حلب في الأدب التركي الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-03-2019, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي حلب في الأدب التركي الحديث

مذكرات علي كمال نموذجا
حلب في الأدب التركي الحديث
عبد الستار الحاج حامد


علي كمال: روائي وصحفي وسياسي تركي من أبرز المفكرين والأدباء في الأدب التركي الحديث. نفي إلى حلب عام 1889م، وأعدم ميدانيا بسبب مواقفه السياسة عام1922م.

أقام علي كمال في ولاية حلب ست سنوات، عمل خلالها في وظائف مختلفة.
أتيحت له فرصة التعرف على الولاية ومناطقها المختلفة.
أعطى حيزا لا بأس به لولاية حلب في مؤلفاته، ولا سيما مذكراته.
قدم الكاتب معلومات قيّمة تسلط الضوء على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لولاية حلب في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.
تحدث عن الإيجابيات التي رآها في الولاية ولم يهمل ذكر سلبياتها، كما أورد بعض الحكاية الغريبة المتعلقة بأهلها.


أعـــطــى الأدب التركي الحديث - الذي يؤرخ لبدايته بعام 1840م مع صدور مرسوم التنظيمات في الدولة العثمانية - مكانة هامة للبلاد العربية، ولا سيما بلاد الشام، وبشكل خاص في الفترة التي كانت فيها تلك البلاد تحت سيطرة الدولة العثمانية. فثمة قسم لا بأس به من الأدباء الأتراك عاشوا قسما من حياتهم في بلاد الشام، فمنهم من عاش طفولته فيها، مثل الروائية والكاتبة فاطمة عالية جودت، والروائي محمد جلال، ومنهم من عمل موظفا لدى الدولة العثمانية، من أمثال الشاعر والطبيب المشهور: جناب شهاب الدين، والروائية: خالدة أديب أدوار، والروائي: نابي زادة ناظم، ومنهم من نفي إلى تلك البلاد، مثل الكاتب والسياسي الكبير: علي كمال، والروائي: رفيق خالد قايا. لذلك كان من الطبيعي أن يفرد هؤلاء الكتاب لسورية في كتاباتهم، ولاسيما في جنسي الرواية والمذكرات حيزا لا بأس به (1).

في هذا البحث سنتوقف عند مذكرات أهم هؤلاء الكتاب، وهو الكاتب والسياسي والصحفي المشهور علي كمال، الذي تكمن أهميته في كونه سياسيا ومفكرا إضافة لكونه أديبا وشاعرا، عاش في حلب ما يقارب ست سنوات في الفترة مابين عامي 1889-1895م ، كما كتب روايتين: «الأختان»، و«مغامرة في الصحراء»، تدور أحداثهما في سورية، واختار شخصيات هاتين الروايتين من السكان المحليين والموظفين الأتراك في سورية.
ولد علي كمال في حي السليمانية، أحد أقدم أحياء إسطنبول في 1869م، لأسرة غنية وذات صلة بالموظفين الكبار في قصر السلطان العثماني.
كان والد علي كمال تاجرا كبيرا ورجلا متدينا يمجد السلطان والدولة العثمانية، أما أمه فقد كانت جارية جركسية. درس علي كمال في مكتب الرشدية، إلا أنه وبسبب مشاكله الكثيرة طرد بعد سنوات من التحاقه به، بعدها التحق بدكان والده مع مواظبته على متابعة الدروس في جامع السليمانية، جذب علي كمال -الذي كان صاحب ذكاء- انتباه بعض المسؤولين في القصر -الذين كانوا على صلة بوالده- فتوسطوا له وأعادوه إلى المكتب.
تتلمذ علي كمال في مكتب الملكية على أيدي أساتذة كبار في الأدب التركي، من أمثال الشاعر والناقد معلم ناجي، والشاعر والكاتب رجائي زاده محمود أكرم، في عام 1885م أصدر علي كمال برفقة أصدقائه في مكتب الملكية أول جريدة له، ولم يتجاوز يومها السابعة عشرة من عمره، نشر فيها بواكير أشعاره وبعض كتاباته.
وفي عام 1887م قرر مع صديق له الهرب إلى فرنسا لمتابعة دراسته هناك، إلا أنه ما لبث أن عاد بعد سنة بسبب وفاة والده.
عاد علي كمال من فرنسا بأفكار جيدة حملها معه، فأراد أن يؤسس جمعية طلابية في مكتب الملكية كتلك التي رآها في فرنسا، لكن ما لبث أن قبض عليه مع زملائه أثناء اجتماع الجمعية السري الثاني الذي كان يترأسه في منزله، وبعد التحقيق معه سجن لمدة ستة أشهر نفي بعدها إلى ولاية حلب في عام 1889م.
حضر علي كمال إلى حلب برفقة عائلته الصغيرة ليعمل أولا كاتبا في الولاية، ثم مفتشا وجابيا للضرائب يجوب المناطق والمدن المجاورة لحلب، كما عمل فترة من الزمن مدرسا للغة التركية في المكتب الإعدادي في حلب، عرف علي كمال بين زملائه بنزاهته وبتفانيه في عمله.
في عام 1895م عاد إلى إسطنبول لكنه ما لبث أن غادرها من جديد إلى فرنسا، حيث درس الحقوق والسياسة، كما عمل خلال تلك الفترة مراسلا لجريدة «إقدام» الإسطنبولية في باريس، وانضم إلى صفوف حركة «جون ترك» المعارضة، إلا أنه غادر صفوفها سريعا لقناعته بعدم جدواها ليلتحق بوظيفة كاتب في سفارة الدولة العثمانية في سويسرا. في عام 1900م توجه إلى مصر حيث عمل مديرا في مزرعة لأحد باشوات العثمانيين هناك، ولكن حدثت مشكلةٌ بينه وبين صاحب المزرعة فترك مصر عام 1908م ليعود إلى إسطنبول.
في فترة إقامته في مصر تزوج بفتاة إنكليزية تعرف عليها عندما كان يقضي عطلته في بريطانيا. بعد عودته إلى إسطنبول عمل رئيس تحرير في جريدة «إقدام»، ولكن وبسبب إنقلاب 31 أذار غادر إسطنبول إلى أوربة، ولم يعد إليها إلا بعد إصدار عفو عام 1912م، بعد الإطاحة بالاتحاديين الذين كانوا سببا لمغادرته إسطنبول.

بعد عودته أصدر جريدة الصباح، وأسس حزبا سياسيا، وفي عام 1919م شغل منصب وزير المعارف لمدة شهرين، ثم شغل بعدها منصب وزير الداخلية لمدة لا تتجاوز بضعة أشهر (2).

علي كمال عاش حياته معارضا للسلطة، فقد انتقد سياسات السلطان عبد الحميد، وانضم إلى معارضيه فترة من الزمن، كما كان خصما قويا لحركة الاتحاد والترقي وللحركة الشعبية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، حيث انتقد هاتين الحركتين في كتاباته الأمر الذي أدى لإعدامه ميدانيا دون محاكمة في إزميت عام 1922م، بعد نجاح الحركة الشعبية في الوصول إلى إسطنبول.
علي كمال وإن كان قد عارض بعض سياسات الدولة العثمانية وانتقدها في مقالاته، إلا أنه بقي طوال حياته مدافعا عن الخلافة العثمانية، الأمر الذي جعل الروائي بيامي صفا يقول: «السياسة العثمانية أعدمت ميدانيا مع علي كمال في إزميت» (3).

يتقن علي كمال التركية والعربية والفرنسية والإنكليزية، وخلف العديد من الكتب والروايات أهمها: عمري (مذكرات نشرها على شكل مقالات في جريدة الصباح أولا، ثم جمعت في كتاب بعد وفاته)، صفحة الشباب، صفحة التاريخ، الأختان (رواية)، مغامرة في الصحراء (رواية)، فترت (رواية)، رجال الاختلال، تونس، راشد مؤرخ أم شاعر، علم الأخلاق، إضافة لعدد من الكتب التي ترجمها عن الفرنسية، ناهيك عن مقالاته الأدبية والسياسية التي تزيد عن 1000مقالة، عرف من خلالها بأسلوبه القوي وجرأته.كما ترجمة بعض أثاره إلى اللغة الفرنسية (4).

عاش علي كمال في حلب بين عامي 1889 و1895م، وبحكم وظيفته كمفتش وجاب للضرائب أتيحت له فرصة التجول في مختلف المدن السورية، والتعرف على السكان المحليين والبدو، إضافة للموظفين والولاة الأتراك الذين كانوا يعملون هناك، وقد تحدث في مذكراته المسماة «عمري» بشيء من التفصيل عن ولاية حلب.
تحدث الكاتب في مذكراته عن ولاة حلب مبرزا سلبيات وإيجابيات كل وال من هؤلاء الولاة، ذاكرا أهم صفاتهم وأعمالهم التي قاموا بها في الولاية، مبينا السياسات التي انتهجوها في إدارة الولاية وانطباعات الأهالي عنهم.
ومن الولاة الذين تحدث عنهم الكاتب جميل باشا، يبدو جميل باشا في مذكرات الكاتب واليا شجاعا صارما لا يفرق بين الأشراف وعوام الناس، استطاع تحقيق الأمن والاستقرار في الولاية، كما وضع حدا لتدخل القناصل في شؤون الولاية، كما قام بتوسيع مدينة حلب بإنشاء الحي المعروف حتى يومنا هذا بحي الجميلية نسبة لهذا الوالي، لكن هذا الوالي كان يدير الولاية بطريقة كيفية بعيدة عن القانون مما جعله عرضة لشكاوي الأهالي الأمر الذي أدى لعزله.

أما حسن باشا فيبدو واليا متدينا ونزيها لا يأخذ الرشوة، يمضي جل وقته في قراءة القرآن الكريم، ومثنوي جلال الدين الرومي، يحب السلطان عبد الحميد الثاني كثيرا، بيد أنه ضعيف إلى درجة أنه لا يستطيع عزل الموظفين الفاسدين، كما أنه يخاف من الأجانب الذين كانوا يعيشون هناك، وينجز أعمالهم بسرعة.

أما عارف باشا فيبدو في مذكرات علي كمال واليا فاسدا ضعيفا ليس لديه خبرة في إدارة أمور الولاية، فقد عمّت الفوضى الولاية في فترة ولايته، ولم يستطع توفير الأمن والاستقرار في الولاية، الأمر الذي جعله عرضة لشكاوى الأهالي وفي مقدمتهم عبد الرحمن الكواكبي.
يذكر علي كمال أهم السلبيات للدولة العثمانية في ولاية حلب، يرى الكاتب الذي عمل مفتشا وجابيا للضرائب في الولاية أن الرشوة والفساد من أهم السلبيات في الولاية، فقد كانت الرشوة شائعة إلى درجة أن الناس لم يعودوا يتصورون موظفا لا يأخذ رشوة، فحتى المتدينين من الموظفين كانوا مرتشين. على الرغم من تحريم الدين والقانون الرشوة إلا أنها بقيت منتشرة في الولاية لانتشار الفساد.

وبسبب هذا الفساد كانت الدولة تخسر الكثير من الأموال، فالسكان كانوا يتهربون من دفع الضرائب للدولة عن طريق رشوة الموظفين، أما ما كان يجمع من أموال الضرائب فيسرق من قبل الموظفين الفاسدين، وكان يتم ذلك بشكل علني دون خوف أو وجل، لكن الكاتب يعود ويقول في مكان آخر من مذكراته أن الموظفين على الرغم من ذلك كانت مخافة الله ومخافة السلطان تسكن قلوبهم، فلا يتمادون في أخذ الرشوة والفساد كثيرا.

ويورد الكاتب في مذكراته بعض الحكايات المتعلقة بالفساد المنتشر في الولاية، بعض تلك الحكايات جرى أمام عينيه، وبعضها الآخر سمعه من الناس.

فمن حوادث الفساد التي كان شاهدا عليها حادثة سرقة ضرائب الأغنام في قضاء الباب، حيث أرسل للتحقيق في هذه القضية، فقد كانت بعض القبائل البدوية تحط رحالها في هذا القضاء، الأمر الذي يوجب عليها دفع ضريبة للدولة، لكن قائم مقام ومدير المال وأمين الصندوق في قضاء الباب اتفقوا على سرقة قسم كبير من الضرائب، وذلك من خلال إعطاء إيصالات للبدو بالمبالغ التي دفعوها لكنهم كانوا يسجلون واحدا بالمئة من تلك المبالغ في دفتر الإيصال.

ومن حكايات تسلط الأقوياء على البسطاء حكاية المتنفذ حسن بيك زاده الذي كان يتهرب من دفع الضريبة للدولة، إضافة إلى تصرفه وكأنه هو الحاكم في الولاية.

يروي الكاتب حكاية شاب مسيحي مر راكبا على بغل وعربة بالقرب من بستان من بساتين المتنفذ حسن، فقام بقطع غصن من أغصان شجرة دراق ليستعمله كرباجا، وفي أثناء ذلك رآه البستاني، فأخذه إلى المتنفذ حسن الذي بدأ بحساب قيمة الثمار التي كان سينتجها هذا الغصن في السنوات القادمة، فنتج عن هذا الحساب مبلغ كبير من المال يساوي ثمن البغل والعربة فأخذهما وخلى سبيل صاحبهما.

ويذكر الكاتب حكاية أخرى من حكايات هذا المنتفذ سمعها من الناس، ولا يعرف إن كانت صحيحة أم لا، تقول الحكاية أن حسن بيك كان عنده بيت كبير بمحاذاة حي بحسيتا، وأراد أن يوسع هذا البيت قليلا، وكان بجانب البيت بيتٌ صغيرٌ ليهودي فقير، فقرر حسن بيك أخذ هذا البيت ليوسع بيته، لكنه لم يرد دفع المال مقابل ذلك، فوجد حيلة استطاع من خلالها الاستيلاء على البيت، حيث طلب من جاره اليهودي الفقير الاعتناء بدجاجاته لأنه سيذهب إلى منزله الصيفي، لم يستطع اليهودي رد طلب حسن بيك خوفا منه، ولأنه فقير لم يكن يستطيع إطعام الدجاجات، في نهاية المطاف اضطر إلى بيعها، وبعد سنوات طلب حسن بيك من اليهودي الدجاجات قائلا:«فين جيجات فين بيضات» (أين الدجاجات وأين البيضات)، ولكن اليهودي كان قد أضاع الدجاجات، فبدأ حسن بيك بحساب ثمن الدجاجات وثمن الفراخ التي كانت ستفقس من البيض، فنتج عن هذا الحساب أن اليهودي أصبح مدينا لحسن بيك بمبلغ كبير من المال يعادل ثمن منزله الصغير، فاستولى على هذا المنزل (5).
يتحدث الكاتب في مذكراته عن المنشآت التي بنيت في الولاية في ذلك الوقت، ومن أهمها المكتب الإعدادي (ثانوية المأمون حاليا)، الذي لم يكن له مثيل حتى في إستطنبول، فقد جلب أثاثه من باريس، بالإضافة إلى مزرعة تجريبة تم انشاؤها بمساع من مدير الزراعة واهان سورينيان.
في ما يتعلق بعلاقة الشعب مع الدولة العثمانية لاحظ الكاتب أن السكان كانوا يحبون السلطان عبدالحميد الثاني والدولة العثمانية، ويظهرون هذا الحب، ويحاولون أن يطبقوا أوامره قدر المستطاع، وعندما كانوا يتعرضون للظلم كانوا يفضلون مراجعة السلطان على اللجوء إلى السلاح أو الثورة. و«كان الأشراف يتطلعون للحصول على نيشان أو ثناء من السلطان، فإذا حصل الواحد منهم عل ثناء أو نيشان من السلطان كان يجن من الفرح» (6).
أولى الكاتب أهمية كبيرة للتركيبة السكانية لمدينة حلب ذاكرا أهم الطوائف التي كانت تسكن هناك وأشهر العوائل في المدينة. يذكر الكاتب أهم العوائل الحلبية المسلمة من مثل الجابري وكيخيا والمدرس والشريف والسباعي، ويتحدث عن وضع كل عائلة من هذه العوائل، فيذكر أن عائلة الجابري هي الأكثر عددا، وكان زعيم هذه العائلة «حجي أفندي» والد نافع أفندي الجابري، الذي كان يبلغ الثمانين من عمره، لكنه كان قوي البنية، ففي الوقت الذي كان يزوج فيه أحفاده كان عنده ولد في المهد. أما نافع أفندي الجابري الذي انتخب عضوا في مجلس المبعوثان كان ذكيا داعيا من دعاة الحرية، محاربا للاستبداد.
أما رئيس عائلة كيخيا التي تتركز معظم أملاكها في منطقة حارم، فقد كان أحمد أفندي الذي كان يملك العديد من الخانات بجوار القلعة مليئة بالسجاد والتحف القديمة، بالإضافة للقصر الذي كان يسكن فيه. أحمد أفندي كان يعرف بأخلاقه الحميدة وتدينه، فقد كان عضوا مستقيما نزيها في مجلس الولاية لا يعرف التملق، وكان لا يهاب الاصطدام مع الولاة في سبيل الوصول إلى الحق، إلا أنه كان يربي أولاده وفقا للأصول القديمة ولا يحب التجديد.
أما عائلة المدرس فقد كانت أغنى العوائل في المدينة، كان رئيس هذه العائلة زكي بيك، الذي كان عضوا في مجلس الإدارة، كما كان غنيا جدا وماكرا ومتملقا.

زكي بيك كان كاتبا صغيرا لكن بدهائه أصبح أحد أعضاء مجلس الولاية.

كان يحب نفسه كثيرا ففي الفترة التي انتشرت الكوليرا في حلب انزوى في مزرعة له، ولم يعد يخالط الناس، كما كان يرتدي معطفه في شهر آب خشية البرد.

الهوامش
1- انظرKefeli, Emel, Edebiyat Co?rafyas?nda Akdeniz. ?stanbul: 3F Yay?nevi, 2006. S148,153,164.
2- انظر Uzun, Mustafa, “Ali Kemal” D?V, Türkiye Diyanet Vakf?, c.2. ?stanbul 1989, s. 405-407.
3- انظر Gezgin, Faruk, Ali Kemal Bir Muhalifin Hikâyesi , ?sis yay. ?stanbul 2010. S 238.
4- انظر المرجع السابق ص 247-248.
5- Ali Kemal, ?mrüm-Ali Kemal, haz Kayahan ?zgül , Hece yay. Ankara, 2004. S. 169-170.
6- انظر المرجع السابق ص 193.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.64 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]