|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لا أحس شعورا تجاهه، فهل أقبله؟
لا أحس شعورا تجاهه، فهل أقبله؟ أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة تقدم إليها قريبٌ لها، ليس على قدر التدين الذي كانت تتمناه، فرفضته أولًا، ثم أعاد أهله طلبها كرةً أخرى، وقالوا بأنهم سينفِّذون لها ما تشاء، فصلَّت الاستخارة، وشعرت بعدها بالحيرة، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقدم إليَّ قريب لي، وهو بارٌّ بأمه وجدته منذ الصغر كما أعلم، ولكني لا أحس تجاهه بأي شعور، بل ينتابني شعور الخوف بأن يكون غير محافظ على دينه، وأذكر شيئًا قديمًا ذكرته أمه أنه يتداول هو وأصدقاؤه صورَ فتياتٍ على جروب لهم، أهله طيبون جدًّا، وهم يريدونني، لكن لا أعلم إذا كان يريدني هو أم لا، ولا أذكر فيما مضى أنه كان معجبًا بي، فرفضت من باب "قلب المؤمن دليله"، وكنت مرتاحة تمامًا للرفض، ثم أعادوا الكرة، وقالوا بأنهم سينفذون لي ما أشاء، فأشارت عليَّ أختي بصلاة الاستخارة أولًا قبل أن أحكم من نفسي، فصليت الاستخارة ولكن أحسست بحيرة، مع أن شعوري في البداية كان قويًّا بالرفض، أمَّا الآن فقد احترت كثيرًا ولا أدري، كنت أتمنى أن يتقدم لي شخص يضع الله أمام عينيه، حتى وإن كنت أنا لست بذاك التدين، وقد أمهلوني أيامًا لأردَّ الرد النهائي، أشيروا عليَّ في أسرع وقت، وجزاكم الله عنا خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: كلُّ بني آدم خطَّاء، فلا تظني أن يأتيكِ خاطب بلا ذنب أو معصية، غاية ما في الأمر أنكِ تعرفين بعض ذنوب هذا الشاب، والتي تكرهها النساء أكثر من غيرها. وهنا ملاحظة أخرى، فتساهُلُ بعض الناس بالحديث عن ذنوب وأخطاء وعيوب أبنائهم قد يكون له أثر سيئ على حياتهم بعد ذلك، فما الداعي أن تخبر أمه أنه كان يتبادل صور الفتيات مع أصدقائه وهو صغير؟ وعلى حد قولك كان هذا الموضوع قديمًا؛ أي: إنه كان صغيرًا في مرحلة المراهقة، وربما كانت سنه أصغر من ذلك. أما بالنسبة لموضوع التدين، فبعضنا يخلط بين التقوى والإيمان وطلب العلم الشرعي، يظن أن كل طالب علم لا بد أن يكون على قدرٍ كبير من التقوى والإيمان، وأن المسلم الذي ليس له حظ كبير من العلم الشرعي فهو قليل التقوى والإيمان، وليس هناك تلازم بين الأمرين؛ فقد يطلب بعضهم العلم طلبًا للدنيا والشهرة والرياسة، وعلى النقيض فرُبَّ أشعث أغْبَر لو أقسم على الله لأبَرَّه. وهناك حد أدنى من التدين لا بد أن يكون موجودًا في كل مسلم، فلا بد أن يكون محافظًا على فروض الإسلام من صلاة وصيام وزكاة ونحو هذا، مقرًّا بوجوب الانصياع للشرع في كل تفاصيل حياته، ويلتزم بالشرع متى علم ومتى وجد إلى ذلك سبيلًا. ونحن لم نؤمر أن نكون جميعًا طلابًا للعلم، فمنا الصانع والتاجر والمزارع والمجاهد وغير ذلك؛ قال عز وجل في سورة التوبة: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122]، والجميل في رسالتكِ أنكِ ذكرتِ قربة من أعظم القربات إلى الله في حق هذا الشاب؛ ألا وهي أنه بارٌّ بأمه وجدته؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد))؛ [رواه البخاري في صحيحه]. فبِرُّ الوالدين مُقدم على جهاد الطلب، وعندما يكون في الأمة من يكفيها الجهاد. فإذا كان الخاطب وأهله حريصين عليكِ وعلى إرضائكِ فهذه علامة حسنة، ونصيحتي لكِ إن ظهر من الخاطب الالتزام بالصلاة والصيام، وحسن الخلق، وعفة اللسان، وكان قادرًا على القيام بأعباء الزواج، راغبًا فيكِ، فلا بأس بأن تقبلي الخطبة حتى يتبين لكِ حاله، فإن رضيتِ به فهو خير، وإن ظهر منه السوء الذي لا ترجين له صلاحًا، فالأمر لكِ. وأكثري من الاستخارة والدعاء؛ عسى الله أن يرزقكِ بالزوج الصالح ويرفع عنكِ حيرتكِ، اللهم آمين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |