الكِبر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 33 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2019, 05:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي الكِبر

الكِبر


د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم




الحمد لله، نحمده سبحانه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أفضل من صلى وزكى وصام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً.

أما بعد، عباد الله:
نتحدث في هذه الخطبة عن مرض خطير، وداء عليل، لا يخلو منه كثير من البشر بنسب متفاوتة، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، وموجب لغضب الرحمن، وسبب عظيم من أسباب الحرمان، إنه الكِبْر - عباد الله.

وما أدراك ما الكبر، بسببه أخرج إبليس من ملكوت السماء، وطرد من رحمة الرحمن، {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ} [ص: 71-74].

إن الكبر مُؤدٍّ إلى الكفر والضلال {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص: 75-78].

إن الكبر خلق شيطاني ذميم، وهو أول ذنب عصي الله به، وهو من أسباب الكفر والضلال {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ} [العنكبوت: 39].

وهو مانع من الهدى، يقول سبحانه وتعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: 146].

وسبب لختم القلوب على الضلال {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35].

وهو جالب لغضب الرحمن، ولعذابه الشديد، ومانع من محبته سبحانه: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [النحل: 23]، ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: ((قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعزة إزاري، فما نازعني في واحد منهما عذبته))؛ رواه ابن حبان وأبو داود.

يقول المولى سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر))؛ رواه البخاري ومسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: ((احتجَّت الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون))؛ رواه مسلم.

فالكبر ذنب عظيم موجب لعذاب الله ومقته سبحانه والصرف عن الهدى.

فما هو الكِبْر - عباد الله؟ وما هي مظاهره؟

أما الكِبْر فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح؛ حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))، فقام رجل فقال: يا رسول الله ! إن الرجل يحب أن يكون ثوبه نظيف ونعله حسن، فقال عليه الصلاة والسلام: (ليس ذلك، إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس))؛ رواه مسلم.

فحقيقة الكبر هي في القلب، من رؤية النفس فوق الخلق، واحتقار الناس، وعدم قبول الحق، وأما أخذ الزينة الظاهرة فهو من الجمال الذي يحبه الله تعالى وليس من الكبر في شيء، كما أبان ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن التبس عليه الأمر.

عباد الله:

الكبر في القلب وله مظاهر عدة، جاء بعضها في نصوص الكتاب والسنة، فمنها ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق من بطر الحق أي عدم قبوله، فيترفع المتكبر عن قبول الحق بكافة أشكاله، من نصح وإرشاد وعلم وتعليم، والحق يجب أن يخضع له كل أحد وهو أحق أن يتبع.

ومن مظاهره: ازدراء الآخرين واحتقارهم والترفع عنهم، وقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وأرفعهم مقاماً أكثر الخلق تواضعاً، فقد كان يسلم على الصبيان، وكانت الأَمَة تأخذ بيده في أسواق المدينة في حاجتها، وكان مبتسماً بشوشاً.

ولما كان فتح مكة وكان عليه الصلاة والسلام في موقف المنتصر على رأس جيش عظيم، وهو يدخل مكة التي أخرجته مطارداً هارباً، يدخل عليه الصلاة والسلام ويكاد رأسه يمس الرحل، تواضعاً لله تعالى.

وقد جاء ورجل يكلمه، وهو يرتجف، فقال عليه الصلاة والسلام: ((هوِّن عليك، فإنما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش كانت تأكل القديد))؛ رواه الطبراني.

وقد قال سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215]، وكانت الآيات الكريمة تنزل على النبي الكريم وعلى الأمة للبعد عن صفات المتكبرين، يقول سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} [الإسراء: 37].

وفي وصية لقمان لابنه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، كما وجَّهَ عليه الصلاة والسلام للبُعْد عن صفات المتكبرين، ومنها: عدم قبول الحق، فقد رأى عليه الصلاة والسلام رجلاً يأكل بشماله، وقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسام النهي عن الأكل بالشمال، وأنه تقليد للشيطان، فقال عليه الصلاة والسلام: ((كُلْ بيمينك))، فقال: لا أستطيع، قالها كذباً متكبراً عن الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا عليه عليه الصلاة والسلام بقوله: ((لا استطعت))، فما استطاع أن يحركها، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما مَنَعَهُ إلا الكِبْر))؛ رواه مسلم.

وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحبَّ أن يتمثَّل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار))؛ رواه الترمذي، وابن أبي شيبة، والطبراني.

وهذا تهديد لمن يحب التعظيم، وقد كان عليه الصلاة والسلام شديد الكراهة أن يقوم له الناس، وكان يعرف ذلك من وجهه على الصلاة والسلام.

ومن مظاهر الكبر: الاختيال في المشية وفي الناس، وإسبال الثياب، يقول عليه الصلاة والسلام: ((بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه))؛ رواه البخاري.

إن الإعجاب بالنفس منهيٌّ عنه حتى لو كان على أمرٍ صحيحٍ من العلم والإيمان والهدى وحسن الخلق؛ بل الواجبُ شكرُ الله على هذه النعم، فضلاً عن التكبر بسبب باطل من جمال أو مال أو نسب.

عباد الله:

تواضَعُوا لله تعالى، وانسِبوا له كل نعمة وخير {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ} [النساء: 79]، واشكروه على نعمه، ومن تواضع لله رفعه، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ثلاثة أقسم عليهن: ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما نقص مال من صدقة، وما تواضع عبد لله إلا رفعه))؛ رواه البزار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص: 83].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه العظيم، وسنة رسوله الكريم، أقول ما تسعمون وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله العظيم الجبار، الواحد القهار، العزيز الغفار، واشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.

وبعد، عباد الله:
الكبر مرض قلبي خطير، يقع فيه كثير من الناس، وحسبك بالكبر قوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))؛ رواه مسلم.

والكِبْرُ في القلب ربما لم تظهر للأعيان، فأقل الكبر مستوجب لعذاب الله، لتطهيره من هذا الداء الخبيث، والمرض العضال، الذي يكفي أنه من أسباب الضلال، وهو حاجب عن الحقيقة، مانع للنصيحة، وصاحبه مكروه من الخلق، منقوص من أقرب الناس إليه.

وهنا نتساءل: ما هي الأسباب المساعدة على علاج الكبر والابتعاد عنه؟


فالجواب من وجوه:
الأول: تأمل ما في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من الوعيد الشديد للمتكبرين وبغض الله تعالى لهم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))؛ رواه مسلم.

الثاني: التذكر دوماً أنه من مساوئ الأخلاق، وأن العبد عار عليه الكبر، فهو صفة الخالق المستغني، وأن المتكبر مكروه من المخلوقين، فالناس لا تحب معاشرة من يستعلي عليهم.

الثالث: لما يتكبَّر الإنسان وبما يتكبر، فليعلم أن كل ما أوتيه من علم أو مال أو عقل أو توفيق أو نجاح أو فلاح إنما هو من الله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} [النحل: 53]، وقد حرم غيره منها، فهل مقابلة النعم تكون بالكبر؟

إن الله يبتليك بهذه النعم، وليست دليل محبته سبحانه وتعالى؛ بل ربما قد تكون استدارك وفتنة {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا} [الفجر: 15-17] أي: ليس الأمر كذلك، إنما هو ابتلاء، ومحبة الله تكون للمؤمنين الصابرين عند البلاء، الشاكرين عند النعماء، المتواضعين.

فهذه النعم تستوجب مزيد شكر للخالق، وذلة له، ورحمة بالمخلوقين لا كبراً ولا إعراضاً.

الرابع: فلينظر المتكبر المختال في أصله ومآله، وفي ضعفه وموته، {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} [عبس: 18-23].

أيها المغترُّ بأصله، إنك من تراب، ومن نطفة قذرة {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} [المؤمنون: 12-13]، ومردُّكَ إلى الموت والتراب: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ} [عبس: 21-22].

يا من يتكبَّر بماله لست أكثر مالاً من قارون، وتأمَّل ما قال: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78] قالها مختالاً، لم يرد الفضل إلى الله، قال سبحانه: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص: 81] فالجزاء من جنس العمل.

وهذا أبو لهب وكان رفيع النسب، عظيم المال {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} [المسد: 1-5].

وإن كنت تتكبَّر بعلمك وعقلك وفكرك، فقد فعلها اليهود، فلم يعلموا بعلمهم، وتكبروا عن قبول الحق، فكان كما قال سبحانه وتعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5].

يا من يتكبَّر بجماله وحليته، وطول إزاره، تفكر ما في جوفك، لو تفكر الناس ما في بطونهم ما استشعر الكبر شبان ولا شيب، يا ابن التراب ومأكول التراب غداً أقصر فإنك مأكول ومشروب.

قال الأحنف: عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين، كيف يتكبَّر.

وقال مُطرِّف بن عبدالله لأحد المستكبرين وقد جاء يختال: ألم تعرفني؟ قال: بلى؛ أولك نطفة قذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العَذِرَة.

وقال بعض السلف: ما دخل الكبر على قلب امرئ إلا نقص من عقله مقدار ذلك.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص: 83].

أقول ما تسمعون وأُصلِّي وأُسلِّمُ على سيد المتواضعين، خاتم المرسلين، فقد أمركم ربكم بأمرٍ بدأَ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكة قدسه، وثلَّث بالمؤمنين من جنه وإنسه، فقال عز من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.54 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]