طفل الإبتدائي وطرق تربيته عمليًا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74474 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2019, 05:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي طفل الإبتدائي وطرق تربيته عمليًا

طفل الإبتدائي وطرق تربيته عمليًا (1)
معتز شاهين





لاشك أن السنوات الأولى من عمر الطفل هي ( سنوات الحسم ) التربوي، ففيها يتلقى الطفل نسبة كبيرة من القيم والخصال التربوية التي يحاول المربي زرعها في نفس الطفل، ولكن هذا لايعني بالطبع إهمال أو تسفيه شأن باقي المراحل التالية لتلك السنوات الحاسمة.

واذا كانت مرحلة الطفولة المبكرة بداية حياة حقيقية للطفل، فمرحلة الطفولة المتأخرة هي الأخرى بداية حياة جديدة للطفل، فهي لها دور كبير وهام في حياة الطفل، ففيها يبدأ الطفل طريقه نحو المجتمع الذي يعيش فيه بطريقة نظامية؛ من خلال دخوله المدرسة وانتظامه في النظام التعليمي الذي ارتضاه المجتمع لأبنائه.

في البداية لابد أن نعترف بأن هناك اختلافا بين العلماء في عملية تقسيم مراحل النمو إلى مراحل معينة، وذلك نظرًا لصعوبة تمييز نهاية كل مرحلة، وكذلك بدايتها بين التقاسيم المعروفة، لذا لا يمكننا أن نقطع بأي تقسيم بأنهً هو الأدق، فالبعض يقسم مراحل الطفولة إلى ثلاثة أقسام، طفولة ( مبكرة، متوسطة، متأخرة )، وهناك من يرى دمج الطفولة المتوسطة والمتأخرة معًا تحت مسمى واحد وهو ( الطفولة المتأخرة )، وهو ما نميل إليه نظرًا لتماثل الخصائص بين المرحلتين وتقاربهما بما يجعل من الصعوبة الفصل أو التفرقة بينهما.


لماذا الاهتمام بتلك المرحلة؟

• تعد هذه المرحلة من المراحل الدقيقة التي يمر بها الطفل، ففي بدايتها يحدث للطفل ( انفراجة اجتماعية ) على المجتمع، فهي تعد بداية لانطلاقة الطفل نحو المجتمع، وفيها يضعف – إلى حد ما – دور الأسرة، وتبدأ مجموعة الرفاق في الظهور.

• وكذلك في نهايات تلك المرحلة، يمر الطفل ببداية تغيرات فسيولوجيه تؤثر على نفسيته واتجاهاته وسلوكه بشكل كبير ( بداية فترة البلوغ )، لذا فهي فترة إعداد أو معسكر تدريب تربوي طويل لمرحلة العاصفة ( فترة المراهقة ).

• وفيها يشعر الطفل بأنه يجد مصاعب في التعامل مع من هم أكبر منه سنًا، ويشعر بالاختلاف عمن هم أصغر منه سنًا أيضًا، فيشعر بأنه لا ينتمي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، أي أنها مرحلة ( ذبذبة ) أو ( تذبذب ) للطفل، مما قد يؤدي لكثير من المشكلات النفسية والمجتمعية إذا لم يحسن المربي التعامل مع تلك الذبذبة.

• وكذلك هي فترة يتم تشكيل منظومة القيم فيها لدى الطفل، استعدادًا للدخول في فترة البلوغ وغيرها من الأمور الحساسة.

• وهي فترة مهمة في نمو الجانب العقلي لدى الطفل، وهذا ناتج عن دخوله المدرسة واتساع مداركه.


خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة ( 6-12 سنة )

أولاً: الخصائص الجسمية
تتميز بدايات تلك المرحلة ( 6-8 سنوات ) بنمو جسمي بطئ؛ بالمقارنة بمرحلة الطفولة المبكرة، كما يبدأ نمو العضلات الدقيقة لدى الطفل ( قبضة اليد )، لذا فتلك الفترة هي أفضل فرصة لتعليم الكتابة وتحسين خط الطفل.

