الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مسؤولية الأبوين والمعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 12-04-2023, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




كيف ندرب أبناءنا على الصيام؟!
زهرة الياسمين
(21)

إخوتي وأخواتي الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
لقد فرض الإسلام تعليم الصبي الصلاة منذ السابعة من العمر حتى العاشرة، أ
ما الصيام فهو أشق على النفس من الصلاة...و لكنه أحياناً يكون لدى بعض الأطفال الكسالى - الذين يُعرِضون عن الطعام بطبيعتهم- أيسر من الصلاة!!!
بينما نجده مشكلة لدى الطفل الأكول... لذا فإنه من واجبنا أن نعلِّمهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" ونعينهم على تنفيذه اتباعاً للسنة، وتمهيداً لتيسير الصيام عليهم بالتدريج، ثم صيانةً لهم من الأمراض في المستقبل.

وفي هذا يقول فضيلة الشيخ "محمد بَكر إسماعيل": " الصبي لا يجب عليه الصوم حتى يبلغ، ولكن يستحب على وليه أن يدربه عليه إذا لم يكن في ذلك مشقة بالغة، فقد كان بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدرِّبو
ن صبيانهم عليه. فعن الربيع بنت معوذ قالت: "كنا نَصُومُ ونُصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن (أي الصوف) فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه، حتى يكون عند الإفطار" (أي أعطيناه هذا الصوف يتلهى به حتى يحين موعد الإفطار) (الحديث رواه البخاري ومسلم).

وبشكل عام ، فإن تدريبهم على الصيام ينبغي أن يتم تدريجياً، ووفق الظروف الصحية للطفل (منذ السابعة وحتى العاشرة مثلاً)؛ففي شهر رمضان من كل عام، يرى الطفل والديه، و الكبار من الأقارب والجيران والمدرِّسين يصومون فيشعر بالغيرة والرغبة في تقليدهم، لذا يجب أن نعينه على ذلك وننتهز هذه الفرصة بأن نشجعه و نتركه يصوم لمدة ساعتين مثلاً،ثم نزيد عدد الساعات حسب قدرة الطفل، وإذا رغب في الطعام تركناه حتى يشعر أن هذا أمر يخصه وأنه شيء بينه وبين ربه،ولا ينبغي أبداً أن نخاف عليه من الضعف أو الهزال؛ فشهر رمضان كالعطر يتبخر سريعاً، كما أن الطفل إذا اشتد به الجوع،فسيكون أمامه أحد أمرين:
إما أن يأكل لأنه لم يعد يتحمل الج
وع، و بذلك نطمئن عليه.
وإما أن يحاول أن يتحمل الجوع ويجاهد نفسه، وبذلك يتعود مجاهدة النفس والصبر على طاعة الله، فنطمئن عليه أكثر!!!
ولا ينبغي أن ننسى مكافأته على اجتيازه فترة الصوم المحددة بنجاح، ويكون ذلك بزيادة مصروفه مثلاً، أو أن تقول له الأم مثلاً:"أنا فخورة بك، فقد أصبحت الآن مثل الكبار تستطيع مجاهدة نفسك ومقاومة الشعور بالجوع والعطش"

وإذا جاء شهر رمضان في أيام الدراسة فللطفل الذي لا يزال في مرحلة التدريب أن يختار أن يصوم في فترة وجوده بالمدرسة، ثم الإفطار بقية اليوم ؛ أو العكس...حتى يستطيع أن يتم اليوم، خاصة وأن بعض المدارس تقلل ساعتين من ف
ترة الدوام في رمضان بينما تتوقف الدراسة في هذا الشهر في البعض الآخر .
و لنتذكر أن مستقبل الطفل الحقيقي هو الآخرة، لذا ينبغي أن نعده لها خير إعداد وأن نخ
اف عليه من مخالفة أوامر الله أكثر مما نخاف عليه من الضعف أو التقصير في الدراسة.
كما يعينه أيضاً أن يلتزم بوجبة السحور مع الكبار- التي تشجعه أيضاً على صلاة الفجر - و لا ننسى أن نشرح له –ببساطة- أهمية السحور من حيث اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والفوز بالبركة، و دعاء الملائكة للصائم ، بالإضافة إلى أخذ الأسباب بأكل وشرب ما يقوِّي أجسادنا على الصيام .


وفي مرحلة الحادية عشرة ، وحتى الرابعة عشرة من العمر يكون الطفل قادراً على إتمام اليوم من حيث تحمُّل الجوع والعطش، ولذلك يجب أن يتقدم عن المرحلة السابقة بمعرفة روح الصوم، وأنه لم يُفرض لتعذيب المسلمين، وأن أحد أهداف الصوم هو الشعور بجوع الفقراء،وترويض النفس على الصبر وتحمل الشدائد، وتغذية الروح بطاعة ربها مع الإقلال من تغذية الجسد، والوصول بالمسلم إلى تقوى الله في السِّر والعَلَن ، كما ينبغي أن يعرف:
• أن الصوم يعني كف أذى اللسان والجوارح عن الغير،وغض البصر عن محارم الله تعالى،
• و أن ثواب الصائمين لا حدود له،

• وأن الله سبحانه هو وحده الذي يقرر مقداره لأن الصوم عبادة إخلاص لله عز وجل ولا ي
عرف مدى صدقها والإخلاص فيها إلا هو.

وفي المرحلة مابين الخامسة عشرة و الثامنة عشرة ينبغي له أن يعرف:
• أن الصوم ليس إمساك عن الشراب والطعام والشهوة فقط، وإنما هو التزام يؤدي على التقوى،
• وأن شهر رمضان عطية غالية من الجواد الكريم، فلا ينبغي أن نضيِّعها
.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 13-04-2023, 03:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




وصايا للمسلمة في رمضان
(22)


رمضان فرصة موسمية للتزود من التقوى، وتطهير القلوب، وتزكية النفوس، والفطن اللبيب هو من يسعى لاغتنامه، والشقي هو من يسعى للتخلص منه، وما دامت الشمس لا تقف والعمر لا ينتظر، والأيام لا تتوقف، فحري بالمرء أن يستغل كل دقيقة؛ بل كل لحظة من عمره في القرب إلى الله والعمل على رضاه.

والمرأة كالرجل في اغتنام مواسم الطاعات والظفر بأوقات القربات، ولها من كل عمل نصيب ومن كل طاعة سهم، وإلا فما قيمة الحياة بغير طاعة الله، وما فائدة الدنيا إن لم تكن مزرعة الآخرة.
وبعض النساء تستقبل شهر الطاعات وموسم القربات بجدول من الأعمال التي تهلك بدنها ولا ترضي به ربها، بل كل ه
مها الطعام والشراب وما شابه، فيمر عليها رمضان دون أن تشعر بطاعة أو تأنس بعمل صالح؛ نظرًا لعدم فهمها الحكمة من الشهر.

رمضان شهر الصيام وليس شهر الطعام، رمضان شهر القيام وليس شهر النوم، رمضان شهر الجد وليس شهر الهزل، رمضان شهر العمل وليس شهر الكسل، رمضان شهر الطاعات وليس شهر المعاصي، رمضان شهر الاقدام وليس شهر الاحجام، رمضان شهر اليقظة وليس شهر الغفلة.
ومع ذلك فإن من سماحة هذا الدين ويسره، ومن عظيم إحسان الله إلى عباده أن رتب لجميع الأعمال والعادات التي نقوم بها الأجر والمثوبة، وذلك إذا توفر فيها عامل احتساب الأجر والنية فيها، وكذا ربة المنزل في رمضان فالأعمال التي تتكرر يوميًا؛ كاعتنائها بزوجها وأطفالها، إذا احتسبت الأجر والثواب في فعلها، واستحضرت النية بأنها تقوم بذلك ليس على سبيل العادة والواجب والإكراه، وإنما طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فإنها تصبح عبادة ويحصل لها الأجر على ذلك بإذن الله.
وللاحتساب أهمية كبرى في حياة ربة المنزل للاستزادة من تحصيل الحسنات والأجر عند الله سبحانه وتعالى، وما أجمل كلام ابن القيم رحمه الله في ذلك حيث قال: قال بعض العلماء الأكياس عاداتهم عبادات الحمقي والحمقى عباداتهم عادات (1).

بعض النصائح لاغتنام من شهر القربات:
1- استغلال الساعات التي تقضيها في المطبخ بكثرة الذكر والتسبيح والدعاء:
ومن نعم الله علينا في هذا العصر وجود إذاعة القرآن، وأشرطة القرآن، والمحاضرات المتوافرة في كل مكان، فيمكن للأخت المسلمة أن تسمع آيات الله طيلة وقتها، وتسمع كل خير عن طريق هذه الأجهزة.
إن وسائل التواصل مع الله سبحانه وتعالى كثيرة، ومن أهمها: الدعاء، إذ ندعو الله لكي يحقق مطالبنا، وندعوه لكي يخفف عنا البلاء ولكي نستغفره على تقصيرنا، وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا أو منيبًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي» (2)، ولا بد أن تكون ألسنتنا طيلة الشهر الكريم رطبة بذكر الله تعالى والاستغفار واغتنام الدعاء قبل الإفطار، كما لا بد أن نسبح ونذكر الله آناء الليل وأطراف النهار، حيث قيل لابن هاني: ما نرى لسانك يفتر كم تسبح كل يوم؟ قال: مائة ألف إلا أن تخطئ الأصابع (3)، كما قال ابن القيم: إن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرًا لله، فأفضل الصوام أكثرهم ذكرًا لله، وأفضل الحجاج أفضلهم ذكرًا لله، وهكذا سائر الأعمال (4).
وهناك فكرة جميلة حتى لا تنسى الذكر، وهي: قومي بوضع لوحات على جدران المنزل بها أذكار حتى تذكر الله كلما تجولتي في غرفتك أو منزلك، وقومي بلبس العداد الذكي لتقومي بالتسبيح عليه لتستطيعي معرفة كم مرة قمتي بالتسبيح اليوم، وضعي رقمًا معينًا كل يوم لتجتازه في التسبيح والذكر.

2- عدم الإسراف في المأكل والمشرب: فيلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب، أو فوات تكبيرة الإحرام، أو بعض الركعات، أو فوات الصلاة بالكلية، وهذا لا ينبغي في غير رمضان، فكيف في رمضان؟! فعلى ربة المنزل في هذا الجانب الاقتصار في عدد قليل من أنواع المأكولات، وعدم المبالغة في التفنن في الأصناف الموضوعة على المائدة الرمضانية.

3- إرسال الإفطار للجيران والمحتاجين، وذلك لإدخال الفرح إلى قلوبهم ولتعميق العلاقات بين الجيران وتقديم المساعدة لهم، وحصد أجر إفطار صائم بتقديم بعض الوجبات إلى الصائمين في الحي (5).
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا طبخت قدرًا، فأكثر مرقتها، فإنه أوسع للأهل والجيران» (6).
4- السنة للمرأة أن تصلي التراويح في منزلها، وهو أفضل، ولا بأس بأن تخرج إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهنَّ خير لهنَّ» (7).
وإذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد ‏معنا العشاء الآخرة (8)؛ أي صلاة العشاء.

ولديك فكرتان مختلفتان من خلالهما تستطيعين قضاء صلاة التراويح وأنت مطمئنة الفكرة، وهما: أن تتفقي مع العديد من صديقاتك وأخواتك وأهلك للصلاة يوميًا في مسجد بعينه، وأن تقوم كل يوم امرأة مختلفة منكن بالجلوس مع أطفال كل هؤلاء السيدات حتى تتاح الفرصة للجميع في الصلاة في الجامع، أما الفكرة الثانية فهي التجمع في منازل بعضكن البعض والصلاة جماعة، وتكون إحداكنّ إمامًا للمصليات، وبذلك تضمنّ ثواب الجماعة.

5- الإخلاص لله في الصيام:
الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن، قال ابن القيم رحمه الله: وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته (9).
وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].
فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى.

6- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم، ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماسًا:

أ‌- البركة في المشاعر الإيمانية: ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان، حي القلب، دائم التفكر، سريع التذكر، إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه أنه بعض عطاء الله للصائم.
ب‌- البركة في القوة الجسدية: فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب، كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد، ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة، ورواتبها المسنونة، وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.
ج- البركة في الأوقات: تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان.
فاغتنم بركة رمضان وأضف إليها بركة القرآن، واحرص على أن يكون ذلك عونًا لك على طاعة الرحمن، ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان.
7- السحور وقيام الليل:
قال صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» (10)، «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين» (11)، لذلك لا بد أن تحرصي على أن يتناول السحور أفراد المنزل سويًا، فيزيد الترابط الأسري وتعم البركة، كما يفضل قبل السحور عند قيام الليل أن يتجه أفراد المنزل كافة إلى الركن الذي تم تخصيصه للعبادة في بداية الشهر الكريم، فيقرأ أحدهم القرآن، ويصلي آخرون، ويسبح غيرهم، فالجو الجماعي يزيد من النشاط وعدم النوم والكسل، وبعد السحور خصصوا لكل يوم فردًا يقوم بقراءة الدعاء وباقي أفراد الأسرة يرددون معه حتى صلاة الفجر، ثم يذهب الرجال إلى الصلاة في المسجد، وإن أمكن نزول السيدات كان أفضل، وإن لم يتمكنّ تجتمع سيدات البيت ويقمن بالصلاة جم اعة، فثواب ذلك أعظم من أن يصلي كل فرد في غرفته لا يعلم عنه أحد (12).

8- استحضار خصائص شهر رمضان.
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

3- يزين الله في كل يوم جنته.
4- تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.
5- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
6- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
7- لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان.
8- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال: قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» (13).
9- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم.
10- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة: يقول ا لصيام أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن ربّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان» (14) (15).

9- وضع جدول غذائي منتظم:
إذا نظرنا إلى المأكولات الكثيرة والمشروبات وتنوع أصنافها على سفرة الإفطار فإنك تضطر إلى أن تقول لماذا يا أيتها المرأة المسلمة لا تجعلي لك جدولًا غذائيًا منتظمًا لتقسيم هذه الأصناف على أيام الأسبوع فهل يشترط أن نرى جميع الطعام في كل يوم؟ لا يشترط هذا، وهل يشترط أن نرى جميع أنواع العصير في كل يوم؟ أيضًا لا يشترط ولا شك أننا بهذا التنظيم نكسب أمورًا كثيرة منها:
أولًا: عدم الإسراف في الطعام والشراب وقد نهينا عن ذلك.
ثانيًا: قلة المصاريف المالية وترشيد الاستهلاك.
ثالثًا: التجديد في أصناف المأكولات والمشروبات وإبعاد الروتين والملل بوجود هذه الأصناف يوميًا.
رابعًا: حفظ وقت المرأة وطلب راحتها واستغلاله بما ينفع خاصة في هذا الشهر المبارك فهذا شيء من الثمار ومن الفوائد في تطبيق هذا الاقتراح فيا ليت أن بعض الأخوات يفعلن مثل هذه الجدول ولعلهن أن ينفعن غيرهن من أخواتهن في توزيعه في مدراسهن وأماكن اجتماعهن فإن فعل ذلك كما ذكرنا فيه فوائد جمة.
10- استغلال وقت الحيض والنفاس في الذكر وأعمال البر:
بعض النساء إذا حاضت أو نفست تركت الأعمال الصالحة وأصابها الفتور مما يجعلها تحرم نفسها من فضائل هذا الشهر وخيراته، وهناك ولله الحمد عبادات أخرى مثل الدعاء والتسبيح والاستغفار والصدقة والقيام على الصائمين وتفطيرهم وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة، ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية.
كيف ذلك؟ لحديث رسول صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له تعالى من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا» (16).
إذن فلتبشرى، المهم استحضار النية الصالحة والخالصة والحرص على كثير من الخيرات والعبادات التي تستطيعنه
ا، ثم عن قراءة القرآن للحائض والنفساء فيه خلاف مشهور بين العلماء لكن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى رأى جواز قراءة القرآن للحائض والنفساء بدون شرط أو قيد.
11- تعويد الصغار على الصيام:
تعويد الصغار على الصيام والقيام وتشجيع الأب بصحبتهم للمسجد تارة وبالثناء تارة وبالكلمة الطيبة وبالجوائز؛ بل وتعويدهم على الصدقة وبذل الطعام وتوزيعه على الفقراء والمساكين المجاورين.
وعندما تعطى الطفل الصغير ليوزعه بنفسه للجيران وللفقراء والمساكين وتذكره بالأجر وبفضل هذه الأعمال فإن ذلك يُنشئه نشأة صالحة، كما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وتقول الربيع بنت معوذ عن صيام عاشوراء فكنا نصومه بعد ونُصومه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن (القطن)، فإذا بكى أحدهم على الطعم أعطيناه ذلك (اللعبة) حتى يكون عند الإفطار (17).
أي حتى يُتم صومه ذلك اليوم تُشغله بهذه اللعبة وفي ذلك تمرين لهم وقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الفعل لأنه فُعله بحضرته فهو أيضًا من السنن التقريرية عنه صلى الله عليه وآله وسلم (18).
أهم الإعدادات في شهر رمضان الكريم:

أداء الصلاة في وقتها:
لما سئل صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قال: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين» قال: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قال: حدثني بهن، ولو استزدته لزادني (19)، فاحذري من أن تقصري في أداء الصلاة في أوقاتها بحجة النوم، وفي الشهر الكريم يمكن عمل فكرة مختلفة تشجيعية لك ولأفراد أسرتك، وهو تخصيص ركن محدد للصلاة وقراءة القرآن في المنزل، فالديكور الرمضاني وتخصيص جزء لأداء الصلاة فيه سيشجع كل أفراد البيت على أداء الصلاة في أوقاتها، لذا عليك باختيار ركن هادئ في البيت، ووضع سجاد الصلاة فيه مفرودًا طوال الوقت، إضافة إلى السبحة وعدد من المصاحف، ويكون هذا الركن بمثابة زاوية ثابتة لأداء الصلاة فيه، فيجتمع أفراد البيت ليصلوا فيه جماعة، وليس كل فرد في غرفته.
إفطار صائم:
هل ترغبي في صيام الشهر مرتين وأخذ ثواب صوم اليوم بيومين؟ عليكِ باغتنام فرصة غير متاحة إلا في هذا الشهر الكريم، وذلك بالحرص على إفطار صائم، حيث قال رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» (20).
قراءة القرآن الكريم وتفهم معانيه:
علينا دائمًا في الشهر الكريم القيام بقراءة المصحف وختمه، وهناك أفكار تشجيعية للحرص على قراءة القرآن وشرحه، وذلك من خلال عقد حلقات لتلاوة القرآن الكريم في المنزل مع جمع الأصدقاء أو الأهل أو الجيران، وعمل جدول متقن للانتهاء من جزأين في اليوم، فيقوم كل فرد بقراءة صفحة ويتلوها من القرآن، ثم
يقوم بشرحها من كتاب المعاني أو التفسير إن كانت هناك آيات تحتاج إلى شرح، وفي نهاية الأسبوع يتم توزيع جوائز رمزية تحفيزية على الملتزمين بحضور الحلقات يوميًا، فهذه الفكرة ستخلق جوًا من التنافس والتحدي وسيمتلئ البيت بروح المشاركة، كما ينبغي الحرص على فهم الآيات والاتعاظ منها، فقال محمد بن الحسين في تفسير قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ينبغي أن يكون همّ العبد عند تلاوة السورة إذا افتتحها: متى أتعظ بما أتلوه؟ ولا يكون مراده متى أختم السورة؟
الصدقة في رمضان:
قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 274].
إن الصدقة في الشهر الكريم من أحب الأعمال التي يجب الإكثار منها، عن أم ذرة، وكانت تغشى عائشة قالت: بعث إليها بمال في غرارتين قالت: أراه ثمانين أو مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت: يا جارية هلمي فطري. فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها أم ذرة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما بدرهم نفطر عليه قالت: لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت (21).

فقد قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
خطة تساعدك إدارة الوقت خلال شهر رمضان:
1- تنظيم خطة مقدمًا:
تنقسم إدارة الوقت بين التخطيط والتطبيق، حيث أن التخطيط مهم لأن التطبيق وحدة غير كافي، وأثناء التخطيط لشهر رمضان، نحتاج أن نكون واضحين بشأن الأهداف (المقاصد) من شهر رمضان المبارك، ووفقًا للقرآن نحن نعلم أن الصيام ركن من أركان الإسلام لزيادة التقوى وهو الشهر الذي أنزل في القرآن الكريم.
هذا يعني أنه يجب أن يكون الهدف العام من شهر رمضان هو زيادة التوجه لله والتقوى، وكل الأهداف يجب أن تكون من أجل تحقيق هاتين الغايتين.
2- تحديد مجموعة واضحة من الأهداف:

الآن بعد أن عرفت الأهداف العامة لرمضان وكم من الوقت المتاح لديك يوميًا لتحقيق هذه الأهداف، فإن الخطوة التالية هي تحديد الأهداف الذكية لتكريس لها الوقت.
3- تخصيص وقت لكل هدف:
والآن بعد تحديد أهدافك في شهر رمضان بوضوح وتحديد الوقت اللازم يوميًا للعبادة، فإن الخطوة التالية هي تخصيص أوقات محددة يوميا لتحقيق كل هدف، على سبيل المثال: إذا كان لديك هدف قراءة 30 صفحة من التفسير فعليك تحديد ساعة يوميًا لذلك، ويمكن أن تكون كل مساء قبل التراويح، أو تخصيص الوقت المناسب لك.
على نحو مماثل، تخصيص أوقات محددة لكل شيء في اليوم، حيث يمكن تعيين وقت محدد من اليوم لقراءة القرآن الكريم (ربما قبل أو بعد الفجر)، مما يجعل الدعاء (قبل الإفطار)، عمل حلقة ذكر للأسرة (ربما بعد العصر أو بعد صلاة التراويح) وأية أهداف أخرى تسعى لتحقيقها يجب تحديد لها الوقت المناسب لك.
قد تكون هناك أيام تكون غير قادر على التمسك بالنظام نظرا لأسباب خارجة عن إرادتك، ولكن على الأقل من خلال وجود جدول زمني، يجعلك تلتزم به خلال الأيام الأخرى حتى لو حدث خلل في بعض الأيام وحتى في مثل هذه الأيام، إذا كنت تخصص ساعة لقراءة كتاب التفسير يمكنك قراءة على الاقل ربع ساعة أو على حسب مقدرتك في هذا اليوم حتى تكون تركته بالمرة.
4- الاستفادة من الساعات الأولى من صباح اليوم:
اعتمادًا على ما إذا كان شهر رمضان يصادف الصيف أو الشتاء في بلدك، فإن هذا يشير إلى وقت قبل أو بعد السحور، ففي البلدان التي يكون عندها الصيف فإن السحور يكون في وقت مبكر جدًا وكثير من الناس لا يمكنها أن تستيقظ في وقت مبكر، وفي هذه الحالة، فإننا نوصي بتخصيص ساعة بعد السحور للعبادة.
السبب في التأكيد على فترة الصباح الباكر؛ لأن هذا الوقت معروف بالبركة، وأنه الوقت الذي لا نكون مشغولين فيه بأي التزامات من العمل أو الأسرة، مما يجعله أفضل وقت من اليوم للعبادة.
5- تحديد وقت يوميًا لقراءة القرآن:
شهر رمضان هو شهر القرآن، لذلك يجب أن يكون هناك وقت مكرس يوميًا لقراءة القرآن، في بعض المجتمعات تكون هناك عادة لتلاوة القرآن الكريم بشكل سريع جدًا خلال شهر رمضان للحصول على أكثر عدد من الختمات، ولكن بدلًا من القيام بذلك، يمكن ختمة مرة واحدة والتركيز على القراءة بشكل صحيح، ودراسة التفسير والتأمل في معانيه، وسيكون لذلك تأثير أطول أمدًا على إيمان المرء والتقوى.

6- تجنب تعدد المهام:
أثبتت الدراسات الحديثة أن تعدد المهام يبطئ فعلًا الإنتاجية ويؤدي الى عمل غير منظم، حيث أنه عندما يكون لديك مها
م متعددة، فإن أدمغتنا تكون غير قادرة على إعطاء أي مهمة الاهتمام الكامل، ونتيجة لذلك، فإننا في نهاية المطاف لا نكون قد أنجزنا شيئًا بإتقان.
خبراء إدارة الوقت يتفقون جميعًا على أن التركيز على مهمة واحدة في وقت واحد يساعد على انجاز المهمة بشكل أسرع من تعدد المهام، فإذا كنت تتحدث إلى شخص ما، عليك التوقف عن كل شيء تقومون به، وإعطائه الاهتمام الكامل، وإذا كنت تكتب كتابًا، عليك التركيز على الكتاب فقط، وإذا كنت تستعد لعقد اجتماع، عليك التركيز على ذلك وحده ولا شيء غير ذلك.
هذه الطريقة يجب تطبيقها في شهر رمضان والتركيز على كل هدف واعطائه الوقت المناسب لذلك، وتكريس الاهتمام اللازم به، مثلًا لا تحاول قراءة القرآن أثناء تصفح الفيسبوك أو رعاية الأطفال في نفس الوقت، والأمر نفسه ينطبق على دراسة التفسير أو الدعاء فإنه عليك اختيار المكان والزمان والحالة التي ستكون عليها وإعطاء العبادة التركيز الغير مجزأ، وهذا هو السبب في أننا نوصي بأداء العبادات خلال ساعات الصباح الباكر حيث إن المرء يكون غير مشغول والعقل يكون أقل تشويشًا.
7- تقليل الإفراط في الأنشطة الاجتماعية:
هذا يشمل كل وسائل الاعلام الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية المادية، حيث إن شهر رمضان هو شهر اعتكاف، حيث إن الاعتكاف يعتمد على أخذ استراحة من الحياة الاجتماعية حتى نتمكن من التركيز في علاقتنا مع الله، وحتى لو لم تكن قادر على الاعتكاف فإنه يمكنك الاستفادة من شهر رمضان عن طريق تقليل الأنشطة الاجتماعية وتكريس المزيد من الوقت للعبادة، حيث يمكن تقليل تسجيل الدخول إلى الفيسبوك وتويتر، والاعتذار عن التجمعات الغير ضرورية (22).
***
_______________
(1) مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 160).
(2) أخرجه أبو داود (1510).
(3) شعب الإيمان (2/ 185).
(4) الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص: 75).
(5) المرأة المسلمة في نهار رمضان/ موقع الشيخ سليمان الماجد.
(6) أخرجه ابن حبان (513).
(7) أخرجه أبو داود (567).
(8) أخرجه مسلم (444).

(9) الفوائد لابن القيم (ص: 97).
(10) أخرجه البخاري (1923).
(11) أخرجه ابن حبان (3467).
(12) هكذا تستغلين رمضان في الطاعات؟ الشروق أونلاين.
(13) أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151).
(14) أخرجه أحمد (6626)
(15) عشر حوافز لإستغلال رمضان/ صيد الفوائد.
(16) أخرجه البخاري (2996).
(17) شرح معاني الآثار (2/ 74).
(18) أربعون وسيلة لإستغلال شهر رمضان/ صيد الفوائد.
(19) أخرجه البخاري (527).
(20) أخرجه الترمذي (807).
(21) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 47).
(22) 10 نصائح لإدارة الوقت في رمضان/ ثقف نفسك.
منقول



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 14-04-2023, 03:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




أنيس المرأة في شهر الرحمة
إبراهيم بن صالح المحمود
(23)


المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد:
أختي المسلمة :
يسرني عبر هذه العجالة أن أهنئك بشهر رمضان المبارك شهر الرحمة والغفران وشهر الذكر والقرآن .
قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من ا لهدى و
الفرقان )). سورة البقرة ،آية 185.
وقال عليه الصلاة والسلام : "أتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم "رواه الأمام أحمد والنسائي .
قد جاء شهر الصـوم فيه الأمان *** والعتق والفوز بسكنى الجنان
شـهر شـريف فيـه نيـل المنى *** وهو طراز فوق كم الزمـان
طوبى لمن قـد صامه واتـــقى *** مولاه في الفعل ونطق اللسان
ويا هنا مـن قــام في ليــله *** ودمـعه في الخد يحكي الجمان

ذاك الــذي قد خصــه ربه *** بجنة الخلـــد وحور حسان
هنــاكم الله بشـــهر أتـى *** في مدحه القــرآن نص عيان

ولما لاحظت من إضاعة الأوقات والسهر على اللهو والمنكرات في هذا الموسم العظيم من قبل بعض الأخوة والأخوات ولكون المرأة أكثر تأثرا في مثل هذا الموسم ومن باب النصيحة جمعت لها بعض النصائح في رسالة أسميتها "أنيس المرأة في شهر الرحمة". اسأل الله أن ينفع بها الجميع وصلى الله على نبينا محمد.
فضل الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه "
وقال عليه الصلاة والسلام : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" .
وقال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله !لا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن م لنار سبعين خريفا" . وقال عليه الصلاة والسلام : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه ، ويقول القران : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : دلني على عمل أدخل به الجنة قال : "عليك بالصوم ، فإنه لا مثل له "
وقفة مع الوقت
الوقت هو حياتك أيتها المرأة هو عمرك ، وإذا كان ذلك الوقت في موسم الخيرات والبركات ، فكيف يا ترى تمضينه في هذا الشهر ا لكريم ؟ .
إننا إذا تأملنا واقع كثير من النساء في رمضان وكيف تقفي وقتها رثينا لحالها وعزيناها، فالنوم في نهار،رمضان يأخذ نصيب الأسد من وقت المرأة المسلمة ثم يأتي في الدرجة الثانية المطبخ ، فنجدها تنام إلى الظهر ثم تبدأ بترتيب المنزل ثم الدخول إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار إلى حوالي العصر وبعد العصر إعداد المشروبات ومائدة الإفطار وبعد الإفطار الاستعداد لمأدبة العشاء وبعد العشاء العودة للمطبخ لغسل الأواني ثم الاشتغال بالمسلسلات أو المكالمات الهاتفية الفضولية أو التجول في الأسواق بلا ضرورة ولا حاجة وهكذا! ! . إلى وقت السحور ثم إعداد وجبة السحور ثم النوم ! ! فبالله عليك ! هل استنفدت من شهر الرحمات ؟! ه
ل تعرضت لنفحات الرحمن ؟ ! .
وقفة بالله عليك بع بعض السلف وكيف كانوا يحافظون على الأوقات كان السلف الصالح ومن سار على نهجهم من الخلف أحرص الناس على كسب الوقت وملئه بالخير، سواء في ذلك عالمهم وعابدهم ، فقد كانوا يسابقون الساعات ويبادرون اللحظات ، ضنا منهم بالوقت ، وحرصا على أن لا يذهب منهم هدرا .

نقل عن عامر بن عبد قيس أحد التابعين الزهاد أن رجلا قال له : كلمني فقال له : عامر بن عبد قيس : أمسك الشمس . يعني أوقف لي الشمس واحبسها عن المسير حتى أكلمك ، فإن الزمن متحرك دائب المضي لا يعود بعد مروره فخسارته خسارة لا يمكن تعويضها واستدراكها، لأن لكل وقت ما يملأه من العمل . قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي .
وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل فيهما .
وقال الحسن البصري : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ، وقال أيضا : أدركت أقواما كانوا عل
ى أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم .
وقال عمار بن رجاء : سمعت عبيد بن يعيش يقول : م قمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل ، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب ا لحديث (8) .
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز *** عليه من الإنفاق في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك *** يكر علينا جيشـه بالعجائـب
وقال الوزير بن هبيرة :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظـه *** وأراه أسهل ،ما عليك يضيـع
برنامج يومي لاستغلال الشهر:
وبعد تلك الوقفة مع الوقت وأهميته يطيب لي أن أرسم لك منهجا يوميا للاستفادة من الوقت في هذا الشهر العظيم :
* فبعد صلاة الفجر يمكنك الجلوس في المصلى لقراءة القرآن .
وذكر الأوراد الصباحية إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح تم تصلين ركعتين أو أكثر.
قال عليه الصلاة والسلام : "من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ؟ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال : "من صلى الصبح ، ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين "(10) .
* وبعد ذلك لا بأس من أخذ قسط من النوم إلى وقت ذهاب الأولاد إلى المدرسة ، فتعد للأطفال وجبة ال
إفطار إن كانوا لا يقدرون على الصوم ، مع ملاحظة تعويدهم وتربيتهم على الصيام وحثهم عليه وترغيبهم فيه .
روى البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت : كنا نصومه - أي يوم عاشوراء - بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام اعيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار.
* وبعد ذهاب الأولاد للمدرسة الاستفادة أما بسماع شريط إسلامي أو تلاوة قرآن ثم صلاة الظهر وحافظي على السنن الرواتب ، قال عليه الصلاة والسلام : "ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غي
ر الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة"
* وبعد صلاة الظهر والنافلة أخذ قسط من القيلولة إلى قبيل العصر ثم صلاة العصر ويا حبذا لو تصليهن قبل الفريضة، قال عليه الصلاة والسلام : "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا"
* وبعد صلاة العصر اجتماع عائلي "مجلس ذكر" وذلك بإجراء مسابقة لحفظ سور من القرآن وأحاديث من رياض الصالحين أو الأربعين النووية وتشجيع الأولاد على ذلك ومنحهم الجوائز القيمة . قال عليه الصلاة والسلام : "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة" .
* وبعد ذلك إعداد وجبة الإفطار، واذكرك بقول الله تعالى : (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )) . سورة الإسراء ، الآية : 127 .
فلا تبذري وتسرفي ، فكثيرا من المسلمات جعلوا من رمضان عرضا لأصناف المأكولات والمشروبات فتجد على المائدة اكثر من عشرة أصناف من أشكال الطعام وألوانه فالمرأة المفرطة هي التي تقضي اغلب وقتها في المطبخ لإعداد ألوان الطعام فيذهب يومها كأمسها وغدها كيومها وهكذا حتى ينتهي الشهر الكريم وهي حبيسة المطبخ لا تزيد في رصيدها من الد
رجات ولا تثقل ميزانها بالحسنات .
فيا أختي المسلمة :

هذا شهر القرآن والقيام لا شهر الطبخ .والطعام .
وتذكري أخواتك المسلمات اللاتي لا يجدن ما يسد رمقهن .
وعند الإفطار لا تنسي الدعاء لإخوانك الذين شردوا من ديارهم وأوذوا وقتلوا وهتكت أعراضهم وذلك بالالحاح والتضرع إلى الله قال عليه الصلاة والسلام : ثلاث دعوات مستجابات ، دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة ا لمسا فر" .
* ثم بعد الإفطار وصلاة المغرب طعام العشاء واستراحة قليلة ثم الاستعداد لصلاة التراويح وحذار من التفريط في صلاة التراويح ويا حبذا لو أديت الصلاة في البيت قال عليه الصلاة والسلام : "لا تمنعوا النساء أن يخرجن إلى المساجد وبيوتهن خير لهن " .
وإذا أرادت المرأة الصلاة في المسجد فيج
ب ملاحظة ما يلي :
1- أن تكون متسترة بالثياب والحجاب الكامل .
2- أن تخرج غير متطيبة .
3- أن لا تخرج متزينة بالثياب والحلي .
4- أن لا تركب مع السائق بمفردها .
5- عدم اصطحاب الأطفال .
*ثم بعد صلاة التراويح صلة رحم أو زيارة أخوية وحذار من إضاعة الوقت أمام الأجهزة المدمرة والأفلام الهابطة ، وجليسات السوء اللاتي لا هم لهن إلا الدنيا وأحدث ما نزل للأسواق ، واخرما ابتدع من الموديلات فهن يمتن القلوب الحية ويثبطن ، العزائم العالية فابحثي عمن تعينك على الطاعة وتقربك إلى الرحمن.
عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي
* وبعد ذلك أخذ قسط من النوم في الليل لأن نوم النهار لا يغني عن نوم الليل ، وإن تيسر قيام الليل فحسن قال عليه الصلاة والسلام : "عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " .
يا نفس فاز الصالحون بالتقى *** قد أبصروا الحق وقلبي قد عمي
يا حسنهم والليل قد جنـهم *** ونورهم يفـوق نـور الأنجمي
ترنموا بالذكر في ليلـــهم *** فعيشهم قـ
د طـاب بالتـرنم
قلوبهم للذكر قـد تفـرغت *** دمــوعهم كلـؤلـؤ منتـظم
أسحارهم بهم لم قـد أشرعت *** وخلع الغـفران خـيرالقســم
ويحـك يا نفس ألا تيــقظ *** ينفـع قبـل أن تــزل قـدمي

مـضى الزمـان في توان وهوى فاستدركي ما قـد بقى واغتنمي
* وبعد ذلك الاستعداد للسحور والمحافظة عليه ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين "
وأكثري في ذلك الوقت من الاستغفار قال تعالى : (( وبالأسحار هم يستغفرون )) . سورة الذاريات ، الآية : 18
* وأما بالنسبة للعشر الأواخر فينبغي استغلال كل أوقاته بالصلاة والذكر والدعاء، وهذه عائشة رضي الله عنها تخبرنا بفعل الرسول في العشر فتقول : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجد وشد المئزر".
أدم الصيام مـع القيــام تعبدا *** فكلاهما عمــلان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم *** إلا كنـومـة حائـر
ولهان
فلـربمـا تـأتي المنيـة بـغتـة *** فتسـاق من فرش إلى أكفان
يا حبذا عينـان في غسق الـدجى *** من خشــية الرحمن باكيتان
فالله ينزل كـل آخـر ليـلــة *** لسمائه الدنيا بـلا كتمـان
فيقـول : هـل من سائل فأجيبه *** فأنا القريب أجيب من ناداني

شهر القرآن
قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )). سورة البقرة ، الآية 185.
وقال صلى الله عليه وسلم : "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول : آلم حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" .
وكان جبريل عليه السلام يدارس النبي ، صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان وكان عثمان بن عفان يختم القران كل يوم مرة . وكان الشافعي يختم في رمضان ستين ختمة .
وكان الزهري إذا دخل رمضان يقول إنما هو تلاوة القران وإطعام الطعام ، وكان الإمام أحمد بن حنبل يختم القرآن في كل أسبوع ، وإذا أردت أخيتي ختم القرآن كل سبعة أيام فعليك بقراءة ثمان وثمانين صفحة كل يوم تقريبا، فاقتدي رحمك الله بأولئك الأخيار الأطهار واغتنمي ساعات الليل والنهار.
فبادر إلى الخيرات قبل فواتها *** وخالف مراد النفس قبل مماتها
تبكي نفوس في القيامة حسرة *** على فوت أوقات زمان حياتها
فـلا تغتر بالعز والمال والمنى *** فكم قد بلينا بانقلاب صفاتها

أذكار وأدعية مأثورة


يطيب لي أن أورد لك بعض الأذكار المهمة والتي غفل عنها كثير من المسلمين قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )) . سورة الأحزاب ، الآيتان : 41 ، 42 .
وقال عليه الصلاة والسلام : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟" قالوا : بلى، قال : "ذكر الله تعالى" .
وقال عليه الصلاة والسلام : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " .
وقال عليه الصلاة والسلام : "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ".
وقال عليه الصلاة والسلام : "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب ألف حسنة؟. قال : "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عن ألف خطيئة".
وقال عليه الصلاة ؟السلام : (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟" فقلت : بلى يا رسول الله قال : "لا حول ولا قوة إلا بالله ".
وقال عليه الصلاة والسلام : "من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها
عشرا" .
وقال صلى الله عليه وسلم : "من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف " .
عليك بما يفيدك في المعــاد *** وما تنجو به يوم التناد
فمالك ليس ينفع فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جماد

ستندم إن رحـلت بغير زاد ***وتشقى
إذ يناديك المنـاد
فـلا تفـرح بـمال تقتنيه *** فإنك فـيه مـعكوس المراد
وتـب مما جنيت وأنت حي *** وكن متنبها مـن ذا الرقاد
يسـرك أن تكون رفيق قوم *** لـهم زاد وأنـت بغير زاد

العمرة في رمضان
قال صلى الله عليه وسلم : "عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي " .
فحاولي يا أخية بقدر استطاعتك بان لا يفوتك هذا الأجر العظيم والموسم الكريم .
وإذا تيسر لك ذلك فينبغي ملاحظة عدم السفر إلا مع محرم والتفقه في كيفية العمرة الصحيحة وتطبيقها كما فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام .
ومن الأمور التي يحسن التنبيه عنها بالنسبة للمرأة في مكة
المكرمة ما يلي :
عدم إضاعة الأوقات في التسوق والأسواق ، قال عليه الصلاة والسلام : "أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسوا قها " .
وسئل الشيخ صالح الفوزان عن حكم التردد باستمرار على الأسواق لمعرفة الجديد من السلع والتسابق للفوز بها؟ .
وأجاب الشيخ قائلا: مطلوب من المرأة البقاء في بيتها والقيام با عماله وبتربية أولادها ورعايتهم فإنها راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، قال تعالى : (( وقرن في بيوتكن )) أي الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة . وقال صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " وليست معرفة الجديد من السلع حاجة تبرر لها الخروج من بيتها . فال
خطر عظيم خصوصا في هذا الزمن الذي كثر فيه الشر.

وكذلك من الأمور التي يجب التنبيه عليها ليس النقاب الذي انتشر انتشارا مخيفا حتى أن بعضا من النساء الخيرات قمن بلبسه وقد أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بتحريم ذلك فقال : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين لا شك أن النقاب كان معروفا في عهد النبي ، صلى الله عليه وسلم وأن النساء كن يفعلنه كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم في المرأة إذا أحرمت "لا تنتقب " فإن هذا يدل على أن من عادتهن لبس النقاب ، ولكن في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه بل نرى منعه وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز وهذا أمر كما قاله السائل مشاهد ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب في أوقاتنا هذه بل نرى أنه يمنع منعا باتا وأن على المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر وأن لا تنتقب لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد .
فتاوى مهمة
س1 - سئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن جواز وضع الحناء على الشعر في أثناء الصيام وهل ذلك يفطر الصائم ؟ .
فأجاب حفظه الله بقوله :
هذا لا صحة له ، فإن وضيع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصائم شيئا كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر الصائم ولا يفطره .
س 2 سئل فضيلة الشيخ عبد ا
لله بن جبرين حفظه الله .
هل يجوز لطاهي الطعام أن يتذوق طعامه ليتأكد من صلاحيته هو صائم ؟
فأجاب حفظه الله بما نصه : لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئا، بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه إن شاء الله تعالى .

س 3 ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم ؟
أجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله بقوله :
من أفطر في رمضان لسفر أو مرض ، أو نحو ذلك ، فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ، وما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل ، فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم ، فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريبا من تمر أو أرز أو غير ذ
لك ، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه .
فرصة التوبة في رمضان
إن رمضان موسم عظيم فيه تتجلى الرحمات وتقبل الحسنات ويتجاوز ربنا عن السيئات ، فحري بك أخيتي أن تستفيدي من هذا الموسم وذلك بالتوبة إلى الله والعودة إليه .
أخيتي : إذا كنت قد ابتليت ببعض المعاصي والذنوب فأبدي بالتوبة من هذا الشهر واجعلي رمضان ميلادك الجديد إلى الاستقامة والصلاح إلى التوبة والفلاح .
فإذا أردت أن تسلكي الطريق المستقيم فعليك بما يلي :
1- حافظي على جميع الصلوات في أوقاتها مع السنن الرواتب .
2- ابتعدي عن قر
ينات السوء .
3- تجنبي سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام .

4- أكثري من قراءة القران .
5- جاهدي وصابري على ذلك .
6- أكثري من الدعاء بقبول التوبة .
7- استمعي إلى الشريط الإسلامي .
8- تعرفي على رفيقات صالحات واحذري مجالس الغيبة والنميمة .
9- ساعدي والدتك في أعمال المنزل .
10- فإن طبقت تلك الأمور فبإذن الله ستكونين من الصالحات القانتات التائبات .
قال تعالى : (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون )) . سورة الأحقاف ، الآيتان 13 ، 14 .
وقال عليه الصلاة والسلام : "لله أفرح بتوبة عبده ومن أحدكم سقط على بعيره وقد
أضله في أرض فلاة".
هذا ما يسر الله جمعه في هذه الرسالة، أسأل الله أن ينفع به والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المصدر الجبيل نت



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 15-04-2023, 03:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




فضائل العشر الأخيرة

سعد بن سعيد الحجري

(24)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي أراد بنا اليسر، وجعل رمضان شهر الصبر، واختار منه ليالي العشر، وفضلها بليلة القدر، وجعلها خيراً من ألف شهر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الأمر، ضاعف الأجر وغفر الوزر.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الإمام البدر، رفيع القدر، ومحفوظ العمر صلى الله عليه وسلم
كلما اغتنمت الفضائل وحوربت الرزائل.

أما بعد:
فيا ايها المسلمون اتقوا الله الذي أمركم بالسبق إلى الخيرات، والمداومة على الطاعات، والتوبة من السيئات والسعي لرفع الدرجات وكرمكم على المخلوقات، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 133]

وقال: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]
وقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]

فاغتنموا الحياة قبل الموت، والعمل قبل الفوت، واربحوا الدنيا قبل الآخرة، والشباب قبل الهرم، والصحة قبل السقم واعلموا أن الربح في الإيمان وفي العمل الصالح، وفي التواصي بالحق والتواصي بالصبر، يقول الله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3]

والرابحون هم الذين فازوا بالمطلوب، ونجوا من المرهوب، وهم الذين طهروا القلوب، وستروا العيوب، وابتعدوا عن الذنوب، وهم الذين حفظوا أعمارهم، وحفظوا أعمالهم، وحفظوا جوارحهم وأحبوا لقاء الله فأحب الله لقاءهم.

وهم الذين عرفوا الأوقات الشريفة فاغتنموها، وإن من الأوقات الشريفة التي ينبغي ربحها، وحفظ أوقاتها وعمارة زمنها أيام العشر الأخيرة من رمضان، فهي خيار من خيار، وهي ميدان لتسابق الأخيار، وفيها يتميز الأبرار من الأشرار، والمتقون من الفجار، وهي عشر لها في الإسلام مكانة، وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مزيَّة، فمن مزاياها أنها عشر المساجد إذ تلازم فيها المساجد، وتعمر بالطاعة ويتحقق منها الرباط المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات»، قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط» [رواه مسلم].

وبالتعلق بها يظل الإنسان في ظل الله يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، وذكر منهم: «ورجل قلبه معلق بالمساجد» [رواه البخاري ومسلم].

والمساجد بيوت الله، وأكرم بها من بيوت، يقول صلى الله عليه وسلم: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» [رواه مسلم].

وأحب البقاع إلى الله المساجد، لأن فيها أحب العمل، وأحب القول، و
أحب الزمن وأحب الخلق.

يقول صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» [رواه مسلم]، وأهل المساجد هم أهل الإيمان يقول الله[/or]: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [التوبة: 81]، وهم أهل العمل الصالح، يقول تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 36-37]

وهم أهل النور التام يوم القيامة، لأن الله تعالى ذكرها بعد آية النور في سورة النور، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [صححه الألباني].

والمساجد هي أماكن الذكر والقرآن والاستغفار والصلاة والدعوة والتعليم، فهي محاضن الخير والأخيار، يقول صلى الله عليه
وسلم: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من القذر والبول والخلاء إنما هي لقراءة القرآن وذكر الله والصلاة» [الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2268- خلاصة الدرجة: صحيح].


وقد يخسر بعض الناس هذه العشر:
فمن الناس من يجعلها عشر الأسواق طلباً في الدنيا، ونسي أن الدنيا متاع الغرور، وأنها ملعونة ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً، وأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة، فيكون همه المال وكسبه وليس همه الثواب والأجر.

ومن الناس من يجعلها عشر الضياع أو يضيعها في السفريات والتنزهات، فيكون همه بدنه وليس همه روحه.

ومن الناس من يجعلها عشر المعاصي بالعاكسات، وتتبع النساء في الطرقات والمشاهدات على الشاشات فيكون همه شهوته وانحرافه، وليس همه طاعته واستقامته.

وهذه العشر هي عشر نزول القرآن، يقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]


ويقول صلى الله عليه وسلم: «أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست خلون من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان» [الراوي: واثلة بن الأسقع المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/202- خلاصة الدرجة: فيه عمران بن داود القطان ضعفه يحيى ووثقه ابن حبان وقال أحمد‏‏ أرجو أن يكون صالح الحديث‏‏ وبق
ية رجاله ثقات].

ونزول القرآن فيها يدل على عظمتها، لأن القرآن عظيم، ويدل على بركتها، لأن القرآن مبارك، ويدل على أنه ينبغي إشغالها بالقرآن إذ هو أربح كلام، الحرف الواحد بعشر حسنات، قال صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» [الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: أصل صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 1/368- خلاصة الدرجة: على شرط مسلم].

وهو أحسن الحديث قال تعالى: {اللَّهُ نَـزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} [الزمر: 23]

وأهله هم أهل الله وخاصته، وخير الناس من تعلم القرآن وعلمه، وقد كان السلف يشغلون العشر بالقرآن، فمنهم من يختمه فيها عشرين مرة، ومنهم من يختمه فيها عشر مرات، ومنهم من يختمه فيها خمس مرات، والقليل من يختمه في أقل من ذلك.

وهذه العشر هي عشر ظهور الحق وزهوق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، فيها دخل المسلمون مكة فاتحين، ومنها أظهر الله دين الإسلام على جميع الأديان ولو كره الكافرون.

ومنها أذل الله الكفر وأهله وفيها تطهرت الكعبة من الأصنام التي كانت في وسطها، ومن جميع جوانبها، فقد أخرج صنم هُبل من وسطها إلى غير رجعة، وأزيل ثلاثمائة صنم من حولها، وبقيت للتوحيد، ورفع الأذان من على ظهرها لتنتكس جميع الأوثان، ويعلو أهل الإيمان ويخسأ
أهل العصيان.

وهذه العشر هي أفضل رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في بقية رمضان، وتخصيصها يدل على فضلها، وهي آخر الشهر والأعمال بالخواتيم، وهي ثلثه الأخير، وقد فضل الله الثلث الأخير في عدة أزمان، ففضل الثلث الأخير من النهار إذ فيه صلاة العصر وهي الصلاة الوسطى، ومن صلاها مع الفجر دخل الجنة، ومن تركها حبط عمله، وفيها تجتمع ملائكة العبد الذين يحفظون عمله ويحفظون بدنه، وأمرالله بالذكر بعدها فقال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]

وفضل الثلث الأخير من الليل إذ فيه ينزل الرب تعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله، فيقول: «هل من سائل فأع
طيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر» [الراوي: جبير بن مطعم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8167- خلاصة الدرجة: صحيح].

وفضل الثلث الأخير من الأسبوع إذ فيه الخميس الذي كان يصومه صلى الله عليه وسلم ويسافر فيه، وفيه تعرض أعمال العبد على الرب تعالى، وفيه الجمعة الذي هو سيد الأيام، وهو خيريوم طلعت عليه الشمس.

فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه تقوم الساعة، وهو يوم السبق إلى الخيرات ويوم القربان.

وفضل الثلث الأخير من العام إذ فيه رمضان الذي صيامه الركن الرابع من أركان الإسلام، وفيه أشهر الحج.

وهذه العشر هي عشر ليلة القدر، وليلة القدر هي أفضل الليالي على الإطلاق، وسماها الله الليلة المباركة فقال: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: 3]

وسماها ليلة القدر، لأن لها قدراً قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1]

وللعمل فيها قدرٌ، قال صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له
ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري].

وللعامل فيها قدرٌ إذ يغفر الله ما تقدم من ذنبه، وللثواب فيها قدرٌ إذ العمل فيها خير من العمل في ألف شهر قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]

ومما يدل على فضلها أن الله سمى بها سورة في القرآن، وتردد ذكرها في سورتها ثلاث مرا
ت، وعظمها بالاستفهام الذي يفيد التعظيم، قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ }.

وأذن للملائكة بالنزول فيها إلى الأرض وهم عباد مكرمون لا ينزلون إلا إلى طاعة، فهم ينزلون لمجالسن الذكر ولحفظ العمل وحفظ البدن وللصلاة وللجهاد ونحوها، وفيها ينزل جبريل الأمين عليه السلام، ونزوله يذكرنا بنزوله الأول في حراء وتردده بالقرآن في ثلاث وعشرين سنة، وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم.

وليلة القدر سلامٌ من العذاب، وسلامٌ من الآفات، وسلامٌ من الشيطان، وليلة القدر من رمضان وهي في العشر الأواخر يقول صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» [رواه البخاري].

وهي في أوتار العشر تأكيد للحديث السابق، والأولى التماسها في كافة العشر، لأنها قد تكون في الأشفاع، لقوله صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى» [رواه البخاري].

وهذه أشفاع لو كان الشهر ثلاثين يوماً، وأوتار لو كان تسعة وعشرين، والصحيح أن وقتها لا يعلم وأن الله أخفاها ليتنافس الناس في كافة العشر ويتسابقون ويجتهدون فيكثر أجرهم، ويغفر وزرهم.

وقد خرج صلى الله عليه وسلم يخبر الصحابة بليلة القدر فتخاصم وتنازع رجلان فرفعت والمطلوب لها العمل وليس المطلوب لها الرؤية، ولها علامات تعرف بها، منها أنها ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، ومنها أنها ليلة بلجة، أي مضيئة، كأن القمر فيها ليلة البدر، ومنها أن الشمس تخرج من صبحته
ا ليس لها شعاع، ومنها أنه لا يرمى فيها بنجم.

وقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الاجتهاد فيها بشتى أنواع الطاعات قالت عائشة: «كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها» [الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4910- خلاصة الدرجة: صحيح].

وهذه مزيَّة لها ينبغي الاقتداء به عملاً بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَ
نْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]

وقوله صلى الله عليه وسلم:«كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى».
قالوا: "يا رسول الله، ومن يأبى؟"
قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» [الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7280- خلاصة الدرجة: [صحيح]].

ومن اجتهاده في العشر أنه كان يحيي الليل كله بالتهجد والقرآن والذكر والدعاء والاستغفار وهذا يدل على أنه كان يتفرغ للعبادة ويشتغل بها، ويعمل للآخرة ويعرض عن الدنيا.

ومن اجتهاده أنه كان يعتزل النساء ويشد مئزره ويجد في الطاعة، ولذا ينبغي أن يحفظ الليل في العشر الأواخر بكثرة التهجد وطول القيام، والركوع والسجود والقراءة والدعاء، فإن هذا دأب الصالحين قبلنا، ومرضاة لربنا ومغفرة لذنوبنا، ومطردة لداء الجسد.

وقد مدح الله أهل القيام فقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر: 9]

ويقول تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16-17]

ومدح الله أهل الجنة بقيام الليل فقال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 15-18]

وقد واظب صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وداوم عليه، فصلى قائماً وصلى قاعداً، وكان إذا فاته قيام الليل بالليل صلى شفعاً بالنهار.

وقالت عائشة رضي الله عنها لرجل: "لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً".

وقالت:"إن قوماً يقولون لا نؤدي إلا الفرائض وإن الله لا يسألهم إلا عما افترض عليهم، ولكنهم قوم يخطئون بالليل والنهار وما أنتم إلا من نبيكم، وما نبيكم إلا منكم، ووالله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل".

ومن هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر إيقاظ أهله للصلاة عملاً بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]

ومن المعلوم أن الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، يقول صلى الله عليه وسلم: «والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته» [رواه البخاري].

وقد كان صلى الله عليه وسلم يوقظ نساءه، ويوقظ علياً وفاطمة، وكان عمر يوقظ أهله، وفي الحديث يقول: «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1450- خلاصة الدرجة: حسن صحيح].

تقول عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد مئزره» [رواه مسلم].

ومن هديه صلى الله عليه وسلم في هذه العشر الاعتكاف وهو لزوم المسجد لطاعة الله وترك الأموال والأولاد والدنيا والتفرغ للطاعة.

وقد اعتكف صلى الله عليه وسلم العشر الأول ثم العشر الوسطى ثم العشر الأخيرة، وواظب على الاعتكاف ابتغاء رضوان الله تعالى، والاقتداء بالسنة، ومجاهدة النفس، والصبر على الطاعة، ومحبة المساجد، وتربية النفس على الحسنات، والبعد عن السيئات وسلامة القلب من سمومه، إذ يقل الكلام والنظر والسمع والصحبة والأكل والنوم، وأفضل الاعتكاف في المسجد الحرام، ثم المسجد النبوي، ثم الأقصى، ثم الجوامع التي تقام فيها الخطبة، ثم المساجد الأخرى، ويقبل المعتكف على الآخرة ويعرض عن الدنيا ولا يخرج
من المسجد إلا لحاجة ماسة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 16-04-2023, 04:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




رسائل رمضانية للمرأة المسلمة


د. إيمان أحمد الغزاوي
(25)
شهر رمضان من خير أيام الله عز وجل، منَّ الله سبحانه به علينا، فهو موسم الخير والطاعات والعبادات والأجر الوفير، والعبادة فيه من خاصته، فقال سبحانه في الحديث القدسي “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به”، فاختص الله تعالى الصيام لنفسه من بين أعمال العبد كلها.

وتتحمل المرأة قدر كبيرا من أعباء الحياة في تدبير شؤون أسرتها، فهي تصرف معظم وقتها في قضاء حاجياتهم سواء كانت في إدارة المنزل، أو في تربية أبنائها والإشراف على تعليمهم، وفي مراعاة حقوق زوجها، ومساعدته في النفقات العائلية في جميع أشهر السنة، وفي رمضان المبارك تبذل جهداً مضاعفاً في تلبية متطلبات أسرتها، ونتيجة لذلك تضيع عليها فرصة أداء الكثير من العبادات الرمضانية والشعور بروحانيتها، وحرصا على اغتنام المرأة المسلمة الشهر الفضيل نود أن نذكرها ببعض التوجيهات والنصا
ئح التي تستطيع من خلالها الفوز بحسنات الشهر الفضيل:
– على المرأة المسلمة سواء كانت زوجة، أو أماً، أو أختاً، أو ابنة أن تستحضر النية بأن ما تقوم به من أعمال طاعةً لله ولرسوله، وتحتسب كل عمل لله، وهذا من عظيم إحسانه على النساء بأن كل عمل تقوم به لخدمة أسرتها تنال به الأجر والثواب.

– على الأم حث جميع أفراد الأسرة على الالتزام بالعبادات الرمضانية، ومن أهمها صلاة القيام، وتلاوة القرآن وختمه أكثر م
ن مرة في الشهر الفضيل، لم لقراءة القرآن في رمضان من خصوصية ليست كباقي الأشهر، قال الله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَان”، فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، “… وكان جِبْريلُ يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرَسُولُ الله حين يلقاه جبريلُ أجود بالخير من الريح المرسلة”.

– عدم الإسراف والمبالغة في المأكل والمشرب، والتفنن في الأصناف الموضوعة على المائدة الرمضانية، واستغلال الساعات التي تقضيها في المطبخ بكثرة الذكر والتسبيح والاستغفار، قال عليه السلام “يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار” لكسب غنائم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
– تقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين بإرسال الإفطار لهم لإدخال الفرح إلى قلوبهم وحصد أجر إفطار صائم، أو بتقديم ب
عض الوجبات إلى الصائمين في مسجد الحي.
– على البنت أن تساعد والدتها في تحضير الموائد الرمضانية لتخفف العبء عنها لتستطيع القيام بالشعا
ئر الرمضانية، لأن لهذا الشهر ميزة حيث تزيد فيه العزائم للأرحام والجيران والأقارب.
– الاستشعار بنية التعبد لله تعالى في تأدية سنة السحور، وتقديم الطعام الجيد المفيد الذي يقي أفراد العائلة من الجوع والعطش، ومن مشقة الصيام في ساعات اليوم الرمضاني الطويل، وألاّ تتذمر من تحضيره لاستيقاظها من النوم.

– على المرأة ألا تَصْطَحِبَ معها الأطفال الذين لا يَصْبِرُونَ على انشغالها عنهم بالصلاة، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ، أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد وغيرها.
– على النساء الإكثار من الصدقات في شهر رمضان، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلّم النساء على الصدقة، فقال عل
يه الصلاة والسلام “تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن”، فقد تصدقت أم المؤمنين عائشة في يوم واحد بمائة ألف، وكانت صائمة في ذلك اليوم، فقالت لها خادمتها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ؟ فقالت: لَوْ ذَكَّرْتِنِي لَفَعَلْتُ!
– الإكثار من الأعمال الصالحة في رمضان، ولا تقتصر على الذِّكر والتلاوة والصلاة، بل هي أعم من ذلك،
فالصدقة وصلة الرحم وزيارة المرضى وخدمة الناس احتسابا للأجر من الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله.

أحكام شرعية خاصة في المرأة المسلمة
– للمرأة المسلمة أن تصلي التراويح في المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح لقوله عليه السلام “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهنَّ خير لهنَّ”.
– وإذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة.
– إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام،
وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها.
– إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا ب
عد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان.

– إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام.
– إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها صوم رمضان، وإن عاد معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصوم، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن، وتتوضأ لوقت كل صلاة.

– إذا رأت المرأة الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس نفاسا، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك الصوم، وإن كان مع هذا الدم من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 17-04-2023, 03:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان





كيف تتحمس الاخت المسلمه لاستغلال شهر رمضان

(26)

أخيتي الحبيبة: لكي تتحمسي لاستغلال رمضان في الطاعات، تعالي معي نجرب التالي:

1- الإخلاص لله في ال
صيام:

الإخلاص لله تعالى هو روح الطاعات, ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات, وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات, وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله وفي إرادة الخير تكون معونة الله لعبده المؤمن، قال ابن القيم -رحمه الله-: "وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وتعالى وإعانته...".

وقد أمرنا الله جل جلاله بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا ا
للَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [سورة البينة: 5].

فإذا علمت الصائمة أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه هذا مما يحفز المؤمنة لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن سبحانه وتعالى. (صيام + إخلاص لله) = حماس وتحفيز.

2- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم:

وخصلة أخرى تدعوكِ للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي: معرفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه فيقول: «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه...» [رواه النسائي وصححه الألباني]، وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة, لذا بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه.

3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومنها:

أ‌- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إل
ا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به» [رواه البخاري].

ب‌- من صام يومًا في سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفًا, فكيف بمن صام الشهر كاملا؟

ج- الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخل الجنة.

د- في الجنة باب يقال له الريان لا يدخل
ه إلا الصائمون.

هـ- صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب.

و- في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران.

ز- يستجاب دعاء الصائم في رمضان.

[أخيتي: هلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين؟... فما عليك إلا تشمري عن ساعد الجد, وتعملي بهمة ونشاط لتكوني إحدى الفائزات بتلك الجوائز العظيمة].

4- معرفة أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإ
كثار من أنواع العبادات:

(وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور), ومما يزيدكِ تحمسًا لاستغلال رمضان أن تعلمي أن رسولك العظيم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أنواع العبادات من صلاة, وذكر ودعاء وصدقة, وكان يخص هذا الشهر من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى. فهل لكِ في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدوة وأسوة؟، والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..} [الأحزاب: 21]، فتكثري من أنواع الطاعات في هذا الشهر.

5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم, ومن ملامح
هذه البركة حتى تزيدك حماسًا:

أ‌- البركة في المشاعر الإيمانية: ترين المؤمنة في هذا الشهر قوية الإيمان, حية القلب, دائمة التفكر, سريعة التذكر, إن هذا أمر محسوس لا نزاع فيه أنه بعض عطاء الله للصائم.

ب‌- البركة في القوة الجسدية: فأنت أختي الصائمة رغم ترك الطعام والشراب, كأنما ازدادت قوتك وعظم تحملك على احتمال الشدائد, ومن ناحية أخرى يبارك الله لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة, ورواتبها المسنونة, وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.

ج- البركة في الأوقات: تأملي ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعملي في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان.

** فاغتنمي بركة رمضان وأضيفي إليها بركة القرآن, واحرصي على أن يكون ذلك عونًا لك على
طاعة الرحمن, ولزوم الاستقامة في كل زمان ومكان.

وهذا مما يزيدك تحمسًا وتحفزًا على استغلال بركة هذا الشهر.

6- ومما يعين على التحمس لاستغلال هذا الشهر الفضيل في الطاعة:

استحضار خصائص شهر رمضان:

**أخيتي الحبيبة: خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:

1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

3- يزين الله في كل يوم جنته ويقول: "يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك" [ضعفه الألباني].

4- تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب
النار.

5- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.

6- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.

7- لله عتقاء من النار في كل ليلة وفي آخر ليلة من رمضان.

7- استشعار أن الله تعالى اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال:

ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي: أن الله ت
عالى اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به...»، إن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمنة حماسًا لاستغلال هذا الفضل العظيم.

8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم:

لقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله تعالى فاجتهدوا في العبادة، فكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، وكانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام، وكانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله، ويجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة اله هي العليا ويكون الدين كله لله.

9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة:

وخصلة أخرى تزيدك تعلقًا بالصيام وحرصاً عليه هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، عند الله تعالى، ويكون سبباً لهدم الذنب عنه، فنعم القرين، قرين يشفع لك في أحلك المواقف وأصعبها، قال صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار؛ فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه، فيشفعان» [صححه الألباني].

10- معرفة أن رمضان شهر القرآن وأنه شهر الصبر:

وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية، والنفسية، والجنسية، والصحية.

** فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه.
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمنة على استغلال مواسم الطاعات، وشهر الرحمات والبركات، فإياكِ والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم قال تعالى:{وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} [الإسراء: 21].

نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 18-04-2023, 03:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان
إعداد بدر الفيلكاوي
(27)

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله أكرمنا ببلوغ شهر
رمضان ومن علينا فيه بالتوفيق للصيام والقيام، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفق من شاء من عباده لطاعته فكان سعيهم مشكورا وحظهم موفورا.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وصام، وأشرف من تهجد وقام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

أخي المسلم... أختي المسلمة.. وهكذا وبهذه السرعة الخاطفة أوشك شهر
الصيام والقيام على الانصرام، فها هو يتهيأ للرحيل، وقد كنا بالأمس القريب نستقبله واليوم وبهذه السرعة الخاطفة نودعه، وهو شاهد لنا أو علينا، شاهد للمؤمن بطاعته وصالح عمله وعبادته، وشاهد على المقصر بتقصيره وتفريطه.

أخي المسلم.. أختي المسلمة.. ما أسرع مواسم الخير في الزوال؟

فقد ذهب نصف شهرنا المبارك وبقي نصفه الآخر، فالله لنا نسأل ولكم أن يتقبل ما مضى، وأن يعيننا على
ما تبقى..

لقد نزلت علينا العشر الأواخر من رمضان وفيها الخيرات والأجور الكثيرة وفيها الفضائل المشهورة والخصائص العظيمة.

وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر، وإليك أخي المسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان.

أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان:

أولاً:
كما أخبرت به
عائشة رضي الله عنها:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» «رواه مسلم».

فكان يحيي الليل فيها، من صلاة ودعاء واستغفار ونحوه، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». متفق عليه.
ومعنى شد المئزر أي كان يعتزل
النساء اشتغالاً بالعبادة.

وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر».رواه أحمد

ثانياً:
وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر: كان يوقظ أهله للصلاة والذكر والدعاء حرصاً منه على اغتنا
م تلك الليالي المباركة، كما أخبرت به عائشة رضي الله عنها:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا اليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». متفق عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم يطرق باب فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: «ألا تقومان فتصليان». متفق عليه

ثالثاً:
وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر، كان يعتكف فيها كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشر
ين يوماً». (رواه البخاري).

والاعتكاف هو لزوم المسجد للتضرع لطاعة الله عز وجل، وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

كما قال تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام وكان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً». رواه البخاري.

وشرع الله عز وجل الاعتكاف حتى ينقطع المسلم عن كل ما يكون سبب في انشغال
القلب عن عبادة الله جل علاه.

ولذلك ينبغي للمعتكف أن ينشغل بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة وأن يتجنب مالا يعينه من حدي
ث الدنيا.

رابعاً:
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر أنه كان يتحرى ليلة
القدر التي تقع فيها، والله سبحانه سماها ليلة القدر لعظيم قدرها وشرفها وجلالة مكانتها عنده ولكثرة مغفرة الذنوب وشد العيوب فيها، ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها.

وقد خص الله تعالى الليلة بخصائص
كثيرة منها:

أولاً:
نزول
القرآن الكريم فيها، الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة والمعجزة الخالدة، قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.

ثانياً:
وصفها بأنها خير من ألف شهر أي أكثر من ثمانين سنة قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.

ثالثاً:
وصفها بأنها مباركة أي كثيرة البركات والخيرات كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] .

رابعاً:
أنها تنزل فيها
الملائكة والروح أي يكثر تنزل الملائكة في تلك الليلة لكثرة بركتها فينزلون إلى الأرض للخير والبركة والرحمة.

والروح هو جبريل عليه السلام بالذكر لشرفه ومكانته قال تعالى: {
تَنَـزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4].

خامساً:
وصفها بأنها سلام أي سالمة لا يستطيع
الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل أذى، أو سلام للمؤمنين من كل مخوف لكثرة من يعتق فيها من النار ويسلم من عذابها، كما قال تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5]

سادساً:
كما قال تعالى عنها: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ} [الدخان: 4].
يعني يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله تعالى في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر وما يقدر به لعباد من أعمال وغير ذلك، وقوله تعالى: {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} أي أوامر الله المحكمة المتقنة التي ليس فيها ضلل ولا نقص ولا سفه ولا باطل ذلك تقدير العزيز العليم.

سابعاً:
أن الله يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». (متفق عليه) .

إيماناً أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه.

احتساباً: أي طلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء ونحوه.

ثامناً:
أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم
القيامة تتلى بين الناس.

في أي ليلة تكون؟

ليلة القدر في شهر رمضان لأن الله أنزل القرآن الكريم فيها وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن في شهر رمضان كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185].

وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». (متفق عليه).

وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان». (رواه البخاري).

وهي في السبع الأواخر أقرب، أي ليلة خمسة وعشرين وسبعة وعشرين، وتسعة وعشرين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي». (رواه مسلم).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «أرى روياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ممن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر». (متفق عليه).

وأقرب أوتار السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين وهو ما عليه جماهير
العلماء لحديث أبي بن كعب قال: "والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين". (روه مسلم).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر ليلة سبع وعشرين». (رواه أحمد وأبو داود).

وذهب ابن حجر والنووي وغيرهم من العلماء على أنها لا تختص ليلة القدر بليلة معينة في جميع الأعوام، بل تنتقل فتكون في عام ليلة سبع وعشرين مثلاً وفي عام آخر ليلة خمس وعشرين تبعاً لمشيئة الله وحكمته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها
في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى». رواه البخاري.

والحكمة في إخفاء تلك الليلة عن العباد رحمه بهم ليكثر في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء فيزدادوا قربة من الله تبارك وتعالى.

علامات ليلة القدر:

هناك علامات تعرف بها ليلة القدر ذكرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:

العلامة الأولى:

أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشم
س يومها حمراء ضعيفة». رواه ابن خزيمة.

العلامة الثانية:

قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة وانشراح الصدر في تلك الليلة أكثر من غيرها والرياح تكون فيها ساكنة ولا يرمى فيها بنجم، أي لا ترسل فيها الشهب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر لية بلجة لا حارة ولا باردة لا يرمى فيها بنجم». رواه أحمد.

العلامة الثالثة:

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، لقول النبي صل
ى الله عليه وسلم: «صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها حلت حتى ترتفع». (رواه مسلم).

ماذا يفعل المسلم في يومها:

إحياؤها بالتهجد وكثرة الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

كثرة
الدعاء في تلك الليلة، خاصة دعاء عائشة رضي الله عنها حينما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني».

كثرة قراءة القرآن والذكر والاستغفار، فاجتهدوا رحمكم الله في طلبها فهذا أوان الطلب واحذروا من
الغفلة ففي الغفلة العطب.

وكما قال الشاعر عن تلك الليلة المباركة:


تولي العمر في ســـهو **
* وفي لهو وفي خسر
فيا ضيعة مــــا أنفقـــت *** في الأيام من عمري
ومالي في الذي ضيعت *** من عمري من عذر
فما أغفلنا عن واجبات *** الحمد والشكر
أما قد خصنـــــــــــا الله *** بشهر أيما شهر
بشهر أنزل الرحمـــــن *** فيه أشرف
الذكر
وهل يشبهه شهــــــر ***وفيه ليلة القدر
فكم من خيـــــر صــــح***بما فيها من الخير
روينا عـــــن ثقـــــــات *** أنها تطلب في الوتر
فطوبــى لا مـــــــــرئ *** يطلبها في هذه العشر
ففيها تنــــزل الأمـلاك *** بالأنوار والبر

وقد قال سـلام هــــي*** حتى مطلع
الفجر
ألا فادخروهـــــا إنهـــا ***من أنف
س الذخر
فكم من معتق فيــها *** من الناس ولا يدري

وأخيراً اللهم اجعلنا ممن صام الشهر وأدرك ليلة القدر، وفاز بالثواب الجزيل والأجر، اللهم و فقنا لاغتنام الخيرات وضاعف لنا في الدرجات واجعلنا ممن غنم في هذا الشهر أوفر الحظ والنصيب إنك سميع مجيب يا أرحم الراحمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 19-04-2023, 03:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




ماذا صنع الصيام فيك إلى الآن؟؟

هاني حلمي عبد الحميد

(28)

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

أما بعد... أحبتي في ا
لله..

عندي سؤال مهم الآن،
ماذا صنع الصيام فيك إلى الآن؟؟

(1) هل حققت معنى من صام رمضان إيمانا واحتسابا ليغفر لك الله الذنوب
- هل صمت واستشعرت دعوته سبحانه لك بالصيام : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

نزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة فدعا بغدائه ورأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معه فقال: "دعاني من هو خير منك فأجبته"، قال: "ومن هو؟"، قال: "الله تعالى دعاني إلى الصيام فصمت"، قال: "في هذا الحر الشديد؟" قال: "نعم صمت ليوم أشد منه حرا"، قال: "فافطر وصم غدا"، قال: "إن ضمنت لي البقاء إلى غد"، قال: "ليس ذلك إلي"، قال: "فكيف تسألني عاجلا بآجل لا تقدر عليه؟!".

هل دار بخلدك وأنت صائم أنه سبحانه الصمد الذي لا مثل له، قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ} [الأنعام: 14]

فأنت تحتاج أن تُطعم، فأنت أهل النقصان، وهو أهل التقوى والغفران.

هل صمت صيام قلب وجوارح، فخرج من قلبك التعلقات الذميمة، وداويت قلبك من الدنيا اللعينة؟

أحبتي في الله..

هيا نجدد نوايانا بعد مرور هذه الأيام من رمضان، حتى لا تضيع الجائزة

(1) صم وأنت مستشعر ضعفك، قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28].
فاستمد منه الحول والقوة، فاللهم لا حول ولا قوة إلا بك، فاللهم أعنا على حسن الصيام، وحسن كل عمل صالح يقربنا منك يا رحمن.

(2) صم وأنت ذليل مبدي لله فقرك:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد} [فاطر: 15].


(3) صم وانكسر:
" فعجزي كنزي وعزي في ذلي لك" وتذكر أنَّ الله عند المنكسرة قلوبهم.

(4) صم وتداوى:

روى النسائي وصححه الألباني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله مرني بعمل، قال: «قال عليك بالصوم، فإنه لا عدل له»، قلت يا رسول الله مرني بعمل، قال: «عليك بالصوم فإنه لا عدل له»

فلعل الصيام يشفي قلوبا سقمت من الآثام وحب الدنيا.


(5) صم واحتسب: الدرجات الرفيعة والتشرف بأداء عمل نسبه الله لنفسه.
روى البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به».

(6) صم وتحفظ:
قال صلى الله عليه وسلم: «الصوم جنة من عذاب الله» [الراوي: عثمان بن أبي العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3866- خلاصة الدرجة: صحيح].

وفي رواية: «الصيام جنة وحصن حصين من النار» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 980- خلاصة الدرجة: حسن لغيره]

(7) صم وابتعد...

قال صلى الله عليه وسلم: «من صام يوما في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام» [الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6330- خلاصة الدرجة: حسن].

(8) صم وتقرب:
وقال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[المزمل: 20].


والله أسأل أن يحيي قلوبنا إنه الحي القيوم الذي به حياة كل شيء، وبه قيام كل شيء، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 20-04-2023, 03:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




مُلَخَّص أحكام صلاة العيدين [*]


رامي حنفي محمود
(29)


حُكم صلاة العيدين (الفِطر والأضحى):
صلاةُالعيدين فرضٌ على الرَّاجح من أقوالِ أهل العِلم، وهو قولُ أبي حنيفةَ،وأحدُ أقوالِ الشَّافعي، وأحدُ القوليْنِ في مذ
هبِ أحمدَ؛ ودليل ذلك أنالنبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "أمرَ النِّساءَ أنْ يخرجْنَ لصلاةالعيد، حتى أمر الحُيَّضَ وذواتِ الخُدور أن يخرجْنَ يشهدْنَ الخيرَ ودعوةَالمسلمين، وأمرَ الحُيَّضَ أن يعتزلْنَ المصلَّى[1]"، وذوات الخدور: أصحاب الخدور، والخِدر: هو ناحيةٌ في البيت كانَ يوضَعُ عليه السِّتْرُ، تكونُ فيهالجاريةُ البِكْرُ.


آداب يوم العيد:
(1) يُستحَبُّ التجمُّلِ للعيد:
وذلك بلِبْسِ أجملِ الثِّياب، والاغتسالَ والتطيُّبَ،فقد ثبت عن عبدِالله بن عمرَ رضي الله عنهما أنه كان يشهَدُ الفجرَ مع الإمامِ - يعني يوم العيد -، ثم يرجعُ إلى بيتِه فيغتسلُ غُسلَه من الجنابةِ، ويلبَسُ أحسنَ ثيابِه، ويتطيَّبُ بأحسنِ ما عنده ثم يخرجُ حتى يأتيَ المصلَّى[2].

(2) مشروعيَّة أكلِ تَمَراتٍ قبل الخروج في الفِطر، وعدم الأكلِ في الأضحى حتى يرجعَ:
فعن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يغدو يوم الفِطر - يعني لا يذهب لصلاة الفجر يوم الفِطر - حتى يأكلَ تَمراتٍ ويأكُلهن وِتْرًا[3]"، وأما يومُ الأضحى، فقد ثبت عن بُريدةَ رضي الله عنه أنه قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يغدو يوم الفِطْر حتى يأكلَ، ولا يأكلُ يوم الأضحى حتى يرجعَ[4].

الحِكمةُ من الأكلِ قبل الخروج لصلاةِ عيد الفِطر:
قال ابنُ حجرٍ: "قال المهلَّبُ: الحِكمةفي الأكلِ قبل الصَّلاةِ: أن لا يظنَّ ظانٌّ لزومَ الصَّومِ حتى يصلِّيَ العيدَ، فكأنَّه أراد سدَّ هذه الذَّريعة[5]"، وقال غيرُه: لَمَّا وقع وجوبُ الفِطر عقِبَ وجوبِ الصَّوم، استُحبَّ تعجيلُ الفِطر؛ مبادرةً إلى امتثالِ أمر اللهِ سبحانه، وأما الحِكمةُ في تأخيرِ الفِطر يوم الأضحى أنَّه يومٌ تُشرَعُ فيه الأُضحية والأكلُ منها، فشُرِعَ له أنْ يكونَ فِطرُه على شيءٍ منها".
(3) أن يصلي العيد في المُصَلَّى (يعني في مكانٍ ما خارج المسج
د):
فعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه أنه قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخرجُ يوم الفِطر والأضحى إلى المصلَّى..."[6]، قال الحافظُ رحمه الله: "وفيه الخروجُ إلى المصلَّى في العيد، وأنَّ صلاتَها في المسجدِ لا تكونُ إلا عن ضرورةٍ"، وقال في موضعٍ آخَرَ: "واستُدِلَّ به على استحبابِ الخروج إلى الصَّحْراء لصلاةِ العيد، وأنَّ ذلك أفضلُ من صلاتِها في المسجدِ؛لمواظبةِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ذلك مع فضلِ مسجدِه".

لكنْ إن كان هناك عذرٌ - كمطرٍ أو نحوِه - صُلِّيَتْ في المسجدِ بلا كراهةٍ[7].

(4) أن يخرج إلى المصلَّى ماشيًا: فعن عليٍّ رضي الله عنه أنه قال: "مِن السُنَّةِ أن يخرُجَ إلى العيدِ ماشيًا[8]

متى يخرج من بيتِه لصلاة العيدين؟
لَم يَرِدْ حديثٌ صحيحٌ يبيِّنُ وقت الخروج لصلاة العيد، ولعلَّ هذا يرجع إلى أحوالِ النَّاس، إلا أنَّه وردَتْ آثارٌعن بعض الصَّحابةِ وغيرِهم أنَّهم كانوا يخرجون إلى الصَّلاة بعد صلاةالصُّبحِ:
فعن يزيدَ بن أبي عُبيدٍ قال: "صلَّيتُ مع سلمةَ بن الأكوع في مسجد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاةَ الصُّبحِ، ثم خرجَ، فخرجْتُ معه حتى أتَيْنا المصلَّى، فجلس وجلسْتُ حتى جاءالإمامُ"[9]، وقد تقدم أنَّ عبدَالله بنَ عمرَ كان يصلِّي الفجرَ، ثم يذهبُ إلى بيته، فيغتسلُ ثم يخرجُ إلى المصلَّى.
فهذه الآثَارُ تدلُّ على أن الخروجَ للصِّلاةِ يختلف حسَب أحوالِ المصلِّين، والمهمُّ في ذلكأنْ يكونَ بالمصلَّى قبل أن يصلِّيَ الإمامُ، وكلَّما بكَّرَ كان أفضلَ؛لِمَا فيه من المسابقة للخيْراتِ.
(5) خروج النِّساء والصبيان:
تقدمَ أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "أمرَ النِّساءَ أنْ يخرجْنَ لصلاة العيد، حتى أمر الحُيَّضَ وذواتِ الخُدور أن يخرجْنَ يشهدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين، وأمرَ الحُيَّضَ أن يعتزلْنَ المصلَّى[10]، ففى هذا الحديثِ مشروعيَّةُ خروجِ النِّساء في العِيدين إلى المصلَّى مِن غير فَرْقٍ بين البِكْرِ والثَّيِّب، والشَّابَّة والعجوزِ، والحائضِ وغيرِها.
• وأما خروجُ الصِّبيانِ، فأحسنُ مايُستَدَلُّ به حديثُ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما عند البخاريِّ "قيلله: أشهِدتَ العيدَ مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -؟ قال: نعَم، ولولا مكاني في الصِّغَر ما شهدتُه (ومعنى هذا أنه كان صغيراً حال شهوده العيد مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -) - وذكر موعظةَ النبي - صلَّى الل
ه عليه وسلَّم -للنِّساء.[11]".

(6) مخالفة الطريق:
فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه قال: "كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا خرج إلى العيدِ، يرجعُ فيغيرِ الطَّريقِ الذي خرَج فيه"[12]، قال التِّرمذيُّ رحمه الله: (أخذ بهذا بعضُ أهلِ العلمِ، فاستحبَّه للإمامِ)، وقد استحبه الشافعي رحمه الله للإمامِ والمأموم معاً.

وقت صلاة العيد:
عن عبدِالله بن بُسرٍ رضي الله عنه- صاحبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم - أنَّه خرج مع النَّاسِ يوم فطرٍ أو أضحى، فأنكرَ إبطاءَ الإمامِ، وقال: "إنا كنَّا قد فرَغنا ساعتَنا هذه، وذلك حينُ التَّسبيح"[13]، ومعنى"حينُ التَّسبيحِ"؛ أي: وقتُ الضُّحى، ويبدأ وقت صلاة الضحى من بعد شروق الشمس بربع ساعة تقريباً، وعلى هذا فيُستَحبُّ التَّعجيلُ لصلاةِ العيد، ويُكره تأخيرُها.
قال الشيخ عادل العزّازي: (والظَّاهرُ أنَّ هذا عامٌّ في عيدِ الفِطر وعيدِ الأضحى، بخلافِ ما يظنُّه البعض بالتَّفريقِ بينهما، فيرون تعجيلَ الأضحى وتأخيرَ الفِطر؛ إذ لا دليلَ على هذا التَّفريقِ فيما أعلمُ).
ملاحظات:
(1) آخِرُ وقتِ صلاة العيد: زوالُ الشَّمسِ عن كبِدِ السَّماءِ، وهو بداية وقتُ صلاةِ الظُّهر[14].

(2) إذا لَم يَعلَمْ بالعيد إلا بعد وقتِه، صلاَّه من الغدِ؛ لِمَا ثبت "أنَّ رَكْبًا جاؤوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يشهدون أنَّهم رأَوُا الهلالَ بالأمس، فأمرَهم أنْ يُفطروا، وإذا أصبحوا أنْ يغدُوا إلى مُصلاَّهم"[15].

حُكم الأَذان والإقامة للعيد:
قال ابنُ القيِّم رحمه الله: "كان - صلى الله عليه وسلم - إذا انتهى إلى المصلَّى، أخذ في الصَّلاةِ من غيرِ أذانٍ، ولا إقامةٍ، ولا قولِ: الصلاةَ جامعةً،
والسنَّةُ أن لا يُفعَل شيءٌ من ذلك"[16].
قال الشيخ عادل العزّازي: (وقد استحبَّ بعضُ الأئمَّةِ قولَ: "الصَّلاةَ جامعةً"، ففي "الأُم"للشَّافعي: ".. وأحِبُّ أنْ يأمرَ الإمامُ المؤذِّنَ أنْ يقولَ في الأعياد ومجامعِ النَّاسِ":الصَّلاةَ جامعةً[17]"، وقد ذهب إلى ذلك أيضًا ابنُ حزمٍ في "المحلَّى"، وعلَّل ذلك أنَّه إعلامٌ للنَّاسِ، وتنبيهٌ على خيرٍ.[18])، وعلى هذا فلا نُنكِرُ على مَن يقول: الصلاة جامعة، ولكنْ لا يعتقد بأنّ ذلك سُنَّة.
كيفية صَّلاة العيد:
صلاة العيد ركعتانِ، يكبرُ في الرَّكعةِ الأُولى سبع تكبيراتٍ بعد تكبيرةِ الإحرام، وفي الثَّانية خمس تكبيراتٍ بعد تكبيرة الرَّ
فعِ من السُّجود، قال العراقيُّ رحمه الله: (وهو قولُ أكثرِ العُلماءِ مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعين والأئمَّةِ).
ملاحظات:
(أ) هل هناك ذِكْرٌ معيَّنٌ بين كل تكبيرة والتي تليها؟
الصَّحيحُ أنَّه لَم يرِدْ عن النبيِّ- صلى الله عليه وسلم - في ذلك حديثٌ، لكنْ ثبت عن ابنِ مسعودٍ (أنَّه كان يحمَدُ اللهَ، ويُثني عليه ويصلِّي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) وقد حسَّن الألبانيُّ إسنادَه، قال ابنُ عثيمين رحمه الله: "ونحن نقولُ: الأمرُ في هذا واسعٌ، إن ذكَرَ ذِكْرًا فهو على خيرٍ، وإن كبَّرَ بدون ذِكْرٍ فهو على خيرٍ[19].

(ب) حُكم تكبيرات العيد:
ذهب جمهورُ العلماء إلى أنَّ تكبيراتِ العيد سنَّةٌ لا تبطُلُ الصَّلاةُ بتَرْكِها عمدًا ولا سهوًا، قالوا: وإنْ ترَكَها لا يسجدُ للسَّهو، وعن أبي حنيفةَ ومالكٍ: أنه يسجد للسَّهو.
(ج) هل يرفع يديه مع التكبيرات؟
فيهِ خلافٌ بين أهلِ العلمِ؛ فمنهم مَن يرى عدم رفعِ يديه؛ لأنَّه لَم يثبتْ ذلك في حديثٍ صحيحٍ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهذا مذهب المالكيَّةِ.
قال الشيخ عادل العزّازي: (وهذا هو الرَّاجحُ - عندي - والله أعلم، ومنهم من يرى رفعَ اليدين؛ لأنَّه ثابتٌ بإسنادٍ صحيح عن عبدِالله بن عمرَ رضي الله عنهما [20] وَمِثلُهُ لا يُقالُ بالرَّأيِ والاجتهادِ؛ وهذا مذهب الحنفيَّةِ والحنابلةِ).

(د) وأما رفعُ الصَّوتِ للمأمومين خلف الإمام بالتَّكبيراتِ، فلا أعلمُ في ذلك دليلاً، سواءٌ من حديثٍ أو آثارٍ عن الصَّحابةِ، قال النَّوويّ رحمه الله: ُ"وأما غيرُ الإمامِ، فالسنَّةُ الإسرارُ بالتَّكبيرِ، سواءٌ المأمومُ والمنفرد، وأدنى الإسرارِ أنْ يُسمِعَ نفسَه إذا كان صحيحَ السَّمعِ، ولا عارضَ عنده من لفظٍ ونحوه، وهذا عامٌّ في القراءةِ والتَّكبيرِ، والتَّ
سبيح في الرُّكوعِ وغيره، والتشهُّدِ والسَّلامِ، والدُّعاءِ، سواءٌ واجبُها ونَفْلُها[21].

القراءة في صلاة العيدين:
عن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنهما أنه قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين وفي الجمعةِ بـ: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾، و﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾، قال: وإذا اجتمع العيدُ والجمعةُ في يومٍ، يقرؤُهما أيضًا في الصَّلاتين)[22].

وعن أبي واقدٍ الليثي - وسألَه عمرُ -: ماكان يقرأُ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأُ فيهما بـ: ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾، و﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾[23].
وممَّا سبق يتَّضحُ أنَّ القراءة تكون جهرًا.
الصلاة قبل العيد وبعده:
عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قال: "خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في يوم عيدٍ فصلَّى ركعتين - أي: ركعتي العيد -، لَم يصَلِّ قبلهما ولا بعدهما[24]".

قال الشَّوكانيُّ رحمه الله: "فيه دليلٌ على كراهةِ الصَّلاة قبل صلاةِ العيد وبعدها"[25].

قال الحافظُ رحمه الله: "والحاصلُ أنَّ صلاة العيدِ لَم تثبُتْ لها سنَّةٌ قبْلها ولا بعدها؛ خلافًا لِمَن قاسها على الجمعةِ، وأمَّا مطلَقُ النَّفْلِ، فلم يثبُتْ فيه منعٌ بدليلٍ خاصٍّ، إلا إن كانذلك في وقتِ الكراهةِ في جميع الأيَّامِ"[26].

قال الشَّوكاني رحمه الله: "وهو كلامٌ صحيحٌ جارٍ على مقتضى الأدلَّةِ، فليس في الباب ما يدلُّ على منعِ مطلَقِ النَّفْل، ولا على منع ما ورد في دليلٍ يخصُّه كتحيةِ المسجد إذا أقيمَتْ صلاةُ العيد في المسجد[27]"، أما إذا أقيمت صلاة العيد في الخلاء: فلا تُشرَعُ تحية المسجد في الخلاء، بل إذا انتهى إلى المُصَلّى في الخلاء: جلس وأخذ في التكبير.


قال الشيخ عادل العزّازي: لكن يُشرَعُ صلاةُ ركعتينِ بعد العيد في "المنزل"؛ لِمَا رواه ابنُ ماجه بسندٍ حسنٍ عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلِّي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزلِه صلَّى ركعتين."[28].

والجمع بين هذا الحديثِ والأحاديثِ السَّابقة: أنه لا تصلَّى صلاةٌ بعد العيد في المصلَّى، لكن تُشرَع في المنزلِ، ولا يقالُ: إنها سنَّةٌ للعيد، فمِن المحتملِ أنْ تكونَ صلاةَ الضُّحى، والله أعلم.
تكبير المسلمين في العيدين:
تستحبُّ تكبيراتُ العيدينِ، وهي في الفِطْر أشدُّ استحبابًا؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].
ويلاحَظ في ذلك أمورٌ:
(أ) اختلف العلماءُ في بَدء التَّكبيرِ يوم الفطرِ: هل هو من غروبِ شمسِ آخِرِ يومٍ مِنْ رمضانَ، أم مِنْ فجرِ يوم العيدِ؟
ولَم يرِدْ في ذلك إلا آثارٌ عن بعضِ الصَّحابة وغيرِهم: أنَّهم كانوا يكبِّرون إذا غدَوْا إلى المصلَّى، وهذا هو الأَوْلى في هذه المسألةِ (ولا نُنكِرُ على مَن يأخذ بالرأي الآخر)، وأما انتهاؤُه في الفِطْرِ، فعند خروجِ الإمامِ لصَّلاةِ العيد.
• وأمَّا بالنِّسبةِ للأضحى، فقد قال ابنُ حجَرٍ: "أصحُّ ما ورد فيه عن الصَّحابةِ قولُ عليٍّ وابنِ مسعودٍ: إنَّه مِن صُبْ
حِ يوم عرفةَ إلى آخِرِ أيَّامِ مِنًى[29]، (يعني من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى عصر ثالث أيام التشريق)، (يعني إلى رابع أيام عيد الأضحى).


(ب)أما صِيَغُ التَّكبير، فأصحُّ الصِّيَغ الواردةِ عن الصحابة: "الله أكبرُ، الله أكبرُ، الله أكبرُ كبيرًا"[30].
(ج) ومن الصِّيَغ الصَّحيحة أيضاً: "الله أكبَرُ، الله أكبَر، لا إله إلا اللهُ، والله أكبَرُ الله أكبرُ، ولله الحمدُ[31]".

(د) مِن المحدَثات:الاجتماعُ يوم عرفةَ في المساجد في المدن والقرى للدُّعاءِ، قال ابنُ عُثيمين: إنه من البِدَع[32].

(هـ) أحدَثَ النَّاسُ زياداتٍ على هذا التَّكبير، وهو مِن البِدَع، فلا ينبغي التعبُّدُ بها، وذلك كقولهم: "ولا نعبد إلا إيَّاه، مُخلِصين له الدِّينَ"، وكقولِهم: "صَدَقَ وعدَه، ونصر عبدَه، وأعزَّ جنده..."، وكقولِهم: "اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد... إلخ"، فلذلك ينبغي تعليم مَن يفعل ذلك - برفقٍ ولُطفٍ - أنَّ الأوْلى أن يُقال ما وردت به الآثار عن الصحابة.


(و)اعلم أنَّ التكبيرَ يكونُ جهرًا من حين الخروجِ من المنزلِ إلى المصلَّى.
(ز)قال الشَّيخ الألبانيُّ: "وممَّا يحسُنُ التَّذكيرُ بهذه المناسبةِ أنَّ الجهرَ بالتَّكبيرِ هنا لا يُشرَعُ فيه الاجتماعُ عليه بصوتٍ واحدٍ كما يفعلُه النَّاس[33]، ويرى فضيلة الشيخ مصطفى العدوي أنّ فِعل ذلك جائز، والله أعلم.


التهنئة بالعيد:
قال أحمد رحمه الله: "ولا بأس أنْ يقولَ الرَّجُل للرجُلِ: تقبَّلَ اللهُ منَّا ومنك[34]"، وقال ابن تيميَّةَ: "وأما الابتداءُ بالتهنئةِ، ف
ليس سنَّةً مأمورًا بها، ولا هو أيضًا مما نُهِيَ عنه، فمَن فعله فله قدوةٌ، ومن ترَكه فله قدوةٌ[35]"، (يعني لكلٍ منهم قدوة من الصحابة، فلا يُنكر أحدٌ على الآخر).

قضاء صلاة العيد:
إذا فاتَتْه صلاةُ العيد، فهل يقضيها أم لا؟
لم يرِدْ في ذلك حديثٌ يبيِّنُ حُكم المسألةِ، ولكن وردت بعضُ الآثارِ عن الصَّحابةِ تدلُّ على مشروعيَّةِ قضائها؛ فعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنه قال: "من فاتَه العيدُ مع الإمامِ، فليُصلِّ أربعًا[36]"، (يعني بتشهدين كصلاة الظهر).


وكان أنسٌ رضي الله عنه إذا فاتَه العيدُ مع الإمامِ، جمَعَ أهلَه فصلَّى بهم مثلَ صلاةِ الإمام في العيد[37].
وللجمعِ بين هذه الآثارِ قال إسحاق: (إنْ صلاَّها في الجماعةِ: فركعتينِ، وإلا فأربعًا).
أحكام خطبة العيد:
1- الخطبة تكونُ بغير مِنبر:
فعن طارقِ بن شهابٍ رضي الله عنه أنه قال: "أخرجَ مرْوانُ المِنبرَ في يوم عيدٍ، فبدأ بالخُطبةِ قبل الصَّلاةِ، فقام رجُلٌ فقال: يا مرْوانُ، خالفْتَ السنَّة: أخرجْتَ المنبرَ في يوم عيدٍ، ولم يكنْ يُخرَجُ فيه، وبدأتَ بالخُطبة قبْل الصَّلاة[38]"، ففي هذا الحديثِ دليلٌ على أنَّه لا يُخرَجُ المنبرُ لخطبة العيد، وممَّا يستفادُ من هذا الحديثِ أيضاً أنَّ الخُطبةَ تكون بعد الصَّلاةِ، وقد تقدَّمَ شرحُ ذلك.
2- خُطبة العيد خطبةٌ واحدة بعد الصَّلاة:

فلَم يثبُتْ حديثٌ صحيحٌ يبيِّنُ أن لصلاة العيدِ خطبتين كخطبة الجمعة، والصَّحيحُ أنَّها خُطبةٌ واحدةٌ، وليس هناك دليلٌ على جعلِها خطبتينِ كما يفعلُهُ كثيرٌ من الخطباءِ.
3- تُفتَتَحُ خطبة العيد بحمد الله:
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّة: "لَم يَنقُلْ أحدٌ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه افتتح خُطبةً بغيرِ الحمد، لا خطبةَ عيدٍ، ولا خُطبةَ استسقاءٍ، ولا غير ذلك[39]".

وأمَّا الحديثُ الوارد في أنَّه كان يفتتح خُطبةَ العيد بالتَّكبيراتِ، فهو حديثٌ ضعيفٌ منقطعٌ[40].

وكذلك أنَّه كان يكبِّرُ بين أَضْعافِ الخُطبةِ - يعني أثناء الخطبة -؛ رواه ابن ماجه، وسندُه ضعيفٌ.
حكم الاستماع للخطبة:
عن عبدِالله بن السَّائب رضي الله عنهأنه قال: شهدتُ مع رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - العيدَ، فلمَّا قضى الصَّلاةَ قال: ((إنَّا نخطُب، مَن أحبَّ أن يجلسَ للخُطبة فليجلس، ومَنأحبَّ أنْ يذهبَ فليذهَبْ))[41]، فدلَّ ذلك على أنَّ الاستماعَ لخُطبةِ العيد سنَّةٌ، وليس فرضًا، والأَوْلى الحضورُ والانتفاعُ بالموعظةِ، وإظهارُ شَعيرةِ الاجتماع.
ملاحظات:
(1)ليس في الإسلامِ إلا عِيدَا الفِطر والأضحى، وأمَّا ما أحدَثَه النَّاسُ من أعيادٍ أخرى فلا تُشرَعُ؛ كأعياد الميلاد، والأعياد الوطنيَّة والقوميَّة، وعيد مَوْلِد النبيِّ، وعيد رأس السَّنة... ونحو هذا.
(2)لا يُشرَعُ في العيد زيارةُ المقابر، بل هذا مخالِفٌ لِمَا يُشرَعُ في العيدِ من البهجةِ والسُّرورِ.
(3)من المخالفاتِ اعتقادُ بعضِ النَّاسِ أنَّ إحياءَ ليلةِ العيد مستحبٌّ، ويُورِدون على ذلك حديثَ: "مَن أحيا ليلةَ الفِطر وليلةَ الأضحى، لَم يمُتْقلبُه يوم تموتُ القلوبُ"؛ وهو حديثٌ موضوعٌ، ولكن له أن يجتهد في العبادة من باب أنّ ذلك الوقت يكون وقت غفلة، وليس استناداً إلى ذلك الحديث الموضوع.


(4) من المُنكَرات في الأعيادِ ما يقعُ من الاختلاطِ والتبرُّجِ وسَماعِ الأغاني والتزيُّنِ للعيد بحَلْقِ اللِّحية، والتشبُّهِ بالكفَّارِ في ملابسِهم، والسُّفورِ الماجنِ، والإسراف والتَّبذيرِ فيما لا فائدةَ فيه، ونحو ذلك، نسألُ اللهَ الهدايةَ لجميع المسلمين.


[*] مُختَصَرَة من كتاب (تمام المِنّة في فِقه الكتاب وصحيح السُنّة) لفضيلة الشيخ عادل العزّازي أثابه الله لمن أراد الرجوع للأدلة والترجيح، وأما الكلام الذي تحته خط أثناء الشرح من توضيحٍ أو تعليقٍ أو إضافةٍ أوغير ذلك فهو من كلامي (أبو أحمد المصري).

[1] البخاري (980)، ومسلم (890)، وأما ما ذهب إليه البعضُ بأنه سنة مستدلاًّبقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأعرابي وقد سأله: هل عليَّ غيرها - يعني الصلوات الخمس - قال: ((لا؛ إلا أن تطوع))، فالمقصود بذلك الصَّلوات اليومية، بخلاف صلاة العيد؛ فإنَّها لا تدخل في هذا التَّقييد، والله أعلم
[2] إسناده حسن؛ رواه ابن أبي شيبة (2/ 181).
[3] البخاري (953)، وابن ماجه (1754)، والترمذي (543).
[4] رواه ابن ماجه (1756)، والترمذي (542)، وأحمد (5/ 352)، وزاد: يأكل من أضحيته.
[5] انظر فتح الباري (2/ 518).
[6] رواه البخاري (956)، ومسلم (889)، والنسائي (3/ 187).
[7] فتح الباري (2/ 449).
[8] رواه التِّرمذي (530)، وقال: حديث حسَن، ورواه ابن ماجه (1296)، وفي إسناده ضعْفٌ، لكن له شواهدُ لا يخلو كلٌّ منها من ضعْفٍ (1294)، من حديث سعدٍ القُرظي، ومنها ما رواه ابن ماجه (1297) من حديث أبي رافع، وثبت هذا من مرسَلِ سعيد بن المسيَّب، رواه الشافعي في الأم (1/ 405)، بإسناد صحيحٍ عنه، ومن مرسَل الزهري، رواه عبدالرزاق (5750)، وبمجموع هذا كلِّه فالحديث حسَن، وحسَّنه الشيخُ الألباني 270).
[9] رواه الفريابي (29) بإسناد صحيح.
[10] البخاري (980)، ومسلم (890).
[11] البخاري (977)، وأبو داود (1146)، والنسائي (3/ 192)، ورواه مسلم (884) بنحوه.
[12] حسن صحيح: رواه الترمذي (541)، وابن ماجه (1301).
[13] صحيح: رواه أبو داود (1135)، وابن ماجه (1317)، والحاكم (1/ 295)، وقال: صحيحٌ على شرط البخاريِّ ووافقه الذَّهبي، والصَّحيح أنه على شرط مسلمٍ؛ انظر أحكام العيدين تخريج الفريابي ص (108).


[14] انظر الشرح الممتع (5/ 156)، وانظر فتح الباري (2/ 530).
[15] صحيح: رواه أبو داود (1157)، وابن ماجه (1653)، والنسائي (6/ 180).
[16] زاد المعاد (1/ 442).
[17] الأم للشافعي (1/ 569).
[18] المحلى (3/ 187)، المسألة (322).
[19] الشرح الممتع (5/ 184).
[20] رواه البخاري تعليقًا (3/ 189)، ووصله في جزء رفع اليدين (605)، والشافعي في الأم (1/ 140)، وابن أبي شيبة (3/ 296).
[21] المجموع (3/ 295).
[22] مسلم كتاب الجمعة (878)، وأبو داود (1122)، والترمذي (533).
[23] مسلم (891)، وأبو داود (1154)، والترمذي (534)، والنسائي (3/ 183)، وابن ماجه (1282).
[24] البخاري (989)، ومسلم (884)، وأبو داود (1159)، والترمذي (537)، والنسائي (3/ 194)، وابن ماجه (1291).

[25] نيل الأوطار (3/ 371).
[26] راجع فتح الباري (2/ 476)، والشرح الممتع (5/ 206 - 208).

[27] نيل الأوطار (3/ 373).
[28] رواه ابن ماجه (1293)، وأحمد (3/ 28، 40)، والحاكم (1/ 297)، وصحَّحه ووافقه الذهبي، وحسَّنه البوصيري والحافظ ابن حجر والألباني.
[29] فتح الباري (2/ 462).
[30] رواه عبدُالرزَّاق عن سلمانَ بسندٍ صحيحٍ.

[31] رواه ابن أبي شيبة (2/ 168)، ورواه البيهقي (3/ 315)، وإسناده صحيح.
[32] الشرح الممتع (5/ 227).
[33] انظر الصحيحة (1/ 281).

[34] انظر المغني (3/ 294).
[35] مجموع الفتاوى (24/ 253).
[36] رواه سعيد بن منصور وصححه الحافظ في الفتح (2/ 475).
[37] رواه البخاري تعليقًا (2/ 471)، ووصله ابن أبي شيبة.
[38] مسلم (49)، وأبو داود (1140)، وابن ماجه (1275) (4013)، وأحمد (3/ 10).
[39] مجموع الفتاوى (22/ 393)، وانظر زاد المعاد؛ لابن القيم (1/ 447).
[40] رواه ابن أبي شيبةَ (2/ 190).
[41] رواه أبو داود (1155)، والنسائي (3/ 185)، وابن ماجه (1290)، وقال أبو داود: هذا مرسَلٌ، وكذا رجَّحَ النَّسائي أنه مرسَلٌ، وصححه الشيخ الألباني.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 22-04-2023, 04:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,094
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاخت المسلمة واسرتها فى شهر رمصان




العيد وهديه صلى الله عليه وسلم

محمد الحمود النجدي

(30)

قد كان لأهل المدينة يومان في الجاهلية يحتفلون فيهما فأبدلهم الله تعالى بهما عيدا الإسلام: الفطر والأضحى، فليس للمسلمين عيدان سواهما.

فعن أنس رضي الله عنه أنه قال: "كان لأهل المدينة في الجاهلية يومان يلعبون فيهما، فلما قدم
النبي صلى الله عليه و سلم قال: «كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر ويوم النحر» [رواه أبو داود والحاكم والبيهقي بسند صحيح].

استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب:

قال ابن القيم: "كان صلى الله عليه وسلم يلبس لهما أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين" [أخرجه ابن أبي شيبة وعبدالرزاق(3/309) بأسايد صحيحة].

الأكل قبل الخروج إلى الصلاة:


قال أنس رضي الله عنه: " كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً " [رواه البخاري].

الخروج إلى المصلى:

عن أبي سعيد الخدري قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى " [رواه البخاري].

خروج النساء والصبيان والحُيّض:

عن أم عطية قالت: " أُمرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدان الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيّض المصلى " [متفق عليه].

ولقوله صلى الله عليه و سلم: «وجب الخروج على كل ذات نطاق ف
ي العيدين» [رواه أحمد بسند صحيح].

مخالفة الطريق:

عن جابر قال: " كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق " [رواه البخاري] أي يخرج عن طريق ويرجع عن طريق آخر.

لا أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة:

عن جابر بن سمرة رضي اله عنه قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العيدين غير مرة ولا
مرتين بغير أذان ولا إقامة" [رواه مسلم].

قال ابن القيم: " كان صلى الله عليه و سلم إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أ
ذان ولا إقامة لا قول: الصلاة جامعة، والسنة أن لا يفعل شي من ذلك " انتهى.

لا صلاة قبل العيد ولا بعدها:

قال ابن عباس: " خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما " [رواه الجماعة].

التكبير عند الصلاة:

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: " أن النبي صلى الله عليه و سلم كبّر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة سبعاً في الأولى وخمساً في الآخرة " [رواه أحمد وابن ماجه].

ما يقرأ في صلاة العيد:

عن عبيد الله بن عبدالله: " أن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي: "ما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأضحى والفطر؟" فقال:كان يقرأ فيهما بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} " [رواه مسلم].

وعن النعمان بن بشير: " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما " [رواه النسائي وابن ماجه وعبدالرزاق وهو صحيح].

الخطبة بعد الصلاة:

عن ابن عمر قال: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما
يصلون العيدين قبل الخطبة " [رواه البخاري].

التهنئة بالعيدين:

عن جبير بن نفير قال: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقوا في يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك" [قال الحافظ إسناد حسن].

اللعب واللهو المباح في الأعياد:

قالت عائشة: " إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقوا في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت " [رواه الشيخان وأحمد].

الإكثار من التكبير في العيد:

قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: " أنه كان يكبّر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " [رواه ابن أبي شيبة2/167) بسند صحيح].

وعن الأسود قال: " كان عبدالله يكبّر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " [المصدر السابق بسند صحيح].

وعن عمر رضي الله عنه: " أنه كان يُكبّر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق " [المصدر السابق بسند حسن].

وعن إبراهيم النخعي قال: "كانوا يكبرون يوم عرفة وأحدهم مستقبل القبلة في دبر كل صلاة: الله أكبر الله أكبر لا إله إل
ا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد " [المصدر السابق بسند صحيح].

من فاته صلاة العيد:

من لم يدرك صلاة العيد صلى أربعاً كما ثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. وهو مذهب الشعبي والثوري وأحمد واسحاق.

تذكير:

احرص أخي المسلم على أن لا تفوتك فرصة صيام ستة أيام من شوال لما ثبت أن الرسول صلى الله عليه و سلم
قال: «من صام
رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله» [أخرجه أحمد ومسلم والترمذي].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 224.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 218.22 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]