تخلف النقد عن مواكبة الإبداع - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-07-2019, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي تخلف النقد عن مواكبة الإبداع


تخلف النقد عن مواكبة الإبداع


د. سهيلة زين العابدين

سئلتُ ذات مرَّة من قبل القسم الأدبي في جريدة "السياسي المصري" عن أسباب تخلُّف النقد عن مواكبة الإبداع، وأثر ذلك على جودة الإنتاج الأدبي؟ وأجبتُ متسائلة: أيّ إبداع تقصدون؟ وأيّ نقد تقصدون؟ فنحن نعيش في فوضى فكرية وعقائدية، وأصبح أدبنا العربي في معظمه ماركسياً وجودياً، إباحياً وثنياً، فالأديب منَّا يأخذ بمذهب فكري أو فلسفي أو عقائدي، أو نظرية في علم النفس أو علم الاجتماع، أو الاقتصاد، أو السياسة، ويبني عليها أدبه دون أن تكون له مرجعية يرجع إليها يضبط بها ما يأخذه ليتلاءم مع بيئته، وليعبِّر عن هويته، فغدا الأدب العربي الموجود الآن في الساحة، يمثِّل ماركس وفردريك انجلز، وجان بول سارتر، وهيجل، ونتيشه وفرويد، وليفي شتراوس، ورولان بارت، والحلاج، والشلمغاني، وحمدان القرمطي، وغيرهم، أكثر ممَّا يمثِّل أصحابه؛ لأنَّهم يرددون ما يقوله هؤلاء ويروِّجون لأفكارهم على شكل قصَّة أو رواية أو ما يسمَّى بالشعر.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أين هي هويتنا وشخصيتنا؟ لماذا كلّ هذا التمرُّد على كلّ ما لدينا من دين وفكر وحضارة ومبادئ وقيم ولغة وثقافة، ونأخذ بكلّ ما يأتي به الآخر؟ هل لو استقينا أدبنا من ديننا كما فعل آباؤنا وأجدادنا على مدى الأربعة عشر قرناً يعدُّ تخلفاً؟

إنَّ الإغريق يعدُّ أدبهم قمَّة الآداب الإنسانية، وأدبهم قائم على عقيدتهم المبنية على تعدد الآلهة، وصراع الإنسان مع الآلهة ومع الكون، لماذا لم يعد هذا الأدب متخلفاً، والإغريق أمَّة متخلفة؛ لأنَّ أدبها مبني على عقيدتها؟ لقد اعتبروا الإغريق أمَّة متحضرة، وذات حضارة عريقة، وأدبها يأتي في قمة الآداب الإنسانية والرومانسية القائمة على المسيحية لماذا لم تعد تخلفاً؟
لقد أخذ كثير من أدبائنا بالرومانسية، وكذا أدب الحزب الشيوعي قام على الفكر الشيوعي، وللأسف أخذ به كبار الأدباء، مثل "نجيب محفوظ" وغيره، لماذا لم يقل على هذا الأدب إنَّه أدب متخلف؟ بل على العكس من ذلك أطلقوا عليه أنه أدب تقدمِّي، وٍمعتنقي الشيوعية أطلق عليهم "تقدِّميون".
إذاً لماذا عندما نقول: "إنَّ أدبنا أدب الأمَّة الإسلامية ينبغي أن يستقي أصوله وينابيعه وقواعده من ديننا وعقيدتنا" نعدُّ متخلفين نريد تقييد الإبداع والتقهقر به إلى الوراء؟
ما دمنا قد اتفقنا أنَّ لكلّ أمَّة أدباً يعبِّر عن دينها وعقيدتها ومبادئها وقيمها وآلامها وطموحاتها، فعلام الاعتراض أن يكون لنا ـ نحن المسلمين ـ أدباً يعبِّر عن ديننا وعقيدتنا وقيمنا ومبادئنا؟
فالاعتراض في هذه الحالة في غير محله، وهو يبيِّن لنا أنَّ مبعث الاعتراض هو الإسلام لذاته، وأن المقصود في هذا الاعتراض إبعاد كلّ ما هو إسلامي عن حياتنا لنستقبل الألفية الثالثة بلا إسلام، كما هو مخطط من قبل الآخر.
قد يقول قائل: لماذا أدب إسلامي، هل يوجد أدب مسيحي أو أدب يهودي؟
أقول: نعم، يوجد أدب مسيحي، ويوجد أدب يهودي، ففي الأدب اليهودي تجد الأديب اليهودي لا يخرج عن إطار هويته اليهودية، ويكتب أدباً يوافق فكره وعقيدته، ويعبِّر عن أهداف بني دينه وآمالهم وطموحاتهم، وكذلك الأديب المسيحي يعبِّر عن هويته وما يدور في مجتمعه، ولعلّ استجابة الأدباء المسيحيين لطلب "شاتو بريان" في كتابه "العبقرية المسيحية" أن يطبع أدبهم بالطابع المسيحي محتجاً على أخذ الأدباء مسيحيي الديانة بالكلاسيكية القائمة على الوثنية الإغريقية.
أمَّا الأديب المسلم، فقد نبذ دينه وعقيدته، ومبادئ مجتمعه وقيمه ، وفقد هويته، وراح يردِّد ما يقول أصحاب المذاهب الفكرية والنظريات الفلسفية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية واللغوية كالببغاء، غير مدرك أبعاد ما يكتبه على أمته، فأصبح أدبه لا يمثِّل دينه الذي يعتنقه، ولا الأمَّة التي ينتمي إليها، فكان لا بدَّ من تأصيل الإسلام في الأدب والفكر والنقد، بمصطلح "الأدب الإسلامي" لتمييز هذا الأدب عن الفوضى الفكرية والعقائدية السائدة في الساحة.
فالمذاهب الفكرية والأدبية والفلسفية والاجتماعية والنفسية التي ألزم معظم أدبائنا أنفسهم بها في كتاباتهم النثرية والشعرية قائمة على نظرتها للخالق جلَّ شأنه والإنسان والكون والحياة، وعلاقة الإنسان بخالقه، وبأخيه الإنسان، والكون والحياة، سواءً أقرَّت بوجود الخالق أو أنكرت وجوده، كالماركسية والوجودية، والرمزية، وغيرها، نظرت إلى الإنسان نظرة روحية محضة، أو مادية محضة، وكذا الحال في نظرتها إلى الحياة والكون. فالإسلام حدَّد هذه العلاقات، ومادمنا مسلمين فلا بدَّ لنا أن تكون مرجعيتنا إلى الإسلام في هذه الأمور المتعلِّقة بالعقيدة؛ لذا كان وجود الأدب الإسلامي، والنظرية الإسلامية في النقد الأدبي القائمة على التصوُّر الإسلامي للخالق جلَّ شأنه، وإلى الإنسان والكون والحياة، ضرورة ملحِّة لإعادة الهوية الإسلامية لأدبنا العربي بتنقيته ممَّا علق به من شوائب أفقدته هذه الهوية ومسخت شخصيته الإسلامية.
ثمَّ إنَّنا مقبلون على ألفية ثالثة، وتواجهنا العولمة بكلّ تحدياتها من قبل الآخر، ولا بدَّ أن تكون لنا ثقافتنا النابعة من أصالتنا وديننا وقيمنا لنطرحها على العالم بكلّ ما تحمله من مبادئ وقيم سامية تفتقر إليها الإنسانية في عالم طغت عليه المادة والمصلحة والأنانية، وأن لا نكون مجرَّد متلقين لكلّ ما يطرحه علينا الآخر دون أن يكون لنا دور إيجابي وفعَّال ومؤثِّر.. لماذا نقبل لأنفسنا هذا الوضع المشين، ونقاوم ونحارب من يريد أن يعيد لنا ذاتنا وهويتنا؟ ثُمَّ لماذا كلَّ هذا التخوُّف من الإسلام، ألم يعط الإسلام للإنسانية أزهي وأرقى حضارة شهدتها البشرية منذ بدء الخليقة حتى الآن؟ هل يعتبر السائد في الحضارة الغربية من إلحاد وشذوذ وعري وإباحية، وإغراق في الشهوات، تحرُّراً وحضارة؟ فلن يكون إبداع إلاَّ بالعودة إلى جذورنا وأصالتنا، وما ينطبق على الأدب ينطبق أيضاً على النقد؛ لأنَّ النقد الأدبي يسير في الطريق نفسها التي سلكها الأدب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.22 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]