على عكس نهايات تلك المرحلة والتي تشهد قفزات في النمو وخصوصًا جانب النمو الجنسي ( فترة البلوغ )، كما تشهد أيضًا أواخر تلك المرحلة اكتمال نمو العضلات عامة، لذا يتسم أداء الطفل هنا بالدقة والسرعة.

وتتسم تلك المرحلة أيضًا بالنشاط الجسمي الزائد، لذا يتسم أداء الطفل فيها بعدم الاستقرار، ولايستطيع التركيز في عمل ما لفترة طويلة، لذا يجب اتباع طرق تنظيم الوقت والأداء معه باستمرار.

ثانيًا: الخصائص النفسية والانفعالية
يكون سلوك طفل هذه المرحلة سلوكًا نمطيًا، وبذلك يسهل التنبؤ به، ومع بداية تلك المرحلة تتسم انفعالات الطفل بالعنف، فهو مندفع ومشاكس، وكأنه في حالة حرب مع العالم الخارجي، ويظهر ذلك جليًا من خلال الأحلام والكوابيس المفزعة؛ والتي تكثر قي بدايات تلك المرحلة.

لايميل أي من الجنسين للجنس الآخر في تلك المرحلة العمرية، ويميل كل جنس للعب مع الرفاق من نفس نوعه، وتحدث المشاحنات والشجار بين مجموعات الرفاق من الجنسين. وهنا أيضًا يتحول الطفل من مرحلة الكذب التخيلي إلى مرحلة الكذب المحض، لذا فلنحذر فالأطفال أصبحوا ليسوا بالبراءة والصدق اللذان كانوا عليهما من قبل.

طفل هذا المرحلة كثير النقد لذاته وللآخرين، وهذا ناتج عن بداية نمو الأنا الأعلى ( الضمير ) لديه، ودليل على بدء تكوين منظومة القيم المجتمعية لديه أيضًا، فهو يتبنى مجموعة القيم التي يتبنها المجتمع الذي يعيش فيه، وينقد من يخالفها حتى لو كان هو نفسه.

يشهد النمو الانفعالي للطفل في أواخر تلك المرحلة (10-12 سنة ) ثباتا ونموا ملحوظين، فالطفل يكتسب القدرة على ضبط انفعالاته، والسيطرة على سلوكه وتصرفاته، ولايعني هذا أن نتعامل مع الطفل على أنه قد وصل لمرحلة الرشد الانفعالي، ويحدث التطور الانفعالي في جانبين ( نوعية المواقف التي تثيره – وشكل التعبير الانفعالي )، ويرجع ذلك الثبات الانفعالي نتيجة لانفصاله شبه التام عن الأسرة، وانفتاح مجال التنافس أمامه بطريقة منظمة، يستطيع من خلالها التنفيس عن رغباته وانفعالاته بطريقة مشروعة، وأيضًا نتيجة لاختلاطه بالرفاق وغيرهم من أفراد المجتمع يجعله ذلك يحاول السيطرة على انفعالاته حتى لايسيء للصورة الذهنية التي رسمها في أذهان الأخرين عن نفسه.

تتسم تلك المرحلة بعدة سمات انفعالية منها:
• طفل هذه المرحلة منطلق، إيجابي، متحمس، مبتكر، يحب أن يتعلم.
• تزداد مقدرته على العمل المستقل.

• متطرف في آرائه ( أبيض أو أسود )، في يمحاولة منه لتأكيد ذاته.
• يكره أن تلقى عليه الأوامر، ولكنه يرغب في تعضيد الكبار له ولتصرفاته الحسنة.
• على نهاية تلك المرحلة يصبح الطفل أكثر جدية واستقلالاً، وقدرة في الاعتماد على نفسه.

ثالثاً: الخصائص العقلية والمعرفية
مع بداية هذه المرحلة يدرك الطفل موضوعات العالم الخارجي واتصالها ببعضها، ويتم ذلك بصورة كلية، فهو لايعني كثيرا بالجزئيات التي يتركب منها الموضوع، لذا فالطريقة الكلية هنا هي الأنسب في التعليم.

تزداد نسبة الذكاء، نتيجة لزيادة نمو الجمجمة، وكذلك تزداد الحصيلة اللغوية للطفل، مما يساعده على زيادة سيطرته على البيئة المحيطة به، وتزداد كذلك فرص تفاعله مع المجتمع.

أما بالنسبة للتذكر؛ فيتحول من مجرد تذكر آلي إلى تذكر وفهم، ويتذكر الطفل الصور البصرية أكثر من المعاني المجردة، أي ان قدرة التذكر تكون أكبر لما يراه ( مرحلة المحسوسات)، لهذا يجب على المربي التركيز على المؤثرات البصرية واستخدامها في التعلم بكثرة.

وتتميز تلك المرحلة بنمو العديد من القدرات العقلية ومنها:
• يزداد مدى الانتباه، وإن كان الطفل غير قادر على الانتباه لشيء محدد لفترات طويلة.
• أفكاره واقعية، وكذلك اتجاهاته، فيما يتعلق بالزمان والمكان فهو يدرك الأبعاد.
• يدرك الماضي ولا يفكر في الحاضر ولا المستقبل.
• يبدأ منذ سن السابعة في التعرف على مفاهيم ( العدد / والكتلة / والوزن )
• يتحول نحو التفكير المنطقي بشكل متدرج.
• يستطيع أن يدرك المشاكل، ويقدم أكثر من حل لها.
• معقول في مطالبة وتوقعاته.

رابعًا: الخصائص الاجتماعية
تظهر الفروق الفردية الاجتماعية بين الجنسين بشكل واضح في تلك المرحلة، وخصوصًا في أواخرها سن ( 9-12 سنة )، ، حيث يتوحد الطفل مع النوع الجنسي الذي يتبعه، فيجتمع البنين معًا، والبنات في مجموعات خاصة بهن، ويحدث نوع من التعصب بين كل منهم. ويميل كل نوع إلى اقامة علاقات صداقة طويلة الأمد وعميقة مع اقرانه من نفس النوع ( ظاهرة صديق العمر ).

وتتمحور بعض السمات الاجتماعية مثل:
• يبدأ طفل هذه المرحلة في التحرر من تمركزه حول ذاته، فهو لم يعد مركز العالم، ويدرك أنه في حاجة إلى الآخرين.
• تقل نسبة الاعتمادية على الوالدين، وتنمو شخصيته وذاتيته نتيجة لهذا الاستقلال.
• يبدأ في الاهتمام برأي الأصدقاء، ويحاول كسب ولائهم.
• يسعى لتكوين علاقات اجتماعية تتسم بالتعاونية ( اللعب التعاوني ).
• يتجه لتكوين معايير اجتماعية خاصة به ( يضع قوانين لنفسه ويلتزم بها ).
• يميل للتنافس الجماعي لا الفردي ( الاشتراك في الألعاب الجماعية ).

وقبل البدء في التعرف على مجالات تربية طفل تلك المرحلة ( عمليًا )، كان لازمًا علينا بداية التعرف على سمات وخصائص تلك المرحلة، حتى نتعرف على الطفل الذي سنتعامل معه، ونتعرف بشكل أكبر على قدراته وامكاناته، حتى تنجح عملية التربية.

وسوف نتناول في المقالات التالية – ان شاء الله - مجالات التربية التي سنحاول غرسها في طفل هذه المرحلة ونلخصها في العناوين الآتية:


1- مجال التربية الإيمانية.
2- مجال التربية الخُلُقية.
3- مجال التربية النفسية.
4- مجال التربية العقلية والفكرية.
5- مجال التربية الاجتماعية ( المجتمعية ).
6- مجال التربية الجسمية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-11-2019, 10:00 AM
حسام 22 حسام 22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Nov 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي رد: طفل الإبتدائي وطرق تربيته عمليًا

موضوع مفيد جدا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-11-2019, 05:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طفل الإبتدائي وطرق تربيته عمليًا

بارك الله فيكم
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-11-2019, 05:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طفل الإبتدائي وطرق تربيته عمليًا

طفل الإبتدائي وطرق تربيته عمليًا (2)
معتز شاهين




أولاً: التربية الإيمانية


تبدأ التربية الايمانية للطفل منذ الصغر وتكون على شكل تقديم نماذج يراها الطفل ويقلدها، أما في تلك المرحلة – مرحلة الطفولة المتأخرة 6 : 12 سنة –؛ سنعمل على توصيل المعاني المجردة للطفل، لأن نموه العقلي الآن يسمح بتشرب مثل تلك المعاني والمبادئ الإيمانية المجردة، بل ويعمل عقل طفل تلك المرحلة على صف تلك القيم والمعاني في مصفوفة قيم يبدء في اعتناقها والدفاع عنها.

ويمكن تقسيم التربية الإيمانية إلى جانبيين:


أولاً: الجانب العقائدي
والعقيدة تزرع في النفس مع نشوئها، قال – صلى الله عليه وسلم – ( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه.. ) صحيح البخاري، وكل ما يحتاجه الطفل هو استثارة تلك الفطرة ليحفظها حفظاً ويشب عليها شيئاً فشيئًا.

وسنهتم هنا بعدة نقاط وهي:
1- زرع حب الله تعالى ومراقبته.
2- الإيمان بالقضاء والقدر.
3- حب النبي – صلى الله عليه وسلم –
4- قراءة القرآن وحفظه
5- تربية الثبات على العقيدة، والتضحية من أجلها.

1- زرع حب الله تعالى ومراقبته:
يبدأ المربي في زرع حب الله تعالى عمليًا في قلب الطفل بالخطوات التالية:
أ‌- إيقاظ الفطرة : وتكون باستغلال المربي للفرص المناسبة وخلواته مع الطفل ( في نزهة أو حديقة ... )، كما فعلها الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع " ابن عباس" – رضى الله عنهما – عندما كان رديفه على الدابة وعلمه كلمات نافعات له، فيوجه المربي نظر الطفل إلى السماء والكواكب والحيوانات وغيرها من الموجودات، وسيجد الطفل ينهال عليه بسيل من الأسئلة عن خالق تلك الموجودات؟ وكيف خلقها؟ ولماذا؟ ويجب على المربي الاجابة عن كافة تساؤلات الطفل بأجوبة مقنعة تحترم عقل الطفل ولاتسفه منه.
ب‌- التعرف بنعم الله: إن الانسان يميل بطبعه إلى حب من يكرمه ويحسن إليه، فكل ما على المربي فعله هو أن يوضح للطفل كيف أن الله قد كرم بني آدم عن كل الموجودات وفضله عليهم بالعقل ونعمة التفكير، وكذلك يبين له إحسان الله إلى البشر ونعمه الكثيرة علينا، وفي كل جانب من جنبات هذا الكون سيجد المربي الأمثلة الكثيرة التي تدلل على ما يقوله.
ت‌- بيان عملي لزرع مراقبة الله في نفس الطفل: لنأخذ ما فعله التابعي الجليل " محمد بن سوار " مع أبن أخته " سهل بن عبد الله التستري " عندما كان " سهل " طفل عنده ثلاث سنوات وقام من نومه فوجد خاله يصلي ، فقال له ( ألا تذكر الله الذي خلقك ؟ فقلت له : كيف أذكره ؟ قال : قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير ان تحرك به لسانك (( الله معي ، الله ناظري ، الله شاهدي ))، فقلتها لليالي خلت ثم أخبرته فقال لي : قلها سبع ، ففعلت ثم أخبرته ، قال لي : قلها أحدى عشر مرة قبل نومك ، فقلتها ودومت على ذلك سنة كاملة ، فوقع في قلبي حلاوة ، ثم قال لي خالي يوما : يا سهل من كان الله معه ، وناظرًا إليه وشاهده ، أيعصيه ؟! إياك والمعصية ).


2- الإيمان بالقضاء والقدر:
الأصل هو تجنب الخوض في مسألة القضاء والقدر مع الطفل في تلك المرحلة، لأن هذه مشكلة حارت فيها عقول الجهابذة والعلماء، والصحيح الذي يجب اعتقاده وتوصيله للطفل والإيمان به هو ( أن الإسلام يثبت قضاء الله وقدره، وسيطرة الله مع علمه السابق على كل شيء، خلقًا وتدبيرًا وتنظيمًا، مع إثبات حرية الإنسان، ومسئوليته التامة عن أفعاله الاختيارية، واستحقاقه للثواب أو العقاب عليها ).

ولكن إذا شغلت هذه المسألة عقل الطفل وسيطرت عليه، فيجب على المربي أن يوضحها للطفل دون لبس وبصورة مبسطة يدركها عقله، فمثلاً لو سألنا طفل ( إذا كان الله قد كتب في الأزل أن منا من سيخطىء ويضل، فلماذا يعاقبنا؟ )، مسألة ( الجبر والاختيار).
بطريقة عملية يحضر المربي كوبا من الزجاج ويقول للطفل: هل تستطيع أن تلقي هذا الكوب على الأرض لتكسره؟ سيجيب الطفل: بالطبع أقدر، فيبادره المربي متسائلاً: وماذا يمنعك؟ فيرد الطفل: هذا خطأ ولا ينبغي فعله. فيعلق المربي قائلاً: إن الله – عز وجل – علم في الأزل أنك لن تكسر هذا الكوب لأنك ولد طيب، وعلم أيضًا في الأزل أن الولد الشقي سيكسر هذا الكوب، فهل منعك أحد من إلقاء هذا الكوب على الأرض؟ أو هل أجبر أحد الطفل الشقي على كسر الكوب؟ .. فهكذا تكون الهداية والضلال.

3- حب النبي – صلى الله عليه وسلم –:
إذا عرف الطفل سيرة الرسول الكريم وخلقه ورحمته بالأطفال، رق قلبه وصار أسيرًا في حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ولزرع ذلك الجانب عمليًا يمكن للمربي عمل مسابقات في حفظ أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، بحيث تكون تلك الأحاديث قصيرة وواضحة المعاني ومتضمنة لبعض الأخلاق المهمة في تلك المرحلة.

4- قراءة القرآن وحفظه:
لابد من تبسيط أمر حفظ القرآن على الطفل في بدايته حتى يصير هذا الأمر محببًا له، فيمكن للمربي إعطاء حوافز مادية ( هدايا كثيرة لحفظ قليل )، مع الأخذ في الاعتبار البدء بالحفظ من جزء ( عم ) لأنه سهل ولا تضيق به نفس الطفل، وكذلك يمتاز بأن فواصله قصيرة وتأتي على حرف واحد، مما يسهل رسوخه في ذهن الطفل.

5- تربية الثبات على العقيدة، والتضحية من أجلها:
وهو نتاج طبيعي لما سبق كله، فإذا نجح المربي في ترسيخ حب الله تعالى ومراقبته، وحب النبي – صلى الله عليه وسلم -، والإيمان بالقضاء والقدر، وحفظ القرآن، فلن يجد الطفل بدًا عندما يكبر في التضحية في سبيل ما يعتقده ويؤمن به.


ثانيًا: الجانب العبادي
تأتي العبادة مكملة للعقيدة، فالعبادة ترجمة واقعية وانعكاس وتجسيد للعقائد، ( فلكي يظل غرس العقيدة قويًا في النفس، يجب أن يسقى بماء العبادة ). وهنا سنركز على بعض العبادات المهمة – وكلها مهم - في تلك المرحلة ..

