رواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 177 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2021, 04:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,616
الدولة : Egypt
افتراضي رواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيل

رواية السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيل


قحطان بيرقدار


(الواقع الإبداعي المتخيَّل)
- هل تَنْتَحِلُ رواية السيرة الذاتية صفةَ الوثيقةِ التاريخيَّة؟
ليست رواية السيرة الذاتية وثيقة تاريخية، فكل ترجمة ذاتية مهما يكن من دقة صاحبها هي لا بد مزيجٌ اشترك في تكوينه عاملان متعارضان هما "الخيال والحقيقة"، ولكاتب السيرة الذاتية أن يطلق لخياله العنان كما يحلو له، وكلما أمعن في خياله كان ذلك أفضل، وذلك في طريقة ربطه لمواده بعضها ببعض..

ولكن عليه ألا يختلق مواده، ويتحرى الصدق والصراحة فيما يسرده رغم أنه يعتمد في سرده للأحداث على الذاكرة، والذاكرة معرضة للنسيان والخلط، ومن المؤكد أن الذاكرة لا تنسى فقط، ولكنها قد تخدع أحياناً فتختلط الأسماء والأزمان والأماكن.

وكاتب السيرة الذاتية لا يسقط من سيرته الأحداث التي لم يتذكرها فقط بل نجده يتعمد الصمت عن بعض الأمور التي يرى أنه من الأفضل أن يسدل الستار عليها، فرواية السيرة الذاتية تقوم في صميمها على الوقائع المنتخلة ولكنها تنسقها تنسيقاً خاصاً وتصبها في قالب معين، وهذا القالب هو البناء الفني لرواية السيرة الذاتية.

إن كاتب السيرة الذاتية يلجأ إلى الاختيار والانتقاء، فحينما يختار الكاتب حادثة ويهمل أخرى فإنه بانتقائه هذا ينحى منحى بعيداً عمَّا نسميه فن الاعتراف، ويذهب إلى مسألة الصدق الفني، إن حادثة بعينها حين يعاد سردها فإنها تُسجَّلُ في ذهن الكاتب أو في ذاكرته - عندما يكتب - كما هي، ولا يمكن أن يستعيد جميع الانفعالات والهوامش والتأثيرات التي رافقت تلك الحادثة وهنا يأتي دور المخيلة في إعادة البناء.

- روايةُ السيرة الذاتية المُضادَّة للواقع:
لقد كانت رواية السيرة الذاتية العربية المعاصرة في أغلب نماذجها وأبرزها صيغةً مضادة "للواقعية"، لقد بدت نوعاً من التحول الانقلابي العنيف, من السرد الواقعي الشائع في الخمسينيات إلى سرد خيالي صرف، وفي العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين تسيدت رواية السيرة الذاتية الموقف، وباتت تحتل مكانة بالغة الأهمية، لقد بدت في غزارتها وخصوبتها كأنها نوع من تفحص الذات ومراجعتها ومساءلتها, ولم يكن أمام الكُتَّاب إلا أن يركزوا على واقعهم الداخلي..

ولعله من اللافت أن هذه النصوص المعاصرة لِلسِّيرِ الذاتيةِ المستمدةِ من أحداث واقعية في حياة كتابها, قد اتخذت أشكالاً واستعانت بأساليب مضادة للواقعية تماماً، وليس من شك في أن هذه النصوص تنطوي على بعض عناصر السيرة الذاتية الصريحة التي لا سبيل إلى إنكارها ولا حاجة إلى التدليل على وجودها; فبين حياة هؤلاء الكتاب وحياة أقاليمهم وقراهم ومدنهم وأحيائهم التي يكتبون عنها من ناحية, وبين نصوصهم من ناحية أخرى, توجد علاقة من نوع خاص, تكشف عنها حتى عناوين هذه النصوص وإهداءاتها، غير أن هناك أيضاً مسافة واسعة من نزع الألفة بين الحيوات الحقيقية لهؤلاء الكتاب وأقاليمهم من جانب, وبين نصوص السيرة الذاتية التي كتبوها من جانب آخر، إن هذه النصوص أقرب من غير شك إلى وظيفة الرواية وشكلها المراوغ, منها إلى وظيفة السيرة الذاتية وشكلها المباشر.

