الأناقة طريق للقلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2019, 03:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي الأناقة طريق للقلوب

الأناقة طريق للقلوب (1/2)

نوال الطيار

إن الداعية لا ينبغي أن تكون رمزاً للإهمال والفوضى في شكلها الظاهر؛ لأنه ليس كل الناس يستقي الدعوة من قولها، فهناك من يستقيها من الهيئة والمظهر العام، لذلك فإن حسن الهيئة والاهتمام بالأناقة الشخصية والمظهر العام طريق إلى قبول قوله ودعوته، لذا فإن إعداد الهيئة لا بد أن يسبق إعداد الكلمات، فلا بد أن يكون منظماً في هيئته وشكله العام؛ لأن من شأن من أتى بالموعظة للناس أن يكون مرتباً في كلماته ومنظماً لها حتى يجد القبول من السامعين.
ولهذا الموضوع عدة محاور:
أولاً: المقصود بالأناقة الشخصية.
ثانياً: أهمية الأناقة الشخصية وعلاقته بالدعوة.
ثالثاً: ضوابط الأناقة الشخصية.
المحور الأول:
المقصود بالأناقة الشخصية:
الأناقة مأخوذة من حروف أصلية الهمزة والنون والقاف، يقال أنق الشيء أنقاً من باب تعب، وشيء أنيق مثل عجيب، وتأنق في عمله أحكمه.
والمراد به هنا هو المظهر العام الذي يلزمه الشخص.
وكلامي هنا منصب على الأناقة المكتسبة، وهو ما جاء الشرع بطلبه من تحسين الهيئة أو الشكل والنظافة، وسائر الأفعال التي تؤدي إلى التآلف بين الناس، ولا تنفر بعضهم عن بعض.
لذا فإحسان المظهر العام في الملبس والشعر والرائحة والنظافة عندما يحتسبها الداعية إلى الله تعالى ويريد بها رفعة هذا الدين، وتمثيل الإسلام التمثيل التام، وإغاظة الأعداء الذين لا يسرهم رؤية المسلمين إلا أذلة، وقد هانت عليهم أنفسهم، وهان عليهم مظهرهم، فإذا قصدهذا القصد فهو مثاب عند الله، داع إلى الله بثوبه ورائحته وحسن شعره وحسن مظهره العام، والوسائل لها أحكام المقاصد، فكما أن القصد عال شريف وهو الدعوة إلى الله فكذلك الوسيلة هنا ترتفع لتلحق بالقصد.
وكما أن رثَّ الثياب سيئ المظهر أشعث الشعر ينفِّر من حيث لا يشعر عن هذا الدين؛ لأن من لا يعرف الدين يظن أن من مقتضياته التزام هذه الهيئة، فلا يقربه نفوراً من هذا المظهر.
المحور الثاني:
أهمية الأناقة الشخصية وعلاقته بالدعوة:
تكتسب هيئة الداعية ومظهرها العام أهمية واضحة بين صفات الداعية في أنها رسالة من الداعية إلى كل من يراها، لا سيما وأن ما يتعلق بأذهان الناس ليس مصدره السمع أو القراءة بل عن طريق المشاهدة أحياناً، فهناك أغلبية من المجتمع تنظر إلى مظهر الداعية وهيئتها وقد تتأثر به وتحكم على دعوتها من خلال المظهر العام.
ولا يفوتني في هذا أهمية القدوة، وأنها طريقة من طرق الدعوة، ويحتمل المظهر العام جزءاً رئيساً من الدعوة بالقدوة، فمظهر الداعية وسيلة لجذب المدعوين بحيث يألفونها ويصفون إلى دعوتها وتظهر أهمية ظهور الداعية بمظهر وهيئة حسنة فيما يلي:
إن مظهر الداعية هو أول ما يواجه المدعوات، فأول ما ينطبع في الذهن شكل الداعية، حيث إن هيئة الداعية وجمال مظهرها تجذب المدعوات؛ لأن النفوس جبلت على حب الجمال والمظهر الحسن.
إن كثيراً من المدعوات عندما تحدثهم الداعية عن مخالفات يقعن فيها يفتشن مباشرة في مظهرها، وما يمكن أن يكون منها لأمر من أوامر الشرع، فمثلاً ينظرن إلى لباسها ومظهرها العام، ومدى اتباعها لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا أنوه إلى أهمية صدق الداعية الذي يظهر بوضوح في التزامها التام بتعاليم الإسلام في المظهر العام؛ لأن التزامها بمظهر حسن أدعى إلى قبول قولها.
إن الاستقامة النفسية تتحقق للداعية كلما ازدادت تمسكاً بالسنة، وفي الهدي النبوي من الكمال والتنظيم في كل شيء ـ حتى في المظهر ـ ما ينبغي للداعية أن يأخذ منه بحظ وافر.
إن تميز الداعية في مظهرها أدعى إلى سلامتها في أخلاقها وأعمالها.
ويقودنا هنا الحديث إلى العلاقة بين الهيئة الظاهرة والهيئة الباطنة، حيث إن إهمال الداعية لمظهرها بالكلية خطأ، كما أن إعماله حتى يطغى على عملها خطأ أيضاً، وجمال مظهر الداعية ليس مقصوداً لذاته، إذ المظهر ليس غاية يقصدها الداعية حتى تطغيه عن أمور دعوته، وقد ثبت في صحيح مسلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم".
لذلك فإن صلاح الباطن له أثره الظاهر على هيئة المرء الظاهرة، والداعية إذ تهتم بصلاح باطنها فإن ذلك طريق إلى تحسين هيئتها الظاهرة.
فإن للحسنة تأثيراً في مظهر المرء.
قال ابن عباس: "إن للحسنة ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواد في الوجه، وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق".
قال ابن القيم في "روضة المحبين ونزهة المشتاقين": "الجمال ينقسم إلى قسمين ظاهر وباطن. فالجمال الباطن هو المحبوب لذاته، وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة، وهذا الجمال الباطن هومحل نظر الله من عبده وموضع محبته، كما في الحديث الصحيح: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
وهذا الجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسوا صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتسب روحه من تلك الصفات، فإن المؤمن يعطي مهابة وحلاوة حسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه.
المحور الثالث:
ضوابط الأناقة الشخصية، وتظهر هذه الضوابط بأمرين:
الأول/ التزام سنن الفطرة.
الثاني/ الضوابط المتعلقة باللباس.
الأمر الأول: التزام سنن الفطرة:
تعد هذه الصفة من الصفات الرئيسة للداعية، وهي مما جبل الله عليها الخلق، وهدى لها الأنبياء عليهم السلام وأمروا بها، ويحسن بالداعية العناية بهذه السنن امتثالاً وإتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن يعلم أن كثيراً من الصفات المحمودة في هيئة الداعية مردها إلى سنن الفطرة، وهي أمور حث عليها الشارع ويمكن تقسيم سنن الفطرة إلى قسمين:
الأول/ السنن المتعلقة بالنظافة والزينة الظاهرة كالسواك وقص الأظفار.
الثاني/ سنن تتعلق بالنظافة والزينة الباطنة كنتف الإبط وغيره.
وهنا أعرض ماله علاقة بهيئة الداعية منها:

