التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216031 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859530 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393893 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-10-2023, 05:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي

التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي (1)

الأسس الخمسة للنظرية التربوية الإسلامية


  • التربية الأخلاقية هي المقياس الصادق الذي تقاس به خطوات الشعوب ونهضة الأمم
  • رؤيتنا نستقيها من كتاب الله والمنهج العملي نستقيه من سنة رسول الله [ وممارساته التربويّة وتصرفاته بكونه مربيا وبمقتضى التربية
  • إِنَّ عَمَلِيَّة تَحْدِيدِ دَعَائِمِ النَّظَرِيَّةِ التَّربويّة الإسلامية وأسسها ضَرورَةٌ حَتْمِيَّةُ لِصياغَةِ النَّظَرِيَّةِ وَتَكوينها
أسس خمسة: إنَّ الأمة التي لا تهتم بتنشئة أبنائها، لا أمل أن يكون لها موقع في المستقبل، أو تأثير أو نهضة، وقد حافظ التراث الإسلامي على هذه الأمة حيّة، وحفظ حياتها مدة خمسة عشر قرنًا؛ فضاهت بذلك كل الحضارات زمنيا، وحدث ذلك بميزتين وسببين:
  • السبب الأول: وجود مصدر لـ (المنهج أو الرؤية)
المتمثلة في القرآن والسنة؛ فهما حياة هذه الأمة وبهما تمتلك الرؤية والمنهج والاستمرارية، والقرآن والسنة فيهما الرؤية والمنهج، وهما باقيان حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وفيهما تكمن كل مصادر القوة شريطة أن تعتصم الأمة بهما، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع خاطبًا بالنَّاس، وموضحاً هذه الحقيقة-: «إنّي قد ترَكْتُ فيكم ما إن اعتصمتُمْ بِهِ فلن تضلوا أبدًا: كتابَ اللهِ وسنَّةَ نبيِّهِ» الترغيب والترهيب (63)
  • السبب الثاني: عمل تفصيلي
أما السبب الثاني الذي أبقى على هذه الأمة حيّة، فهو العمل التفصيلي المتمثل في الاهتمام بالنشء وتربية الأبناء، وهو ما سأركز عليه في كتابي هذا، هذان الأمران (المنهج والعمل) كفيلان بصناعة أمةٍ قوية حيّة، نعـم قـد تضعف الأمة في جوانب المدنية، وقد تضعف في بعض مراحل مسيرتها التاريخية، لكنها لا تضعف ولا تموت في جوانبها الحضارية، والفضل في ذلك للمنهج المتمثل في القرآن والسنة، والعمل التفصيلي الذي يركز على الاهتمام ببناء الإنسان من مختلف جوانب شخصيته الروحية والعقلية والوجدانية والجسدية... والاهتمام الأكبر بتربية الأطفال، والفتيان وتنشئتهم بغايات واضحة.
أقوياء بلا رؤية
في المقابل نجد أن الأمم التي سادت ثم انتهت وبادت، لم يكن لها رؤية ولا منهج، كالمغول والتتار، لما دخلوا بلاد المسلمين وقتلوا الآلاف، كانوا يملكون كل مظاهر القوة والقدرات العسكرية، وبناء على السنن في علم الاجتماع، المفروض أن تتبعهم الأمم، وتنقاد لهم الشعوب، ولكن الواقع أنهم هم الذين اتَّبعوا الأمة وأسلموا على الرغم من أنَّ المسلمين كانوا في تلك اللحظة يمرون بحال ضعف شديد، واحتلال وتمزق، ولكنهم كانوا يملكون مقوّمات الحياة وسر القوة القرآن والسنة.
أسس تميّز النظرية التربوية الإسلامية
إن النظرية التربوية الإسلامية قائمة على خمسة أسس، بها تميزت وتألقت وتفرّدت.
  • الأساس الأول: طبيعة الطفل، كيف ينظر الإسلام إلى الطفل؟
  • الأساس الثاني: الغايات الكبرى من التربية.
  • الأساس الثالث: الأهداف التفصيلية للتربية.
  • الأساس الرابع: الرؤية والمنهج، أما الرؤية فنستقيها من كتاب الله -تعالى-، والمنهج العملي نستقيه من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وممارساته التربوية؛ بكونه مربيًا وبمقتضى التربية.
  • الأساس الخامس: إعداد المربي أو الاهتمام بالمربي.
  • من خلال التخلق بصفات النبي - صلى الله عليه وسلم - بكونه مربيا، وهي أربع صفات: (رؤوف ورحيم وحليم وحكيم)، وهي الصفات التي تؤهل الوالدين لتحقيق التربية والدخول في عموم الآية والدعاء: من خلال قوله -تعالى-: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (الإسراء: ٢٤)، وفي ذلك إشارة إلى أنَّ مناط الدُّعاء ومناط الرَّحمة ليس الولادة، وليس الأبوة، وإنما التربية.
الطفل والطفولة
كيف ننظر -نحن المسلمين- إلى مفهوم (الطفولة)؟ يجب أن ندرك أولاً أن للإسلام نظرته ونظريته التربوية المتميزة؛ لذا علينا ألا نبقى عالة على النظريات الحديثة، من الجيد أن ندرسها، ونستفيد منها، ونتعلَّم طريقة التأصيل، ولكن من الخطأ أن نبقى سجناء لهذه النظريات وما تحمله من رؤى واجتهادات بشرية ومضامين قيمية وفلسفية؛ وذلك للأسباب الآتية:
  • لأن لنا نظريتنا التربويّة الإسلامية الفريدة والمتميّزة.
  • لا يمكن نقل نظريات بناء إنسان من ثقافة إلى أخرى دون تقنين ومواكبة وتكييف، هذا إذا كان ذلك ممكنا.
  • لكل ثقافة غاياتها التربوية وأهدافها، وبسبب اختلاف الغايات والأهداف تختلف الطرائق والأساليب التفصيلية والممارسات التربوية.


اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-10-2023, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي

  1. التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي (2)
  2. الأساس الأول الرؤية الإسلامية لطبيعة الطفل

انطلاقًا من اهتمام مجلة الفرقان بقضية التربية ودورها في صلاح الأمة، نستعرض معًا حلقات كتاب: (التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي) لمؤلفه د. مصطفى أبو سعد، الذي حرص أن يكون النبع النبوي هو الأساس والمرتكز في استنباط أفكار هذا الكتاب؛ لذلك حرصت المجلة على تقديم هذه الصفحات لقرائها رجاء أن تساهم في تربية أطفالنا تربية نبوية ناجحة.

  • الواقِعُ أَنَّ الطُّفولَةَ صَفْحَة بَيْضَاء يَخُطُّ فيها الآباءُ وَالأَساتِذَةُ ما شاؤوا
  • فرق بين تربية تستمد مرجعيتها من منهج يُكَرّم الطفل ويحفظ فطرته وحريته وكرامته وتربية تروّضه وتعامله بكونه حيوانا
  • القرآن لا يطلق على الإنسان وصف الحيوان إلا في المواقف التي تُسلَب فيها حريته برضاه نتيجة رضوخه لهوى النفس
المناهج كلها التي اهتمت بتنشئة الطفل، وبطرائق تربيته تنطلق بداية من طبيعة هذا الطفل، فذهب بعضهم إلى القول بأن الطفل مزود بالخير والشر، وبعضهم يقول: الطفل صفحة بيضاء، يقبل ما ينقش عليها.
بينما الرؤية الإسلامية لطبيعة الطفل تنطلق من كونه يولد على الفطرة السليمة، وأنَّ طبيعته خيريَّة، وأن المسؤول عن الحفاظ على هذه الفطرة أو إفسادها الوالدان والمربون عمومًا، هذه نظرتنا للطفل بوصفنا مسلمين، وعلى هذا الأساس تترتب أمور كثيرة جدا، قلما يفطن لها الآباء والأمهات. ويؤكد هذه الرؤية قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:»ما مِن مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَواهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصَّرَانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعاء، هل تُحِسُّونَ فيها مِن جَدْعاءَ، ثُمَّ يقولُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ}» (الروم: 30).
الإنسـان ذلك الكائن الحرّ المكرم
  • ليس الكائن الناطق بشيء في رأينا إن لم يكن هذا النطق أهلاً للأمانة، تلك التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها ذلك الكائن المتفرد.
  • الإنسان في معناه الأسمى، هو الكائن الحرّ، الكائن القادر على التحرر من سلطان الهوى، وتسلط الشهوة، ومن كل سلطان يهوي به إلى حضيض الحيوانية.
  • الإنسان هو الكائن صاحب الإرادة الحرة المختارة، وهو الكائن المكرم من خالق الكون، الذي سخرت له المخلوقات كلها من حيوانات ونباتات وجمادات، {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} (الجاثية: 13).
  • الإنسان هو ذلك الكائن الذي أعلن ربنا ميلاده بنطقه: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مَنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (ص:71)، وهو ذلك الكائن الذي خلقه الله بيده: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} (ص: 75)، وهو ذلك الكائن الذي أمر الله -تعالى- أشرف خلقه الملائكة بالسجود له، وهل بعد ذلك تكريم؟ وهل فوق ذلك مكانة؟
من طبيعة الطفولة: (مفهوم الإنسان)
ويدخل في الفطرة وطبيعة الطفل مفهوم الإنسان أيضا، فهناك فرق في التعامل مع الطفل انطلاقا من فلسفة (الإنسان) نفسه ورؤيته للإنسان، فثم فرق شاسع بين رؤيتين:
  • رؤية إنسان بكونه حيوانا عاقلا ناطقا، الإنسان حيوان ناطق، أو حيوان ضاحك (أرسطو).
قالوا عن الإنسان إنه قادر على استعمال الرمز ولاسيما رموز اللغة: (حيوان مفكّر، حيوان ناطق، حيوان متكلم، حيوان رامز، حيوان تقني، حيوان أخلاقي، حيوان ذو تاريخ، حيوان اجتماعي). وهكذا يبقى الإنسان في مفهومهم -رغم فضيلته التي يعترفون بها- ضمن حيوانية خاصة به، ولا يفصله عن غيره من الحيوانات إلا ما اختصروه في النطق وما يرتبط به من خصائص عقلية، وروحية، وخلقية، ووجدانية، واجتماعية، تميّزه عن بقية أنواع الحيوان، ولكنها لا تخرجه عن جنس الحيوان.
ماذا يترتب على الرؤية الحيوانية للإنسان تربويا؟
التربية في المفهوم الغربي عملية ترويض مستمرة؛ ولذلك كَثرت مؤلفاتهم التي تحمل في عنوانها مصطلح الترويض من مثل: حاول أن تروضني، ترويض الرجل، ترويض الشرسة.
رؤية الإنسان بكونه مخلوقًا عزيزا مكرمًا
القرآن لا يطلق على الإنسان وصف الحيوان إلا في المواقف التي تُسلَب فيها حريته برضاه؛ نتيجة رضوخه لهوى النفس، واقرأ قوله -تعالى-: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَتْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الأعراف:175-176). ولا ينحط الإنسان إلى درجة الحيوانية إلا حين تقوده شهواته، دون أي مقاومة أو مجاهدة منه، فهو يحيا تلبية لرغباتها: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} (محمد: 12)، ونحن نذهب إلى ما يقول به الأستاذ عباس محمود العقاد من أن مكان الإنسان في القرآن الكريم هو أشرف مكان له في ميزان العقيدة، وفي ميزان الْفِكْرِ، وفي ميزان الخليقة، الذي توزن به طبائع الكائن بين عامة الكائنات.
ابني شيطان شقي شرير
مِنْ جَهْلِ المربين للفطرة، وهي ما يمكن تسميتها علميا -أحيانا- بطبيعة النمو وخصائص العمر أنهم يتهمون طفلاً في السنة الثانية من عمره بدأ يعاند -وهذا من الفطرة- ويصفونه بأسوأ الألقاب شيطان، شقي، شرير، جهلا منهم بالفطرة التي تجعل من هذا العناد أرضية لبناء شخصية مستقلة، تتمتع بالقوة والصلابة والاعتماد على النفس، وعندما ننطلق من نظرة واضحة لطبيعة الطفل بوصفه ذا طبيعة خيرة، وفطرة سليمة، وأن كل فساد يلحق بالطفل فبسبب أساليب التربية وطرائق التنشئة، وعدم فهم طبيعة النمو ومقتضياته ومظاهره.

اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-11-2023, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي

التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي

(3) الغايات الكبرى والأهداف التفصيلية للتربية


الأساس الثاني: غايات التربية في المنهج الإسلامي
التربية في المنهج الإسلامي لها غايات ثمانية وهي: تنشئة ابن يتمتّع بقوة الشخصية.
(1) تربية ابن صالح، قال -تعالى-: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمين} (القصص:26). (2) يتحمّل المسؤولية. (3) قادر على حسن اختيار أصدقائه. (4) قادر على الاستمتاع بالحياة. (5) يتمتع بالعفة والطهارة، والقدرة على تجنب مخاطر الإباحية ومساوئها. (6) يتمتع بالحب والتسامح والعطاء. (7) مُعَدٌّ ليكون زوجاً صالحًا.
الأساس الثالث: الأهداف التفصيلية للتربية
إذا جاز لنا الحديث عن الأهداف التفصيلية التي ينبغي تحقيقها من خلال التربية من النظرية الإسلامية، وانطلاقا من كون الإنسان لديه مكونات عدة:
  • المكون الأول: الروح، والعقل والعاطفة، والجسد.
  • المكون الثاني: حاجات نفسية وجسدية، واجتماعية.
  • المكون الثالث: قيم تحركه، وتحفز سلوكه، وتعطيه التصوّر الأسمى لإشباع حاجاته المختلفة.
الأهداف التفصيلية
يمكن تحديد الأهداف التفصيلية فيما يأتي:
  • التربية الإيمانية (العقدية - العبادية)
  • التربية العقلية.
  • التربية الخلقية.
  • التربية الجسمية - الصحية.
  • التربية النفسية.
  • التربية الاجتماعية.
  • التربية الجنسية.
من أهداف التربية الإسلامية
الهدف العام من التربية الإسلامية هو بناء شخصيّة الفرد المسلم بناءً متكاملاً من جميع النواحي الشخصيّة والجسديّة والنفسيّة، وتحقيق التوازن بين جميع هذه الصفات، وتدريبه على السلوكيّات الإيجابية والقواعد السليمة في الحياة، ومساعدته على التكيّف مع البيئة المحيطة من خلال إكسابه المهارات والمعارف والاتجاهات المختلفة وجعله مواطنًا صالحًا من خلال تربيته على الصفات الإيجابية التي أمر بها الإسلام مثل الصدق والأمانة وحسن معاملة الآخرين واحترامهم.
الأساس الرابع: الرؤية والمنهج
يكمن دور المربي ومن يشرف على تربية الطفل في أمور عدة وهي:
  • تفهمه لطبيعة الطفل.
  • وإيمانه بخيرية الطفل.
  • وعمله على الحفاظ عليه وعلى فطرته؛ لأنه -رغم صغره- يملك كل مكوّنات نموه الطبيعي المتزن.
إذا رأيت في السنوات الأولى من طفولة ابنك سلوكاً لم يعجبك فراجع أفكارك وصورتك الذهنية عن عالم الطفولة، فمن الطبيعي أن يعاند الطفل، أو يشعر بالملل، ومن طبيعته الأنانية التي تدفعه أن يحافظ على الممتلكات في بداية طفولته الأولى، هكذا هي الطفولة.
وقفات مع الكتب المترجمة
