مع المرأة... للعنف أشكال أخرى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1158 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16829 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 21 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-04-2021, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي مع المرأة... للعنف أشكال أخرى

مع المرأة... للعنف أشكال أخرى


عبير النحاس


كنت قد شعرت بطول مدة إقامتها وأولادها في بيت أهلها, والتي لم تكن لتتجاوز أياما قليلة في غير هذه المرة, وتعجبت طول الزيارة مع وجود طفلها الأكبر في المدرسة في مثل هذه الأيام من العام, ولم تخف الحقيقة على الجميع طويلا, لقد كانت صديقتي غاضبة من زوجها.
سألت مشفقة عن حاله معها وعن شكواها منه..
فلم تشكُ منه خيانة أو بخلا, ولم يكن يضربها قط, ولكن سيلا من عذاباتها معه غمر القلوب حزنا يومها, وكان سببا في طلاقهما, وتشتت العائلة الصغيرة.
كنساء ندرك جميعا أن آلامنا ليست من نوع واحد, وأن الإيذاء البدني هو جزء صغير مما قد تتعرض له المرأة من أنواع كثيرة أخرى من الأذى, وندرك تماما أن هناك أشكالا عديدة من العنف أقوى ضررا وتأثيرا من الإيذاء البدني.
• فهل هناك أشكالا أخرى للعنف يستطيع الرجل من خلالها إيذاء زوجته غير العنف الجسدي؟
• وهل تدرك المرأة هذه الأشكال من العنف؟
• وما هي ردود أفعال النساء المفترضة تجاه ما قد يمارس عليها من عنف غير جسدي؟
• ولماذا يحلل الرجل المسلم الملتزم لنفسه ممارسة هذه الأنواع من العنف ضد زوجته؟
• ما هو الحل برأيك؟
وللتعريف بالأمر.. وللتوعية والتحذير من عواقبه المؤلمة على أمة المسلمين وعلى الفرد المسلم في الدنيا والآخرة.. ولإيجاد الحلول المناسبة.. أجرينا هذا التحقيق.
شارك معنا الأساتذة:
• د. إسلام المازني: طبيب أديب, وشاعر باحث مفكر, مصري, له العديد من الكتب والمؤلفات.
• د. ياسر عبدالكريم البكار: دكتوراه في الطب النفسي, سوري, مستشار في العديد من المواقع الالكترونية, مؤسس موقع تثقيف صحي, له العديد من المؤلفات والإصدارات.
• أ. منى سالم: كاتبة سورية, رئيسة تحرير قسم أدب الطفل في مؤسسة دار الفكر للنشر.
• أ. هناء الحمراني: أديبة وكاتبة صحفية سعودية..
وقد توجهت بأسئلتي إلى تلك النخبة من أهل العلم والقلم والصلاح فأجابوا متفضلين:
• هل هناك أشكالا أخرى للعنف يستطيع الرجل من خلالها إيذاء زوجته غير العنف الجسدي؟
بداية يؤكد الدكتور ياسر البكار وجود هذا النوع من العنف قائلا:
"بالتأكيد هناك وسائل كثيرة غير جسدية يستخدمها الرجال لإيذاء زوجاتهم عن قصد أو عن غير قصد، والأمثلة على هذا كثيرة:
• فمنها الإيذاء اللفظي كاستخدام السب والشتم الموجه إليها أو إلى أهلها.
• أو تعييرها بشيء معين.
أما الإيذاء الأكثر شيوعاً وأقلها انتباهاً من المختصين والمصلحين:
• تكرار موقف مضحك قامت به على سبيل الاستهزاء منها.
• أو ملامسة بعض النقاط المؤلمة للزوجة مع التكرار والتركيز عليها, وقد رأيت حالات كثيرة من ذلك، فتجد الرجل الذي ينادي زوجته باسم زوجته الثانية.. أو زميلة في العمل.
• أو يتحدث عن محاسن ممثلة أو زميلة وعن أخلاقها أمام زوجته، ومنهم من يشاهد (فيديو كليب) أو مسلسل في التلفاز في وجودها، ويطلق التعليقات على جمال الفتيات فيه.
