أهمية بناء الأمن الفكري - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850058 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386243 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2019, 01:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية بناء الأمن الفكري

أهمية بناء الأمن الفكري


د. بدرية بنت محمد عبدالله الفوازن


أهمية بناء الأمن الفكري:
1 - إن الأمن الفكري أحد مكونات الأمن بصفة عامة؛ بل هو أهمُّها وأسماها وأساس وجودها واستمرارها، وهو النعمة التي لا يمكن أن تستقيم الحياة بغيرها؛ ولذلك امتنَّ الله بهذه النِّعْمة على كفار قريش حين قال: ï´؟ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ï´¾ [قريش: 3، 4]، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مَنْ توفَّر له الأمن كمَنْ حِيزَتْ له الدنيا كلها؛ قال: ((مَنْ أصبح منكم آمنًا في سِرْبه، مُعافًى في جسده، عنده قُوتُ يومِه، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا))؛ (الترمذي، 1962م)[1].


والنظر إلى أن الأمن الفكري هو أسمى أنواع الأمن وأساسها؛ لذا لا بد:
أن نُوجِّه الأنظار إلى العناية بالفكر بتوفير كل أسباب حمايته واستقامته والمحافظة عليه، وكذلك العمل على رصد ودراسة كل ما مِن شأنه التأثير في سلامة الفكر واستقامته، والعمل على معالجة أسباب اختلال الأمن في المجتمع بشكل متكامل ومترابط من غير فصل بين أنواع الأمن، ولا تفريق بين تلك الأسباب، فالنظرة الشاملة تجعل المعالجة شاملةً ومتكاملةً، وأن تكون المعالجات الأمنية من واقع الأمة مستقاة من مصادر فكرها وعقيدتها.

2 - إن الأمن الفكري غايته استقامة المعتقد، وسلامته من الانحراف لأسباب هي:
أ- الإخلال به يُعرِّض الإنسان لأن يكون عملُه هباءً، لا ثقلَ له في ميزان الإسلام؛ قال تعالى: ï´؟ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ï´¾ [الفرقان: 23].

ب - إن الأمن الفكري يتعلَّق بالعقل، والعقل هو آلة الفكر، الذي هو أساس استخراج المعارف، وطريق بناء الحضارات، وتحقيق الاستخلاف في الأرض؛ ولذلك كانت المحافظة على العقل وحمايته من المفسدات، مقصدًا من مقاصد الشريعة الإسلامية، وسلامةُ العقل لا تتحقَّقُ إلَّا بالمحافظة عليه من المؤثرات الحسِّية والمعنوية.

3- قيام القِيَم والأخلاق على الإيمان والعقيدة: ربط الله سبحانه وتعالى بين الإيمان وحسن الخلق، فوصفه تعالى الإيمان بـ(البر)، فقال: ï´؟ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 177]، قال صلى الله عليه وسلم: ((البِرُّ حُسْنُ الخُلُق)؛ مسلم بن الحجاج النيسابوري، (مسلم،2006م)[2].

فكان البِرُّ صفةً لكل عمل أخلاقي؛ قال ابن تيمية رحمه الله: "إذا نقضت الأعمال الظاهرة الواجبة، كان ذلك لنقص ما في القلب من الإيمان، فلا يتصور مع كمال الإيمان الواجب الذي في القلب أن يُقدِّم الأعمال الظاهرة الواجبة"؛ (ابن تيمية،2000م)[3].

كما أكَّد الإمام الشاطبي رحمه الله في موافقاته ذلك بقوله: "الأعمال الظاهرة في الشرع دليلٌ على ما في الباطن، فإن كان الظاهر منحرفًا حُكِم على الباطن بذلك، أو مستقيمًا حكم على الباطن بذلك"؛ (الشاطبي، 2002م)[4].

لذلك اهتمَّ سَلَفُ الأُمَّة بالأمن الفكري واقعيًّا بالعناية بالقِيَم والأخلاق، فتعلموها وطبَّقوها، وذكر ابن تيمية رحمه الله عددًا من الصفات الملازمة لأهل السنة، وهي صفات سلوكية وأخلاقية: "يأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بِمُرِّ القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا))؛ (الإمام أحمد،2000م)[5].

4- قيام المسؤولية الخلقية على الإنسان: وهي ذات شقَّينِ في الإسلام فيما يتعلَّق بالأمن الفكري:
أ- الثواب والعقاب متعلق بكسب العمل؛ فقد قال الله تعالى: ï´؟ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ï´¾ [البقرة: 281]، فاللهُ نصَّ على أن الثواب والعقاب متعلِّق بكسب الأعمال؛ (القرطبي، 1935م)[6].

وإلى هذا أشار الطحاوي رحمه الله بقوله: "وأفعال العباد خَلْقُ الله، وكَسْب العباد، أثبت للعباد فعـلًا وكسبًا، وأضـاف الخَلْق إلى الله تعالى، والكَسْب: هو الفعل الذي يعود على فاعله منه نفع وضررٌ"؛ (الطحاوي، 2012م)[7].

كما قال تعالى: ï´؟ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ï´¾ [البقرة: 286]، ومن هنا كان لكلِّ فعلٍ خلقي أو سلوكي ثوابٌ أو عقاب من الله.

ب - إن الأمن الفكري داخلٌ في مسؤولية الفرد عن كسبه الإرادي: إرادة الإنسان للفعل، أو الاعتقاد، هي محل المسؤولية، كما أن فاقد الإرادة الفعلية، لا مسؤولية عليه، وهذا ما ورد في معنى قوله تعالى: ï´؟ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ï´¾ [النجم: 38، 39] آيتان محكمتان تقتضيان عدل الرب تعالى، فالأولى: تقضي ألَّا يُعاقَب أحدٌ بجُرْم غيره، ولا يُؤاخَذ كما يفعل ملوك الدنيا، والثانية: تقضي أنه لا يفلح إلَّا بعمله، ليقطع طَمَعَه من نجاته بعمل آبائه وسلفه ومشايخه، كما عليه أصحاب الطَّمَع الكاذب، وهو سبحانه لم يقل: لا ينتفع إلَّا بما سعى، فيرفع التكليف عن المجنون، حتى يعود إلى عقله، ورفع التكليف عن مسلوب الإرادة، كمن يُكرَه على قَتْل إنسان فيقتُله دون إرادةٍ منه، فعلَّق الأمن الفكري والسلوكي على مسؤولية الفرد، إذا توافرت فيه شروط التكليف الواجبة؛ (الطحاوي، 2012)[8].

قال تعالى: ï´؟ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ï´¾ [النور: 61].

ثانيًا: عوامل ضعف الأمن الفكري في المجتمع:
1- النظر والتأمل فيما لا يدركه العقل: جعل الله النظر في متشابهات القرآن سبيلَ أهل الزيغ والفساد؛ فقال سبحانه: ï´؟ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ï´¾ [آل عمران: 7]؛ وذلك لأن بعض المتشابه لا سبيلَ إلى الوقوف على حقيقته، وهو: موضع خضوع العقول لباريها استسلامًا واعترافًا بقصورها؛ (ابن حجر،1959م)[9].

لأن الاشتغال به يقود إلى الضلال، والخروج عن مقتضى العبودية والاستسلام لله ربِّ العالمين؛ ولذلك ضرَب عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغًا لَمَّا أكثر السؤال عن المتشابهات؛ عن سليمان بن يسار: "أن رجلًا يُقال له صَبِيغ قدِم المدينة، فجعل يسأل عن مُتشابه القرآن، فأرسل إليه عمر وقد أعدَّ له عراجينَ النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صَبِيغ، فأخذ عمر عُرجُونًا من تلك العراجين فضرَبه، وقال: أنا عبد الله عمر، فجعل له ضربًا حتى دَمِيَ رأسُه، فقال: يا أمير المؤمنين، حسبُك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي"؛ (الدارمي،1991م)[10].

