إني لم أخلق لهذا - ملتقى الشفاء الإسلامي
اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3363 )           »          مكافحة الفحش.. أسباب وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1186 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2021, 01:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي إني لم أخلق لهذا

إني لم أخلق لهذا


الدكتور عمر المقبل ‏

لما حدّث النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث فقال: "بينما رجل يسوق بقرةً له، قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما خلقت للحرث"، قال الناس: سبحان الله! -تعجبا وفزعا- أبقرة تكلَّم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني أومن به، وأبو بكر وعمر»([1]).
هذه القصة المختصرة تنطوي على دروس إيمانية وتربوية، والذي يعنيني مسألة تتعلق بالجانب التربوي.

إن البقرة التي خلقت للحرث والدرّ والنسل، لما عوملت بخلاف ما خُلقت له، أنطقها الله، وأوحى إلى رسوله أن يبلّغ هذه الرسالة؛ ليستفيد منها المكلَّفون العقلاء، بل ليكونوا أوعى لها من البهيمة؛ ليقول كلٌ منهم بلسان حاله ومقاله، حين تدعوه نفسُه أو الشيطان إلى خلاف الغاية التي خُلق لأجلها: إني لم أُخلَق لهذا!

ومما يدخل تحت هذا المعنى:
أهمية معرفة الإنسان للمواهب والقدرات التي منّ الله عليه بها؛ ليفعّلها في المجال الذي يناسبه؛ فالناس ليسوا على درجة واحدة في المواهب والقدرات والطاقات، والكمال البشري لم يجتمع ـ في غير الأنبياء ـ إلا لقلة من الناس، فمعرفة الإنسان لما يتقنه ويحسنه مهم جداً في تحديد المجال الذي ينطلق فيه؛ فيبدع وينفع أمته؛ إذْ ليس القصد هو العمل فحسب، بل الإبداع والإتقان، حتى إذا ما عُرض على الإنسان عملٌ لا يحسنه ـ وإن كان العملُ في نفسه فاضلاً ـ اعتذر، ولسانه حاله يقول: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُم}[البقرة: 60]، ويتذكر القاعدة النبوية المحكمة: "اعملوا؛ فكل ميسر لما خلق له"([2]).

ومن نظر في سير الصحابة رضوان الله عليهم أدرك استيعابهم لهذا المعنى بوضوح.ومن جميل تعليقات ابن عبدالبر ـ رحمه الله ـ على حديث: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله! هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان"، قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله! ما على أحد يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم، وأرجو أن تكون منهم"([3])، قال ـ رحمه الله ـ: "وفيه: أن أعمال البر لا يُفتح - في الأغلب - للإنسان الواحد في جميعها، وأن من فُتح له في شيء منها حُرِم غيرها في الأغلب، وأنه قد تُفتح في جميعها للقليل من الناس، وأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه من ذلك القليل"([4]).

إن في الساحة طاقاتٍ كثيرةً خسرتها الأمة؛ بسبب تقحّمها لما لا تحسنه، وتركها ما تتقنه، وفيها أيضاً طاقاتٍ يراد جذبها من المجال الذي أبدعت فيه ـ وإن كان مفضولاً ـ إلى مجال لا تُحسنه كثيراً!
هذا شاب مبدعٌ في العلم، وآتاه الله فهماً، وقدرةً على الحفظ، وسلك طريقَه في العلم، فيأتيه من يأتيه ليقنعه بالانخراط في العمل الخيري، وكأنه - وهو في طريق الطلب - في طريق مفضول، أو عمل مرجوح!

ومن الشباب من يجتهد في طلب العلم، لكنه لا ينجح ولا يتقدم، ويعلمُ مَنْ حوله أنه لم يُخلق لهذا، فليس من الحكمة في شيء أن يُطالَب هذا الرجل وأمثالُه بأكثر مما بذل، فينبغي توجيهه إلى ما يحسنه من الأعمال؛ فالأمة بحاجة إلى طاقات في العمل الخيري، والإغاثي، والاجتماعي، والدعوي.

وبالجملة: فإننا لن نستطيع تحقيق ما دلّ عليه هذا الأثر: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"
([5])، إلا إذا عرفنا مواهبنا وطاقتنا التي نستطيع بها خدمة أمَّتنا، أما تضييع الوقت في غير ما نحسن؛ فهو لن يفوت علينا الإتقان فحسب، بل سيورث فوضى في العمل العلمي والدعوي والخيري. والله المستعان.



([1]) البخاري ح(2324)، مسلم ح(2388).
([2]) البخاري ح(7112)، مسلم ح(2648).
([3]) البخاري في مواضع، منها: ح(3466)، مسلم ح(1027).
([4]) التمهيد(7/185).
([5]) أخرجه أبو يعلى(7/349) ح(4386) وفي سنده ضعف، لكن معناه صحيح.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.24 كيلو بايت... تم توفير 1.81 كيلو بايت...بمعدل (3.69%)]