• ويندرج تحته أيضاً عدم القيام ببعض الأمور الواجب القيام بها.
وهو نظير الإيذاء العاطفي:
• فالمرأة التي تتزين لزوجها فلا يثنى عليها، بل قد يوجه لها كلمات جارحة كأن يقول: "لا فائدة..أو مللت من هذا الشكل.. أو قومي بشيء مختلف.." فهي بالتأكيد تترك أثراً كبيراً على المرأة".
ويضيف الدكتور إسلام المازني قائلا:
"الأذى المعنوي أكثر من الجسدي بلا شك, كما أنه يورث أسقاما جسدية في النهاية، تسمى الأعراض "النفس جسمانية", وهي تملأ العيادات الباطنية والجلدية, حيث تشكو النساء بشكاوى كبيرة كثيرة, منبعها الاكتئاب, وضعف المناعة والهم
والغم, وتنعكس على كل شيء في البدن".
وتقول الأستاذة منى سالم:
"من الأشكال الأخرى للعنف التي يمكن أن يمارسها الزوج على زوجته, أو الأخ على أخته، هي أن يستبيح لنفسه الحياة بطولها وعرضها دون رادع إيماني، ثم يأتي إلى بيته ويطبق عليها كل الحدود، ويطالبها بالالتزام حسب مفهومه الخاص للدين.
وينسى أنه يسيء إليها عندما يمشي معها ولا يراعي حرمة الطريق ولا ضوابط الدين والأخلاق، فكأنه يطعنها في دينها وشخصها علناً، وهي حتى لا تملك الحق أن تحتج أو تستاء.
ولهذا للعنف النفسي أشكالاً كثيرة متعددة متنوعة، تتمحور حول قمعها وجعلها تسير كظل للرجل".
وتكمل الأستاذة هناء الحمراني بقولها:
"نعم هناك أشكال عديدة.:
إهانتها بالسب والشتم أمام الناس أو عندما يكونان وحدهما.
نعتها بالجاهلة وبأنها لا تفهم شيئا.
الشك فيها وفي أخلاقها.
اتخاذ القرارات التي تهمها دون أخذ رأيها.
إقصاؤها في المناسبات المهمة بحيث تكون (آخر من يعلم).
التعامل معها وكأنها مخلوق بلا مشاعر.
إيذاء أبنائها.
خيانتها.
احتساب الطعام والشراب عليها.
التقتير عليها في الإنفاق".
ومما يجعل الأمر معقدا هو أن مجتمعاتنا لا تنظر إلى الأمر كعنف يمارس وظلم يقع، بل نجد نظرتهم نحوه تختلف, وقد سألت ضيوفي هذا عن الأمر فقلت:
- هل تدرك نساؤنا هذه الأشكال من العنف؟
بداية يؤكد الدكتور ياسر البكار عدم تقدير جميع النساء للأمر فقال:
" إدراك النساء لأشكال العنف هذه متباين، وتراهن يشعرن بالضيق دون تفسير واضح لما يحدث..
وهناك ديناميكية مهمة أود أن تفهمها النساء وراء الإيذاء الشعوري الذي يحدث أحياناً:
يبدأ الإيذاء في كثير من الأحيان على شكل مزحة, أوفي الواقع هو اختبار من الزوج للزوجة, فيطلق المزحة فتستجيب الزوجة بالتأثر والغضب فيشعر الزوج بالانتصار والنشوة فيطلق مزحة أخرى أو يكررها فتتأثر الزوجة وتنزعج أكثر فيشعر الزوج بالرضا عن نفسه أكثر وهكذا. هذا ما يجعل الزوج يكرر هذا مرة بعد مرة. الفكرة هنا هي أن ردات فعل النساء عند الاستهزاء أو الإيذاء تؤثر بشكل كبير على طريقة تعامل الزوج مع الزوجة، وهي المحفز للزوج للتمادي في ذلك ولو تم ضبط ردات الفعل هذه فتبدو المرأة غير متأثرة ولا مبالية وأن هذا الكلام لا يقدم أولا يؤخر، وأنه ليس له معنى لديها أو أنها ليست مزحه جيدة!! لقللنا من الكثير من الإيذاء. حتى عندما يتكلم عنها أو عن أهلها بما لا يليق عندما تنظر له وتقول (لا تعليق) وتغادر سوف لن يعود إلى ذلك في الأغلب ولا أعمم. ها يختلف بالطبع عن ردة الفعل حين تقول: (لا أسمح لك - هذا غير مقبول - أنت مخطئ وهكذا).. ألا تتفقين معي؟".
