العقل والشرع ( العقل والذكاء ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213751 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2022, 07:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي العقل والشرع ( العقل والذكاء )

العقل والشرع ( العقل والذكاء )


د. فهمي قطب الدين النجار







مفهوم الذكاء:
الذكاء لغةً الفطنة والتوقُّد، من ذكت النار؛ أي: زاد اشتعالها، فهو يدل على زيادة القوى العقلية والمعرفية في الإنسان.


وهذا المفهوم للذكاء الذي يؤكِّد عملية التفكير وما إليه من استدلال استقرائي أو استنباطي، أو القدرة على الفهم الدقيق للأمور - هو الذي أكَّده ابن تيمية بقوله: "إن الأمور الدقيقة سواء كانت حقًّا أو باطلاً، إيمانًا أو كفرًا، لا تُعلَم إلا بذكاء أو فطنة"[1].


وقد تعدَّدت بعد ذلك مفاهيمُ الذكاء تبعًا لتعدد وظائفه، وكثرة مكوناته ومقوماته، واهتم علم النفس الحديث بهذه المفاهيم؛ ومن أهمهما:
المفهوم الفلسفي للذكاء وشموله لجميع النواحي العقلية والمعرفية.


المفهوم البيولوجي للذكاء، وهو يوضح أهمية الذكاء في التكيف مع البيئة المحيطة بالفرد.


المفهوم الفسيولوجي للذكاء، ويوضح أهمية التكامل الوظيفي للجهاز العصبي في تحديد معنى الذكاء.


المفهوم الاجتماعي للذكاء، وهو يدرس الاتصال الوثيق بين الكفاح الاجتماعي ومستوى الذكاء.


المفهوم الإجرائي؛ حيث يدل على أهمية الوسائل التجريبية في التحديد الموضوعي لمعنى الذكاء[2].


الفروق الفردية في الذكاء:
ذكرنا آنفًا عند الحديث عن الاستعداد الفطري للمعرفة، أو ما يسمى في علم النفس الحديث "الفروق الفردية": هو تفاوت البَشَر في القدرات العقلية والذكاء، والتحصيل العقلي والمهارات.


وقد بيَّن ابنُ تيمية هذا التفاوت في القدرات العقلية لدى الناس بقوله: "وهذا مع أن الناس متباينون في نفس عقلِهم الأشياء من بين كاملٍ وناقص، وفيما يعقِلونه من بين قليل وكثير، وجليل ودقيق، وغير ذلك"[3].


وتفاوتُ الناس في القدرات العقلية وفي الذكاء يترتَّبُ عليه عند الإمام ابن تيمية التنوُّعُ في ترتيب الواجبات، وفي مدى وجوب التكليف على الفرد المسلم، وكذلك في ترتيب الحصول على العلم والمعرفة.


يقول ابن تيمية:
"وفي الجملةِ فينبغي أن يعلم أن ترتيب الواجبات في الشرع واحدًا بعد واحد، ليس هو أمرًا يستوي فيه جميع الناس، بل هم متنوِّعون في ذلك، فكما أنه قد يجب على هذا ما لا يجب على هذا، فكذلك قد يُؤمَر هذا ابتداءً بما لا يُؤمَر به هذا"[4]، "وهكذا الواجبات العقلية، إذا قيل بالوجوب العقلي يتنوع الناس في ترتيبها... كما أنهم متنوِّعون في ترتيب الوجوب، فهم متنوعون في ترتيب الحصول علمًا وعملاً"[5].


وحتى النظَّار والمفكِّرون يتفاوتون في الذكاءِ وفي تحصيل العلم، يقول ابن تيمية: "وكم من ناظرٍ مفكِّرٍ لم يحصِّل العلم ولم يَنَلْه، كما أنه كم من ناظرٍ إلى الهلال لا يُبصِره، ومستمعٍ إلى صوت لا يسمعه"[6].


الذكاء والسعادة:
يؤكِّد ابن تيمية - رحمه الله - أن النفوس السعيدة هي النفوس التي تحيا في عبادة الله - تعالى - وطاعته، وحياتها هذه الحياة الطبيعية المتنعِّمة بالحياة، لا يشوبُها شائب ولا يعكِّر صفوَها منغِّص... مصداقًا لقول الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، وإلا فإنها نفوس ميتة؛ لأنها تعيشُ في شقاءِ البُعْد عن الله، وما يتبع ذلك من عبادة الأهواء وأوثان المادة، وما تورثهما من القلق والفساد في الحياة، يقول - رحمه الله -: "لكن النفس من لوازمها الإرادة والحركة، فإنها حية حياة طبيعية، لكن سعادتها أن تحيا الحياة النافعة، فتعبد الله، ومتى لم تَحْيَ هذه الحياةَ كانت ميتةً، وكان ما لها من الحياة الطبيعية موجبًا لعذابها، فلا هي حية متنعِّمة بالحياة، ولا ميتة مستريحة من العذاب، قال - تعالى -: ﴿ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا ﴾ [الأعلى: 13]، فالجزاء من جنسِ العمل، لما كان في الدنيا ليس بحيٍّ الحياةَ النافعة، ولا ميتًا عديم الإحساس، كان في الآخرة كذلك، والنفس إن علِمت الحقَّ وأرادتْه، فذلك من تمام إنعام الله عليها، وإلا فهي بطبِعها لا بدَّ لها من مرادِ معبود غير الله، ومرادات سيئة، فهذا تركَّب من كونها لم تعرِف الله ولم تعبُدْه، وهذا لا يضاف إلى فاعلٍ، ومن كونها بطبعها لا بدَّ لها من مرادٍ معبود، فعبَدتْ غيرَه، وهذا هو الشر الذي تعذَّبُ عليه، وهو من مقتضى طبعها مع عدم هداها"[7].


ومصدر هذه السعادة للنفوس البشرية هو العقل، وقدراته على الفهم والبصر؛ أي: الذكاء في أي درجة من درجاته، وإلا لما كُلِّفت بعبادة الله، فالعقل هو أساس التكليف؛ لذلك كان خطاب الله للناس أجمعين: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾، و﴿ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ إلخ، لذلك كان قول الأشقياء في الآخرة: ﴿ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [الملك: 10]، ومن هنا فإن العقل والذكاء لا ينفعانِ صاحبهما إن لم يُطِيعا الله، وينعَما بفضله في الحياة الدنيا، وهذا يجري أيضًا على أهل الذكاء والفطنة من أهل الكلام من المسلمين وغيرهم، الذين لم يعبُدوا الله عبادة حقيقية بعيدة عن الشرك وأوثان الهوى والبدع، فهؤلاء لا ينفعُهم ذكاؤهم في تحقيق السعادة في الدنيا، والنجاة من عذاب الله في الآخرة، على الرغم من كونهم أصحاب زهد وأخلاق - كما يصفهم ابن تيمية - حيث يقول: "والقوم (أي أهل الكلام) وإن كان لهم ذكاءٌ وفطنة، وفيهم زهد وأخلاق، فهذا القولُ لا يُوجِب السعادة والنجاة من العذاب إلا بالأصول المتقدِّمة (أي بعبادة الله لا شريك له، والإيمان برسله وكتبه واليوم الآخر).


وإنما قوة الذكاء بمنزلة قوة الدين والإرادة، فالذي يُؤتَى فضائل علمية وإرادية بدون هذه الأصول، بمنزلة مَن يُؤتَى قوة في جسمه وبدنه بدون هذه الأصول، وأهل الرأي والعلم بمنزلة أهل المُلْك والإمارة، وكلٌّ من هؤلاء وهؤلاء لا ينفعُه ذلك شيئًا إلا أن يعبُدَ الله وحدَه لا شريك له، ويُؤمِن برسله واليوم الآخر"[8].


[1] فتاوى الرياض: 9/7.


[2] الذكاء: فؤاد البهي السيد، ص 201 - 202، دار الفكر العربي، ط رابعة، 1976م، القاهرة.

[3] فتاوى الرياض: 9/309.

[4] درء تعارض العقل والنقل: 8/16 - 17.

[5] المرجع السابق: ص17.

[6] فتاوى الرياض: 9/308.

[7] المرجع السابق: 8/206.

[8] فتاوى الرياض 18/58.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.97 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]