استشهاد خاطف الجندي جلعاد شاليط / تيسير أبو سنيمة - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191049 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2649 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 656 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 929 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1089 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 851 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 835 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 918 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92797 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 20-05-2011, 05:26 PM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي رد: استشهاد خاطف الجندي جلعاد شاليط / تيسير أبو سنيمة


سيرة الشهيد المجاهد
محمد علي صالح عواجة " أبو عبد الله "
باع الحياة رخيصة لله والله اشترى


حرارة انبعثت تداعب الأرض، تلهب القلوب في حماسة ، ونور سطع ناشرا ضياءه نبراسا للفضائل ، شمس برزت إلى العلا وهاجة ، واستقرت وسط السماء فعمت المكان بمكانها ، وصلت الأرض بشعاع ذهبي كلما احترقت أسرت غيرها في رحابها!! فالبريق أصيل لا مخادع ، والنجم الهادي تتبعه كواكب سيارة .
وقفت الأنظار ترقب عساها تختلس نظرة في غيبة الأضواء أو انبهاتها فتدرك المعالم حتى طال انتظارها والوهج زياد ، وإلى أن حان الغروب في ساعة ليل بلا شروق انزوت عن مكانها فبانت ثم ارتقت ، وأشرقت في القلوب عهود الوفاء " قسما يا محمد إنا خلفك سائرون".
وكيف ننساك ؟؟ وذاك الشعاع حفر في جدار القلب أجمل ذكرى !! لن نبرح الأرض إلا شموسا تشرق بلا غروب ، وإن غربنا فشهادة وارتقاء وإشراق .

إشراقة نورانية

انسل النور مرسلا أطياف السعادة يبشر بإطلالة وليد ازدانت قلوب آل عواجة بألوان الفرح لقدومه ، وسعد والده الأستاذ علي بالغ السعادة به فأضاف للضياء ضياء بأن أطلق على ابنه اسم "محمد" تيمنا باسم النبي صلى الله عليه وسلم وتبريكا لأول تشريف وتبيانا لمعالم الطريق أمام ابنه ، فارتسم تاريخ السادس من أكتوبر عام 1982 م بأحرف نورانية بهذا الميلاد المبارك .
وبدأ الطفل يترعرع في حي تل السلطان غربي محافظة رفح بين أحضان عائلته المؤمنة ذات العلاقات الاجتماعية المميزة ، وفي ذات الوقت عاش حياة اللجوء مع عائلته الممتدة جذورها إلى بلدة يبنا في فلسطين المحتلة عام 1948 ، وذلك كحال ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين شردهم الاحتلال الصهيوني عن أرضهم.
طلق الحديث ، سمح الطفولة ، محبوب لدى أقرانه بعض ملامح ميزت محمدا في طفولته ودلت على شخصية قيادية منذ صغرها ، ففي نادرة تدل على تعلقات قلبه الطفولي يروي والده قائلا :" في أحد الأعياد طلب منه الزائرون فك نقود لهم ، فذهب واشترى سلاحا لعبة ، وأعاد لهم الباقي ، مما أثار عجب الحاضرين من فعلته ". وكان يبادر والده فيذكره أن يقوم للصلاة فور سماع الآذان .
طفولة تكشف النقاب عن محمد كشخصية مؤثرة ، ذات سمت قيادي ، تشكلت بعوامل فطرية و أسرية واجتماعية حباه الله بها .

تفوق دراسي

بدت على محمد علامات النجابة والذكاء فخط ذلك أثناء رحلته الدراسية إضافة إلى أدبه الرفيع وأخلاقه العالية فكان محبوبا من معلميه وأصدقائه ، اختتم المرحلة الإبتدائية والإعدادية في مدرسة العمرية لينتقل منها إلى مدرسة كمال عدوان الثانوية ويتخرج بمعدل 76.7 % في الثانوية العامة فرع العلمي .
وبدا على محمد حيرة شديدة حول مستقبله الجامعي وأي تخصص يدرس ، فاستند كعادته إلى أبيه ليشاوره ويأخذ برأيه ، وخلص الأب وابنه إلى اتفاق أن يدرس محمد في كلية العلوم بالجامعة الإسلامية وينتقل فيما بعد إلى كلية الهندسة ، ومضى الفصل الأول لمحمد في كلية العلوم وقبل انتهائه حصل منعطف جديد في حياة محمد لتنقله الأقدار إلى رحلة جديدة تصقل شخصيته على عين الله .

منعطف مفصلي

عرضت على محمد منحة عسكرية إلى الهند فتشجع لها حيث كان شغفا بالسلاح منذ صباه ففي مستهل قدوم السلطة للأراضي الفلسطيني رأى قريبا له يحمل سلاحا فأصر على أن يأخذه منه ويحمله .
وإثر موافقته سافر محمد إلى الهند مودعا أهله ووطنه بشوق ودرس سنة كاملة في الكلية العسكرية وتعرض خلالها لتدريبات قاسية وشاقة إلا أنه أثبت جدارته وانتزع محبة مدربيه فعزم أحدهم تدريبه على القنص لما رأى منه مهارة في ذلك .
وبعد مضي السنة الأولى جاء في زيارة لأهله ولما عزم العودة إلى الهند كان قرار مخابراتيا صهيونيا بمنع محمد من السفر ، إلا أن شغف محمد بالعلوم العسكرية وانسجامه في الهند لم يمنعه أن يكرر ذهابه إلى معبر رفح وتغيير جواز سفره عدة مرات ، بل كان صاحب عزيمة قوية وهمة عالية عندما هدده ضابط المخابرات بالاعتقال إن عاد ثانية إلى المعبر فقال له محمد " اعتقلني" ، وبعد سجالات ومحاولات فشلت جميعها في إكمال محمد لمسيرته العسكرية في بلاد العجائب ( الهند ) فاضطر للعودة إلى مقاعد كلية العلوم في الجامعة الإسلامية ليدرس الفصل الأول من جديد .

صفوف الأمن الوطني

وعقب السنة العسكرية أرسلت السلطة إلى محمد طلبا للالتحاق بقوات الأمن الوطني على أن يكمل دورته العسكرية في القطاع ، ونزولا عند رغبة والده وافق محمد على الطلب وانتقل إلى جامعة القدس المفتوحة ليكمل ويتم فيها دراسة الحاسوب .
وخلال مكوثه في صفوف الأمن الوطني تعرض محمد للمضايقات الشديدة والنقل التعسفي أكثر من مرة لاشتباه السلطة البائدة بانتمائه الإسلامي .
وحاول جاهدا أن يحافظ على سمته الإسلامي فأعفى لحيته ورفض حلقها ، ومورست عليه شتى التهديدات من النقل والإيقاف والخصومات إلا أنه أصر على إعفائها اقتدءا بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومفضلا السجن على التنازل ، وأصر على موقفه بأن أحضر تقريرا طبيا يمنعه من حلقها.
ومع ذلك تميزت علاقته بإخوانه الجنود وترك في قلوبهم بصمات حبه وذكرياته العطرة ، فكان كثيرا ما يصطحب معه الحلوى والمأكولات البيتية لهم ، ضاربا في حسن أدبه وتعامله نموذج الشاب المسلم الذي تربى في أحضان بيت متدين ، ونشأ في مساجد الله.

فيوض قلبية

أسفرت معالم التربية الراقية والتنشئة الإيمانية عن أخلاق هي النور في حنوها وألقها، تلامس شغاف القلوب فتؤبد عليها عهود الحب دونما فكاك ، تتذاكر القلوب محمدا في مرحه وعذوبة روحه وتميزه بمزاح يغير الأجواء ويقلب الأحزان ، لم تنس الأسماع كلماته التي تدق على وتر الإحساس فتنشد إليه الأنظار فوالده وعمه لم يسلما من دعواه أن يقدما على خطوة الزواج بثانية وذلك أمام زوجاتهم ، وأمه تستمع لتعليقاته على الطعام فإن أخذت على خاطرها أقبل يحتضنها ويحنو عليها ويمازحها ، وكذا محمد أينما حل نسمة تطيب في سائر هيئاتها وكلماتها وتطيب القلوب ببراعة .
وفي قصة تكشف عن قلب صادق المشاعر رقيق الإحساس يشير أخوه الأصغر بقوله :" قبل شهرين تضايقت منه وذهبت لأنام وأنا زعلان ، فلما أحس بذلك أرسل لي رسالة اعتذار جميلة ، وبعد صلاة الفجر سلمت على أصدقائي المجتمعين في المسجد وكان واقفا معهم فلما وصلته نظر إلي وضحك وشد على يدي، وبفعلته اللطيفة كأن شيئا لم يكن " .
لا تدركه الحروف في بره لوالديه وما أجملها عبارات الرضا منهما ترنم سمعه دوما ، تذكر والداته إصراره على اصطحابها عندما يخرج لينزه زوجه وأولاده بل ويصر عليها أن تجلس إلى جواره في السيارة .
وفي بيته كان متحملا للأعباء صاحب مسئولية عالية، فتراه ينصح لإخوانه ويدلهم بخبرته وحكمته عما يجيزهم عقبات الحياة ، ويدل على ذلك موقفه من زواج أخيه أحمد موردا والده ما حدث :" جاءني محمد وطرح علي تزويج أحمد والاستعجال في ذلك ، وأخبرني أنه على استعداد أن يساهم بمبلغ من المال لدفع عجلة هذا المشروع ، وفعلا استدان مبلغا مما شجعني لاستكمال الأمر فتم بفضل الله أولا ثم بحرص محمد وإصراره "
بل وكان مكترثا لعائلته وأقاربه وجيرانه محافظا على وصالهم ومحبتهم ، ويسعى بما يتوفر لديه من وقت لحل مشاكلهم والوقوف لجوارهم .
وأثناء حرب الفرقان اتفق وصديقه على أن يجمعوا نقودا من أهل الخير وفقاما بجمع مبلغ 1700 شيقل في ساعة ووزعاها على المحتاجين ، وكان دوما يوصي بالفقراء والمساكين خيرا ويتذكرهم في المساعدات ويذكر بهم.
ومن خصاله الجميلة التفكير بالآخرين ، فعلى مدار حياته عاش محمد لغيره لا لنفسه ، فعن مقتبل شبابه وبدايته الجامعية يقول قريبه وصديقه :" كنا مستأجرين في غزة ، وكان محمد ينتهي مصروفه الأسبوعي قبل انقضاء الثلاث أيام الأولى بشراء حاجيات لنا ، فلما راجعته أخبرني أن المهم الشباب تكون بخير وراحة ".
وكان لا يقصر يده مقرئا لضيفه على ضيق ما في جيبه ، والدنيا في نظره لا تساوي شيئا ولا تستحق تفكيرا زائدا فيها .

فرار الأسد وخير عوض

تزوج محمد قبيل الحصار على قطاع غزة من ابنة خاله وسكن لمدة عامين في غرفة واحدة ، وأثناء هذه الفترة عزم على أن يبني سطحا بالرغم من تراكم ديون عليه يحدوه إصرار عجيب رافق شخصيته طوال حياته فكان يقتحم كل صعب دون أن يهاب .
ومع اشتداد وطأة الحصار فكر أن يقترض من بنك ما يعينه على مشروعه وقبل أن يقدم صاحب الحس الإيماني المتيقظ على هذه الخطوة لجأ إلى شيخ ليسأله عن ذلك فأجابه :" فر من البنك كما تفر من الأسد " ، فانصاع لرأي دينه راضيا مسلما وفر فرار الأسد ، ولما ترك ذلك لله عوضه الله خيرا منه بأن يسر الله له الناس بطريقة لا يعلمها إلا هو سبحانه فأدانوه أموالهم وجهز شقته بشكل كامل ، وعزم على سداد ديونه المتراكمة ملزما نفسه أن تفي بعهدها وأكثر، فلما استدان من خاله على أن يسدد في نهاية كل ثلاثة شهور مبلغ 500 دولار جاءه بعد أول شهر بالمبلغ فأخبره خاله باتفاقهم فأجابه محمد " لكي أتعود " . وكان يقول " أنا إذا سددت الدين بأرتاح " ، وسهل الله أمره ليسدد آخر ديونه قبل استشهاده بفترة قصيرة .
ومما يلفت إلى حكمته أنه وبعد الحسم العسكري وفتح الحدود مع مصر اشترى خمسة طن أسمنت فلما أحضرها للقطاع طلب منه التجار بيعها فرفض أن يتربح منهم مسددا ناظريه نحو هدفه أنه يريد أن يبني .

روحانية عابد

أشرق الوجه بجنبات القربات والطاعات ، فكان إقباله الروحي تحليقا علوي نحو الرب العلي ، تسارعت خطاه في طريق رضا مولاه تلبية للنداء الرباني "سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض " ، لا تدرك الحروف مسارعته ، وتنطفئ القناديل أمام نبراسه الإيماني في زمن طغيان الدنيا وجثومها على قلوب كثير من العالمين .
يشهد الصف الأول تبكيره للصلاة، وتتحدث الجمعة عن إتيانه الباكر والجلوس مع الأوائل ، وفي رمضان يصارع الزمن ليغدو مفطرا على عجل ويحجز مقعده مع المقبلين على ربهم ، وليال القيام تعرفه أنه لا ينام ، ويومي الاثنين والخميس تذكره في نافلة الصيام ، سطر اسمه مع الطالبين لعلوم القرآن حفظا وتلاوة وتجويدا فألزم نفسه حلقاته بجد واجتهاد .
قلب ألف الطاعة منذ الصغر وورثها عن أبيه وعائلته الملتزمة المؤمنة ، تحدث زوجه عنه قائلة :" كان يطيل السجود بالليل لتصل سجدته الواحدة لما يقارب نصف ساعة وأسمعه يدعو اللهم فتفتني في سبيلك ".
حريص أشد الحرص على الصلاة فعندما أصيب إصابة خطرة قبيل الحسم العسكري كان مع ألمه الشديد يكلف نفسه فوق طاقتها ليتوضأ ويجلس للصلاة ، بل وكان يغمى عليه وهو في الصلاة فيعيدها مرة تلو مرة دون أن يكل أو يمل .
ومما يدلل على ذلك أيضا كان بعد قضائه يوم شاق من العمل والرباط لا يخلد للنوم قبيل صلاة الفجر مخافة ألا يدركها في جماعة ، وفي جواله قائمة أصدقاء يوقظهم لصلاة الفجر وينبههم إلى مصنع الرجال .
وعزز ذلك لدى المجاهدين فقبل استشهاده بأيام كان يشرف على دورة تدريب خاصة بالسرية وفي يوم تطبيقي مضت ساعات التدريب الطويلة والشاقة وانتهت قبيل الفجر فأصر أبو عبد الله أن يصلوا الفجر في المكان ، وأمام طلب الشباب أن يغادروا ليرتاحوا ويجهزوا أنفسهم للصلاة في بيوتهم لم يقرهم إلا بعد أن أخذ منهم موثقا أن يصلوا الفجر في جماعة ويقوموا بالتسليم على بعضهم عقب الصلاة .
من منا ينسى ابتسامته الجميلة!!، وحياءه الراقي!! ، وحبه للصالحين والمجاهدين والاستشهاديين!!، وزهده في الدنيا!! ، وإقباله على الآخرة!! ، اتضحت هذه الروحانية في شخص أبي عبد الله ، ولأن من ذاق ليس كمن سمع ، نصب أبو عبد الله نفسه داعية إلى الله على خطى خير خلق الله من المرسلين والنبيين والمصلحين ، فهي مرات عديدة التي كان يحضر وينسق مع الدعاة لوعظ المجاهدين باستمرار ، وهو في ذلك قدوة مقبل على دروس الوعظ والتعلم نادرا ما يتركها أو يقوم منها .
فاض بالتزامه على الآخرين فعقد منافسة مع أخيه أحمد في تلاوة القرآن ، وعند عودته من دورة التجويد يدارس والدته ما تعلم من أحكام .
كان مستشعرا أن الآية والحديث تعينه هو وتخاطبه لا غيره ، فلما سمع خطبة عن المسئولية وأداء الأمانة وأن ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا حتى يفكه عدله أو يوبقه جوره انتفض محمد ولم يقر له قرار ، وعقد اجتماعا مع كل مجموعة عسكرية وأخبرهم بالحديث وطلب ممن لا يحفظ جزء عم إعداد جدول لإتمام حفظه ، وأعد جدولا ليتابع التزام الجميع في صلاة الجماعة ، مؤكدا أن المجاهد لا بد أن يحقق عبوديته لربه حتى يعينه في جهاده .
تحولت روحانية العابد إلى فيوض قلبية عبر أخلاق ومعاملات وزهد في الدنيا وشوق للآخرة ولقاء الله ، حيث أنه استدعي من قبل جمعية تمنح مبلغا للمصابين _بعد إصابته في الحسم _وقاموا بسؤاله عن أحواله وإن كانت الإصابة تعيقه أو وجود سبب ليستمر تقاضيه للمبلغ فأجابهم ألا حاجة له به وكانت تلك فترة ديونه المتراكمة ، ودارت الأقدار ليجزيه ربنا خيرا عن أمانته فصرفت له الجمعية مستحق 2000 دولار كإغلاق لملف إصابته دون أن يخطط أو يدبر أو يسعى لذلك .
هي نورانية دافقة بمعان تشد القلب والعين نحوها ، بل وتوقفها ساعات تأملية ووقفات تعليمية في مدرسة النور الإيماني الذي سطع بقلب محمد.

حماسي الانتماء

مضى أبو عبد الله ليلحق بركب الدعاة المخلصين والمجاهدين الصادقين ، فانضم إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين وممثلتها في فلسطين حركة حماس التي أسسها شيخ المجاهدين أحمد ياسين .
أعلى راية الإسلام في قلبه وسعى لتقوم على أرضه فانطوى تحت راية التوحيد يعلنها أن الله غايته والرسول قدوته والقرآن دستوره والجهاد سبيله والموت في سبيل الله أسمى أمانيه.
كان محبا لحماس ويسعى لنصرة دين الله عبرها فسعى بنفسه وماله وجهده لتكون الغلبة للمؤمنين والأمناء على فلسطين فكان يخرج من جيبه مالا لأجل الدعاية الانتخابية في منطقته .
تميز بحرصه على الجلسة الدعوية مربيا نفسه على السمع والطاعة مانحا ثقته لحركته وقيادتها فكان ملتزما بدفع الاشتراك الشهري ، ويخبر عنه مسئوله :" لا أبالغ إن قلت أن محمدا له الفضل بعد الله في تميز جلستنا ، لقد كان حريص على انعقادها ويسعى لتطويرها ، ويقترح مناقشة العلوم الفقهية بمنهجية، ولا يتغيب إلا لطارئ ".
ويحدث صديقه في الجلسة الدعوية قائلا :" في آخر موعد لجلستنا الدعوية قبل استشهاده بأيام رأيته وسألته إن كان سيأتي ؟؟ فبدت عليه علامات الغضب وتضايق لأنه كان مشغولا ولديه عمل عسكري مهم أنساه الموعد".

إنفاق صداق

حب تملك قلب محمد لهذه الحركة الربانية فارتمى في أحضانها واثقا بنصر الله رغم ما حيك ضدها من مؤامرات ويحاك ، ومع اشتداد وطأة الحصار على قطاع غزة بعد فوز حماس في الانتخابات سارع محمد وزوجه لفداء دعوة السماء فقدما مهر الزواج وذهبه إلى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وهما حديثا عهد بالزواج ، فلله درك أيها البيت المؤمن !! ، وأي كلمات تصف مثال هذه التضحيات؟!

تمسك يشتد

لم تجد الدنيا في قلبه محلا ، فكان لا يكترث للأسماء ولا يسعى للألقاب ، مدركا أن السبق في الصدق ، كان يقينا في قلبه ترجمه بمواقفه الرجولية عند ولوج الفتن ، وصخب الدنيا ، واستعار الذاتية ، فلم يكترث لرتبة يستحقها لم ينلها وأجاب حينها :" لو جاءتني لرفضتها ، لأني أريد البقاء كما أنا" .
ولم يعش بعيدا عن هموم المسلمين فكان ممن يتابعون أحداث الثورات في البلاد العربية بشدة ، داعيا الله أن يمكن للإسلاميين وينصر الدين ، وبعد سقوط النظام المصري الظالم قال :"أنا اليوم أشد تمسكا بالإخوان المسلمين " .

ركيزة قسامية

همة عالية وأمل كبير صرف قلب أبي عبد الله تجاه سبيل محفوف بالجماجم منشورة بجنباته الأشلاء ومخضبة أرضه بالدماء إنها طريق ذات الشوكة وذروة سنام الإسلام ( الجهاد في سبيل الله ) .
حرب أعلنها على أعداء الله قتلة الأطفال والنساء ومغتصبو الأرض والمقدسات ، خاض غمارها في صفوف كتائب العز القسامية صاحبة الأمجاد التاريخية في قتل الصهاينة وقض مضاجعهم وذلك عام 2004 م .
ونظرا لكفاءته وتميزه وقدراته العسكرية الموروثة من الكلية العسكرية والأمن الوطني تأهل سريعا أبو عبد الله لدورة تأهيل المدربين الأولى في رفح.
وفي الميدان برز أبو عبد الله لينافس على المركز الأول في الدورة ومن ثم أصبح أحد ركائز طاقم التدريب في لواء رفح .
وارتقى بإخلاصه في عمله ، وتضحياته لأجل دعوته ، وجده واجتهاده في صفوف القسام .
وكان محط ثقة لدى قيادة الكتائب فتخصص بداية لدى قوات الدفاع الجوي القسامية ، وانتقل لإبداعه ليكون مسئولا عن تخصص الإسناد في الكتيبة وأشرف خلال هذه الفترة على الخطة الدفاعية في الكتيبة .
وقبيل استشهاده بشهر ونصف أوكلت إليه مسئولية سرية في الكتيبة الغربية فكان نعم القائد الميداني المجاهد ، وهنا نطوف في سيرته الجهادية العطرة تحت أضواء عطائه ونبراس إخلاصه وأنوار عزمه وهمته السامقة.

انتفاضة قائد

وفي ميدان التدريب برز أبو عبد الله كأحد المدربين المخلصين مخرجا المجاهدين من كلية كتائب القسام فكان مثابرا صبورا مقداما .
وأينما حط برحاله أثبت إبداعه وتفوقه فتميز بفكر خططي عسكري وتكتيكه الفذ ، واختص بتدريب المجاهدين على كيفية إدارة المعارك وحرب المدن مشرفا على العديد من الدورات المركزية فيها .
كما أشرف وشارك في تخريج القوات القسامية الخاصة وتدريب النخب المختارة منهم أو ما يعرف بالاستشهاديين ، وكان يوصيهم بقتل المحتلين وكثيرا ما يقول ويردد اقتل ثم اقتل ثم اقتل ، مصطحبا معه صبر عالي وأدب جم وعلاقته الحميمة بالمدربين والمتدربين ، وتميز بقربه من المجاهدين وحرصه على التواصل معهم وحل مشاكلهم وزيارتهم ومد جسور المحبة معهم .
ويشهد له مسئول التدريب في لواء رفح بقوله :" كان يسترق النوم سرقة فيبقى بدون نوم ليوم أو يومين مختلسا دقائق معدودة لينام ، مؤثرا العمل طوال الوقت على الراحة ، كانت همته عالية أذكره كأول من يقف ليشرف على الطابور العسكري ".
ولشغفه بالعلوم العسكرية وجميل تواضعه كان يستمع لكل من يناقشه، ويجلس لتعلم سائر العلوم والتخصصات ويبحث بجد عن الدورات المتقدمة ، وينقل كل ما لديه من خبرة ومهارات وعلم عسكري للمجاهدين ، وخلال إمارته لقوة الإسناد في الكتيبة الغربية أعد منهم المدربين دافعا إياهم للايجابية والانجاز فصاغ منهم أمثاله في الهم والهمة .
وطيلة مسيرته الجهادية حداه عزم وقادته همة عالية منتفضا في نفسه ومسخرا حياته لهذا الطريق ، تراه شعلة من النشاط فمن دورة إلى دورة وخلال أقل من شهرين لتوليه سرية قسامية قام بتغييرات ملموسة وعدة دورات ومهام جهادية متقدمة وترتيب اتصالات خاصة بالسرية وما خفي كان أعظم .

الإصابة الحرجة

تصدر أبو عبد الله مواجهة التصدي للأيدي الأمريكيصهيونية التي عبثت بأمن الشعب الفلسطيني وأرادت الانقضاض على خياره المقاوم واختياره لحماس كممثل له ، ومع اشتعال الفتيل في حي تل السلطان في 9 / 6 / 2007 م لم يتردد أبو عبد الله أن يواجه بحقه باطلا تحالف مع الشيطان ضد شعبه وحركته ، ومع حلول ساعات المساء قبل أذان المغرب خرجت رصاصة غادرة لتصيبه في ظهره وتخرج من صدره ويشيع خبر استشهاد ( محمد عواجة ) ، هرع أهله إليه فلما رأى والده طلب منه أن يصلي عليه إن استشهد . وتم نقله إلى مستشفى أبو يوسف النجار ونظرا لحرج الحالة حولت إلى مستشفى ناصر بخانيونس ، يروي والده ما حدث :" خرج الدكتور من غرفة العناية ونظر إلي بإشفاق وأخذ بيدي وقال لي اثبت فقدانا للأمل في حياته ، فتمالكت نفسي وألهمني ربي دعاء اللهم أرني آية في شفائه ، واتجهت للصلاة صليت ركعتين وأخذت أردد في سجودي الدعاء ، فما أن أنهيت صلاتي خرج ذات الدكتور وطمأنني بتوقف النزيف ".
ويكمل والده :" نظرا لصعوبة الأوضاع في مستشفى ناصر اضطررنا لنقله إلى مستشفى النجار ، وسهل الله الأمر رغم صعوبة الطريق وما يكتنفها من خطر لوجود الحواجز في ذاك الوقت ".
وعلى مدار الأيام وأثناء إجراء العمليات الجراحية لمحمد كان الدعاء يرافق والده ويوما بعد يوم تتحسن حالته بفضل من الله ومنة .
وأثناء إصابته كان صبورا على الألم والإصابة ، وذكرنا حرصه على الصلاة والطاعة ، وأيضا تميز بهمته العالية وإصراره العجيب حيث تقدم لامتحانات جامعة القدس المفتوحة بعد إصابته واجتازها بنجاح.
ومما يسطره أبو عبد الله فريدا بين الرجال رجوعه إلى التدريب وتأهيل المجاهدين رغم آلام الإصابة ، وكان يصبر نفسه متجلدا في التدريب وتنفيذ المهارات القتالية واللياقة البدنية رافعا شعار التضحية بالصحة والنفس نظير الثواب والأجر واستثمارا للعمر والوقت خدمة للجهاد والمجاهدين في مشروع حجز مقعد صدق عند مليك مقتدر .
ولأنه المجاهد القسامي صاحب القلب الكبير تلميذ العفو عند المقدرة لما سأله أحدهم ( اعرفت الي طخك ؟؟) فأجابه ( عرفته ، وأنا مسامحه ) ، يا لله ما أجمله من صفاء قلب !! ونقاء فؤاد ، لم يعرف الغل والحسد إلى قلبه سبيلا ، ذبح وساوس الضغينة ، وابتعد أشد الابتعاد عن الغيبة والنميمة ، ضم صدره معاني الخير والحب للآخرين ، وكثيرا ما سعى وبادر للإصلاح والتوفيق بين إخوانه واللحظات الأخيرة من حياته تشهد بذلك " إنه قلب تربى جيدا في حلقات سورة الحجرات" .

إيحاءات الشهادة

سجدة طويلة يرافقها تذلل وتوسل لله أن يفتت جسده في سبيله ، همة عالية وسعي متواصل وأعمال جهادية متتالية دونما كلل ، واختار لنفسه مكانا متقدما في الخطة الدفاعية التي أعدها كأول استشهادي يلاقي الصهاينة ، ورباطه المتقدم طيلة حرب الفرقان على الخطوط الغربية لرفح ، دلائل واضحات تشير إلى شهيد حي باع نفسه لله .
يذكر أحد أصدقائه المقربين :" جاءني محمد قبل استشهاده بأسبوع وقال لي بالحرف الواحد أنا الأمور مش مطولة معاي ، وأعطاني أمانة وأوصاني أن أوصلها لقيادة الكتائب ".
وخلال الشهرين الأخيرين من حياته اشتد من محمد الإقبال على ربه والاجتهاد في الطاعات ومنها التحاقه بمركز تحفيظ للقرآن الكريم والتزامه في دورة أحكام التلاوة والتجويد ، هو الحب كلما اشتد أوجب اللقاء .

الغروب المشرق

يوم سطر أروع ملاحم الجد والجهاد موضحا ملامح شخصية قيادية تحملت المسئولية ، مذ بزغ فجر الجمعة 8 / 4 / 2011م انطلق فارسنا بهمة الأبطال لانجاز مهمات جهادية خاصة بالسرية ، صلى الجمعة في مسجد بلال بن رباح وشارك في تشييع جنازة الشهيد مصعب الصوفي ، تبادل التحيات مع كل من قابله وكأنها نظرات الوداع ، كان فرحا بخطبة الجمعة والتي تحدثت عن الجهاد والشهادة ، سعى عصرا لانجاز عمل خاص بالسرية وعمل بأقصى الجهد لإتمام ذلك وانقضت الساعات جدا واجتهادا حتى أتمها وعبر عن سعادته الغامرة قائلا "أنا هيك ارتحت " ، لم يخلد إلى الراحة ومع مطلع ليلة السبت ذهب بنفسه لانجاز صلح بين أخوين فوفقه الله لإتمامه ، وخرج بصحبة صديقه شادي الزطمة على موعد مع رفيق دربه قائد الكتيبة الغربية تيسير أبو سنيمة ، وعند مفترق (أبو الدقة ) وضع محمد يده في يد أبي المجد مسلما فكانت صواريخ الحقد الصهيوني قد انطلقت من طائرة استطلاع لتصيبهم إصابة مباشرة ويرتقي الثلاثة مدرجين بدمائهم، شهداء إلى ربهم، في خبر هز قطاع غزة واتشحت سماؤه بالحزن على فراق الأبطال الأحباب.

صبر المؤمنين

كانت معاتبات الزوجة لزوجها لا لأجل دنيا فانية بل حول من سيرزقه الله الشهادة أولا مؤكدين أن من رضي الله عنه اصطفاه .
كلمات برهنت صدقها مع سماع دوي الانفجار منطلقة كلمات أم عبد الله لربها فورا " اللهم أجرني في مصيبتي خيرا" ، ولما أطلت وسمعت الناس في الشارع يركضون ويقولون عواجة عواجة دعت ربها " اللهم اجعله محمد_زوجها_ لا أحمد ".
وفتحت الزوج المؤمنة التلفاز فلما تأكد الخبر ، ذهبت لإخبار والد محمد وأمه فأيقظتهم في هدوء ونقلت لهم الخبر دونما جزع قائلة " هو كان يتمنى الشهادة " .
وتلقت الوالدين الخبر بالصبر والاحتساب فلم يسمع لآل عواجة صوتا ، وكل من رآهم وجاء لعزائهم رأى فرحا باستشهاد ابنهم وفخرا بهذا الاصطفاء الرباني .
تفاصيل يقف القلب بنبضاته حينما يرويها عن صبر عائلة عواجة وجلدهم ورضاهم بما رضي الله لهم.

عهد الوفاء

غربت شمس محمد لحظة زفاف روحه إلى السماء في عرس الشهادة ، وخرجت رفح لوداعه إلى المقبرة الغربية _التي شيع محمد إليها مصعب_ تبكي القلوب فراق الحبيب والمجاهد المقدام .
ومن على قبره تعاهد الرفاق والمجاهدون ألا يبرحوا طريق أبي عبد الله مشرقا من جديد بمحبته وهمته وتضحياته وجهاده في القلوب، منيرة صورته وروحه في عيونهم ومسمعين الدنيا بأسرها " إنا على العهد باقون ".
رحلت أبا عبد الله إلى بلاد الأشواق تخط بقدميك منازل طالما سألت الله مفازتها .
ترجلت أيها الفارس الهمام مخضبا ثرى فلسطين بدمائك الزكية ، صدقت مع الله فصدقك .
تركت الأنوار خلفك للسائرين تدلهم أن اقتفوا الأثر ، فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح .
رحمك الله يا حبيب قلوبنا ، رحمك الله أبا عبد الله ، وتقبلك مع الشهداء ، وأسكنك في الفردوس الأعلى بجوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . اللهم آمين
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 20-05-2011, 05:35 PM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي رد: استشهاد خاطف الجندي جلعاد شاليط / تيسير أبو سنيمة

هذا وقد تحفظت كتائب القسام على سيرة الشهيد القائد \ تيسير أبو سنيمة
بسبب الظروف الأمنية .وقد استشهد المجاهد الثالث الذي أصيب معهم
واسمه شادي محمود الزطمة بتاريخ 5\5\2011م
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جنانه..اللهم آمين
وهذه صورته

__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 20-05-2011, 06:40 PM
مجد الامة 1 مجد الامة 1 غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2011
مكان الإقامة: في وسط العالم
الجنس :
المشاركات: 136
افتراضي رد: استشهاد خاطف الجندي جلعاد شاليط / تيسير أبو سنيمة

رحمه الله واسكنه فسيح جناته
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 27-05-2011, 09:45 PM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي رد: استشهاد خاطف الجندي جلعاد شاليط / تيسير أبو سنيمة

وهذا فيديو للشهيد القسامي القائد تيسير أبو سنيمة والشهيد القسامي القائد محمد عواجة

http://www.alqassam.ps/arabic/video1.php?cat=5&id=481
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 14-06-2011, 06:08 PM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي رد: استشهاد خاطف الجندي جلعاد شاليط / تيسير أبو سنيمة

تيسير أبو سنيمة حي يرزق بين أهله


بعد شهرين على استشهاد القائد القسامي تيسير أبو سنمية ، رزق الله زوجته التي كانت حاملا ، مولودا ذكرا أسمته العائلة " تيسير " تيمناً بأبيه الشهيد.


ويعد الطفل تيسير هو الابن الثالث للشهيد القائد أبو سنيمة الذي اغتالته طائرات صهيونية بدون طيار قبل شهور قليلة في أحد شوارع تل السلطان ، وارتقى بصحبته الشهيدين محمد عواجة وشادي الزطمة.

