فحجّ آدم موسى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سعد بن عبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الدرة المصونة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أسرار اللغة في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          دليل المعلم المجيد في علوم القرآن والتجويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضانيات المرأة التقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وصية الأهل لعروسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نستمر في اصلاح نفوسنا بعد الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          خواطر شاردة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ما سلم حتى ودع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الفتن والنجاة منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2024, 05:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي فحجّ آدم موسى

فحجّ آدم موسى


بعد أن انتهيت من المراجعة الأولى لكتابي: «تحقيق الإيمان بالقدر»، طلبت من صاحبي أن يراجعه أيضاً، وذلك تقليلا للأخطاء اللغوية والمطبعية.
انتهى صاحبي من مراجعته بعد يومين، اجتمعنا بعد صلاة العصر في مكتبي:
- لِمَ لم تضمّن كتابك حديث المحاجة بين آدم وموسى؟
- أولم أفعل؟
- نعم.. لم تفعل.
راجعت الكتاب واستغربت كيف فاتني هذا الحديث الذي قال عنه ابن عبد البر: «هذا الحديث أصل جسيم لأهل الحق في إثبات القدر»، ونص الحديث: عن أبي هريرة عن النبي[ قال: «احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدّره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟! فحجّ آدم موسى، ثلاثا» البخاري.
- هذا الحديث ظاهره ربما يستغله أصحاب الأهواء لسويغ معاصيهم.
- ألم نتفق في بداية حوارنا أنه لا ينبغي أن نفهم آية بمعزل عن باقي الآيات والأحاديث الصحيحة، وكذلك هذا الحديث من أراد الحق فيه فإن الله سيوفقه إلى الحق، ومن أراد الفتنة فإن الله يتركه.. في شروح الحديث وهي كثيرة، شرح البخاري، ومسلم، والموطأ، والترمذي، وأبي داود، وحتى نربط الأحداث فإن الله بعد خلق الأرض أخبر الملائكة أنه سيجعل في الأرض خليفة، وخلق آدم وأسكنه الجنة مع أن مكانه الذي خلق لأجله هو الأرض، وكان هذا الأمر مكتوبا قبل خلق السموات والأرض وقبل خلق الملائكة، وعلمته الملائكة قبل أن يعلمه آدم، وعندما أكل آدم من الشجرة التي أمر ألا يأكل منها، هل قال: أمر قدره الله عليّ قبل أن يخلقني؟ كلا، وإنما عاتبه الله وبيّن أنه عصى الله، وأنه غوى، وأنه نسي، وأن الشيطان أزله، وكل هذه أسباب لمعصية ذريته، ثم علّمه ما يقول فاعتذر آدم وتاب بالطريقة التي علمه الله إياها: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} (الأعراف: 23)، {ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى} (طه: 122).
فكان حال آدم بعد التوبة خيرا من حاله قبل الذنب، وهذا لكل بني آدم.
- ولماذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن آدم غلب موسى في هذه المحاجة؟
- لأن موسى عاتبه بعد التوبة ومغفرة الله له، وهذا مما استدل به ابن عمر على من أراد أن يلوم عثمان لفراره يوم أحد، قال ابن عمر: ما على عثمان ذنب؛ لأن الله تعالى قد عفا عنه بقوله: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم} (آل عمران: 155)، فلا ينبغي للعبد أن يستسلم لوساوس الشيطان بعد أن يتوب ويحسن العمل، ولا ينبغي لأحد أن يلومه بعد توبته وإحسانه.
أما الذي يرتكب المعصية فإنه يلام ويوبخ، بل يقام عليه الحد إذا ارتكب ما يستلزم حداً، وليس له أن يعتذر بالقدر؛ وذلك أن العبد له كامل القدرة في اختيار أفعاله، فهو مسؤول عنها.
- وهل فعلا وقعت هذه المناقشة؟ ومتى؟ وأين؟
- اختلف الشراح في ذلك، فقال بعضهم: سيكون ذلك في الآخرة، وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه، وقيل: بل وقع في البرزخ عندما مات موسى والتقى آدم عليهما السلام. وسواء كان وقع أو سيقع نؤمن به؛ لأنه من الغيب ونفهمه الفهم الصحيح كما بيّن السلف الصالح، فهذا الحديث أصل في تحقيق الإيمان بالقدر.



اعداد: د. أمير الحداد
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 07-05-2024 الساعة 12:46 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.70 كيلو بايت... تم توفير 1.74 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]