التربية وصياغة العقول - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7817 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859304 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393636 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215865 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2024, 10:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي التربية وصياغة العقول





التربية وصياغة العقول


صياغة العقول يُقصَد بها تشكيل العقول وفقًا لرؤية معينة؛ بحيث يسهُل توظيفها لأداء سلوك معين، سواء كان هذا السلوك سلبيًّا أو إيجابيًّا؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يُولَد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانِهِ أو يُنصِّرانِهِ، أو يُمجِّسانِهِ»؛ (رواه البخاري)،

وقال الشاعر:

وينشأ وارد الفتيان منا ** على ما كان عوَّده أبوهُ

وفي هذا الحديث ليس المقصود بالآباء من كان ينتسب إليه المولود فقط، بل هو كل مُربٍّ له أثر على تربية الطفل، سواء كان معلمًا أو خطيبًا أو حتى أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية، فهؤلاء كلهم من العوامل الفاعلة في تربية النشء وتوجيهه، وصياغة عقله.

وفي هذا الزمان وُجِدَ من يخلط بين التربية والتعليم، سواء على نطاق الأسرة أو حتى المجتمع، فتجد من الآباء والأمهات من قصر فهمه للتربية على أنها فقط توفير الطعام والشراب والكساء لأولاده، ويظن أنه بذلك قد قام بواجب التربية على أكمل وجه، ولكنها - للأسف - نظرة قاصرة عابرة، حصرت مفهوم التربية في توفير الماديات، مع إهمال الجوانب السلوكية والوجدانية التي هي أساس التربية، التي تُعنى بكيفية تشكيل شخصية الفرد، وبناء القيم والأخلاق والاتجاهات الإيجابية لدينه ومجتمعه ووطنه، وفحوى وجوده في هذه الدنيا العابرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول، فالإمام راعٍ وهو مسؤول، والرجل راعٍ على أهله وهو مسؤول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول، ألَا فكُلُّكم راعٍ وكُلُّكم مسؤول»؛ (رواه البخاري).

إن الإنسان في مختلِف مستوياته ومراتبه العلمية والاجتماعية بحاجة إلى تربية وإصلاح، وبعبارة أدق: بحاجة إلى من يذكِّره، ويوجِّه أفكاره وعواطفه وممارساته، وهو بحاجة إلى من يقوِّم له شخصيته باستمرار؛ لأنه يحمل في جوانحه الاستعدادات المختلفة للخير والشر، وللفضيلة والرذيلة، ويتأثر بالعوامل الخارجية، والتربية ليست مجرد ألفاظ تُردَّد أو كلام يُقال، وليست مجرد أمر ونهي، وإنما هي عملية تغيير للمحتوى الداخلي للإنسان، وهي صياغة جديدة لكل كِيانه.

إن التربية العادية التي تعتمد على الماديات لا تصنع لنا أجيالًا تصنع لنفسها مكانة، وترفع لوطنها راية، ما لم تسبقها التربية الجادة التي تلامس الوجدان، وتخاطب العقول والأفهام، تربية اعتنت بالأخلاق والقيم، حتى تجسَّدت في تصرفات الأولاد وتعاملاتهم وأحاديثهم، وأبرزت أشخاصًا سُقِيَت سلوكياتهم بماء الفضيلة والأخلاق الحسنة، تربية تزرع في عقول الأولاد القدوات الحقيقية، بدءًا من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح، وعلى طاعة وليِّ الأمر، وحب الآخرين، والحفاظ على الدين والوطن والمجتمع، وعلى إكرام الضيف، وعلى بشاشة الوجه، وعلى حب العلم والعلماء، وعلى الحياء، وعلى احترام المارة في الطرق... إلى غير ذلك من الفضائل؛ قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]؛ ذكر أهل التفسير في هذه الآية أن الدعاء للوالدين جاء من أجل التربية، ولم يقُل سبحانه وتعالى: كما أطعماني وسقياني، بل قال: {كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24].

نحتاج إلى أن نُصحِّح مفهوم التربية لدى كل مربٍّ، بخاصة الوالدان؛ حتى يستطيعا أن يصوغا عقول أولادهم، وفِلذات أكبادهم بمعاييرَ علمية، وأساليب تربوية، ترسِّخ مفهوم التربية الحق كما أرادها شرعنا وديننا، وكما فهمه علماؤنا وقادتنا وولاة أمرنا، لا كما يريده الحاقدون والْمُبْغِضون لديننا ووطننا ومجتمعاتنا، ولا كما يريده صُنَّاع الإعلام الهابط الذين حرَّفوا معنى التربية، وغيَّروا مسارها الحقيقي.
__________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 45.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.55 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (5.10%)]