ويتهم الاحتلال أبو سنيمة بالوقوف خلف عملية الوهم المتبدد التي أسر فيها الجندي جلعاد شاليط منذ أكثر منذ أربع سنواب قرب موقع كرم أبو سالم العسكري.
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 15-06-2011, 12:38 AM
رحيق الورد 2 رحيق الورد 2 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 24
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: استشهاد خاطف الجندي جلعاد شاليط / تيسير أبو سنيمة

الله يرحمه وفى عللين ان شاء الله ومن خلف ما مات ربنا يحفظ ابنه بطل مثله
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 13-07-2011, 02:43 PM
الصورة الرمزية شبل المسجد
شبل المسجد شبل المسجد غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
مكان الإقامة: فلسطــــــــ غزة الصمود ــــــــــــــــين
الجنس :
المشاركات: 818
الدولة : Palestine
افتراضي زأخيرا ً... سيرة المجاهد القسامي القائد الشهيد تيسير أبو سنيمة

القائد القسامي الشهيد : تيسير سعيد سليمان أبو سنيمة

قدم ذورة سنام الإسلام على حياته


منذ فجر الإسلام اصطفى الله من خلقه رجالا عمالقة ذادوا عن حماه ، تخيرهم ربهم ورباهم على عينه، فصفت قلوبهم وقويت عزائمهم ، وبنور منه شقوا دروب الحياة ، ومن فيض عطاياه وهبهم، أحبوه وأحبهم وإلى أن حان اللقاء بذلوا الغالي والنفيس لنيل رضاه ، فنقشت أسماؤهم على صفحات التاريخ "وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" ، واستحقوا عن جدارة وصف خالقهم والعالم بحالهم " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ".
حروف يصحبها الحياء تصحبك في جامعة المجد لأبي المجد ، فحياته الزاخرة بالعطاء تحني القلم إجلالا ، وتكسب الكلمات هيبة البناء الشامخ ، وتنأى بالعين ملامسة قمة جبل أشم .
وفي حكاية جذورها متأصلة بأعماق الشعور ، تنحدر دموع لوعة انسكبت بحرارة من قلب محب يلفحه الشوق ، وانسلت من ثنايا روح أخذها بهاء الإيمان الحي ، فدقت جولة الصمت آذانا لتسمع عن رجل بأمة ، وتلاحقت النظرات في لهفة لتدرك إشراقات الميادين ، واحتار العقل متفكرا أي رجل ذا في زمن قل شبيهه فضلا عن النظير.
أيا أبا المجد سلام لروحك في الخالدين ، سلام المؤمنين لصفوة صفوتهم ، وسلام الدعاة إلى حاديهم ، وسلام قسامي بأمجاد سطرتها، وبطولات خلدتها، وسلام فلسطين وفاءً لعاشقها.

ثارات الصغر

في أعماقها خبأت الأرض المباركة بذور الثأر لكرامتها ، واحتضن ثراها المقدس جذورا تشربت آي سورة الإسراء ، واعتنقت النصر من وعد السماء ، وفي خضم معركة البقاء أنجبت على مدى الأيام رجالا حملوا بالفخار اسمها ورووا تربها بعظيم تضحياتهم ، فسطعت برحابها وعلى أيدي أبطالها شمس الحق رغما عن ظلمات المحتلين وجبروتهم ، وكان لفلسطين مجدا بميلاد " أبي المجد" تيسير سعيد أبو سنيمة في الخامس والعشرين من أغسطس عام 1983 م ، ومن كان يدري أن أنامل الطفل الصغير ستغدو تيسيرا لخير ونصر وعز لها ، إنه القدر ، والذي نطقت به جدته ذات الفراسة الربانية مذ طل طلته الأولى .
تاريخ لن تنساه الأرض فميلاده أسفر عن رجل حمل اللواء وصان لها قدسيتها ، ومع أنه ترعرع في ثغرها الجنوبي بمحافظة رفح إلا أن جوانبها أحست بدفء منبته وجميل قدومه . هدوؤه وحياؤه ترك الأنظار تحتار في لغز مكمن قوته ، فإذا السر إيمان تشربه منذ صغره برحاب بيته المتدين . عاش حياة اللجوء ليدرك مرارة المحتل ، ويقع في قلبه حب الثأر شغفا بأرض أجداده بئر السبع المحتلة عام 1948 م .
درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة السكة وتعمق لديه الشعور بالظلم بعد أن رماه جندي مغتصب بحجر أثناء مغادرته للمدرسة فبقي أثره على رأسه . أكمل الثانوية في مدرسة بئر السبع ، ونظرا لأخلاقه العالية ، وأدبه الجم ، وتواضعه الكبير تملك قلوب من عرفوه فأحبوه واحترموه ، تميز بذكائه في مهارة تلخيص المحاضرات ، وتملك حافظة قوية وسريعة ، ففطرته النقية وبيئته الحسنة ساعدت لتصقل شخصه على الطيبة والكرم وحسن الخلق والجدية وتحمل المسئولية.

جامعة الخصال
غدا أبو المجد جامعة عريقة ترى في جوانب حياته كليات منتصبة كفيلة بتخريج القلوب العامرة بالإيمان ، والنفوس المتزينة بأخلاق الإسلام ، والأبطال القابضين على دينهم والمجاهدين بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله ، والقادة الفاهمين لدورهم رحمة بالمؤمنين وعزة وأنفة على الكافرين ، وللقائمين بإخلاص يشدون بناء الصرح الإسلامي وريادة العالم نحو بر الأمان .
وهو بذا تلميذ تربى على موائد القرآن ، ورجل استقى من نبع النبوة القدوة فصلح وأصلح ، نشد قلبه مرضاة ربه وهتافه عبودية على أعتاب الربوبية جبلت بمحبة قلبية . فانتمى لإسلامه ، واحتضن دعوته ، حتى وصل بقارب الطاعة والتضحية والعطاء إلى شاطئ النجاة .

خيركم لأهله

غمر أهله بحبه فهو البار بأبيه وأمه بأسمى معاني البر ومنتهى الإحسان والإكرام ، يتوالى حبه عليهم بتوالي الأيام فقابلها يفضل سابقها الأفضل ، علاقة حميمية انبنت على الطاعة والسعي لإسعادهما بكل ما أوتي من وسيلة ، فكان يمازح أمه بأن يطلب من أبيه أن يتزوج فلما يرى دهشتها يقبل عليها مقبلا رأسها . ودوما يصطحب لأهله ما يحبون من مأكل ومشرب ، ويعود بالرأي إليهم ليشاورهم فيما يعمل .
ومن جميل ما يذكر أن أبا المجد ولحيائه لم يجد وسيلة ليقنع والده بالإقلاع عن التدخين إلا الدعاء ، وفرح فرحا شديدا لما قرر والده ذلك ، وأوصى أمه وأهله أن يزيدوا من رعايته والدعاء ليثبت على قراره ، وهيأ الأجواء المناسبة لتثبيته ومنها قيامه بإجراء تمارين رياضية وعدو برفقة والده ليشغله عن التدخين .
وهو الرحيم بإخوته التسعة _ثلاث إخوة وست أخوات _ مع أنه الثاني في الذكور إلا أنه كان بمثابة حمامة المنزل نظرا لحنان ملأ قلبه ، فكان يساعد والده في عمل الزراعة والرعي، وعمل سائقا لسيارتهم مشاركا في جلب قوت أسرته ، وهو أكثر عائلته تواصلا وقربا من أخته المتزوجة والتي تقطن في العريش ومما قاله في وصيته عنها :" أختي البعيدة بعيدة عن النظر قريبة إلى القلب " وبجهده سعى لإحضارها إلى القطاع من أجل رؤيتها . وكذا دنا من أخويه الصغيرين محمد وأحمد وكان يصطحبهما معه وهو من دربهما على قيادة السيارة .
وحظي باحترام وحب أقاربه وجيرانه ، وأبدى اصطبارا على من آذاه وعاداه منهم لتضرر مصلحته خاصة بعد أن طورد أبو المجد ، وكان يحرص على استيعاب فهمهم بقلبه الكبير .
وفاض برحمته على كل من عرفه فهو سريع في مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف وإجابة السائل ، اكتسى بثوب الحياء ، متواضع تواضعا جما ، رحيم بذوي الإعاقة والفقر من الناس غضب لما رأى شابا يستهزأ بأحدهم وقال له :" هذا أحسن مني ومنك ، وإذا أحببت هذا أحبك الله عز وجل" .
ورغم ما لزمه من أعباء، وما عاناه من مطاردة وتشرد إلا أنه حفظ لزوجه وأبنائه "مجد" و"آية" حقهم فكان يستثمر تواجده بينهم ليدخل السرور عليهم ، ويلاعبهم ويضفي من حنانه عليهم . مضى إلى ربه شهيدا وزوجه حامل في الشهر الثامن ، وبعد شهرين من استشهاده قدم الوليد المنتظر وأسماه ذووه على اسم أبيه " تيسير" عسى أن يكون خير خلف لخير سلف .
وما مضى غيض من فيض محطات خير وبر ورحمة تتشرف الكلمات بذكرها لمن تمثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ".

