مع طفلك..بين الحنان والتدليل شعرة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 343 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 732 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-08-2019, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي مع طفلك..بين الحنان والتدليل شعرة

مع طفلك..بين الحنان والتدليل شعرة
خالد سعد النجار


أن نحب أطفالنا ونريدهم أن يكونوا سعداء، لا يعني أن نحقق لهم جميع رغباتهم، فهذا النوع من الحب المفرط لا يبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية، إذ يضعف التدليل إحساسه بالأمن والطمأنينة عندما يكون بعيدا عن والديه، ويدفعه إلى الأنانية والتفكير في ذاته فقط.. أي أن يصبح الطفل اتكالياً أنانياً، كما أنه قد يتجه إلى السرقة عندما لا تحقق رغباته.
إن من أخطر أساليب التربية «التدليل المفرط» الذي يسلكه بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم، حيث يتركون لهم الحبل على الغارب يفعلوا ما يشاءون، وإعطائهم ما يريدون وما يبتغون، أو بمعنى آخر تلبية كافة طلبات الابن مهما كانت صعوبتها، وفي أي وقت كان، الأمر الذي يجعل الطفل يشعر بأن والداه تحت رحمته، ومطلبان دائما بتحقيق كل نزوة من نزواته.
ويخلط الكثيرون بين الاهتمام بالطفل والإفراط في تدليله، وبوجه عام فإن الاعتناء بالطفل شيء جيد، وضروري لعملية نموه الطبيعية، غير أنه إذا زاد هذا الاهتمام عن الحد، أو كان في وقت غير مناسب، كانت له أضرارا بالغة.. كأن يتعارض اهتمامنا به مع تعليمه كيف يؤدي بنفسه ما هو مطلوب منه، وكيف يتعامل مع ضغوط الحياة، وكذلك إذا استسلمنا دوما لطلبات الطفل، أو تساهلنا معه في أعقاب تصرفه تصرفاً خاطئاً يستحق عليه العقاب.
يقول (دنيس شولمان) أحد الاختصاصين في مجال سلوك الأطفال: «إن الأطفال يترجمون ردود فعل الوالدين إلى سلوكيّات تمكّنهم من تحقيق ما يريدون، ولذا من الخطأ الكبير أن يتعوّد الطفل على تلبية كل طلباته، من المفروض أن يسمع الطفل كلمة (لا) كثيرا، ليكفّ عندها من استخدام الأساليب الملتوية لتحقيق مطالبه».
ويقول (ريموند بيج): «إن الآباء والأمهات يأملون في الطفل النجاح والسعادة طبعاً، ولهذا فهم يرأفون به أشد الرأفة، ويتملقونه، ويبعدون كل عقبة أو مشكلة حتى لو كانت تافهة عن طريقه، وكلما كبر الطفل حاولوا تهيئة وسائل اللعب المناسبة له.. إن هذه الأعمال تستوجب الاستحسان في الظاهر. أما في الباطن فإن الخطر الكامن وراءها موحش جداً».
أسباب ودوافع
غالباً ما يكون التدليل في تربية الطفل إما لجهل الوالدين بعاقبة تلك الطرق، أو نتيجة إتباع نفس أسلوب الآباء والأمهات والجدات، أو لحرمان الأب أو الأم من شيء معين.. فالأب عندما يحرم مثلاً من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس.
وقد يتجه الوالدان أو احدهما إلى إتباع أسلوب فرط التدليل مع الطفل لأنه الوحيد، أو لأنه ولد بين أكثر من بنت، أو لأن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول أن تعوضه عما فقده من الحنان الأبوي، أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على أبنائهما.
سمات الطفل المدلل
يعرف حقوقه أكثر من معرفته لواجباته.. مغرور ومتكبر.. مستبد ومتمرد على سلطة والديه ولا يحترمهما ولا ينفذ أوامرهما، لدرجة أنه يصبح دكتاتورا يتحكم في الأسرة.. فوضى، ولا يتبع قواعد التهذيب، ولا يستجيب لأي من التوجيهات مما يجعله مزعجاً للآخرين.. يستثمر طاقته في التخريب.. يحتج على كل شيء، ويصر على تنفيذ طلباته.. لا يعرف التفريق بين احتياجاته ورغباته.. يطلب من الآخرين أشياء كثيرة أو غير معقولة.. لا يحترم حقوق الآخرين ويحاول فرض رأيه عليهم.. فضولياً كثير التساؤل.. قليل الصبر والتحمل عند التعرض للضغوط.. ينكسر أمام مشاكل الحياة بسرعة.. يصاب بنوبات البكاء أو الغضب بصورة متكررة.. يشكو دائما الملل.
التدليل يفسد أكثر مما يصلح
إن التدليل المفرط للطفل يفسده أكثر مما يصلحه لعدة أسباب هي:
1. تدليل الأطفال يقضي نهائياً على فرصة تكون الإرادة فيهم، حيث يتعلق بوالديه لدرجة أنه لا يستطيع أن يتخذ أبسط القرارات الخاصة به دون الرجوع إليهما، ويفتقر إلى الثقة بالنفس، وليس معنى ذلك أن تكون الشدة هي الضمان الأمثل لنشأة الأطفال نشأة سليمة فخير الأمور أوسطها.
2. في المراحل الأولى من عمر الطفل ربما يسبب فرط التدليل الكثير من عيوب النطق والكلام، نتيجة الاستجابة الفورية لرغباته دون أن يتكلم، فيكفى أن يشير أو أن يعبر بحركة ما أو بكلمة مبتورة فيلبى والداه رغبته في الحال.
3. الطفل المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه، أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة؛ لأنه يفتقر إلى المهارات اللازمة للتغلب على المشكلات اليومية.
4. عدم تحمل مواقف الفشل والإحباط الحياتية، لأنه تعود على أن تلبى كافة مطالبه.. إن الأفراد الذين نشئوا في ظل الحنان المفرط، هم أتعس الأفراد، لأنهم يعجزون عن حل مشاكل الحياة الاعتيادية، فيلجئون في الشدائد إلى الانتحار متصورين أن النهاية الحتمية لفشلهم يجب أن تبرر بالانهزام من معركة الحياة.
يقول (جلبرت روبين): «إن تعويد الطفل على الإعجاب بنفسه، يورث الغضب الشديد فيه لأبسط الأشياء، والاستبداد في الرأي. وفي الغالب يدفعه إلى الرغبة في طلب الجاه، وفي النتيجة لا يحصل الطفل على القدرة التي تساعده على التقدم، ومع كونه ذا أعصاب هزيلة فإنه ينجح بواسطة الحيلة والشدة.. إن جعل الأطفال معجبين بأنفسهم يكون منهم أفراداً تعساء، ضعفاء، عديمي الإرادة».
5. يحذر رجال التربية الأسرة من العاطفة الفياضة التي تجعل الطفل عاجزاً عن الارتباط بأقرانه، حيث يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة فلا يميل إلى الآخرين، وذلك ينمي داخله الوحدة والانطواء.
6. الطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه، يستعجل الأمور، ويحكم على المواقف بسرعة دون تفهم، وعلى مستوى شخصي وليس المستوى الموضوعي المطلوب.
7. غير قادر على التكيف الاجتماعي، لأنه دائماً يتوقع من أصحابه وأقرانه أن يستجيبوا لغروره وطلباته، لذلك نراه دائماً وحيداً بدون أصدقاء.
يقول (مك برايد): «الشعور بالدل والغنج أمارة أخرى من أمارات عقدة الحقارة، ويجب البحث عن أساسه في أسلوب التربية الخاطئ المتخذ في دور الطفولة.. إن الطفل الذي كان يرى نفسه قرة عين والديه، عندما يكبر ويصبح رجلاً كاملاً يحب أن يكون في جميع نواحي الحياة محبوباً من غير علة، ومحترماً لدى الجميع. فعندما يرى أنه لم يُعتن به، يفقد الهدوء والاستقرار، ويختل ما صفا من فكره، فإما أن يلتجئ إلى الانتحار، وإما أن يبغض الآخرين.. إن عقدة الحقارة التي تنشأ في الناس بهذه الظاهرة مصيبة عظيمة للمجتمع».
8. تدل الدراسات التي أجريت في مستوصفات العناية بالأطفال، على أن الصبي الذي يتخلى أبوه عن المشاركة في تأديبه أشد تعرضاً للخوف منه من الصبي الذي لا يتردد أبوه في تأديبه وإبداء استيائه لدى تصرفه خلاف الأصول.. إذاً فالصبي يحتاج إلى أب يكون أحياناً صديقاً، وفي كل الحالات يكون أباً.
9. اهتمام الأسرة بطفل دون آخر، من شأنه زراعة الغيرة والحقد في نفس الطفل المهمل وإهانة كبريائه، ومن ثم تتغير طباعه بحيث تتسم بالشذوذ والغرابة والميل إلى الانتقام من أفراد المجتمع المحيطين به.
الوقاية خير من العلاج
المفاتيح الذهبية للتربية هي: «التوازن والتكامل والاعتدال» وهذه تتطلب وجود مرجعية تربوية تنتظم من خلالها، وتلك المرجعية تتوقف على ثقافة الأبوين وانتماءاتهما وأولوياتهما، وتعتبر هذه المرجعية هي برنامج العمل الذي يحرك الأبوين، ويحرك الطفل فيما بعد.
فمن المعروف أن تلبية كل احتياجات الطفل تضره، وقد وجد أن تلبية أكثر من70% من احتياجات أي إنسان تصيبه بالتخمة واعتياد الرفاهية والأنانية والكسل.. أي أن قدرا من الإشباع مطلوب، كما أن قدرا من الحرمان مطلوب أيضا.
والأفضل أن يكون هناك توازن بين ما هو استجابة فطرية طبيعية وتلقائية، وبين القواعد والتعليمات العلمية والعقلانية المأخوذة من أهل التخصص، حتى ينمو الطفل في حالة توازن بين ما هو عقلاني وما هو وجداني.. أي أننا نريد أن يتكامل في المربي - سواء كان أماً أو أباً أو جداً أو جدةً- عدة جوانب:
«الجانب الراعي»: ممثلاً في الحب والحنان والرعاية وتلبية الاحتياجات.
«الجانب الناقد»: ممثلاً في التوجيه والإرشاد والتصحيح والتأديب والعقاب أحياناً
إن الموازنة بين متطلبات التكيف ومتطلبات التطور مهمة جداً، بحيث نعطي فرصة لهذا الكائن الجديد «الطفل» لكي تنمو مواهبه وقدراته في جو من الحرية والحنان، وفي ذات الوقت نعلمه كيف يحترم الضوابط الدينية والأعراف الاجتماعية البناءة وألا يتصارع معها تصارعا يستنزف طاقاته ويفسد علاقاته، فالطفل بحاجة إلى الحب والحنان قبل كل شيء، ولكن ينبغي أن يتاح له المجال ليكتسب استقلاله الذاتي.. ففي ذلك يتمثل النمو المتوازن الحقيقي له، وربما كان هذا هو الطريق الوحيد لتوازنه، ومن دون هذا التوازن تبرز عيوب التربية.
ومن المهم أيضاً- التمييز بين احتياجات الطفل ورغباته.. فقد يبكي الطفل إحساساً بالألم أو الجوع أو الخوف، وفي هذه الحالات يجب الاستجابة له في الحال، أما بكاؤه لأسباب أخرى فلن يسبب أية أضرار له، وفي العادة يرتبط بكاء الطفل برغباته وأهوائه، والبكاء حالة طبيعية نتيجة حدوث تغير أو إحباط للطفل، وقد يكون البكاء جزءاً من نوبات الغضب الحادة، وهنا ينبغي أن نتجاهله ولا نعاقبه؛ وإنما نخبره فقط أنه طفل كثير البكاء، وعليه أن يكف عن ذلك.
وطبيعي أن يتضايق أطفالنا من الحدود التي نضعها لهم، وعلينا أن نتوقع إجاباتهم الغاضبة، أو عبوس وجوههم أو تجاهلهم؛ لأنهم يكرهون قوانيننا وحدودنا التي نضعها لهم.. كما أنهم لا يحبوننا في تلك اللحظات، إذ من الصعب على الأطفال أن يفصلوا بيننا وبين تصرفاتنا، وعندما نصر على أن يفعلوا شيئاً لا يريدون هم أن يفعلوه، أو عندما نرفض أن نستجيب لتوسلاتهم، فإننا كثيراً ما نسمع منهم هذه الجمل الغاضبة: (أنك لا تحبني)، أو (أكرهك)، أو (أنا لن أكون صديقك)، أو (أنا لن أحبك بعد اليوم).. إلا أن كراهية الطفل هذه مؤقتة فقط، لأنه لم يحصل على ما يريد.
ويرى المتخصصون أنه يجب أن لا نسمح لنوبات الغضب عند الطفل بالتأثير علينا، فالطفل أحياناً تنتابه نوبات غضب حادة كي يجذب انتباهنا، أو لكي يثنينا عن عزيمتنا وتغير رأينا، ومن ثم يحصل على ما يريد، وقد تكون نوبات الغضب على شكل نُواح أو تذمّر أو شكوى أو بكاء أو كتم النفس، أو أن يرتطم الطفل بالأرض، وما دام أن الطفل يبقى في مكان واحد، وليس متوتراً بدرجة كبيرة، وليس في وضع يعرضه للأذى، فلا أكثر من أن نهمله أثناء هذه النوبات، ومهما كان الأمر يجب ألا نستسلم لنوبات غضبه.
الإزعاج أفضل من الانحراف
عندما يدرك الطفل أن ما يريده يتحقّق بالإزعاج فإنه يتحوّل إلى طفل مزعج، لكن كثيراً من الإزعاج أفضل من قليل من الانحراف السلوكي الذي يتولد تلقائياً في شخصيته إذا استجبنا لمطالبه في كل صغيرة وكبيرة، ومع ذلك فإن هناك وسائل كثيرة لإيقاف هذا الإزعاج من أهمها:
* تحديد قواعد التهذيب المناسبة لسن الطفل: وهذه مسؤولية الوالدين، إذ عليهما وضع قواعد تهذيب السلوك الخاصة بطفلهم، عند بلوغه السن التي يحبو فيها، ففي بعض الأحيان قد يكون مفيداً للطفل إذا رفضنا طلبه بكلمة «لا»، فالطفل بحاجة إلى مؤثر خارجي يسيطر عليه حتى يتعلم كيف يسيطر على نفسه، ويكون مهذباً في سلوكه.
إن الطفل يشعر بالأمان في وجود روتين وقواعد معينة في حياته، ويجب أن تكون هذه القواعد منطقية ومناسبة لسن الطفل، وكلما كبر الطفل فعلينا أن نغير منها أو نعدلها لتتناسب مع سنه، فإذا حدد الآباء أوقاتاً معينة للأكل، واللعب، والنوم، فسوف تنتهي أغلب المشاجرات اليومية بيننا وبين أطفالنا، كما أن الثبات في وضع القواعد وتطبيقها هام جداً للحفاظ على السلوك الطيب للطفل.
ومن المهم أن يعتاد الطفل الاستجابة بصورة لائقة إلى توجيهات والديه قبل دخوله المدرسة بفترة طويلة، ومن هذه التوجيهات: جلوسه في مقعد السيارة، وعدم ضرب الأطفال الآخرين، وأن يكون مستعداً لمغادرة المنزل في الوقت المحدد صباحاً، أو عند الذهاب إلى الفراش.. وهكذا.
وهذه النُظم التي يضعها الكبار ليست محل نقاش للطفل، إذا كان الأمر لا يحتمل ذلك. غير أن هناك بعض الأمور التي يمكن أن يؤخذ فيها رأي الطفل، منها: أي الأطعمة يأكل، وأي الكتب يقرأ، وماذا يريد أن يلعب، وماذا يرتدي من الملابس.. لنجعل الطفل يميّز بين الأشياء التي يكون مخيّراً فيها وبين قواعد السلوك المحددة التي ليس فيها مجال للاختيار.
كما ينبغي أن لا نغفل عن التهذيب حتى في وقت المتعة والمرح، فليس معنى الترويح أن يتهاون الوالدان في تطبيق قواعد التهذيب، فإذا أساء الطفل السلوك -حتى وقت اللعب واللهو- فيجب تذكيره بالحدود التي عليه التزامها.
* تعليم الطفل كيفية الانتظار(الصبر): فالانتظار يعلم الطفل كيف يتعامل مع الضغوط والمعاناة بصورة أفضل، فجميع الأعمال في عالم الكبار تحمل شيئاً من المعاناة؛ لذا فإن تأخير تلبية رغبات الطفل سمة يجب أن يكتسبها تدريجياً بالممارسة.. ولا نشعر بالذنب إذا جعلنا الطفل ينتظر دقائق من حين لآخر، (فمثلاً: يجب ألا نسمح للطفل أن يقاطع محادثاتنا مع الآخرين) فالانتظار لن يضيره ما دام أنه لا يسبب له ضيقاً أو إزعاجاً، ومن ثم سوف يقوي ذلك مثابرته وتوازنه العاطفي.
* لنكن دائماً أصحاب الفعل وليس رد الفعل: يجب مواجهة السلوك السيئ بشكل هادئ، كأن نقول له مثلا-: أنا أعرف أنك ترغب بشدة في شراء هذه اللعبة، لكننا لن نشتري لعباً اليوم، ولكننا سنشترى فقط بعض الأغراض المنزلية. ولا نصرخ أو نثور كرد فعل لثورة الطفل أو تشبثه، لأننا بذلك نواجه سلوك الطفل السيئ بسلوك سيء مثله.
وإذا كنا نعتقد أن الطفل قد كبر وأصبح مدللاً وأن الوقت قد فات لإصلاح ذلك، فينبغي أن نعيد حساباتنا لأنه يمكننا إعادة ضبط سلوكه باستخدام النصائح السابقة.. صحيح أن ذلك قد يستغرق منا شهوراً، وقد يصبح سلوك الطفل في البداية أسوأ عن ذي قبل، ولكن النتائج التي سنحصدها -بعون الله تعالى- تستحق منا هذا الجهد.
* ابنك هو إنسان وأنت تبغي سعادته، وسعادته لن تأتي بحصاره في نمط معين من الحياة تفرضه عليه.. على العكس، فإن سعادة الابن لن تأتي بإطلاق العنان له ليفعل كل ما يريده، وبالتالي فلا مانع أن تؤدب ابنك التأديب اللازم عندما تراه قد خرج عن الحدود، ولا داعي بعدها أن تعاقب نفسك بالإحساس بالذنب لأنك فعلت ذلك.
* ليس جائزاً لنا أن نكبت غضبنا بدعوى أننا نخشى على الأبناء من الكبت، فنعيش في حالة غيظ، ويعيش الأبناء في حالة استهتار.. كما أنه ليس جائزاً لنا أن نحول غضبنا إلى قسوة مبالغ فيها بإهدار إنسانية الأبناء.. فمثل هذا الإفراط يجعل الأبناء في حالة من الرعب المستمر من الحياة، ويزرع في نفوسهم التشاؤم، ويلقيهم في أحضان الإحساس يفقدان القيمة والاعتبار.
ومن هذا المنطلق كان «الحرمان» هو أفضل طرق التقويم.. الحرمان من المصروف أو الخروج للنزهة، ولا نلجأ للضرب -الغير مبرح- إلا في أضيق الحدود، ولكن علينا أن نعرف أن العقاب يحتاج إلى هدوء وثبات ولا يحتاج أن تجعل الطفل سبباً لكل منغصات حياتك فتنفجر فيه وكأنك تنهال ضرباً على كل ظروفك الصعبة.
* لا تكن حازماً في الخارج، ومتساهلاً في البيت.. بمعنى أن نترك للطفل حرية النزهة في الملاعب والحدائق، وأن يتبع في البيت نوعاً من النظام. وليس من الضروري أن يكون هذا النظام صارماً، ولكن المهم أن يراعى.
* لنتعود أن نقول لأطفالنا «لا» برفق، بل ونحن نبتسم، ونتمسك بصرامة وحنان معاً، فهذا شيء مهم جداً.. من الملاحظ أن كثرة التوبيخ وكثرة الإهانة للطفل وكثرة الصراخ في وجهه، تجعله يسيء الظن بنفسه وبقدراته، ولذلك فإن الطفل غالبا ما يكرر الخطأ.
* إخبار الطفل مسبقاً: فالأطفال يجب أن يعرفوا دائماً ما الذي يتوقعونه منا، وما الذي نتوقعه نحن منهم.. فمثلا قبل اصطحاب الطفل للتسوق يجب على الأم أن تقول لطفلها: «نحن ذاهبان الآن إلى محل تجاري، وتوجد هناك حلوى كثيرة، ولكننا لن نشترى أياً منها، لأننا لم نتناول غداءنا بعد»، حينها سيتوقع الابن ما سيحدث، ويعرف أيضاً- أنه يجب عليه أن ينتظر إلى ما بعد الغذاء.
* تدريب الطفل على تحمل المسئولية، ومساعدته على تحقيق ذلك أمر مهم للغاية‏، لأن أي نجاح يحققه في هذا المجال يدفعه إلى مزيد من المحاولات ويزيد من ثقته في نفسه‏.. لا بد أن يتدرج في تحمل المسئولية، فيبدأ في التدريب على خلع ملابسه أو ارتدائها بنفسه، ثم يتعلم الالتزام ببعض قواعد الآداب في مجالس الكبار، والتحكم في العواطف والانفعالات وهكذا‏.. ‏ ويلعب الوالدان دورا مهما في تدريب الطفل على أن يثق بنفسه وبقدراته وتحمل الأعباء، وتشجيعه إذا نجح في حل بعض المشكلات الصغيرة‏.
حنان الأمومة في ثوب عملي
* عند استيقاظه من النوم: خذي صغيرك في حِضنك، واحكي له ما ستقومان بعمله في هذا اليوم الجديد.
* عند تناوله الطعام: لا تنسي مداعبته عن طريق التمثيل البسيط.
* بعد أن يأخذ طفلك حمامه الدافئ: جففي جسمه بلطف، وقولي له: «كم أنت جميل».
* عندما يستعد للخروج معك، وعند ارتداء ملابسه: حدثيه عن المكان المتوجه إليه، وعما سيتم فعله هناك.
* قبل خروجك: أعطيه ما يكفيه من الحنان فترة غيابك عنه، بإعطائه حِضناً دافئاً.
* عند عودتك: عبري له عن مدى اشتياقك له، وعن سعادتك لرؤيته مجددا.
* عندما يلزم طفلك الأدب، ويلعب معتمدًا على نفسه دون إزعاج: أظهري له إعجابك وفخرك بسلوكه، ولا تنسي تأثير القبلة والكلمة الرقيقة على نفسية صغيرك الحبيب.
* عند النوم:تحدّثا سويًا عما حدث في ذلك اليوم، وعن الأحداث المنتظرة في اليوم التالي بإذن الله - تعالى -


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.07 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]