السواك، وهو من السنن التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواظب عليها، فكان إذا دخل بيته بدأ بالسواك، وإذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.
وله أهمية ظاهرة في هيئة الداعية بشكل خاص فهو يتعلق بالنظافة والزينة الظاهرة، كما أنه يتعلق بالنظافة الباطنة من حيث الرائحة، والفم مصدر تلقى المدعوات، فهو ينظر إليها ويقترب منها لا سيما في الدعوة الفردية.
لذا فحرص الداعية على السواك والاهتمام به سبب في قرب المدعو منه وعدم نفوره، ومن ثم الإصغاء إلى دعوته.
نظافة البدن، نظافة البدن من مقاصد سنن الفطر والرئيسة، وقد شرع الله الوضوء للصلاة والغسل، مما يؤدي إلى تعهد مستمر للبدن بالنظافة والتطهير، ومن هنا فإن الرائحة الطيبة والنظافة تبعث على القرب من الداعية.
الشعر، وهو من الخصال الظاهرة في هيئة الداعية، فينبغي للداعية الاهتمام به وتحسينه وهو من تمام حسن الهيئة، والابتعاد عن كل ما هو سبيل إلى تقليد الكافرات من قصة أو صبغة بما هو مخالف للشرع، ومن ذلك أيضاً الاهتمام بترتيبه، وقد رأى رسول الله رجلاً شعثاً قد تفرق شعره، فقال: "أما كان هذا يجد ما يسكن شعره؟" (رواه أبو داود وصححه الألباني).
لأن الداعية محل النظر والتقليد من قبل من يستمع لها من المدعوات.
ونكمل بحول الله وقوته في الحلقة القادمة الحديث عن (الضوابط المتعلقة باللباس)..

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-02-2019, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأناقة طريق للقلوب

الأناقة طريق للقلوب (2/2)

نوال الطيار

في هذا اللقاء نكمل الحديث عن ضوابط الأناقة الشخصية، وقد ذكرنا في الجزء الأول الالتزام بسنن الفطرة، ونتحدث اليوم عن الضوابط المتعلقة باللباس:
الثاني/ الضوابط المتعلقة باللباس:
يعد إصلاح اللباس من تمام إصلاح الهيئة، حيث يشكل اللباس معظم هيئة الداعية الظاهرة، فرث الهيئة عند إطلاقه ينصرف إلى اللباس. واللباس الحسن من التجمل والزينة وهو ما حث عليه الإسلام لا سيما في مواطن اجتماع الناس ولقاءاتهم، قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. [الأعراف: 31].
وفي سنن أبي داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: "إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش".
قال ابن الأثير: الشامة: الخال في الجسد. أراد: كونوا في أحسن زي وهيئة، حتى تظهروا للناس وينظروا إليكم كما تظهر الشامة وينظر إليها دون باقي الجسد. (النهاية في غريب الحديث 2/436).
لذلك فإن على الداعية مراعاة الضوابط التالية:
أولاً: خلوه من المحاذير الشرعية، فالداعية قدوة لغيرها في ذلك والناس لها تبع، وعندما تخالف في لبسها فإن ذلك دافع للغير لذلك، وقد جاءت نصوص الشريعة تحذر من أصناف من الملابس تتعلق بهيئتها، أوبنية صاحبها ويمكن إجمالها:
1- الكبر والخيلاء:
فإن كان الملبس يدعو إلى ذلك فالأولى تركه بل الواجب تركه، لذلك فعلى الداعية أن يتعاهد قلبه ويطهر نفسه من الكبر والخيلاء، لكن لا يدل لبس الثياب الحسنة أو محبتها على الكبر أو الخيلاء، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الكبر بطر الحق وغَمْط الناس". (رواه مسلم). قال الشوكاني: الحديث يدل على أن محبته لبس الثوب الحسن والنعل الحسن وتخير اللباس الجميل ليس من الكبر في شيء، وهذا مما لا خلاف فيه فيما أعلم. (نيل الأوطار 2/115).
2- الإسراف:
الإسراف قرين الكبر والخيلاء، فإذا خلا اللباس منهما فلا عليه في ذلك شيء، كما قال ابن عباس: "كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان سَرَف أو مخيلة". والمخيلة هي الكبر.
3- الشهرة:
من المحاذير الشرعية في اللباس أن يكون للشهرة، والشهرة هي التفاخر باللباس المرتفع أو المنخفض للغاية، وقيل المراد: ما لا يحل لبسه، أوما يقصد بلبسه التفاخر والتكبر.
فهدي الداعية ينبغي أن يوافق في ذلك هدي رسول الله وهو لبس ما تيسر من اللباس، قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – "ولا شك أن الإنسان إذا كان بين أناس رفيعي الحال يلبسون الثياب الجميلة؟ وليس دونهم فإن هذا يعد لباس شهرة". (شرح رياض الصالحين 7/337).
ثانياً: مراعاة المصلحة:
إن ترك الداعية لمظهرها دون الاهتمام به ليس في مصلحة الدعوة، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ومخالطة الناس تستلزم حسن مظهر الداعية، إذ المظهر الحسن طريق إلى جذب القلوب، وصلاح الظاهر طريق إلى صلاح الباطن.
ومدار اللباس على النية والمصلحة الراجحة في ذلك.
فلا يلزم الداعية أن تلبس فاخر الثياب إذا كان ذلك يؤثر على نفسية المدعوات، لا سيما إن كانوا فقراء. قال ابن القيم: "ولبس الدنيء من الثياب يذم في موضع ويحمد في موضع، فيذم إذا كان شهرة وخيلاء، ويمدح إذا كان تواضعاً واستكانة، كما أن لبس الرفيع منها يذم في موضع ويحمد في موضع، فيذم إذا كان تكبراً وفخراً وخيلاء، ويمدح إذا كان تجملاً وإظهاراً لنعمة الله". (زاد المعاد 1/146).
لكن لا يفهم من ذلك إهمال الداعية لأناقتها ورثاثة الهيئة وتكلفها، فقد أنكر رسول الله على مالك بن نضلة رضي الله عنه رثاثة هيئته قال مالك: أتيت رسول الله فرآني رث الهيئة فقال لي: هل لك من مال؟ قلت: نعم، قد أتاني الله عز وجل من كل ماله من خيله وإبله وغنمه ورقيقه. قال: "فإذا آتاك الله مالاً فلير عليك نعمته". (رواه أبو داوود وصححه الألباني).
وهنا أمر مهم وهو ترك الداعية للباس مع القدرة عليه لا بد أن يكون لمقصد صحيح، فلا يترك اللباس الرفيع بخلاً أو إظهاراً للزهد، وليقال متواضع.
قال الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: وهذا يعني أن الإنسان إذا كان بين أناس متوسطي الحال لا يستطيعون اللباس الرفيع فتواضع وصار يلبس مثلهم لئلا تنكر قلوبهم، ولئلا يفخر عليه، فإنه يناله الأجر العظيم، أما إذا كان بين أناس قد أنعم الله عليهم ويلبسون الثياب الرفيعة لكنها غير محرمة فإن الأفضل أن يلبس مثلهم؛ لأن الله تعالى جميل يحب الجمال. (شرح رياض الصالحين 2/336).
لذا ينبغي للداعية ألا تقتر على نفسها إذ آتاها الله مالاً، وأن تحتسب ذلك قوة في طاعته، ووسيلة من وسائل الدعوة.
لقول رسول الله: "إذا آتاك الله مالاً فلير أثره عليك" (رواه أبو داود).
قال ابن حجر: "أي بأن يلبس ثياباً تليق بحاله من النفاسة والنظافة ليعرفه المحتاجون للطلب منه، مع مراعاة القصد وترك الإسراف جمعاً بين الأدلة". (فتح الباري 10/26).
ثالثاً: التوسط والقصد في اللباس.
الوسطية من خصائص هذه الأمة، فهي وسط في كل أمورها؟ وفي مظهر الداعية يتجلى ذلك؛ لأن فيه تحقيق لنجاح الدعوة. والفهم الصحيح للتوسط في اللباس والهيئة مطلوب من كل أحد، ومن الداعية لوجه خاص، إذ أنها تعد معياراً لغيرها وهي مصب الأنظار وكثير من النساء تبنى على مظهرها قصدت الداعية أم لم تقصد.
لكن لا يقال بأن أمر الداعية بحسن اللباس فيه منافاة للزهد؛ لأن الزهد كما عرفه شيخ الإسلام في الفتاوى المجلد العاشر ص21، ص511 "هو ترك ما لا ينفع في الآخرة، وهو فضول المباح التي لا يستعان بها على طاعة الله" أ.هـ
وليس من الزهد أن يلبس الثياب غير النظيفة أو إظهار رثة الحال في وسط نساء ذو لباس رفيع مثلاً، وكذا لا يعني لبس الرديء من الثياب في زمان ومكان لا يلبس أهله إلا الجيد من الثياب.
لذا فعلى الداعية الاهتمام بالمظهر الخارجي وهذا فيما يتوافق مع أمور الشريعة الإسلامية وذلك بترك المحرمات والمكروهات؛ لأن الداعية قدوة للغير، وينبغي أن يعلم أنه لا سبيل لتحريم الزينة التي أخرجها الله إذا لم تصرف عن عبادته أو تُدع إلى ارتكاب محرم، وأنها إذا كانت سبيلاً للخير وسبباً في إقبال الناس عليها فإنها تستحب، وقد تجب أحياناً.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.96 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]