وتشير الأستاذة منى سالم للخلل الحاصل في تقدير المرأة لمشكلتها قائلة:
"للأسف بعضهن يدركنه تماماً، والكثير منهن لايردن أصلاً رفع رؤوسهن.. فتعطي له كل الحق أن يعبث بحياتها وعمرها كيفما شاء، وتبقي مكانته فوق الرأس، فهو القائد الذي كلفه الله سبحانه وتعالى من السماء وأمرها أن تطيعه دون أي اعتراض. ومن رحمها الله وأدركت مصيبتها واستطاعت التعامل معها بحكمة لتحتفظ بماء الوجه أمام نفسها فتدفعه حرق أعصاب واستنفاد لقدرتها على الصبر لتتمكن أخيراً وضع قدم لها في وجه تعديه عليها وعلى حياتها."
وتلتقي الأستاذة هناء الحمراني في الرأي مع بقية الأساتذة فتقول:
"قد لا يدركن أن هذا شكل من أشكال العنف، ويظننَّ أن الرجال خلقوا هكذا، بينما قد تدرك أخريات ذلك في صورة استياء من هذا الرجل بالذات،
وقد تدركه أخريات كسلوك يجب تعديله ورفضه تماما".
وفي إجابة ضيوفنا عن سؤالنا:
- ما هي ردود فعل المرأة المفترضة تجاه ما قد يمارس عليها من عنف غير جسدي؟
تجيب الأستاذة هناء قائلة:
"إذا كانت البيئة التي تعيش فيها تعاني من نفس الممارسات باعتباره السلوك الافتراضي فربما تذعن وتستسلم لذلك،
أما إذا كانت في بيئة تعامل المرأة باحترام فقد ينخفض لديها مفهوم الذات وتتعرض للإصابة بالاكتئاب خاصة إن كانت تعاني من سوء المعاملة منذ الطفولة،
إذا نشأت مكرمة وعوملت معاملة جيدة ثم تغير التعامل معها من قبل زوجها مثلا فإنها قد ترفض الوضع فتسعى إلى تغييره بالطلاق أو تبصيره بمكانتها من خلال أسرتها أو أي طريقة أخرى".
وتؤكد الأستاذة منى سالم:
"رد الفعل الطبيعي هي الدفاع عن نفسها، لكن الدفاع عن نفسها عنده يجعله يستأسد ويتمادى في الأذى، فإن طاقت الصبر يمكنها التعامل معه معاملة الأطفال الصغار بالمداراة حتى تتمكن من أخذ حقوقها بالتمهل ولو اقتطعته جزءاً جزءاً، لكن دون أن تركع وتتمادى في الركوع, وإلا ليس أسهل من أن تسحق.
وإن لم تطق الصبر فعليها رفع صوتها بشجاعة وهي مدركة كل الإدراك حجم ردة فعله، وما عندها من خطط تستطيع الاستعانة بها للخروج بأقل الخسائر, وهنا يجب أن تدرك أنها وحيدة فثقافة المجتمع عموماً تريدها أن تستكين وتتكتم عما يجري. وفي بعض الحالات لاحظت أن التقدم بالعمر له فائدة، فكلما تقدم بهذا الرجل العمر أفقده بعضاً من تسلطه ورقق حاله ليجد أن هذه المرأة هي الآن كل ما بقي حوله، فكيف ضيع العمر معها هكذا، لتنقلب أحواله رقة ووداعة. (في بعض الحالات فقط)".
