درجة السلوك العليا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 14 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2020, 01:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي درجة السلوك العليا

درجة السلوك العليا


شريفة الغامدي



في حوار وديٍّ حوى مجموعةً من حملة شهادات الدِّراسات العُليا في مجالات مختلفة، كنَّا نحن الذين لَم نَحْظَ بتلك الدرجات- لأسباب متفاوتة- نلتزم الصَّمْت؛ رغبة في الاستماع، وليس عجزًا عن المشاركة، فلم ينبس أيّ منَّا فيه ببنت شفة.

كان الحوار وديًّا وحميمًا حول الصعوبات التي واجهتْ كلاًّ منهم، وتنقُّلاتهم في المناطق المختلفة في مراحل حياتِهم العمليَّة والعلميَّة.

في الحقيقة كان حوارًا شائقًا، تستمتع به، حتى بمجرد الاستماع، وإن لَم تشاركْ فيه، فالاستماع إلى قصص كفاح الآخرين يُشعرك بأن ما تكون قد عانيتَه لا يُعدُّ شيئًا أمام نضالِهم وهِممهم العالية للتغلُّب على العوائق التي اعترضتْهم، فيبثّ في داخلك حماسًا للاستمرار والتقدُّم ناحيًا منْحاهم، ومتخذًا منهم منارات للطريق.

في البدْء لَم يكنْ أمرُ صمتنا لافتًا، إلا حين بدأ الحوارُ ينحو منحى التباهِي من جانب أحدهم، ووجَّه نحونا الحديثَ متهمًا إيانا بالتقاعُس عن التعلم والتقدُّم، ونيل الدرجات والشهادات، بالرغم من إتمامنا المرحلة الجامعية!

علتْنا الدهشة، وتبادلْنا النظرات بتعجُّب، فاغِري أفواهنا وأحداقنا، وشعرنا للحظة وكأننا لا نحمل أيَّة شهادة تعليميَّة، أو أننا من الجهَلة الذين ساقتْهم مشيئةُ الله ليُوجدوا في مكانٍ غير مخصصٍ لهم!

وهو شعور سيئٌ لِمَن يترك له المجال بالتفشِّي بداخله لينال حيزًا منه فيحزنه، إلا إذا استطاع أن يوقفَ ذلك الخاطر الذي يشده للأسفل، ويوقن بأن الشهادات المحررة ليستْ هي كل شيء، والدرجات العلميَّة قد تُنال دون شهادات، وما هو أهم من ذلك هو الكمُّ من المعرفة والعلم الذي ينطوي عليْه عقل الفرْد، فيتحول إلى سلوكٍ يُمارسه ويعيشه، إن أثرَ العلم أهم بكثيرٍ من الشهادة الموقَّعة والمختومة.

يقول الكاتب/ عبدالرحمن صباغ: "الماضي يجهد للتركيز على العلْم، والحاضر يجري وراء الشهادات، ومن ثَم فالدارسونَ القُدماء أقوى فيما وصلوا إليه مجالاً وكفاءةً، واستطاع بعضُهم أن يقفزَ بمستواه العلمي إلى المشاركة في مسيرة التعليم الحاضر العام والعالي دونما (ماجستير أو دكتوراه)[1]".

وتلك حقيقةٌ، فكثيرٌ ممن عرفتُ يتحدّثون عن مدى علْم وثقافة آبائهم أو أجدادهم، وحبهم الجم للعلْم وشغفهم بالقراءة والكُتُب والبحْث والاطِّلاع، وعلى الاستزادة ومُواكَبة الجديد، والتفوُّق بفِكْرهم وثقافتهم وعلْمهم على خريجي الجامعات وأصحاب الدَّرجات العليا، بالرغم من أنهم لا يَحْملون سوى الشهادات الابتدائية، أو شهادات معاهد التعليم المختلفة.

ولسْتُ هنا بصدد التقليل من شأن تلك الدَّرجات والشهادات إطلاقًا، فحاملها يستحق الإشادة به، وهي لا تُنال إلا بالجهد والكدِّ، والتعَب والسهر، وبشق الأنفس، وهي تسمو بصاحبها بين أبناء جيله، وتمنحه احترامًا ومكانةً عُليا بينهم؛ ليس لذاته ولا لشهادته، بل لعلْمه، ولكنها إذا لَم ترفع من علْم صاحبها- وسلوكه قبلاً- فهي شهاداتٌ زائفةٌ، إذا لم يزدك العلم تواضُعًا، فأنت بلا شك لَم تنتفعْ به، وما أضيف إليك ليس علْمًا، بل هو مجرَّد حبْرٍ على ورق.

وما لا يدركه البعض: أنه مهما سما وحلَّق في سماء العلم، فإنه ما أُوتِيَ إلا قليلاً؛ ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾[الإسراء: 85].

ولكنك تراه ينتفخ كالطاوس زهوًا، ناشرًا ذيله بعجبٍ، فلا يكاد يرخي رأسه لينظرَ إليك، فأي علم هذا الذي تعلمه؟!


لا شكَّ أنَّ مَن زاد علمه، وتمكَّن منه، فإنه يزداد تواضُعًا وقُربًا من العامة، وممن لَم يبلغ مبلغه من العلم، مَنْ زاد علْمُه أدرك أن كلَّ شيءٍ في هذه الحياة إلى نهاية، وما مِنْ شأنٍ مِن شؤونها يستدعي التعالِي به، ولا شيء يستحق الحرْص عليه إلا الرفعة بالنفس عن الدنايا، والسمو بالفكر والدين وبالأخلاق عما ينتقصها.

إن من الناس مَن هم أميون لا يقرؤون، ولكن تتصاغَر نفسُك أمام هممهم ومثابرتهم وحرْصهم على التعلُّم بالسماع وبالسؤال، وتتبع الأخبار، ومنهم من يقصدك طالبًا منك أن تقرأ له خبرًا، أو حدثاً مكتوبًا في صحيفةٍ أو كتاب.

إن مَن تحتقره اليوم قد يكون غدًا أفضل منك بمراحل عدّة، فهل ستقبل تعاليَه عليك واحتقاره؟!


في القصة الشهيرة للدكتور/ علي النعيمي - وزير البترول - استطاع العاملُ البسيط الصغير، الذي تعرَّض للإهانة والطرد أن يتجاوزَ مَن احتقره، ويضْحى رئيسًا لنفس الشركة، فيأتي إليه طالبًا منه الموافقة على إجازته، ثُم يكرمه الله فيصبح وزيرًا للبترول!

فضعْ دائمًا نفسك في مواضع الآخرين، وهم في مَوْضعك، وانظر أي التصرُّفات هو المقبول، وأيها لا يجب أن تفعله.

إنَّ مَنْ تواضع لله رفَعَهُ وأعزَّه، وإن الرجل ليصل بحُسْن خُلقِه درجة الصائم القائم، فمَنْ منَّا استطاع أن يصلَ بحُسْن خلقِه هذه الدّرجة؟


إذا استطعت أن تقهرَ ذاك الشعور بالتعالي في داخلك، والذي يفضي إلى احتقار الآخرين، والتقليل من شأنهم - ستُدرك أنك تحمل درجةً عليا جدًّا في السلوك، ولا بأس أن تتباهى بها.


[1] "ذكريات مدرس"؛ عبدالرحمن الصباغ.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.96 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]