|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي
التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي (1) الأسس الخمسة للنظرية التربوية الإسلامية
أسس خمسة: إنَّ الأمة التي لا تهتم بتنشئة أبنائها، لا أمل أن يكون لها موقع في المستقبل، أو تأثير أو نهضة، وقد حافظ التراث الإسلامي على هذه الأمة حيّة، وحفظ حياتها مدة خمسة عشر قرنًا؛ فضاهت بذلك كل الحضارات زمنيا، وحدث ذلك بميزتين وسببين:
أقوياء بلا رؤية في المقابل نجد أن الأمم التي سادت ثم انتهت وبادت، لم يكن لها رؤية ولا منهج، كالمغول والتتار، لما دخلوا بلاد المسلمين وقتلوا الآلاف، كانوا يملكون كل مظاهر القوة والقدرات العسكرية، وبناء على السنن في علم الاجتماع، المفروض أن تتبعهم الأمم، وتنقاد لهم الشعوب، ولكن الواقع أنهم هم الذين اتَّبعوا الأمة وأسلموا على الرغم من أنَّ المسلمين كانوا في تلك اللحظة يمرون بحال ضعف شديد، واحتلال وتمزق، ولكنهم كانوا يملكون مقوّمات الحياة وسر القوة القرآن والسنة. أسس تميّز النظرية التربوية الإسلامية إن النظرية التربوية الإسلامية قائمة على خمسة أسس، بها تميزت وتألقت وتفرّدت.
الطفل والطفولة كيف ننظر -نحن المسلمين- إلى مفهوم (الطفولة)؟ يجب أن ندرك أولاً أن للإسلام نظرته ونظريته التربوية المتميزة؛ لذا علينا ألا نبقى عالة على النظريات الحديثة، من الجيد أن ندرسها، ونستفيد منها، ونتعلَّم طريقة التأصيل، ولكن من الخطأ أن نبقى سجناء لهذه النظريات وما تحمله من رؤى واجتهادات بشرية ومضامين قيمية وفلسفية؛ وذلك للأسباب الآتية:
اعداد: د. مصطفى أبو سعد
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي
انطلاقًا من اهتمام مجلة الفرقان بقضية التربية ودورها في صلاح الأمة، نستعرض معًا حلقات كتاب: (التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي) لمؤلفه د. مصطفى أبو سعد، الذي حرص أن يكون النبع النبوي هو الأساس والمرتكز في استنباط أفكار هذا الكتاب؛ لذلك حرصت المجلة على تقديم هذه الصفحات لقرائها رجاء أن تساهم في تربية أطفالنا تربية نبوية ناجحة.
المناهج كلها التي اهتمت بتنشئة الطفل، وبطرائق تربيته تنطلق بداية من طبيعة هذا الطفل، فذهب بعضهم إلى القول بأن الطفل مزود بالخير والشر، وبعضهم يقول: الطفل صفحة بيضاء، يقبل ما ينقش عليها. بينما الرؤية الإسلامية لطبيعة الطفل تنطلق من كونه يولد على الفطرة السليمة، وأنَّ طبيعته خيريَّة، وأن المسؤول عن الحفاظ على هذه الفطرة أو إفسادها الوالدان والمربون عمومًا، هذه نظرتنا للطفل بوصفنا مسلمين، وعلى هذا الأساس تترتب أمور كثيرة جدا، قلما يفطن لها الآباء والأمهات. ويؤكد هذه الرؤية قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: عن أبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:»ما مِن مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَواهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصَّرَانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعاء، هل تُحِسُّونَ فيها مِن جَدْعاءَ، ثُمَّ يقولُ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ}» (الروم: 30). الإنسـان ذلك الكائن الحرّ المكرم
من طبيعة الطفولة: (مفهوم الإنسان) ويدخل في الفطرة وطبيعة الطفل مفهوم الإنسان أيضا، فهناك فرق في التعامل مع الطفل انطلاقا من فلسفة (الإنسان) نفسه ورؤيته للإنسان، فثم فرق شاسع بين رؤيتين:
