درس المؤاخاة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4408 - عددالزوار : 847541 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3938 - عددالزوار : 384597 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 163 - عددالزوار : 59455 )           »          المستشرقون.. طلائع وعيون للنهب الاستعماري الحلقة الثالثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 584 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أبواب الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المتسولون (صناعة النصب والاحتيال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          إلى كل فتاة.. رمضان بوابة للمبادرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          أســـرار الصـــوم ودرجات الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2019, 05:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي درس المؤاخاة

درس المؤاخاة
حميد بن خبيش



ما أحوج الأمة الإسلامية اليوم إلى تحريك مشاعر الأخوة الإيمانية , واستلهام العظات و الدروس من الهدي االنبوي الشريف . خصوصا في ظل ما خلفه الربيع العربي من تدافع إيديولوجي و سياسي تجاوز سقف الاختلاف المشروع, ليلهب روح الخصام و التنافر القبلي و الحزبي بين أبناء الملة الواحدة .

فحين آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الأنصار , في تجربة فريدة لم تشهد الإنسانية نظيرا لها , لم يكن فقط يُدبر أزمة اقتصادية مؤقتة نشأت عن الازدحام السكاني , بل كان يترجم مباديء الإسلام في قلوب وعقول أصحابه إلى وقائع عملية .وينشيء مفهوما للأخوة ينهل من معين التوجيه الرباني , لا من كدر القبيلة و الدم .. و الأسلاك الشائكة !

تمت المؤاخاة إذن في دار أنس بن مالك بين تسعين رجلا , نصفهم من المهاجرين و النصف الآخر من الأنصار .وتضمن العقد شروطا نافذة نصت على المواساة و التوارث دون أولي الأرحام ,فأكسب النبي صلى الله عليه و سلم تلك الأخوة بعدا عمليا لا يقف عند حدود الثرثرة اللفظية . يقول الشيخ محمد الغزالي في توصيفه لهذه التجربة " ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية فلا حمية إلا الإسلام , وأن تسقط فوراق النسب و اللون و الوطن .فلا يتأخر أحد و لا يتقدم إلا بمروءته وتقواه .وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأخوة عقدا نافذا لا لفظا فارغا , وعملا يرتبط بالدماء و الأموال لا تحية تثرثر بها الألسنة و لا يقوم لها أثر " (1)

وككل حدث تاريخي تسبقه ممهدات وعوامل موضوعية , فإن العهد المكي للدعوة توافرت فيه مزايا الفضاء المناسب لتربية النفوس وتزكيتها .حتى إذا حصل الإعداد الكامل , وتشرب القلب معاني الولاء و البراء , وانحاز المسلم إلى جانب العقيدة , أمكن آنئذ بناء الجماعة الإسلامية في فضاء مغاير , وفي بيئة اجتماعية تغيب فيها وشائج القرابة و الدم و العصبية !

إن صنوف الحرمان و الإيذاء النفسي و البدني التي لاحقت المسلمين قبل الهجرة صهرت أرواحهم في بوتقة الأخوة الإيمانية , بعد أن رجحت صلة العقيدة على ما دونها من الصلات .كان الامتحان عسيرا : أن يتحدى الإبن أباه , و العبد سيده , وتتجلد العصبة المؤمنة أمام الحصار و التجويع . لكن المنهج النبوي في تربية الأفراد , وترجمة معاني القرآن إلى واقع حي ومتحرك , هيأ لهذه الجماعة المستضعفة نوعا من التسامي الوجداني , و التماسك وفق مبدأ التآخي العام الذي أكده القرآن منذ بدء الدعوة . وهذا ما انتبه له الشيخ الغزالي بقوله " الإخاء الحق لا ينبت في البيئات الخسيسة , فحيث يشيع الجهل و النقص والجبن و البخل و الجشع , لا يمكن أن يصح إخاء ! وتترعرع محبة .ولولا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جُبلوا على شمائل نقية , واجتمعوا على مباديء مرضية ما سجلت لهم الدنيا هذا التآخي الوثيق في ذات الله "(2)

لكن , إذا اعتبرنا موقف المهاجرين في حادثة المؤاخاة ثمرة للمنهج التربوي القرآني و النبوي , فبماذا نعلل إذن ما أبداه الأنصار من استقبال فريد , وتأكيد على الأخوة بالتنازل حتى عن فائض الزوجات لمن جاء إلى يثرب بغير زوج ؟ إن ما أبدوه من مسارعة لإيواء إخوانهم , ومقاسمتهم كل ما يملكون , بل وإيثارهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة , لهو سلوك لا يصدر إلا عن نفوس تشربت الإيمان حتى فنيت فيه !

هل ننسب الأمر للتربية النبوية , وهم الذين لم يجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم سوى لحظات معدودة تحت جنح الظلام , لما قدموا لبيعة العقبة الثانية ؟

أم ننسبه لرغبتهم في الاستعلاء على العرب بينما هم يأوون جماعة مستضعفة من المسلمين ؟
بل حتى التعليل الذي تسوقه كتب السيرة بشأن ما أذاعه اليهود , وتلقفته أسماع الأوس و الخزرج, عن قرب ظهور نبي في بلاد العرب يثير في الأذهان تساؤلا حادا مفاده : أين كانت القبيلتان طوال فترة الدعوة بمكة ؟ ولم لَم تسارعا لنصرته تصديقا منهما لنبوءة اليهود على الأقل ؟!!

إن التبريرات العقلية تقف عاجزة عن إدراك سر التحول في موقف الأنصار , من سعي للتحالف مع قريش ضد أبناء عمومتهم من الخزرج , إلى نصرة للجماعة المسلمة المستضعفة , وإيواء و إخاء عز لهما نظير!

لا نملك سوى الإقرار بما خلص إليه أحد الباحثين , وهو أننا أمام آية إلهية بثت في روع القبيلتين هداية جماعية لتكريم النبي صلى الله عليه وسلم , وتثبيت الذين آمنوا معه "وكم في السموات و الأرض من آيات يتخيلها الجاهلون أمورا عادية" (3)

ترتب عن حادثةالمؤاخاة جملة من الآثار الحميدة التي يمكن حصرها كالآتي :
* تقديم الآصرة الإيمانية على آصرة النسب و القرابة و الدم : وبذلك تم تذويب العصبيات الجاهلية , وتأصيل المودة في قلوب المهاجرين و الأنصار على السواء .

* ضمان الاستقرار اللازم لبناء الدولة الإسلامية : وهنا تصبح آصرة المودة و التآخي شرطا لنهوض و استقرار اللدولة , لأنها تعمل على إشاعة الروح الإسلامية التي هي العصب المحرك لإرساء قواعد مجتمع جديد .


* استباق الأزمات : حيث شكلت المؤاخاة صمام أمان إزاء التقلبات و الأحداث التي شهدتها المدينة , خصوصا بعد تشكل طبقة المنافقين , وانكشاف مؤامرات اليهود . بل إن فاعليتها السياسية امتدت لما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , حين مكنت من تذويب الخلاف الناشيء في سقيفة بني ساعدة !


* تدبير الوضع الاقتصادي الطاريء : إذ حرص النبي صلى الله عليه وسلم من خلال المؤاخاة على إيجاد تشريع ملائم ييسر للمهاجرين معاشهم كي لا يظلوا عالة على إخوانهم .


ولم يأل الأنصار جهدا لبذل ما في وسعهم , والتخفيف عن المهاجرين مما يُلازم النفس عادة من ألم الوحشة ومفارقة الديار , حتى قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن بذلا من كثير , و لا أحسن مواساة في قليل , قد كفونا المؤنة, و أشركونا في المهنأ" (4)

إن قصة عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع لهي أروع مثال على صدق التطبيق العملي لعقد المؤاخاة , حين يبلغ الإيثار حد تقاسم الأزواج. وهي الدليل على أن المجتمع الذي تكون العلاقة بين أفراده محكومة بمثل هذه المعايير الدينية , يرقى إلى درجة من التماسك و الوحدة تؤهله لبلوغ مرحلة التمكين , وتحقيق نهضة سوية .وهو ماحذا بالشيخ الغزالي إلى مطالبة الحكام بفرض نظام المؤاخاة على الناس " فإذا لم يُؤدوها طوعا أدوها كرها , وذلك كما يُجبرون على العلم و الجندية و أداء الضرائب" !

ما أحوجنا اليوم إذن إلى المؤاخاة العملية ..تلك التي تتجاوز حدود الثناء البارد , و العبارات الطنانة , لتجلو عن حوزة الإسلام ما تثيره حوافر أعدائه من غبار الحمية الجاهلية !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : محمد الغزالي .فقه السيرة.دار الشروق. ط2 . 1424هـ. ص 138
(2) : مرجع سابق .ص 139
(3) : راجع , إن شئت, مجمل التبريرات العقلية لموقف الأنصار و الرد عليها في كتاب : السيرة النبوية تحت ضوء العلم و الفلسفة للكاتب الإسلامي محمد فريد وجدي .الدار المصرية اللبنانية . ط1 1413 هـ .ص143-148
(4): رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك .ترتيب أحمد البنا.ج21 ص

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.99 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]