التدرب على الإلقاء - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74452 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2019, 07:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي التدرب على الإلقاء

التدرب على الإلقاء
د. إسماعيل علي محمد








لا يغني الاستعداد الفطري والنفسي عن التعلم والمِران، بل إن المرء إذا كانت لديه موهبة طبيعية، ولم يتعهدها بالتعلم والتدريب، فلن تنمو وترقى، بل قد تتعرض إلى الموت البطيء، فمع أهمية الموهبة، لا غنى عن تعلم قواعد الخَطابة، وقوانينها، والتدرب عليها، فهذا أدعى إلى تربية الملكات، وتنمية الاستعدادات.








قال أبو داود بن حريز: " رأس الخَطابة الطبع، وعمودها الدُّرْبة، وجناحها رواية الكلام، وحَلْيُها الإعراب، وبهاؤها تخير الألفاظ، والمحبة مقرونة بقلة الاستكراه " [1].








وقال خالد بن صفوان: " إنما اللسان عضو إن مرنته مَرَن، فهو كاليد تخشنها بالممارسة، وكالبدن تقويه برفع الحجر، والرِّجْل إذا عُوّدت المشي مشت " [2].








والتعلم يرشد الخطيب إلى المنهج الصحيح لمخاطبة الناس وإقناعهم والتأثير فيهم، والتدريب يكسبه ثقة بنفسه، وإِلْفا للخَطابة، كما يساعده في التخلص من عيوبه، وتفادي أخطائه.








وقد يكون لدى شخص ما استعدادٌ فطري قوي للخَطابة لكنه يهمل التعلم والتدرب فيذبل هذا الاستعداد ولا يؤهله لإجادة الخَطابة، بينما قد يكون لدى شخص آخر استعداد فطري ضعيف لما يعتريه من بعض العيوب الخِلقية، لكنه يأخذ نفسه بالتدريب المتواصل، والتعلم المستنير، ويروض نفسه ويعودها التغلب على عيوبه، ويلح في التكرار والتمرين، فإذا به ينمو استعداده، وتتربى ملكاته، ليصبح فيما بعد خطيبًا لا يشق له غبار.








وتاريخ الخَطابة ينبئنا عن أناس كانت لديهم بعض العيوب الخِلقية الكلامية التي تحول بينهم وبين النبوغ في الخَطابة، وتنقص من تقدير الناس لهم، لكنهم أصروا على التخلص منها ومعالجتها، وتوسلوا إلى بلوغ ذلك بكثرة الارتياض والممارسة والتدريب، حتى آل أمرهم إلى أن صاروا من الخطباء المشهورين، وأرباب الفصاحة والبيان المعدودين.








ومن النماذج البارزة في هذا الصدد؛ واصل بن عطاء، حيث روّض نفسه على إسقاط الراء من حديثة، وتجنب إيراد هذا الحرف في كلامه تمامًا، ليتخلص من عيب يقدح في فصاحته، ويفتح ثغرة لنقده من قِبل خصومه، حتى تهيأ له ما أراد.








وفي هذا يقول الجاحظ: ولما علم واصل بن عطاء أنه ألثغ، وأن مخرج ذلك منه شنيع، وأنه إذا كان داعية مقالة، ورئيس نحلة، وأنه يريد الاحتجاج على أرباب النحل وزعماء الملل، وأنه لا بد له من مقارعة الأبطال ومن الخطب الطوال، وأن البيان يحتاج إلى تمييز وسياسة، وإلى ترتيب ورياضة، وإلى تمام الآله وإحكام الصنعة، وإلى سهولة المخرج وجهارة المنطق، وتكميل الحروف وإقامة الوزن، وأن حاجة المنطق إلى الحلاوة والطلاوة، كحاجته إلى الجزالة والفخامة، وأن ذلك من أكثر ما تُستمال به القلوب، وتثنَى به الأعناق، وتزيد به المعاني... إلى أن قال:



ومن أجل الحاجة إلى حسن البيان، وإعطاء الحروف حقها من الفصاحة، رام أبو حذيفة إسقاط الراء من كلامه، وإخراجها من حروف منطقه، فلم يزل يكابد ذلك ويغالبه ويناضله ويساجله، ويتأتى لستره والراحة من هُجْنته، حتى انتظم له ما حاول، واتسق له ما أمّل، ولولا استفاضة هذا الخبر، وظهور هذه الحال حتى صار لغرابته مثلًا، ولطرافته معلمًا، لما استجزنا الإقرار به، والتأكيد له، ولست أعني خطبه المحفوظة، ورسائله المخلدة، لأن ذلك يحتمل الصنعة، وإنما عَنَيْتُ محاجة الخصوم، ومناقلة الأكفاء، ومفاوضة الإخوان [3].








ومن الخطباء المشاهير الذين وصلوا إلى الإجادة بالتدريب، وكثرة التمرين؛ "ديموستنيس" اليوناني.








فلقد " مالت نفسه إلى الخَطابة فأخذ يُعِد نفسه لها، رغم ما كان به من عيب خلقي يحول دون نبوغه فيها، فقد كان ألثغ ثقيل اللسان لا يكاد يبين حروفه، وكان الناس يضحكون منه ويسخرون من خطابته، ولكنه بذل جهدًا في تعويد لسانه على النطق والإبانة، ومن محاولاته أنه كان يحبس نفسه الأيام والساعات الطويلة، وهو يقرأ بصوت جهير، ولهجة خطابية تصحبها الإشارات والانفعالات كأنه يخاطب جمهورًا، وكان ديموستنيس يحلق نصف رأسه فلا يستطيع أن يبرز للناس في هذه الحالة.








ومن محاولاته أيضًا أنه كان يذهب إلى البحر، ويضع في فمه حصاة ثم يقف ليخطب، محاولًا إبراز حروفه، وتجويد كلماتها رغم وجود الحصاة في فمه، وبهذا قاوم ما به من عيب خلقي، وكان يتخيل الأمواج جموعًا حاشدة تستمع إليه، فيظل يخاطبها ويهيب بها أن تفعل كذا أو كذا، وكل هذه المحاولات خلقت منه خطيبًا كبيرًا "[4].








هذا، ولا يظن طالب الخَطابة ومريدها أنه لا بد له من النجاح في تدريبه وارتياضه منذ البداية؛ نعم إن وُفِّق إلى هذا فهو خير، ولكن عليه أن يهيئ نفسه لتقبل عدم التوفيق، وشأنه شأن أي متعلم يتوقع النجاح والفشل، فإذا لم يحصل النجاح من البداية؛ فلا ييأس، وينصرف عن مواصلة تدريبه، بل يصبر ويصابر، ويواصل التدريب والإعداد، وفي كل مرة عليه أن يستفيد من أخطائه السابقة، وينمي ما اهتدى إليه من إيجابيات، وبالصبر - إن شاء الله - يبلغ ما يريد.










[1] البيان والتبيين 1 /44، العقد الفريد 4 /139.




[2] فن الخَطابة، الشيخ علي محفوظ. ص 18.




[3] البيان والتبيين 1 /14- 15.




[4] الخَطابة د / عبد الجليل شلبي ص 148- 149، الخَطابة، أبو زهرة ص 25- 26.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.72 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]