملكون إلى يوم القيامة ، إلا أياما يسلبهم الله بالدجال .
وفى القول : إن المحكم ما تعلق بالأحكام وعلم الحلال والحرام .
قال مجاهد : { آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ } : حكم ما فيها من الحلال والحرام وما سوى ذلك .
وقيل : إن الآيات المحكمات هي : الناسخة والثابتة الحكم . والمتشابهات هي : المنسوخة الحكم والأمثال والأقسام ، وما لا يتعلق بحلال ولا حرام .
وقال ابن عباس : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } قال : المحكمات : ناسخهُ وحلاله وحرامه وفرائضه ، وما يؤمن به ويعمل به ، والمتشابهات : منسوخه ومقدمه ، ومؤخره ، وأمثاله وأقسامه ، وما يؤمن به ولا يعمل به .
وعن الضحاك ، قال : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } : ( الناسخ ) { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } : ( المنسوخ ) .
وقال بعض أهل العلم : إن الآيات المتشابهات ، آيات متعارضة في الظاهر ، وبها ضلَّ أهل الزيغ ، إذا رأوا أن القرآن ينقض بعضه بعضا .
يتبـــــــــــــــــــع
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
  #14  
قديم 13-11-2007, 04:31 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb

وقال عبد الله بن مسلم بن قتيبة : أصل التشابه : أن يشبه اللفظ اللفظ في الظاهر ، والمعنيان مختلفان ، قال الله تعالى في وصف ثمر الجنة : { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا(25) } سورة البقرة ، أي : متفق المناظر ، مختلف الطعوم ، وقال : { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ (118) } سورة البقرة ، أي : أشبه بعضها بعضا في الكفر والقسوة ، ومنه يقال : اشتبه عليَّ الأمر : إذا أشبه غيره ، فلم تكد تفرق بينهما ، وشبِّهت عليَّ : إذا ألبست الحق بالباطل ، ومنه قيل لأصحاب المخاريق : أصحاب الشُبهْ ، لأنهم يُشبِّهون الباطل بالحق ، ثم قد يقال لكل ما خفي ودقَّ : متشابه ، وإن لم تقع على الحيرة فيه من جهة الشبه بغيره ، ألا ترى أنه قد قيل للحروف المقطعة في أوائل السور متشابهة ، وليس الشك فيها والوقوف عندها لمشاكلتها غيرها والتباسها بها .
ومثل المتشابه ــ المشكل ــ وسُمِّي المشكل بذلك : لأنه دخل في غيره فأشبهه وشاكله ، ثم قد يقال : لما غمض ، وإن لم يكن غموضه من هذه الجهة مشكلا .
وجاء فى كتاب العلل ومعرفة السؤالات للإمام أحمد ، عن سعيد بن جبير ، عن بن عباس ـــ رضى الله عنهما ــ قال : جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر حجج قال قلت وما المحكم قال المفصل .
قال عبد الله بن أحمد قال أبى : هذا عندي حديث واهٍ ، أظنه قال: ضعيف . راجع موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في الجرح والتعديل .
وقال الفيروزابادي : وأما المتشابه فاختلف أصحابنا فيه ، فمنهم من قال : هو والمجمل واحد ومنهم من قال : المتشابه ما استأثر الله تعالى بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه . ومن الناس من قال : المتشابه هو : القصص والأمثال ، والمحكم ، والحلال والحرام ومنهم من قال : المتشابه : الحروف المجموعة في أوائل السور ، كـ : المص (الأعراف) ، المر (الرعد) ، وغير ذلك قال أبو إسحاق : والأول أصح ، وأما ما ذكروه ، فلا يوصف بذلك . وقال أبو بكر : محمد بن الحسن بن فورك : الصحيح عندنا أن المحكم : ما أحكم بيانه ، وبلغ به الغاية التي يفهم بها المراد من غير إشكال والتباس ، والمتشابه : هو الذي يحتمل معنيين أو معاني مختلفة ، يشبه بعضه بعضا عند السامع في أول وهلة ، حتى يميز ويتبين وينظر ويعلم الحق من الباطل فيه ، كسائر الألفاظ المحتملة ، التي يتعلق بها المخالفون للحق ، وذهبوا عن وجه الصواب فيه قلت : وحكى القاضي أبو الطيب : طاهر بن عبد الله الطبري ، أن أبا بكر محمد بن عبد الله المعروف بالصيرفي قال : المتشابه على ضربين ، ضرب استأثر الله بعلمه ، وانفرد بمعرفة تأويله ، وضرب يعلمه العلماء ، والدليل على الضرب الأول قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } ، إلى قوله : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ } فنفى أن يعلم تأويل المتشابه إلا الله ، وابتدأ بعد ذلك الكلام بقوله : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ } والدليل على الضرب الثاني : حديث النعمان بن بشير المتفق عليه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس } . فدل على أن القليل من الناس يعلم المشتبهات .
قلت : والصحيح - والله أعلم - أن المتشابه يعلمه الراسخون في العلم ، { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } ، فإن الله عز وجل لم يُنزل في كتابه شيئا إلا وقد جعل للعلماء طريقا إلى معرفته .
وعند الحاكم بسند حسن من حديث عبد الله ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد و نزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف : زجر و أمر و حلال و حرام و محكم و متشابه و أمثال ، فأحلوا حلاله و حرموا حرامه و افعلوا ما أمرتم به و انتهوا عما نهيتم عنه و اعتبروا بأمثاله و اعملوا بمحكمه و آمنوا بمتشابهه و قولوا : { آمنا به كل من عند ربنا } ] .
وروى عن أيوب قوله : [ لا تلقى أحدا من أهل البدع إلا وهو يجادلك بالمتشابه من القرآن ] .
قال الشيخ عبد الرحمن اليمانىفى كتابه التنكيل ــ بتصرف ـــ :
وكلا القولين يمكن تطبيقه على السياق .
وأما القول الأول ؛ فأهل الزيغ يتبعون المنسوخ و المجمل ، فتارة يعيبون القرآن بالتناقض - زعموا - وبعدم البيان . و تارة يتشبثون بذلك لتقوية أهوائهم كما فعل النصارى ، إذ تشبثوا بما في القرآن من إطلاق الكلمة و الروح على عيسى ، و كما فعل المشركون عندما سمعوا قوله تعالى : [ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم ] و تارة يبتغون تأويله مع عدم تأهلهم لذلك و عدم رجوعهم إلى الراسخين ، كما فعل الخوارج في قوله تعالى : [ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ] و قوله : [ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَان ] ، و نحو ذلك .
وأما القول الثاني : فأهل الزيغ يتبعون تلك النصوص ، تارة ابتغاء الفتنة ، بأن يعيبوا القرآن و الإسلام بزعم أنه جاء بالباطل فيزعمون أن لفظ [ بِيَدَيّ ] معناه أن لله سبحانه يدين مماثلتين ليدي الإنسان يجوز عليهما ما يجوز على يدي الإنسان ثم يقولون : و هذا باطل ، ثم يوجه كل منهم ذلك إلى هواه ، فنمهم من يستدل بذلك على أن القرآن ليس من عند الله ، و أن محمداً ليس بنبي ، ومنهم من يستدل بذلك على أن القرآن جاء بالبطل مجاراة لعقول الجمهور ، إلى غير ذلك . و تارة ابتغاء تأويله ، فمنهم من ذهب يتخرصتخرص هشام بن الحكم و أصحابه و غيرهم من المشبهة الضالة ، و منهم من يحرف تلك النصوص بحملها على معاني بعيدة ، كعقول بعضهم أن اليدين هما القدرة و الإرادة و غير ذلك .
وقوله تعالى : [ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا به ] ، و ينطبق على كل من القولين ، إلا أنه القول الأول يكون قوله : [ وَالرَّاسِخُونَ ] عطفاً ، و المعنى أن الراسخين يعلمون تأويله أيضاً ، و على القول الثاني يكون قوله : [ وَالرَّاسِخُونَ ] استئنافاً ، فهم لا يعلمون تأويله ، و إنما امتازوا بأنهم لا يتبعونه اتباع الزائغين ، بل يقولون : [ آمَنَّا به ] الآية .
ويدل على تصحيح كلا القولين أن من الناس من و قف على قوله : [ إلا الله ]، ومنهم من لم يقف ، و أنه صح عن ابن عباس أنه ذكر الآية ثم قال : (( أنا ممن يعلم تأويله)) . وصح عنه أنه قرأ : (( و يقول الراسخون )) .
والتأويل على القول الأول بمعنى التفسير ، و على الثاني بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها اللفظ ، ففي قوله تعالى : [ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي ] تأويل اليدين حقيقتهما و كنههما على ماهما عليه .