وفي تحليل لطيف لاستباحة هذا النوع من العنف وعدم تجريمه سألتهم:
- لماذا يحلل الرجل المسلم الملتزم لنفسه ممارسة هذه الأشكال من العنف ضد زوجته؟
أوضح الدكتور ياسر البكار السبب بقوله:
"هناك إهمال في تقدير الأمور الشعورية بين الزوج وزوجته, وهذا لا ينطبق فقط على الزوج والزوجة بل حتى على العلاقات بين الناس بين الأصدقاء والأقارب, فإننا نعلم أن هناك تشديد كبير على تحريم الشريعة للقطيعة بين الأقارب والأصدقاء أو حتى الأشخاص العاديين، وانظري من حولنا لتري كم هو منتشر في مجتمعنا.
في الواقع هناك قلة تقدير لأهمية الجانب الشعوري رغم تأكيد الدين عليه.
أعتقد هناك قصور في التأكيد على أهمية هذا الموضوع من قبل المصلحين.. والخطباء, رغم أننا نقرأ التأكيد على هذا الأمر في الأحاديث النبوية في مواضع عديدة.
من جانب آخر، هناك شعور عام لدى المسلم أن لديه السيطرة على زوجته وأن له درجة على زوجته، رغم اتفاق العلماء على أن هذا الفهم خاطئ للعلاقة الزوجية لكنه موجود ومؤثر ومتأصل في اللاوعي العربي.
هذا بالإضافة إلى أن هناك نصائح (سرية) يتناقلها الشباب بين بعضهم البعض, مغزاها ضرورة إخضاع الزوجة قدر الإمكان حتى تسير الحياة الزوجية على ما يرام, وإنك إن لم تخضعها أخضعتك, هذه الفكرة يتناقلها الشباب بين بعضهم البعض في مجالسهم العامة والخاصة.
لا ننسى أيضاً أن ضعف شخصية الزوج, وثقته بنفسه, قد يدفعه أحياناً إلى إجراء بعض (التدريبات المعوضة) عبر فرض السيطرة على الزوجة خاصة تلك التي لا تمتلك المهارة الكافية للتعامل مع هذا الضعف".
ويبين لنا الدكتور إسلام المازني الأسباب بما يلي:
"إن الخلل في المرء لدينا -الذي يعتدي على زوجته أو يهينها- هو ثلاثة أجزاء:
- خلل في فهمه للإسلام, ولمفهوم الاستقامة الذي يسمى الالتزام, والذي هو عمل شامل مستمر, بالقلب واللسان والبدن, وليس شارة ينالها المرء بمظهر أو شعيرة يواظب عليها, وليس خللا في فهم الأخلاق والأدب فقط, فالصلة بين الأخلاق وشهادة "لا إله إلا الله" كبيرة, وجودا وعدما, وعلاقة وثيقة عند من يفهم إسلامه وثباته, وهو باب كبير غير مطروق.
- الإعراض عن العلم, فليست قسوة بعض الناس جهلا ببعض الحقوق, وبالأصول للمعاشرة الزوجية بالمعروف, من الجهل النابع عن نقص العلم المحض المعفو عنه, كمن جهل حكما لأنه في بادية بعيدة, أو يحيا وراء السد كما يقول العلماء, فهناك أزمة إعراض عن المعرفة.
- وأزمة عدم وجود حافز للتغيير, منشأها نقص نوع من التربية, والتربية زرع معالم في النفس, وليست مجرد وضع معلومات في الذهن, ومع الخلل في الوازع الداخلي الذي يردع المرء نتيجة ثقافة التسويف والتفريط, والاستخفاف بمعنى التهاون, وهو أبو الضياع, فالتهاون في القليل يوقع في الكثير.. وهذه هي الحقيقة, فلو كان يعلم أن التهاون هو طريق للعار في الدار الآخرة, وأن الإيمان مكون معنوي ضخم, يجب تعهده في كل حين, ويكبح جماح نفسه, ويعتذر إن أخطأ في حق ربه, أوفي حق أمة الله لديه, لوجله من مقام السؤال".
وتوضح الأستاذة هناء الحمراني السبب برأيها:
"ينشأ بعض الأفراد على نمط معين في التعامل مع المرأة, وبذلك يظن أن هذه هي الطريقة الصحيحة في التعامل, أو بسبب تعرضه لمواقف في طفولته.. أو مراهقته.. أو حتى شبابه, جعلته يكره النساء ويسيء معاملتهن, وقد تكون له سوابق أخلاقية، هذا إن كان ممن يسيئون للمرأة بالشك".
