صُنَّاع السعادة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216145 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859703 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394044 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2022, 05:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي صُنَّاع السعادة

صُنَّاع السعادة


د. ماجد رمضان


تروي الأسطورة الصينية أن شيخا أراد أن يعرف الفرق بين السعداء والتعساء، فراح وسأل أحد الحكماء قائلا: هلا أخبرتني ما الفرق بين السعداء والتعساء؟ قاده الحكيم إلى قصر كبير، فما إن دلفا إلى البهو، حتى شاهدا أناسا كثيرين تمتد أمامهم الموائد عامرة بأطايب الطعام، وكانت أجسادهم نحيلة، وتبدو على سماتهم علامات الجوع، وكان كل منهم يمسك بملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار، لكنهم لا يستطيعون أن يأكلوا، فقال الشيخ للحكيم: لقد عرفت هؤلاء، إنهم التعساء.
ثم قاده الحكيم إلى قصر آخر، يشبه القصر الأول تماما، وكانت موائده عامره بأطايب الطعام، وكان الجالسون مبتهجين تبدو عليهم علامات الصحة والقوة والنشاط. وكانت في يد كل منهم ملعقة ضخمة طولها أربعة أمتار أيضا، فما أن رآهم الشيخ حتى صرخ قائلا: وهؤلاء هم السعداء.
ولكني لم أفهم حتى الآن الفرق بين هؤلاء وأولئك! فهمس الحكيم في أذنيه قائلا: (.................... ).
السؤال: ترى ماذا قال له الحكيم؟ همس الحكيم فى أذنيه قائلا:-
السعداء يستخدمون الملاعق نفسها.. لا ليأكلوا بل ليطعم بعضهم بعضا.
فالأنــا ســـبب التعاســــة
ونحــن طـريق الســــعادة

كلنا نعيش هذه الحياة، غير أن كل واحد منا يحياها بطريقة مختلفة، ويتفاعل معها ويراها بشكل مختلف، وبيننا أناس استطاعوا أن يحيوها سعداء ليس لأنهم نالوا كل ما يريدون، بل لأنهم تعاملوا مع كل ما فيها بحكمة وفن، فذاقوا حلاوتها، وخرجوا من بوتقة ذواتهم إلى فضاء العطاء الأرحب حين فكروا في الآخرين، في الآباء الذين يأنسون بهم، وشريك الحياة الذي يعايشونه، والأولاد الذين يربونهم، والأصدقاء والجيران الذين يتعاملون معهم. فلماذا لا نكون أنا وأنت من صناع اللحظات السعيدة لأنفسنا ولكل من حولنا ؟ لماذا لا نتجاوز الأنا والذات لنفكر في (هو ..وهي ...وهم ...ونحن) فالتمرس على الاهتمام بالآخرين والتفكير فيهم ومحاولة إدخال شيء من السرور والسعادة و البهجة على قلوب أحبائنا مما يرضى ربنا، ويزين دنيانا، ويخرجنا من ظلام أنفسنا إلى أنوار العطاء الرحب.
فلنجلس إذا ولنفكر في الأقرب فالأقرب منهم، ولنحرص على البذل والعطاء، فتمام المتعة أن نرى الآخرين يستمتعون، وتمام السعادة أن ترى الآخرين سعداء، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، والمفلس من كل شيء لن يهب للآخرين أي شيء، فكل منا يمتلك الكثير ويستطيع أن يهب الكثير من الحب، ومن المرح، ومن الكلمة الطيبة، والاستماع لهموم الآخرين، والمشاركة في الأحزان والأتراح، والمشاركة في تحقيق أحلام الآخرين ولو كان صغيرا، فأبواب العطاء كثيرة، وكلنا قادرون عليها لو صدقت النوايا وحسن التوجه، فقف في هذه اللحظة وانظر إلى إمكاناتك، وتلذذ بالعطاء فذلك من أحب الأعمال إلى الله.
ولكي تكون من صناع الحياة يجب أن تتصف بعض الصفات التالية:
- فصناع السعادة يضعون لافتة كبيرة أمام أعينهم تقول "يا بنيّ ! اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تَظلِم كما لا تحب أن تُظلَم، وأحسِن كما تحبّ أن يُحسَن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من النّاس ما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم وإن قلّ ما تعلم، ولا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك." ، فهل سنجد أفضل وأعمق وأكثر إيحاءً من اللاّفتة السابقة.
- وصناع السعادة يتميزون بحسن الخلق في التعامل مع الآخرين، فينزلون الناس منازلهم، ولكل من الناس منزلته، يختارون الألفاظ والعبارات بأحسن ما يكون الحديث مصداقا لقول الله عز وجل {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}[الإسراء53]، وهم متسامحون لا ينشغلون بالحقد على هذا وذاك، يهتمون بالتفاصيل الصغيرة في العلاقات الإنسانية، وهذا سر من أسرار النجاح في العلاقات.
- صناع السعادة لهم مخيلة خصبة، يعدون للحدث السعيد، يفعلون ما يسعد الصغير والكبير، يزرعون روح المرح أينما حلوا، يحاولون جمع الناس على شيء ممتع، إنهم محترفون في صناعة اللحظة التي تبقى ذكراها الجميلة تبث عبيرها كلما تذكرها من عاشها، يقول أحد الكُتُّاب: "في كلّ ساعة من ساعات النهار يمكنك أن تجود بشيء، قد يكون ابتسامة، وقد يكون يداً تمدّها للمصافحة، وقد يكون كلمةً تقوّي بها من عزم الآخرين".
- صناع السعادة لا يخلطون الأمور، فللعمل وقته وللترفيه وقته وللجد وقته، إن هذا الفصل يعطى لكل شيء حقه ولا يحرمهم السعادة مع من يحبون.
فلنكن من المحترفين في صناعة اللحظة السعيدة، لنبرع في ذلك، ولنبتكر في الوسائل والأساليب لنكون سعداء في الدنيا وسعداء في الآخرة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.83 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]