موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 94 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3943 - عددالزوار : 386364 )           »          عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16164 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3118 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 98 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #931  
قديم 10-11-2013, 04:34 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

براهين الإيمان ـ آثار الكون

صور مكبرة لنجوم بعيدة من هذا الكون الواسع
العلامة الشيخ عبد المجيد الزنداني
رئيس جامعة الإيمان في صنعاء رئيس مجلس شورى حزب
الإصلاح الإسلامي وعضو سابق في مجلس الرئاسة اليمنية
مؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة
محاضرة قيمة للشيخ عبد المجيد الزنداني من سلسلة براهين الإيمان
حجم الملف 4.7 ميغا

حجم الملف 50 ميغا
  #932  
قديم 10-11-2013, 05:02 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الألوان في القرآن رؤية فنية ومدلول

مدخل إدراكي لجماليات العلوم الإنسانية والتطبيقية " دراسة موازنة "
¨ د/ أشرف فتحي عبد العزيز
أستاذ مساعد بقسم التربية الفنية
كلية التربية بالإسماعيلية ـ جامعة قناة السويس
يتلخص موضوع هذا البحث في الدعوة إلى التعرف على بعض المفاهيم والحقائق عن الألوان والتي تم سردها في آيات القرآن الكريم، وذلك لأهمية اللون في حياتنا، ولأن تاريخ الفنون التشكيلية يعتبر جزء كبير منه تاريخاً لتطور المساحيق الملونة ( الألوان )، وأيضاً لكونه يعد عنصراً من عناصر التشكيل التي يمكن قياسها مادياً، وذلك بعدما مكنت التكنولوجيا والعلم الحديث من تزويد الإنسان بأجهزة مختلفة لقياس مقدار نقاوة اللون وشدته، مثلما يمكن من تقدير سطوع الضوء وشدته، وهذا ينطبق بطبيعة الحال على المعتم والمضيء من اللون وهما عنصران لا يخلو منهما أي عمل فني.
ويهدف البحث أيضاً إلى توضيح نظرة القرآن الكريم للألوان من حيث تنوعها، وأصلها، ومصدرها، ومالها من قدرة على التأثير في النفوس، وهو ما يطلق عليه عادة دراما اللون. وتوضيح ما إذا كان هناك ارتباط بين ما يظهر من ألوان نتيجة المواد التي تستعمل في التلوين وما يظهر منها نتيجة للتحليل الضوئي من حيث المصدر الرئيسي والتكوين.
كما يوضح البحث مدى أهمية اللون ـ وهو أحد أهم عناصر التشكيل ـ في حياة البشر، وكيف أن القرآن وضح تلك الأهمية، وأتت بعض آياته لإعلاء قيمة اللون والزخرفة. فلقد اهتم العلماء بدراسة الألوان، وبيان أثرها على الإنسان، وأثبتوا في ظل تجارب علمية وعملية: أن اللون له موجات تؤثر في أفكار الإنسان، كما أنها تؤثر في حركته الجسمية، وأصبح للألوان في ظل النهضة العلمية علم له أصول واتجاهات، تقوم على أسس من الدراسات المختلفة والبحوث المتنوعة .
ويقترح البحث العمل بكافة الوسائل على تعميق المعارف الفنية وتأصيلها لما لها من دور هام في رفع المستوى الثقافي لتحقيق التنمية البشرية، وتقوية مشاعر الاٍنتماء الحضاري والتاريخي .
الألوان في القرآن " رؤية فنية ومدلول "¨
مدخل إدراكي لجماليات العلوم الإنسانية والتطبيقية " دراسة موازنة "
مقدمة:ـ
اللون هو ذلك التأثير الفسيولوجي الناتج على شبكية العين .... سواء كان ناتجاً عن المادة الصباغية الملونة أو عن شعاع الضوء الملون ..... فهو إحساس إذاً وليس له وجود خارج الجهاز العصبي للكائنات الحية... والعين على درجة كبيرة من الحساسية خاصة للون الأخضر، وتنعدم هذه الحساسية عند نهايتي الأحمر والبنفسجي، فالعين قادرة على إدراك أقل اختلاف في اللون ويمكنها أن تميز من 200 إلى 250 لون.
وإذا كنا نرى لكل شيء لوناً خاصاً فالعلم يقول إن هذه الأشياء لا لون لها، ولكنها تمتص بعض إشعاعات الطيف وتعكس البعض الآخر، فيكتسب هذا الشيء لون الإشعاع الذي يعكسه وكما يبدو على سطوح الأشياء، ونحن نقصد هنا كنه اللون "Hue" وهو الصفة التي تفرق بين لون وآخر " وتشير أسماء الألوان إلى ذلك الكنه، فنقول هذا لون أصفر، أو ذاك لون أحمر أو أزرق .... الخ
ولكن المصورين والمشتغلين بالصباغة وعمال المطابع يقصدون باللون تلك المواد التي يستعملونها في التلوين، أما علماء الطبيعية فيقصدون بكلمة لون هو ما يظهر نتيجة تحليل الضوء ( الطيف الشمسي ) أو طول موجة الضوء .
وفي الحقيقة إن كلاً من المادة الملونة " المادة الصباغية" والشعاع الملون " الضوء الملون" موجودان وكلاهما وجهان لعملة واحدة، فلا شعاع ينعكس بطول موجي معين إلا من سطح ذي لون معين، وكذلك فلا يدرك لون سطح ما إلا وقد صدر منه شعاع يترجم لونه .
ويعد اللون عنصراً من عناصر التشكيل التي يمكن قياسها مادياً، وذلك لأن العلم الحديث والتكنولوجيا مكنت من تزويد الإنسان بأجهزة مختلفة لقياس مقدار نقاء اللون وشدته، مثلما يمكن تقدير سطوع الضوء وشدته، وهذا ينطبق بطبيعة الحال على المعتم والمضيء من اللون وهما عنصران لا يخلو منهما أي عمل فني.
ولقد استخدم الفنان القديم مواد من التربة ومواد نباتية وحيوانية في عمل المساحيق الملونة والصبغات اللونية. وكانت الألوان المشتقة من هذه الأصول ضعيفة في شدتها، وكذلك الألوان النقية الطبيعية فقد كانت قليلة الاستعمال لندرتها، أما الآن ومع الطفرة العلمية الهائلة وتقدم العلوم والتقنيات أصبح الاعتماد على ألوان طبيعية نقية أمراً نادراً، وأضحى من المستطاع استحداث وتصنيع مساحيق الألوان والصبغات الكيميائية ذات التراكيب، الثابتة والنقية.
ولكن هل حقاً يتم تكوين الألوان في الطبيعة بطريقة آلية تشبه تلك التي تتم في معاملنا ومراسمنا بأيدينا؟ أم أن الأمر هو نتاج آخر لعمليات طبيعية متدرجة وتتم بحسبان دقيق وبأسلوب منتظم محكم. وهل تتوالد الألوان في الطبيعة ويستحدث بعضها بعضاً ويمهد أحدها لظهور الآخر دون تدخل آليات مساعدة؟ وما آلية ذلك؟ فمن غير الوارد منطقياً أن يفكر لونان في الالتقاء ببعضهما اختيارياً لإنتاج لون آخر بالذات. فتمازج الألوان وتغايرها وتباينها الذي نراه في الأجسام الطبيعية كالجبال مثلاً لابد أن يكون نتاج عمليات، سمحت لها يد القدرة للظهور والتكوين لتجميل وجه الكون وإظهاره بصورة بديعة شيقة تبهج النفوس وتحرك المشاعر، فتخرج مكنونها وتعبر عن ذاتها وتؤثر فيها.
هدف البحث:
خلق الله تعالى كل ما في الكون وسخره لخدمة الإنسان ولتحقيق راحته وسعادته، وشاءت القدرة الإلهية على أن تكون المخلوقات جميلة مع كونها نافعة، فيفيد الإنسان وينتفع، وفي الوقت ذاته يستمتع بجمال المخلوقات وتعدد ألوانها …ذلك الجمال الرائع المنبث في لوحة الكون بديعة الصنع.
ولقد دعانا المولى عز وجل إلى التأمل في الكون، وفي ما خلق من إنسان وحيوان ومن نباتٍ وجماد كي نفكر ونعقل ونتدبر. وقد ذكر الله في محكم آياته بعضاً من الألوان التي نحكم عليها بفكرنا الحديث أنها ألوان طبيعية أو ألوان أساسية، كما نعتبر أن بعضاً منها ألواناً ثانوية، فذكر (الأحمر ـ الأصفر ـ الأزرق ). وهي من الألوان التي نطلق عليها أساسية، وذكر من الألوان الثانوية " الأخضر" وهو من الألوان المركبة وكذلك تم ذكر الأبيض والأسود. يقول سبحانه وتعالى:"وَمِنَ آيَتِهِ خَلقُ السَّمَواتِ والأرْضِ واختِلَافُ ألسِنَتِكُم’ وأَلْوَانِكُم’إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ للعالِمِينَ " ( سورة الروم آية 22 )
وقال تعالى:"وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ " (سورة النحل آية13)
وهنا وان كانت لفظة ألوانه بمعنى أجناسه فإذا أخذنا اللفظ على ظاهره نرى أن الله عز وجل قد جعل اختلاف الألوان بمثابة الأصل. ووضع جملة ( مختلف ألوانه ) عامة ولم يحددها ليوحي بتعدد ألوان النبات والحيوان فتكون عبرة وعظة وتذكرة . ثم ذكر الله بعد ذلك في آيات عديدة بعضاً من الألوان كل على حدة.
ويهدف البحث إلى توضيح نظرة القرآن الكريم للألوان من حيث تنوعها وأصلها ومصدرها ومالها من قدرة على التأثير في النفوس وهو ما يطلق عليه عادة دراما اللون. فلقد اهتم العلماء بدراسة الألوان، وبيان أثرها على الإنسان، وأثبتوا في ظل تجارب علمية وعملية: أن اللون له موجات تؤثر في أفكار الإنسان، كما أنها تؤثر في حركته الجسمية، وأصبح للألوان في ظل النهضة العلمية علم له أصول واتجاهات، تقوم على أسس من الدراسات المختلفة والبحوث المتنوعة .[1]
وربما ترجع أهمية هذا الموضوع إلى أن جزءاً كبيراً من تاريخ الفنون التشكيلية يعتبر تاريخاً لتطور المساحيق الملونة ( الألوان ).
أدوات البحث:
يستند البحث في الدرجة الأولى على الآيات القرآنية التي تدلل على تنوع الألوان والتأثير النفسي لكل لون على الرائي، كما تجتهد الدراسة في البحث عن أصل الألوان الطبيعية حسبما ورد ذلك في القرآن الكريم، مستعيناً في توضيح ذلك بالمخلوقات الطبيعية التي أبدعها الله وتفهم تنوع ألوانها ومصدر هذا التنوع .
اللون في القرآن الكريم:
ورد لفظ ألوان ومشتقاته في سبع آيات فقط من القرآن الكريم، فقد ذكر لفظ ألوان وهو جمع كلمة (لون) في القرآن الكريم في مواضع سبعة أيضاً ولكن في ست آيات، كإشارة من المولى عز وجل إلى الأطياف اللونية السبعة المعروفة التي يتكون منها الضوء الأبيض، كما جاء ذكر لفظ لون مفردة مرتين في آية واحدة من آيات القرآن الكريم. ولقد وردت تلك الألفاظ في المواضع التالية:
أولاً لفظ لون:
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) ( البقرة 69)
ثانياً لفظ ألوان:
(وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) (النحل 13 )
(ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ( النحل 69 )
(وَمِنَ آيَتِهِ خَلقُ السَّمَواتِ والأرْضِ واختِلافُ ألسِنَتِكُم’ وأَلْوَانِكُم’إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ للعالِمِينَ) ( الروم 22)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) ( فاطر 27)
(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر 28 )
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأوْلِي الأَلْبَابِ) ( الزمر 21 )
والألوان هنا قد تأتي للتعبير عن النوع " الأصناف " و" الأجناس " أو الهيئات " اللون" قال الطبري في تفسيره للفظ ألوان: يعني أنواعاً وأصنافاً مختلفة من بين حنطة وشعير وسمسم وأرز ونحو ذلك من الأنواع المختلفة .[2] أو قد تأتي لتدلل على اختلاف الطعم كما في سورة النحل الآية 69 " ...... يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ"
وقال الزمخشري: ألوانها: أجناسها من الرمان والتفاح والتين والعنب وغيرها مما لا يحصر، أو هيئاتها من الحمرة والصفرة والخضرة ونحوها.[3]
وفيما يلي استعراض للألوان كما وردت في القرآن الكريم.
هل " الأبيض والأسود " لون
ويرى الباحث أن نظرية اللون تتجلى في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ) ( فاطر 27 )
فكما هو معلوم أن قيمة اللون هي الإسم الذي نطلقه على الإنارة والإعتام لتدرج التألق اللوني، كما تعني كلمة " القيمة " في الواقع كمية الضوء التي يمكن لأي سطح أن يعكسها .. وكذلك فإن الأبيض يكون النهاية العليا لهذا المدى . أما الأسود فيكون في أسفل المدى ..وتقع جميع التألقات الأخرى اللونية وغير اللونية فيما بينهما . ويطلق اللوين " على الفرق بين الزرقة والحمرة والصفرة ... وهكذا ..[4]
ويذكر " روبرت جيلام سكوت " في كتابه ( أسس التصميم ) أن كل شيء له لوين يكون لونياً، في حين أن الصبغات المحايدة، بما في ذلك الأسود والأبيض، ليست لونية.
ويرى الباحث هنا أن الله عز وجل قد ذكر لفظ " بيض " وهي الدالة على شدة البياض، كما ذكر لفظ "سود" والتي تدل على شدة السواد دون اقترانهما بلفظ لون أو ألوان على عكس كلمة " حمر" والتي أتت في صيغة الجمع وقد اقترنت بلفظ ألوانها، بل زد على ذلك فقد أتت مقترنة بمختلف ألوانها، كما أن اختلاف الألوان أتى بين "بيض" ـ النهاية العليا للمدى ـ و"سود" ـ أسفل المدى ـ كما ورد سابقاً . مما يؤكد أن هذه الآية يتجلى فيها بوضوح نظرية اللون، وتؤكد على أن الأبيض والأسود ليسا من الألوان.
الأبيض
أتى لفظ " الأَبْيَضُ " في موضع واحد من القرآن الكريم في سورة البقرة في قوله تعالى:
"....وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...... " ( البقرة 187 )
وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلمة الأبيض هنا أي بياض النهار والخيط عبارة عن اللون.[5]
وقد أتى لفظ " بَيْضٌ " في سورة الصافات حيث وصف الله تعالى نساء أهل الجنة بأحسن ألوان النساء وذلك في قوله عز وجل:" كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ " ( الصافات 49 )
وقد جاء في التفسير أي أبيض في صفرة وهو أحسن ألوان النساء، وفي هذا وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان، ومكنون يعني محصون لم تمسه الأيدي [6]. إلا أن الباحث يرى أن المعنى الأقرب هو وصفهن بالرقة والضعف مثل البيض الذي أتى أسمه من وصفه أي لونه الأبيض.
وأتى أيضاً لفظ " بِيضٌ " في سورة فاطر لقوله عز وجل:" ألَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُود "ٌ ( فاطر 27 )
أي وخلق الجبال كذلك مختلفة الألوان كما هو المشاهد أيضاً من بيض وحمر[7].
أما لفظ " بَيْضَاء " فقد ورد في ستة مواضع، اثنتين منها قال الله تعالى: " بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ "، وذلك في سورة الأعراف، وفي سورة الشعراء ،ووردت كما يلي:
" وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ " (الأعراف 108)
" وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ " ( الشعراء 33 )
وثلاث منها قال الله تعالى فيها " بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ " وذلك في سور النمل، طه، القصص وأتت كالتالي:
" وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ " ( النمل 12 )
" وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى " ( طه22)
" اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ " (القصص 32 )
وأتى اللفظ كآية ودليل باهر على قدرة الله تعالى حيث أمر سيدنا " موسى " ـ وكان أسمر شديد السمرة[8] ـ أمره أن يدخل يده في جيبه، فإذا أدخلها وأخرجها خرجت بيضاء ساطعة كأنها قطعة من القمر لها لمعان تتلألأ كالبرق الخاطف من دون ضرر أو سوء ناتج عن أي مرض [9]. كناية عن النقاء.
وفي الموضع السادس وصف الله تعالى في سورة الصافات خمر الجنة بأنها خمر جارية بيضاء أي أن لونها مشرق [10] كما يظهر في هذه الآية صورة جمالية رائعة حيث شبه الله الكأس - لجماله وصفائه- عندما يحتوي على شراب طاهر فيه لذة للشاربين. حيث قال عز وجل: " بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ " (الصافات 46 ).
وقد ورد لفظ " ابْيَضَّتْ " في موضعين من القرآن الكريم الأول في سورة آل عمران في قوله تعالى: " وأما الذين ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " ( آل عمران 107 )
وتعنى أهل طاعة الله عز وجل والوفاء بعهده [11]، والموضع الثاني في سورة يوسف آية 84 في قوله تعالى:" وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفي عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ " ( يوسف 84 )
أي انمحق سوادهما وبدل بياضاً من بكائه [12]، ليدلل على أن اللون الأبيض هو مضاد اللون الأسود. ويرتبط البياض هنا في سورة يوسف ـ على عكس باقي الآيات السابقة ـ بأمر مكروه وهو الضعف الشديد للعينين أو العمى نتيجة الحزن الشديد .
وأتى لفظ " تَبْيَضُّ " مرة واحدة في سورة آل عمران آية 106 بما تعني إشارة إلى النقاء والطهارة والصلاح حيث قال تعالى:
" يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ" ( آل عمران 106 )
يعني يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة [13].
" الأسود "
ذكر لفظ الأسود ومشتقاته سبع مرات في ست آيات، منها مرتان جاءت لتعبر عن كنه اللون الأسود وقد وردت كما يلي:
" .. وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ......" ( البقرة 187 )
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ " ( فاطر 27 )
كما جاء ذكر مشتقات لفظ الأسود خمس مرات لتعبر عن وصف المكذبون من الكفار والمنافقين بأن وُجُوهُهُم مُّسْودَةٌ، وهذا تعبيراً معنوياً دلالته أن لفظ الأسود جاء ليعبرعن الحزن الشديد. وعن مدى قتامته وعلى أنه عكس الأبيض. وجاء لفظ غرابيب مع لفظ سود ليوضح شدة درجة السواد، [14] وقد وردت الآيات كما يلي:
" يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ "( آل عمران 106 )
" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثوىً لِّلْمُتَكَبِّرِينَ " ( الزمر 60 )
" وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ " ( النحل 58 )
" وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ " ( الزخرف 17 )
ومما سبق يتضح أن البياض هو قمة الصفاء والنقاء والوضوح، والسواد هو قمة القتامة والإعتام، وهما يتتابعان في آية واحدة للتعبير عن التباين الشديد بين لونين متناقضين أقصى التناقض لإبراز المعنى. ويستعمل الأبيض في الطهر والقبول عند الله، إن المؤمنين سينالون الرحمة وهم فيها خالدون.
اللون الأصفر
جاء ذكر لفظ " صَفْرَاء " مرة واحدة كما جاء ذكر مشتقات اللفظ في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم معبرة جميعها عن اللون الأصفر ودرجاته، فقد ذكر لفظ " صَفْرَاء " مرة واحدة في سورة البقرة، وذلك في وصفه للبقرة بقوله سبحانه وتعالى: " قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ بأنها " ( البقرة 69 )
وقد يتبادر إلى الذهن أن " الفاقع " هو صفة للون الذي يثير العين كما هو دارج بالنسبة للفظ " فاقع " وهو الأمر الذي أثار في الباحث التساؤل حول ما آل إليه علماء علم النفس بأن اللون الأصفر المخلوط بالأبيض يعتبر مريحاً للنظر ومهدئاً للأعصاب ويكسب النفس السرور، ولذلك يستخدم في طلاء غرف المرضى النفسيين، أما اللون الأصفر الساطع أو بالمفهوم الدارج " الأصفر الفاقع " فهو مثير للعين وغير مريح، وهنا يأتي اللبس بين ما نفهمه من القرآن الكريم وبين ما هو مثبت علمياً، وكانت هذه هي نقطة البدء في هذا البحث، وعند البحث في المراجع العربية وعديد من تفاسير القرآن الكريم فقد أجمع جمهور المفسرين في قوله عز وجل: " صَفْرَاء " أي أنها صفراء اللون من الصفرة المعروفة و" فَاقِعٌ لَّوْنُهَا " أي صافية اللون من شدتها. وقد ذكر القرطبي عن ابن عباس " فَاقِعٌ لَّوْنُهَا " أي شديدة الصفرة تكاد من صفرتها تبيض لتسر الناظرين دلالة على جمالها وتألقها وحيويتها وذلك في عبارة موجزة بليغة . وقال علي بن اأبي طالب رضي الله عنه:من لبس نعلي أصفر قل همه، لأن الله تعالى يقول: " ...... بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ "
وقد جاء ذكر لفظ " مصفراً " في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم وأتت جميعها في كأمثلة يضربها الله تعالى للحياة الدنيا حين ينزل الله من السماء ماءً وينبت به ثماراً و زرعاً يانعاً، ثم يجف ويصبح مصفراً، ثم يكون بعد ذلك حطاماً. ففي الموضع الأول في سورة الروم حيث يذكر المولى عز وجل:
" وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ " ( الروم 51 )
وفي ذلك يوضح الله تعالى أن أثر الريح عندما تأتي بدون مطر تخلف اصفراراً في الزرع، واصفرار الزرع بعد اخضراره يدل على أن الريح لا يمطر. ويلاحظ أن اللون الأصفر هنا يرتبط بالجدب وقرب الهلاك فهو يأتي هنا معبراً عن كونه نذيراً لفقدان الحياة والحيوية والعدم والحطام .
وفي الموضعين الآخرين في سورتي الزمر والحديد يضرب الله مثلاًً أن الدنيا هكذا تكون خضرة نضرة حسناء، بما تحتويه من مباهج ثم تعود عجوزاً شوهاء، والشاب يعود شيخاً هرماً كبيراً ضعيفاً، كذلك فالزرع بعد خضرته " يهيج " أي يتيبس. " فتراه " مصفراً، "إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب" أي الذين يتذكرون بهذا فيعتبرون. وقد وردت الآيات كما يلي:
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأوْلِي الأَلْبَابِ " ( الزمر 21 )
"اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأَوْلأدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الأخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَ مَتَاعُ الْغُرُور "ِ ( الحديد 20 )
وأتت كلمة " صُفْرٌ " في موضع واحد فقط في القرآن الكريم ولكن لتدلل على اللون الأسود المخلوط باللون الأصفر، وذلك في سورة المرسلات، حيث وصف الله تعال الشرر المتطاير من لهب جهنم ـ والعياذ بالله ـ كما ورد في الآية كالتالي: " كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ " ( المرسلات 33 )
" كأنه جمالت صفر " وجمالة جمع جمل، وفي قراءة جمالة صفر أي في هيئتها وكثرتها وتتابعها وسرعة الحركة واللون،[15] وفي الحديث شرار النار أسود كالقير والعرب تسمي سود الإبل صفراً لشوب سوادها بصفرة. و يتضح من ذلك أن الدلالات اللونية مثل الدلالات اللغوية لها صلة بالثقافة، كما أن لها دلالات نفسية ولها دلالات رمزية أيضاً.
ومما سبق يتضح أيضاً أن اللون الأصفر يرتبط بالجدب وقرب الهلاك والمرض فهو يأتي معبراً عن كونه نذيراً لفقدان الحياة والحيوية والعدم والحطام. وعلى العكس عندما يكون شديد النصوع مشوب باللون الأبيض (فاقع) فإنه يعطي السرور والراحة للنفس.


يتبـــــــــــــع


  #933  
قديم 10-11-2013, 05:04 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــــــــــــع الموضوع السباق

الألوان في القرآن رؤية فنية ومدلول

اللون الأخضر
لقد حظي اللون الأخضر في القرآن الكريم بالاهتمام أكثر من أي لون آخر، فهو يمثل في البيان الإلهي الخير والجمال والسلام، وهو أفضل الألوان كلها وأشرفها ويتضح ذلك عند البحث عن اللون الأخضر في آيات القرآن الكريم فقد أتت كلمة "الأخضر" مرة واحدة فقط ليدلل بها على الشيء الحي، ففي قوله تعالى:
" الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ " ( يس 80)
فقد نبه تعالى على وحدانيته ودل على كمال قدرته في إحياء الموتى وقدرته على تبديل الحال بما يشاهد من إخراج المحروق اليابس من العود الندي الرطب الحي، ومنه توقدون لتنعموا بالحياة مرة أخرى.
وأتت كلمة " خُضْرٍ " منونة بالكسرة في ثلاث مواضع اثنين منها في سورة يوسف (أية43 وآية 46) لقوله عز وجل:
" وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ " (يوسف 43).
" يوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ" ( يوسف 46).
وتدل كلمة " خُضْرٍ " هنا على لون السنبلات وهو ما يعطي الاستقرار في الحياة حال توافرها، وفي ذلك دلالة على أن اللون الأخضر يعنى الحياة بما فيها من معاني للاستقرار والراحة، وفي وصف السنبلات بالخضر يعنى أن اللون الأخضر يحمل أيضاً دلالة الخصوبة .
أما الحالة الثالثة فقد كانت في سورة الرحمن حيث قال عز وجل:
" مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ " ( الرحمن 76 )
ويرى الباحث أن في قوله عز وجل " رَفْرَفٍ " خُضْرٍ " وصف للأرائك أو الأراجيح باللون الأخضر لما يحمله من معاني للاستقرار رغم ما في هذه الأرائك والرفارف من حركة قد تبدو فيها عدم استقرار، ولكن الله عز وجل أراد أن يعلمنا بمدى لذة هذا التأرجح دون الخوف منه أو الشعور بالرهبة كما يحدث أحياناً في الحياة الدنيا من ركوب الأراجيح، واللافت للنظر هنا أن الله عز وجل لم يصف تلك الأراجيح بوصف آخر مثل أنها مريحة، أو متسعة، أو مرتفعة وغيرها من الأوصاف التي يمكن أن تضيف إليها المتعة والراحة، ولكن الله عز وجل قد أوجز وضمن كل هذه المعاني وغيرها في لفظ " خُضْرٍ " وذلك لإعلاء قيمة اللون في حياة البشر، بل الأكثر من ذلك في باقي الآية حيث يذكر الله عز وجل في قوله "وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ " وذلك لإعلاء قيمة اللون والزخرفة أيضاً حيث أنه في الحديث: أن " عبقري " يقصد بها هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش (الزخرفة) الحسان، وهى أبسطة أهل الجنة .
وفي سورة الإنسان حيث ذكر المولى عز وجل:" عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا " ( الإنسان 21).
أتت كلمة " خُضْرٌ " منونة بالضمة، لوصف ما جاء في الجنة من أبسطة وملابس، فقد جاء في تفسير قوله تعالى: " عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ " أن الله سبحانه وتعالى وصف في كتابه العزيز أهل جنته المخصوصين بتقريبه ومزيته بلباس الثياب الخضر.
كما أتت كلمة خُضْرًا منونة بالفتحة في سورة الكهف آية 31 في قوله سبحانه: " أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَار يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا" ( الكهف 31 )
وفي ذلك فقد وصف الله زينة ملابس أصحاب الجنة الحريرية وصفاً لا مثيل له وكذلك أدواتهم، فلو كان في الألوان أفضل من الخضرة لوصفهم الله سبحانه بذلك، لذا يعد اللون الأخضر لوناً مختار من ألوان الجنة، يدل على النعيم و به أحيا الأرض بعد موتها.
وقد أتت كلمة " خَضِرًا " في موضع واحد فقط في سورة الأنعام بمعنى الزرع. قال تعالى: " وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ( الأنعام 99 )
قال الأخفش: أي أخضر، والخضر رطب البقول . وقال ابن عباس: يريد القمح والشعير والذرة والأرز وسائر الحبوب .
كما أتت كلمة " مخضرة " في موضع واحد فقط أيضاً في سورة الحج وأتت في المعنى كدليل على كمال قدرته، بإعادة الحياة بعد الموت.
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ " ( الحج 63 ).
وقد جاء لفظ " مدهامتان " ـ وهو مرادف للون الأخضر الغامق ـ للتعبير عن الجنان العلى فقد قال الطبري عن دلالة هذا اللفظ:" مسوادتان من شدة خضرتهما " في وصف للون الأخضر الغامق حتى السواد [16]
" مدهامتان " ( الرحمن 64 )
أهمية اللون الأخضر
ويقدم العلم الحديث دلالة جديدة للفظ خضراً فقد قرر جمال الدين مهران إلى أن المقصود بهذا اللفظ هو مادة "اليخضور" أو الكلوروفيل (Chlorophyll)ـ وهو مادة كيميائية معقدة التركيب يرجع إليها الفضل في وجود هذا اللون الأخضر الذي ينتشر في النباتات على اختلاف أنواعها وأشكالها وأحجامها وخصوصاً في أوراقها الخضراء ـ حيث قال "وهذا الخضر هو الذي منحه الخالق تبارك وتعالى القدرة على تكوين المواد العضوية المعقدة التركيب من مواد غير عضوية، وذلك بما يقوم به "اليخضور" من أخذ طاقة الضوء فيكون منها المواد العضوية التي تحتاج في تكوينها إلى مصانع عديدة وكبيرة ومعقدة، ليس هذا فحسب بل أنه خلال عملية التمثيل الضوئي التي تتم بمجرد تعرض النبات الأخضر للضوء تتم عملية أخرى وهي عملية بالغة الأهمية لاستمرار الحياة وبقاء الأحياء وهي عملية تكوين وانطلاق الأوكسجين الذي لا تستمر الحياة بدونه".[17]
وكان المعتقد في بادئ الأمر أن الكلوروفيل عبارة عن مادة واحدة ولكن وجد بعد تقدم البحوث النباتية وعمل التحليلات الدقيقة أنها تتركب في واقع الأمر من أربع مواد مختلطة بعضها ببعض وتلك هي (كلوروفيل أ) و(كلوروفيل ب) ولونهما أخضر بالإضافة إلى مادتين أخريين وهما (الكاروتين) و (الزانثوفيل) وهما صبغان نباتيان لونهما أصفر.
إن هذا الكلوروفيل المعقد الذي يغلب عليه اللون الأخضر هو أحد المعجزات الحقيقية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى في دنيا النبات إذ أنه يلعب في تكوين الأغذية النباتية دوراً يفوق كل خيال فمن خلاله يتم إنتاج المواد الكربوهيدراتية البسيطة أو المعقدة مثل الأنواع المختلفة من السكر ( الجلوكوز، الفواكه، القصب، البنجر) وأيضاً الأنواع المختلفة من النشا ( الموجود في الحبوب عامة أو في بعض الأجزاء النباتية الأخرى مثل درنات البطاطا والبطاطس وغيرها) .
ولا يتم إنتاج مثل هذه المواد الغذائية الهامة إلا في وجود الأشعة الضوئية، ويطلق على تلك العملية اسم عملية التمثيل الضوئي Photosynthesis .
ويمكن تلخيص تلك العملية في المعادلة البسيطة التالية:ـ
ثاني أكسيد الكربون + ماء واد كربوهيدراتية مواد كربوهيدراتية + أوكسجين ينتج عنها مركب سكري +أوكسجين
ويعيش الإنسان وكذلك جميع الحيوانات التي تدب على سطح الأرض على تلك المنتجات النباتية التي لا يستطيع أي منها إنتاجها من المواد الخام على الإطلاق كما تفعل النباتات الخضراء، وبذلك يكون الكلوروفيل هو المادة المنتجة لجميع الأغذية النباتية أو الحيوانية على حدٍ سواء .
وبالإضافة إلى تلك المادة الخضراء ( الكلوروفيل ) تحتوي النباتات على مواد أخرى كثيرة لها ألوان متباينة ومنها الصبغ الأزرق والصبغ الأصفر والصبغ الأحمر والصبغ البني وغيرها .
وتشاهد مثل تلك الألوان في كثير من الأجزاء النباتية وخصوصاً الأزهار والثمار، كما يتضح من الآية الكريمة ( فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ) سورة فاطر آية(27).
اللون الأخضر في القرآن يعني الحياة بما فيها من معاني للاستقرار والراحة
ومما سبق يتضح أن اللون الأخضر يعني الحياة بما فيها من معاني للاستقرار والراحة، ويحمل أيضاً دلالة الخصوبة . ذلك فضلاً عما اكتشفه العلماء من أنه عندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية، وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكياتنا، وكذلك فللألوان تأثير على مكفوفي البصر تماماً كالمبصرين نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم، وهذه الفكرة استخدمها الصينيون القدماء في علاج الأمراض وتسمى" بال فينج شوي " .
وحديثاً أجروا تجارب لاستخدام الألوان في علاج بعض الأمراض، وذلك بجعل المريض يرتدي ثوباً من لون معين أو يجلس في غرفة حوائطها وفرشها من نفس هذا اللون، ويقوم بتركيز نظره لفترة محددة عليه في الوقت الذي يحصر فيه ذهنه ويتأمل مكان الألم الذي يعانيه، فكان مما اكتشفوه أن اللون الأخضر بالذات يقتل الجراثيم والبكتريا ويسكن الآلام ويقاوم الإنهاك والشعور بالتعب، فيشعر صاحبه بأريحية وسعادة ويشفي من الأمراض الميكروبية، وبذلك عرفوا السر في استخدام الفراعنة للون الأخضر في مقابرهم لحفظ المومياوات من التحلل البكتيري[18] . وصدق الله العظيم في قرآنه الكريم عندما جعل اللون الأخضر لون لباس أهل الجنة ولون فرشهم ليلفتنا إليه وإلى وجوبية التشبه بهم في ملابسنا وفرشنا في الدنيا لعلنا نذوق جزءاً من سعادتهم .
ذلك فضلاً عن ما يؤديه لون الخضرة من تقوية للنظر والزيادة في حاسة البصر، وسبب ذلك فيما يقوله أهل الطب أن اللون الأخضر يجمع الروح الباصر جمعاً رفيقاً مستلذاً غير عنيف، وإن كان اللون الأسود يجمع الباصر أيضاً لكنه يجمعه بعنف واستكراه على ضد ما يجمعه اللون الأخضر. [19]
اللون الأزرق
في البحث عن اللون الأزرق أتت كلمة "زرقاً" في موضع واحد فقط من القرآن الكريم وأتت بمعنى الحزن والهم، ففي قوله تعالى:
" يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا " ( طه 102 )
قيل معناه زرق العيون من شدة ما هم فيه من الأهوال والحزن.[20] وقد ورد في القرآن في هذه الآية دلالة على أن هذه الأجسام لا تبلغ الموت أو الحياة. فالمعروف أن لون الدم هو الأحمر وعندما يتحول إلى الأزرق فهي تعني احتباس الأكسجين الشديد وفساده، وهي أصدق تعبير عن الحشر. وكلمة " زرقاً " تدل على شدة الازرقاق، مع ما يكتنفه من كآبة شديدة وحزن عميق وشعور بالإشراف على الموت، وهو على العكس تماماً من اللون الأزرق الفاتح والذي يعرف في ألوان الطيف باللون الأزرق النيلي، وهو اللون الوحيد الذي يغمر سطح الأرض في البحار والأنهار والمحيطات، ويغلفها وينعكس من الغلاف الجوي على شكل مسطح أزرق عريض لا نهائي يسمى السماء، وهو لون قابل للتأثر سلبي بارد، يمتاز بتخفيف التوتر والعصبية عند الإنسان بعكس اللون الأحمر المثير للأعصاب والباعث للهيجان، واللون الأزرق النيلي في السماء سموٌ وعمق ويرمز إلى المحبة والرومانسية، وفي المياه برودة وارتواء .
اللون الأحمر
في البحث عن اللون الأحمر أتت كلمة "حمر" في موضع واحد فقط من القرآن الكريم لتدلل على كنه اللون وصفته، وأن اختلاف الألوان يأتي مصدره من اللون الأحمر والأبيض . فقد ذكر المولى عز وجل في كتابه الكريم:
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ " ( فاطر 27 )
ويرى الباحث أن الله (عز وجل) يوضح لنا في هذه الآية أنه إذا غفلت عيوننا البشرية عن الالتفات إلى مشاهد الجمال ذكرنا القرآن الكريم بها، ومن بين آيات الجمال التى يوقفنا القرآن عندها وأمامها كثيراً جمال الألوان الماثلة في الجبال، وهي المصدر الأصلي الطبيعي لمختلف الألوان التي نستخدمها في الصباغة والتلوين، فقد وصف العليم في هذه الآية الجبال بأنها ذات طرائق وخطوط بيضاء وحمر مختلف ألوانها [21] ـ والجدد البيضاء والحمراء هو لفظ دارج عند علماء الجيولوجيا ـ وكذلك يوجد بالجبال صخور شديدة السواد، أما بقية الألوان وما أكثرها وما أشد اختلافها وتعددها فيذكرها إيجازاً وتركيزاً في قوله تعالى (مختلف ألوانها)، ولم يذكر الله جل جلاله أي لون آخر غير" الأحمر" برغم وجود ألوان عديدة للجبال وكأن المقصود هنا بمختلف ألوانها هو الأخضر والأصفر والأزرق وغيرها من الألوان، والقرآن الكريم يذكر عبارة " مختلف ألوانها " بعد قوله تعالي " حمر" وكأن في هذا إشارة إلى أن اللون الأحمر هو أصل الألوان، والذي أتى ذكره بعد " بيض " وهو مصدر الألوان.
وقد بينت هذه الآية الكريمة ملمحاً موجزاً وافياً بدقة لأصل تغير الألوان في الطبيعة، فقد أظهرت أن أصل الألوان الطبيعية في منشأها تكون بيضاء ومن ثم تتدرج إلى ضروب من الحمرة إلى السواد . وواقع الأمر إذا أردنا أن نبرهن على الإعجاز الدقيق في هذه الآية لنا أن نتلمس البراهين في مخلوقات الله ( عز وجل ) في مكنون كتابه المفتوح فيما خلق . وفي هذا الصدد يذكر الأستاذ الدكتور فاروق الفوال·:
" معلوم الآن أن الطيف الأبيض هو مخزون كل ألوان الطيف، بمعنى أن اللون الأبيض يمكن أن يتحلل إلى بقية الألوان المعروفة المنظورة ـ وليس المقصود بالمقولة السابقة هو التحلل الطيفي من خلال المنشور الزجاجي كما هو مجرب ومعلوم مسبقاً في المعامل الطبيعية ـ لكن القصد هنا عملية أخرى تتم في مكنون خلق الله في الجبال والمعادن، وهي المصدر الأصلي الطبيعي لمختلف الألوان التي نستخدمها في الصباغة والتلوين. فما يحدث في تلك الجبال برهان ساطع ودليل قوي على أن مستودع الألوان ومصدرها جميعاً هو اللون الأبيض.
لكن الدراسة المتأنية الدقيقة في بطون الجبال بينت أنه بمرور الوقت وفي ظروف مناخية طبيعية ودون تدخل لأي مؤثر خارجي بشري أو إضافة لألوان أو أكاسيد يحدث تغير لوني وبتدرج متناسق ومنتظم من الأبيض إلى درجات باهتة من الحمرة التي لا تلبث أن تتلون بدورها في درجات الاحمرار واحدة تلو الأخرى إلى أن تصل إلى أقصى درجات الحمرة، وبمرور الوقت تأخذ تلك الأحجار الطبيعية في التغير اللوني من الحمرة إلى درجة باهتة من البنفسجي ومن ثم إلى درجات الأزرق، وكلما مر الوقت ازدادت عملية التغير اللوني إلى درجات أغمق من الأزرق أو الأخضر إلى أن يصبح الصخر يميل إلى السواد ".
والتفسير العلمي لذلك مبنى على أساس الدراسات المعملية التي قامت بتأصيل أسباب هذا التدرج اللوني الحادث طبيعياً، وتفسيره على أساس التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الصخر بمرور الزمن تحت ظروف طبيعية، فالراوسب المتحجرة أياً كان نوعها وأصلها حين تترسب تكون في المنشأ بيضاء، كالأحجار الجيرية المكونة كلياً من كربونات الكالسيوم (كالسايت) وهي بيضاء اللون . وإن كانت رواسب رملية أو طينية فإنها تكون مكونة كلياً من حبيبات " الكوارتز " المختلفة الأحجام وهي شفافة عديمة اللون، إلا أنه بمرور الزمن وتحت ظروف طبيعية من الرطوبة والحرارة وفي وجود آثار ضئيلة أو نسب صغيرة من عناصر الحديد والمغنسيوم والأسترنشيوم وغيرها، تتحول تلك العناصر نتيجة عمليات طبيعية من التميؤ والتميع فتخرج أكاسيدها ذات الصبغات المحمرة لتبدأ في صبغ تلك الصخور البيضاء بصبغات حمراء وتزداد درجتها إلى الحمرة رويداً رويداً كاسية الصخور البيضاء بدرجات شاحبة من الوردي والأحمر الباهت. وبمرور الوقت تتراكم الحمرة وتتضاعف لتصبح الصخور بالألوان الحمراء البراقة ثم القانية ثم الداكنة، وتتميز رسوبيات الأزمان السحيقة بألوانها الحمراء القاتمة الشديدة التي تبلغ درجات من السواد .[22]
وكما يحدث لعناصر الحديد يحدث أيضاً للعناصر الأخرى( المنجنيز والنحاس وغيرها ....ألخ) والتي ينتج بتحللها صبغات لونية مختلفة كالأخضر والأزرق وغيرها .. والتي ينجم عن اختلاطها بالصبغات الحمراء في حال توافرها مزيجاً من الألوان البنية والبنفسجية، وسر تكون اللون الأحمر أولاً راجع لسرعة وسهولة أكسدة وتميؤ عنصر الحديد تحت الظروف المناخية الطبيعية عن غيره من باقي العناصر، وتشكل الصبغات الحمراء على الدوام الأرضية الأولى التي تمتزج بها باقي الصبغات الأخرى لتنتج باقي الدرجات اللونية الطبيعية الأخرى. وتتوقف درجة الألوان وسيادتها على وفرة العناصر المسببة لكل تغير لوني في مكان عن الآخر .
هذا وهناك من الصخور التي تكتسب ألوانها من طبيعة تكوينها كما خلقها الله وليس بسبب ما يحدث من تغيرات كيماوية بداخلها كما ذكرنا سابقاً، فهناك الصخور الجرانيتية فهي وردية اللون، وصخور البازلت سوداء داكنة، والديورايت وهي خضراء داكنة، ولا يمكن استخلاص ألوان من تلك الصخور لا بالإذابة ولا بالحرارة أو بغيرها . [23]
وكما ثبت من المشاهدات الحقلية والدراسات المعملية للألوان الطبيعية وكيفية تكوينها الناشئ عن امتزاجها وتداخلها مع الصبغات الحمراء الأولية، بمعنى آخر أن الصبغات اللونية جميعها يدخل في تركيبها الأساسي الصبغات الحمراء الراجع إلى تحلل عنصر الحديد في الطبيعة.
وقد توصل المصريون والصينيون القدماء إلى أن اللون هو عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين يختلف في تردده وتذبذبه من لون إلى آخر وتقوم المستقبلات الضوئية في الشبكية باستقبالها وترجمتها إلى ألوان وتحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر والأحمر والأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الثلاثة [24]
وإذا كان اللون هو ذلك التأثير الفسيولوجي الناتج على شبكية العين .... سواء كان ناتجاً عن المادة الصباغية الملونة أو عن شعاع الضوء الملون، وكما نعلم أن طاقة الضوء تعتمد على تردد الضوء الذي يتكون بدوره من فوتونات, والفوتونات توجد في مستويات طاقة , والفوتونات موزعة على مستويات الطاقة توزيع إحصائي معين أخبرنا به العالمان بوز واينشتين، وإذا كنا ندرك كميات الطاقة المشعة المختلفة كلمعانات ضوئية مختلفة. وأن الاختلافات في نوع الطاقة المشعة تتمثل في اللوينات وكل لوين في الطيف له طول موجى معين، يمكن قياسه بجهاز تحليل الطيف . [25]
وبالمثل فإن ألوان الطيف المرئي نفسها هي تداخلات بناءة للموجات الكهرومغناطيسية بين موجات اللون الأحمر والموجات التحت حمراء لتعطي ألواناً مختلفة وبذلك تزداد الطاقة photon energy المنبعثة من الطيف الأحمر، شكل (1 ) كما أنه يحدث تداخل غير بناء لتلك الموجات أيضاً ليعطي المناطق بين الألوان وهي درجات للون الواحد من حيث الشدة، وإن دل ذلك فهو يدل على أن مستوى طاقة الضوء الأحمر هي الوحدة أو البنية الأساسية لكل ألوان الطيف واحدة تلو الأخرى.
خاتمة
هذا ويذكرنا القول الكريم للمولى العليم عز وجل: " وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ " بأن المولى لم يخص لوناً آخر دون الأحمر باختلاف الألوان لعلمه سبحانه بمسببات أصل الألوان سواء طبيعية أو ضوئية في كونه الواسع. وكما جاء ذكر كلمة " لون " في القرآن الكريم مرتين جاء ذكر ما يدل على اللون الأحمر في آيات القرآن الكريم مرتين أيضاً مرة في الآية التي نحن بصدد تفسيرها وذكر فيها عز وجل لفظ " حمر" صراحة وذكرها سبحانه في حالة الجمع لما تجمعه من دلالات أهمها هو تداخل الموجات التحت حمراء وموجات اللون الأحمر فكلها جمع للأحمر أي " حمر " وبتداخلاتها بين بعضها فقط تنتج باقي الألوان، والمرة الأخرى ليعبر عن درجة من درجات اللون الأحمر أيضاً وهو لفظ وَرْدَةً وذلك في قوله جل جلاله "وردة كالدهان" وذلك في قوله عز وجل:
" فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ " (الرحمن 37)
والمعنى هنا أن السماء تصير في حمرة الورد وجريان الدهن، أي تذوب مع الانشقاق حتى تصير حمراء من حرارة نار جهنم والعياذ بالله .[26] وفيه دلالة على أن اللون الأحمر هو لون النار بما تحتويه من قوة وإثارة وسخونة شديدة.

يتبـــــــــــــــع

  #934  
قديم 10-11-2013, 05:06 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبــــــــــــــع الموضوع السباق

الألوان في القرآن رؤية فنية ومدلول


النتائج:
1ـ ورد لفظ ألوان ومشتقاته في سبع آيات فقط من القرآن الكريم ( يلاحظ تطابق العدد مع عدد ألوان الطيف )، فقد ذكر لفظ ألوان وهو جمع كلمة (لون) في القرآن الكريم في مواضع سبعة أيضاً ولكن في ست آيات، كما جاء ذكر لفظ لون مفردة مرتين في آية واحدة من آيات القرآن الكريم.
2ـ جاء ذكر لفظ الأبيض مرة واحدة فقط دلالة على أنه مصدر الألوان في حين أتت مشتقات الكلمة إحدى عشرة مرة، منها مرة تعبر عن درجة من درجاته، وعشر مرات تعبر عنه وعن صفاته (منها ست مرات جاءت لتعبر عن كنهه وخمس مرات لتعبر عن صفته )، ليصبح مجموع ما دل على الأبيض إثني عشر مرة.
3ـ جاء ذكر لفظ الأسود مرة واحدة في حين أتت مشتقات الكلمة ست مرات، منها مرتان جاءت لتعبر عن كنهه وأربع مرات لتعبر عن صفته، ليصبح المجموع سبع مرات.
4ـ جاء ذكر اللون الأصفر بلفظ صفراء مرة واحدة وقد أتت مشتقات الكلمة ثلاث مرات، ليصبح المجموع أربع مرات.
5ـ جاء ذكر لفظ اللون الأخضر مرة واحدة في حين أتت مشتقات الكلمة سبع مرات، و جاء لفظ " مدهامتان " وهو مرادف لدرجة من درجات اللون الأخضر وهو الأخضر الغامق كما ذكرنا سابقاً، ليصبح المجموع ثماني مرات .
6ـ جاء ذكر اللون الأزرق مرة واحدة فقط باللفظ " زرقاً " في حين لم تـأت أي مشتقات للكلمة في أي موضع آخر، ليصبح المجموع مرة واحدة فقط.
7ـ جاء ذكر اللون الأحمر مرة واحدة فقط باللفظ " حمر"، وهو اللون الوحيد الذي اقترن بلفظ "ألوان " وذلك في قوله عز وجل:" وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ".في حين أتى لفظ "وردة" كمرادف للون الأحمر مرة واحدة أيضاً، ليصبح المجموع مرتان.
8ـ ورد في القرآن الكريم لفظان يدلان على شدة اللون وهما:" فاقع وغرابيب " . وقد ذكر كل منهما مرة واحدة، وارتبط أولهما بلفظ " صَفْرَاء " ليوضح شدة نصوع اللون الأصفر درجة من درجات اللون الأصفر المشوب بالبياض حيث أن فاقع في اللغة تعني الباهت أو الصافي، وجاء الآخر مع لفظ " سود " يوضح شدة درجة السواد [27].
وفي الحديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، أي نير اللون، يقال لكل شيء مستنير: زاهر، وهو أحسن الألوان[28].
وعلى الرغم من أن لفظ " صُفْرٌ " من مشتقات كلمة " الأصفر " إلا أنه جاء في سورة المرسلات الآية 33 ليعبر في المعنى عن اللون الأسود المخلوط باللون الأصفر وفيه دلالة على إمكانية خلط الأسود مع الألوان الأخرى رغم قتامته. فهو لا يعبر عن اللون الأسود ولا عن اللون الأصفر، ولكن عن خليط بينهما.
" كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ " ( المرسلات 33 )
9 ـ ومما سبق وجد الباحث أن القرآن الكريم يظهر مدلولات للألوان وتأثيرات على النفس البشرية منها:
إن البياض هو قمة الصفاء والنقاء والطهر والوضوح والقبول عند الله، والسواد هو قمة القتامة والإعتام والموت، وهما يتتابعان في آية واحدة للتعبير عن التباين الشديد بين لونين متناقضين أقصى التناقض لإبراز المعنى.
واللون الأصفر يرتبط بالجدب وقرب الهلاك والمرض فهو يأتي معبراً عن كونه نذير لفقدان الحياة والحيوية والعدم والحطام. وعلى العكس عندما يكون شديد النصوع مشوب باللون الأبيض ( فاقع ) فأنه يعطى السرور والراحة للنفس.
واللون الأخضر لوناً مختار من ألوان الجنة، يدل على النعيم وبه أحيا الأرض بعد موتها بما يعني الحياة بما فيها من معاني للاستقرار والراحة، وأتى أيضاً بما يحمل دلالة الخصوبة.
واللون الأزرق في القرآن الكريم جاء ليعطى دلالة عن الحزن العميق والشعور بالإشراف على الموت والكآبة الشديدة، وهو على العكس تماماً من اللون الأزرق الفاتح والذي يعرف في ألوان الطيف باللون الأزرق النيلي، والذي يرمز إلى المحبة والرومانسية.
واللون الأحمر هو لون النار بما تحتويه من قوة وإثارة وسخونة شديدة.
10ـ وهناك نتيجة ربما تغير الكثير من معلوماتنا عن مصدر وأصل الألوان، فكما ورد في القرآن الكريم فقد أتت كلمة " حمر " في حالة الجمع وقد أتت في موضع واحد فقط من القرآن الكريم ومقترنة بلفظ (ألوانها وليس درجاتها ) لتدلل على أن اللون الأحمر أصل جميع الألوان على اختلافها، وذلك في قوله جل جلاله " وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ".
وفي هذا إشارة أيضاً إلى أن الألوان يمكن إدراكها من خلال وسط أبيض يستطيع أن يعكسها جميعاً بمختلف درجاتها إلى أن تتجمع وتتحد معاً لتصبح سوداء وبالتالي تكون قد امتصت جميعها، ومن هنا أيضاً يتضح أن الألوان باختلافها مركبة، ومصدرها هو اللون الأبيض سواء كانت تلك المواد التي يستعملونها في التلوين، أو ما يظهر نتيجة تحليل الضوء ( الطيف الشمسي ) أو طول موجة الضوء، ويدخل في تركيبها جميعاً اللون الأحمر فهو لذلك يعد أصل الألوان.
11 ـ تم حذف هذه النتيجة من قبل الباحث لأهميتها.
12 ـ وبالبحث في الأرقام ودلالاتها في القرآن وجد الباحث الآتي:
· وردت ألفاظ الألوان كما ذكر سابقاً في سبع آيات فقط من القرآن الكريم( يلاحظ تطابق العدد مع عدد ألوان الطيف )، فقد ذكر لفظ ألوان وهو جمع كلمة (لون) في القرآن الكريم في مواضع سبعة أيضاً ولكن في ست آيات، كإشارة من المولى عز وجل إلى الأطياف اللونية السبعة المعروفة التي يتكون منها الضوء الأبيض، وكإشارة واضحة على أن الجسم الأبيض يمتص عدد " ستة" من الأشعة الملونة ويعكس شعاع ملون واحد فقط.
· كما جاء ذكر لفظ لون مفردة مرتين في آية واحدة من آيات القرآن الكريم، وهو مجموع ذكر اللون الأحمر ومرادفه " وردة " إشارة أيضاً إلى أن أصل اللون هو الأحمر.
· أن لفظ ( الأبيض، الأسود، الأخضر، الأصفر ) قد جاء ذكرها معرفة مرة واحدة فقط ثم أتى بعد ذلك ألفاظ مشتقة من اللفظ المعرف أو مرادفات لها، أما اللون الأحمر فقد جاء ذكره مرة واحدة فقط غير معرف في حالة الجمع وجاء مرادف واحد فقط له، أما اللون الأزرق فقد جاء ذكره مرة واحدة فقط غير معرف ولم يأت له أي مرادف.
· وقد ورد ذكر الأبيض والأحمر أربعة عشرة مرة
أبيض "12مرة " + أحمر " مرة واحدة " + مرادف للأحمر ( وردة )· " مرة واحدة " = 14 مرة
( ونسبتهما إلى بعضهما أي الأبيض:الأحمر هو 1:6 ومجموعهما معاً هو سبعة وهو عدد ألوان الطيف، وهما مصدر وأصل جميع الألوان كما يذكر البحث ) ونلاحظ هنا أيضاً وكما هو معروف أن الجسم الأبيض يمتص من ألوان الطيف ستة ألوان ويعكس اللون السابع .
· وعلى العكس فالأسود ورد ذكره سبع مرات وهو عدد ألوان الطيف والذي يمتصها الجسم الذي كان في أساسه أبيض ليصبح أسود اللون، حيث أنه يمتص جميع الألوان السبع ولا يعكس منها شيء كما هو معروف ومثبت .
· أما الأزرق والأخضر والأصفر فقد ورد ذكرهم أربعة عشرة مرة ( وهي الألوان التي تتمم مع اللون الأحمر باقي ألوان الطيف المتحللة من الضوء الأبيض، فالأزرق مع الأبيض يعطى اللون النيلي والذي بدوره مع الأحمر يعطي اللون البنفسجي، كما يعطي الأحمر مع الأصفر اللون البرتقالي )
أزرق " مرة واحدة " + أخضر" ثماني مرات " + مرادف للأخضر ( مداهمتان ) ¨ " مرة واحدة " + أصفر " أربع مرات " = 14 مرة
ليصبح مجموع ما ذكر من ألفاظ دالة على الألوان في القرآن الكريم هو 35 مرة وهو مضاعفات الرقم "سبعة " خمس مرات.
يستقبل الدكتور أشرف فتحيتعليقاتكم على المقالة على الإيميل التالي:
الهوامش:
[1] مجلة المنهل ص 35، يناير 2005 م – د/ أحمد عبد الرحيم السايح
[2] الطبري أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية، 10/626 بيروت 1992 م
[3] الزمخشري أبو القاسم جار الله محمود بن عمر- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، دار الفكر ، القاهرة ، 3/307
[4] روبرت جيلام سكوت ـ أسس التصميم ـ ترجمة أ.د. عبد الباقي محمد إبراهيم ،أ.د. محمد محمود يوسف ص 18
[5] تفسير القرطبي
[6] تفسير ابن كثير
[7] المرجع السابق
[8] تفسير القرطبي
[9] تفسير ابن كثير
[10] المرجع السابق
[11] تفسير القرطبي
[12] تفسير الجلالين
[13] تفسير القرطبي
[14] ( الطبري أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية،10/409 بيروت 1992 م)
[15] ( حسنين محمد مخلوف ـ تفسير كلمات القرآن ـ دار المنار ص 581 )
[16] ( الطبري أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية،11/610 بيروت 1992 م)
[17] جمال الدين مهران:نباتات وردت في القرآن الكريم، مادة اليخضور ، الأهرام العدد42341 في 9-11-2002 م، ص 20.
[19])) د. محمود مصطفي – أسرار العيون – المكتبة الطبية –مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر – بيروت – لبنان .
[20] الزمخشري أبو القاسم جار الله محمود بن عمر- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، دار الفكر ، القاهرة ، 2/553
[21] حسنين محمد مخلوف ـ تفسير وبيان كلمات القرآن الكريم ـ دار المنار للطبع والنشر والتوزيع ص 437
· فاروق الفوال ـ أستاذ علم الرسوبيات ـ كلية العلوم ـ جامعة قناة السويس (خاص )
[22] Turner, P.(1980) Continental Red Beds
[23] فاروق الفوال ـ أستاذ علم الرسوبيات ـ قسم الجيولوجيا ـ كلية العلوم ـ جامعة قناة السويس (خاص )
http://www.moe.gov.ae/bio/wzf/forum_posts.asp?TID=262[24] 1
[25] روبرت جيلام سكوت ـ أسس التصميم ـ ترجمة أ.د. عبد الباقي محمد إبراهيم ،أ.د. محمد محمود يوسف ص 17
(·) التداخل البناء بالنسبة للموجات الكهرومغناطيسية ( المتعامدة ) constructive يجعل شدة الضوء ثابتة وبتداخل مختلف الترددات للأحمر تعطى ترددات جديدة بألوان أخرى.
ـ والتداخل الغير بناء بالنسبة للموجات الكهرومغناطيسية unconstructiveوهو ناتج عن اختلاف في الترددات وينتج عنه بالتالي اضمحلال لشدة اللون ( درجات مختلفة من اللون ذاته )
[26])) تفسير القرطبي
[27] ( الطبري أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية،10/409 بيروت 1992 م)
[28] تفسير ابن كثير
· وردة وهو وصف للون الأحمر
¨ مداهمتان وهو وصف للون الأخضر الغامق
المراجع:ـ
ـ أحمد عبد الرحيم السايح – مجلة المنهل ص 35، يناير 2005 م .
ـ الزمخشري أبو القاسم جار الله محمود بن عمر- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، دار الفكر، القاهرة، 3/307
ـ الزمخشري أبو القاسم جار الله محمود بن عمر- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، دار الفكر، القاهرة، 2/553
ـ الطبري أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية، 10 /626 بيروت 1992 م
ـ الطبري أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية،10/409 بيروت 1992 م
ـ الطبري أبو جعفر محمد بن جرير: جامع البيان في تأويل القرآن، دار الكتب العلمية،11/610 بيروت 1992 م
ـ جمال الدين مهران:نباتات وردت في القرآن الكريم، مادة اليخضور، الأهرام العدد42341 في 9-11-2002 م .
ـ حسنين محمد مخلوف ـ تفسير وبيان كلمات القرآن الكريم ـ دار المنار للطبع والنشر.
ـ روبرت جيلام سكوت ـ أسس التصميم ـ ترجمة أ.د. عبد الباقي محمد إبراهيم ،أ.د. محمد محمود يوسف ص 19.
ـ محمود مصطفي– أسرار العيون – المكتبة الطبية – مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر – بيروت – لبنان .
Turner, P. (1980) Continental Red Beds ـ
  #935  
قديم 10-11-2013, 05:06 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مقطع من فلم وثائقي عن البرزخ بين البحرين


بثت قناة BBC برنامج وثائقي تحدثت فيه عن البرزخ بين البحرين قال الله تعالى في كتابه العزيز:(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا).
  #936  
قديم 10-11-2013, 05:07 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

اثبات توسط مكة المكرمة لليابسة دراسة باستخدام القياسات وصور الأقمار الصناعية

دكتور مهندس يحيى وزيرى
منذ أن نبه الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين رحمه الله الى أن مكة تتوسط اليابسة، فقد انقسم الناس حول هذا الاكتشاف الى فريقين أساسيين مابين مؤيد ومعارض، وكان وجه الاعتراض قائما نظرا لأن اكتشافه لم يتم اثباته بالقياسات العلمية الدقيقة.
لذلك فقد حاول بعض علماء المسلمين المعاصرين اثبات ذلك، وكان منهم الأستاذ الدكتور مسلم شلتوت وذلك عن طريق استخدام برنامجا للحاسب الآلى، لاثبات توسط مكة المكرمة لليابسة، وبالرغم من هذا الجهد المشكور فظلت العديد من الاعتراضات قائمة ورافضة لهذه الفكرة، لعدم تقديم القياسات العلمية الدقيقة من واقع المسافات الحقيقية بين مكة وحدود اليابسة، باستخدام وسيلة علمية صحيحة ويمكن الاتفاق عليها فى الأوساط العلمية فى نفس الوقت.
لذلك فقد بدأت منذ عدة سنوات فى بحث ودراسة متواصلة من أجل اثبات حقيقة توسط مكة لليابسة والخصائص التصميمية للكعبة المشرفة، وقد وفقنى الله سبحانه وتعالى لذلك، وقمت بنشر جزء كبير من هذه الدراسات فى العديد من المؤتمرات والمجلات العلمية فى القاهرة والمغرب والجزائر والسعودية وقطر، كما تم نشر أجزاء من هذه الدراسة فى العديد من المواقع الأليكترونية.
ان الهدف من هذا البحث هو اثبات توسط مكة المكرمة لحدود اليابسة، من خلال القياسات الدقيقة والتى تحدد المسافات الصحيحة مابين مكة المكرمة ونقاط معينة مختارة على حدود قارات العالمين القديم (آسيا وأفريقيا وأوروبا) والجديد (الأمريكتين واستراليا والقارة الجنوبية المتجمدة).
أولا: توسط مكة لليابسة عند علماء اللغة والتفسير:
ذهب عدد من علماء اللغة إلى أن سبب تسمية مكة بهذا الاسم هو أنها وسط الأرض، يقول الزبيدي فى كتابه "تاج العروس"(1): «وقيل: إِنَّ مكة مأَخوذة من المُكاكَةِ وهي اللّبُّ والمُخُّ الذي في وَسَطِ العَظْمِ، سمِّيَتْ بها لأنَّها وَسَطُ الدُّنْيا ولُبُّها وخالِصُها», ويقول في موضع آخر مبيناً سبب تسمية مكة بأم القرى: «وأم القرى مكة - زيدت شرفاً- لأنها توسطت الأرض فيما زعموا".
وفي ثنايا حديث علماء التفسير المسلمين قديماً عن فضل مكة على سائر البلدان جاءت الإشارة إلى أن مكة المكرمة تقع في وسط العالم, يقول القرطبي(2): «قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾[البقرة: 143], المعنى: وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطا، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم, والوسط: العدل, وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها»، ويقول ابن عطية في تفسيره(3): «وأم القرى مكة سميت بذلك لوجوه أربعة، منها أنها منشأ الدين والشرع, ومنها ما روي أن الأرض منها دحيت, ومنها أنها وسط الأرض وكالنقطة للقرى, ومنه ما لحق عن الشرع من أنها قبلة كل قرية, فهي لهذا كله أم وسائر القرى بنات».
ومن ذلك أيضاً ما قاله أبو حيان في تفسيره(4):«﴿وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[الأنعام: 92] أم القرى مكة وسميت بذلك لأنها منشأ الدين, ودحو الأرض منها, ولأنها وسط الأرض, ولكونها قبلة وموضع الحج ومكان أول بيت وضع للناس»، ويقول النسفي في تفسيره(5): «وسميت أم القرى لأنها سرة الأرض وقبلة أهل القرى وأعظمها شأناً والناس يؤمونها».
مما سبق يتضح لنا أن بعض علماء اللغة والتفسير، قد فهموا أن مكة المكرمة تتوسط الأرض اما من المعنى اللغوى لاسمها "مكة" أو الوصف القرآنى لها بأنها "أم القرى"، أو من خلال فهم وتفسير ماورد فى بعض الآيات القرآنية التى وردت فى سور البقرة والأنعام والشورى.
ثانيا: توسط مكة لليابسة عند علماء العصر الحديث:
توجد دراستان هامتان أجريتا فى القرن العشرين حول توسط مكة لليابسة، أما أغلب المقالات والدراسات المنشورة فلاتعدو أكثر من نقل أو تكرار لما ورد بهاتين الدراستين.
الدراسة الأولى أجريت فى منتصف السبعينيات من القرن العشرين، حيث لاحظ الدكتور حسين كمال الدين رحمه الله، (الذي شغل درجة الأستاذية لمادة المساحة في عدد من الجامعات والمعاهد العليا في مصر والرياض) تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات، أي أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة المكرمة توزيعا منتظما، وأن هذه المدينة المقدسة تعتبر مركزا لليابسة(6).
وبالرغم من هذه الملاحظة العلمية الهامة فان الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين لم يقدم الدليل العلمى، عن طريق القياسات العلمية الدقيقة التى تثبت هذه الملاحظة بشكل قطعي فى ذلك الوقت، ولكن يرجع فضل ابراز هذا الاكتشاف الرائع فى العصر الحديث لهذا العالم المسلم رحمه الله.
أما الدراسة الثانية فكانت على يد العالم الأستاذ الدكتور مسلم شلتوت فى التسعينيات من القرن العشرين، وقد كان يعمل أستاذا لبحوث الشمس والفضاء بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيائية بمصر، وقد اقتصرت دراسته على استخدام برنامج أعد خصيصا لذلك باستخدام الحاسب الآلى، لحساب المسافة بين مكة المكرمة ونقاط قياس محددة على أطراف اليابسة بالنسبة للعالمين القديم والجديد(7).
وبالرغم من أهمية هذه الدراسة لاستخدامها منهجا علميا واضحا، ولكنها اقتصرت على دراسة بالحاسب الآلى ولم تعتمد على قياسات حقيقية هذا من جانب، ومن جانب آخر فقد اقتصرت على اختيار نقاط قليلة للقياس خاصة بالنسبة لقارات العالم الجديد، كما أن بعض القياسات كانت غير دقيقة.
ثالثا: اثبات توسط مكة لليابسة من خلال القياسات وصور الأقمار الصناعية:
من المعروف لكل الخبراء والمتخصصين أنه لايمكن الاعتماد على الخرائط الجغرافية المعروفة، لتحديد قياسات علمية ودقيقة بين موقعين أو مدينتين على تلك الخرائط، لأن هذه الخرائط ماهى الا عبارة عن رسم يمثل اسقاط لقارات العالم، ولايمكن أن يعبر عن المسافات والاتجاهات الحقيقية فى آن واحد، لذلك فقد استخدمت فى بحثى لاثبات توسط مكة المكرمة لليابسة على برنامجين يعتمدان على صور الأقمار الصناعية الحقيقية للكرة الأرضية، كما أن بهما امكانية عمل قياسات دقيقة للمسافات القوسية والاتجاهات بين أى نقطتين على سطح الكرة الأرضية، وهذه البرامج هى(8):
أ- جوجل ايرث Google Earthب(9): وهو برنامج معروف بامكانياته العالية لتحديد المسافات بين أى نقطتين على سطح الكرة الأرضية بدقة متناهية، من خلال الصور الحقيقية للكرة الأرضية الملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية.
ب- Qibla locator ب (10): وهو برنامج مصمم خصيصا لتحديد اتجاه القبلة بدقة متناهية من أى نقطة على سطح الكرة الأرضية، كمايحدد المسافة بين أى نقطة على الكرة الأرضية ومكة المكرمة (القبلة) بدقة متناهية أيضا، باستخدام صور الأقمار الصناعية.
وهذه البرامج السابقة معروفة ومعتمدة لدى المتخصصين والخبراء فى أنحاء العالم من الناحية العلمية، ويتم الاعتماد على نتائجها من الناحية العلمية لدقتها المتناهية.
3- نتائج الدراسة العلمية ومناقشتها:
أ- بالنسبة لتوسط مكة للعالم القديم (أفريقيا واوروبا وآسيا):
تم اختيار مواقع محددة (ممثلة بخطوط الطول والعرض) والتى تمثل أبعد مسافات عن مكة المكرمة فى قارتى أفريقيا وأوروبا وآسيا، وقد اتضح أن المسافة المتوسطة مابين أبعد حدود فى قارة أفريقيا وأوروبا (جزيرة أيسلندا) وآسيا تساوى حوالى 6511 كم، مع وجود جزء من قارة آسيا لم يدخل فى حدود المسافة السابقة لاتساع لكبر مساحة هذه القارة، انظر شكل (1).
وسوف يتضح لنا أن الجزء المتبقى من قارة آسيا سوف يدخل فى قياسات الحدود القريبة من قارات العالم الجديد، وذلك لأن أبعد نقطة فى قارة آسيا تلتقى مع أبعد نقطة من الحدود الشمالية لقارة أمريكا الشمالية عند مضيق برنج، ارجع الى شكل (2).
شكل (1): مكة المكرمة تقع فى مركز دائرة تمس أبعد نقاط قارتى أفريقيا وأوروبا.( من دراسة وعمل الباحث)
ب- بالنسبة لتوسط مكة لحدود قارات العالم الجديد القريبة:
تم اختيار مواقع محددة (ممثلة بخطوط الطول والعرض) والتى تمثل المسافات مابين مكة المكرمة والحدود القريبة من قارات العالم الجديد (استراليا والأمريكتين والقارة الجنوبية المتجمدة) ويدخل فيها نقطة التقاء قارة آسيا مع قارة أمريكا الشمالية عند مضيق "برنج".
وقد اتضح أن المسافة المتوسطة مابين أقرب حدود فى قارات العالم الجديد (استراليا والأمريكتين والقارة الجنوبية المتجمدة) بالاضافة الى نقطة التقاء قارة آسيا مع قارة أمريكا الشمالية عند مضيق "برنج" تساوى حوالى 9320 كم، شكل (2).
لقطات حقيقية بالقمر الصناعى توضح خطوط القياس بين مكة والساحل الغربى لقارة استراليا، والساحل الغربى لقارة أمريكا الجنوبية.
شكل (2): مكة المكرمة تقع فى مركز دائرة تمس أقرب نقاط قارات العالم الجديد، بالاضافة لنقطة التقاء آسيا وامريكا الشمالية عند مضيق برنج، وكذلك اليابان (من دراسة وعمل الباحث).
ج- بالنسبة لتوسط مكة لحدود قارات العالم الجديد البعيدة:
تم اختيار مواقع محددة (نقاط ممثلة بخطوط الطول والعرض) تمثل أبعد المسافات مابين مكة المكرمة والحدود البعيدة من قارات العالم الجديد (استراليا والأمريكتين والقارة الجنوبية المتجمدة)، وقد اتضح أن المسافة المتوسطة مابين مكة المكرمة وأبعد حدود فى قارات العالم الجديد (استراليا والأمريكتين والقارة الجنوبية المتجمدة) تساوى حوالى 13269 كم، شكل (3).
د- بالنسبة للمسافة مابين مكة والمراكز الجغرافية لقارات العالم الجديد:
يقصد بالمركز الجغرافى لأى قارة أى النقطة التى تمثل المركز المتوسط لهذه القارة من حيث المساحة، وقد اتضح أن المسافة المتوسطة مابين مكة المكرمة والمراكز الجغرافية لقارات العالم الجديد (استراليا(11) والأمريكتين(12) والقارة الجنوبية المتجمدة(13)) تساوى حوالى 11494 كم، شكل (4).
شكل (3): مكة المكرمة تقع فى مركز دائرة تمس أبعد نقاط تقع على حدود قارات العالم الجديد. (من دراسة وعمل الباحث).
شكل (4): مكة المكرمة مركز لدائرة يمر محيطها بالمراكز الجغرافية لقارات العالم الجديد.
ان النتائج السابقة توضح أن توسط مكة لليابسة يظهر من خلال عدة مستويات وليس مستوى واحد فقط، حيث أنها تتوسط أبعد حدود لقارتى أفريقيا واوروبا معا، كما أنها تتوسط الحدود القريبة لقارات العالم الجديد مع الجزء الباقى من قارة آسيا حيث يلتقى مع الحدود الشمالية لقارة أمريكا الشمالية عند مضيق برنج، كما أنها تحقق التوسط بالنسبة لحدود قارات العالم الجديد البعيدة والتى تمثل حدود اليابسة من الخارج، وأخيرا فان مكة المكرمة تبتعد تقريبا بنفس المسافة عن النقاط التى تتوسط قارات العالم الجديد أى عن مراكزها الجغرافية، شكل (5).
وعند اجراء كل القياسات على مواقع (نقاط) أخرى ترجح بعض الدراسات أنها تتوسط اليابسة، لم نجد أن أى من هذ المواقع قد حقق ماحققه موقع مكة المتميز من قياسات سابقة، وهذا يعنى أن مكة المكرمة هى الموقع الوحيد على سطح الكرة الأرضية الذى يمكن أن يتوسط حدود اليابسة المتمثلة فى القارات السبع المعروفة.
شكل (5): مكة المكرمة مركز لعدة دوائر تمس حدود اليابسة للعالم القديم والحديث.
نتائج وتوصيات البحث:
أثبتت الدراسة العلمية التى قمنا باجرائها عن طريق القياسات الدقيقة وصور الأقمار الصناعية، باستخدام برامج معروفة يتم الاعتماد على نتائجها فى الأبحاث العلمية، أن مكة المكرمة تتوسط اليابسة، ويظهر ذلك من خلال توسطها لأربعة دوائر تمر بحدود اليابسة لقارات العالم السبع وكذلك المراكز الجغرافية لقارات العالم الجديد.
وقد تأكد الباحث من أن مكة المكرمة هى الموقع الوحيد على الكرة الأرضية، والذى يمكن ان يحقق تلك القياسات والنتائج، مما يؤكد على أن لمكة المكرمة موقعا فريدا ومتميزا لاينافسها فى ذلك موقع أو مدينة اخرى، من هنا وصفت فى القرآن الكريم بأنها أم القرى.
وحيث أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تقعان على نفس خط الطول ( حوالى 39.50 درجة شرق جرينتش)، فان الدراسة توصى بأن يكون خط طول "مكة – المدينة"، هو خط الطول الأساسى لحساب التوقيت العالمى بدلا من خط جرينتش الذى تم فرضه على العالم دون أى سبب علمى أو منطقى واضح.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
* فهارس البحث:
(1) انظر الزبيدى (تاج العروس).
(2) انظر تفسير الآية (143) من سورة البقرة فى تفسير القرطبى.
(3) انظر تفسير الآية (92) من سورة الأنعام فى تفسير ابن عطية.
(4) انظر تفسير الآية (92) من سورة الأنعام فى تفسير أبوحيان.
(5) انظر تفسير الآية (92) من سورة الأنعام فى تفسير النسفى.
(6) زغلول النجار (2002). من أسرار القرآن، جريدة الأهرام (28/10/2002م)، القاهرة، ص12.
(7) see: Saad El-Marsefi (2000). The Ka'ba is the center of the World. Dar Al-Manarah, El-Mansoura, Egypt, pp. 142,143.
(8) يحيى وزيرى (2008). اثبات توسط مكة لليابسة. بحث ألقى فى المؤتمر العلمى الأول: " مكة المكرمة مركزا لليابسة بين النظرية والتطبيق"، تحت رعاية شركة ساعة مكة العالمية، الدوحة- قطر، ابريل 2008م.
(9) see: www.google earth.com
(11) فى عام 1988م قامت الجمعية الجغرافية الملكية الاسترالية بتحديد المركز الجغرافى لاستراليا، ارجع الى:* www.waymarking.com
(12) المركز الجغرافى لقارة أمريكا الشمالية وجزيرة جرينلاند معا هو مدينة "رجبى" Rugby، ارجع الى:
(13) قام الباحث "جو مالكوم" Joe McCollum بتحديد المراكز الجغرافية لكل قارات العالم السبع المعروفة، ومنها القارة الجنوبية القطبية المتجمدة وقارة أمريكا الجنوبية، ارجع الى:
* Joe McCollum (2002). The center seat. U.s.s., Alaric, Asheville, U.S.A, May 2002. in: http://www.ussalaric.org/cc/cc0205.htm))
(·) أستاذ العمارة ومحاضر بجامعة القاهرة، ومدير عام المجلس (تم نشر هدا البحث فى مجلة الوحدة الاسلامية- عدد أكتوبر 2008م، تصدر عن المجلس الاسلامى العالمى للدعوة والاغاثة، القاهرة)
  #937  
قديم 10-11-2013, 05:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

النفاذ من أقطار السماوات والأرض

صور مكبرة لنجوم بعيدة من هذا الكون الواسع
أ.د. زغلول النجار
أستاذ علوم الأرض ومدير معهد مارك فليد
للدراسات العليا في بريطانيا وداعية إسلامي
(يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ)‏ (الرحمن: 33)
هذه الآية الكريمة جاءت قرب نهاية النصف الأول من سورة الرحمن‏,‏ التي سميت بتوقيف من الله‏ (تعالي‏)‏ بهذا الاسم الكريم لاستهلالها باسم الله الرحمن‏,‏ ولما تضمنته من لمسات رحمته‏,‏ وعظيم آلائه التي أولها تعليم القرآن‏,‏ ثم خلق الإنسان وتعليمه البيان‏.‏
وقد استعرضت الســورة عددا من آيات الله الكونية المبهرة للاستدلال علي عظيم آلائه‏,‏ وعميم فضله علي عباده ومنها‏:‏ جريان كل من الشمس والقمر بحساب دقيق‏ (كرمز لدقة حـركة كل أجرام السـماء بذاتها‏,‏ وفي مجموعاتها‏,‏ وبجـزيئاتهــا‏,‏ وذراتها‏,‏ ولبناتها الأولية‏),‏ وسجود كل مخلوق لله‏,‏ حتى النجـم والشــــجر‏,‏ ورفع السـماء بغير عمد مرئية‏,‏ ووضع مــيزان العـــــدل بين الخـلائق‏,‏ ومطــالبة العبـــاد بألا يطغـوا في الميزان‏,‏ وأن يقيمــوا عدل الله في الأرض‏,‏ ولا يفسـدوا هذا المـيزان‏,‏ وخلــق الأرض وتهيئتها لاســتقبال الحياة‏,‏ وفيهــا من النبــاتات وثمـارها‏,‏ ومحـاصيلها ما يشهد علي ذلك‏,‏ وخلق الإنسان من صلصال كالفخار‏,‏ وخلق الجان من مارج من نار‏,‏ وتكوير الأرض وإدارتها حول محورها‏,‏ والتعبير عن ذلك بوصف الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ بأنه رب المشرقين ورب المغربين‏,‏ ومرج كل نوعين من أنواع ماء البحار دون اختــلاط تام بينهمــا‏,‏ وإخراج كل من اللؤلؤ والمرجان منهما‏,‏ وجري السفن العملاقة في البحر‏,‏ وهي تمخر عباب الماء وكأنهــا الجبال الشامخات‏,‏ وحتمية الفناء علي كل المخلوقات‏,‏ مع الوجـود المطلق للخالق‏ ـ سبحانه وتعالي‏ ـ,‏ صاحب الجلال والإكـــرام‏,‏ الحي القيـــــوم‏,‏ الأزلي بلا بـداية‏,‏ والأبدي بلا نهاية‏,‏ والإشارة إلي مركزية الأرض من الكون‏,‏ وضخامة حجمهــا التي لا تمثل شــــيئا في سعة السماوات وتعاظم أبعادها‏,‏ وذلك بتحدي كل من الجن والإنس أن ينفذوا من أقطارهما‏,‏ وتأكيد أنهم لن يستطيعوا ذلك أبدا‏,‏ إلا بسلطان من الله‏,‏ وأن مجرد محاولة ذلك بغير هذا التفويض الإلهي سوف يعرض المحاول لشواظ من نار ونحاس فلا ينتصر في محاولته أبدا‏..!!‏
ثم يأتي الحديث عن الآخرة وأحوالها‏,‏ ومنها انشقاق السماء علي هيئة الوردة المدهنة‏,‏ كالمهل الأحمر ومنها معرفة المجرمين بعلامات في وجوههم‏ (من الزرقة والسواد‏),‏ وما سوف يلاقونه من صور الإذلال والمهانة‏,‏ وهم يطوفون بين جهنم وبين حميم آن‏ (أي ماء في شدة الغليان‏)؛‏ وعلي النقيض من ذلك تشير السورة الكريمة إلي أحوال المتقين‏,‏ ومقامهم في جنات الخلد‏,‏ جزاء إحسانهم في الدنيا‏,‏ وتصف جانبا مما في هذه الجنات من نعيم‏.‏
وبين كل آية من آيات الله في هذه السورة التي سماها رسول الله‏ باسم عروس القرآن لما لخواتيم آياتها من جرس رائع‏,‏ نجد آية‏:‏ (فبأي آلاء ربكما تكذبان) التي ترددت في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة من مجموع آيات السورة الثماني والسبعين‏ (أي بنسبة‏40%‏ تقريبا‏)‏ في تقريع شديد‏,‏ وتبكيت واضح للمكذبين من الجن والإنس بآلاء الله وأفضاله وعلي رأسها دينه الخاتم الذي بعث به النبي الخاتم والرسول الخاتم‏ ,‏ والذي لا يرتضي ربنا‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ من عباده دينا سواه بعد أن حفظه للناس كافة في القرآن الكريم‏,‏ وفي سنة الرسول الخاتم بنفس لغة الوحي علي مدي أربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏,‏ وتختتم السورة بقول الحق‏ سبحانه:‏ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام‏.‏
والإشارات الكونية في سورة الرحمن‏,‏ والتي يفوق عددها السبع عشرة آية صريحة نحتاج في شرح كل آية منها إلي مقال مستقل‏,‏ ولذلك سأقف هنا عند قول الحق‏ ـ تبارك وتعالى:‏
}يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ{‏(‏الرحمن‏:33‏ ـ ‏35)‏
وقبل ذلك لابد من استعراض الدلالات اللغوية لألفاظ تلك الآيات الكريمات وأقوال المفسرين السابقين فيها‏.‏
الدلالة اللغوية:
‏1. (نفذ‏):‏ يقال في العربية‏: (نفذ‏)‏ السهم في الرمية‏ (نفوذا‏)‏ و(‏نفاذا‏),‏ والمثقب في الخشب إذا خرق إلي الجهة الأخرى‏,‏ و‏(‏نفذ‏)‏ فلان في الأمر‏ (ينفذ‏) (نفاذا‏),‏ و‏(‏أنفذه‏) (نفاذا‏),‏ و(‏نفذه‏) (تنفيذا‏),‏ وفي الحديث الشريف‏:‏ نفذوا جيش أسامة‏;‏ والأمر‏ (النافذ‏)‏ أي المطاع‏,‏ و(‏المنفذ‏)‏ هو الممر‏ (النافذ‏),‏ قال‏ ـ تعالي‏ ـ:‏ إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان‏)‏ بمعني أن تخرقوا السماوات والأرض من جهة أقطارها إلي الجهة الأخرى‏.‏
‏2. (أقطار‏):‏ قطر كل شكل وكل جسم الخط الواصل من أحد أطرافه إلي الطرف المقابل مرورا بمركزه‏.‏ قال‏ (تعالي‏):‏ إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض وقال‏ (عز من قائل‏):‏ (ولو دخلت عليهم من أقطارها‏) (الأحزاب‏: 14)؛ ويقال في اللغة‏: (قطرته‏)‏ بمعني ألقيته علي‏ (قطره‏),‏ و(‏تقطر‏)‏ أي وقع علي‏ (قطره‏),‏ ومنه‏ (قطر‏)‏ المطر أي سقط في خطوط مستقيمة باتجاه مركز الأرض‏,‏ ويسمي لذلك‏ (قطرا‏),‏ وهو كذلك جمع‏ (قطرة‏),‏ و(‏قطر‏)‏ و(‏تقطير‏)‏ الشيء تبخيره ثم تكثيفه قطرة قطرة من أجل تنقية الماء وغيره من السوائل تساقطه‏ (قطرة‏) (قطرة‏)‏ وجمعه‏ (قطر‏)‏ بضمتين و(‏قطرات‏)‏ بضمتين أيضا‏,‏ و(‏قطره‏)‏ غيره يتعدي ويلزم‏,‏ و(‏تقاطر‏)‏ القوم جاءوا أرسالا‏ (كالقطر‏),‏ ومنه‏ (قطار الإبل‏)‏ و(‏القطر‏)‏ بالضم الناحية والجانب وجمعه‏ (أقطار‏)؛‏ و(‏قطران‏)‏ الماء‏ (تقاطره‏)‏ قطرة قطرة و(‏القطران‏)‏ ما يتقطر من الهناء‏ (=‏القار‏)‏ و(‏قطر‏)‏ البعير طلاه‏ (بالقطران‏)‏ فهو‏ (مقطور‏)‏ أو‏ (مقطرن‏).‏ قال‏ (تعالي‏):‏ (سرابيلهم من قطران) (إبراهيم‏:50)‏ أي من القار‏,‏ وقرئ‏ (من قطر آن‏)‏ أي من نحاس منصهر قد أني‏ (أي عظم‏)‏ حره‏ (أي زادت درجة حرارته‏)‏ لأن‏ (القطر‏)‏ هو النحاس‏.‏ وقال ربنا‏ تبارك وتعالى: (إتوني أفرغ عليه قطرا‏) (الكهف‏:96)‏ أي نحاسا منصهرا‏.‏
3. شواظ‏: (الشواظ‏)‏ في العربية‏ (بضم الشين وكسرها‏)‏ اللهب الذي لا دخان له‏.‏
4. نحاس‏:‏ الأصل في اللغة العربية أن النحاس هو اللهب بلا دخان‏,‏ والنحاس أيضا عنصر فلزي لونه يميل إلي الحمرة‏ (بين القرمزي والبرتقالي‏)‏ قابل للطرق والسحب‏,‏ موصل جيد لكل من الكهرباء والحرارة‏,‏ ومقاوم للتآكل‏,‏ وقد سمي بهذا الاسم لتشابه لونه مع لون النار بلا دخان‏.‏
قال‏ (تعالي‏):‏ (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس) (الرحمن‏ :35).‏ و‏(‏النحس‏)‏ ضد السعد‏,‏ وقرئ في قوله تعالي‏:‏ ‏(في يوم نحس مستمر‏) (القمر: ‏19).‏
علي الصفة‏,‏ والإضافة أكثر وأجود‏...‏ في يوم نحس مستمر‏، ويقال‏: (نحس‏)‏ الشيء فهو‏ (نحس‏)‏ وفيه جاء قول ربنا‏ ـ تبارك وتعالى:‏ (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات) (فصلت‏: 16)‏ وقرئ‏ (نحسات‏)‏ بالفتح أي مشؤومات‏,‏ أو شديدات البرد وأصل النحس أن يحمر الأفق فيصير كالنحاس أو كاللهب بلاد خان‏,‏ فصار ذلك مثلا للشؤم‏.‏
أقوال المفسرين:
في تفسير قوله‏ (تعالي‏):‏
(يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ) (‏الرحمن‏:33‏ ـ ‏35)‏ ذكر ابن كثير‏ (يرحمه الله‏):‏ أي لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره‏,‏ بل هو محيط بكم لا تقدرون علي التخلص من حكمه‏,‏ أينما ذهبتم أحيط بكم‏.... (إلا بسلطان‏)‏ أي إلا بأمر الله‏....‏ ولهذا قال تعالي‏: (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ الشواظ هو لهب النار‏,‏ وعنه‏:‏ الشواظ الدخان‏,‏ وقال مجاهد‏:‏ هو اللهب الأخضر المنقطع‏,‏ وقال الضحاك‏: (شواظ من نار‏)‏ سيل من نار‏,‏ وقوله تعالي‏: (ونحاس‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ دخان النار‏,‏ وقال ابن جرير‏:‏ والعرب تسمي الدخان نحاسا‏,‏ روي الطبراني عن الضحاك أن نافع ابن الأزرق سأل ابن عباس عن الشواظ فقال‏:‏ هو اللهب الذي لا دخان معه‏...‏ قال‏:‏ صدقت‏,‏ فما النحاس؟ قال‏:‏ هو الدخان الذي لا لهب له وقال مجاهد‏:‏ النحاس الصفر‏....‏
وجاء في تفسير الجلالين ما نصه‏: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا‏)‏ تخرجوا‏ (من أقطار‏)‏ نواحي‏ (السماوات والأرض‏) (هاربين من الحشر والحساب والجزاء‏) (فانفذوا‏)‏ أمر تعجيز (أي‏:‏ فلن تستطيعوا ذلك) (لا تنفذون إلا بسلطان‏)‏ بقوة‏,‏ ولا قوة لكم علي ذلك‏... (يرسل عليكما شواظ من نار‏)‏ هو لهبها الخالص من الدخان أو‏:‏ معه‏ (ونحاس‏)‏ أي‏:‏ دخان لا لهب فيه‏ (أو هو النحاس المذاب‏....).‏
وجاء في الظلال ما نصه‏:‏ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا‏...‏ وكيف؟ وأين؟ لا تنفذون إلا بسلطان‏,‏ ولا يملك السلطان إلا صاحب السلطان‏..‏ ومرة أخري يواجههما بالسؤال‏:‏ (فبأي آلاء ربكما تكذبان؟) وهل بقي في كيانهما شئ يكذب أو يهم بمجرد النطق والبيان؟
ولكن الحملة الساحقة تستمر إلي نهايتها‏,‏ والتهديد الرعيب يلاحقهما‏,‏ والمصير المردي يتمثل لهما‏:‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏..‏
وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن ما نصه‏:..... (لا تنفذون إلا بسلطان‏)‏ أي لا تقدرون علي الخروج من أمري وقضائي إلا بقوة قهر وأنتم بمعزل عن ذلك‏, (يرسل عليكما‏)‏ يصب عليكما‏ (شواظ من نار‏)‏ لهب خالص من الدخان‏ (ونحاس‏)‏ أصفر مذاب‏,‏ وقيل النحاس‏:‏ الدخان الذي لا لهب فيه‏.‏ أي إنه يرسل عليهما هذا مرة وهذا مرة‏.‏
وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه‏:‏ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين فاخرجوا‏,‏ لا تستطيعون الخروج إلا بقوة وقهر‏,‏ ولن يكون لكم ذلك‏,‏ فبأي نعمة من نعم ربكما تجحدان؟‏!‏ يصب عليكما لهب من نار ونحاس مذاب‏,‏ فلا تقدران علي رفع هذا العذاب‏.‏ وجاء في تعليق هامشي ما يلي‏:‏ ثبت حتى الآن ضخامة المجهودات والطاقات المطلوبة للنفاذ من نطاق جاذبية الأرض‏,‏ وحيث اقتضي النجاح الجزئي في ريادة الفضاء ـ لمدة محددة جدا بالنسبة لعظم الكون ــ بذل الكثير من الجهود العلمية الضخمة في شتي الميادين‏...‏ فضلا عن التكاليف المادية الخيالية التي أنفقت في ذلك ومازالت تنفق‏,‏ ويدل ذلك دلالة قاطعة علي أن النفاذ المطلق من أقطار السماوات والأرض التي تبلغ ملايين السنين الضوئية لإنس أو جن مستحيل‏.‏
والنحاس هو فلز يعتبر من أول العناصر الفلزية التي عرفها الإنسان‏..‏ ويتميز بأن درجة انصهاره مرتفعة جدا نحو ‏1083‏ درجة مئوية‏)‏ فإذا ما صب هذا السائل الملتهب علي جسد‏,‏ مثل ذلك صنفا من أقسي أنواع العذاب ألما وأشدها أثرا‏.‏
الدلالة العلمية لقول الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ :‏
(يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ) (الرحمن‏:33‏ ـ ‏35)‏
هذه الآيات الثلاث التي تحدي القرآن الكريم فيها كلا من الجن والإنسن تحديا صريحا بعجزهم عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض‏,‏ وهو تحد يظهر ضآلة قدراتهما مجتمعين أمام طلاقة القدرة الإلهية في إبداع الكون‏,‏ لضخامة أبعاده‏,‏ ولقصر عمر المخلوقات‏,‏ وحتمية فنائها‏,‏ والآيات بالإضافة إلي ذلك تحوي عددا من الحقائق الكونية المبهرة التي لم يستطع الإنسان إدراكها إلا في العقود القليلة المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية‏:‏
أولا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار الأرض‏:‏
إذا كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كل من الجن والإنس بعجزهما عن النفاذ من أقطار كل من الأرض علي حدة‏,‏ والسماوات علي حدة‏,‏ فإن المعارف الحديثة تؤكد ذلك‏,‏ لأن أقطار الأرض تتراوح بين‏ (12756)‏ كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها الاستوائي‏, (12713)‏ كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها القطبي‏,‏ وذلك لأن الأرض ليست تامة الاستدارة لانبعاجها قليلا عند خط الاستواء‏,‏ وتفلطحها قليلا عند القطبين‏.‏
ويستحيل علي الإنسان اختراق الأرض من أقطارها لارتفاع كل من الضغط والحرارة باستمرار في اتجاه المركز مما لا تطيقه القدرة البشرية‏,‏ ولا التقنيات المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر‏,‏ فعلي الرغم من التطور المذهل في تقنيات حفر الآبار العميقة التي طورها الإنسان بحثا عن النفط والغاز الطبيعي فإن هذه الأجهزة العملاقة لم تستطع حتى اليوم تجاوز عمق ‏14‏ كيلو مترا من الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهذا يمثل‏0,2%‏ تقريبا من طول نصف قطر الأرض الاستوائي‏,‏ وعند هذا العمق تعجز أدوات الحفر عن الاستمرار في عملها لتزايد الضغط وللارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلي درجة قد تؤدي إلي صهر تلك الأدوات‏,‏ فمن الثابت علميا أن درجة الحرارة تزداد باستمرار من سطح الأرض في اتجاه مركزها حتى تصل إلي ما يقرب من درجة حرارة سطح الشمس المقدرة بستة آلاف درجة مئوية حسب بعض التقديرات‏,‏ ومن هنا كان عجز الإنسان عن الوصول إلي تلك المناطق الفائقة الحرارة والضغط‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ مخاطبا الإنسان‏:‏ (وَلا تَمْشِ فِى الأَرْضِ مَرَحًا إنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً) (‏الإسراء‏:37)‏
ولو أن الجن عالم غيبي بالنسبة لنا‏,‏ إلا أن ما ينطبق علي الإنس من عجز تام عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض ينطبق عليهم‏.‏
والآيات الكريمة قد جاءت في مقام التشبيه بأن كلا من الجن والإنس لا يستطيع الهروب من قدر الله أو الفرار من قضائه‏,‏ بالهروب إلي خارج الكون عبر أقطار السماوات والأرض حيث لا يدري أحد ماذا بعد ذلك‏,‏ إلا أن العلوم المكتسبة قد أثبتت بالفعل عجز الإنسان عجزا كاملا عن ذلك‏,‏ والقرآن الكريم يؤكد لنا اعتراف الجن بعجزهم الكامل عن ذلك أيضا‏,‏ كما جاء في قول الحق‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ علي لسان الجن‏: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا) (الجن‏: 12)‏ وذلك بعد أن قالوا‏:‏ (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) (الجن‏: 8)‏
ثانيا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات‏
تبلغ أبعاد الجزء المدرك من السماء الدنيا من الضخامة ما لا يمكن أن تطويها قدرات كل من الإنس والجن‏,‏ مما يشعر كلا منهما بضآلته أمام أبعاد الكون‏,‏ وبعجزه التام عن مجرد التفكير في الهروب منه‏...‏ أو النفاذ إلي المجهول من بعده‏...!!!‏
فمجرتنا‏ (سكة التبانة‏)‏ يقدر قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية‏ (100.000*9.5‏ مليون مليون كيلو متر تقريبا‏),‏ ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة ضوئية‏ (10.000*9.5‏ مليون مليون كيلو متر تقريبا‏),‏ ومعني ذلك أن الإنسان لكي يتمكن من الخروج من مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلي وسيلة تحركه بسرعة الضوء‏ (وهذا مستحيل‏)‏ ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل إلي عشرة آلاف سنة من سنيننا‏,‏ وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق جاذبية الأجرام التي يمر بها من مكونات تلك المجرة‏,‏ وهذه كلها من المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة‏,‏ ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية ضوئية واحدة وربع الثانية فقط‏,‏ وهي المسافة بين الأرض والقمر‏,‏ علي الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه في ريادة السماء‏.‏
ومجموعتنا الشمسية تقع من مجرتنا علي بعد ثلاثين ألفا من السنين الضوئية من مركزها‏,‏ وعشرين ألفا من السنين الضوئية من أقرب أطرافها‏,‏ فإذا حاول الإنسان الخروج من أقرب الأقطار إلي الأرض فإنه يحتاج إلي عشرين ألف سنة وهو يتحرك بسرعة الضوء لكي يخرج من أقطار مجرتنا وهل يطيق الإنسان ذلك؟ أو هل يمكن أن يحيا إنسان لمثل تلك المدد المتطاولة؟ وهل يستطيع الإنسان أن يتحرك بسرعة الضوء؟ كل هذه حواجز تحول دون إمكان ذلك بالنسبة للإنسان‏,‏ وما ينطبق عليه ينطبق علي عالم الجان‏...!!!‏
تبلغ أبعاد الجزء المدرك من السماء الدنيا من الضخامة ما لا يمكن أن تطويها قدرات كل من الإنس والجن‏,‏ مما يشعر كلا منهما بضآلته أمام أبعاد الكون‏,‏ وبعجزه التام عن مجرد التفكير في الهروب منه‏...‏ أو النفاذ إلي المجهول من بعده‏...!!!‏
ومجرتنا جزء من مجموعة من المجرات تعرف باسم المجموعة المحلية يقدر قطرها بنحو ثلاثة ملايين وربع المليون من السنين الضوئية‏ (3.261.500)‏ سنة ضوئية‏,‏ وهذه بدورها تشكل جزءا من حشد مجري يقدر قطره بأكثر من ستة ملايين ونصف المليون من السنين الضوئية‏ (6.523.000)‏ سنة ضوئية‏,‏ وهذا الحشد المجري يكون جزءا من الحشد المجري الأعظم ويقدر قطره الأكبر بمائة مليون من السنين الضوئية وسمكه بعشرة ملايين من السنين الضوئية‏.‏ وتبدو الحشود المجرية العظمي علي هيئة كروية تدرس في شرائح مقطعية تقدر أبعادها في حدود‏150*100*15‏ سنة ضوئية‏,‏ وأكبر تلك الشرائح ويسميها الفلكيون مجازا باسم الحائط العظيم يزيد طولها علي مائتين وخمسين مليونا من السنين الضوئية‏.‏
وقد تم أخيرا اكتشاف نحو مائة من الحشود المجرية العظمي تكون تجمعا أعظم علي هيئة قرص يبلغ قطره الأكبر بليونين من السنين الضوئية‏.‏
والجزء المدرك من الكون وهو يمثل جزءا يسيرا من السماء الدنيا التي زينها ربنا‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ بالنجوم وقال‏ (عز من قائل‏):‏ (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) (‏الملك‏: 5).‏
هذا الجزء المدرك من السماء الدنيا يزيد قطره علي العشرين بليون سنة ضوئية‏,‏ وهي حقائق تجعل الإنسان بكل إنجازاته العلمية يتضاءل تضاؤلا شديدا أمام أبعاد الكون المذهلة‏,‏ وكذلك الجان‏,‏ وكلاهما أقل من مجرد التفكير في إمكان الهروب من ملك الله الذي لا ملجأ ولا منجي منه إلا إليه‏...!!!‏
ثالثا‏:‏ بالنســــبة للنفـــــاذ من أقطار السماوات والأرض معا‏
تشير الآيات الكريمة إلي أن التحدي الذي تجابه به الجن والإنس هو النفاذ من أقطار السماوات والأرض معا إن استطاعوا‏,‏ وثبت عجزهما عن النفاذ من أقطار أي منهما‏,‏ وعجزهما أشد إذا كانت المطالبة بالنفاذ من أقطارهما معا‏,‏ إذا كان هذا هو مقصود الآيات الكريمة‏,‏ فإنه يمكن أن يشير إلي معني في غاية الأهمية ألا وهو توسط الأرض للكون‏;‏ وهو معنى لا تستطيع علوم الفلك إثباته لعجز الإنسان عن الإحاطة بأبعاد الكون‏,‏ ولكن يدعم هذا الاستنتاج ما رواه كل من قتادة والسدي أن رسول الله‏ ‏ قال يوما لأصحابه‏:‏ هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏ :‏ فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها‏,‏ يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم‏.‏
وتوسط الأرض للكون معني حازت فيه عقول العلماء والمفكرين عبر التاريخ‏.‏ وعجزت العلوم المكتسبة والتقنيات الفائقة عن إثباته‏,‏ ولكن ما جاء في هذه الآيات الكريمة‏,‏ وفي هذا الحديث النبوي الشريف يشير إليه‏,‏ ويجعل المنطق السوي يقبله‏.‏
الجزء المدرك من السماء الدنيا يزيد قطره علي العشرين بليون سنة ضوئية‏,‏ وهي حقائق تجعل الإنسان بكل إنجازاته العلمية يتضاءل تضاؤلا شديدا أمام أبعاد الكون المذهلة‏,‏ وكذلك الجان‏,‏ وكلاهما أقل من مجرد التفكير في إمكان الهروب من ملك الله الذي لا ملجأ ولا منجي منه إلا إليه‏...!!!‏
رابعا‏:‏ بالنسبة إلي إرسال شواظ من نار ونحاس علي كل من يحاول النفاذ من أقطار السماوات والأرض بغير سلطان من الله تعالي‏:‏
في الآية رقم ‏35‏ من سورة الرحمن يخاطب ربنا‏ ـ تبارك وتعالى ـ ‏ كلا من الجن والإنس بقوله عز من قائل‏:‏ (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ) وقد أجمع قدامي المفسرين ومحدثوهم علي أن لفظة شواظ هنا تعني اللهب الذي لا دخان له‏.‏ وكلمة نحاس تعني الدخان الذي لا لهب فيه أو تعني فلز النحاس الذي نعرفه جميعا وهو فلز معروف بدرجة انصهاره العالية‏ (1083‏م‏)‏ ودرجة غليانه الأعلي‏ (2567‏م‏).‏
ومن الثابت علميا أن العناصر المعروفة لنا تتخلق في داخل النجوم بعملية الاندماج النووي لنوي ذرات الهيدروجين فينتج عن ذلك نوي ذرات العناصر الأثقل بالتدريج حتى يتحول لب النجم إلي حديد‏.‏
والتفاعل النووي قبل تكون ذرات الحديد هو تفاعل منتج للحرارة التي تصل إلي بلايين الدرجات المئوية‏,‏ ولكن عملية الاندماج النووي المنتجة للحديد عملية مستهلكة للحرارة وبالتالي لطاقة النجم حتى تضطره إلي الانفجار مما يؤدي إلي تناثر العناصر التي تكونت بداخله بما فيها الحديد في صفحة السماء لتدخل هذه العناصر في مجال جاذبية أجرام تحتاج إليها بتقدير من الله تعالي‏.‏ أما العناصر ذات النوي الأثقل من ذرة الحديد فتتخلق بإضافة اللبنات الأولية للمادة إلي نوي ذرات الحديد السابحة في صفحة السماء حتى تتكون بقية المائة وخمسة من العناصر المعروفة لنا‏, ‏وهذه أيضا تنزل إلي جميع أجرام السماء بقدر معلوم‏.‏ ولما كان عنصر النحاس أعلي من الحديد في كل من وزنه وعدده الذري‏ (الوزن الذري لنظائر الحديد ‏57,56,54‏ والوزن الذري للنحاس‏63.546‏ والعدد الذري للحديد‏26‏ بينما العدد الذري للنحاس‏29),‏ وبناء علي ذلك فإن عنصر النحاس يتخلق في صفحة السماء الدنيا باندماج نوي ذرات الحديد مع بعض اللبنات الأولية للمادة‏,‏ وهذا يجعل صفحة السماء الدنيا زاخرة بذرات العناصر الثقيلة ومنها النحاس‏.‏
هذه الملاحظة تشير إلي أن لفظة نحاس في الآية الكريمة تعني فلز النحاس‏,‏ لأن التأويل هنا لا داعي له علي الإطلاق‏,‏ فالنحاس وهو منصهر وتغلي قطراته في صفحة السماء يعد عقابا رادعا لكل محاولة إنسية أو جنية لاختراق أقطار السماوات والأرض‏.‏
وقد اتصل بي أخ كريم هو الدكتور عبدالله الشهابي وأخبرني بأنه زار معرض الفضاء والطيران في مدينة واشنطن دي سي الذي يعرض نماذج الطائرات من بداياتها الأولي إلي أحدثها‏,‏ كما يعرض نماذج لمركبات الفضاء‏,‏ وفي المعرض شاهد قطاعا عرضيا في كبسولة أبو اللو وأذهله أن يري علي سطحها خطوطا طولية عديدة غائرة في جسم الكبسولة ومليئة بكربونات النحاس‏ (جنزار النحاس‏),‏ وقد لفتت هذه الملاحظة نظره فذهب إلي المسؤول العلمي عن تلك الصالة وسأله‏:‏ هل السبيكة التي صنعت منها الكبسولة يدخل فيها عنصر النحاس؟ فنفي ذلك نفيا قاطعا‏,‏ فأشار إلي جنزار النحاس علي جسم الكبسولة وسأله‏:‏ من أين جاء هذا؟ فقال له‏:‏ من نوي ذرات النحاس المنتشرة في صفحة السماء التي تضرب جسم الكبسولة طوال حركتها صعودا وهبوطا من السماء‏,‏ وحينما تعود إلي الأرض وتمر بطبقات بها الرطوبة وثاني أكسيد الكربون فإن هذه الذرات النحاسية التي لصقت بجسم الكبسولة تتحول بالتدريج إلي جنزار النحاس‏.‏ ويقول الدكتور الشهابي إنه علي الفور تراءت أمام أنظاره الآية القرآنية الكريمة التي يقول فيها ربنا تبارك وتعالي‏:‏ (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ).‏
هذه الملاحظة أكدت لي ما ناديت به طويلا بأن لفظة نحاس في الآية تعني فلز النحاس ولا تحتاج إلي أدني تأويل‏.‏ فسبحان الذي أنزل هذه الآيات الكريمة من قبل‏1400‏ من السنين وحفظها لنا في كتابه الكريم علي مدي ‏14‏ قرنا أو يزيد لتظهر في زماننا زمان رحلات الفضاء برهانا ماديا ملموسا علي أن هذا القرآن الكريم هو كلام الله الخالق وأن النبي الخاتم الذي تلقاه‏ ‏ كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.
  #938  
قديم 10-11-2013, 05:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

اعجاز كلمة الميزان في القرآن

بقلم/ د. نجاة محمد رشيد رؤوف العبيدي
جامعة بغداد/ كلية لعلوم/ قسم الفلك والفضاء
ان الله سبحانه وتعالى قد وضع لهذا الكون بما فيه من مخلوقات خلقها قانون واحد لاغير ونظام متوازن يحكم كل شيء، وهذا عكس ما يدعيه بعض العلماء بفوضوية الكون، وهذا القانون متوازن وعادل ولا خلل فيه ولكن بالنسبة للبشر فأن هذا القانون غامض غير معروف بسبب ادراكهم المحدود. بتأمل الاية الكريمة (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) [الرحمن: 7] وعظمة كل كلمة فيها نجد إن الميزان الذي رفع الله به السماء هي نعمة من نعم المولى عز وجل ينبغي التفكر فيها، وهي معجزة إلهية لم يتمكن العلماء من كشف أسرارها إلا في أواخر القرن العشرين، وهذا يشهد على إعجاز هذه الآية الكريمة.
قصة النبي شعيب عليه السلام والميزان:
أرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين وكانوا يعبدون الأيكة (وهي شجرة) وكانوا ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقهم فدعاهم الى عبادة الله وان يخافوا الله في تعاملاتهم مع الناس، فقال تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) [هود: 84]. ينتقل النبي إلى قضية المعاملات اليومية، قضية الأمانة والعدالة وكان أهل مدين ينقصون المكيال والميزان، ولا يعطون الناس حقهم. فجاء نبيهم وأفهمهم ان هذه سرقة وأنه يخاف عليهم من عذاب يوم القيامة (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود: 85] ولايزال شعيب عليه السلام يدعوهم ويوصيهم أن يوفوا المكيال والميزان بالعدل والحق ويحذرهم من أن لا يقللوا من قيمة أشيائهم وان الاشياء لاتقتصر على البيع والشراء وانما تشمل الاعمال اي اياكم من ظلم الناس في معاملاتكم واعطاء الاجير اجره كاملا من غير نقص. واذا لم تنتهوا مما انتم عليه من كفر وعصيان فأن كل هذا سوف يؤدي الى انهيار المجتمع ودماره وهذا ما كان عليه نهاية قوم شعيب بعد رفضهم ان يستجيبوا لدعوة نبيهم فكان عقابهم غضب الله عليهم بأن أوحى الله إلى شعيب أن يخرج من القرية ويأخذ معه المؤمنين وجاء أمره تعالى وهي صيحة واحدة (صوت جاءهم من غمامة أظلتهم) ولعلهم فرحوا بما تصوروا أنه ما تحمله من المطر ثم فوجئوا أنهم أمام عذاب يوم عظيم وكانت نهايتهم جاثمين بدون اي حركة في ديارهم من هول الصيحة [1].
ما جاء عن لسان المفسرين في كلمة الميزان
في هذا الجانب سوف اذكر مختصرا ما جاء عن لسان بعض المفسرين واخترت منهم القرطبي وابن الكثير رحمهم الله واثابهم، لابين ان كل ما جاءوا به اجمالا وتفصيلا عن الميزان هو العدل في المعاملات، فما جاء في تفسير القرطبي من قوله تعالى: " وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ " أي بالاعتدال في الأخذ والعطاء عند البيع والشراء. والقسط: العدل.
وقوله: "والسّماءَ رَفَعَها" يقول تعالى ذكره: والسماء رفعها فوق الأرض. وقوله: "وَوَضَعَ المِيزَانَ" يقول: ووضع العدل بين خلقه في الأرض. وقوله: "ألاّ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ" يقول تعالى: ألا تظلموا وتبخَسُوا في الوزن. وقوله: "وأقِيمُوا الوَزْنَ بالقِسْطِ" يقول: وأقيموا لسان الميزان بالعدل. وقوله: "وَلا تُخْسِرُوا المِيزَانَ" اي ولا نتقصوا الوزن إذا وزنتم للناس وتظلموهم. والاية الكريمة (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود: 85] يقول تعالـى أوفُوا الناس الكيـل والـميزان بـالقسط, بـالعدل. ونوجز عن ابن الكثير في تفسيره للاية الكريمة (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) [الرحمن: 7] يقول فيها بما معناه ان الله خلق السموات والارض بالعدل لتكون الاشياء كلها بالحق [2]. هذا ما ورد عن المفسرين ولكن لكل زمان تفسير لان القرآن جاء متكامل ويتفق مع كل عصر وبما انه الان نحن في عصر التكنلوجيا الحديثة وعصر غزو الفضاء فلا بد من تفسير يتفق مع هذا التقدم وهذا ما اقدمت عليه في هذه الدراسة هو تفسير لكلمة الميزان وما تتفق مع العلم الحديث وصدق من قال " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " [الاسراء].
ما هي العلاقة بين رفع السماء والميزان؟
ان القرآن الكريم تحدث بدقة عن رفع السماء وبناءها، فكلمة سماء تطلق على كل ما علا وارتفع فوقنا والذي هو بمثابة سقف لاهل الارض حيث يرتفع الاف الكيلومترات فوق سطح الارض وهوالغلاف الجوي المحيط بالارض، والذي يقسم الى عدة مناطق وحسب الخصائص الحرارية والكيميائية للغازات المتعادلة والمتأينة التي تحتويها. فلو اخذنا على سبيل المثال احدى هذه الطبقات وهي طبقة الايونوسفير لاهميتها في الاتصالات ونقل الموجات الراديوية وبما عهد الله لهذه الطبقة من امكانية عكس هذه الموجات وفي قوله تعالى (والسماء ذات الرجع)، واذا استعرضنا هذه الطبقة وما تحويه من كثافة الكترونية نجدها مقسمة الى المناطق التالية:
مدى امكانية طبقة الايونوسفير من عكس الموجات الراديوية بأستخدام هوائيات خاصة
طبقة D: تمتد من ارتفاع 50-90 كم تقريبا بأعظم كثافة الكترونية تحدث بعد الظهر ما بين (109-108) الكترون لكل متر مكعب اما في الليل فأن التأين في هذه الطبقة معدوم.
طبقة E: تمتد من ارتفاع 90-130 كم تقريبا بأعظم كثافة الكترونية تحدث تقريبا في منتصف النهار اي ظهرا بالتوقيت المحلي وبقيمة (1011) الكترون لكل متر مكعب وفي الليل تقريبا التأين واطيء جدا يكاد يختفي.
طبقة F1: وتقع بين ارتفاع 130-210 كم تقريبا بأعظم كثافة الكترونية تكون في الظهر (2x1011) الكترون لكل متر مكعب وهي مثل طبقة E تختفي ليلا.
طبقة F2: وهي اعلى طبقة وتمتد من ارتفاع 210-500 كم تقريبا، وتظهر اعلى كثافة الكترونية من بين كل الطبقات بحيث يصل في النهار الى (1012) الكترون لكل متر مكعب، اما في الليل فتصل الكثافة الالكترونية الى (5x1010) الكترون لكل متر مكعب.
الشكل يبين طبقات الايونوسفير في الليل والنهار والتي توضح العلاقة بين درجة التأين بوحدات (عدد الالكترونات لكل سنتمتر مكعب) كدالة للارتفاع بالكيلومتر.
ويجدر الاشارة الى انه في كل طبقة من هذه الطبقات هنالك توازن مستمر بين عمليات التفكك للذرات والجزيئات الموجودة فيها والمتولدة بفعل الاشعة السينية والفوق البنفسجية ذات الطاقات العالية القادمة من الشمس والمتمثلة بالاشعة الكهرومغناطيسة وبين اعادة الاتحاد لهذه الايونات المتولدة وان هذا التوازن يشمل كل طبقة من طبقات الجو ويمكن ان نمثل هذا التوازن بمعادلة الاستمرارية. كما وجد ان هنالك علاقة ربط بين ما تحويه كل طبقة من كثافة الكترونية وبين درجة حرارة تلك الطبقة وبما ان درجة الحرارة ترتبط بالطاقة بعلاقة رياضية وهذا ما توصل اليه العالم ستيفان بأن كمية الطاقة تتناسب طرديا مع الاس الرابع لدرجة الحرارة وهذا يعني انه هنالك توازن بالطاقة لكل طبقة من الطبقات. ومن خلال الدراسة والبحث في مواقع الانترنيت لوكالات الفضاء وجدت بحث منشور للباحث مارك دافيس وهو احدعلماء وكالة الفضاء الامريكية ناسا يقول فيه ان هنالك توازن بالطاقة التي تحكم هذا الكون بنص العبارة[ balance ] ب.(3)
القوى التي تحكم الكون وتجعله متزنا
لو تأملنا هذا الكون الواسع لوجدنا انه يتكون من وحدة بناء صغيرة جدا الا وهي الذرة وان من تجمع هذه الذرات تتكون الجزيئات ويجدر الانتباه الى ان ترتيب هذه الذرات والجزيئات لايكون عشوائي وانما وفق نظام متوازن ومنتظم تحكمه قوى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز) ٌ[الحديد: 25]. وفيما يلي نذكر القوى التي تؤثر في الاجسام عامة من اضعفها الى اقواها
1- القوة الجاذبية: وهي اضعف القوى الموجودة في الطبيعة وعلى الرغم من ضعفها الا انها القوة الوحيدة من بين هذه القوى التي يظهر تأثيرها على مسافات بعيدة وسحيقة من هذا الكون، فهي التي تربط الكواكب بالشمس وفيما بينها وتمنع الاجسام من التطاير.
2- القوى الضعيفة: ويطلق عليها ايضا بالقوى النووية الضعيفة وهي القوة الناتجة من انحلال النيوترون داخل النواة الى بروتون والكترون ونيوترينو وهذا الانحلال ناتج من بعض الفعاليات الاشعاعية، وان تأثير هذا النوع من القوى لا يتعدى تأثيره حدود نواة الذرة.
3- القوة الكهرومغناطيسية: وهي قوة شدتها اضعاف شدة القوة الجاذبية ببلاين المرات، ومهمة هذا النوع من القوى تقوم بربط الذرات والجزيئات وجعلها متماسكة مع بعضها البعض اي ان تأثيرها يظهر بين الجسيمات الحاملة للشحنات الكهربائية وبواسطة هذه القوى تنتظم مدارات الالكترونات حول النواة. ان تأثير القوة الكهرومغناطيسية يصل الى مسافات بعيدة فهي التي تحافظ على دوران الالكترونات حول النواة. فيالروعة هذا التوازن ودقة الصنع فأبسط تغير في هذا النظام سوف يؤدي الى انقلاب الكون.
4- القوى النووية: وهي اقوى القوى الموجودة في الطبيعة تقدر بألف ضعف مرة اقوى من القوة الكهرومغناطيسية، والتي تساعد على جمع البروتونات في حيز واحد داخل النواة فلولاها لما اجتمع بروتونان في مكان واحد وان مجال تأثيرها لايتعدى نواة الذرة [4].
ان هذا الحساب الدقيق على مستوى الذرة هو الذي يحفظ التوازن في الكون الذي يبلغ من السعة تفوق التصور والحساب فأن غياب اي قوة من هذه القوى سوف يؤدي بالكون الى الانهيار ولا يسعني الا ان اقول احمد الله واشكره على هذه النعمة (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. ولو بحثنا في كتاب الله لوجدنا ايات تتحدث عن هذه القوى التي تجعل الكون متماسك وقوي بقوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) [النازعات: 27] والعلماء اليوم يؤكدون على ان القوى الموجودة في الكون تفوق التصور وفي هذه الاية اشارة واضحة الى هذه القوى التي تطرقنا اليها من خلال كلمة (اشد) والتي تعني القوة والترابط. [5]
ما الذي يجعل حرارة الارض متوازنة؟
للاجابة على هذا السؤال يجب ان نتحدث اولا عن مصدر هذه الحرارة. تعتبر الشمس مصدر لكل الطاقة التي تمدها لمحيطات الارض وجو الارض وان هذه الطاقة تستخدم لتسخين الارض بحيث تقوم برفع درجة حرارتها. ان التوازن في طاقة الارض هو مفهوم استخدم لفهم كم من الطاقة تأخذها الارض من الشمس، وما هي مقدار الطاقة التي تشعها الارض ثانية الى الفضاء الخارجي كضوء غير مرئي. فاذا احتفظت الارض وجوها بالطاقة الشمسية اكثر مما تشع في هذه الحالة الارض سوف تسخن وترتفع درجة حرارتها، اما اذا شعت الارض وجوها اشعاع اكثر مما استلمت في هذه الحالة الارض سوف تبرد. فلذلك اخذ العلماء يفكرون في التوازن الحراري للارض وعبروا عنها بشكل ميزان (balance). ففي حالة احتفاظ الارض بكمية اكبر من طاقة الشمس في هذه الحالة سوف تنبعث طاقة على شكل اشعة تحت الحمراء اكثر التي تجعلها متوازنة حراريا. أما اذا بعثت الارض طاقة اكثر مما استلمت ففي هذه الحالة الارض تبرد وعندها سوف تبعث طاقة اقل، ان هذا التعبير ايضا يقود الى التوازن الحراري.
الإشعاعات غير المرئية التحت الحمراءالمنبعثة من الأرض والإشعاعات المنعكسة من الجو بواسطة الغيوم وغاز ثنائي اوكسيد الكاربون تجعل الارض متوازنة حراريا
ان امتصاص الاشعة من قبل الارض يرفع من درجة حرارتها وأن انبعاث الاشعاع او الحرارة من الارض يقلل من درجة حرارتها. عندما تمتص الارض اشعة الشمس وتبعثها على شكل طاقة فأن حرارة الارض لا تتغير- في هذه الحالة يحصل التوازن الحراري- [ The Radiation Budget is in Balance ]. ب(6)
التوازن الحراري للأرض
تعقيب
ان الله سبحانه وتعالى وضع هذا الكون بشكله المتوازن وان اي خلل في اي نسب من مكونات هذا الكون سوف يؤدي به الى الانهيار والانقلاب رأسا على عقب وتقوم القيامة، قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) [الشورى: 17]، وهذا ما تطرق اليه احد الباحثين حيث تحدث عن احدى الظواهر التي سببها الانسان في الاخلال في هذا الميزان الذي وضعه الله وسخره لخدمة البشر، الا وهي ظاهرة الاحتباس الحراري [7].
بقلم د. نجاة محمد رشيد رؤوف العبيدي
جامعة بغداد/ كلية العلوم/ قسم الفلك والفضاء
البريد الالكتروني: [email protected]
المصادر
1- قصص الانبياء " قصة النبي شعيب"
2- كتب المفسرين " الطبري والقرطبي وابن الكثير"
3- مقال من وكالة الفضاء الامريكية ناسا
NASA, Godard Space Flight Center, February 1999,
"Earth's Energy Balance"
4- شهادة الكون "رحلات في الفضاء من دافع الحياة"
عبد الودود رشيد محمد (1990)
5- أسرار الكون بين العلم والايمان
المهندس عبد الدائم الكحيل (2006)
6- مقال من وكالة الفضاء الامريكية ناسا
NASA, Atmospheric science data center,
"What is the Earth's Radiation Budged?", 2008
7- موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة، "ظاهرة الاحتباس الحراري: المرض والعلاج"
بقلم الباحث المهندس عبد الدائم الكحيل
  #939  
قديم 10-11-2013, 05:11 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

القرآن شريعة كونية

صورة للكعبة المشرفة
قد يتساءل البعض…لماذا نتوجه في الصلوات في قبلة (مكة المكرمة)؟ ولماذا نطوف حول الكعبة التي في أحد أركانها الحجر الأسود؟ ولماذا يكون الطواف عكس اتجاه عقرب الساعة؟ ونبدأ من الحجر الأسود في طوافنا وفي كل شوط نسلِّم على الحجر الأسود ونحاول أن نستلمه أو نقبله إن استطعنا أو الإشارة بالسلام عليه والدعاء (بسم الله والله أكبر) عند الوصول إليه في كل دورة من دورات الطواف السبع…ولماذا سبعة أشواط سواءً كان حجاً أو عمرةً أو نافلة؟
وللإجابة على هذه التساؤلات نقول وبالله التوفيق…إن إتباع هذه المناسك وتطبيقها هو عبادة والتزام وإقتداء بأفعال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بغض النظر عن كل شيء فهذه أمور موقوفة ونحن كوننا مسلمين لذا وجب علينا أن نكون خاضعين ومنقادين لأوامر الله عز وجل في قرآنه وأوامر رسوله الكريم في سنته لقوله صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم وصلوا كما رأيتموني أُصلي)[1]، كالجندي الذي لا يعصي أمراً لقيادته إذا أراد النجاح والفوز بالمعركة فعليه أن يطبق التعليمات والأوامر التي تصدر منها. ولكن…نحن على يقين أن وراء هذه الأوامر الإلهية حكمة وفائدة لنا قد نعرفها أو لا نعرفها لأن الباري عز وجل الذي خلقنا وصوّرنا هو أعلم وأرحم بنا من أنفسنا قال تعالى: ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))[2] . فعندما يأمرنا بشيء فهو متناسق مع فطرتنا وخلقنا ومع الكون من حولنا ولمصلحتنا.
أن الباري عز وجل غني عن العالمين ولا حاجة له بطاعتنا أو عبادتنا له وإنما الأمر يعود لنا ولمصلحتنا كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيء…)[3] فإذاً لابد أن يكون هناك في هذه العبادات أسراراً ومنافعاً تعود بالخير والفائدة للفرد والمجتمع ولا بأس من التعرف على هذه الحكم والفوائد والإشارات التوافقية الموجودة فيها مع الكون والإنسان والحياة، حيث إن الإسلام شريعة كونية إضافة لكونه منهاجاً كاملاً للحياة:
1- فبالنسبة للتوجه إلى مكة المكرمة والتي في وسطها الكعبة المشرفة والمسجد الحرام: فإن الله سبحانه وتعالى يقول (فولّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره)[4]. لقد أثبتت الدراسات المتعددة ومنها دراسة الدكتور حسين كمال الدين رئيس قسم هندسة المساحة في جامعة الرياض أن (مكة المكرمة) هي مركز اليابسة على سطح الكرة الأرضية وهي تقع في المركز.
وكذلك قام الأستاذ الدكتور روبرت كولمان[5] من جامعة ستانفورد في أمريكا بدراسة مركز جذب الأرض والتقاء الإشعاعات الكونية للجاذبية على سطح الأرض (مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي) فوجدها تلتقي في نقطة على سطح الأرض (والتي تمثل مركز جذب الأرض في مركزها) وعندما أراد معرفة الموقع الجغرافي لهذه المنطقة وجد أنها (مكة المكرمة)!. فإذن مكة المكرمة التي في وسطها المسجد الحرام والكعبة المشرفة هي مركز القارات السبع (اليابسة) أولاً وكذلك نقطة التقاء وتجمع الأشعة التجاذبية المغناطيسية ثانياً، لذلك وصفها الباري عز وجل في محكم كتابه بأنها (أم القرى) وأم الشيء هو وسطه وقلبه وأساسه وذلك في قوله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير))[6] وهكذا اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون الكعبة المشرفة في المسجد الحرام (أول بيت وضع للناس) وأن تكون قبلة المسلمين في كل مكان ولذلك أطلق عليها القرآن الكريم (أم القرى) ووصف الأمة الإسلامية (بالأمة الوسط) في قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا))[7] ومن معاني ذلك الكثيرة أن أمة الإسلام الوسط (وسط في كل شيء) تتجه إلى (أم القرى) التي هي وسط ومركز اليابسة الأرض وهي مركز الجذب الروحي كما هي مركز تجمع الأشعة المغناطيسية للجاذبية الأرضية فهي أمة التوحيد والتوحد .

صورة لبيت الله الحرام عبر الأقمار الصناعية
2- وبالنسبة للطواف حول الكعبة عكس اتجاه عقرب الساعة: ففيه إشارة واتفاق لحركة الكون جميعاً، حيث أن الكون من الذرة إلى المجرة يدور بهذا الاتجاه. والدوران ظاهرة كونية تشمل كل شيء، فالإلكترون يدور حول النواة والأقمار تدور حول كواكبها والكواكب تدور حول شموسها والشموس والنجوم تدور حول مركز مجرّاتها والطاقة تدور في مساراتها وكلها تدور باتجاه واحد (عكس عقارب الساعة) كما يطوف الحجيج حول الكعبة (وذلك في حالة النظر إليها بصورة أفقية كما في حالة الطواف حول الكعبة) إنها رمز للظاهرة التي فطر الله عليها الكون كلّه والطواف سنة الله الواحد الأحد في هذا الكون ((وكل في فلك يسبحون))[8] وقال تعالى: ((كل يجري لأجل مسمى))[9] .
3- وبالنسبة للدوران حول الحجر الأسود الذي هو في أحد أركان الكعبة الأربع: فهذا قد يكون (والله أعلم) إشارة إلى الثقب الأسود (Black Hole)فإن كل مجرة من المجرات الموجودة في الكون المعروف منها لحد الآن أكثر من 130 مليار مجرة (تحتوي كل مجرة على نحو من مائة مليار نجم كمجرتنا درب التبّانة) تدور حول مركز معين وُجِد أن فيه هذا الثقب الأسود الفائق الكثافة بحيث أن كثافته تبتلع الضوء والمجرات القريبة (فلو فرضنا أن الكرة الأرضية أصبحت ثقباً أسوداً فإن كتلتها ستكون بحجم كرة المضرب (البنك بونك) فتصور عظم الكثافة والوزن لهذه الكرة الصغيرة) ويُمسك كواكب ونجوم مجرته للدوران حوله ويمنعها من التفلّت ((وكل في فلك يسبحون))[10] وكذلك يمنعها من الاصطدام ببعضها في حركة تناسقية منتظمة، وهكذا جموع الحجيج من كل بقاع الأرض تطوف حول الكعبة التي فيها الحجر الأسود في حركة تناسقية توافقية رائعة متناغمة فيا عظمة الخالق المدبّر.
إن هذه الكواكب والمجموعات الشمسية في المجرات والتي تدور حوله ولا تصطدم ببعضها إنما يأتي دورانها متوافقاً ومتناسقاً مع قوله تعالى: ((لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر))[11] أي لا تلتقي أو تصطدم مع بعضها وفيه كناية بالخاص (الشمس والقمر) يراد به العام (جميع الشموس والكواكب والأقمار …الخ). فكذلك الحجيج في الطواف فإنهم يبدؤون بالحجر الأسود ويطوفون حوله ويسلمون عليه في كل شوط من أشواط الطواف في نظام وتناسق بديعين وكأن هذا الحجر الأسود هو الذي يضبط هذا الإيقاع في طواف الحجيج حول الكعبة المشرفة ويجذبهم نحوها ويمنعهم من التفلت والتيه والاضطراب في هذه الحياة، كما يضبط الثقب الأسود في مركز المجرات حركة ودوران المجموعة الشمسية والكواكب وغيرهما وهي تسير في سرعات متناهية وذات كتل هائلة تساعدها على التفلت من خط سيرها الدقيق في القوى الطاردة عن المركز ولكن بواسطة قوة الجذب الهائلة للثقوب السوداء فإنها تبقى ملتزمة بخط سيرها لا تحيد ولا تميد في نظام دقيق ثابت إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وفي ذلك مغزى عظيم للمسلمين بأن تكون حياتهم مرتبطة بدينهم ويلتزمون بالنظام في جميع أعمالهم!.
4- لماذا نقبل الحجر الأسود؟: وهو حجر لا يضر ولا ينفع كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما خاطبه بقوله: (إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنني رأيت رسول الله يقبلك ما قبّلتك)[12] ولعلّ الحكمة في هذا التقبيل تكمن في ذلك الاتصال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته، فهو اتصال من نوع خاص، اتصال عاطفي وروحي وقلبي وكياني وكأنه عليه الصلة والسلام قبَّلَ الحجر الأسود ليكون هذا بمثابة الاتصال المادي والحسي بينه وبين أمته، أليس هو القائل: (وددت لو أني رأيت أحبابي) وفي هذا روى بعض المستشرقين وأعداء الدين الذين يعدون أن تقبيل الحجر الأسود من بقايا الوثنية في الإسلام وهم لا يعلمون الحكمة من ذلك وهي حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأحبابه الذين لم يراهم ولم يروه وآمنوا به والذين سيأتون من بعده كما أسلفنا لقوله: (طوبى لمن رآني وآمن بي ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني)[13] وقوله صلى الله عليه وسلم: (وددت لو رأيت إخواني قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله قال لا أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين يأتون من بعدي ويؤمنون بي ولم يروني)[14] فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرون الرسول صلى الله عليه وسلم ويصافحوه ويعانقوه ويسمعون الوحي المنَزّل عليه من فمه الشريف، وهذا ما جعلهم من أفضل الناس كجيل فريد متميز أما المؤمنون من بعدهم فهم لم يواكبوا هذه الأحداث الملموسة وآمنوا بها بالرغم من عدم رؤيتهم لها فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يطبع على جبين كل واحد منهم بمثابة وسام تكريم لهم على إيمانهم ومحبتهم لهذا الدين من خلال تقبيله الحجر الأسود، فكأنما صار هذا الحجر الواسطة بينهم لنقل هذه المشاعر وتقليدهم هذا الوسام الرفيع.
5- لماذا الطواف في الكعبة سبعة أشواط؟: فإن الكون بما فيه الإنسان تحكمه وتسيره قوانين ونظم دقيقة وبتقدير محكم من رب العالمين قال تعالى في أول سورة الفرقان: ((وخلق كلّ شيء فقدّره تقديرا)) وكذلك جميع المخلوقات والأحياء بما فيها الإنسان كما في قوله سبحانه وتعالى في سورة التغابن: ((خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير))[15] وقوله في سورة الذاريات: ((وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون))[16] ولمّا كان القرآن الكريم هو منهاج الكون والحياة وهو كلام رب العالمين الأزلي والكون هو من خلق رب العالمين فلأن مصدرهما واحد فلابد أن تربط بينهما قوانين ونظم واحدة، خاصّة أن القرآن هو السابق والكون هو اللاحق ومن إحدى هذه المنظومات أو القوانين هو النظام السباعي (والله أعلم) فالسماوات السبع والأرضين السبع وطبقات الجو (الغلاف الجوي) سبع وطبقات الأرض سبع والطيف الشمسي سبعة ألوان ومدارات الذرة سبعة (وهي التي تدور بها الإلكترونات حول النواة) وعدد أيام الأسبوع سبعة وغيرها كثير. وفي القرآن الكريم هذا الكتاب المعجز تحكمه في ترتيب آياته وسوره وكلماته وأحرفه هذه الظاهرة (المنظومة السباعية) استناداً لقول الله تعالى في سورة الحجر:((ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم))[17] والسبع المثاني هي سورة الفاتحة التي تقوم على هذه القاعدة أيضاً وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنزل القرآن على سبعة أحرف) فإذاً لمّا كانت هذه القاعدة إحدى النظم التي خلق بموجبها الكون، بموجب المنهج القرآني كما قلنا سابقاً، فقد جاءت بعض العبادات متناسقة مع هذه الظاهرة والتي منها الطواف حول البيت سبعة أشواط[18] والله أعلم لتكون مثالاً على هذا التناسق البديع في خلق الكون والإنسان ولتكون هذه العبادات منسجمة مع فطرته ومع النواميس الكونية قال تعالى في سورة الروم: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون))[19] .صدق الله العظيم
بقلم الدكتور محمد جميل الحبّال
أستشاري في الطب الباطني وأمراض الكلى
باحث إسلامي له العديد من المؤلفات القيمة
[email protected] : الإيميل
[1] رواه مسلم والنسائي .[2] سورة تبارك/14.[3] رواه مسلم (حديث قدسي) .[4] البقرة/144.
[5] Robert Colman – Stanford University –USA./مجلة علوم / العدد 68 /ص92/1992م.[6] الشورى/7.[7] البقرة/143.[8] يس/40.[9] الرعد/2.[10] يس/40.
[11] يس/40.[12] أخرجه الجندي في فضائل مكة وأبو الحسن القطان في المطولات والحاكم والبيه قي في شعب الإيمان .[13] أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه .
[14] رواه الإمام أحمد وأبو يعلى .[15] التغابن/3.[16] الذاريات/20-21.[17] الحجر/87.
[18] قال ابن عباس (رضي الله عنهما) عندما سئل عن ليلة القدر: (إنّ الله تعالى وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا تدور على سبع، وخلق الإنسان من سبع، وجعل فوقنا سنوات سبعاً وخلق تحتنا أرضين سبعاً وأعطى من المثاني سبعاً ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع، وقسّم الميراث في كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكعبة سبعا وبين الصفا والمروة سبعاً ورمى الجمار سبع لإقامة ذكر الله في كتابه فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان والله أعلم) قوله رضي الله عنه. كتاب الدر المنثور في التفسير المأثور للإمام السيوطي: 3/578.[19] الروم/30
  #940  
قديم 10-11-2013, 05:12 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مآل الكون على ضوء القرآن

الشكل التي يبين عملية توسع الكون
بقلم الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
أستاذ مساعد الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة المنصورة
أولا: حتمية هلاك كل شيء:
يقول تعالى:{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}القصص88.
وفى الترمذي: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سره أن ينظر إلى يوم القيامة [كأنه رأى العين] فليقرأ إذا الشمس كورت, وإذا السماء انفطرت, وإذا السماء انشقت). قال هذا حديث حسن [ غريب].
ثانيا: العلم يتصور والقرآن يصحح :
يمثل مآل الكون موضوعا حيويا في مجال علم التأريخ الكوني. ويرى العلماء أن تطور الكون يعتمد على نتيجة التصارع بين عامل الاتساع وقوة الثقالة (الجاذبية). والمعروف أن معدل الأتساع الحالي يقاس بما يعرف بثابت هبل (Hubble Constant)بينما تعتمد شدة التثاقلية على كثافة وضغط مادة الكون. ولكي نفهم تمدد الكون يستلزم ضرورة وجود طاقة معتمة (Dark energy)ومادة معتمة (Dark matter) .
وبمعنى آخر فإنه توجد قوتان في داخل الكون, ويتحدد المصير النهائي للكون بناء على غلبة إحداهما للأخرى.
وقصارى جهد العلم هو وضع تصورات (سيناريوهات) حول ذلك المصير. والحكم على مصداقية تلك التصورات يأتي بعرضها على القرآن الكريم, فما وافق القرآن أخذناه , وما خالفه رددناه. ووفقا لتصورات العلماء فإن مصير الكون إما أن يكون مقفلا (Closed)أو مفتوحا (Open)أو متذبذبا . ((Oscillate)والكون المقفول هو كون تتعاظم فيه ثقالة المادة لدرجة تكفى لإيقاف التوسع الكوني, مما يؤدى في النهاية إلى انهيار المجرات المتباعدة اليوم إلى حالة تعرف بالإنسحاق الأعظم (Big Crunch). وعلى الناحية الأخرى إذا عجزت الثقالة في المستقبل عن إيقاف التوسع , فإن الكون سيستمر في الاتساع إلى الأبد, ويوصف الكون حينئذ بالكون المفتوح. أما الكون المتذبذب فإنه كون وصل إلى حالة الانسحاق الأعظم ثم يعقبه انفجار أعظم, ثم يتأرجح ثانية إلى انسحاق أعظم وهلمجرا.
ومن دلالات النصوص القرآنية : يمكن استنتاج أن :
1. الكون "السماء" متسع وفقا للحقيقة في البند ثالثا. وبناء عليه فإن تصور نهاية الكون بالاتساع خطأ, لأن السماء ستطوى والأرض ستقبض.
2-والحديث عن تذبذب الكون بين الاتساع والانقباض المتتالين خطأ وفق فهمنا لإشارات القرآن . فالثابت قرآنيا أن الكون (بلغة القرآن السماوات والأرض) كان رتقا, وأن الخلق سيعود كما بدأ, مما يشير إلى العودة إلى حالة الجمع. ونجد ذلك في آيتين في القرآن الكريم, نجدهما في قوله تعالى: ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ))( الزمر :67), وقولهتعالى:((يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ))( الأنبياء : 104 ).
أما تذبذب الكون بين الانقباض والأتساع فخطأ محض لأن الله أخبرنا عن تبديل السماوات والأرض بصورة مغايرة لصورتهما الحالية, حيث يقول تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }إبراهيم48 .
الشكل يبين تمدد الكون(السماء) ثم انسحاقه
ثالثا: مآل السماوات :
يقول تعالى:((فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ )) الرحمن37
الخلاصة من أقوال المفسرين في قوله تعالى:((وَرْدَةً كَالدِّهَانِ)) "
الْأَدِيم الْأَحْمَر لِشِدَّةِ حَرّ النَّار, " كَالْفَرَسِ الْوَرْد تَغَيَّرَ لَوْنهَا, تَكُون أَلْوَانًا, كَلَوْنِ الدَّابَّة الْوَرْدَة, وَلَوْنهَا يَوْمَئِذٍ الْحُمْرَة, كَالدُّهْنِ صَافِيَة الْحُمْرَة مُشْرِقَة, أَيْ تَذُوب مَعَ الِانْشِقَاق حَتَّى تَصِير كَالدُّهْنِ صَافِيَة الْحُمْرَة مُشْرِقَة, " أَيْ كَصَبِّ الدُّهْن فَإِنَّك إِذَا صَبَبْته تَرَى فِيهِ أَلْوَانًا, وانفرد الماوردى بالقول أن أصل الحمرة أصل لون السماء وقال, فَإِنْ كَانَ هَذَا صَحِيحًا فَإِنَّ السَّمَاء لِقُرْبِهَا مِنْ النَّوَاظِر يَوْم الْقِيَامَة وَارْتِفَاع الْحَوَاجِز تُرَى حَمْرَاء , لِأَنَّهُ أَصْل لَوْنهَا وَاَللَّه أَعْلَمُ
ومن العجيب أن يستخدم العلماء مصطلح "العملاق الأحمر كمرحلة من مراحل احتضار النجوم. وهنا أتوقف عند أحدى معطيات العلم تتضح منها وجه الإعجاز العلمي في الآية السابقة, وأيضا قوله تعالى((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)): وأبدأ أولا بالقرآن الكريم وعرض أراء المفسرين ثم أعقبه بسؤال يطرحه العلماء, وهو:
What if the Sun will become a black hole
ماذا يحدث إذا أصبحت الشمس ثقبا أسودا؟
{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }التكوير1
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
قَالَ اِبْن عَبَّاس : تَكْوِيرُهَا : إِدْخَالهَا فِي الْعَرْش. وَالْحَسَن : ذَهَاب ضَوْئِهَا .وَقَالَهُ قَتَادَة وَمُجَاهِد : وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا . سَعِيد بْن جُبَيْر :عُوِّرَتْ . أَبُو عُبَيْدَة : كُوِّرَتْ مِثْل تَكْوِير الْعِمَامَة, تُلَفّ فَتُمْحَى. وَقَالَ الرَّبِيع بْن خَيْثَم : " كُوِّرَتْ رُمِيَ بِهَا ; وَمِنْهُ : كَوَّرْته فَتَكَوَّرَ ; أَيْ سَقَطَ . قُلْت :وَأَصْل التَّكْوِير : الْجَمْع, مَأْخُوذ مِنْ كَارَ الْعِمَامَة عَلَى رَأْسه يَكُورُهَا أَيْ لَاثَهَا وَجَمْعُهَا فَهِيَ تُكَوَّر وَيُمْحَى ضَوْءُهَا , ثُمَّ يُرْمَى بِهَا فِي الْبَحْر. وَاَللَّه أَعْلَم. وَعَنْ أَبِي صَالِح : كُوِّرَتْ : نُكِّسَتْ. ثَنِي أَبِي بْن كَعْب , قَالَ : سِتّ آيَات قَبْل يَوْم الْقِيَامَة : بَيْنَا النَّاس فِي أَسْوَاقهمْ , إِذْ ذَهَبَ ضَوْء الشَّمْس , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ , إِذْ تَنَاثَرَتْ النُّجُوم , فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ , إِذْ وَقَعَتْ الْجِبَال عَلَى وَجْه الْأَرْض , فَتَحَرَّكَتْ وَاضْطَرَبَتْ وَاحْتَرَقَتْ , وَفَزِعَتْ الْجِنّ إِلَى الْإِنْس , وَالْإِنْس إِلَى الْجِنّ
يقول العلماء أن الشمس عند موتها ستمر بمرحلة العملاق الأحمر, وتتمدد بحيث تحتضن كوكبي عطارد والزهرة. وتكون الحياة على الأرض حينئذ قلقة (حيث تغلي المحيطات, ويهرب الغلاف الجوى).وتتحول الشمس بعد ذلك إلى قزم أبيض. أما إذا كورت الشمس فستختفى لأن قطرها يصبح ستة كيلومترات فتصبح مظلمة, ويذهب ضؤها, وتبلع أفراد أسرتها.
وفيما يلي نذكر الآيات الدالة على صور أخرى لنهاية القمر والأرض والحياة.
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ }القيامة
وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَر القامة}القيامة9
{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}التكوير6
{ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَت}التكوير7
{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ }المرسلات8
{وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ }المرسلات9
{وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ }التكوير2
{وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ }التكوير11
{إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ }الانفطار1
{وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ }الانفطار2
إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ }الانشقاق1
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل : [email protected]
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 80 ( الأعضاء 0 والزوار 80)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 252.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 246.62 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]