لذا جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديثُ ترسم للعقل حدودَه، وتُعقِّله عن الخوض في غير مجاله؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الناس يتساءلون حتى يُقال: هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فمَنْ وجد من ذلك شيئًا، فليقل آمنت بالله))؛)مسلم،2006� �) [11].

والاشتغال بما استأثَر الله بعلمه ضربٌ في البيداء، ولا قدرة للعقل في التعرُّف عليه؛ لأنه فوقَ مرتبة العقل.


2 - تحسين الظن بالعقل وتقديمه على الشرع: العقل قاصر الإدراك في علمه؛ ولذلك أنزل الله الكتب، وبعَث الرسل؛ قال تعالى: ï´؟ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ï´¾ [النساء: 165].

فمن استغنى بعقله واستند عليه مبتوتًا عن نور الوحي، فقد ضلَّ سبيلًا؛ (اللويحق،2000م)[12].

وقد جعَل الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يقدمون الرأي على الشرع، أشدَّ ضررًا على الدِّين من غيرهم، ورَد عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستفترق أُمَّتي على بضع وسبعين فرقةً، أعظمُها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيُحرِّمُون الحلال ويُحلِّلُون الحرام))؛ (الحاكم،1990م)[13].

وقد أدرك الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطر المعارضين لشرع الله بآرائهم، المقدِّمين عليه أهواءَهم، فقال: "إياكم وأصحابَ الرأي؛ فإنهم أعداء السُّنَن، أعْيَتْهم الأحاديث أن يَحفَظوها، فقالوا بالرأي فضَلُّوا وأضَلُّوا"؛ )ابن عبدالبر، 1993م)[14].

فكل مَنْ قدَّم رأيَه على النصِّ، أو قال في دين الله تخرُّصًا، فقد حَسُن الظن بعقله، وقال به في دين الله بغير علم.

3 - التقليد والتعصب: التقليد هو: "قبول القول من غير دليل"؛ (البغدادي،2001)[15].

أما الشوكاني في أدب الطلب، فعرَّف التعصُّب بأنه: "تقديم ذلك القول على غيره من الأقوال، واتِّخاذه حُجَّةً ملزمةً لا تجوز مخالفتُها"؛ (الشوكاني،1994م)[16].


ولا ريب أن في التعصب لأقوال الرجال وأخذها مأخذَ التسليم، دون نظر إلى الدليل الذي بُنيت عليه - خلافَ مقصود الشرع؛ فالله سبحانه يقول: ï´؟ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ï´¾ [آل عمران: 32]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((أُوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإنْ عبدًا حبشيًّا؛ فإنه مَنْ يعِشْ منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومُحدثات الأمور، فإنَّ كل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعة ضلالةٌ)؛ (أبو داود،2010م)[17].


ولم يكن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم يلتزم تقليد شخص واحد، لا يخرج عن أقواله، ويخالف مَنْ عداه من الصحابة، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "لا يُقلِّدَنَّ رجلٌ دينه رجلًا، إن آمَن، آمَن، وإنْ كفَر، كفَر"؛ (المالكي، 2008م)[18].

وقد وصف ابن القيم رحمه الله حال المتعصب ضيِّق التفكير بقوله: "أعجب من هذا شأنكم معاشر المقلِّدين، أنكم إذا وجدتُم آية من كتاب الله تُوافِق رأي صاحبكم، أظهرتُم أنكم تأخُذُون بها، والعُمْدة في نفس الأمر على ما قاله، لا على الآية، وإذا وجدتم آيةً نظيرها تخالف قوله، لم تأخذوا بها، وتطلَّبْتُم لها وجوه التأويل، وإخراجها عن ظاهرها؛ حيث لم تُوافق رأيه، وهكذا تفعلون في نصوص السنة سواء..."؛ (ابن القيم،1970م)[19].

وجرَّ التعصب في التقليد على الأمة الإسلامية بلاءً عظيمًا، وجعلها شِيَعًا وأحزابًا.

4- تحكيم الهوى ورد الحق: اتباع الهوى: "هو ميل النفس وانحرافها نحو المذموم شرعًا"؛ (ابن حجر،1959م)[20].

واتِّباع الهوى لا يأتي بخير؛ لأنه يصُدُّ عن الحَقِّ، وإن الذي يسترسل في اتِّباع هواه، لا يُبصِر قُبْحَ ما يفعله، ولا يسمع نهيَ مَنْ ينصَحه؛ وإنما يقع ذلك لمن يُحِبُّ أحوال نفسه، ولم يتفقَّد عليها؛ (البغدادي،1977م)[21].

ويترتب على اتباع الهوى أمرين:
إفساد الدين يقع بالاعتقاد بالباطل، والعمل بخلاف الحق؛ فآراؤه العلمية، وفتاواه الفقهية، ومواقفه العملية - تبعٌ لهواه، فيدخل تحت قوله تعالى: ï´؟ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ï´¾ [الجاثية: 23]، قال عامر بن عبدالله بن الزبير بن العوام: "ما ابتدع رجل بدعةً إلَّا أتى غدًا بما يُنكره اليوم"؛ (ابن بطة،2002م)[22].

وذكر البصري أنه إذا غلب الهوى على القلب، استحسَن الرجل ما كان يَستقبحه؛ (ابن شيبة،1988م)[23].

لذا منهج السلف منهج توقيفي يقوم على التعظيم والاتِّباع، والتسليم المطلق لنصوص الكتاب والسنة؛ قال تعالى: ï´؟ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ï´¾ [النساء: 65]، وذكر الطحاوي رحمه الله أن الواجب كمال التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد لأمره، وتلقِّي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يُعارضَه خيالٌ باطلٌ يُسمِّيه معقولًا، أو يُحَمِّلُه شُبْهةً أو شَكًّا، أو يُقدِّم عليه آراءَ الرجال، وزبالة أذهانهم، فيُوحِّده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان؛ (الطحاوي،2012م)[24].

ولذا تحكيم الهوى سبب ردِّ الحق، وضياع الحكمة، وظهور التفرُّق والأهواء، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من آدمي إلَّا في رأسه حِكْمة بيد الملك، فإذا تَواضَعَ قيل للملك: ارفَعْ حِكْمتَه، وإذا تَكبَّر قيل للملك: ضَعْ حِكْمتَه"؛ (الطبراني، 1994م)[25].

ب - اتِّباع الشبهات والشهوات: وهو اتِّباع ما تشتهيه النفس؛ قال تعالى: ï´؟ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ï´¾ [النساء: 27]؛ أي: يريد الذين يتَّبعون الشهوات - وهم الغاوون - أن تَميلوا ميلًا عظيمًا، يعدل بكم عن الصراط المستقيم إلى اتِّباع الشهوات؛ (ابن تيمية،1986م)[26].

وهذه السمة موجودة في جميع الفرق الضالة عقائديًّا وفكريًّا؛ قال تعالى: ï´؟ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ï´¾ [آل عمران: 7]، وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية، ثم قال: ((فإذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى اللهُ فاحذروهم))؛ (البخاري،2010م)[27].

وجميع الفرق المنحرفة تستدلُّ بالمتشابه، وتعتضد به لموافقته لهواها، ثم تسلك النزاع والجَدَل؛ لأن المتشابه لا يُعطي بيانًا شافيًا، فيعمل الجَدَل لإزالة الإشكال؛ (الشاطبي،2000م)[28].

قال تعالى: ï´؟ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ï´¾ [الفرقان: 43]، يقول ابن تيمية رحمه الله عند تفسيره الآية: واتِّباع الهوى درجات؛ فمنهم: المشركون والذين يعبدون من دون الله ما يستحسنون بلا علمٍ، ولا بُرهان، هذه حال أهل البدع، فهم إنما اتبعوا أهواءهم؛ (ابن تيمية،1995م)[29].

وهذه فتنة المضلِّين الضالِّين التي وصف أصحابها الإمام أحمد رحمه الله بأن المختلفين في الكتاب مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علمٍ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جُهَّال الناس بما يشبهون عليه، فنعوذ بالله من فتن المضلين؛ (ابن تيمية،2005م)[30].

وهؤلاء المضِلُّون أهل البدع والأهواء، بدعتهم منشؤها الهوى مع شبهة دليل؛ (الشاطبي،1981م)[31].

5- مجالسة أهل الغلو وقراءة كتبهم؛ قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ((الرجلُ على دينِ خليله، فلينظُر أحدُكم مَنْ يُخالِل))؛ (أبو داود،2010م)[32].

ولذلك جاء الإسلام مرغبًا في مصاحبة الأخيار، ومحذِّرًا من مصاحبة الأشرار؛ قال تعالى: ï´؟ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ï´¾ [الكهف: 28].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مفاتيحَ للخير، مغاليقَ للشَّرِّ، وإنَّ من الناس مفاتيحَ للشَّرِّ، مغاليقَ للخير، فطُوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويلٌ لمن جعل مفاتيح الشَّرِّ على يديه)(؛ (النووي،1980م).

وحذَّر أبو قلابة التابعي بقوله: لا تجالسوا أصحاب الأهواء، أو قال: أصحاب الخصومات؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون"؛ (ابن حنبل،1995)، ومما يدلُّ على خطورة مجالسة أهل الغلو، قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سمِع بالدَّجَّال فَلْيَنْأَ عنه، فإن الرجل ليأتيه وهو يحسبُ أنه مؤمن، فيَتَّبِعُه مما يبعث به من الشُّبُهات، أو لِما يَبعثُ به من الشُّبُهات))؛ (أبو داود،2010م).

6- جذور الانحراف قديمة، وإن اختلفت المسميات، وتلوَّن الأتباع:
التكفير موجود، والإرجاء موجود، وانتشر في الأُمَّة في العصور المتأخِّرة انتشارًا قويًّا، وحسبنا أن نعلم أن الأشاعرة والماتريدية يتبنون هذا الفكر؛ (الميداني،1970م).

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيشرب ناس من أُمته الخَمْرَ يسمُّونها بغير اسمها؛ (أحمد،2000م، وابن حبان، 2014م، وابن ماجه،2010).

وأخذت الأحزاب والجماعات والطوائف مسارًا آخر؛ ينشرها أتباعُها بمذاهب فكرية عقدية، تحت ألقاب أربعة: القدرية، والشيعة، والخوارج، والمرجئة، ثم تشعَّبَتْ هي نفسها، ودارت الصراعات في المذهب الفكري الواحد، في قوالب من التفرُّق والاختلاف، الذي كان دليلًا على نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إن أهل الكتابين افترَقوا في دينهم اثنتين وسبعين مِلَّةً، وإن هذه الأُمَّة ستفترق على ثلاث وسبعين مِلَّةً - يعني: الأهواء - كلها في النار إلَّا واحدة، وهي الجماعة، وأنه سيخرج في أُمَّتي أقوام تَجارَى بهم تلك الأهواء كما يَتَجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عِرْقٌ ولا مَفْصِل إلَّا دخله)؛ (السفاريني،1981م).

وفي هذا العصر نشهد ظهورًا للتكفير، وقد ألبس منهج السلف، وادَّعى بأنه اعتقاد الفرقة الناجية، وربما ترك من الاتجاه أفكارًا معينة لتَبْرَأَ ساحة مُعتقده، وكل صاحب مخالفة وبدعة يدعو غيره إليها؛ ولهذا تكالبَت على أهل السنة البِدَعُ والأهواء، وهذا ما أشار إليه ابن تيمية رحمه الله بأن هؤلاء وأمثالهم لم يكونوا خبيرين بكلام السلف؛ بل ينصرون ما يظهر من أقوالهم بما تلقَّوه عن المتكلمين من الجهمية ونحوهم، من أهل البدع، فيبقى الظاهر قول السلف، والباطن قول الجهمية الذين هم أفسد مقالةً في الإيمان (ابن تيمية،1995م).