ونحن في إطار الحديث عن الرؤية الإسلامية للتربية، لابد لنا من وقفة مع الكتب المترجمة في التربية، وتسجيل بعض الملحوظات والتنبيهات المهمة:
الوقفة الأولى
إن أغلب الكتب المترجمة في التربية ألفها أشخاص ليسوا مختصين تربويين أو نفسانيين، وكتبهم عبارة عن تقارير جلسات الدعم الجماعي، ومعلوم أن الدعم الجماعي في الغرب لا يشترط وجود مختصين، وإنما يجري على يد شخص يملك مهارتين:
  • المهارة الأولى: مهارة إدارة الحوار.
  • المهارة الثانية: مهارة كتابة التقارير.
جلسات الدعم الجماعي
يجلس المربي -مثلاً- مع أمهات وآباء عندهم مشكلة مثل عناد الأبناء، ويبدأ كل واحد بالتكلم عن تجربته مع ابنه العنيد، ثم تُجمع هذه التجارب، وتُنقَّح، ويوضع لكل تجربة خلاصة، فإذا كانت خلاصة تجربة تلك الأم في عناد ابنها مجملة في ثلاث نقاط توضع هذه النقاط على أنها قواعد، ثم تنشر، وعندما نأتي نحن ونقرأ هذه الكتب القادمة إلينا من الغرب، نعتقد أنها كتب متخصصة في التربية، وفي الحقيقة ما هي إلا تجارب شخصية.
الوقفة الثانية
يقول العالم البريطاني (هانز أيزنك EYSENK) لائماً الأوروبيين ومحذرا لهم من نقل التجارب التربوية التي أجريت على أطفال ومراهقين من أمريكا وتبنيها: «إني أنعى على بني جلدتي الأوروبيين، كيف يقبلون دراسة التجارب النفسية التي أجريت على شباب وشابات أمريكيات؛ لأن تلك النتائج لا تصلح للتطبيق في البيئة الأوروبية، بغير تأصيل يتناسب مع البيئة الأوروبية».
الخبراء يحذرون
ويشاركه التحذير (جون كونانت)، وهو واحد من أشهر المربين في أمريكا وصاحب كتاب (التربية والحرية)، بقوله: «أسوأ ما نُقل إلى أمريكا هي تجارب الأوربيين عمومًا، والبريطانيين خصوصا»، ويقول: «إن هذه التجارب خلفت عندنا جيلًا ضائعا في أمريكا بلا هوية».
خلاصة
أليس من حقنا أن نتوقف قليلاً عند تلك التجارب: فإذا كانت هذه تحفظات البريطانيين على التجارب التربوية الأمريكية والعكس فماذا نقول نحن مع بُعْد المسافات الدينية والثقافية والتربوية بيننا وبين الغرب؟
منهجنا الإسلامي يحفظ لنا فطرة أبنائنا
بما أن طبيعة الطفل خيريَّة، وأنه مزود بالخير، فدورنا بوصفنا مربين هو الحفاظ على هذا الطفل وتنشئته باتزان، نحافظ عليه بأن نحميه من الأضرار، ونقيه المفاسد، ونبعده عن المحرمات، وإن أكثر ما يعين على الحفاظ على الطفل أن يعلم المربي أن فطرية الطفل وطبيعته ترفض العنف والقهر والتسلط والإهمال بأنواعه كلها، مع تحفظنا على الاعتماد والرجوع للكتب التي تنطلق من رؤى مختلفة ومرجعيات لا تناسب ثقافتنا، وعلينا أن نتعلم تربية أبنائنا انطلاقا من مرجعياتنا (القرآن والسنة)، ومن ممارسات نبينا - صلى الله عليه وسلم - اقتداء به بكونه مربيا.

اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-12-2023, 11:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي

التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي (4) القيم العليا عند المسلمين


من خلال دراساتي ومتابعاتي لموضوع القيم ومعاييرها وماهيتها، ومتابعة الموضوع بدقة لمدة لا تقل عن ثلاثة عقود من خلال علم الاجتماع والتمدن البشري، ومن خلال مرجعيتنا الإسلامية المتمثلة في القرآن والسنة النبوية او سيرة رسول الله - صلىالله عليه وسلم -، وممارساته التربوية، يمكنني تحديد القيم العليا الحاكمة الضابطة الخاصة بالمسلمين، ولا سيما ببيئتنا العربية في أربع قيم: الكرامة، والحياء، والعفو والتسامح.
1 - الكرامة
قيمة أساسية عليا، جاء الإسلام ليحفظها لا ليهدرها: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (الإسراء: 70)، وفي موقف هند بنت عتبة يوم بيعة النساء للنبي بعد فتح مكة، وهي تتساءل مستغربة أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟! بمعنى الكريمة باعتبار الكرامة لا تسمح بهذا السلوك؛ لأنها قيمة عليا تضبط قيمة العفة وتمنع المحرمات.
2 - الحياء
والحياء عندنا -نحن المسلمين- قيمة عليا، وقيمة ضابطة تضبط كل القيم؛ لذلك ذكرها النبي في حديثه في شُعَب الإيمان وأفردها وميزها فقال - صلى الله عليه وسلم -: «الإِيمَانُ بِضْعُ وَسَبْعُونَ شُعْبَةَ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمان». مسلم. وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان». متفق عليه. وأوضح حديث في الموضوع الذي يجعل الحياء أهم قيمة تميزت بها أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ما ورد عن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينِ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ» . رواه ابن ماجة. إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح؛ فهو من صفات النفس المحمودة، وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام ؛ قال وهب بن منبه: الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، فخلق الحياء عندنا -نحن المسلمين- قيمة عليا، بينما الحياء عند بعضهم يُعد اضطرابًا وخجلًا وضعف شخصية.
إذا حُرِمَ المرءُ الحياء فإنه
بكل قبيح كان منه جدير
3 - العفو والتسامح
قيمتا العفو والتسامح تضمنان للإنسان قوته وعزه، كما أنها تحفظ للمجتمع استقراره وأمنه، وسيادة الحب والمودة بين أفراده، ففي الوقت الذي يراه الناس ضعفا يراه الإسلام قوة وعزّاً، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةً مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوِ إِلَّا عِزَّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدُ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ تعالى» (رواه مسلم). قال القاضي عياض: وقوله: ما زادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوِ إِلَّا عِزَّا فيه وجهان
  • أحدهما: ظاهره أنَّ من عُرف بالصفح والعفو، ساد وعظم في القلوب وزاد عزّه.
  • الثاني: أن يكون أجره على ذلك في الآخرة وعزته هناك.
وعن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثلاثُ -والذي نَفْسُ مَحَمّد بيَدهِ إِنْ كُنْتُ لَحالِفًا عَلَيْهِنَّ-: لا يَنْقُصُ مالُ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقوا، وَلا يَعْفُو عَبْدُ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِها وَجْهَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- إِلا زَادَهُ اللهُ بها عِزّاً يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَلا يَفْتَحُ عَبْد بابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بِابَ فَقْر». أخرجه أحمد. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «ارْحَموا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يُغْفَرُ لَكُم». قال المناوي في قوله: «واغفروا يغفر لكم»؛ لأنَّه -سبحانه وتعالى- يحب أسماءه وصفاته التي منها: (الرحمة، والعفو، ويحب من خلقه من تخلق بها). وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ نَعْفُو عَنِ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ، فَصَمَتَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، قَالَ: «اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً».
أبجديات التربية
إن ابتعادنا عن إدراك الممارسة النبوية للتربية ومتابعتها وتأصيلها حرمنا وحرم الإنسانية خيرا كثيرا. وعلينا استدراك الأمر والبحث في التأصيل التربوي لتلك الممارسة التي ربّت جيلا متميزا، نقل الإنسان إلى مراتب عليا في التحضر والرقي والعلم والخلق. إن التأصيل الإسلامي للتربية ينطلق من رؤية ومنهج وممارسة، تحققت في حياة أمة نهضت مع نبينا -[-، ولا ينبغي السقوط في فخ الانطلاق من أسس وقواعد ونظريات غربية مادية، ومحاولة (أسلمتها) باستشهادات سطحية من هنا وهناك. لقد مارس الرسول - صلى الله عليه وسلم - التربية بأحسن صورها ؛ لأنه يملك أبجديات التربية، ويعلمها بالوحي والفطرة وبتأهيل الله -تعالى- له، لكن بعضهم لا يعرف هذه الأبجديات التي تُعَدُّ مفاتيح علم التربية من مثل: احتياجات العمر، وطبيعة الطفل، وخصائص نموه؛ فالتوحيد - مثلاً - مؤصل تأصيلا علميا غير عادي، فلا توجد أمة على ظهر الأرض عندها التوحيد مؤصل برؤية مثل هذه الأمة. وقد برز هذا التأصيل - وأهميته - بروزا كبيرا بعدما دخلت العديد من التحديات كالفلسفة وعلم الكلام والكتب المترجمة في عهد العباسيين والمأمون خصوصا، وقد عرف الصحابة - رضوان الله عليهم - هذا التأصيل بالبداهة ؛ لأنهم تربوا على يد النبي -[-، لكن نحن لا نعرف تلك المنطلقات؛ لذا بات من الضروري أن نتعلم ونسأل أهل الذكر.
العفو أفضل الأخلاق
عن الحسن البصري - رحمه الله - قال: «أفضل أخلاق المؤمن العفو». من عُرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، قال الإمام النووي -رحمه الله-: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما زادَ الله عبدا بعفو إلا عزا» فيه وجهان:
  • أحدهما أنه على ظاهره، وأن من عُرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، وزاد عزّه وكرمه.
  • والثاني: أن المراد أجره في الآخرة وعزّه هناك.
العفو ظاهره ضيمٌ وذُلُّ، وباطنُه عِزّ ومهابة، قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: العفو من المخلوق ظاهره ضيم وذل، وباطنه عز ومهابة، والانتقام ظاهره عز، وباطنه ذل، فما زاد الله عبدًا بعفو إلا عِزّاً، ولا انتقم أحد لنفسه إلا ذل، ولو لم يكن إلا بفوات عز العفو؛ ولهذا ما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه قط.

اعداد: د. مصطفى أبو سعد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.94 كيلو بايت... تم توفير 3.10 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]