|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تقهقر العربيَّة مصطفى صادق الرافعي
تقهقر العربيَّة مصطفى صادق الرافعي قال الرافعيُّ محاكيًا حافظ إبراهيم في تقهقر اللغة العربية: أمٌّ يكيدُ لها من نَسْلِها العَقِبُ *** ولا نقيصةَ إلاَّ ما جنَى النَّسَبُ كانتْ لهم سببًا في كلِّ مكرمةٍ *** وهمْ لنكبتها من دهرِها سببُ لا عيبَ في العَربِ العَرْباء إنْ نَطَقوا *** بين الأعاجمِ إلاَّ أَنَّهُم عَرَبُ والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما *** عند الغراب يُزَكَّى البُلبلُ الطَّرِبُ أتى عليها طَوال الدهرِ ناصعةً *** كطلعةِ الشمس لم تَعْلَقْ بها الرِّيَبُ ثم استفاضتْ دَياجٍ في جَوانِبِها *** كالبدرِ قد طَمَسَتْ مِن نورِهِ السحبُ ثم استضاءَتْ، فقالوا: الفجرُ يَعْقِبُهُ *** صبحٌ، فكانَ ولكنْ فجرُها كَذِبُ ثم اختفتْ وعلينا الشمسً شاهدةٌ *** كأنَّها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ سَلُوا الكواكبَ كم جيلٍ تَدَاولَها *** ولم تَزَلْ نَيِّراتٍ هذه الشهبُ وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ *** قديمةٍ جدَّدت من زهوها الحِقَبُ؟ ونحنُ في عَجَبٍٍ يلهُو الزمانُ بنا *** لم نَعْتَبِرْ ولَبِئْسَ الشيمةُ العَجَبُ! إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها *** فكيف تبقى إذا طلاَّبُها العَجَبُ! إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها *** فكيف تبقى إذا طلاَّبُها ذَهبوا؟ كانَ الزمانُ لنا واللِّسْنُ جامعةٌ *** فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلِبُ وكانَ مَن قَبْلَنا يرجوننا خَلَفًا *** فاليومَ لو نَظَرُوا من بعدهمْ نَدَبُوا أَنتركُ الغربَ يُلْهِينَا بزُخْرُفِهِ *** ومَشْرِقُ الشمسِ يَبْكِينا ويَنْتَحِبُ؟ وعندنا نهَرٌ عذْبٌ لشاربهِ *** فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ؟ وأَيُّما لغةٍ تُنْسِي أمرأً لغةً *** فإنها نكبة من فيهِ تنسكبُ لكَم بكَى القولُ في ظلِّ القصورِ على *** أيامَ كانتْ خيامُ البيدِ، والطُّنُبُ والشمسُ تلفحُهُ والريحُ تنفخُه *** والظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشُبُ أرى نفوسَ الورى شتى، وقيمتُها *** عندي، تأثُّرها لا العزُّ والرُّتبُ ألم ترَ الحَطَب استعلى فصارَ لظًى *** لمَّا تأثَّر مِن مَسِّ اللظى الحَطَبُ؟ فهل نُضَيِّعُ ما أبقى الزمانُ لنا *** ونَنْفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حَسَبُ؟ إنَّا إذًا سُبَّةٌ في الشرقِ فاضحةٌ *** والشرقُ منا، وإنْ كنا به، خَرِبُ هيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ، فما *** يُجدي الجبانَ، إذا روَّعْتَه، الصَّخَبُ؟ ومنْ يكنْ عاجزًا عن دفعِ نائبةٍ *** فقصرُ ذلك أن تلقاهُ، يَحْتَسِبُ إذا اللغاتُ ازدهت يومًا فقد ضَمِنَتْ *** للعُرْب أيَّ فخارٍ بينها الكتبُ وفي المعادنِ ما تمضي برونقِهِ *** يدُ الصدا، غيرَ أنْ لا يَصْدأ الذهبُ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |