إستراتيجيات التصدي للشائعات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-09-2020, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي إستراتيجيات التصدي للشائعات

إستراتيجيات التصدي للشائعات (1)


عوض عز الرجال متولي عفيفي





تمهيد:
في ظل التقدم الذي حَظِيت به العلوم الإنسانية في القرن الماضي - وبداية القرن الحالي - والتقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال والإعلام ووسائلهما، وفي ظل الواقع المرير لانتشار الشائعات وتغلغلها في مختلف جوانب الحياة - وعلى جميع المستويات - في ظل هذا كله صارت عملية مواجهة الشائعات ومحاربتها واقعًا ملحًّا، ومسؤولية كلِّ أفراد الشعب بطبقاتهم وفئاتهم، وقضية شاغلة لكل العلماء والمتخصِّصين، وبالأخص علماء الدين، والاجتماع، والتربية، والإعلام، والسياسيين؛ ولذلك فإن التصدي للشائعة ينبغي أن يكون من خلال المنهج التكاملي التعاوني بين كل المتخصصين، وذلك من خلال إستراتيجية واضحة متكاملة تتضمن ثلاثة مداخل، وهما: المدخل التنظيمي، والمدخل الوقائي، وأخيرًا المدخل العلاجي.


أولاً: المدخل التنظيمي:
يَهدف هذا المدخل إلى تحديد آلية فريق مواجهة الشائعات، وإستراتيجياته، والخطط، والأهداف، والإمكانات، والمستلزمات؛ للتصدي للشائعة، واختصاص ذلك يعود إلى ولاة الأمر، والجهات القيادية والتشريعية في الدولة؛ إذ يخوَّل إليها إنشاء هيئة قومية لإجراء الدراسات للشائعات، ووضع الآليات المنظِّمة لعملها؛ كالاقتراح الذي تقدَّم به أحد نوَّاب مجلس الشعب المصري، بإنشاء "جهاز لمكافحة الشائعات"، تابع لرئاسة الجمهورية، أو إنشاء "جهاز لمكافحة الشائعة"، ذي طابع علمي مستقل، مثل: المراكز القومية للبحوث.


ثانيًا: المدخل الوقائي:
المحور الديني:
الإسلام هو أول وخاتم الرسالات السماوية، وهو الدين الذي ارتضاه الله - عز وجل - لعباده، وقد أرسل الله - سبحانه - به رسله؛ ليُظهِره على الدين كله، فأكمله وأتمَّ به النعمة، ورَضِيَه لبَنِي آدم، وأوضح أن فيه النجاح والفلاح، وفي اتباعه صلاح العباد والبلاد، وفي الإعراض عنه الضنكُ والخُسران في الدنيا والآخرة.

ولأن الإسلام دين "كامل - شامل - متوازن - صالح لكل الناس، ولكل زمان ومكان - متجدِّد - ثابت - واضح،....."؛ كان لا بد للناظر فيه من أن يلمح مجموعة من المناهج الإسلامية التي تتناسب مع حياة الناس؛ فللإسلام منهج في الدعوة إلى الله، وله منهج في الحياة الاقتصادية.

ومنه الأنظمة والنظم الإسلامية في "القضاء - العلم والتعلم - الاجتماع - علم النفس - الاقتصاد - الحرب..."، وبالنظر في كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتابات مَن قدر الله - عز وجل - لهم الخيرَ والخشية منه؛ نجد أن الإسلام وضع منهجًا "كاملاً منظمًا" في التعامل مع الأخبار - بشكل عام - راعى فيه سنَّة التدرج، والموازنة بين المقاصد الشرعية والدنيوية، والمراعاة للجوانب النفسية، وضبط السلوك، وخطاب العقل والقلب معًا، مع النصح والإرشاد والتوعية في حالات، والعقوبة والشدة في حالات أخرى.

وملامح هذا المنهج تتضح من خلال الخطوات التي اتخذها الإسلام في وقاية المجتمع من الأخبار وأضرارها؛ وذلك على النحو التالي:
1- عدم ترك المجال لإشاعة الأخبار:
حَرَص الإسلام على درء المفاسد، وقدَّمها على جلب المصالح في حالة المفاضلة بينهما، ويظهر هذا بوضوح من خلال مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها:
جاءت أم المؤمنين صفية بنت حُيَي بن أَخْطَب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - تزوره في معتكفه في المسجد، فتأخَّرت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - معها يَقلِبها، حتى إذا بلغتْ باب المسجد عند باب أم سلمة، مرَّ رجلان من الأنصار، فسلَّما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((على رِسْلِكما؛ إنما هي صفيَّة بنت حُيَي))، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكَبُر عليهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الشيطانَ يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شيئًا))[1].

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أوقفهما وأخبرهما أنها صفية، مع أنهما لم يسألا، ولم يكن عندهما سوءُ ظن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن ذلك كان لعدة فوائد.
1- خوف النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهما من الكفر، إن ظنَّا به التهمة.

2- إعلامهما بشخصية صفيَّة، من باب النصيحة والتعليم، وتوضيح الحقائق، وتجليتها.

3-تبيين أنه حتى لو حضر الظن السيئ، فليس من أصلهما، وإنما هو من الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم.

2 - الابتعاد عن مواطن التهم:
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "مَن تعرَّض للتهمة، فلا يلومن مَن أساء به الظن".

3 - إحسان الظن بالمسلمين، واجتناب سوء الظن بالمسلمين، والتماس الأعذار لهم:
دلَّ على ذلك حديث صفية بنت حُيَي "السابق".

فإن من الناس مَن غَلَب عليهم أن إحسان الظن بالمسلم من البلاهة، والشؤم، والغفلة، والسذاجة، وأنَّ إساءة الظن من الفطنة، والنباهة، والحدس الذي لا يكذب؛ فيظن أنه رقيب على الناس، وما معه من أدوات إنكار المنكر إلا إصبع الاتهام.

والله - عز وجل - قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12]، فأمر الله - عز وجل - باجتناب كثير الظن؛ لأن بعضه إثم، ونهى عن التجسس؛ إشارة إلى أنه لا يقع في الغالب إلا بسبب سوء الظن.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إياكم والظن؛ فإن الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسَدوا، ولا تدابَروا، ولا تباغضوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا))؛ متفق عليه.

والظن عبارة عما تركن إليه النفس، ويميل إليه القلب.

والظن المراد في الآية والحديث، هو بمعنى "التهمة"؛ إذ إنه قد يقع له خاطر التهمة ابتداءً، ويريد أن يتثبَّت منه فيتجسس، ويبحث، ويتبصر، ويتسمع؛ لتحقيق ما وقع له من التهمة، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك كله.

فالظن السيئ هو: ترجيح ما يخطر في النفس من احتمال السوء، وهو يبدأ بخاطرة تنقدح في ذهن الشخص، ثم لا يزال الشيطان ينفخ فيها حتى تسيطر عليه، ثم يُنزلها منزلة الحقيقة التي لا مِرَاء فيها.

والقاعدة: أن كل ما لم تُعرَف له أمارةٌ صحيحة، وسبب ظاهر كان حرامًا، واجبَ الاجتناب.

إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الصلاح والستر، وأُونِس منه الأمانة؛ فظنُّ السوء به محرَّم.

فالإسلام يريد أن يكون القلب عامرًا بالخواطر والأفكار الصالحة، والابتعاد عن الخبيثة السيئة؛ فينهى عن الاقتراب من الكثير لفساد قليل منه، كي لا يعتاد القلب على القليل الفاسد فيفسده.


قال أبو حامد الغزالي - رحمه الله -: "أمارة عقد سوء الظن أن يتغيَّر القلب معه عما كان، فينفر عنه نفورًا ما، ويستثقله ويفتر عن مراعاته، وتفقده، وإكرامه، والاغتمام بسببه"، والأصل في المرء المسلم براءةُ الذمة، وحسن الظن به.

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تظنَّ بكلمة خرجتْ من أخيك المسلم سوءًا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".

وقال ابن سيرين: "إذا بلغك عن أخيك شيءٌ، فالتمس له عذرًا، فإن لم تجد، فقل: لعل له عذرًا".

وكما أنه لا يجوز إساءة الظن بالمسلمين، فكذلك لا يجوز تسويغ أخطائهم وكتمانها، وإنما المطلوب أن يقال للمحسن: أحسنتَ، وللمسيء: أسأت، بأدبٍ ولِين، وقصد حسن.

4- الإيضاح والتبيين لـ "شأن الكلمة، وخطورتها"[2]:
يقول - سبحانه -: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

5- الحض على حفظ اللسان والصمت:
قال الله - تعالى -: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 3].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُت))؛ متفق عليه.

6 - استحضار الخوف من الله قبل الكلام في الآخرين:
ينبغي على الناصح أو المخبِر أو المتكلم بأي كلام أن يستحضر مراقبة الله له، ورؤيته وسماعه - سبحانه وتعالى - فيسأل نفسه ثلاثة أسئلة:
1- ما الدافع الحقيقي لكلامي؟
هل هو إخلاص ونصح لله ورسوله وللمسلمين؟
أم هو هوى؟ أم حسد وكراهية؟

2- هل يجوز هذا الدافع؟ وكيف يتم التعبير عنه؟ وما حكم هذا الأسلوب؟ وهذه الوسيلة حلال، أم حرام؟

3- ما هو جوابي بين يدي الله - عز وجل - إذا ما سألني يوم الدين: يا عبدي، لم قلتَ كذا وكذا في يوم كذا؟
وليذكر قول الله - تعالى -: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235].

7- التحذير من الخوض في أعراض الناس، والتأكيد على الستر وضوابطه:
قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

وأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالستر على المسلمين - وبيَّن جزاء الساتر يوم القيامة؛ فقال: ((لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة))[3].

8- التثبُّت من الأخبار:
ربَّى الإسلامُ المسلمين على المنهج العلمي في التعامل مع الأخبار، فتأكد في نفس المؤمن أنه لا يتحدَّث في ما هو من خصائص غيره إلا بعلم؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

ومعنى الآية: أي لا يحل لك أن تقول أو تتبع قولَ ما ليس لك به علم، فلا تتحدَّث إلا بعد علم وتيقن.

9- الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم:
ونصوص القرآن تقرِّر أنه لا يجوز للإنسان أن يتكلم في غيره إن احتاج إلى ذلك شرعًا إلا بعلم وعدل وإنصاف.

فمَن تكلَّم بغير علم، فقد خالف قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [الإسراء: 36].

ومَن تكلم بظلم، فقد خالف قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8].

ولا يخفى على أحد ما الآثار السيئة المترتبة على الكلام في الناس بجهل وظلم؛ من التباغض، والعداوة، وذَهاب وحدة القلوب والصفوف.

10- العدل في وصف الناس:
ومعناه: وصف المرء على ما هو عليه، وذكر المحاسن والمساوئ، والموازنة بينهما.

الإنسان العدل: "هو الذي يخبر بالأمر على ما هو عليه، فلا يزيد فيكون كذابًا، ولا ينقص فيكون كاتمًا"[4].
والأصل في ذلك قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ [الأعراف: 85].

وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون))[5] ؛ فلا ينبغي لمسلمٍ أن يُغفِل - في الوصف لغيره - المحاسنَ؛ لوجود بعض المساوئ، ولو كان مخالفًا له في الدين والاعتقاد، وهذا هو المنصف.

وللعلماء ملامح واضحة في هذا الباب، وخاصة علماء الحديث والجرح والتعديل؛ ومنهم: الإمام الذهبي - صاحب "سير أعلام النبلاء" - قال عن الواقدي: "والواقدي وإن كان لا نزاع في ضعفه، فهو صادقُ اللسان، كبير القَدْر"؛ السير (7 / 142).

11- العبرة بكثرة الفضائل:
فمَن غلبتْ فضائله هفواته، اغتفر له ذلك، يقول ابن رجب الحنبلي - رحمه الله -: "والمنصِف مَن اغتفر قليلَ خطأ المرء في كثير صوابه"؛ "القواعد لابن رجب ص 3".

ومنهج أهل السنة: اعتبار الغالب على المرء من الصواب أو الخطأ، والنظر إليه بعين الإنصاف.

يقول ابن تيمية: "العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية"، والنظر إنما يكون إلى المثالب من دون العمى عن المناقب.

وعلى المتكلِّم في باب المفاضلة أن يراعي أربع مقامات يضطر إليها في درجات التفضيل.
أولاً:يعرف أسباب الفضل.

ثانيًا: يعرف درجات الفضل، ونسبة بعضها إلى بعض، والموازنة بينها.

ثالثًا:نسبتها إلى مَن قامت به كثرة وقوة.

رابعًا:ثم اعتبار تفاوتها بتفاوت محلها.

فكمال خالد بشجاعته، وابن عباس بعلمه، وأبي ذرٍّ بزهده.

12- العدل في المفاضلة بين الناس:
الأصل في ذلك قول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وسئل - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الناس أكرم؟ قال: ((أكرمكم عند الله أتقاكم))؛ متفق عليه.

13- التربية على المنهج الصحيح في الحب والبغض:
الأصل في ذلك قول الله - تعالى -: ﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102].

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 153.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 151.96 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (1.25%)]