- الواقع الإبداعي المتخيل:
تفصل بين الواقعي والمتخيل شعرة رفيعة، غير مرئية، لكنها محسوسة، تصل الواقع بهواجس الذات وتوجهاتها، وتفرض حقيقة الفعل الواقعي ورد الفعل التخييلي المصاحب له في تعامل الإنسان مع ذاته، ومع ما يدور حوله من ممارسات، قد تكون هذه الممارسات غرائبية بالنسبة إليه، وقد تكون غير مألوفة في واقعه الذاتي، إلا أنها تمثل مرحلة الوعي، ومنطقة الإدراك، وبؤرة التمييز بين ما هو حقيقي، وبين ما يدور في منطقة الهواجس من موضوعات يتمثلها المرء، ويرسم لها حدود الاسترجاع في واقعه الآني.

ولا شك في أن "القدرة التخييلية" على استرجاع الواقعي تجرنا في بعض الأحيان إلى الإحساس بهذا الواقعي الذي ولَّى ومضى وكأنه حقيقة نراها الآن ونشعر بها ماثلة في أذهاننا، بينما هي في الحقيقة منطقة موجودة في اللاوعي تبدو وكأنها ذات قدرة على التشكل والتلون والظهور مرة أخرى بمظهر مغاير لما كان يدور في "المخيلة"، وأن محاولة استعادتها مرة أخرى، ومعاودة استرجاع أحداثها التي مرت عليها سنوات طويلة، تجعل التلاحم بين "الواقعي والمتخيل" مؤسساً لواقع جديد، هو لا شك واقع إبداعي آني له آليته الخاصة، قد يختلف عن الواقع الواقعي في أنه مشحون برؤية فردية أو جماعية خاضعة لقوانين المكان والزمان في شكلها الذي ينتسب إلى التجربة الروائية في كثير من الأحيان.

والروائي اليوم ينطلق في أعماله بدافع التفاعل مع ما يدور في عصره، وبدافع التعامل مع المخيلة في وظيفتها الابتكارية في سرد القضايا الدائرة في حدود عالمه، والتي قد تكون مختزلة ومختزنة في بعض الأحيان في منطقة اللاوعي، وتلح في الظهور من آن إلى آخر، بحيث يصبح تشكيل مفردات هذا العالم بكل ما كان يحمله من تاريخ وقضايا وشخوص هو الحالة الآسرة لهاجس الكتابة، وتكون تجليات هذا التشكيل هي المحور الأساس في التعبير عن واقعه الذاتي والموضوعي من خلال المتخيل، وما ينداح عنه من موضوعات تؤرّق الكاتب وتمس جوهر الممكن والمحتمل في عالمه الخاص.

- أخيراً...
إن الخيال ركن أساسي من أركان رواية السيرة الذاتية، ومن دونه تخرج من كونها فناً أدبياً يتذوقه المتلقي ويحلق معه في عوالم السمو والرقي الروحي والفكري..

ولا ينبغي أن يكون الخيال مقيداً في أي فن من الفنون الأدبية حتى في رواية السيرة الذاتية، والكاتب المحنك ذو الذائقة السليمة يستطيع - وهو يكتب رواية سيرة ذاتية له - أن يتعامل مع الخيال بأسلوب شفيف ويستخدمه كأداة من أدوات العمل الفني في سبيل إيصال سيرته الذاتية بشكلها الواقعي الحقيقي بما تحتويه من أحداث وتجارب وخبرات في أبهى حلة وأعذب مضمون وأعمق تأثير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.47 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]