الرجل الرباني

لم تنضوِ تلك الصفات وهذي الأفعال إلا على قلب متصل بربه عارف لحقه ، مليئة علاقته بمولاه بأسرار لا يعلمها إلا هو سبحانه ، فبدت أخلاقه ترجمة لإيمانه.
اعتاد في صغره على النوم مبكرا والاستيقاظ قبيل الفجر ، وهداه مولاه ليحظى بنصيب من الليل مستشعرا لذة خلوة الحبيب بحبيبه ولم ينقطع عن هذه النافلة في أشد الأوقات حلكة كما يروي أهله . وله مع القرآن حكاية حب أخرى فكان يترنم بتلاوته بكاءً متدبرا لآياته ، اجتهد في حفظه وحاز على دورات أحكام وتجويد لتلاوته ، فكان يؤم المصلين في صلوات التهجد والتراويح وكان إمام مصلى الفاروق في منطقة الشوكة ، ومن حرصه على صلته بربه أمّ الناس في صلاة الفجر ليلة زفافه ، وتميز بطول صلاته ناصبا أقدامه في أشرف مقام للعبد بين يدي مولاه .
لم يكن حريصا في ذاته على أداء الصلوات في جماعة وحسب بل عاش يحض الناس والمجاهدين على الصلاة خاصة صلاة الفجر في جماعة ومما قاله في جمع من المجاهدين :" كما نحن اليوم هنا متواجدون بهذا الكم الذي يثلج الصدور ويرفع أنفة المسلمين في كل العالم ، لا بد أن نرفع هذه الأنفة في بيوت الله حتى يرانا كما يحب ويرضى " .
منذ صغره كان يذهب مع والده إلى الصلاة في مسجد يبعد عنهم كثيرا في منطقة "الهسي"، وكان لأبي المجد نشاطه الدعوي هناك ، وبين عامي 2003 و2005 م أشرف بنفسه على بناء مصلى الفاروق القريب من منزلهم فكان إمامه ومحفظ القرآن فيه .
وهو صاحب الدعاء والبكاء الذي ملأ الجوالات وصفحات الانترنت بعد استشهاده ، وما أجمله وأجله من مقطع متدفق من قلبه إلى ربه راجيا بتوسل وعبرة :" اللهم أحسن خاتمتنا " .
وله مع دروس العلم وحلقات الذكر إقبال وإقبال ، فالتزم في الحضور الباكر إلى صلاة الجمعة وحجز مقعد في الصفوف الأولى ، وبلهفة كان يقدم إلى الدعاة ويستمع إليهم .
إن محبته التي أسرت قلوب من لاقوه وعرفوه لهي امتداد لمحبة الله القائل في الحديث :" ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " ، اجتهد أبو المجد صلاة وصياما وقياما وتلاوة وإحسانا إلى الناس وصدقة فلما أحبه مولاه فاض عليه بكرمه وتوفيقه وحبب إليه خلقه ، وهذا ما لو تتبعت أثره في حياته لوجدته بفضل الله كثيرا غزيرا .
إضافة لذلك كان زاهدا في الدنيا ليس له من متاعها نصيب ، ولم يبد لزينتها حبا ، ففي ملبسه ومأكله ومظهره تنجلي سمات التواضع والزهد _ ملك الدنيا بيده ولم تملك قلبه_ ، حريص على حقوق العباد ، يبغض الظلم ، ويكره الغيبة ، همه الجهاد ورضا رب العباد ، قبل استشهاده بأيام ذهب للدكان ليسد دينا عليه فبقي للدكان نصف شيقل وخلصت الشواقل من جيب أبي المجد فعرض عليه 100 دولار ليأخذ حقه فأبى صاحب الدكان وسامحه ، إلا أنه ذهب وأحضر نقودا وأعطاه حقه .
ومن طريف ما يذكر أن حذاءً لأبي المجد سرق أثناء صلاته ، وبعد فراغه وبحثه وانتظاره لم يجده فغادر المسجد حافيا ورافضا أخذ حذاء شاب رأى المشهد فعرض عليه أن يرتدي حذاءه.
وهو صاحب عاطفة جياشة وحس مرهف وشعور راقي ، ومن المواقف التي أسبلت على خده دمعه عندما ظهر الشيخ وجدي غنيم على شاشات التلفزة بالبزة العسكرية أثناء حرب الفرقان ، وأيضا لما سجد أبو العبد هنية شكرا لله على حشد الانطلاقة الحادية والعشرين .
ومن إنفاقه يذكر أن محفظ قرآن توجه لأبي المجد بين أذان وإقامة صلاة الفجر وأعطاه جوابا فيه طلب دعم مادي لمركز التحفيظ ففتحه أبو المجد ونظر لنص الجواب ثم رده للمحفظ ، فتعجب المحفظ من رده دون أن إبدائه إجابة أو إعطائه شيئا ، فلما فتحه آنفا وجد بداخله مئة دولار. وموقف آخر جمع فيه بين الحلم والرحمة والحكمة حينما أمسك المواطنون بسارق لكيس دقيق فتقدم أبو المجد وأعطى ثمن الكيس لصاحبه واشترى للسارق ما يحتاج ثم خلى سبيله .
ومما كان يكرهه المناصب وطلبها ، وكان صبورا جلدا شجاعا في الحق ، نصيرا للمظلومين ، صاحب تفاؤل وأمل في أشد المواقف وطأة ، يضرع إلى الله بالدعاء في الشدة والرخاء .
وعن تواضعه يذكر أنه كان يتعرض للتفتيش والإيقاف على حواجزها ، فيتلقى ذلك برحابة صدر ويقدم أوراقه بأدب جم ، وحدث أن ذهب لزيارة مرضية إلى مستشفى فأوقفه الحرس وأرجعوه لانتهاء موعد الزيارة فهم بالمغادرة انصياعا.
ومن جميل صفاته قلة كلامه وطول صمته وتفكره ، حببت إليه الخلوة والتجول في الطبيعة والنظر إلى السماء . حفظ لسانه عن معايب الألسن من كذب وغيبة وغيرها، وكان يستمع لمحدثه إلى أن ينتهي ، حيي بين يدي مخاطبه ، ويبادر في رد السلام على من عرف ومن لم يعرف ، والابتسامة شفافة ترتسم على محياه دوما . حافظ لحق الأخوة مؤديا لواجبها بدءا بسلامة الصدر والحب إلى الإيثار والقرب ، يشارك في الجنائز ويعود المرضى . ومن صفاته العطرة ما لا يحصى وكأنا به رجل من زمن خير القرون عاش بيننا ومعنا .

وقود الدعوة

وبهذي الروح الراقية ارتقى أبو المجد ليسلك درب العمل لدين الله وإعلاء كلمته في الأرض فالتحق بصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس معتنقا نهجها في التغيير و المقاومة والجهاد ، وكان لصحبة الشهيد علي الشاعر الأثر البالغ على شخصية أبي المجد .
انطلق في رحاب منطقته الحدودية والخطرة حاملا الفكرة ومبلغا إياها ، وتميز بنشاطه الدعوي وهمته العالية وحرصه على صقل الشباب بالروح الإيمانية والزاد الدعوي الذي يمكنهم من مواصلة الطريق ، فكان مشرفا على حلقة تحفيظ القرآن في مصلى الفاروق و يبادر لينظم الافطارات الجماعية للصائمين، ويشجع على النشاط الرياضي ، متميزا في لعبه لكرة القدم ، ماهرا في السباحة ، سريعا جدا في العدو .
واستثمر حضوره كإمام وملق لدروس الوعظ لحث الناس وتقريبهم من ربهم كأبرز دور دعوي تقدمه حماس لأبنائها فهاديهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاش لتشرق أنوار الهداية على قلوب العباد مفنيا حياته في سبيل ذلك .
وكان لشهيدنا نشاط بارز في العمل الجماهيري ، والإعداد في فترة الانتخابات من أجل فوز حركته ، وارتقى في صفوف الحماس كأخ مجاهد بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 2005 م ، ونظرا لما تحلى به من أخلاق وصدق انتماء لدعوته صار نقيبا فاعلا في الحركة مواظبا على الجلسات الدعوية حتى في أعقد ظروف حياته ومطاردته ، وملتزما بدفع الاشتراك الشهري .
لقد عاش أبو المجد إسلامي الانتماء ، وإخواني النهج ، وحماسي الهمة والعزيمة ، وقسامي الساعد والجهاد .

المهمة الأولى

جاءه التكليف من والده قبيل عام 2000 م حيث كانت لديهم قطعة أرض قريبا من مغتصبة موراج ، وحينها كان الاحتلال قد أصدر قرارا بمنع العمل في الأرض فكانوا يفتشون المزارعين ويعاقبونهم حال اكتشفوا أن أحدهم يخالف قرارهم ، فأوعز الوالد لابنه تيسير أن يتسلل قريبا من المغتصبة وفور خروج الدورية يبلغ والده عبر الاتصال ، وأثبت خلال المهمة براعة في التسلل ورصد هدفه والانسحاب بكل ذكاء من المكان ولأكثر من 17 مرة كررها ، مما يدلل على ميزات في شخصيته أهلته ليكون أحد من قضوا مضاجع الصهاينة بتوفيق من الله ثم ببراعة وتصميم عقولهم وسواعدهم القسامية الفذة .

