فتح المدائن - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-02-2016, 01:29 PM
الصورة الرمزية نااس
نااس نااس غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: May 2014
مكان الإقامة: " ريـاض الـ ع ــز "
الجنس :
المشاركات: 1,376
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي فتح المدائن

فتح المدائن :

أقام سعد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - في القادسية شهرين، حتى استجمَّ وأراح جُندَه وظهره، واستقرَّت الأوضاع العامَّة في المنطقة، ثم سار بالجيش نحوَ المدائن الغربية (بهرسير) متبعًا في ذلك تعليماتِ الخليفة عمر - رضي الله عنه.

وقد ترك سعدٌ في القادسية فِرقةً من الجيش لحماية نِساء المسلمين وذراريهم، ولحماية ظهْر المسلمين، وإقرار النِّظام في المنطقة، وصل سعد إلى بهرسير في ذي الحجَّة سنة خمس عشرة للهجرة، فوجدَها محصَّنة ذات أسوار عالية، ودفاعات قوية[91].

أرسل سعد عِدَّة فرق عسكرية تجوب المنطقة، فلم تجد أثرًا للجيش الفارسي، بل وجدتْ مائة ألف فلاَّح، فاستفتى الخليفة في شأنهم، فتَرَك أمرهم إليه، فعفَا عنهم سعد، ورفق بهم، وأحسن صُحبتهم، وضَرَب عليهم الجزية، وتَرَك أرضهم بأيديهم؛ تألُّفًا لقلوبهم، فسعِد الناس بحكم الإسلام، وأمنوا، واغتبطوا، واستقبلوا الخَراج[92].

أرسل سعد إلى أهل (بهرسير) سلمان الفارسي يدعوهم إلى واحدة من ثلاث: الإسلام أو الجزية أو القتال، فامتنعوا أشدَّ الامتناع، واستعدُّوا للقتال، فنصبوا المجانيق والعرادات على المسلمين. ضرب سعد على (بهرسير) الحِصارَ، واستعد لقتالهم، فأمر بصُنع عشرين منجنيقًا نصَبَها على بهرسير، وكذلك أمر بصنع عدد من الدبابات[93] من الجلود والخَشَب وصفيح الحديد.

اشتدَّ الحال بأهل (بهرسير)، ونفذتِ المؤن فيها، فغادروها إلى المدائن الشرقيَّة، دخل سعد (بهرسير)، وأخضعها لسيادة الدولة الإسلامية، وكان ذلك في شهر صفر سنة ست عشرة للهجرة[94]، وبذلك أصبح المسلمون على مشارِف المدائن الشرقية - طيسفون - لا يفصلهم عنها سوى نهر دجلة.. لمَّا علم يزدجرد بقُرْب المسلمين من عاصمته غادرها إلى حلوان، فأقام فيها مع حاشيته وكِبار رِجال دولته[95].

ظلَّ سعد أيامًا في بهرسير يبحث عن سُفن؛ ليحملَ الجند عليها إلى المدائن الشرقية - طيسفون -فوجد الفرس قد رفعوا المعابر، وضمُّوا السفن إلى - الفراض- على الشاطئ الشرقي لدجلة، وأحرقوا الجِسْر، فاغتمَّ سعد والمسلمون إذ لم يجدوا إلى العبور سبيلاً، فدَلَّ علج من أهل المدائن سعدًا على مخاضة تُخاض إلى صُلْب الوادي، فتردَّد سعد في عبور دجلة عن طريقها، وبينما هو كذلك إذ فجأ المسلمين المدّ، فقد طفحتْ دجلة بماء لم يُرَ مثله قطُّ تتابع صيفها، فاسودَّ ماؤها ورمتْ بالزبد[96]، لكنَّ سعدًا لم يَيْئس من رَوْح الله، ولم يَخْلُد إلى الراحة، بل أخذ يفكِّر في المسألة ويشاور فيها، وبينما هو كذلك إذا رأى رؤيا، فقد رأى أنَّ خيولَ المسلمين اقتحمتْ دجلة فعبَرَتْ، وقد أقبلتْ من المد بأمر عظيم، فعزم لتأويل رؤياه ولتعذُّر الحصول على شيء من وسائل العبور على خوْض دجلة بالخيل، فأخبر جنده واستشارهم في ذلك؛ فقالوا له: عزم الله لنا ولك على الرشد فافعل[97]، فنَدَب سعد الناس إلى العبور، ورسْم خُطَّة عسكرية بارعةً لعبور نهر دجلة، وذلك بإقامة رأس جِسْر من فرسان المسلمين على الشاطئ الشرقي لدجلة، تضرب قوَّة العدو المرابطة هناك وتدمِّرها، وقد عهد سعدٌ تنفيذ خُطَّته العسكرية إلى كتيبتي الأهوال والخرساء، وكان أوَّل مَن عَبَر النهر ستون فارسًا من أهل البأس والشجاعة من كتيبة الأهوال يتقدَّمهم قائدهم عاصم بن عمرو، فاشتبكوا مع فرسان العدو، وأزالوهم عن - الفراض - واستولوا عليها، ثم عَبَرتْ بقية الكتيبة النَّهر، ثم تقدَّمت كتيبة الخرساء بقيادة القعقاع بن عمرو فعبرت النهر[98].

باتتِ الكتيبتان تمثلان رأسَ جسر من فرسان المسلمين على الضِّفَّة الشرقية لدجلة، وأصبحتَا قادرتين على حماية المسلمين خلال عبورهم النهر، لمَّا اطمأنَّ سعد على نجاح خطته العسكرية بعبور كتيبتي الأهوال والخرساء نهرَ دجلة بأمْن وسلام، أذِنَ للجيش بنزولهم الماء وعبورهم النهر، وأمرهم أن يقولوا عند دخولهم الماء: نستعين بالله، ونتوكَّل عليه، حسبُنا الله ونِعم الوكيل، لا حولَ ولا قُوَّة إلا بالله العلي العظيم، ثم اقتحم سعدٌ بفَرَسه دجلة، واقتحم الناس على أثَرِه لم يتخلَّف أحد، فساروا في النهر كأنَّما يسيرون على وجه الأرض، فعامتْ بهم الخيل[99]، وأخذ الناس يتحدَّثون على وجه الماء، كما يتحدَّثون على وجه الأرض، وذلك لِمَا حصل لهم من الطمأنينة والسكينة والأمْن، والوثوق بأمر الله ووعده، ونصره وتأييده[100].

كان سلمان الفارسي يساير سعدًا في الماء ويتحدث معه، فجعل سعدٌ يقول: حسبُنا الله ونِعم الوكيل، والله لينصرنَّ الله ولِّيه، وليظهرنَّ الله دِينَه، وليهزمنَّ عدوَّه، إن لم يكن في الجيش بَغْي أو ذنوب تغلب الحَسَنات[101].

كان سعد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - مجابَ الدعْوة، فدعَا لجيشه بالسلامة والنصْر[102]، فعَبَر المسلمون دِجلةَ بأمْن وسلام، لم يفقدوا شيئًا، ولم يغرقْ لهم أحد[103]، وقد فجأ المسلمون أهلَ المدائن ومَن انضوى إليهم من فلول القادسية وبهرسير بأمر لم يكن في حسبانهم؛ إذ كانوا يعتقدون أنهم في عِصمة من المسلمين بدِجلة، لا سيَّما أنَّهم قد سحبوا السفن والمعابر، وأحرقوا الجسر، وأنَّ دجلة في ذلك الوقت قد طفحت بماء لم يُرَ مثله قط، فلمَّا رأى الفُرْس المسلمين على الجانب الشرقي لدجلة أصابهم الذُّعْر والخوف، فانطلقوا لا يَلْوُون على شيء[104].

كانت كتيبتَا الأهوال والخرساء أوَّل مَن دخل المدائن، فجاسوا في سِككها، فلم يجدوا فيها أحدًا، وذلك أنَّ كثيرًا من أهلها قد غادروها إلى جلولاء وحلوان، ومَن بقي منهم في المدائن الْتجأ إلى القصْر الأبيض يحتمي به، أحاطتِ الكتيبتانِ بالقصر الأبيض، وضربتَا عليه الحِصار، فلمَّا وصل سعدٌ بالجُند إلى المدائن أرسل سلمانَ الفارسيَّ إلى أهل القصر يعرض عليهم واحدةً من ثلاث: الإسلام أو الجزية أو القتال، فاختاروا الجِزية والذِّمَّة، وطلبوا الصُّلح، فصالحهم سعد، واستثنى من ذلك ما كان لآل كسرى، ومَن خرج معهم فهو غنيمةٌ للجيش ولبيت مال المسلمين[105].

دخل سعد بن أبي وقَّاص - رضي الله عنه - القصر، فلمَّا انتهى إلى إيوان كسرى قرأ قوله – تعالى -: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ [الدخان: 25 - 28]، وقد صلَّى سعدٌ في الإيوان صلاةَ الفتح[106]، واتخذه مسجدًا جامعًا[107].

كان فتْح المدائن في شهر صفر سَنةَ سِتَّ عشرةَ للهجرة، وكان أعجبَ شيء في فتح المدائن ركوبُ المسلمين الماء، وعبورُهم نهْرَ دجلة بأمْن وسلام في وقت فيضانه وطفحِه، وكان ذلك من لُطفِ الله، وحُسْنِ تدبيره.

كان يومُ عبور المسلمين دجلة يُعرف بيوم الماء، ويوم الجراثيم، وذلك أنَّه كان إذا أعيَا أحدٌ من جند المسلمين في الماء نشزتْ له جُرثومة من الأرض يستريح عليها كأنَّه على وجه الأرض[108].


رابط الموضوع:http://www.alukah.net/culture/0/31550/#ixzz41YGCMP00
__________________
من كمال إحسان الله عزوجل إن يذيق عبده مرارة
الكسر قبل حلاوة الجبر , فما كسر عبده المؤمن إلا
ليجبره , ولامنعه إلا ليعطيه , ولا أبتلاه إلا ليعافيه
__________________________
صباح الخير
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.66 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]