1- الصلاة:
قال – صلى الله عليه وسلم – : (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) صحيح ، وهنا تبدأ مرحلة التكليف ، وشعارنا هنا سيكون ( تحبيب الصلاة لأطفالنا، لا تعليم الصلاة لأطفالنا )، ويتم ذلك باتباع عدة خطوات كالتالي:
- تبدأ تلك الخطوات في تعليم الوضوع للطفل، وتكون في البداية نظريًا، ويراعى أن تصاغ التعليمات في عبارات سهلة وواضحة، والأفضل ان تكون مدعمة بالصور وهذا متاح في تلك الأيام، ثم يقوم المربي بأداء الوضوء عمليًا أمام الأطفال أكثر من مرة حتى يتقنوه ويتأكد من اتقانهم له، ويستحب توفير الماء الدافئ في الشتاء، حتى لا ينفر الأطفال من الصلاة لهروبهم من الوضوء بماء بارد.
- يجب على المربي إظهار السعادة للطفل اثناء استعداده للوضوء أو الصلاة، حتى تقترن الصلاة في عقل الطفل الباطن بمعاني السعادة والبهجة.
- يمكن للمربي أن يجعل الصلاة أهم حدث ديني واجتماعي وخلقي وتربوي في حياة الطفل من خلال ..
· إعلام الطفل – قبل سن السابعة بقليل – بقرب موعد تكليفه بالصلاة وتشويقه للذهاب إلى الجامع بكلمات مثل ( لقد كبرت وستصلي )
· عندما يتم الطفل السابعة ويبدأ بصلاة أول فرض له يعقد الوالدين حفة ولو بسيطة ويقدم هدية فيها للطفل بمناسبة بدأه للصلاة.
· أن يأتي الأب أو الأم للطفل بملابس جديدة للصلاة.
- يبدأ المربي بتوجيه الأوامر للطفل بصورة محببة بأن يقف في الصف
- البعد عن النقد الشديد أو أسلوب التهديد والوعيد، فلابد من التعزيز الإيجابي وتشجيع الطفل حتى تصير الصلاة جزءًا من حياته.
- ربط أوقات الصلاة بأشياء محببة إلى نفس الطفل ( نزهة بعد صلاة المغرب أو العشاء .. وهكذا )
- بعد سن التاسعة يلاحط بصورة عامة تغير سلوك الأطفال تجاه الصلاة، وعدم التزامهم بها، وببساطة نقول أنها بداية طبيعية لمرحلة التمرد ورفض الانصياع للأوامر، وهنا لابد من التعامل بحكمة حتى لا ينفر الطفل من الصلاة نهائيًا ولا يعود إليها، والتركيز على التعزيز الإيجابي، والبعد عن العقاب لأنه قد فقد مكانته في تصحيح السلوك في تلك المرحلة.
- الحرص ان يبتعد المربي عن السؤال المباشر للطفل حول أدائه للصلاة ( هل صليت العصر ؟ ... )، لأننا هنا نفرض على الطفل اللجوء للكذب للنجاة من العقاب سواء مادي أو معنوي الذي سيقع عليه جراء تركه للصلاة، والأفضل أن يًذكر الطفل بالصلاة على هيئة تنبيه وليس على هيئة سؤال، مثل ( العصر يا شباب .. )، وإذا لم يستجب الطفل يقف المربي ويقول بطريقة حازمة ( أنا في انتظار حدوث شيء ضروري، ولا بد أن يحدث قبل فوات آوانه ).

2- الصوم:
وهنا لابد ان نوصل الطفل لمرحلة أن يتنفل في الصيام لا أن يصوم رمضان فقط ، فهو قد كبر ولابد أن يتعود على الصيام ، وذلك بالمكافآت والتعزيز الآيجابي أيضًا، وللصوم أهمية كبرى في تعليم الطفل الإخلاص لله – عز وجل – ومراقبته في السر ، وتعود الطفل على الصبر وتقوي إرادته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.45 كيلو بايت... تم توفير 3.27 كيلو بايت...بمعدل (4.06%)]