شغف جهادي

تنتفض الحروف لتلقي بوضعية الاستعداد تحية إكبار لأسطورة الجهاد والمقاومة ، لعين لم تعرف الراحة مذ أبصرت طريق ذات الشوكة ، لساعد قسامية أذاقت المحتلين ويلات وويلات عبر ضربات مؤلمة لن يغفل التاريخ الحديث عنها ، لعقل لم يهدأ مفكرا بلا توقف كيف يذيق الصهاينة كأس الهوان وعلقم الذل والهزيمة .
روح ودم قضيا لأبي المجد أن يضع قدم سبق وصدق في قافلة العز القسامية ، فالدم السيال من الشهداء يروي القلوب لتعتنق الفكرة وتعانق الراية . عقب استشهاد صديقه علي الشاعر في عام 2004 م عزم أبو المجد أن يواصل الدرب ويكمل المشوار فالتحق بكتائب القسام يحدوه الشوق للجهاد ويقوده عزم الأباة لتحرير البلاد ، وليكون من أوائل القساميين في منطقة الشوكة شرق رفح جنديا مرابطا وراصدا للأهداف الصهيونية على الحدود الشرقية.
وأخذ بلا تردد يوهج الفكرة في نفوس الشباب ويحثهم على الجهاد فجندهم في صفوف الكتائب ، وارتقى أبو المجد بصدق نيته ليكون مسئولا عن مجموعة قسامية مجاهدة .
وأظهر أثناء هذه الفترة نشاطا منقطع النظير ، ولا يكاد يوصف في الانضباط والحرص على الرباط ورصد الأهداف العسكرية لقوات الاحتلال .
وبلغ الجهاد من حبه مبلغا جما ، فقدم ذروة سنام الإسلام على حياته غير آبه بمشاق الرحلة وخطورة الموقع . ومع حلول عام 2006 م أراد أهله زواجه ، فلما اهتدى عبر عديله لزوجته قال أبو المجد له :" أريد فتاة من أهل الإيمان ، وتحفظ من القرآن ، وقل لهم _أي لأهل زوجته _ إنا بدي أستشهد "، كلمات نطق بها قلبه قبل لسانه نوردها استدلالا على مكانة الجهاد واعتلاء الشهادة لقلبه" رحمه الله.
ومما صحب زواجه إصرار والده على أن يزوجه بسرعة فأعطى خلال شهر مارس لذوي العروس مهلة أسبوع ليكونوا جاهزين لإتمام العرس شعورا منه بأن شيئا سيحدث . فتزوج أبو المجد يوم الخميس وتلاه وفاة جده يوم الاثنين وتوفيت جدته يوم الجمعة ، وبذا فقد أبو المجد عزيزين من أعز الناس على قلبه ، وتأثر بوفاتهما أيما تأثر .

المطاردة والتضحيات

صفحة من صفحات التاريخ تفتح بأنوار الفتوح الربانية عزا للمؤمنين وذلا للمحتلين ، يوم مشهود من أيام الله صبيحة الخامس والعشرين من يونيو عام 2006م دوى الانفجار بموقع كرم أبو سالم وتوالت الأخبار بعملية نوعية مشتركة قتل على إثرها اثنين من الصهاينة وأسر جندي آخر، عملية أسماها القسام اسما يحكي عن نفسه "الوهم المتبدد" فبات كابوسا يطارد المحتلين ولا زال .
وعقب العملية البطولية جن جنون العدو وأخذ يتخبط يمنة ويسرة في حيرة أمام ورطة مرغت أنف كيانهم في التراب ، وشكل مساء الأول من يوليو منعطفا هاما في حياة أبي المجد حيث اقتحمت قوات صهيونية مدججة بيته بحثا عنه أو عن شاليط حسب ادعائهم ، ويتحدث والده عما جرى قائلا :" بعد علمية الوهم تركنا ككل الناس بيوتنا لأننا نسكن في منطقة خطرة ومستهدفة وكنا نأتي البيت من حين لآخر ، حدث الاقتحام نحو الساعة الحادية عشر وكان أبو المجد قد أوصانا بالاحتياط و منذ أقل من ساعة توضأ وخرج من البيت وبقي الأهل في الدار ، فإذا بقوات مدججة بالطيران والآليات تقتحم الدار وأخذوا يفتشون عن أبو المجد تحت كل شيء من الهوس ، وسألوا زوجتي عن شاليط فأخبرتهم أنها لم تسمع بهذا الاسم من قبل فقالوا لها "واحد راجل ابنك أخذه" ، وفتشوا البيت حجر حجر فلما لم يجدوا شيئا سرقوا نحو 14 ألف دولار ، وأخذوا ملابس أبو المجد وأغراضه، وأوراقنا الثبوتية ، إضافة لخطف ابني الأكبر ياسر وألحقوا بالبيت إضرار وفسادا كبيرين".
ومن حفظ الله وقدره أن أبا المجد كان يبعد عنهم مسافة قليلة مشاهدا ما يحدث ، وعزم على الاشتباك معهم فلما رأى اعتقالهم لأخيه ياسر وحمل الجنود لأخيه محمد كدرع بشري آثر الانسحاب ، وبعد وصوله لمنطقة آمنة اتصل به الصهاينة وكلهم غيظ وقاموا بشتمه بالعربية وطلبوا منه تسليم نفسه فأغلق الجوال وانطلق في حفظ الله ورعايته .
تعرض أهله للكثير من المضايقات مما اضطرهم لمغادرة بيتهم والسكن في الخلاء بمنطقة موراج يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لمدة طالت لأشهر عدة ، عوضا عن اتصالات الصهاينة بوالده وقالوا له في أحدها :" جيب شاليط من عند ابنك ، واحنا بنطلع ياسر " ، والكثير من التهديد والترغيب ، والناتج عن الوهم الذي زرع في عقولهم .
ومن جانبه لم يلق أبا المجد باترهات الصهاينة ، هينا في عينه ما أصابه وأهله من لأواء ، وكان مطمئنا إلى أن أخيه سوف يخرج عاجلا ، بل كان يسخر من الصهاينة وما يفعلونه .
ومن الجدير ذكره أنه أثناء انسحاب أبو المجد من محيط بيته عطش في الطريق فاضطر لأكل قطف من عنب أثناء مروره بأرض يعرف صاحبها ، وبعدها بأيام اتصل بصاحب الكرم وشرح له الأمر معتذرا إليه فسامحه الرجل .
أُفرج عن ياسر بعد 15 يوما . وأبدى أبو المجد وأهله صبرا منقطع النظير ، معلقة قلوبهم بقوله جل جلاله :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " ، وبذالك أعطى أبا المجد ضريبة الجهاد تضحية بنفسه وزوجه _بعد ثلاثة شهور من الزواج_ وأهله وماله موقنا بأن ما عند الله خير وأبقى .

سجل مشرف
دون أدنى مبالغة هو "دينمو القسام" في المنطقة الشرقية ، صاحب الأفكار للعمليات البطولية ، همته لا تعرف الكلل ، وصل الليل بالنهار في رصد الأهداف والإعداد لقتل الصهاينة أو أسرهم ، كل شبر من حدود قطاع غزة يعرف أبا المجد حق المعرفة فهو مسئول وحدة الرصد القسامية جنوبي القطاع ، وكان يخرج في مهمات على كافة حدود القطاع .
وبعد مطاردته استقر في منطقة تل السلطان وأنيطت به مسئولية سرية قسامية في المنطقة الشرقية ، ولأنه من أهل السبق والصدق امتلأ سجله القسامي المشرف مما لا تحويه الصفحات. نقتبس للحصر لا للعد أبرز العمليات التي نفذها وأشرف عليها ، فهو أول من ضرب الصواريخ في المنطقة الشرقية خاصة على موقع اللواء الجنوبي بموقع كرم أبو سالم . وبتنفيذه وبأوامره أُطلقت المئات من الصورايخ والقذائف على المواقع العسكرية المحاذية لرفح .
أشرف على إعداد الكمائن ونصب العبوات الناسفة على الحدود واستدراج للآليات ، ومما نجم عنها تفجير لجيب عسكري بأوامر من أبو المجد وتنفيذ الشهيد ناصر أبو شباب اعترف الصهاينة بإصابة أربعة جنود في العملية .
وأشرف على العديد من عمليات القنص ، اعترف الصهاينة بمقتل إحدى جنوده من لواء جولاني في علمية قنص له شرق المعبر بأربعمائة متر .
أشرف على متابعة الحدود ورصد الأهداف للعمليات القسامية والتفكير لتنفيذها ومن أبرزها عملية نذير الانفجار والتي كان له دور بارز فيها وأخذت من وقته وجهده مدة ستة شهور ، فهو من قام بتعيين الشهيد أسامة أبو عنزة لمهمة الرصد للعملية وقام بإرشاد الاستشهاديين إلى مكان العملية ، وهو آخر من ودعهم .
أشرف وأطلق العديد من قذائف البتار على الأبراج والثكنات العسكرية ، اعترف الصهاينة بعدد من الإصابات بعد ضربه قذيفة بتار تجاه جنود كانوا يتمركزون في برج المطار .
وقام بإطلاق العديد من قذائف الأربي جي على الآليات المتمركزة على الحدود وأعطى الأوامر بذلك ، ومنها عملية شارك وأصيب فيها الشهيد مرشد أبو عاذرة استهدفوا خلالها عدد من الآليات ، ورغم خطورة المنطقة ذهب أبو المجد بنفسه لإخلاء المصابين .
لقد أبلى أبو المجد بلاءً حسنا بتنفيذ العديد من العمليات النوعية التي أقضت مضاجع الصهاينة ولم تقر لعيونهم قرارا ، والتي تكتب بأحرف من فخر وعز ومجد على صفحات التاريخ الناصعة .

أنوار هادية
في ثنايا المواقف همس دال على صفاته من همة وشجاعة وإقدام ، لتبقى علامات كالنجوم العالية تهدي السالكين سبلهم ، وترشدهم طريق المعالي .
يتحدث إخوانه المجاهدين عن همته وسعيه الدائم في العمل ذاكرين :" أنه كان يعمل ويتبع أدق التفاصيل وكانت تمر عليه الأيام باليومين والثلاثة دون أن يأكل أو ينام ، وذات مرة جاء إليهم وفور وصوله أخبرهم أنه " دايخ " فحسبوه يمازحهم ، وإذ به يسقط عل الأرض مغشيا عليه من التعب ".
ويذكرون أنه أثناء كل مهمة جهادية سواء هو مشارك فيها أو مشرف على تنفيذها كان يلزم الدعاء والتضرع إلى الله بأن يوفق ويسدد رمي المجاهدين . وعن استغلاله للوقت كان بصحبة مجموعة من المجاهدين في مهمة وتعطلت بهم السيارة ليلا فطلب منهم النزول وصلى بهم صلاة القيام ودعا بهم ، ومن دعائه خص الأسير القسامي مهاوش القاضي بالدعاء أن يفك الله أسره ، ويفرج كربه .
ومن شجاعته أنه تقدم تجاه أماكن الآليات أثناء اجتياحها لمنطقة أبو معمر ، وواصل زحفا إلى أن وصل مكبا تقف الآليات خلفه فكان يبعد عنها مسافة10 م فحدد الإحداثيات لضرب الهاون على الآليات .
ومع أنه كان يسكن حي تل السلطان إلا أنه كان أول المتواجدين في صد الاجتياحات ، وكان من المتقدمين لكافة المهام الجهادية ، وكان يقف أولا بأول لمتابعة الرباط وأمور المجاهدين .
ويذكر إخوانه المجاهدين أنه منذ اللحظة الأولى التي التحاق فيها بالقسام كان يبذل جهدا كبيرا ليحدد أهداف عسكرية يمكن ضربها ، ويؤكدون أنه صاحب عقلية فذة في التخطيط للعمليات العسكرية .
ومن جرأته أنه ذات مرة عرّض نفسه للخطر كطعم للقوات الخاصة لأجل إيقاعها في كمين إذا ما حولوا الدخول لاعتقاله .
ويوم استشهاد الشهيد أسامة أبو عنزة وصل قوات الاحتلال لجثته وكان أبو المجد يتصل على جواله فرد عليه أحد الجنود قائلا :" عظم الله أجركم ، زلمتكم مات " ، فما كان من أبي المجد إلا أن أعطي الأوامر بإمطار المنطقة بقذائف الهاون مما اضطرهم للانسحاب ، واستطاع المجاهدون إخلاء جثمان أبو عنزة .
تعرض أبو المجد لعدد من محاولات الخطف أو الاستهداف ونجا منها بفضل الله ، يذكر من ذلك أنه في اجتياح لمنطقة الجرادات حاصرته آليات هو ومجموعة من المجاهدين حتى أنها تجاوزتهم فصاروا خلفها ، فتمكن أبو المجد بإعطاء أوامر للمدفعية بقصف مكان تواجد الآليات مما اضطرها للانسحاب ونجا المجاهدون بفضل الله .
ومما كان يهتم به حث المجاهدين على الزاد الإيماني والاستعداد للآخرة وترغيبهم في الشهادة ، ولم يكن يغفل الترويح عنهم فقام بالعديد من الرحلات الترفيهية معززا روابط الإخوة ومجددا لهمهم في العمل الجهادي.

القائد القسامي

أي مجاهد أنت !! أي همة سكنت جنباتك !! أي بطولة خلدتها !! لكم خضت غمار المعامع فكنت أسدا مرغت أنوف أعدائك في التراب !! هيهات المنازل تقاس بالأعمار، وهذي الأفعال تتحدث ، وتنطق أن الرجال بما قدموا .
سبقت الرجال والكبار فغدوت أصغر قائد لكتيبة قسامية في كتائب القسام ، حُملت الأمانة رغما عنك ، وتسلمت المسئولية فاستشعرت ثقلها حقا ، وبات الهم في قلبك كي تؤدي حقها ... أيا خير قائد عُرفت بفضلك ، وسبق فعلُك قولك ، كنت قدوة لجندك ، وتركت فيهم الأثر الكبير بسعة صدرك ، وجميل حلمك ، وطول صمتك ، وجليل عملك .
في عام 2009 م كلفت قيادة القسام في لواء رفح أبا المجد بمسئولية الكتيبة الغربية " كتيبة الشهيد أمير قفة " فكان نعم القائد لها ، وبذل خلال قيادته الجهد العظيم من إعداد للمجاهدين ، وتزودهم بالعتاد الإيماني والعسكري ليكونوا على قدر المواجهة ، فأبلى خلال قيادته بلاءً حسنا .
وضرب أروع الأمثلة للقائد المستشعر للمسئولية ، مستكملا سيرته الجهادية العطرة على الحدود الشرقية عبر سلسلة العمليات البطولية ، بسيرة قيادية زاخرة بالإيمان والتواضع وصفاء القلب والعمل الدءوب والصبر الجميل وتحمل الصعاب . جاعلا نصب عينيه مرضاة ربه. لم تضيره العقبات ، ولم توقف سيره الأزمات ، بل كان يخرج منها أكثر صلابة وأقوى شكيمة ، كجدول ماء متدفق زاخر بالعطاء متجاوز للعثرات .
فهدفه الواضح جهاد في سبيل الله ابتغاء مرضاته عسى خاتمة المصطفين الأخيار ، والعباد المخلصين ، وما أجملها من خاتمة !!

وداع الأبطال

تنهد القلب أو تألم ، انسكب الدمع أو تجشم ، بماء العين نخط الوداع ، بالدم القاني تقطر . هي فرحة لاكت قلوب المحبين حرقة ، وجالت في النفس أحزان الفراق . ما أسرع اللحظات إذ تمضي ، وما أعجل الخطوات إذ تسري . بلهفة العشاق ، ودفق الأشواق ، لغة الفؤاد إذ تحكي " وعجلت إليك رب لترضى " .
آن للجبين أن يندى ، وحان موعد اللقيا ، تم البيع ، وأنجزت الصفقة " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " .
قدم المهر ، وحجز المقعد ، صدق العهد ، وليس من الله أوفى " ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ".
تحقق الوعد ، وجاء الاصطفاء " ويتخذ منكم شهداء " ، وفاء بوفاء " ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " .
ترجل الفارس القائد في التاسع من أبريل عام 2011م ، لما لم يقدروا على مواجهته اغتالوه وقصفوه . هم الجبناء وهذا دأبهم قتلة الأنبياء .
قضى يوم الجمعة بأسره عاملا لدين ربه مؤديا لمهمات جهادية مختلفة ، كان آخر عهده بالدنيا تفكر ونظر في السماء كما يروي ذووه أنه أطال النظر إليها وأعقبها بجولة تفقدية أو وداع .
ولما جن الليل ، وحانت الساعة الواحدة تقريبا ، وعند دوار " أبو الدقة " وسط تل السلطان غربي رفح كانت الأقدار تتحرك فالتقى أبو المجد بأحبابه القائدين الميدانين محمد عواجة وشادي الزطمة ، سلم عليهما واقترب الوعد بالرحيل ، وآن لهم حسن الختام ، فأصابتهم مباشرة طائرة استطلاع بصاروخين أدى لارتقائهم .
تخضبت الأرض المباركة بالدماء الطاهرة ، وخرجت رفح عن بكرة أبيها لوداع أبطالها ، وخيرة مجاهديها . كان موكبا جنائزيا مهيبا ، زفت الجماهير أبا المجد إلى مقبرة الشهداء شرقي رفح في عرس ما أغلاه من عرس!! مهره الدماء وثمنه الأشلاء وتكلفته الروح خطبا للحواري ، ومقعد صدق في جوار مليك مقتدر.
رحل أبو المجد ، ودعته القلوب ودموع العيون ، رحل في أبهى رحلة ربحته فيها السماء ، ومما يخفف الأحزان ، ويصبر الإنسان ، أنها النهاية المرجوة ، والخاتمة التي توسلها من ربه فتحققت .
إنه رجل في زمن عز فيه الرجال ، وصفوة الأبطال ومجاهدي القسام ، أقر بشجاعته العدو قبل الصديق ، منحه المؤمنون الحب ، وشهد له المجاهدون وأعطوه العهد ، قسما يا أبا المجد إنا على دربك لسائرون .
فلسطين ، الأقصى والأسرى ، كنتم في قلب أبي المجد ، عاش لأجلكم ، وجاهد لخلاصكم ، وإعلاء كلمة الله في أرضه .. أيها المجاهدون ذا الطريق فاسلكوه .
أيها المجاهدون تم البناء ، واكتمل الصرح ، واتسعت أروقة الجامعة العملاقة ، وانتصبت كليات العطاء ، فمنها تخرجوا ، وفي صفوفها تتلمذوا ، ليعرف الصهاينة أن فينا ألف ألف أبي المجد ، وإن رحم الكتائب التي ولدت "تيسير" لن تعقم أن تلد أمثاله من الأبطال والقادة.
رحمك الله أبا المجد ، وأسكنك فسيح جناته بجوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وإنا على شوق للارتقاء واللقاء .
__________________


سر على بركة الله شيخنا
لا يضرك أذى المنافقين والمتخاذلين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 138.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 133.67 كيلو بايت... تم توفير 4.66 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]