ماذا يترتب على الرؤية الحيوانية للإنسان تربويا؟ التربية في المفهوم الغربي عملية ترويض مستمرة؛ ولذلك كَثرت مؤلفاتهم التي تحمل في عنوانها مصطلح الترويض من مثل: حاول أن تروضني، ترويض الرجل، ترويض الشرسة. رؤية الإنسان بكونه مخلوقًا عزيزا مكرمًا القرآن لا يطلق على الإنسان وصف الحيوان إلا في المواقف التي تُسلَب فيها حريته برضاه؛ نتيجة رضوخه لهوى النفس، واقرأ قوله -تعالى-: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَتْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الأعراف:175-176). ولا ينحط الإنسان إلى درجة الحيوانية إلا حين تقوده شهواته، دون أي مقاومة أو مجاهدة منه، فهو يحيا تلبية لرغباتها: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} (محمد: 12)، ونحن نذهب إلى ما يقول به الأستاذ عباس محمود العقاد من أن مكان الإنسان في القرآن الكريم هو أشرف مكان له في ميزان العقيدة، وفي ميزان الْفِكْرِ، وفي ميزان الخليقة، الذي توزن به طبائع الكائن بين عامة الكائنات. ابني شيطان شقي شرير مِنْ جَهْلِ المربين للفطرة، وهي ما يمكن تسميتها علميا -أحيانا- بطبيعة النمو وخصائص العمر أنهم يتهمون طفلاً في السنة الثانية من عمره بدأ يعاند -وهذا من الفطرة- ويصفونه بأسوأ الألقاب شيطان، شقي، شرير، جهلا منهم بالفطرة التي تجعل من هذا العناد أرضية لبناء شخصية مستقلة، تتمتع بالقوة والصلابة والاعتماد على النفس، وعندما ننطلق من نظرة واضحة لطبيعة الطفل بوصفه ذا طبيعة خيرة، وفطرة سليمة، وأن كل فساد يلحق بالطفل فبسبب أساليب التربية وطرائق التنشئة، وعدم فهم طبيعة النمو ومقتضياته ومظاهره. اعداد: د. مصطفى أبو سعد
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي
التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي (3) الغايات الكبرى والأهداف التفصيلية للتربية الأساس الثاني: غايات التربية في المنهج الإسلامي التربية في المنهج الإسلامي لها غايات ثمانية وهي: تنشئة ابن يتمتّع بقوة الشخصية. (1) تربية ابن صالح، قال -تعالى-: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمين} (القصص:26). (2) يتحمّل المسؤولية. (3) قادر على حسن اختيار أصدقائه. (4) قادر على الاستمتاع بالحياة. (5) يتمتع بالعفة والطهارة، والقدرة على تجنب مخاطر الإباحية ومساوئها. (6) يتمتع بالحب والتسامح والعطاء. (7) مُعَدٌّ ليكون زوجاً صالحًا. الأساس الثالث: الأهداف التفصيلية للتربية إذا جاز لنا الحديث عن الأهداف التفصيلية التي ينبغي تحقيقها من خلال التربية من النظرية الإسلامية، وانطلاقا من كون الإنسان لديه مكونات عدة:
الأهداف التفصيلية يمكن تحديد الأهداف التفصيلية فيما يأتي:
من أهداف التربية الإسلامية الهدف العام من التربية الإسلامية هو بناء شخصيّة الفرد المسلم بناءً متكاملاً من جميع النواحي الشخصيّة والجسديّة والنفسيّة، وتحقيق التوازن بين جميع هذه الصفات، وتدريبه على السلوكيّات الإيجابية والقواعد السليمة في الحياة، ومساعدته على التكيّف مع البيئة المحيطة من خلال إكسابه المهارات والمعارف والاتجاهات المختلفة وجعله مواطنًا صالحًا من خلال تربيته على الصفات الإيجابية التي أمر بها الإسلام مثل الصدق والأمانة وحسن معاملة الآخرين واحترامهم. الأساس الرابع: الرؤية والمنهج يكمن دور المربي ومن يشرف على تربية الطفل في أمور عدة وهي:
وقفات مع الكتب المترجمة ونحن في إطار الحديث عن الرؤية الإسلامية للتربية، لابد لنا من وقفة مع الكتب المترجمة في التربية، وتسجيل بعض الملحوظات والتنبيهات المهمة: الوقفة الأولى إن أغلب الكتب المترجمة في التربية ألفها أشخاص ليسوا مختصين تربويين أو نفسانيين، وكتبهم عبارة عن تقارير جلسات الدعم الجماعي، ومعلوم أن الدعم الجماعي في الغرب لا يشترط وجود مختصين، وإنما يجري على يد شخص يملك مهارتين:
