|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
الصيام غذاء الأرواح وجُنَّة من العذاب د. عبد العزيز بن محمد آل عبداللطيف (11) الصيام غذاء الأرواح وجُنَّة من العذاب فرض الله عزَّ وجلَّ صيامَ رمضان لتحقيق التقوى وتحصيلها، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، قال الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، هذا تعليل لكتابة الصيام ببيان فائدته الكبرى، وحكمته العليا، وهو أن يعدَّ نفس الصائم لتقوى الله بترك شهواته الطبيعية المباحة الميسورة، امتثالاً لأمره واحتساباً للأجر عنده...»[1]. ثم إن الصيام يبعث على الإخلاص لله تعالى وحده، ويصحح الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي..»[2]. يقول الحافظ ابن رجب في تعليقه على هذا الحديث: «إذا اشتدَّ توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطلع عليه إلا الله؛ كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان، فإن الصائم يعلم أنّ له ربَّاً يطلع عليه في خلوته، وقد حرَّم عليه أن يتناول شهواته المجبول على الميل إليها في الخلوة، فأطاع ربّه وامتثل أمره، واجتنب نهيه؛ خوفاً من عقابه، ورغبةً في ثوابه، فشكر اللهُ له ذلك...»[3]. فالحاصل أن الصيام سببٌ متينٌ لتحقيق التقوى، ودليلٌ ظاهرٌ على صحة الإيمان، وسبيلٌ لنيل درجة الإحسان ومراقبة الله في السرِّ والعلن. * إذا تقرَّر أن الصيام يحقق التقوى، وبرهان الإيمان، وطريق الإحسان؛ ففي غمرة المصطلحات الحادثة، والتعبيرات المعاصرة؛ غلب الحديث عن «الصيام والتغيير».. «الصيام غيّرني»... إلخ. مع أنه لا مشاحة في الاصطلاح، ولا حرج في التعبير عن المعاني الصحيحة بالاصطلاحات الجديدة[4]. لكن «التعبير عن حقائق الإيمان بعبارات القرآن أولى من التعبير عنها بغيرها، فإن ألفاظ القرآن يجب الإيمان بها، وهي تنزيل من حكيم حميد، وفيها من الحكم والمعاني ما لا تنقضي عجائبه، والألفاظ المحدثة فيها إجمال واشتباه ونزاع»[5]. فالألفاظ الشرعية كالتقوى والإخلاص والإيمان، فيها من الشفاء والغَنَاء والحرمة ما ليس لغيرها. ثم إن لفظ «التغيير» لفظ مجمل ومحتمل، فقد يراد به حق أو باطل، بخلاف ألفاظ التقوى والإحسان ونحوها، فإن التغيير - في لغة العرب - بمعنى الاستحالة والتبديل من شيء إلى شيء، والتحوّل من صفة إلى أخرى..[6]، فلا يختصّ هذا التغيير بما كان محموداً مطلوباً. فقد يكون «التغيير» مذموماً، كما في قوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: ظ،ظ،]، قال ابن تيمية: «ومعلوم أنهم كانوا على عادتهم المحمودة، يقولون ويفعلون ما هو خير، لم يكونوا قد غيّروا ما بأنفسهم، فإذا انتقلوا عن ذلك فاستبدلوا بقصد الخير قصدَ الشر، وباعتقادهم الحق اعتقادَ الباطل، قيل: قد غيّروا ما بأنفسهم، مثل من كان يحبّ الله ورسوله والدار الآخرة، فتغيّر قلبه وصار لا يحبّ الله ورسوله والدار الآخرة، فهذا قد غيّر ما في نفسه»[7]. إضافة إلى أن الحديث الحاضر عن «التغيير» في رمضان يركز على آثار الصيام السلوكية والأخلاقية في الدنيا، وينهمك في التغيّرات التي تحصل في جوانب التعاملات والعلاقات في حياتنا الحاضرة، ويستحوذ على جوانب المهارات الذاتية، والنواحي النفسية، وإخضاع ذلك التغيير للتقويم والتطبيق. فهناك إغراق في آثار الصيام في الحياة المعاصرة، والواقع الدنيوي، وأما الحديث عن الصيام وآثاره الأخروية، وربط الصيام بيوم البعث والنشور، وأنه جُنّة من عذاب الجحيم؛ فهذا الأمر الظاهر الجليل صار مغيّباً خفياً! يقول النبي صلى الله عليه وسلم «الصيام جُنّة»[8]، وجاء في غير رواية «جُنّة من النار»، وفي رواية لأحمد «جُنّة وحصن حصين من النار»[9]، قال الحافظ ابن حجر: «الجُنّة بضم الجيم الوقاية والستر، وقد تبيّن بالروايات متعلق هذا الستر، وأنه من النار، وبهذا جزم ابن عبد البر.. وقال ابن العربي: إنما كان الصوم جُنّة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات، فالحاصل أنه إذا كفّ نفسه عن الشهوات في الدنيا، كان ذلك ساتراً له من النار في الآخرة»[10]. وخَفَتَ الحديثُ عن الصيام وكونه سبيلاً إلى جنات النعيم! فعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة باباً يقال له الريّان، يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم»[11]. وقد كشف ابن تيمية عن مسلك الذي يقصرون الدين على مصالح دنيوية محضة فكان مما قاله: «ليس المقصود بالدين الحق مجرد المصلحة الدنيوية، كما يقوله طوائف من المتفلسفة، فإذا لم يكن مقصود الدين إلا جلب المنفعة في الحياة الدنيا، ودفع المضرة فيها، فليس لهؤلاء في الآخرة من خلاق.. وهؤلاء المتفلسفة ومن سلك سبيلهم يجعلون الشرائع من هذا الجنس لوضع قانون تتم به مصلحة الحياة الدنيا، ولهذا لا يأمرون فيها بالتوحيد، وهو عبادة الله وحده، ولا بالعمل للدار الآخرة»[12]. وكذا إخضاع تأثير الصيام وتغييره للأشخاص وَفق تقاويم البشر ومشاهداتهم، وحسب معايير المهتمين بالأحوال النفسانية.. إن ذلك قد لا يتفق ولا يتسق من كون الصيام سرّاً بين العبد وربه لا يطّلع عليه غيره؛ «لأنه مركب من نية باطنة لا يطّلع عليها إلا الله، وتركٌ لتناول الشهوات التي يستخفى بتناولها في العادة، ولذلك قيل: لا تكتبه الحفظة، وقيل: إن ليس فيه رياء، كذا قال الإمام أحمد وغيره، وكان بعضهم يودّ لو تمكن من عبادة لا تشعر بها الملائكة الحفظة»[13]. إن الصيام وإن كان فيه كسر للنفس، وقمع لشهواتها، إلا أنه - وسائر العبادات - «غذاء الإنسان وقوته وصلاحه وقوامه، كما عليه أهل الإيمان، وكما دلّ عليه القرآن فغالب الشرائع (؟؟؟؟؟؟) قرة العيون، وسرور القلوب، ولذات الأرواح، وكمال النعيم»[14]. يقول ابن القيم: «من له أدنى تجربة وشوق يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الحيواني، لا سيما المسرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قرّت عينه بمحبوبه، وتنعّم بقربه، والرضى به، وألطاف محبوبه وهداياه.. أفليس في هذا أعظم غذاء لهذا المحبّ؟»[15]. وكان ابن تيمية - رحمه الله - قليل تناول الطعام والشراب، وينشد كثيراً هذا البيت: لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد[16] ونختم المقال بشيء من فتوحات ابن القيم في هذا الصدد، حيث يقول: «خُلق بدن ابن آدم من الأرض، وروحه من ملكوت السماء، وقُرِن بينهما، فإذا أجاع بدنه وأسهره وأقامه في الخدمة (العبادة) وَجَدت روحه خفةً وراحةً، فتاقت إلى الموضع الذي خلقت منه، واشتاقت إلى عالمها العلوي؛ وإذا أشبعه ونعّمه ونوّمه، أخلد البدن إلى الموضع الذي خُلِق منه فانجذبت الروح معه فصارت في السجن..»[17]. _____________________________________ [1] تفسير المنار (2/145). [2] أخرجه البخاري ومسلم. [3] لطائف المعارف، ص 161. [4] ينظر: الدرء لابن تيمية: (1/232). [5] النبوات لابن تيمية: (2/876). [6] ينظر  الدرء: (1/112)، (2/185)، (4/72)، (10/185). [7] جامع الرسائل: (2/45). [8] أخرجه البخاري. [9] ينظر: فتح الباري لابن حجر (4/104). [10] فتح الباري (4/104). [11] أخرجه البخاري وغيره. [12] جامع الرسائل، (2/231 - 233) باختصار. [13] لطائف المعارف، ص 162. [14] مجموع الفتاوى لابن تيمية (1/56). [15] زاد المعاد (2/33). [16] الآداب الشرعية لابن مفلح (2/497). [17] الفوائد ص 187.
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
شد الهمة في رمضان د.قذلة بنت محمد القحطاني (14) رمضـان شهر القرآن: قال الله تعالىشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( *ـ قال ابن كثير رحمه الله : يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء *ـ وعن ابن عباس ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " *ـ قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: وفي حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كان ليلا يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) ولذا كان للسلف حال أخرى مع القرآن وعقد الإمام النووي رحمه الله فى كتابه القيم: (التبيان فى آداب حملة القرآن) فصلاً فى موقف السلف مع القرآن الكريم جاء فيه :ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة ، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة ، وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال ، وعن بعضهم في كل ست ، وعن بعضهم في كل خمس ، وعن بعضهم في كل أربع ،وعن كثيرين في كل ثلاث ،وعن بعضهم في كل ليلتين ، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ، ومنهم من كان يختم ثلاثاً وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون . ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات: سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه0 وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات. وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات وروى أبو داود بإسناده الصحيح أن مجاهداً كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء وعن منصور قال: كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان وعن إبراهيم بن سعد قال: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن . ثم يقول الإمام النووي رحمه الله : وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن المتقدمين عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة قلت:ولايستغرب ذلك فهذه من كرامات الأولياء .. حفظ الوقت: ـ * ـ من الأمور المهمة أن يكون لك منهجية لاستغلالهذا الشهر ،فهذا الشهور ليس كالشهور الاخرى فأوقاته وساعاته أغلى من الذهب ونفيس الجواهر وليعلم العبد أن صيام الاثنين والخميس وأيام البيض تطوع ،ولكن رمضان فرض وركن من أركان الاسلام . كيف أؤدي هذه الفريضة التي هي أحب الأعمال لله تعالى؟ ثبت في الحديث القدسي قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وماتقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: فكنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته)) ( رواه البخاري برقم 6502) فالواجب أن أتقرب الى الله بالفريضة أولا , قبل النافلة! تربية الأولاد والأسرة اعقدي العزم أنت وأهل بيتك وأولادك وبناتك على حسن استقبال هذا الشهر اجعلي بيتك بيت رباني،ودور الوالدين مهم وضروري في تثبيت الأبناء لاسيما مع كثرة الفتن و الهجمة الشيطانية المتمثلة في الغزو الفكري والإعلامي على الجيل المسلم ومن الوسائل المعينة : * ـ نشر التوعية بتعظيم الشهر وأنه ليس كسائر الشهور ،وانه فريضة وركن من أركان الإسلام. -التعريف بأسماء الله الحسنى وليكن كل ليلة التعريف باسم من الأسماء الحسنى،ليتعلق الأولاد بربهم ويعرفونه فهذا من أعظم أسباب الثبات •قال أبو القاسم التيمي الأصبهاني في بيان أهمية معرفة الأسماء الحُسنى : قال بعض العلماء : أول فرض فرضه اللهُ على خلقه معرفته ، فإذا عرَفه الناس عبدوه ، وقال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ }[ محمد : 19 قال ابن القيم -في الشافية الكافية؛ »ليست حاجة الأرواح قطّ إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها ومحبَّتِه وذكرِه والابتهاج به، وطلبِ الوسيلة إليه والزُّلفى عنده، ولا سبيل إلى هذا إلَّا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف وله أطلب وإليه أقرب، وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل وإليه أكره ومنه أبعد، والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه« * ـ - عقد العزم في جلسة ودية على استغلال الشهر والتنافس على الخيرات واجتناب الغيبة *ـ -إقامة مسابقة في حفظ القران وتتم المتابعة وتوضع لها جوائز قيمة. *ـ جلسات إيمانية والصلاة جماعة أحيانا في قيام الليل . *ـ تعليق عبارات ايمانية وتذكير بفضائل الوقت. *ـ بيني لهم حال السلف في رمضان.. . ليلة القدر خير من ألف شهر قال تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوح ُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) من حرمها فقد حُرم؛ فعن أنس بن مالك قال: دخل رمضان، فقال رسول الله: إنَّ هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرمها، فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا مَحروم؛ صحيح سنن ابن ماجه. إنَّ الملائكةَ تلك الليلةَ أكثر في الأرض من عدد الحصى، يَقْبَلُ الله التوبةَ فيها من كل تائب، وتفتح فيها أبوابُ السماء، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها. وعلى كل من الحائض والنفساء أن تحسن العملَ طوال الشهر؛ حتى يتقبل الله منهن، ولا يحرمهن فضل هذه الليلة؛ قال جويبر قلت للضحاك: "أرأيت النفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيب؟"، قال: "نعم، كلُّ مَن تقبَّل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر ". وهي في العشر الأواخر من رمضان؛ عن عائشةَ - رضي الله عنهما - قالت: كان رسولُ الله يُجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: ((تَحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))، وعنها أنَّ النبي، قال: ((تَحرَّوا ليلةَ القدر في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان))، قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: ينبغي أنْ يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعها، كما قال النبي: ((تحروها في العشر الأواخر))، وتكون في السبع الأواخر أكثر وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين، كما كان أُبَي بن كعب يحلف أنَّها ليلة سبع وعشرين. اهـ. وَّ الحكمةَ في إخفاء ليلةِ القدر أنْ يَحصل الاجتهادُ في التماسها وطلبها . ومن علاماتها : وَرَدَ لليلةِ القدر علاماتٌ، منها أنَّها ليلة بلجة منيرة، وأنَّها ساكنة لا حارة ولا باردة، وأنَّ الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر . الدعاء فيها بطلب العفو سألت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - النبي: ماذا أقول إنْ وافقت ليلة القدر؟ قال لها النبي: ((قولي: اللهم إنك عفوٌّ تُحب العفو فاعف عني)) فهذه ليلة عظيمة القدر والشرف. كيف تضيع هذه الأيام الليالي وفيها ليلة العبادة فيها أكثر من 83 سنة . ـ فيجب حفظ الوقت وحفظ الجوارح والصمت وحفظ اللسان والتقوي واستحضار الإخلاص واستغلال الأوقات. فمثلا عند الإفطار دعوة لا ترد . فلابد أن يضبط الإنسان وقته فالمرأة ة التي لديها مسؤوليات تحاول أن تضبط وقتها وتحاول أن تنهي أمور الطبخ قبل المغرب وتفرغي لقلبك , فهي ساعات عظيمة نفحات إيمانية لا تضيع هنا وهناك. فيها ساعة فرحة المؤمن وفرحة الصائم وفيها لحظات لا ترد دعوة الصائم . البعض يقول ثلاثين دعوة!! مما يستقبل رمضان به الدعوة إلى الله : ـ ـ الثبات على الدعوة لله تعالى وهذا أمر استخير الله به من سنوات كلما هممت أن أتفرغ في رمضان لنفسي ولكن أنى ذلك مع عظم الهجمة وكثرة الصد عن سبيله ،وإذا كان أهل الباطل قد تفرغوا وتفننوا في فتنة العباد بمسلسلات رمضانية وأفلام يهودية وسموها رمضانية وما أدري ما وجه النسبة إلى رمضان !! بل هي مسلسلات شيطانية يهودية وأسأل الله أن يبصرنا ويفتح لنا في القرب منه. ففي رمضان تمتلئ المساجد بالنساء فمتى تجدي هذه الفرصة؟ أما الخلوة مع نفسك فعندك من الوقت في الليل والنهار مايكفي ،فأعطي الدعوة ساعة أو ساعتين مع الإجهاد في توزيع الكتب والاهتمام بنشر العلم. والدعوة إلى الله عمل عظيم ,جليل وهو مهمة الأنبياء والرسل وأدعو الأخوات الفاضلات المشرفات على المساجد إلى بذل الجهد في الدعوة والإصلاح . أما الخلوة فعندك وقت في الليالي وفي النهار ولكن أعطي الدعوة ساعة أو ساعتين فقطواجتهدي في توزيعالكتب , ونشر العلم .. فالداعية الى الله ليس له إجازة . سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله لم يأخذ اجازة طوال حياته في الدعوة.الى الله بل هو في سرير المرض وهو يفتي وقبل موته بساعات اصدر فتوى .. والعلامة ابن عثيمين يلقي درسه وهو في العناية المركزة!رحمة الله عليهم اجمعين وختاما أقول استقبلي الشهر بصلاح القلب وصلاح النية وصلاح العمل . بالعزيمة الصادقة والصدق مع الله وليكن شعارك " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "ارفعي همتك مع الله , ولتكن همتك مع الله سكنى الفردوس الأعلى " ورد في الحديث .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري 2790 جنة الله تحتاج ثبات وتطلب عمل وعزوف عن الشهوات , حفت بالمكاره .. فاجعلي مشروعك هذه السنة على هذه المضغة (القلب ) ازيلي شوائب الشرك والرياء وحب الثناء وطهري قلبك بالإخلاص لله تعالى . انظري الى قلبك أين مقامة في اليقين ؟ رب عظيم ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ! جنة تعرض ! جنة تزيين ! نار تغلق ! شياطين تصفد ! ونحن في اللهو الغفلة والأسواق وقيل وقال! ومن هنا أقول احرصي يامن تريدين الله والدار الاخرة على هذا القلب . ادعي الله بصلاحه فربما دعوة تستجاب تصلح بها دنيك ودنياك , ادعي الله بجوامع الدعاء , ادعي الله بالهداية . * التزود بالطاعات والاستكثار من الـصـــالحــات غاية ومطلب لكل مؤمن، ولقد سُئل الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي(1) ـ رحمه الله ـ عن أسباب مضاعفة ثواب الأعمال الصالحة، فأجاب ـ رحمه الله ـ بجواب نـفـيـس؛ حـيـث ذكــــر أسباباً متنوعة لمضاعفة ثوابها، مستدلاً بنصوص الوحيين ومراعياً مقاصد الشريعة ومصالحها(2) قال رحمه الله: ـ(الجواب؛ وبالله التوفيق: أما مضاعفة العمل بالحسنة إلى عشر أمثالها، فهذا لا بد منه في كل عمل صالح، كما قال تعالى: - ((مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)) [الأنعام: 160] وأما المضاعفة بزيـــادة عن ذلك، وهي مراد السائل، فلها أسباب: إما متعلقة بالعامل، أو بالعمل نفسه، أو بزمانه، أو بمكانه، وآثاره. فمن أهم أسباب المضاعفــة أن يحقق(3) العبد في عمله الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول؛ فالعمل إذا كان من الأعمال المشروعة، وقصد العبد به رضى ربه وثوابه، وحقق هذا القصد بأن يجعله هو الداعي لـه إلى العمل، وهو الغاية لعمله، بأن يكون عمله صادراً عن إيمان بالله ورسوله، وأن يكون الداعـي لـه لأجل أمر الشارع، وأن يكون القصد منه وجه الله ورضاه، كما ورد هذا المعنى في عدة آيات وأحاديث، كقوله ـ تعالى ـ: ((إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) [المائدة:27] أي: المتقين الله في عملهم بتحقيق الإخلاص والمتابعة، وكما في قوله لله: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)(4). وغيرها من النصوص. والقليل من العمل مع الإخلاص الـكـامــل يرجح بالكثير الذي لم يصل إلى مرتبته في قوة الإخلاص، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة تتفـاضــل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الإيمان والإخلاص؛ ويدخل في الأعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الإخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة إذا تركها خـالـصـــاً من قلبه، ولم يكن لتركها من الدواعي غير الإخلاص وقصة أصحاب الغار(5) شاهد بذلك .. ومن أسباب مضاعفة العمل: أن يكون من الأعمال التي نفعُها للإسلام والمسلمين لـــه وقعٌ وأثرٌ وغَناء، ونفع كبير، وذلك كالجهاد في سبيل الله: الجهاد البدني، والمالي، والقـــولي، ومجادلة المنحرفين؛ كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضاعفتها بسبعمائة ضعف . ومن أعظم الجهاد: سلوك طرق التعلّم والتعليـم؛ فإن الاشتغـال بذلك لمن صحـت نيـتـه لا يوزنه عمل من الأعمال، لما فيه من إحياء العلم والدين، وإرشاد الجاهلين، والدعوة إلى الخير، والنهي عن الشر، والخير الكثير الذي لا يستغني العباد عنه؛ فمن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل له به طريقاً إلى الجنة، ومن ذلك المشاريع الخيرية التي فيها إعانة للمسلمين على أمور دينهم ودنياهم التي يستمر نفعها ويتسلسل إحسانها، كما ورد في الصحيح ):إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به من بعده، أو ولد صالح يدعو له)(6) ومن الأعمال المضاعفة: العمل الذي إذا قام به العبد، شاركه فيه غيره، فهذا أيضاً يضاعف بحسب من شاركه، ومن كان هو سبب قيام إخوانه المسلمين بذلك العمل؛ فهذا بلا ريب يزيد أضعافاً مضاعفة على عملٍ إذا عمله العبد لم يشاركه فيه أحد، بل هو من الأعمال القاصرة على عاملها، ولهذا فضّل الفقهاء الأعمال المتعدية للغير على الأعمال القاصرة . ومن الأعمال المضاعفة إذا كان العمل له وقع عظيم، ونفع كبير، كما إذا كان فيه إنجاء من مهلكة وإزالة ضرر المتضررين، وكشف الكرب عن المكروبين. فكم من عمل من هذا النوع يكون أكبر سبب لنجاة العبد من العقاب، وفوزه بجزيل الثـواب، حتى البهائـم إذا أزيـل ما يضرها كان الأجر عظيماً؛ وقصة المرأة البغي التي سقت الكلب الذي كاد يموت من العطش، فغُفر لها بغيها، شاهدة بذلك(7) ومن أسباب المضاعفة: أن يكون العبد حسن الإسلام، حسن الطريقة، تاركاً للذنوب، غير مُصِرّ على شيء منها، فإن أعمال هذا مضاعفة كما ورد بذلك الحديث الصحيح: (إذا أحسن أحدكم إسلامه؛ فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف...) الحديث(8) ومن أسبابها رفعة العامل عند الله، ومقامه العالي في الإسلام، فإن الله ـ تعالى ـ شكور حليم، لهذا كان أجر نساء النبي لله مضاعفاً. قال تعالى: ((وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ)) [الأحزاب: 31]، وكذلك العالم الرباني، وهو العالم العامل المعلّم تكون مضاعفة أعماله بحسب مقامه عند الله، كما أن أمثال هؤلاء إذا وقع منهم الذنب، كان أعظم من غيرهم، لما يجـب عليهـم من زيادة التحـرز، ولما يجب عليهـم من زيادة الشكر لله على ما خصهم به من النعم . ومن الأسباب: الصدقةُ من الكسب الطيب، كما وردت بذلك النصوص. ومنها شرفُ الزمان، كرمضان وعشر ذي الحجة ونحوها، وشرف المكان كالعبادة في المساجد الثلاثة، والعبادة في الأوقات التي حث الشارع على قصدها، كالصلاة في آخر الليل، وصيام الأيام الفاضلة ونحوها، وهذا راجع إلى تحقيق المتابعة للرسول المكمل لله مع الإخلاص للأعمال المنمّي لثوابها عند الله . ومن أسباب المضاعفة: القيامُ بالأعمال الصالحة عند المعارضات النفسية، والمعارضات الخارجية؛ فكلما كانت المعارضات أقوى والدواعي للترك أكثر، كان العمل أكمل، وأكثر مضاعفة. وأمثلة هذا كثيرة جداً، ولكن هذا ضابطها . ومن أهم مــــــا يضاعف فيه العمل: الاجتهاد في تحقيق مقام الإحسان والمراقبة، وحضور القلب في الـعـمـــــل، فكـلـمــا كانت هذه الأمور أقوى، كان الثواب أكثر، ولهذا ورد في الحديث: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها) فالصلاة ونحوها وإن كانت تجزئ إذا أتى بصورتها الظاهرة، وواجباتها الظاهرة والباطنة، إلا أن كمال القبول، وكمال الثواب، وزيادة الحسنات، ورفعة الدرجات، وتكفير السيئات، وزيادة نور الإيمان بحسب حضور الـقـلـب فـي العبادة(9). ولهذا كان من أسباب مضاعفة العمل حصولُ أثره الحسن في نفع العـبـد، وزيادة إيمانه، ورقّة قلبه، وطمأنينته، وحصول المعاني المحمودة للقلب من آثار العمل؛ فإن الأعمال كلما كملت، كانت آثارها في القلوب أحسن الآثار، وبالله التوفيق. ومن لطائف المضاعفة أن إسرار العمل قد يكون سبباً لمضاعفة الثواب، فإن من السبعة الذين يظلهم الله في ظلهرجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.. ومنهم: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)(10( كما أن إعـلانها قد يكون سبباً للمضاعفة كالأعمال التي تحصل فيها الأسوة والاقتداء، وهذا مما يدخـــــل في القاعدة المشهورة: قد يعرض للعمل المفضول من المصالح ما يصيّره أفضل من غيره. ومـمــــــا هو كالمتفق عليه بين العلماء الربانيين أن الاتصاف في كل الأوقات بقوة الإخلاص لله، ومحـبـة الخير للمسلمين مع اللهج بذكر الله لا يلحقها شيء من الأعمال، وأهلها سابقون: لكلّ فـضـيـلـــــةٌ وأجرٌ وثوابٌ، وغيرها من الأعمال تبع لها؛ فأهل الإخلاص والإحسان والذكر هم السابـقـــــون السابقون المقربون في جنات النعيم . =============== الهوامش : (1) الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي التميمي، من كبار العلماء، ولد بعنيزة سنة 1307هـ، له مؤلفات نافعة في سائر علوم الشريعة، واشتغل بالتدريس، وله تلاميذ متميزون من أشهرهم الشيخ العلاّمة محمد الصالح العثيمين. توفي بعنيزة سنة 1376هـ، انظر: علماء نجد لعبد الله البسام 2/422، والأعلام للزركلي3/340. (2) الفتاوى السعدية، المسألة التاسعة، ص 43. (3) في الأصل: (إذا حقق) (4) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ. (5) حديث أصحاب الغار متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ. (6) رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ. (7) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ. (8) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ. (9) أي يكتب للإنسان من صلاته على حسب خشوعه فيها. (10) متفق عليه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
التنوع بالعبادات في رمضان سوزان بنت مصطفى بخيت (15) التنوع بالعبادات: اذن اتفقنا يا رفيقتي، أنه عند التخطيط لابد من التدرج في العبادة بالقدر الذي يحقق لكِ سكينة القلب والاستشعار بلذة القرب من الله مع الاهتمام بالإكثار من أنواع العبادات كما كان يفعل حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. يقول ابن القيم رحمه الله: (وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل - عليه السلام - يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور ). أما بالنسبة لكِ يا رفيقتي، فها هي مقترحات للتنوع في العبادات: 1. احتساب الاجر: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» [رواه البخاري ومسلم] فما رأيك يا رفيقتي أن تجعلي كل عاداتك عبادات فتنالي أجرها في الدنيا والآخرة من خلال تجديد النية دوما لتكون خالصة لله عز وجل مع احتساب الأجر طلبا لمرضاة الله عز وجل. فيمكنك احتساب اجر ادخال السرور على أهل بيتك وإماطة الأذى عن الطريق من خلال ترتيب البيت وتنظيفه. ويمكنك احتساب اجر افطار صائم من خلال تحضير الطعام لأهل بيتك. ويمكنك احتساب اجر الكلمة الطيبة صدقة حين تستقبلينهم بالترحيب والدعاء. وغيرها من العادات التي لو قمتِ بها بنية العبادة واحتسبتِ الاجر فيها لتحولت الى عبادات تؤجري عليها. 2. الصلاة المفروضة: تذكري يا رفيقتي أنها فريضة وأنها أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة فأوليها إهتمامك قبل التفكير بالنوافل وقيام الليل، واجتهدي في إعطاؤها حقها، واحرصي على الخشوع فيها مهما بلغت إنشغالاتك، مع الحرص على أداؤها في أول وقتها. 3. القرآن: القرآن ورمضان توأمان لا ينفصلان، فالقرآن هو غذاء الروح وهو منبع الراحة والسكينة والطمأنينة. فإن خلي الجسد من المأكل والمشرب في نهار رمضان، فلابد من تغذية روحه بآيات الله. وإن خلي الجسد من صحبة الآقران بالليل فلا أنيس له أفضل من آيات الله. يقول ابن القيم رحمه الله: (صوت القرآن؛ يسكن النفوس، ويطمئنها ويوقرها، وصوت الغناء؛ يستفزها، ويزعجها، ويهيجها). [بدائع التفسير] وللقرآن كذلك أثر بليغ في العقول والقلوب، يقول ابن الجوزي: (إن مواعظ القرآن تذيب الحديد، وللفهوم كل لحظة زجر جديد، وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد، غير أن الغافل يتلوه ولا يستفيد) [مدارج السالكين] لذلك كان من هدي السلف الإهتمام بكثرة تلاوته في شهر رمضان، فكان بعضهم يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليالٍ، وبعضهم في كل سَبعٍ، وبعضهم في كل عشر. وكان منهم من يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان خاصة في العشر الأواخر. وكل هذا يسير على من يسره الله عليه، بشرط أن تتدربي عليه كثيرا لأشهر قبل رمضان مع الاجتهاد أن تكون تلاوتك بالحدر (تلاوة سريعة مع عدم الإخلال بأحكام التجويد)، وإليك بعض النصائح التي تعينك في التدرج مع القرآن: *انظري كم صفحة تقرأين يوميا، وتدرجي في زيادتها حتى تصلي إلى ما لا يقل عن جزء يوميا. *احرصي أن يكون هناك خمسة دقائق كل ساعة تتلين فيها كتاب الله عز وجل لتجددي الوصال بينك وبين كتاب الله بعيدا عن ملهيات الحياة. *احرصي أن يكون لكِ ما لا يقل عن ختمة في الشهر، وإن كنتِ تختمين مرة شهريا فتدربي على ختمتين، وإن كنتِ تختمين إثنين فتدربي على ثلاثة وهكذا. واجتهدي في التلاوة بالحدر لتستطيعي ختم القرآن أكثر من مرة بالشهر. *لا تحرمي نفسك من الاستماع للقرآن فهو مما يجدد الإيمان ويسكن النفس ويغمر الروح برحمة من الله، لقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204] 4. الدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { الدعاء هو العبادة } [رواه الترمذي] وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ربكم تبارك وتعالى حييٌ كريمٌ يستحيي من عبدهِ إذا رفع يديهِ إليهِ أن يردهما صِفرا» [صحيح أبي داود] فلا تحرمي نفسك من لذة الدعاء لنفسك ولغيرك ولا تنسيني يا رفيقتي من دعوات بظهر الغيب. 5. النوافل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى قال: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه» [رواه البخاري] فاسعي يا رفيقتي إلى محبة الله، فوالله لن تجدي نعيما في الدنيا ولا في الآخرة بدون محبته. والنوافل تشمل الصلاة والصيام اما الصلاة: يقول ابن القيم رحمه الله: (فاعلم أنه لا ريب أن الصلاة قرة عُيون المحبين، ولذة أرواح الموحدين، وبستان العابدين ولذة نفوس الخاشعين، ومحك أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، وهي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين، هداهم إليها، وعرَّفهم بها، وأهداها إليهم على يد رسوله الصادق الأمين، رحمة بهم، وإكرامًا لهم؛ لينالوا بها شرف كرامته، والفوز بقربه، لا لحاجة منه إليهم، بل منَّة منه، وتفضَّلًا عليهم، وتعبَّد بها قلوبهم وجوارحهم جميعًا، وجعل حظ القلب العارف منها أكمل الحظين وأعظمهما؛ وهو إقباله على ربِّه سبحانه، وفرحه وتلذذه بقربه، وتنعمه بحبه، وابتهاجه بالقيام بين يديه، وانصرافه حال القيام له بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده، وتكميله حقوق عبوديته ظاهرًا وباطنًا حتى تقع على الوجه الذي يرضاه ربه سبحانه). انتهى ويمكنك البدء بركعتين سنة الفجر وركعة الوتر لما ورد عن فضلهما، ثم فيما بعد أضيفي إليهما ركعتي الضحي وركعتان قيام الليل بعد العشاء، وبعدها بفترة أضيفي السنن الرواتب، وأخيرا قيام الليل خاصة في الثلث الأخير منه. واجتهدي يا رفيقتي في القيام ولو بركعتين بعد العشاء لتكوني ممن يصيبوا ليلة القدر، لقول عبد الله بن مسعود: (من قام الدهر أصاب ليلة القدر) وأما الصيام، فيمكنك البدء بالثلاثة أيام القمرية من كل شهر ثم يومي الإثنين والخميس من كل إسبوع وتستمري عليهما حتى يحين رمضان. 6. الأذكار: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعرابي: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجلَّ» [جامع العلوم والحكم] يقول ابن القيم رحمه الله: (وبالذكر يَصرع العبد الشَّيطان، كما يَصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان. قـال بعـض الـسَّلف: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يُصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين، فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي. وهو (أي الذكر) روح الأعمال الصالحة؛ فإذا خلا العمل عن الذكر كان كالجسد الذي لا روح فيه، والله أعلم) [مدارج السالكين] ويقول الشيخ الشنقيطي حفظه الله: (أعظم الغفلة أن يغفل الإنسان عن مقامه عند ربه، إذا أردت أن ترى مقامك عند الله فانظر إلى حرصك على ذكر الله) والذكر يشمل أذكار الصباح والمساء، وأذكار بعد الصلاة، والاستغفار والحمد والتكبير والتهليل والحوقلة، وتلاوة القرآن وغيرها، فاجتهدي يا رفيقتي أن يكون يومك معمورا بذكر الله ليذكرك الله في الملأ الأعلى على مدار اليوم لقوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152] 7. حفظ الجوارح: معلوم أن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ولازمة لها، لذلك كلما كان باطنك صالحا يا رفيقتي كلما ظهر ذلك في محافظتك على جوارحك من الذنوب والمعاصي. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت، فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب)). وقال أبو هريرة: (القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده.) فإذا كان القلب صالحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبياً لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق، كما قال أئمة أهل الحديث: قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له، متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد فسد) [مجموع الفتاوى] 8. الصدقات: رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: «كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجودُ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيُدارِسُه القرآن، فلَرَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريلُ أجودُ بالخيرِ من الريحِ المرسلةِ» [رواه البخاري] ولذلك كان الشافعي يقول: (أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم )
__________________
|
#16
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
حسن الصلة بالله.. أمور يكتسبها الطفل من الصيام محمد شلال الحنانة (16) صيام رمضان فريضة عظيمة من فرائض الإسلام، وركن من أركانه، وله فوائد كثيرة للأفراد والمجتمعات، كباراً وصغاراً. وقد حث الإسلام على صيام الصغير القادر، وشجع عليه، لما له من آثار في سلوكهم، وفوائد في حياتهم ومستقبلهم منها: 1- تعويد الأطفال على تعظيم حرمات الله، والقيام بما فرضه الله: وهذا يجعلهم أكثر إلتزاماً بأوامر الله حين يكبرون، والأصل في كل مولود أنّه يولد على فطرة الإسلام، وحب الإنصياع له، ولكن أبويه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما ورد في حديثه عليه السلام. 2- أن إدراك منزلة الصوم عند الله، فيه ترغيب للصغار بالجنة، وحثهم على الأعمال الصالحة وتشويقهم للنعيم الطيب فيها، الذي تلذ له الأنفس، وتقر به الأعين، إذ يقول عليه السلام: "إنّ في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" (متفق عليه). 3- غرس الإيمان في نفوسهم، وتقوى الله، ومراقبته: وهذا يأتي تدريجياً حسب سنهم، فالصوم مراقبة وإحتساب عند الله، وتنمية هذه القيم في الصغر يجعله أعظم ثباتاً وصدقاً في الكبر، وقد قال (ص): "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه). 4- الصوم يشجع الأطفال على الصدقات وبذل الجود والخير في سبيل الله، وفعل المعروف، إقتداءً بسنة الرسول (ص)، وعطفاً على الفقراء والضعفاء والمساكين، فيكون هذا العطاء أكثر وقعاً في نفوسهم لا سيما وهم صائمون، فعن ابن عباس (رض) قال: "كان رسول الله (ص) أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله (ص) حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" (متفق عليه). 5- ينفض الصيام عن الأطفال غبار الكسل والغفلة التي قد تكون في غير رمضان، أما في شهر الصوم فتتوقد العائلة حركة ونشاطاً في العبادات والصلوات والتسابق في الخيرات، من طلب الغفران وقراءة القرآن، مما ينعش الأرواح بالصيام والقيام، ولذلك جاء في حديث عائشة (رض): "كان رسول الله (ص) إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" (متفق عليه). 6- صوم رمضان يجعل الصغار أشد تحملاً وقدرة وصبراً على الإمساك عن الطعام والشراب، لأنهم يشعرون بحاجتهم إليه أكثر منا، كما يعودهم ذلك على الانضباط والنظام في فطورهم وسحورهم، مما يسهل عليهم هذا كباراً، ويصبغهم بصبغة الإسلام في المحافظة على شعائر الإسلام. 7- الصوم يهذب الأخلاق ويصقل الآداب ويكسب النفوس كنوزاً من التسامح والعفو والصدق وكظم الغيظ، وما أحوجنا إلى أن نربي أطفالنا في أحضان الدعوة المباركة التي سيظل الصيام من أسمى أركانها! قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 134). وصح عنه (ص) أنّه قال: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم" (متفق عليه). فما أروع أن ترقى براعمنا الصغيرة إلى هذه المعاني الزاكية في شهر الصبر، وما أجمل أن نتأمل جميعاً قوله (ص): "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". 8- من هدى الإسلام في صيام الأطفال ألا نشدد عليهم، إن لم يستطيعوا إكمال يومهم، وأن نأخذ بأيديهم ونشجعهم على صوم يوم آخر، وأن نقبل عذر المريض منهم، أو الأصغر سناً إن صام نصف يوم مثلاً، ونشجعه على أن يكمل يومه إن استطاع، كما لا ينبغي أن نعنف من نسي منهم فأكل أو شرب، بل نشعره بالثقة والإخلاص في صومه، وأنّ الله أطعمه وسقاه، فليتم صومه أسوة بهديه (ص) حين قال: "إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنّما أطعمه الله وسقاه" (متفق عليه).
__________________
|
#17
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
أطفالنا والصيام د. خالد سعد النجار (17) بسم الله الرحمن الرحيم ثبت أن شهر رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة. ولقد روى الشيخان أن الصحابة كانوا يدربون صبيانهم الصغار على الصوم. وقد دلت الدراسات والأبحاث الميدانية الحديثة التي أجريت على مجموعات من الأطفال الذين يصومون شهر رمضان، أن نموهم النفسي والبدني أحسن بكثير من غيرهم، وأنهم أكثر قدرة على تحمل المسئولية. يعد سن العاشرة أنسب سن لصيام الطفل، فالطفل يمكنه الصيام عند هذه السن، وصيامه لن يشعره بأي متاعب صحية، وننبه هنا إلى خطورة صيام الطفل عند السابعة أو ما قبلها؛ لأنه عند هذه السن سيكون في أمس الحاجة إلى المواد الغذائية، وبنسب معينة تلاحق نمو جسمه السريع وتحميه من الأمراض التي قد يتعرض لها. وثمة طريقتان لصيام الطفل: • الطريقة الأولى: تعتمد على تأخير تناول الطفل لوجبة إفطاره العادية، فبدلا من تناولها في السابعة صباحا كما هي العادة، نؤخرها إلى الساعة الثانية عشرة ظهرا، ثم يصوم الطفل بعدها حتى يفطر مع أسرته عند أذان المغرب (أي يكون قد صام حوالي 5 ساعات) وذلك لأيام عدة، وفي الأيام التالية نؤخر وجبة الإفطار إلى الحادية عشرة صباحا ثم إلى التاسعة... وهكذا. • الطريقة الثانية: تكون بأن يصوم الطفل ابتداء من تناوله لوجبة السحور مع أسرته، ثم يفطر عن أذان الظهر (أي يكون قد صام حوالي 7 ساعات) وذلك لمدة عشرة أيام ثم نزيد فترة الصيام في الأيام العشرة الوسطى بأن يصوم الطفل من السحور وحتى أذان العصر (أي يكون قد صام عشر ساعات) ثم يصوم الطفل الأيام العشرة الأخيرة مثل أفراد أسرته، أي ابتداء من السحور وحتى أذان المغرب؛ وبذلك يستطيع الطفل صيام يوم رمضان كاملا، وعندما يقبل رمضان التالي يكون قادرا بإذن الله على صيامه كاملا. ومنع الطفل من الصيام يمكن تقسيمه إلى قسمين: منع مؤقت ومنع دائم، وأسباب المنع الدائم تعتبر نادرة نوعاً ما، ويكون فيها الطفل يعانى من هزال واعتلال دائم في الصحة، بحيث يكون غير قادر على إتمام صيامه، ومن الأسباب الدائمة لمنع الصيام للأطفال مرض السكري المعتمد على الأنسولين، وفيه يكون جسم المريض معتمداً على الحقن كمصدر وحيد للأنسولين، لكون جسم الطفل غير قادر على إفراز هذه المادة، فيتعين على المريض أخذ إبرة لأكثر من مرة باليوم، فبالتالي يحتاج إلى أن يأكل عدة وجبات في اليوم حتى لا يصاب بهبوط في السكر، وهناك أسباب أخرى مثل أمراض القلب وبعض الأمراض التي قد تصيب الجهاز الهضمي. أما عن أسباب منع الصيام المؤقت، فهي مثل: النزلات المعوية، ارتفاع درجة الحرارة، الأنيميا الحادة، والتي يمكن فيها للطفل أن يرجع لمعاودة الصيام بعد أن تتحسن حالته. وهناك بعض القواعد الغذائية التي يجب أن تتبعها الأمهات في تغذية أبنائهن خلال شهر رمضان وهي: * طعام الإفطار يجب أن يحتوى على الكربوهيدرات المتمثلة في الخبز والأرز والمعكرونة، اللازمة لتزويد الطفل بالطاقة، ومع أن الدهون لها سمعة سيئة والجميع يتكلم عن مضارها، ولكن وجود الدهون بكميات معقولة مهم جداً للأطفال، وخاصة لبناء خلايا المخ ولاستخدامه كمصدر للطاقة، ويحبذ استخدام الدهون غير المشبعة، أي الدهون النباتية التي تكون في حالة سائلة في درجة حرارة الغرفة، أما البروتينات والتي نجدها في اللحوم بأنواعها وفى البقوليات، فإنها مهمة جداً لبناء العضلات، وبالنسبة للفيتامينات والمعادن فهي مهمة جداً لسلامة الأعصاب وفى المساعدة على نمو الجسم، وهى موجودة في الفواكه والخضار ومنتجات الألبان. * لتعويض الحليب الذي اعتاد الطفل على شربه في الصباح، يمكن أن يكون بإعداد أطباق الحلويات والبودنج التي تحتوى على الحليب مثل : المهلبية و الأرز باللبن، الكريم كراميل، كما يمكن تعويضه بمشتقات الألبان الأخرى مثل اللبن والجبن. * لا تختلف كمية السوائل التي يحتاج لها الجسم في فترة الصيام عن الأيام العادية من خمس إلى ثلاث عشرة سنة يحتاج الجسم إلى ( 45 – 75) مل / كجم أي من 4 أكواب إلى 6 أكواب في اليوم الواحد. أما الأطفال فوق ثلاث عشرة سنة فيحتاجون بالتقريب إلى (35) مل / كجم، فمثلاً إن كان وزن الطفل (50) كجم فهو يحتاج إلى 7 أكواب باليوم الواحد تقريباً، وننوه هنا أنه كلما زاد النشاط خارج المنزل زادت كمية السوائل المفقودة من الجسم، فيحتاج إلى زيادة السوائل التي يعوضها. * يجب الحد من المجهود البدني الذي يبذله الطفل في فترة الصيام. أما المجهود الذهني فمسموح به؛ ولذلك فالاستذكار غير مجهد، ويمكن لأطفالنا المذاكرة والتحصيل خاصة وقت ما قبل الإفطار. * الامتناع عن شرب الشاي بعد الأكل مباشرة أو معه لأن ذلك يؤدي إلي عدم امتصاص الحديد الموجود بالطعام فيصاب الطفل بالأنيميا وفقر الدم. * تجنب الإكثار من إضافة المواد الحريفة مثل الشطة إلي الأكل أو تناول المخللات بكثرة لأنها تلهب الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمي فتزيد من إفراز الأحماض به وتؤدي إلي حدوث قرح المعدة. * تجنب تناول الأطعمة الدسمة والمحمرة بكثرة لأنها تسبب عسر الهضم وإجهاد الجهاز الهضمي, كما أن المواد الدهنية التي تستخدم في التحمير تقلل من كفاءة عمل الكبد, وتسبب أيضا انتفاخا وألما بالمعدة بعد الأكل. * تجنب شرب المياه الغازية أثناء تناول الطعام لأنها تؤدي إلي عسر في الهضم لتفاعل كربونات الصوديوم الموجودة في المياه الغازية مع حمض الهيدوكلوريك الموجود في المعدة.
__________________
|
#18
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
__________________
|
#19
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
عبادة المرأة المسلمة في رمضان الاسلام سؤال وجواب (19) إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أيتها المستمعات المسلمات، السلام عليكن ورحمة الله وبركاته، ونحن في هذا اللقاء من وراء حجاب مع موضوع بعنوان: "عبادة المرأة المسلمة في رمضان"، وقبل أن نتكلم عن جوانب بهذه العبادة في رمضان أود أن أقول في بداية هذا الكلام أن شهر رمضان لهذه السنة قد جاء بعد ظروف عصيبة، وأيام شديدة مرت علينا، وإن مجيء هذا الشهر بعد هذه المحنة مباشرة، وبعد انقضاء هذه الأيام العصيبة له مدلولات معينة، وإن طعم هذا الشهر شهر الصوم بعد هذه الفتنة طعمه يختلف عن الرمضانات الماضية. أيتها المسلمات: ينبغي أن نتعلم من مجيء هذا الشهر مباشرة بعد الأزمة أن نتعلم شكر الله ïپ‰ على ما منّ به علينا من السلامة، وعلى ما منّ به علينا من زوال الخوف الذي سلطه علينا في الأيام الماضيات، ونتعلم بأن نعم الله يجب أن تُشكر، وأن كفران النعم يؤدي إلى مثل ما أدت إليه الأحداث الماضية، وإنما حلّ بأقوام من حولنا من المصائب العظيمة لهو دليل على أن نقمة الله تحل بالمكذبين والكافرين بنعمته ïپ•، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ [سورة النحل:112]. وهذا الشهر شهر الصوم شهر تضرّع إلى الله، ورغبة إليه، فكيف إذا كان بالإضافة للصوم، وبالإضافة لما ينبغي أن يكون في هذا الشهر من التضرع، كيف إذا كان الأمر يوجب تضرعاً خاصاً آخر مما حصل، ومن نتيجة ما جرى، فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا [سورة الأنعام:43]، فينبغي أن تكون العبادة في هذا الشهر وشكر النعمة فيه أعلى بكثير من الأشهر الماضية، لأن الله قد هز القلوب، ولأن الله قد ابتلى، ولأن الله قد أحل بأقوام من الكافرين بنعمته وبأقوام من الظلمة قد أحل بهم أنواعاً من نقمته، ونحن ينبغي أن نخاف الله ïپ• في أن يصيبنا مثل ما أصابهم أو أشد. أيتها المسلمات إن موسم العبادة هذا عندما يأتي في هذا الوقت بعد هذه المصيبة التي حصلت والتي لا زالت آثارها تتتابع حتى الآن، إننا نتعلم من خلال هذا أن الله ïپ‰ يبلونا بالشر كما يبلونا بالخير فينظر كيف نعمل، فلذلك إذا كنا نتوب إلى الله في رمضان في الرمضانات الماضية، فإن توبتنا في هذا الشهر ينبغي أن تكون أكثر، وإذا كنا نعبد الله في الرمضانات الماضية ونقوم، فإن قيامنا وعبادتنا ينبغي أن تكون أكثر، وهكذا. عبادة المرأة بإخلاصها لله ïپ• ومن أوجه عبودية المرأة المسلمة التي تتمثل في حياة المرأة المسلمة في شهر الصيام: أنها تتعلم الإخلاص لله ïپ• كما قال الله ïپ‰ في الحديث القدسي: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به[1]. وقال: يدع طعامه من أجلي، وشرابه من أجلي، ويدع شهوته من أجلي[2]. فإذن، تتعلم المرأة أن تحفظ هذا السر الذي بينها وبين الله -سبحانه وتعالى- بالابتعاد عن هذه المفطرات، وأن ترعى الأمانة والعهد الذي بينها وبين الله في إكمال هذا الصوم من الفجر إلى الغروب، ولا تنقض عهد الله بأي نوع من أنواع المفطرات التي يمكن أن تفسد الصوم، وكذلك فإن تعلم هذا الإخلاص من شهر الصوم وشهر الصبر ينعكس على الأعمال الأخرى التي لا بد أن يبتغى فيها وجه الله سواء كانت هذه الأعمال دعوة أو طلب علم أو أعمالاً خيرية ونحو ذلك. عبادة المرأة المسلمة بتعلمها الأحكام الفقهية ومن الأمور المستلزمة للعبادة في رمضان: أن تتعلم المرأة الأحكام الفقهية التي لا تستقيم عبادتها إلا بها خصوصاً في هذا الشهر وهذه المناسبة التي تجتمع فيها أحكام كثيرة، وخصوصاً بالنسبة للمرأة المسلمة فهي لا بد أن تتعلم من أحكام الحيض ما تعلم به متى يجب عليها أن تصوم، ومتى يجب عليها أن تفطر، ومتى تطهر ، أو إذا انقطع الدم أن تحتشي بشيء إذا خرج نظيفاً، تعلم أنها قد طهرت بذلك، وكذلك أن تعلم الفرق بين الحيض والاستحاضة، وأن ما زاد عن خمسة عشر يوماً من العادة فإنه استحاضة، وأحكام النفاس، وأنه لا حد لأقله، فلو أنها طهرت بعد عشرين يوماً من الولادة فإنها تبدأ في الصيام إذا كانت في رمضان مثلاً، وكذلك لا يزيد عن أربعين يوماً على القول الراجح، فإذا انتهت الأربعين، وكان نهاية الأربعين في رمضان فإنها تغتسل وتصوم، وينبغي عليها أن تعلم أحكام النية، وأنها ينبغي أن تبيت نية الصيام من الليل ولو قبل الفجر بلحظة إذا طهرت قبل الفجر أن تنوي لكي تأتي بالصوم عبادة صحيحة، وتبدأ به كما أمر الله، قال عليه الصلاة والسلام: لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل[3]. وكذلك فإنها ينبغي أن تتعلم –مثلاً- هل ماذا يجب عليها أن تفعل إذا حاضت أثناء اليوم، وماذا يجب عليها أن تفعل إذا طهرت أثناء اليوم من رمضان، وكذلك فإنها لا بد أن تعلم مثلاً أنه لو كانت تتوقع الحيض في اليوم القادم فلا يجوز لها أن تنوي الإفطار غداً؛ لأن الحيض قد يتأخر، فتكون لم تبيت النية فتقع في إشكال كبير، فينبغي عليها أن لا تقطع نية الصوم؛ حتى ترى الدم فتعلم أن الصيام قد بطل، وأنها الآن يجب عليها أن تفطر، وقد ذكرنا طائفة كثيرة من أحكام الصيام في محاضرة بعنوان: "خلاصات في أحكام الصيام" يمكن الرجوع إليه إذا شاءت المرأة المزيد. وكذلك فإن من العبودية في هذا الشهر أن تعلم المرأة أنها تأتمر بأوامر الله ورسوله في الصوم والإفطار، فإذا قال الله لها صومي فتصوم، وإذا قال الله لها أفطري فتفطر، وإذا حاضت -مثلاً- فإن الصيام يبطل، ولها الأجر على ما مضى من الصيام، ولم تذهب القضية هباء منثوراً فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، ومن الإحسان أن تصوم، فإذا نزل عليه الدم أثناء النهار تفطر، وبذلك فإنها تؤجر على الإحسان في عملها، وبطلان الصوم شيء، وبطلان الأجر شيء آخر، فلا ينبغي عليها أن تخلط بين هذا وهذا؛ خصوصاً وأن بعض النساء يشعرن بالضيق من مجيء العادة الشهرية أثناء شهر الصوم، وقد تلوم إحداهن نفسها، أو تندب حظها وتقول: يا ليت هذه العادة لم تكن، أو لماذا كانت، ونحو ذلك، ولماذا لا أكون مثل الرجل الذي يصوم الشهر كله وأنا أضطر للإفطار ثم أقضي؟ فنقول: إن من أنواع الرضا بالقضاء الرضا بالقضاء الشرعي، والله قد قدّر على المرأة أن تحيض، وأوجب عليها أن تفطر، وأوجب عليها أن تقضي بعد ذلك، ورضي لها بهذا ديناً، فينبغي أن ترضى بما رضيه الله لها، وما دامت لم تفعل محرماً فلماذا تلوم نفسها، ولماذا تندب حظها، ولماذا تعنّف هذه الخواطر التي تأتيها في نفسها، فنقول: ينبغي أن ترضى بما رضي الله لها، وهذه قسمة الله ومشيئته، وله في ذلك حكمة عظيمة . ومن الأمور المرتبطة بذلك أيضاً: أن تعلم المرأة أنه لا حياء في الدين، وأنه لا ينبغي أبداً بأي حال من الأحوال أن تجعل من الإحراجات التي تحصل لها بسبب الحيض مانعاً لها من أداء الصيام في هذا الشهر العظيم، فمثلاً بعض النساء تتحرج من إخبار أهلها أنها قد بلغت، فتستمر على الإفطار لتثبت لهم أنها لم تبلغ مثلاً، وهذه خطيئة عظيمة، وجريمة كبيرة، ويجب عليها أن تصوم في وقت الطُّهر، وأن تفطر في وقت العادة، وكذلك أن تستحي فتصوم في وقت العادة أمامهم؛ كي لا يشعروا بأن العادة قد جاءتها فتصوم من حيث يجب عليها أن تفطر، فتكون مخالفة لأمر الله ، فالواجب عليها إذن، ألا تتحرج من هذا الأمر؛ لأنه شيء كتبه الله على بنات آدم، ولذلك نقول لكثير من السائلات اللاتي يسألن عما مضى من الصيام، ويقلن: إن الإحراج قد أدى بنا إلى أن نصوم أوقات العادة، ولم نقض فيما مضى من حياتنا، لم نقض في حياتنا المبكرة في فترة البلوغ، فنقول: إن هذا ذنب يحتاج إلى استغفار، ويجب المبادرة إلى قضاء ما مضى من أيام العادة التي لم تقضى، وإذا مر رمضان الذي بعده ولم تقض فإن عليها بالإضافة إلى قضاء ما مضى كفارة إطعام مسكين عن كل يوم لم تقضه من أيام الرمضانات الماضية التي جاء بعدها شهر رمضان ولم تُقضى، ومن الأمور كذلك المتعلقة بالحيض: أن بعض النساء يعمدن إلى أخذ الحبوب التي تؤخر الدورة؛ لكي يتسنى لهن الصيام؛ ولكي يشعرن أنه لم يفتهن شيء من شهر الصوم؟ فنقول: إن هذه الحبوب التي أفتى أهل العلم بأن أخذها جائز إذا لم تكن تضر، وإنني أشك بأنها لا تضر، والأمر عند الأطباء على العموم، أقول بأن عدم أخذها هو الأولى، وهو الأكثر أجراً، وهو اللائق برضا المرأة بحالها، وهذا حال أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة، والتابعين، فإنهن لم يأخذن شيئاً من الأدوية التي تؤخر الحيض أو تمنعه، وإنما كانت إحداهن إذا طهُرت صامت، وإذا حاضت أفطرت وترضى بذلك، وتقضي بعده، والحمد لله رب العالمين. يتبع
__________________
|
#20
|
||||
|
||||
رد: زاد الأسرة المسلمة في أيام وليالى رمضان
عبادة المرأة المسلمة في رمضان الاسلام سؤال وجواب (20) عبادة المرأة المسلمة بترويضها على ترك الطعام والشراب ثم إن من وجوه العبودية للمرأة في شهر رمضان ما يحدث من ترويضها لنفسها بامتناعها عن الطعام والشراب والزوج فيكون لهذا فطم للنفس عن مألوفاتها، وهو تعويد وترويض لفطم النفس عن الشهوات المحرمة في ليالي رمضان، وفي أيام الشهور غير رمضان، ذلك أنها إذا تعودت عن الامتناع عن الطعام والشراب والنكاح في نهار رمضان فإنها يسهل عليها بالتالي أن تمتنع عن المحرمات الأخرى كالغيبة، والنميمة، والغناء، وأنواع الفسق والفجور، والتكشّف، ونزع الحجاب، أو التقصير فيه وسائر المحرمات، فهذا شهر تتعود فيه النفوس، ويسهل فيه ترك ما كان مألوفاً ومعتاداً في السابق. عبادة المرأة بصلاة التراويح والقيام في رمضان ثم إن من أوجه عبادة المرأة المسلمة في رمضان: ما يحدث من صلاة التراويح والقيام التي تحضر المرأة فيها إلى المسجد للصلاة، وكان عمر -رضي الله عنه- يخصص إماماً للنساء يصلي بهن، وإذا أتت إلى المسجد فصلت مع المسلمين فهذا أمر حسن، وإذا صلّت في بيتها فهذا أحسن، وعلى أية حال فإن في كل منهما خير، وفي حضور المرأة بالشروط الشرعية إلى المسجد من نزول الرحمة، وتغشية السكينة، وحف الملائكة، ونزول المغفرة التي تحصل للمجتمعين، والتأمين على الدعاء، والخشوع أثناء القراءة، وتعلم الصلاة، وتصحيح أخطاء القراءة التي كانت تقع فيها، فلما سمعت الإمام يقرأها بشكل صحيح تعلمت أن ما كانت تفعله خطأ فتصحح الخطأ، أقول: في هذا فوائد، ولكن إذا صلّت في البيت، أو أمسكت بمصحف وقرأت فيه فإن ذلك لا بأس به، وكان ذكوان مولى عائشة يصلي بها من صحائف في يده، فالإمام الرجل، ويتسنّى كذلك للمرأة من أنواع العبودية حضور مجالس الذكر في المساجد، فإن كثيراً من المساجد قد يكون فيها أنواع من الدروس التي يكون فيها تفقيه في الدين، وتعليم لأمور من الشريعة ما تستنير به في أمور العبادة، وتتعلم به من أحكام الدين، فينبغي أن تحضر تلك المجالس بوعي، وتفتّح ذهن، واستعداد للتقبل، حضوراً شرعياً خالياً من الزينة المحرمة والأطياب المحرمة، وأي مظهر من المظاهر التي لا يرضى الله للمرأة أن تظهر بها أمام الرجال؛ خصوصاً وأننا نرى من ذلك أموراً كثيرة من حضور بعضهن مع السائق بمفردها، أو أن تكون غير محتشمة معه، فإذا ترجّلت من السيارة فإنها تلبس وتستكمل حجابها لتدخل المسجد، عجباً لها إذا جاءت للمسجد فإنها تستكمل الحجاب وفيما عدا ذلك هي مقصرة فيه، إضافة لما كان يبدو منها من الزينة والمكياج، أو العطورات، وهي تسير خصوصاً وأنه يحصل عند دخول المسجد وعند الخروج منه بالذات نوع من اختلاط النساء بالرجال، فينبغي الحذر من ذلك؛ لأن هذا يسبب فتنة، وأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن من أشد أنواع الفتن "فتنة الرجال بالنساء" بلفظ: ما تركتُ بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء[4]. وتتمكن في حضور مجالس الذكر من السؤال، فينبغي عليها أن تهتم به، وتوجه ما يدور في ذهنها من الأسئلة إلى الموثوق بهم من أهل العلم وطلبة العلم، حتى يُجاب عن سؤالها، وتزول حيرتها، وتستطيع كذلك بمجالس الذكر الالتقاء بالأخوات المسلمات الطيبات، اللاتي هن زينة في الرخاء وعُدّة في البلاء، التقاء طيباً مفيداً قائماً على التعاون في تلخيص الأشياء المفيدة وتبادل المنافع الشرعية، وإنني أنبه على ما يحصل في بعض المساجد من التشويش الدائم من قبل النساء في أقسام النساء في المساجد عند التقاء بعضهن ببعض، وكأن المسجد قد جُعل مجلساً عاماً تحصل فيه هذه الجلسات التي يدور فيها الكلام بصوت عال يصل إلى الرجال، فأقول: إن هذا الأمر ينافي العبادة المطلوبة من المرأة في رمضان. عبادة المرأة المسلمة في إتيان ما آتاها الله من الرخص وإن من الأمور أيضاً التي تعبد المسلمة ربها بها في رمضان: ما رخص لها من أنواع الترخيصات، وما يظهر من رحمة ربها بها في هذا الشهر كثير جداً، فمن ذلك أنها إذا كانت حاملاً أو مرضعاً، فيجوز لها الإفطار بعذر الحمل والرضاع، والله خلق الرحمة في قلب الأم بالولد، ومن علمه ïپ‰ بذلك فإنه قد أباح لها أموراً كثيرة وخلقها باستعدادات طبعية لتواجه ما فطرت عليه من الرحمة والشفقة بالأولاد، فإذا كانت حاملاً أو مرضعاً فإنه يجوز لها الفطر وليس عليها إلا القضاء على القول الراجح من أقوال أهل العلم قياساً لها على المريض الذي يشق عليه الصوم والذي قال الله بشأنه: فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [سورة البقرة:184]، فإذا كانت لا تستطيع أبداً أن تصوم ففدية طعام مسكين، وإذا كانت تستطيع أن تصوم ولكن الحمل والرضاع عذر مؤقت كالمرض المؤقت فليس عليها إلا القضاء فقط. فالخلاصة أنها إذا كانت لا تستطيع الصوم أبداً كما قرر الأطباء وعلم من حالها فإن الآية في حقها تنطبق كما انطبقت في حق المريض الذي لا يرجى برؤه والكبير في السن، فالكبير في السن العاجز يطعم عن كل يوم مسكيناً كما قال الله: فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [سورة البقرة:184]، وأما المريض الذي يرجى برؤه والحامل والمرضع التي يتوقع زوال عذرها فإنه ليس عليهم إلا القضاء فقط بشرط ألا يتعدى رمضان الذي بعده إلا لعذر كأن تكون المرأة حاملاً ثم تضع في رمضان وتصبح نفاساً ثم ترضع وقد تحبل مرة أخرى مباشرة في رضاعها فيكون عذرها مستمراً لأكثر من سنة فلا تستطيع أن تقضي ما عليها من رمضان الفائت قبل رمضان الآتي فتكون معذورة في تأخير القضاء من رمضان الماضي إلى ما بعد رمضان الآتي؛ لأن الحمل والرضاع والحمل مرة أخرى والرضاع الذي بعده قد استمر، وهذا من رحمة الله بها فتحمد الله عليها. وكذلك فإن هذا التأخير في القضاء الذي وسّع لها إلى رمضان القادم يراعى فيه أمر آخر وهو حق الزوج، وحق الزوج عظيم أوصت به الشريعة، وحث على أدائه الله ورسوله، كما حث الله ورسوله على أداء الرجل حق زوجته عليه، ولذلك فإن عائشة -رضي الله عنها- كانت تؤخر القضاء من أجل رسول الله ï·؛ إلى شعبان، يعني ما قبل رمضان بقليل، لا يمنعها من القضاء إلا الشغل برسول الله ï·؛، وهذا يبين الحق العظيم للزوج، فمن مراعاة المرأة لزوجها: أن تحرص على خدمته، وعلى تهيئة جو العبادة الطيب في بيته، وأن تعينه على العبادة في ذلك؛ من إيقاظه للسحور، وصنع طعام السحور له ولها، ولمن يصوم من أفراد البيت. وكذلك تجنيبه نفسها، فإنه يجب عليها أن تمتنع عن زوجها، وأن تحرص على سلامة صومه، ولذلك فإن بعض الرجال يتمادون في الاستمتاع بالزوجات في نهار رمضان؛ بحيث يؤدي إلى إفساد الصوم من حدوث الإنزال، أو الجماع ونحوه، وتكون الكارثة العظيمة، والكفارة الشديدة لمن وقع في الجماع، والمرأة عليها من كفارة الجماع مثلما على زوجها إذا كانت مطاوعة له ومختارة، فأما إذا كانت مكرهة، أو مغصوبة، أو مهددة تهديداً تعلم أنه سينفذه فيها فإن الإثم عليه والكفارة عليه، وليس عليها إثم ولا كفارة، ولكنها مسئولة عن التحرّز من الأحوال التي يقترب فيها منها زوجها أثناء اليوم من رمضان، ولذلك كان لزاماً عليها أن تتجنب التزين له والاقتراب منه إذا كانت تعلم أن زوجها لا يملك نفسه، وأن تهرب منه إذا حاول إفساد صومه بواسطتها. ولتعلمي أيتها المرأة المسلمة أن خدمتك في بيتكِ أمر عظيم له أجر جليل، وإنني أعلم أن كثيراً من النساء يتعبن في هذا الشهر كثيراً بسبب حصول العمل الشاق في البيت، فالولد يحتاج إلى خدمة، والبيت يحتاج إلى تنظيف، والأكل والطعام يحتاج إلى طبخ، والزوج يحتاج إلى ترتيب هندام وخدمة أيضاً، ووقت الإفطار قد يحين بسرعة وهي مسئولة عن تجهيز الطعام للإفطار أو السحور، ونحو ذلك، ولذلك فإن المرأة تتعب في شهر الصوم ربما أكثر من غيره؛ لكثرة الأعمال المتزاحمة فيه والمشقة زائد مشقة الصيام والتعب الناتج عن ترك الطعام والشراب، ولذلك فإن المعونة تنزل على قدر المؤونة ، وإن الله يساعد المرأة المسلمة ويعينها إذا كانت طائعة له في القيام بهذه الواجبات كلها. وأقول أيضاً: إن تحمل غضب الزوج في رمضان التي تتسبب من ضيق خلقه وضيق نفسه وحصول أمور نتيجة التعب والعمل والصيام، مع أنه يجب عليه أن يضبط نفسه، إن تحمّل هذه الأمور التي تصدر عنه من العصبية الزائدة مثلاً إنه أمر فعلاً محل تقدير، ومحل تسجيل من الملائكة الحفظة للأجر لهذه المرأة التي تتحمل كل ذلك. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |