|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف أصلح ما بين أبي وأمي؟
كيف أصلح ما بين أبي وأمي؟ الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: فتاة عشرينية تشكو سوء طباع والدها، وغضبه الشديد؛ ما جعل أمها تتضرر صحيًّا ونفسيًّا، وكل محاولاتها للإصلاح بينهما فشِلت، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: أنا فتاة في العشرين من عمري، والدي سيئ الطباع وشديد الغضب، ويسعى لافتعال المشاكل مع أمي ومع الجميع، ويضعنا في مواقف محرجة دائمًا؛ كأن يصرخ في أمي وفينا لأتفه الأسباب، حتى في الأماكن العامة، ويضربنا بشدة، حتى إنني أصبحت لا أُطيقه، بل أكرهه أحيانًا، لكنني أخشى أن أكون عاقة له، وفكرت بأن قسوته ربما تكون ابتلاء من الله يجب عليَّ النجاة منه؛ فسعيت لأن أسامحه وأن أتجنب إغضابه، حتى إنني كنت أجبر نفسي على التعامل معه، وقد تحسن الوضع كثيرًا وسافر للعمل في دولة أخرى، لكنه ما يزال يتصل بنا مائة مرة في اليوم، ويحاسبنا على الصغيرة والكبيرة، ويفتعل المشاكل مع والدتي بسبب المصاريف أو غيره، يُهينها بشتى الطرق، حتى إنها مرِضت، وأصبحت تشكو الصداع والألم دائمًا، وتأخذ المسكنات بمعدل أربع حبات على الأقل في اليوم، وتبكي كثيرًا؛ فبدأت أخشى أن أخسرها أو أن يصيبها مكروه، فلا أستطيع أن أتخيل أن أحدًا يشعر بكل هذا الضيق والغضب، وينجو منه، وقد حاولت أن أصلح بينهما، لكن يبدو الأمر مستحيلًا، الضغط علينا جميعًا كبيرٌ بسبب والدي، وهو يحاول أن يدخلني في خلافاتهم ويقنعني بأنه هو البريء وأمي المخطئة، وإن حاولت أن أوضح له خطأه، فإنه يصفُني بقلة الأدب وتجاوز الحد، أصبح الوضع لا يُطاق، بدأت أخاف على نفسي إذا ما جال بخاطري أنني سأدخل النار بسببه، وأنا أفعل ما بوسعي، لكنني لا أستطيع تغيير شيء، وقد أُرهقت نفسيًّا من هذا الأمر، ففي آخر مشكلة بينهما، أصبح والدي لا يرد على اتصالاتي ولا يكلمني، على الرغم من أنني أخبرته فقط بأنني لا أريد أن أتدخل، فماذا أفعل؟ وهل يمكنني تجنب خسارة أحدهما إن شجعتهما على الطلاق؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فملخص مشكلتكم مع والدكم حسب وصفك هو في الآتي: الوالد سريع الغضب. لا يقبل النصح، ولا يعترف بأخطائه أبدًا. كثير المحاسبة والتدقيق والمعاتبة. يتطاول بالكلام، وربما مدَّ يده بضرب شديد. أمكِ كثيرة الشكوى من سوء تعامله، ومرضت بسببه. الوضع لا يُطاق، وتُحاولين الإصلاح، لكنه لا يقبل. وأنتِ تخشين من الوقوع في عقوقه، أو دخول النار لعدم قبولكِ لتصرفاته. وأخيرًا تسألين: هل يُمكنك تجنب خسارة أحدهما، إن شجعتِهما على الطلاق؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: يبدو من وصفكِ أن والدكِ شديد الغضب، مع الاعتداد بالآراء، وعدم قبول النصح، ومثل هذه النوعية من الرجال لا ينفع الجدال معهم، بل يزيد الأمور سوءًا وتعقيدًا؛ ولذا أنصحكم بترك نصحه والجدال معه نهائيًّا؛ لأنه في الغالب قد يزداد عنادًا، وأنتم قد تزدادون غمًّا وهمًّا. ثانيًا: إذا عُلم ما سبق، فيُتعامل معه بالآتي: 1- الدعاء له كثيرًا بشفائه من الخصال السيئة، وأن يرزقه الله الحِلْمَ والأناة والعدل. 2- كثرة الاستغفار؛ لأنه ربما أنكم تُبتلون منه بسبب معاصٍ لم تنتبهوا لها. 3- كثرة الاسترجاع. 4- الصدقة. 5- يُناصح من قِبل غيركم من الأعمام والعمَّات وغيرهم. 6- تستمرون في بِرِّهِ قدر استطاعتكم؛ لأن بر الوالدين ليس مكافأة، بل واجبًا، حتى ولو كانا كافرَيْنِ؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 15]، ولقوله عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]. 7- من المتوقع بإذن الله إذا تركتم مجادلته والرد عليه نهائيًّا أن يهدأ كثيرًا؛ لأن المجادلة بدافع الدفاع عن النفس - كما تَرَونها - هي التي تزيده إصرارًا على آرائه، وتجعله يتابع عثراتكم، أو ما قد يُتوهَّم أنه عثرات. ثالثًا: لا تنسَوا علاجات شرعية عظيمة، تطمئن بها قلوبكم، وتهدأ بها أنفسكم، وتزيدكم إيمانًا وسعادةً، وتحميكم بإذن الله من شرِّ مَن به شرٌّ؛ وهي: 1- المحافظة على صلاة الفرائض في أوقاتها، والإكثار من نوافل الصلاة؛ ((فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ – أي: أهمَّه – أمرٌ، قال: أرِحْنا بها يا بلال)). 2- والدعاء؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. 3- والمحافظة على أذكار الصباح والمساء. 4- والإكثار من تلاوة القرآن. 5- والإكثار من محاسبة النفس على المعاصي، والتقصير في الطاعات؛ ومن ثَمَّ الإكثار من التوبة والاستغفار. رابعًا: لا تشجعيهما على الطلاق حاليًّا، وإن تعسرت الأمور، وازدادت سوءًا، فلكل حادث حديث يليق به، وعمومًا أي خطوة لا بد من دراستها ودراسة عواقبها جيدًا، بعيدًا عن العواطف الوقتية، وكذلك الاستخارة فيها كثيرًا. خامسًا: وأما خشيتكِ من عقوق والدكِ، فما دمتِ تنصحينه فقط مخلصةً قاصدةً الخير له ولوالدتكِ، فهذا من البر به، وليس من العقوق. حفظكم الله، ووفَّق والدكم لحسن الأخلاق، وشفى والدتكم، وفرج كربتكم. وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |