|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تلمسي نعمة الرحمن في النسيان..
تلمسي نعمة الرحمن في النسيان.. أم الفضل عندما تلح عليكِ الأشياء المزعجة، وتشعرين أنك لا تستطيعين دفعها بعيدا عنكِ، وتتوالى ضربات الآلام على الأعصاب وكأنها توشك أن تحطمها، فيزداد خفقان القلب في مواجهتها وتنزعج كل الجوارح تبعا لما ألمّ به، وإذا بصوت خافت يأتي من أعماق الوجدان: أين المفر؟.. من ذا الذي يمكنه أن يشعر بما يعتريني؟.. لمن أصرخ؟، ولمن أبث الشكوى وقد عجز اللسان عن الإفصاح والبيان؟ فمهلا مهلا ورفقا بنفسك التي بين جنبيكِ، فنحن قد خلقنا ضعفاء ولا ملجأ لنا إلا إلى الخالق القوي، وإن أُغلقت كل الأبواب فبابه مفتوح دائما ولا حراس عليه. ولأن علينا أن نتذكر دائما، ونتواصى بالحق والصبر لنتجنب الخسر في الدنيا والآخرة، إليك أيتها الأخت المسلمة هذه الوصايا: أولا: من سنة هذه الحياة الدنيا أن نُبتلى فيها قال تعالى {ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. البقرة: 155. فالابتلاء إذن من الرحيم لذلك علينا أن نلزم الاستسلام له والصبر على تقديره حتى نكون من المبشرين. ثانيا: لماذا الجزع وبين أيدينا الدواء؟ فقد حكم الشافي سبحانه أن الصلة به والقرب منه وقاية لنا من الجزع، قال تعالى:{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّين}. المعارج: 19-22. وها هو سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه كان إذا حزبه شيء فزع إلى الصلاة، فليكن حالنا حال المصلين المنقادين لأوامر الله فنكون من المطمئنين. ثالثا: لا ينكر أحد أننا في مواجهة الشدائد والمحن والبلايا نحاول تخفيفها عن النفس ونلجأ إلى الشكوى ليزول الألم، وعندما نتخبط في اختيار من حولنا من الناس، منقبين فيهم بحثا عمن يجيد سماع شكوانا؟ فإذا بالجميع يشكو بعضهم إلى بعض، فلا أحد يسمع إلى أحد، فالكل عاجز فلا سبيل إلا أن نكتم شكوانا عن الناس، ونبادر بالفرار إلى الله فإليه تبث الشكوى والأحزان، فهو الملجأ والأمان وهو سبحانه الذي يسمع ويجيب والشكوى إليه تحقيق للعبودية، فلا تتجلدي على ربك فهو يحب أن تتضرعي وتشتكي إليه وأن تظهري المسكنة والحاجة والشدة عنده، خاصة حين ينادي سبحانه: هل من سائل فأعطيه، فانطرحي بين يديه واستغفريه واطلبي حاجتك فهو المعطي الوهاب. رابعا: لا تغفلي عن أنك بعد الاستعانة بالله؛ عليكِ أن تأخذي النفس بالجدية في تزكيتها فقد أفلح من زكاها، وكوني حذرة من الأفكار السلبية التي تعكر صفوها، فإن أفكارك من صنعك، فأتقني صنعتك واجعليها إيجابية تعينك على الخروج من الضغوط والأزمات، واشحذي همتك بالعمل والحركة ومعاونة من حولك، ولا تركني إلى الكسل والخمود تحت وطأة المعاناة وابتعدي عما يسبب إثارة الغضب داخلك، وليكن حالك حال من يوقن أنه لا حول ولا قوة إلا بالله. خامسا: الإلحاح على الله أن يمن عليك بالسلام، وآمني بأنك ستنسين أكثر مما تتمنين، وأن ما يمر عليكِ من الأحداث سريعا ما يُطوى مع مرور الأيام، فالنسيان ظاهرة قهرية من القهار تغلب على الإنسان حيث يُقال إنه ما سُمي الناس ناسا إلا لكثرة النسيان، فتنسمي الفضل من الله بأن يكون نسيانك نسيانا لكل ما يُقصيك عن استثمار وقتك وطاقتك، وتنبهي لنفسك فلا تكوني مع القاعدين التافهين اللاهين؛ فالعمرأيام وسرعان ما يضع المسافر رَحله فتزودي فإن خير الزاد التقوى.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |