الأدب والتنظير في عصرنا الحاضر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 47 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 616 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15820 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-07-2020, 11:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي الأدب والتنظير في عصرنا الحاضر

الأدب والتنظير في عصرنا الحاضر
عبد الباسط بدر


حمَل العصر الحديث إلى أدبنا مستجدَّات كثيرة، ظهرت آثارُها في شكله ومضمونه، وكان بعضها إيجابيًّا أَثْراه بفنون لم يعرفها من قبل، كفنِّ المسرحيَّة وفنِّ الرواية، وبعضها الآخَر سلبيًّا يملؤه بمضامين مضادَّة لعقائدنا وتقاليدنا، ويسعى لقطعه من جذوره بحجج وأعذار شتَّى، وتحويله إلى تقليد مشوَّه لآداب نبتَتْ في غير بيئاتنا، وحمَلَت طوابع تلك البيئات وثقافتها.
وامتدَّت الآثار الإيجابيَّة والسلبيَّة إلى دراسات الأدب ونَقْده، وكانت نتائجها فيها مماثلة لنتائجها في الآداب، فمن إيجابياتها عطاءات لا تُنْكَر، كتأريخ الأدب بمناهج متعدِّدة، والتحليل الفني الشامل للنَّصِّ والتنظير الذي يرصد ظواهر الأدب واتِّجاهاته، فهذه الأنماط من الدِّراسات لم تكن معروفة على هذا النَّحو من التفصيل والشُّمول، لدى نُقَّادنا القدماء؛ لا لقصور ثقافتهم أو ضعف مناهجهم، بل لأن العصور التي وُجِدوا فيها لم تكن قد وصلت إلى هذه المناهج والثقافات، سواء في عالَمِنا العربي الإسلامي أو في العالم الغربي، وقد يجد الدَّارسون في تراثنا النَّقدي عبارة لناقد، أو كلمات لمتذوِّق تماثل أو تقارب بعض ما يرد في الدِّراسات النقدية الحديثة، ويدَّعي أنها سبقٌ معرفي، وبذور لما وصل إليه المُحْدَثون، وهذا تمَحُّل لا يُقنع أحدًا بأنه أصول للدِّراسات الأدبية والتنظير النقدي الحديث.
وأمَّا النتائج السلبيَّة فتتمثَّل في مُغالاة بعض الدَّارسين والمُنَظِّرين المُحْدثين في الأخذ من النَّقد والتنظير الغربي إلى درجة تطبيق مناهِجَ بأكملها على أدبنا القديم والحديث، بدءًا بالمنهج النفسي، ووصولاً إلى المناهج التي تظلَّلت بشعار الحداثة كالبنيوية والتفكيرية والتشريحية... إلخ، ولم يَعْبَؤوا بارتباطات هذه المناهج بأصولها الفلسفية التي أفرزتها المادِّية الغربية، وحمَّلتها طفراتها وكبواتها، وقد توهم هؤلاء بأنَّ المناهج وسائط ومقاييس محصَّنة يمكن تجريدها من تلك الأصول، وتطبيقها - حذْوَ القُذَّة بالقذَّة - على تراثنا الأدبي وإبداعات أدبائنا المعاصرين، وبذَلُوا في سبيل ذلك جهودًا مُضْنية، ولكنهم لم يصلوا إلى نتائج مقنعة، اللَّهم إلا تشويش شريحة من المثقَّفين، وإثارة الحيرة والبلبلة في ساحاتنا الثقافية.
لقد كشفت المستجَدَّات الطارئة على أدبنا الحديث - بإيجابياتها وسلبياتها - حقائق ينبغي أنْ نَعِيَها بعمق، وأنْ نُحْسن التعامل معها؛ كي يمضي أدبُنا في مدارج التطوُّر والارتقاء، وأُجْمِلها في المحاور الآتية:
أوَّلاً: إن الأدَب - بفنونه المتعدِّدة - ظاهرة مُهِمَّة في حياتنا، له وظائفه الجمالية والثقافية المتنامية في عصرنا الحديث.
ثانيًا: إنَّ الأدب هو المستودَعُ الشعوري للأمَّة، الذي يحمل خصائصها وثقافتها وآثارها وتراثها.
ثالثًا: إن الأدب إبداع إنساني عام، له قدرة فائقة على الانتقال بين الأمم على اختلاف لُغاتها وأجناسها، والتأثير في الآخَرين بما يحمله من خصائص وصفات، والتأثُّر بما لديهم من خصائص وصفات أيضًا.
رابعًا: لا يمكن أن تُغلَق أبوابنا في وجوه آداب الآخرين، وليس من الحكمة أن ْنفعل ذلك ولو قدرنا عليه.
خامسًا: إنَّ النقد والتنظير مُواكِبان للأدب منذ القِدَم، اشتدَّ أمرهما في عصرنا الحديث، وأصبحا ركنًا ثقافيًّا مهمًّا، تُقوَّم فيه الأعمال الأدبية، وتستخلص خصائصها، وتُصنف اتِّجاهات ومذاهب تترسخ يومًا بعد يوم.
سادسًا: إنَّ معظم نقادنا ومنظِّرينا ضيوف على موائد الآخرين في تنظير الاتجاهات والمذاهب الأدبية، يستخدمون مصطلحاتها ومقاييسَها في تصنيف أدبنا وأُدَبائنا، سواء بأسمائها الأصليَّة، كالكلاسيكية والرومانسية والسريالية... أو بأسمائها المترجمة: كالواقعية والتشكيلية والتفْكيكية، وحتى الحداثة نفسها ترجمة حرفية لمصطلحها الأجنبي.
سابعًا: إنَّنا بحاجة ماسَّة إلى تنظير أصيل يستنبط القواعد والمقاييس، ويضع المُصْطَلحات، ويسمِّي الاتِّجاهات والمذاهب من سلَّتنا الثقافية الواسعة التي تحمل فيما تحمله أدبنا ونقدنا التراثي والحديث، والقيم الجماليَّة التي تشكِّل ذائقتنا العربية، وخلفيتها الفكرية والعقدية.
ثامنًا: إن التنظير الذي ننتظره ينبغي أن يُجيب عن التساؤلات التي تحتشد في الصُّدور، ويحلُّ الإشكالات القائمة: كالتعامل مع الأجناس الأدبية الجديدة والمستجدة لاحقًا، كقصيدة النثر أو ما يُسمِّيها بعض النُّقَّاد: (النثيرة) والقصَّة القصيرة جدًّا، والتمثيلية المسموعة والمرئية.
تاسعًا: إنَّ التنظير للأدب ينبغي أن يكون شموليًّا يأخذ في حسابه جميع فنون الأدب ولا يقتصر على فنٍّ واحد بعينه، فمِن الشائع من الكتابات النقدية في عصرنا الحاضر تطبيق مقاييس الشِّعر وحده على مصطلح الأدب؛ بحيث تنسحب آليًّا في ذهن المتلقِّي على فنونه الأخرى، وهذه مغالطة منهجية كبيرة أو خطأ فادح، فطبيعة الرواية تختلف كُلِّيًّا عن طبيعة الشِّعر، وخاصة الشِّعر الغنائي الذي يندرج فيه القسم الأعظم من شعرنا القديم والحديث، وعندما يتترَّس النقاد بالوظيفة الجمالية المحضة للشِّعر؛ ليرفضوا دعوات التنظير أو نظريَّة الأدب الإسلامي، يخالفون الحقيقة أو يَقومون بمغالطة مقصودة؛ لأنَّ من طبيعة الرواية أن تكون لها (مضمون) وأن تكون لها خلفيات فلسفية تشكِّل رسالتها إلى المتلقِّي أيًّا كانت طبيعة هذه الرسالة واتجاهاتها، والأمر نفسه في المسرحيَّة ومشتقاتها التقنيَّة الأخرى: التمثيلية المسموعة والمرئيَّة... بخلاف الشِّعر الغنائي الذي يمكن أنْ يَصْدر عن نبضات وِجْدانية خالصة، وقد يؤذيه ظهور الفكر والفلسفة أو (القضية) فيه، خاصَّة عندما يكون الشاعر غير قادر على مزج (القضيَّة) بوجدانه وإخراجها في سيَّال شعوري مؤثِّر، ولكلِّ فن أدبي خصائصه التي تميِّزه عن سِواه من فنون الأدب مَهْما كانت العوامل المشتركة بينهما كبيرة.
عاشرًا: إنَّنا في عصرٍ تتقاسم النظريات الأدبية والنَّقدية فيه الساحة الأدبية، وإننا في حاجة ماسَّة إلى صياغة نظريتنا الأدبية والنقدية الإسلامية بمنهجيَّة عالية، وتدعيمها بالحُجَج والبراهين القاطعة، وطرحها في ساحة؛ لِتُمثِّل رؤيتنا الأدبية وفلسفتنا النقدية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.74 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]