جلسات الدعم الجماعي يجلس المربي -مثلاً- مع أمهات وآباء عندهم مشكلة مثل عناد الأبناء، ويبدأ كل واحد بالتكلم عن تجربته مع ابنه العنيد، ثم تُجمع هذه التجارب، وتُنقَّح، ويوضع لكل تجربة خلاصة، فإذا كانت خلاصة تجربة تلك الأم في عناد ابنها مجملة في ثلاث نقاط توضع هذه النقاط على أنها قواعد، ثم تنشر، وعندما نأتي نحن ونقرأ هذه الكتب القادمة إلينا من الغرب، نعتقد أنها كتب متخصصة في التربية، وفي الحقيقة ما هي إلا تجارب شخصية. الوقفة الثانية يقول العالم البريطاني (هانز أيزنك EYSENK) لائماً الأوروبيين ومحذرا لهم من نقل التجارب التربوية التي أجريت على أطفال ومراهقين من أمريكا وتبنيها: «إني أنعى على بني جلدتي الأوروبيين، كيف يقبلون دراسة التجارب النفسية التي أجريت على شباب وشابات أمريكيات؛ لأن تلك النتائج لا تصلح للتطبيق في البيئة الأوروبية، بغير تأصيل يتناسب مع البيئة الأوروبية». الخبراء يحذرون ويشاركه التحذير (جون كونانت)، وهو واحد من أشهر المربين في أمريكا وصاحب كتاب (التربية والحرية)، بقوله: «أسوأ ما نُقل إلى أمريكا هي تجارب الأوربيين عمومًا، والبريطانيين خصوصا»، ويقول: «إن هذه التجارب خلفت عندنا جيلًا ضائعا في أمريكا بلا هوية». خلاصة أليس من حقنا أن نتوقف قليلاً عند تلك التجارب: فإذا كانت هذه تحفظات البريطانيين على التجارب التربوية الأمريكية والعكس فماذا نقول نحن مع بُعْد المسافات الدينية والثقافية والتربوية بيننا وبين الغرب؟ منهجنا الإسلامي يحفظ لنا فطرة أبنائنا بما أن طبيعة الطفل خيريَّة، وأنه مزود بالخير، فدورنا بوصفنا مربين هو الحفاظ على هذا الطفل وتنشئته باتزان، نحافظ عليه بأن نحميه من الأضرار، ونقيه المفاسد، ونبعده عن المحرمات، وإن أكثر ما يعين على الحفاظ على الطفل أن يعلم المربي أن فطرية الطفل وطبيعته ترفض العنف والقهر والتسلط والإهمال بأنواعه كلها، مع تحفظنا على الاعتماد والرجوع للكتب التي تنطلق من رؤى مختلفة ومرجعيات لا تناسب ثقافتنا، وعلينا أن نتعلم تربية أبنائنا انطلاقا من مرجعياتنا (القرآن والسنة)، ومن ممارسات نبينا - صلى الله عليه وسلم - اقتداء به بكونه مربيا. اعداد: د. مصطفى أبو سعد
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي
التربية النبوية وسمات المربي الإيجابي (4) القيم العليا عند المسلمين من خلال دراساتي ومتابعاتي لموضوع القيم ومعاييرها وماهيتها، ومتابعة الموضوع بدقة لمدة لا تقل عن ثلاثة عقود من خلال علم الاجتماع والتمدن البشري، ومن خلال مرجعيتنا الإسلامية المتمثلة في القرآن والسنة النبوية او سيرة رسول الله - صلىالله عليه وسلم -، وممارساته التربوية، يمكنني تحديد القيم العليا الحاكمة الضابطة الخاصة بالمسلمين، ولا سيما ببيئتنا العربية في أربع قيم: الكرامة، والحياء، والعفو والتسامح. 1 - الكرامة قيمة أساسية عليا، جاء الإسلام ليحفظها لا ليهدرها: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (الإسراء: 70)، وفي موقف هند بنت عتبة يوم بيعة النساء للنبي بعد فتح مكة، وهي تتساءل مستغربة أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ؟! بمعنى الكريمة باعتبار الكرامة لا تسمح بهذا السلوك؛ لأنها قيمة عليا تضبط قيمة العفة وتمنع المحرمات. 2 - الحياء والحياء عندنا -نحن المسلمين- قيمة عليا، وقيمة ضابطة تضبط كل القيم؛ لذلك ذكرها النبي في حديثه في شُعَب الإيمان وأفردها وميزها فقال - صلى الله عليه وسلم -: «الإِيمَانُ بِضْعُ وَسَبْعُونَ شُعْبَةَ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمان». مسلم. وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان». متفق عليه. وأوضح حديث في الموضوع الذي يجعل الحياء أهم قيمة تميزت بها أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ما ورد عن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينِ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ» . رواه ابن ماجة. إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح؛ فهو من صفات النفس المحمودة، وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام ؛ قال وهب بن منبه: الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، فخلق الحياء عندنا -نحن المسلمين- قيمة عليا، بينما الحياء عند بعضهم يُعد اضطرابًا وخجلًا وضعف شخصية. إذا حُرِمَ المرءُ الحياء فإنه بكل قبيح كان منه جدير 3 - العفو والتسامح قيمتا العفو والتسامح تضمنان للإنسان قوته وعزه، كما أنها تحفظ للمجتمع استقراره وأمنه، وسيادة الحب والمودة بين أفراده، ففي الوقت الذي يراه الناس ضعفا يراه الإسلام قوة وعزّاً، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةً مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوِ إِلَّا عِزَّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدُ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ تعالى» (رواه مسلم). قال القاضي عياض: وقوله: ما زادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوِ إِلَّا عِزَّا فيه وجهان
أبجديات التربية إن ابتعادنا عن إدراك الممارسة النبوية للتربية ومتابعتها وتأصيلها حرمنا وحرم الإنسانية خيرا كثيرا. وعلينا استدراك الأمر والبحث في التأصيل التربوي لتلك الممارسة التي ربّت جيلا متميزا، نقل الإنسان إلى مراتب عليا في التحضر والرقي والعلم والخلق. إن التأصيل الإسلامي للتربية ينطلق من رؤية ومنهج وممارسة، تحققت في حياة أمة نهضت مع نبينا -[-، ولا ينبغي السقوط في فخ الانطلاق من أسس وقواعد ونظريات غربية مادية، ومحاولة (أسلمتها) باستشهادات سطحية من هنا وهناك. لقد مارس الرسول - صلى الله عليه وسلم - التربية بأحسن صورها ؛ لأنه يملك أبجديات التربية، ويعلمها بالوحي والفطرة وبتأهيل الله -تعالى- له، لكن بعضهم لا يعرف هذه الأبجديات التي تُعَدُّ مفاتيح علم التربية من مثل: احتياجات العمر، وطبيعة الطفل، وخصائص نموه؛ فالتوحيد - مثلاً - مؤصل تأصيلا علميا غير عادي، فلا توجد أمة على ظهر الأرض عندها التوحيد مؤصل برؤية مثل هذه الأمة. وقد برز هذا التأصيل - وأهميته - بروزا كبيرا بعدما دخلت العديد من التحديات كالفلسفة وعلم الكلام والكتب المترجمة في عهد العباسيين والمأمون خصوصا، وقد عرف الصحابة - رضوان الله عليهم - هذا التأصيل بالبداهة ؛ لأنهم تربوا على يد النبي -[-، لكن نحن لا نعرف تلك المنطلقات؛ لذا بات من الضروري أن نتعلم ونسأل أهل الذكر. العفو أفضل الأخلاق عن الحسن البصري - رحمه الله - قال: «أفضل أخلاق المؤمن العفو». من عُرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، قال الإمام النووي -رحمه الله-: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما زادَ الله عبدا بعفو إلا عزا» فيه وجهان:
اعداد: د. مصطفى أبو سعد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |