مجرد تفاصيل .. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7820 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859358 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393678 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215897 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2022, 07:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي مجرد تفاصيل ..

مجرد تفاصيل ..
عبدالباسط سعد عيسى






كونك شخصًا لا يهتمُّ بالتفاصيل، ربما لا يعني لك هذا المقال شيئًا، لكن لو أكملتَ قراءته قد يـُوقظك؛ فتسعد أكثر بنعمٍ من الله تُغلِّفُ حياتك وأنت تستصغرها، أردتُ أن أنتبه إلى بعض التفاصيل الصغيرة في حياتي، أشياء أَدِينُ لها بالفضل، فكثيرًا ما تغفل حين تحوطك أمورٌ متناهية في الصِّغَر هي في مجملها أنت، أمورٌ صغيرة لكنها عظيمة الوظيفة؛ كالنواة التي تسند الزير.

تذكَّر أثناء ضغوطات اليوم الابتسامةَ التي مَنَحَكَ إياها طفل صغير في الصباح، تعامَلْ معها كطاقة مستمرَّة، وليست موقفًا عابرًا، دعاء العجوز التي ساعَدتَها في عبور الشارع المزدحم، اكتبه على قصاصة صغيرة وضَعْها أمامك، هدية بسيطة أهداها لك أحد محبِّيك، أوجِدْ لها مكانًا على سطح مكتبك.

الكلمة الحلوة التي تكتبها كقطعة الحلوى التي تذوب في فم غيرك، ومِن فرط سعادتك بمتعته تحمَد الله أنَّك كتبتها، القلم الذي كتب نعمةً تستحقُّ الثناء، امتدَح السابقون القلمَ والمحبرة والوَرَق والخطوط، قالوا عن الأقلام: إنها مطايا الأذهان، ومن عجيب شأنها أنها تغرق في ظلمة الحِبْر وتلفظ نورًا، تلك التفاصيل ليست جماداتٍ، فأنا أزعم أنَّ الأقلام تشتاق للمحابر، والأنامل تتوق إلى الأقلام، والعيون تتلهَّف للخطوط.

لا أخفي عليكم، فحالتي النفسية - قبل تقنية الكتابة الحاسوبية - كانت تصل ليدي؛ فأصابعي التي تُفشي السرَّ لقلمي؛ إذ يمكنك بيسرٍ أنْ تعرف ما أشعر به مِن نظرةٍ عابرة لخطِّي؛ فالرقعة - الذي يتعذَّر عليك قراءته - ينُمُّ عن مزاجي السيئ، أو ربما عدم قناعة بما أكتب، أو ملل الكتابة الوظيفية الروتينية، والنَّسْخ المنمَّق يخبرك بحالةٍ نفسيَّة ممتازة.

منذ أنْ هجرت القلم والورقة في الكتابة وأنا أتنقَّل هائمًا في كلِّ مرة بين خطوط برامج النصوص، حتى وجدته، إنه Arabic Typesetting، أعجبتني تموجاتُه، فأنا لا أحبُّ الخطوط الحادَّة التي تعكِس الأشكالَ الهندسية المماثلة لها؛ كالمثلَّث والمعيَّن، أما شغفي: فبالدوائر، بالانسيابية، بالسلاسة، باللطف.


لا أبالغ إنْ أخبرتكم أنَّ نوع الخط يعالج أحيانًا حالة التوقُّف عن الكتابة عندي التي غالبًا يصاحبها بعض الاكتئاب والكآبة، حين أضغط بأناملي أزرار اللوحة، تنبثق الحروف من العدم، وتتراص على الصفحة البيضاء وكأنها نوتة لموسيقا صوفيَّةٍ رقراقه تتشكَّل ذاتيًّا، أو كنغمات تتصاعد من فـوهة ناي، وتلتصق بزرقة السماء، يستدرجني كثيرًا لأستخدمه دون غيره في شِعري وفي نثري، وكأنه حبيبةٌ تَغَار، يتشكَّل أحيانًا في صورةِ صَدِيق مخلص يجاورني ويهمس لي بالفكرة تِلو الأخرى، وتارة أفتقده فأفتح وعاءَ الكتابة الإلكتروني، وأكتب لأُملي عيني به قليلًا، فيصير هو المتن، والأفكار هوامش، أعشقه كثيرًا؛ لكن لم أتصوَّر يومًا أنْ أنقش بياض صفحتي اليوم بتغَزُّلٍ فيه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 44.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.33 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (5.24%)]