إليه وإلا لا تشد الركائب

[ابوالوليد المسلم]

إليه وإلا لا تشد الركائب
طارق بن محمد الطواري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.
وبعد:
إليه وإلا لا تشد الركائب *** ومنه وإلا فالمؤمل خائب
وفيه وإلا فالغرام مضيّع *** وعنه وإلا فالمحدث كاذب
نعم الحج وإلا فلا...
لقد فرض الله - تعالى - الحج على عباده في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (بني الإسلام على خمس... ) وذكر منها: (حج بيت الله الحرام).
وقال - تعالى -: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (تعجلوا الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) رواه أحمد.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة) رواه أحمد
وقال عمر: (لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فتنظر كل من كانت له جده ولم يحج فيضربوا عليه الجزية ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين).
وقال علي - رضي الله عنه -: (استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه).
وقال الحسن: (يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة).

إن للحج فوائد عظيمة نذكر منها إحدى عشر فائدة:

أولاً: الحج يهدم ما كان قبله
فعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي آتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقلت: أبسط يدك فلأبايعك، فبسط فقبضت يدي، فقال: (مالك يا عمر) قلت: أشترط، قال: ما تشترط؟ قلت: أن يغفر لي، قال: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله) رواه مسلم.

ثانياً: الحج طهارة من الذنوب
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) رواه البخاري.

ثالثاُ: الحج من أفضل أعمال البر
فعن أبي هريرة قال سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله) قيل: ثم ماذا؟ قال: (جهاد في سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) متفق عليه.

رابعاً: ليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه.
والمبرور هو الذي لا يخالطه إثم وقيل هو المتقبل وقيل الذي لا رياء فيه ولا سمعة.
وعلامة بر الحج أن تزداد بعده خيرا ً ولا يعود للمعاصي بعد رجوعه.

خامساً: الحج أفضل جهاد النساء والكبير والضعيف.
فعن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا رسول الله: (نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: (لكن أفضل الجهاد حج مبرور) متفق عليه.
وفي رواية: (لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج المبرور). قالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة) رواه النسائي وحسنه الألباني.

سادساً: الحج طارد الفقر والذنوب
فعن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (أديموا الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد) رواه الطبراني وصححه الألباني.

سابعاً: النفقة في الحج مضاعفة إلى (700) ضعف.
فعن بريدة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف) رواه أحمد وصححه السيوطي.

ثامناًُ: دعوة الحاج مستجابة.
فعن ابن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

تاسعاً: الحاج في ذمة الله.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (ثلاثة في ضمان الله - عز وجل -: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازياً في سبيل الله، ورجل خرج حاجاً) رواه أبو نعيم وصححه الألباني.

عاشراً: الحاج منذ أن يخرج إلى أن يعود وهو في أجور.
فعن ابن عمر - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة... فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإن طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك) رواه الطبراني وحسنه الألباني

الحادي عشر: لا يجوز ترك الحج
فعن ابن عباس - رضي الله عنه – قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا ضرورة في الإسلام) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والضرورة ترك الحج.
لذا بادر يا أخي بالحج قبل أن تموت.
وقد قال عمر: من ملك زاداً وراحلة ثم لم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً. وهذا من باب التهديد
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..