ــــــــــــــــــــــــ{ العلم والفهم أصل التأويل }ــــــــــــــــــــــ
عن سعيد بن جبيرقال : جاء رجل لابن عباس ـــ رضى الله عنهما ـــ ، فقال : يا ابن عباس ، إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ ، فقد وقع ذلك في صدري ؟ فقال ابن عباس : ( أتكذيب ؟ ) فقال الرجل : ما هو بتكذيب ولكن اختلاف ، قال : ( فهلم ما وقع في نفسك ) فقال الرجل : أسمع الله تعالى يقول : { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ، وقال في آية أخرى : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } ، وقال في آية أخرى : { ولا يكتمون الله حديثا } ، وقال في آية أخرى : { والله ربنا ما كنا مشركين} ، فقد كتموا في هذه الآية ، وفي قوله : { أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها } ، فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض ، وقال في الآية الأخرى : { أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين } ، فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء ، وقوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } ، { وكان الله عزيزا حكيما } ، { وكان الله سميعا بصيرا } فإنه كان ثم انقضى ؟ فقال ابن عباس : ( هات ما في نفسك من هذا ) فقال السائل : إذا أنبأتني بهذا فحسبي . قال ابن عباس : قوله تعالى : { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ، فهذا في النفخة الأولى ، ينفخ في الصور ، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض ، إلا من شاء الله ، فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، ثم إذا كانت النفخة الأخرى ، قاموا ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) ، وأما قول الله تعالى : { والله ربنا ما كنا مشركين } وقوله : { ولا يكتمون الله حديثا } ، فإن الله تعالى يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم ، لا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ، ولا يغفر شركا ، فلما رأى المشركون ذلك قالوا : { إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك } ، تعالوا نقول إنا كنا أهل ذنوب ، ولم نكن مشركين ، فقال الله تعالى : أما إذ كتموا الشرك ، فاختموا على أفواههم ، فيختم على أفواههم ، فتنطق أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون ، فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا ، فذلك قوله تعالى : { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا } وأما قوله : { أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها } ، فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء ، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ، ثم نزل إلى الأرض فدحاها ، ودحيها : أن أخرج منها الماء والمرعى وشق فيها الأنهار ، وجعل فيها السبل ، وخلق الجبال والرمال والأكوام وما فيها ، في يومين آخرين فذلك قوله تعالى : والأرض بعد ذلك دحاها ، وقوله : { أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين } فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام ، وجعلت السماوات في يومين وأما قوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } ، { وكان الله عزيزا حكيما } ، { وكان الله سميعا بصيرا } فإن الله تعالى جعل نفسه ذلك ، وسمى نفسه ذلك ، ولم ينحله أحدا غيره ، وكان الله : أي لم يزل كذلك . ثم قال ابن عباس : ( احفظ عني ما حدثتك ، واعلم أن ما اختلف عليك من القرآن أشباه ما حدثتك ، فإن الله لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ، ولكن الناس لا يعلمون ، فلا يختلفن عليك القرآن ، فإن كلا من عند الله عز وجل ) .

قال حكمى فى المحكم والمتشابه

والمحكم المتضح المعنى بـــه ... واستأــر الله بذي التشــــابه
أعني بذي التشابه : الحقيقي ... ليس الإضافي على التحقيق
نحو الحروف في أوائل السور ... على تـــــلاوة لها فليقتصـر
نقــــــــول آمــــنا بــــه والكل ... مـــــــن عند ربنا فلا نضــــل
مـــع اعتقــــــاد إن أراد الله ... معنــــــى به لم يدره ســـــواه
وعــــد منه الافتتاح بالقسـم ... كـالذاريات المرسلات تلو عم
شاهده ما لصبيغ قد جـــرى ... مع عمر إذ عاقــــبه وهجــرا
ولم يقـــــع في ديننا الحنيف ... في حــــق ما أنيـــط بالتكليف
فإنــــه أناطـــــــه بالوســــــع ... كما استبان بالدليـــل القطعي
أما الإضـــــافي : فعند العلما ... بالـــــــرد للمحكم عاد محكما
نحــــو الذي أوضحه إذ سئلا ... عنه ابن عباس فبان واجلى
كذكر خلق أرضـــــــــه مقدما ... وبعده ثم اســتوى إلى السما
مـــع ذكـــــره في آية سـواها ... أن بعـــد رفعــه السما دحاها
فمـــا يـــــراه الناظـــر اختلافا ... فليعـــــــزه لفهمـــه مضـــافا
وكل مـــن يعـــتقد التناقضــــا ...في محكم النصين إن تعارضا
فليس تخلـــــو هـــذه القضـيه ... من فــرط جهل أو لخبث نيَّه
ولا يجــــــوز قـــط في القرآن ... ورود ألفــــــاظ بلا معــــــان
وصــــــرف ظــــــاهر بلا دليل ...من طرق تفضي إلى التضليل
وليس في القــــرآن باطن أتى ... على خــــلاف ظــاهر قد ثبتا
فـــــذاك قــــــول ظاهر الإلحاد ... بكفـــــر مـــن قــــال به ينادي
ـــــــــــــ
فصـــــــــل
قال الدكتور عبد المجيدالزندانىفى نظرة تاريخية فى علم الأجنة :
إن تاريخ علم الأجنة يدل على أن التخلق البشري كان دائماً مثار اهتمام كبير ، وقد اقتصرت الدراسات الأولى على استخدام الوصف التخيلي نظراً لقلة الوسائل التقنية المتقدمة حينئذ ، وبعد اختراع المجهر في وقت لاحق اتسمت الدراسات بدقة أكبر وظلت تستخدم الوصف إلى جانب الأساليب التقنية التجريبية ، بيد أن كثيراً من هذه الملاحظات الوصفية كان على قدر كبير من التخيل والبعد عن الدقة ، ولم يتم التوصل إلى فهم ووصف أدق للتخلق الجنيني إلا في هذا القرن وباستخدام الأجهزة الحديثة فقط .
ويمكننا أن نستنتج من تحليل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أنها تتضمن وصفاً دقيقاً شاملاً للتخلق البشري من وقت امتزاج الأمشاج وخلال تكون الأعضاء وما بعد ذلك ، في مثل قوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14) ﴾[المؤمنون:12-14].
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم :(إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها ، وخلق سمعها ، وبصرها وجلدها ، ولحمها ، وعظامها ..) .
ولم يكن هناك أي تدوين مميز شامل للتخلق البشري كالتصنيف المرحلي وعلم المصطلحات والوصف قبل القرآن الكريم. فقد سبق هذا الوصف القرآني والنبوي بقرون كثيرة في معظم الحالات إن لم يكن في كلها ، تسجيل المراحل المختلفة لتخلق الجنين البشري في المؤلفات العلمية المعروفة .
وقبل ظهور المجهر المركب لم تكن هناك أية وسيلة نعرفها لمراقبة المراحل الأولى للتخلق البشري (النطفة على سبيل المثال) .
وإن تقديم وصف علمي لمراحل التخلق البشري، يتطلب الحصول على عدد كبير من الأجنة البشرية في عمر معين ودراستها ، ويصعب تماماً حتى في يومنا هذا تجميع مثل هذه السلسلة. وقوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)﴾ [المؤمنون:17] ، يلمح إلى سبب وجود نصوص عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية تصف تفاصيل التطور الجنيني .
هذا وأسأل الله أن يغفر ذلتى ويجبر كسر عزيمتى ويقوى ضعف قوتى
وأعوذ بالله أن أذكر به وأنساه
وأسأله أن يرزقنى صلاح النية ويبعد عنى شر الرياء والكبر فهما الرَّدية
لا إله إلآ الله
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
  #15  
قديم 18-03-2008, 03:42 AM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونومن به ونتوكل عليه، ونستهدي الله بالهدى، ونعوذ به من الضلال والردى، ومن الشك والعمى ، من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، يعز من يشاء، ويذل من يشاء ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، إلى الناس كافة رحمة لهم وحجة عليهم ، والناس حينئذ على شر حال ، في ظلمات الجاهلية ، دينهم بدعة ، ودعوتهم فرية ، فأعز الله الدين به صلى الله عليه وسلم وألف بين قلوب المؤمنون فأصبحوا بنعمته إخوانا ، وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها ، فالطاعة لله وللرسول ، فإن الله عزوجل هو القائل : { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا } .

فالحمد لله الذي عرفنا نفسه ، وعلمنا دينه ، وجعلنا من الدعاة إليه ، والمحتجين له ، فاللهم إنا نسألك تمام النعمة ، والعون على أداء شكرك ، وأن توفقنا للحق برحمتك ، إنك ولي ذلك والقادر عليه ،
والحمد لله الذي مَنَّ علينا بتوحيده، وجعلنا ممن ينفي شبهة خلقه وسياسة عباده، وجعلنا لا نفرق بين أحد من رسله، ولا نجحد كتاباً أوجب علينا الإقرار به ، ولا نضيف إليه ما ليس منه ، إنه حميد مجيد، فعال لما يريد ، والحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، ورحمنا بنبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، فهدانا به من الضلال ، وجمعنا به من الشتات ، وألف بين قلوبنا، ونصرنا على عدونا، ومكن لنا في البلاد، وشرح لنا صدور العباد ، وجعلنا به إخوانا متحابين ، فاللهم لك الحمد على هذه النعمة، ونسألك ربنا المزيد فيها واجعلنا من الشاكرين ، اللهم إنا نعوذ بك من كل معصية ونعوذ بك من كل بدعة ردية ، فإن السنة نعمة والبدعة ردية ، فمن ترك السنة وابتدع البدعة ودعى لها وسار خلف دعاتها وكله الله لنفسه فأردته فى الردية فلا يفزع إلى توبة ولا ينتصح بنصيحة بل هام على وجهه فى الأرض حيران لايجد الهدى وهو أمامه فالتمسه فى الضلال كالذى حسب السراب ماء فأجهد نفسه فى الوصول إليه حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، فما سلبوا عزتهم إلآ بهذا ، وسلط الله عليهم عدوهم بهذا .

الأخوة والأخوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم أما بعـــــــــــــــد
فإنه ليعتصر القلب حزنا ، وينفطر الفؤاد ألما ، على حال أمتنا ، هوان فى العلم ، هوان فى الفكر ، اضمحلال فى العقل ، لاينشط أعضاء هذه الأمة إلآ فيما لا يفيد ـــ إلآ من رحم الله ـــ

وقفت والألم يعتصرنى على موضوعات طال فيها الكلام والاستدلال ، وزادت حدة المتحاورين ، وتطاول كل على الآخر ، فى ماذا ؟ الله أعلم بما تكنه الأفئدة
.

أولا : هلآ تعلمنا كيف نتكلم ، ثم نتعلم كيف نتحاور ، ثم نتعلم كيف نتعلم .

ثانيا : هلآ تمسكنا بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وتفقهنا بفقه صحابته رضوان الله عليهم ، وسرنا على نهج سبيل السلف فى المجمع عليه والمختلف فيه .
ثالثا : هلآ أنكرنا ذاتنا ، ووأدنا حميتنا وحزبيتنا ، وتجردنا لله عز وجل ، فنبدأ كما بدأ الصحابة مع رسولهم صلى الله عليه وسلم ، لايسبقونه بالقول ، ولا يرفعون صوتهم على صوته ، بل يسيرون خلفه حذو القذة بالقذة ، فلأجل هذا دانت لهم العرب والعجم .

رابعا : هيا نتعاهد على قول الحق والصدق وأن نرفع شعار : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)} سورة الأحزاب .

والآن أبدأ فى الذى أريد أن أثبته هنا ، فبحول الله وتوفيقه أقول :

من الاختلافات التى اختلف فيها الأخوة فى منتدانا الحبيب ـــ الاحتفال بالمولد النبوى ـــ
ولابأس أن يوم ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم ميلاد لإعادة الربط بين الأرض والسماوات وحيا ، وهو كذلك يوم ميلاد الهداية المحمدية ، وهو كذلك يوم غراس عقيدة التوحيد فى الأرض بعد أن أشرك أهلها واتخذوا الشرك عبادة يتعبدوا بها ، نعم يوم مولده صلى الله عليه وسلم يوم لابد وأن يقف المسلم أمامه طويلا ، ولكن هذه الوقفة لابد وأن تكون بداية عهد مع الله أن يسير الذى يقفها كما سار الحبيب ولا يزيغ عن نهج الحبيب ولا يقول قال الناس ولكن ليقل قال الحبيب صلى الله عليه وسلم فكما قال مالك ابن أنس : { كل يؤخذ من قوله ويرد إلآ المعصوم صلى الله عليه وسلم } .

* تنقل العلماء أمام يوم ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الحب والعاطفة والعلم والتعلم ، فالحب والعاطفة وحدهما لايجلبان علما ، ولايكونا سببين لأخذ العلم ، فما عرفنا من علمائنا أنهم تساهلوا وهم يعطون العلم لطلاب علمهم ، بل ألزموهم أشياء لابد وأن يتحلى بها طالب العلم ، كالصدق والأمانة والجرأة فى الحق والهمة والمداومة على الطاعة وأن لا يخشون فى الله لومة لائم وأن يقولوا الحق ولو كان مُرَّا ، وهكذا من الأمور التى يعرفها ويتحلى بها كل من جلس إلى عالم يأخذ منه علما .

* فإن قال قائل أنه يجب أن يُحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بد أن نترجم القول من ثلاثة أوجه : الوجه الأول : من القائل وما حجته وما دليله ؟
الوجه الثانى : مامعنى الاحتفال فى نظر القائل ؟
الوجه الثالث : هل قوله هذا يطابق السنة أم يخالفها ؟
والبيان فى ذلك بحول الله وحده :
لا يعرف المؤرخون أن أحدا قبل الفاطميين احتفل بذكرى المولد النبوى كما قال القلقشندى فى " صبح الأعشى " عن الفاطميين قوله : فكانوا يحتفلون بالذكرى فى مصر احتفالا عظيما ويكثرون من عمل الحلوى وتوزيعها .
قال المقريزى وابن الأثير فى كتابه " الكامل " : وكان الفاطميون يحتفلون بعدة احتفالات يسمونها ـ المولد ـ لآل البيت ، كما احتفلوا بعيد الميلاد المسيحى ، ثم توقف الاحتفال بالمولد النبوى سنة 488 هـ وكذلك الموالد كلها ، لأن الخليفة المستعلى بالله جعل الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالى وزيرا ، وكان رجلا قويا لا يعارض أهل السنة واستمر الأمر كذلك حتى ولى الوزارة المأمون البطائحى ، فأصدر مرسوما بإطلاق الصدقات فى 13 من ربيع الأول سنة 517 هـ وتولى توزيعها " سناء الملك " .
ولما جاءت الدولة الأيوبية أبطلت كل ما كان من آثار الفاطميين ، ولكن الأسر كانت تقيم حفلات خاصة بمناسبة المولد النبوى، ثم صارت ، رسمية فى مفتتح القرن السابع فى مدينة " إربل ــ بالعراق " على يد أميرها مظفر الدين أبى سعيد كوكبرى ، وهو سُنِّى اهتم بالمولد النبوى فصنع قبابا من خشب ونصبها من أول شهر صفر، وزينها أجمل زينة ، وجعل فى كل منها الأغانى والملاهى ، ويأمر الناس بالمشاركة فى هذه المظاهر . وكانت هذه القباب الخشبية منصوبة من باب القلعة إلي ، باب الخانقاه ، وكان مظفر الدين ينزل كل يوم بعد صلاة العصر، ويقف على كل قبة ويسمع الغناء ويرى ما فيها، وكان يعمل المولد سنة فى ثامن الشهر، وسنة فى ثانى عشره ، وقبل المولد بيومين يخرج الإِبل والبقر والغنم ، ويزفها بالطبول لتنحر فى الميدان وتطبخ للناس .
وأنكر العلماء انتشار هذه البدع التى جعلوها فيما يسمى بالموالد ، حتى أنكروا أصل إقامة المولد ، ومنهم الفقيه المالكى تاج الدين الإِسكندرى المعروف بالفاكهانى ، المتوفى سنة 731 هـ ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطى بنصها فى كتابه " حسن المقصد" .
ويقول ابن الحاج أبو عبد الله العبدرى فى " المدخل " : إن الاحتفال كان منتشرا بمصر فى عهده ، وكان يعيب ما فيه من البدع .
ثم قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع لإقامة المولد ، وممن استحسن المولد السيوطى وابن حجر العسقلانى ، وابن حجر الهيتمى ، مع إنكارهم لما لصق به من البدع ، واستدلوا بقول الله تعالى : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله " 5 " } سورة إبراهيم .
وذكروا مارواه النسائى والبيهقى فى شعب الإِيمان عن أبىّ بن كعب أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " أيام الله " نعمه وآلائه . راجع روح المعانى للآلوسى . وقالوا : أن ولادة النبى نعمة كبرى يجب أن يُذكر بها . اهـ .
ومن هنا أقول :
إقامة الاحتفالات فى يوم مولده صلى الله عليه وسلم أو قبله أو بعده لا يجوز شرعا ، لكونه بدعة محدثة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من علماء السلف في القرون الثلاثة الأولى المفضلة ، فالصحابة وعلماء السلف أعلم الناس بسنَّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأشد الناس حبا لرسوله صلى الله عليه وسلم وأكمل الناس اتباعا لشرعه ،فعند أبى داود وابن ماجة بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد } أي: مردود عليه ولن يقبل منه .
وعند أبى داود بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودِّع فماذا تعهد إلينا ؟ فقال : { أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } .
فالحذر الحذر من إحداث البدع أواتباع من يعملون بها ، وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين :{ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "63" } سورة النور .
عند مسلم من حديث أبى قتادة الأنصارى الطويل وفيه قال : وسئل - النبى صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الاثنين قال " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أُنزل علىَّ فيه " .
فمن أراد الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فيصم الاثنين من كل أسبوع ولا يخصص يوم الاثنين من كل عام فهذا فعله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله سبحانه وبحمده : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)} سورة الحشر
وليتأمل اللبيب هذه الآيات : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) } سورة النساء
وجاء فى الجامع الصغير للسيوطى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله }
والخلاصـــــــــة
قال شيخنا العلامة الألبانى فى كتاب التوسل والوسيلة : إن كل مخلص منصف ليعلم علم اليقين بأننا والحمد لله من أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أعرفهم بقدره وحقه وفضله صلى الله عليه وسلم وبأنه أفضل النبيين وسيد المرسلين وخاتمهم وخيرهم . وصاحب اللواء المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمى والوسيلة والفضيلة والمعجزات الباهرات وبأن الله تعالى نسخ بدينه كل دين وأنزل عليه سبعا من المثاني والقرآن العظيم وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس إلى آخر ما هنالك من فضائله صلى الله عليه وسلم ومناقبه التي تبين قدره العظيم وجاهه المنيف صلى الله تعالى عليه وآله وسلم تسليما كثير وإننا - والحمد لله - من أول الناس اعترافا بذلك كله ولعل منزلته صلى الله عليه وسلم عندنا محفوظة أكثر بكثير مما هي محفوظة لدى الآخرين الذي يدعون محبته ويتظاهرون بمعرفة قدره لأن العبرة في ذلك كله إنما هي في الاتباع له صلى الله عليه وسلم وامتثال أوامره واجتناب نواهيه كما قال سبحانه وتعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم (31)} سورة آل عمران ، ونحن بفضل الله من أحرص الناس على طاعة الله عز وجل واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم وهما أصدق الأدلة على المودة والمحبة الخالصة بخلاف الغلو في التعظيم والإفراط في الوصف الذي نهى الله تعالى عنهما فقال سبحانه : { يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق (171)} سورة النساء ، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنهما فقال : { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله } .انتهى
فتعظيم النبي وتوقيره إنما هو : بالإيمان بكل ما جاء به من عند الله ، واتباع شريعته عقيدة وقولا وعملا وخلقا بالتسليم والانقياد ، وترك الابتداع في الدين ، ومن الابتداع في الدين الاحتفال بهذه الكيفية التى يفعلها المضللون وعوام الناس بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بالطبل والرقص والاختلاط وصنع الحلوى هل فى ذلك من ورع ؟ هل فى ذلك من إيمان ؟
هل هذا شرع المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟
اللهم اهدنا واهدى بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
ويعلم الله أنى أحبكم جميعا فى الله
وما قصدت بذلك إلآ وجه الله والدار الآخرة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.

__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
  #16  
قديم 31-08-2008, 03:02 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين صراطه مستقيما سبحانه وبحمده وأخبر عن ذلك فقال : " وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) " سورة الأنعام ، وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الصراط المستقيم فقال سبحانه وبحمده له صلى الله عليه وسلم : " قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) " سورة الأنعام . والرسول صلى الله عليه وسلم نور من ربه إلى البشرية جمعاء وأرسل مع نور البشرية صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم هذا الكتاب البين الواضح وجعل لمن اتبع هذا النور الهداية إلى صراطه المستقيم فقال سبحانه وبحمده : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) " سورة الأعراف . فلما آمنا به وصدقناه هدانا الله إلى الصراط المستقيم ، فأحمدك ربى سبحانك حمداً يليق بجلالك وعظمتك وقدرتك وفضلك ومنِّك وكرمك ، ودليل السير على صراط الله المستقيم طاعته ، ومن طاعته فعل ماأمر واجتناب مانهى ، ولقد فرض علينا صيام رمضان فصُمنا وشكرناه سبحانه أن مكَّن لنا القدرة على صيامه ، فالحمد لله الذي أوجب الصيام في رمضان عبادة على عبادهِ ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير الهادى من الضلال والمنقذ من الهلاك أجود الناس وأطيب الناس صلى الله عليه وسلم فهو الريح المرسلة بالخير للثقلين ، تقربَ إلى الله فقرَّبه وسجد لله فرفعه وأعلى قدره ومنزلته ، جعل قرة عينه فى الصلاة فقال كما عند النسائى بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة " . ولهذا لما جاء رمضان وهو أجود الناس وكان أجود مايكون فى رمضان قام ليله فأصبحت سنَّة من بعده صلى الله عليه وسلم لأمته .
فالحمد الله وحده أن بلغنا رمضان ، ولرمضان مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ، كيف لا وهو شهر الرحمة والرضوان والقرآن والغفران والعتق من النيران ، شهرالهبات والعطايا والنفحات والمنن من الرحمن سبحانه وتعالى .
اعلم رحمنى الله وإياك أن
صوم رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) " سورة البقرة .
اعلم أن الصيام مصدر صام كالقيام ، وأصله في اللغة الإمساك عن الشيء والترك له ، ومنه يُقال للصمت : صوم ، لأنه إمساك عن الكلام من قول القائل : " صُمت عن كذا وكذا " – يعني : كففت عنه – أى " أصوم عَنه صوْمًا وصيامًا ". فمعنى" الصيام " ، الكف عما أمر الله بالكف عنه . ومن ذلك قيل :" صَامت الخيل " ، إذا كفت عن السير ، ومنه قول النابغة الذبيانى :
خَيْلٌ صِيَامٌ، وخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ... تَحْتَ العَجَاجِ، وأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا
ومنه قول الله تعالى لمريم : " إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا (26) " سورة مريم ، والصوم هنا معناه : الصمتُ عن الكلام .

رمضان كله رحمة

نعم رمضان كله رحمة ودليل هذه الرحمة أن رب العزة والجلال يفتح فيه أبواب الجنان ويغلق فيه أبواب النيران فكما عند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة " .

التقوى هى النتاج الأسمى للصيام

نعم فالتقوى هى النتاج الأسمى للصيام وهى الثمرة التى ينتجها شهر رمضان للصائم . نعم إنها التقوى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ﴾ ، فهي حكمة الصيام وغايتة .
وللتقوى زى يتحلى به كل من اتقى وهو خير لباس يلبسه المرء قال الله تعالى : " يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) " سورة الأعراف .
وللمفسرين في لباس التقوى عشرة أقوال :
الأول : أنه السمت الحسن ، قاله عثمان بن عفان ، ورواه الذيَّال بن عمرو عن ابن عباس .
الثاني : العمل الصالح ، رواه العوفي عن ابن عباس .
الثالث : الإيمان ، قاله قتادة ، وابن جريج ، والسدي ، فعلى هذا ، سمي لباس التقوى ، لأنه يقي العذاب .
الرابع : خشية الله تعالى ، قاله عروة بن الزبير .
الخامس : الحياء ، قاله معبد الجهني ، وابن الأنباري .
السادس : ستر العورة للصلاة ، قاله ابن زيد .
السابع : أنه الدرع ، وسائر آلات الحرب ، قاله زيد بن علي .
الثامن : العفاف ، قاله ابن السائب .
التاسع : أنه ما يُتَّقى به الحر والبرد ، قاله ابن بحر .
العاشر : أن المعنى : ما يَلْبَسه المتقون في الآخرة ، خير مما يلبسه أهل الدنيا ، رواه عثمان ابن عطاء عن أبيه .
قلت : فلباس التقوى خير لباس وهو جامع للصفات العشرة ولهذا قال الله تعالى : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } فكيف ينفع ستر البدن وحسن المظهر على فاجر لا يعرف لله حقا ولا يعبد رب السماوات والأرض ولا يخشاه ؟ ! ، ولهذا قال ابن قتيبة فى هذا المعنى : ولباس التقوى خير من الثياب ، لأن الفاجر ، وإِن كان حسن الثوب ، فهو بادي العورة . قال الشاعر في هذا المعنى :
إنِّي كأنِّي أرَى مَنْ لا حَياءَ لَه ... وَلاَ أمَانَةَ وَسْطَ القَوْمِ عُريانا

فضل الصيام

الصيام يهذب النفس وينمى فضيلة الحلم والأناة ويقرب الصائم من مولاه سبحنه وبحمده فالصائم صام طائعا لأوامر ربه فطوبى له حين وصفه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كما عند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها " .
والصوم مفضل على الأعمال الأخرى بأن جعل الله لمن ترك متع نفسه وشهواتها لأجل ربه أجرا خاصا ، فكان لله أن يكافئه بأن جعل له بابا من أبواب الجنة الثمانية لايدخل منه إلآ الصائمون ، فعند البخارى من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " .
ويكفى الصائم أن الله عز وجل بشَّره بأنه فرح بفضل الله فى دنياه لأنه أطاع ربه فصام وعند لقاء ربه يفرح بلقائه الذى فيه الزيادة فكما عند البخارى من حديث أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه " .
الله أكبر ـ وإذا لقى ربه فرح بصومه ـ فى يوم المزيد عندما يلقى الصائم ربه يفرح باجر صومه الذى لايعلمه إلآ رب العزة والجلال ـ فإنه القائل سبحانه وبحمده ـ كل عمل ابن آدم له إلآ الصيام فإنه لى وأنا أجرى به ـ وإليك هذا الحديث المُفرح فى يوم المزيد كما عند البخارى من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة : " يا أهل الجنة " فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ، فيقول : " هل رضيتم " فيقولون : وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : " أنا أعطيكم أفضل من ذلك " قالوا : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : " أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا " .
فيا من أحسنتم هذا جزاء إحسانكم فربكم كريم وفضله عميم وإليك حديث مسلم عن صهيب بن سنان الرومى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : " تريدون شيئا أزيدكم " ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ، قال : " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل " .
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد وزاد ثم تلا هذه الآية : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } .

من خصائص شهر رمضان

الخصيصة الأولى : أنه شهر القرآن قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍمِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) سورة البقرة .
الخصيصة الثانية : تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار، وتصفدالشياطين .
الخصيصة الثالثة : فيه تضاعف فيه الحسناتوتمحى الخطيئات .
الخصيصة الرابعة : أن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أنينقص من أجر الصائم شيئاً .
الخصيصة الخامسة : أن فيه ليلة القدر وليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة مع جبريل عليه السلام فى هذه الليلة وهذا فضل عظيم .
الخصيصة السادسة : فيه أكلة السحور التي هي ميزة صيامنا عن صيام الأممالسابقة .
الخصيصة السابعة : وقعت فيه غزوة بدر الكبرى ، وقد تنزلت فيهاالملائكة للقتال مع المؤمنين ، وكان النصر المبين ، حليف المؤمنين ، واندحر جيش الشرك .
الخصيصة الثامنة : أن فيه صلاة القيام ــ التراويح ــ .
فخصائص رمضان كثيرة فهو الخير كله فاللهم وقد بلغتنا رمضان فأنعم علينا بطاعتك وأكرمنا بفضلك وجودك وكرمك يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يسر لنا صيامه وقيامه واجعلنا من عتقائك من النار . اللهم آمين
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
  #17  
قديم 12-11-2008, 10:47 AM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,573
الدولة : Lebanon
افتراضي جميع مواضيع الشيخ أبو البراء الأحمدي - متجدد بإذن الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في هذا الموضوع ، سوف نضع روابط مواضيع الشيخ الفاضل أبو البراء الأحمدي
جزاه الله خيراً على كل ما يقدم لنا من علم شرعي و فقه و أحكام و متابعة وتواصل ، فبارك الله له في علمه و عمله و وقته و جهد و تعبه معنا

و إن شاءالله سوف نجدد الروابط مع كل مواضيع جديدة للشيخ أبو البراء الأحمدي ...

و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله
  #18  
قديم 12-11-2008, 10:50 AM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,573
الدولة : Lebanon
افتراضي مواضيع رمضانية





  #20  
قديم 29-11-2008, 03:06 PM
الصورة الرمزية قطرات الندى
قطرات الندى قطرات الندى غير متصل
مراقبة القسم العلمي والثقافي واللغات
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 18,080
الدولة : Lebanon
افتراضي

السلام عليكم اختى الكريمة
ملاك النور
جزاك الله خيرا
على الجهد الطيب..

و بارك الله فى شيخنا الفاضل
ابو البراء الاحمدى
على ما يقدمه لهذا الدين
و نفع الله به كل المسلمين
و ادام قلمه متالقا فى منتدانا و بيتنا الثانى الكبير
**منتدى الشفاء الاسلامي**
اللهم اميين..
__________________
-------




فى الشفاءنرتقى و فى الجنة..
ان شاء الله نلتقى..
ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 201.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 195.74 كيلو بايت... تم توفير 5.97 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]