صفات عباد الرحمن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 444 )           »          كـف عن الشكـوى وابـدأ العمـل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هذا الطريق الوعر!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          النقوش الإسلامية على طريق الحج الشامي بشمال غرب المملكة العربية السعودي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم-«الحق الأبدي لليهود في فلسطين والقدس» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حقوق الأبناء على الأباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 47 - عددالزوار : 2579 )           »          قـامـوس البدع العقـديــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          وقفـــــات مــــع ســــــورة يـوســـــــف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          نسيان القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-10-2021, 10:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,591
الدولة : Egypt
افتراضي صفات عباد الرحمن

صفات عباد الرحمن






الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر



إنَّ لله -تبارك وتعالى- عبادًا شرَّفهم بحُسن العبودية، وكمَّلهم بطِيب التقرب وجمال الطاعة له -تبارك وتعالى-، أضافهم الله -جل وعلا- إلى نفسه تشريفًا لهم وتعليةً لمقامهم وبيانًا لعظيم مثوبتهم وجزيل أجرهم عنده -سبحانه-؛ وذلك يا معاشر المؤمنين في آيات عظيمات في أواخر سورة الفرقان صُدِّرت بقول الله -جل وعلا-: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ}، ثم ذكرت نعوتهم الجميلة وصفاتهم العظيمة وأخلاقهم الكريمة، ثم أُتبع ذلك ببيان ما أعد الله -تبارك وتعالى- لهم من عظيم الثواب وكريم المآب.

ذُكرت صفات هؤلاء العظيمة ونعوتهم الجليلة في مواضع ثمانية من هذا السياق المبارك، كل موضعٍ منها مصدَّرٌ بقول ربنا: {وَالَّذِينَ}، ثم تُذكر نعوتهم وصفاتهم، وجدير بكل مؤمن أن يتأمل في تلك الأوصاف العظيمة تأمل محاسبةٍ للنفس؛ فإذا كان مقصرًا أو مفرطًا أو عنده شيء من الخطأ والزلل فليبادر بتكميل نفسه قبل مجيء الأجل.

الوقار والسكينة والتواضع

وأول نعوت هؤلاء في هذا السياق المبارك العظيم أنْ وصفهم الله -جل وعلا- بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده والإعراض عن سفه الجاهلين، ودفْعِهم بالتي هي أحسن، قال الله -تعالى-: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (الفرقان: 63).

قيام الليل

وذكر -جل وعلا- في أوصافهم: العناية بقيام الليل مع الإخلاص لله خضوعًا وخشوعا، ركوعًا وسجودا، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} (الفرقان: 64).

مشفقون من النار

وذكر الله -تبارك وتعالى- من أوصافهم: أنهم مع أعمالهم الجليلة وأوصافهم النبيلة مشفقون من النار، خائفون من عقوبة الجبار -جل في علاه-؛ ولهذا فإنهم يلجؤون إليه بالضراعة والدعاء أن يقيهم من النار، ومن الأسباب المفضية إليها، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} (الفرقان:65- 66).

بذل النفقات الواجبة

وذكر الله -جل وعلا- من أوصافهم العظيمة بذل النفقات الواجبة والمستحبة مع التوسط والاعتدال بين الإسراف والتقتير والتجاوز والتقصير، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (الفرقان: 67).

بُعدهم عن كبائر الذنوب

وذكر -جل وعلا- من أوصافهم: بُعدهم عن كبائر الذنوب وعظائم الآثام، وخُصَّ منها بالذكر الشرك بالله وقتل النفس المعصومة والزنا؛ لأن هذه الثلاثة أعظم الذنوب وأكبر الموبقات، مع بيان حرص هؤلاء على المبادرة إلى التوبة عند الوقوع في شيء من ذلك مع الاستكثار من الأعمال الصالحات، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} (الفرقان: 68- 71).

بُعدهم عن مجالس المنكر والغفلة

وذكر الله -جل وعلا- من أوصافهم العظيمة: بُعدهم عن مجالس المنكر والغفلة والباطل والضلال، وإذا مروا بشيءٍ من تلك المجالس مروا مرورًا يكرمون فيه أنفسهم وينزِّهونها عن مجالس اللغو والباطل، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (الفرقان: 72).

تعظيمهم لآيات الله

وذكَر الله -تبارك وتعالى- من أوصافهم العظيمة: تعظيمهم لآيات الله وعدم مقابلة شيء منها بالصدود والإعراض، بل يقابلونها بحسن الاستماع وكمال الانتفاع، قال الله -تبارك وتعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} (الفرقان: 73).

حُسن توجههم إلى الله -تعالى

وذكر الله -جل وعلا- في آخر ما وصفهم به في هذا السياق المبارك من نعوت عظيمةٍ وخصالٍ جليلة: حُسن توجههم إلى الله -تعالى- بأكمل الدعاء وعظيمه لأنفسهم ولأهليهم وذراريهم، بما يتحقق به قرة العين وسعادة الدارين، قال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74).

الجزاء من جنس العمل

ثم ختم -جل وعلا- هذا السياق المبارك الذي ذكر فيه -جل وعلا- أوصاف هؤلاء المؤمنين، وخصالهم الرفيعة بأنَّ الله -عزوجل- يجزيهم من جنس صنيعهم وفعالهم بعلوِّ الدرجات ورفيع المنازل يوم القيامة، فقال -جل شأنه-: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا -أي: في الجنة- تَحِيَّةً وَسَلَامًا} (الفرقان: 75)، تتلقاهم ملائكة الرحمن بالتحيات الطيبات، ولهم في الجنة السلامة الكاملة من المنغصات والآفات.


ما أعظمها من خصال!

ألا ما أعظمها من خصال وما أجلَّها من نعوت! وحري بكل مسلم أن يعرض نفسه وأعماله في ضوء هذه الآيات الكريمات من سورة الفرقان، ويحاسب نفسه محاسبةً دقيقة، ويجاهد نفسه على الترقي إلى الكمال، والبُعد عن سيء الخصال، مستعينًا بربه ذي الكمال والجلال، والتوفيق بيده وحده لا شريك له.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.29 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]