أما الأستاذة منى سالم فتعزي الأمر لـ:
"آسف أن أضطر للإقرار بأن الرجل المسلم الملتزم يبيح لنفسه هذه الممارسات، ولا أعرف التركيبة النفسية لهذا الرجل إلا أني أعتقد أنه يظن أن فهمه للنصوص لا يحتاج أن يراجعه فيه أحد، وعلمه ليس فوقه أحد. والمهم أن حق القيادة بيده، لا يهم أن تكون هذه القيادة رعناء أو على قدر المسؤولية.
وأنا أعي تماماً الحكمة الإلهية لتسليمه حق القيادة، مع وجود فروق فردية بشرية تجعل بعض البشر يبيحون لأنفسهم الاعتداء على غيرهم من البشر.
أو أن السلطة أينما كانت تفعل فعلها في النفس وتغيرها، فلا يطيق الحاكم من يمشي بجانبه إلا أن يكون يمشي بظله. أشعر أنه يخاف منها إن بدأت تخطو خطواتها الواثقة، مع أنه هو من يساعدها عليها في بعض الأحيان، لكن يحب أن يشعرها بهذه الممارسات أن انتبهي لنفسك أنا موجود هنا.. وارجعي إلى حدودك (التي قسمها الله لك).. حسب تفكيره طبعا"
ودعونا نستمع إلى الحلول التي أشار بها الأساتذة لمن يلامسن أطراف هذه القضية:
يشير الدكتور ياسر البكار إلى الحل قائلا:
"هناك عدة أمور يجب أن نتحدث عنها هنا:
الأمر الأول:
في الأصل يجب أن نطور شخصية المرأة لتكون شخصية مستقلة.. شخصية لا تحتاج إلى الثناء لتشعر بالسعادة والنشوة, ولا تشعر بالأذى من النقد عندما يتوجه لها.. شخصية ناضجة عاطفياً إلى درجة أنها لا تتأثر بكل كلمة تمر, أو بكل ملاحظة..
هذا النضج العاطفي مفيد للمرأة ولكل شخص لأننا سوف نتعرض للإيذاء في كل مكان وفي كل وقت في العمل أو في الجامعة أو في البيت.
أنا لا أقصد أن تصبح المرأة باردة في مشاعرها أو لا تتأثر بما يحدث.. هذا غير ممكن, لكن كلما ارتقينا أكثر في التحكم بمشاعرنا وردات أفعالنا للأحداث من حولنا كلما تحكمنا بالأمور أكثر.
في البداية يجب أن ندرك أهمية ذلك ثم نعمل على تطويره عن طريق التجربة.. وبناء الخبرات.. وعبر المراقبة.. وإعادة التأكيد على النفس ..والحديث معها بشكل مطمئن وإيجابي, حتى نستطيع أن نصل إلى المزيد من النضج العاطفي.
الأمر الثاني هنا هو:
هناك مصطلح جميل نطلقه على ردات الفعل نسميه (أزرار الغضب) ونقصد به أن كل واحد منا يتأثر من موضوع معين فيثير لديه الغضب, فمثلا قد أتأثر عند الحديث عن موضوع الطول أو القصر إذا كنت أعاني من أحدهما, أو عن الطلاق إذا كنت مطلقة وهكذا.
هي نقطة حساسة تثير ردة فعل مبالغ فيها أكثر من غيرها, اكتشاف (أزرار الغضب) هذه ومعالجتها لدينا والتخلص منها أساسي حتى لا يستخدمها شخص آخر استخداماً سيئاً.
وهذا ما نراه كثيرا في بعض العلاقات الزوجية عندما تكون للمرأة أزرار غضب كثيرة أو بعض أزرار الغضب عندما يثيرها الزوج وتظهر ردة فعل قوية فتصبح أزرار الغضب مجالاً للتسلية لدى الزوج. ومن ذلك مثلا:
اسم الزوجة.. أو اسم عائلتها.. أو وضع عائلتها المادي.. أو الانتماء القبلي.. أو غير ذلك.
هذه كلها قد تكون نقاط ضعف لدى المرأة يجب التعامل معها داخل أنفسنا لا أن ندفع الزوج إلى عدم ملامستها.
الأمر الثالث:
لابد أن نتحكم كما ذكرت سابقاً بإظهار الغضب أو التأثر من استهزاء الزوج فهذا له فائدة كبيرة.
الأمر الرابع:
ما نطلبه من المرأة أيضا أن تتجاوز عن بعض الهفوات التي يقوم بها الزوج, هذا التجاوز من قبل الزوجة هو عمل إيجابي, وليس عملاً سلبياً إذا كان ضمن الحدود المعقولة, أن تضغط على أعصابها وعلى مشاعرها فتتجاوز عن بعض الهفوات.. أو عن بعض التعليقات وكأنها لم تحدث, وهو من الإحسان الذي يجزي الله عليه خير الجزاء.
الأمر الخامس:
تقوم بعض النساء بالدخول في دائرة نسميها بـ (الدائرة السيئة)، أي أن يقوم الزوج بالتعليق عليها أو الاستهزاء منها, وتقوم هي بالرد عليه بالمزيد من الاستهزاء, أو تعيره بشيء ما فيتألم فيرد هو باستهزاء آخر.. أو تعييرها بشيء أخر, فتغضب فترد عليه, وهكذا يدخلون في دائرة لا نهاية لها من الإيذاء المتبادل, وهذا ليس إيجابيا, وله عواقب ليست حسنه. تستطيع المرأة كسر هذه الدائرة كما ذكرت بأن لا تتأثر.. أو بالتجاوز كأن شيئا لم يحدث.
الأمر الأخير:
تدارس بعض الأفكار والأحاديث النبوية الشريفة حول قيمة إدخال السرور على المسلم.. وقيمة الصبر وأجره الكبير.. وهناك قصص وأحاديث كثيرة في هذا الجانب قد لا يسعفني الوقت في سردها لكنها كثيرة ومحفزة ورائعة, مع العلم بأن هذا التذكير يجب ألا يأت كرد على ما فعلة الزوج، فهذا غير مفيد، بل هي مدارسة بشكل عام دون وقت معين".
وتوجه الأستاذة هناء الحمراني النساء بكلماتها:
"ألا تسمح له تماما بإهانتها لأن في ذلك تأثيرا على نفسيتها وعلى ثقة أبنائها بها.. وهذه الثقة ضرورية لكي تقوم بالعملية التربوية على وجهها الصحيح،
ويكون التصرف العملي بأن تجعله يدرك الأهمية التي تستحقها من خلال تثقيف نفسها وذكر مواقف مشرفة لها والتحدث باعتزاز عن حبها لذاتها كإنسان،
فالرجل قد يهين المرأة بسبب امتهانها لذاتها.
تجنب ذكر أي مواقف إذلال تعرضت لها في حياتها حتى لا تعزز سلوك الامتهان لديه.
رفع مستوى الوعي لديها من خلال الدورات التدريبية والقراءة والإطلاع فالرجل يحترم المرأة المثقفة".
أما الأستاذة منى سالم فتنصح بـ:
"للزوجات.. لا أملك لهن وصفة جاهزة، ولن تستطيع في ساعة العسر استذكار كل هذه الدروس والنظريات. إيمانها ويقينها سوف يقودانها إن شاء الله للتعامل مع ما هي فيه بأفضل ما يمكن أن تقوم به.
ولكن الخروج من قوقعتها وأحزانها يساعدها كثيراً على التعايش مع وضعها إن لم يكن لديها إلا التعايش، ويجعلها أكثر ثقة بنفسها وأكبر حجماً في وجه الرجل الذي أمامها، فيبدأ حجمه بالتقلص والانكماش قليلا.. قليلاً.
ويمكن أن تجرب الانشغال بأي شيء من حولها من دراسة، من قراءة، من عمل يدوي قد تبرع به.
لن تخسر شيئاً، قد ترى نتيجة.. ولها الله سبحانه وتعالى".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.68 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]