وزلزل الندم قلبك - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2020, 10:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي وزلزل الندم قلبك

وزلزل الندم قلبك


أ. سميرة بيطام






أفهم وأعي وأقدِّر، وأعطيك ألف حق حينما لا تريد أن تصحو على وقع رنة تليفون من صديق لك هجرك في لحظة تكبُّر، وإني أرى في الهاتف وصلة إزعاج لك في هذه اللحظة المفاجئة، أرتِّب نظرتي إلى غضبك وأنت تقف من مجلسك، وأحد الزوار أمام مكتبك من قال لك يومًا ما: لستَ الشخص المناسب لصُحبتي، وإني أرى في دقة بابك دبكةَ حربٍ على عقلك في أنك في فوضى لمشاعرك عن جدوى استقبالك لضيفك، فربما تعتذِر أو تغادر لتتركه وحده، فيومًا ما تركك وحدك دون سابق إنذار، وإني أستحي من دمعك وأنت تتلقى رسالة من أخ لك أو أخت من أبيك وأمك وأحدهما يطلب منك لتحضر حفل زفاف لأحدهم، وحالك الآن في المهجر حال مَن رحل عن الدنيا لكنه حيٌّ في أنه رحل زمنًا بعيدًا من جور المعشر وسوء الظرف لك حين هممتَ بأن تتفرَّد بعمل شريف يَليق بكيانك المفكر؛ لكن العائلة والجيران والمجتمع ضاقوا ذرعًا مِن تميُّزك، ولم يسَعْهم تَحملاً جمال مشيتك على الأرض التي يَمشون هم أيضًا فوقها، وإني أترقب منك تمزيق الرسالة دون إكمال باقي الأسطر؛ لأنك فهمت القصد من العنوان، فكان أن لا داعي منك أن تكمل باقي الخطاب المنمَّق.

أتأسَّف لكل ما أنت فيه، ولستُ أتأسَّف لمن قررت بشأنه هذا العزوف في الرد وفي الاستقبال، ولو أن منطقَ ردِّ الفعل عندي هو أن تُقابل الإساءة بالإحسان، لكنك في هذا الظرف من التذكُّر لست تقوى على شيء منك يبدو لهم صحيحًا بالنسبة لهم، فالكل يريدك أن تَنسى لتبدو وديعًا أمام طلباتهم ورغباتهم، ولكن زلة الماضي نقشَت جرحًا غائرًا في قلبك، وإني أصمت اللحظة أمام عمق هذا الجرح، و لو أني أتمنى إطلالة القمر لك في ليلة كالِحةٍ أمام عينيك الحريصتَين على أن تتخلَّص من عقد وهفوات من عرفت..

وإني أُقدِّر رد الفعل هذا بقول ابن المعتز:
وإني على إشفاق عيني من العِدا
لتجمَح مني نظرة ثم أُطرِقُ

كما حلِّئتْ عن برد ماء طريدة
تمدُّ إليها جيدها وهي تفرَقُ


أتابع ارتداد زلزال الندم وإلى أي مدى وصل انبعاثه في قلبك، لستُ أقصد الندم ندمك؛ وإنما ندم من أراد استرجاع ودِّك له ووفائك وإخلاصك، وبالأخصِّ طيبتك على النحو الذي كنت عليه في السابق، إليك الكلمة في أن تُفصِح عن إحساسك؛ لأني أتوق أن أستمع لذلك الشجون الذي يسكت رنة التعقيب على ما قلت، فكان أن تكلمت في اختصار للقول الذكي منك:
أقبلتَ يا برد بوجه أجرَدِ
يفعَل بالأوجُهِ فعل المِبرَدِ

أظلُّ في البيت كمثل المقعد
مُنقبضًا تحت الكساء الأسودِ

لو قيل لي أنت أمير البلَدِ
فهاتِ للبيعة كفًّا تُعقدِ
لكنتُ كالأقطع لم أُخرِج يَدي[1]


ربما كان لهم بعد جسِّ النبض فيك أن يودعوا ودائع الندم بعيدًا عنك؛ لأنك لستَ تقدر على أن تبدو أكثر ليونة، ربما ستحتاج إلى وقت حتى يتقلَّب قلبك، ولكن لي سؤال لستُ أظن أنه يَلقى الجوابَ: هل ستُطبِّق ما نصَّت عليه الشريعة في سلوكك معهم؟

إلى أن ألقى الجوابَ، أصارحك بصريح العبارة أني أحس بك كثيرًا حينما يُزلزل الندم منهم قلبك، هم ندموا وأرادوا استرجاع مَلاكٍ غاب عن الأنظار مغبَّة ريح مرسلة فجأة، وقد ضرب الزلزال قلبك حتى انفلت التوازن من تحت قدمَيك، لستُ أريد ارتدادًا آخرَ لموجات زلزال الندم، لكني أهديكَ هذَين البيتَين للسعدي؛ أملاً مني أن ترسل لي جواب سؤالي بداخل ظرف من ذهب مسجى لجميل الجواب منك، وقد يكون هذان البيتان جوابك، ولمَ لا؟!
أخٌ لي كأيام الحياة إخاؤه
تلوَّن ألوانًا عليَّ خطوبُها

إذا عبتُ منه خصلةً فهجرتُه
دعتْني إليه خصلة لا أعيبُها


إذًا، نصيحتي لك:
حاول مجاهدة نفسك فيما يُرضي الله، ولك كل الحق في أن تعود لهم على النحو الذي يُرضيك، فكل منَّا له كيل من التحمُّل، وإن زاد التحمُّل عن كيله فاض إلى غير محملِه، وخير المراتب في التُّقى أن تَعفو عمَّن ظلمك، والقرار الأخير يَبقى لك، وإني حدتُ عن إبداء الرأي؛ لأني تخيلتُ نفسي مكانك؛ لذلك انحنى قلمي عن الكتابة في توقف مني؛ لأني في لحظة مساءلة مع ذاتي، ولن يجيب عني قلمي حتى ألقى الجواب منك يا من كنتَ صاحب التجربة.



[1] الأقطع: المقطوع اليد، عن كتاب "ربيع الأبرار ونصوص الأخبار"؛ من تأليف أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (467 - 538) هـ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.60 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]