فجذور الانحراف قديمة، وإن اختلفت المسميات، وتلوَّنَ الأتباع.

7- الجهل وتصدُّر حُدثاء الأسنان سُفهاء الأحلام: الجهل والظلم هما أصل كل شرٍّ، وإن الإحداث في الشريعة إنما يقع؛ إما من جهة الجهل، وإما من جهة تحسين الظن بالعقل، وإما من جهة اتِّباع الهوى، وهذا الحصر بحسب الاستقراء (ابن تيمية1998م، الشاطبي2000م). [33]

ولو تأمَّلنا سبب الانحراف الذي وقع فيه الافتراق والضلال، لوجَدنا على رأسها الجهل؛ ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((يخرج من أُمتي في آخر الزمان أحداثُ الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرؤون القرآن لا يُجاوز حناجرهم، يَمرقون من الدين كما يَمرق السَّهْم من الرمية))؛ أبو داود، سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، 5/ 168، ح 4833، (أبو داود،2010م).

وصف الخوارج: قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم؛ وأجاب علي رضي الله عنه على الخوارج عند قولهم: "لا حكمَ إلا الله"، يقول: كلمة حقٌّ أُريدَ بها باطلٌ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسًا، إني لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحق بألسنتهم ولا يجاوز هذا منهم، وأشار إلى حلقه من أبغض خلق الله إليه"؛ (ابن حجر، 1959م)[34].

وتصدُّر حدثاءِ الأسنان سفهاء الأحلام للإفتاء والدعوة - سببٌ مباشر في إشاعة الفرقة والفساد، ويشير بعض الباحثين في الدراسات الإسلامية إلى أن التعالُم والغرور والتعالي على العلماء وعلى الناس، من أبرز عوامل الانحراف الفكري، والغلو في الدين.

د. بدرية محمد الفوزان
الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود
كلية التربية، دراسات إسلامية


[1] الترمذي، الجامع الصحيح؛ تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده الطبعة الأولى، 1382 هـ، كتاب الزهد 4/ 574، ح 2346.

[2] صحيح مسلم، الرياض، دار طيبة، 1427هـ، كتاب البر والصلة، (2553)، الترمذي، "سنن الترمذي"، كتاب الزهد، (2389)، ابن حنبل، أحمد الشيباني، مسند الإمام أحمد، بيروت، مؤسسة الرسالة،1421هـ، 4 /182،

[3] ابن تيمية، تقي الدين أحمد بن عبدالحليم، مجموع الفتاوى؛ تحقيق عبدالرحمن قاسم، المغرب، مكتبة المعارف، 7 /582.

[4] انظر: الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد، الموافقات؛ تعليق: عبدالله دراز، بيروت، دار المعرفة، ط1، 2002م، 1 /523.

[5] أحمد، مسند الإمام أحمد، 2 /272، رقم (1089)، الترمذي، سنن الترمذي، حديث رقم (1162).

[6] انظر: القرطبي، محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1354هـ، 3 /373.

[7] الطحاوي، علي بن علي بن محمد الحنفي، ابن أبي العز؛ شرح العقيدة الطحاوية؛ تحقيق: أحمد شاكر، بيروت، دار الكتاب العربي، ط3، 2012، 1 /87.

[8] انظر: الطحاوي، شرح العقيدة الطحاوية، 2 /688.

[9] انظر: ابن حجر، أحمد بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، بيروت، دار المعرفة، 1379هـ، 8/ 59.

[10] الدارمي، عبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل، مسند الدارمي "سنن الدارمي"، الرياض، دار المغني للنشر،1412هـ، المقدمة باب من هاب الفتيا وكره التنطُّع والتبدُّع، 1/ 54.

[11] مسلم، الجامع الصحيح، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله مَن وجَدها، 1/ 119، ح 212.

[12] انظر: اللويحق، عبدالرحمن بن معلا، ظاهرة الغلو في الدين، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ، 150.

[13] الحاكم، محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه، المستدرك على الصحيحين، بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1411هـ، كتاب الفتن والملاحم، 4/ 430.

[14] ابن عبدالبر، أبو عمر يوسف بن عبدالله بن عاصم، جامع بيان العلم وفضله، الرياض، دار ابن الجوزي ط1، 1414هـ،2/ 135.

[15] البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، الفقيه والمتفقه، الرياض، دار ابن الجوزي، ط2، 1422هـ، 2/ 128، وانظر: ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد، الإحكام في أصول الأحكام؛ تحقيق: أحمد شاكر، دار بيروت، الكتب العلمية،1395هـ، 6 / 69.

[16] انظر: الشوكاني، محمد بن علي بن محمد اليمني، أدب الطلب ومنتهى الأرب؛ تحقيق: محمد صبحي حلاق، القاهرة: مكتبة ابن تيمية ط1، 1415 هـ، ص 26.

[17] أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق، سنن أبي داود، بيروت، المكتبة العصرية، كتاب السنَّة، باب في لزوم السنَّة، 5/ 13، ح 4607، وهو حديث صحيح، كما في صحيح الجامع، 2/ 346، ح 2546.

[18] المالكي، عبدالحفيظ عبدالله، نحو مجتمع آمن فكريًّا، بحث مقدم للمؤتمر الأول للأمن الفكري في كرسي الأمير نايف، الرياض، جامعة الملك سعود، 1430هـ، ص80.

[19] انظر: ابن القيم، محمد بن أبي بكر، إعلام الموقعين؛ تحقيق: محمد عبدالسلام إبراهيم، لبنان - بيروت، دار الكتب العلمية، 1390هـ، 2/214.

[20] ابن حجر، فتح الباري، 4 /89.

[21] انظر: البغدادي، عبدالقاهر بن طاهر بن محمد، الفرق بين الفرق، بيروت، دار الآفاق الجديدة، ط2، 1977، ص 45.

[22] ابن بطة، عبدالله بن محمد العكبري، الشرح والإبانة على أصول السنَّة والديانة؛ تحقيق: الدكتور رضا بن نعسان معطي، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى، 1423 هـ، ص 148، برقم 83.

[23] ابن أبي شيبة، أبو بكر بن أبي شيبة عبدالله بن محمد، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تقديم وضبط: كمال الحوت، المدينة المنورة: مكتبة الزمان، ط1، 1409 هـ، 3 /45.

[24] الطحاوي، شرح العقيدة الطحاوية، 1 /228.

[25] الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم، المعجم الكبير، القاهرة، مكتبة ابن تيمية، ط2، 2 /218، وحسَّن إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (538).

[26] انظر: ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم، الزهد والورع والعبادة، الأردن، مكتبة المنار، ط1، 1407هـ، ص130.

[27] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، دمشق، دار الكتب العلمية، ط2، 1432هـ، كتاب التفسير، 8 /209.

[28] انظر: الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد، الاعتصام، الرياض، دار عفان، ط1،1421هـ، 2 /236.

[29] انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 10 /592.

[30] انظر: ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم، بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، المدينة مطابع المصحف الشريف، ط1، 1426هـ، 65.

[31] انظر: الشاطبي، الاعتصام، 2/282.

[32] أبو داود، سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، 5/ 168، ح 4833.

[33] انظر: ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم، بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، المدينة مطابع المصحف الشريف، ط1، 1426هـ، 65، وانظر: الشاطبي، الاعتصام، 2 /282.

[34] انظر: ابن حجر، فتح الباري، 2 /301.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.90 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]