ذات المريول الأخضر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74465 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-06-2020, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي ذات المريول الأخضر

ذات المريول الأخضر
عبدالغني عبدالهادي



إهداء··· إلى الغيارى أينما كانوا بحثاً عمَّا هو أفضل وأجمل وأكمل
في شرفة المنزل الريفي احتدم النقاش بين الزوجين بحرارة، ترجمت قدسية العلاقة فعلاً·
الإيقاع بينهما: <هل تعلم يا أبا شكر··· أن ابنتك وفاء أصبحت ترتدي هذا العام مريولاً أخضر!··· وأنها صارت····>·
أما الزوج، فيكبر في رأسه السؤال المفاجئ، وهو يطرق لزوجه مستمعاً ومنسوب الدهشة التي خالطته يحيله إلى فيضان من المشاعر تتحدى أعظم السدود!·
بدا أمامها منتفضاً من غبار الواقع، وراح يرتب أوراقه من جديد! فهل ينهي سفره ويوقف اغترابه إلى حيث مرزقه؟! أن يقطع هذا الحبل السري، الذي يمد أسرته بأسباب الحياة؟!··· لكن أبا شاكر، صاحب إرادة، صنعتها المؤسسة العسكرية، وصاغتها فجعلت معدنه أكثر صلابة، وتعاونت عليه الأيام هي الأخرى! فشكلته بحدة تهزأ بالجسام! وما كانت أم شاكر لتقوى على إبداء معارضة له، أو تقف في طريقه تثنيه عن قرار! أو حتى مجرد تفكير ينعطف به عن المسار!·
وهو مع كل ما عُرف عنه، يمتلك قلباً رحيماً، شفيقاً مثل قلوب الأطفال، يتوزع على الأرصفة كالأوراق، وإلا فما معنى التضحيات الجسام، ومقابل ماذا كان يقدم تلك التضحيات طوال تلك السنوات التي اقتطعها من مستهل حياته الأسرية والزوجية مع شريكة حياته، وأم عياله؟!
تلعثم في إطراقة لم تأخذ منه الوقت اللازم لصنع القرار المنتظر··· رفع رأسه وعيناه الخضراوان تشرقان، فتذيبان جليداً من التطلعات كان بناها لأسرته خلال الماضي القريب! ليصدح بالقرار، حاسماً الأمر بكلمات معدودة، لكنها شكلت عهداً وفياً أمام أم شاكر، كان عوَّدها على الصدق ومعنى الوفاء، رغم شظف الأيام والسنين الخمس عشرة التي جمعت بينهما·
أما أم شاكر، فهي بدورها، أبدت ارتياحاً للقرار، رغم ما يمثله لها من قلة الدخل والعودة إلى الوراء، إلى معاش زوجها الجندي ذي المرتب البسيط الذي لا يقوى على سداد رمق أفراد أسرته المتناهية، وكفالة رفاهيتهم التي يحلمون بها مثلهم مثل غيرهم من الأسر!·
فهل تحتمل الزوجة دنو المرتب مثلما تحمَّلت ارتفاعه بل مضاعفاته في الأمس القريب؟! سؤال طالما حيَّرها وتسلل لها مثل ريح <السيروكو>(2)·
لكنها كانت تبادل زوجها صدقاً بصدق، ووفاء بوفاء··· فهي الأمينة الحارسة لحديقته المنيعة بثمارها التي ائتمنها عليهامنذ اختار ابنة الشيخ المفتي··· فأحسن بذلك اختيار التربة التي أنبتها الله على يديها إنباتاً حسناً! فأسس للبيت أركانه قبل أن يؤثث ويفرش أرضه وجدرانه، جمع الزوجان الأبناء الثلاثة، شاكر ووفاء وحسان، وراحا يوضحان أبعاد القرار المفاجئ، أطرقوا قليلاً وهم يُعمِلون رؤوسهم الصغيرة المدببة، فكّروا في قرب والدهم منهم هذه المرة، توهَّجت وجناتهم فاكتست لون السعادة وراحوا يهتفون بفرح طفولي: يحيا أبي·· يحيا أبي··· وانطلقوا في تظاهرة بريئة تشكلت بعفوية وحرارة استمدت سيلاً عرماً من الرغبة التي نبعت من والدين تعاهدا إسعادهما عبر مسيرة الزمن·
وعلا هُتاف الأبناء، فعطَّر أجواء المنزل بروعتهم وبراءتهم: شكراً يا والدي فنحن بحاجة لك منذ اليوم، ولن نطيق فراقك وبعدك عنَّا، أعرب شاكر عن رأيه لأنه أكبر الأبناء·
··· أما وفاء والتي كانت السبب المباشر في صُنع القرار··· فقد انتشت ولم تتمالك نفسها وراحت تحتضنُ والدها بحرارة وكأنها تراه للمرة الأولى وأخذت تقبّله ودموع الفرح تنساب من عينيها اللتين اتسعتا لتغرقا أبيها في بحرهما العذب··· نعم يا أبت كن بجانبنا لترسم لنا سعادتنا أنا ما عدت أطيق فراقك·
أما حسان ابن الثامنة فراح يُعربُ عن فرحه الطفولي وهو الآخر يلثغ ببراءة وعذوبة: بابا حبيبي، كن لنا··· كن معنا··· كلنا بحاجة لك·

وهكذا استوعب الأبناء القرار المفاجئ والجديد، فأعربوا عن فرحتهم ببقاء الوالد العزيز بينهم، وعلى مقربة منهم هذه المرة، وكذلك الوالدة هي الأخرى تغلبت أمواج الفرح على طموحها لما لمسته من صدق أبي شاكر وتجاوبه مع نداء السعادة مذ عرفها زوجة وعرفته أباً لفلذاتها الغالية·
وما أن اقترب المساء، حتى دَلَفَ الجيران والأقارب لتوديع أبي شاكر كالمعتاد، فهم قد عرفوا موعد سفره وعودته للعمل في مغتربه الخليجي قبل يومين فقط·
حدجوا رجلهم وتفرَّسوا ملامحه طويلاً هذه المرة، لكنهم لم يلاحظوا كعادتهم مشاعر السفر على جارهم وقريبهم! أجالوا نظراتهم في الأبناء وأمِّهم كذلك، فلم يروا سوى الابتسامات تبدو كفراشات ترفرف فوق حقول أنيقة اشتعلت ربيعاً، احتاروا فسألوا بتردد··· أرادوا حسم الحيرة التي داهمتهم مثل سيل صحراوي· ومتى ستنطلق في عودتك للعمل يا أبا شاكر؟
أما أبوشاكر، فلم يترك فرصة للصمت أو التلعثم هذه المرة، وأعلنها مجلجلة بثقة وأمل قطعها على نفسه منذ ساعة فقط، وراح يُطلقُ كلماته كالرصاص صوب الجهة التي جرّب غُربته فيها··· مشيراً بيده قائلاً: <لا··· لا··· لقد عدلتُ عن السفر هذه المرة، فقد كبر الأبناء وشبُّوا عن الطوق، ولبست وفاء مريولها الأخضر، إيذاناً بدخولها مرحلة جديدة! أما أبوجسَّار، الجار القريب والمحب المحبوب، فقد بادر قائلاً: <لقد أحسنت صنعاً يا جارنا العزيز، بقرارك هذا، أجل··· أجل··· بيت الرجال هو بيت المال!!>·
··· أبو فخري الصهر المقرَّب أضاف هو الآخر تساؤله: <حبَّذا يا أبا شاكر لو جعلت السنة هي نهاية المطاف وأضفتها لسنواتك الخمس السابقة لتعدّل من وضعك·
ولكن العم أبوسعيد أضاف سطراً جديداً على المعادلة وهو يقول: <يا رجل كيف تترك أتعاب خمس سنوات، ذقت فيها مرارة الغربة ولوعة الفراق؟
وجد أبوشاكر نفسه هذه المرة أيضاً أكثر ثباتاً من ذي قبل، وراح يُعلنها أمام الوفد الضيف، عالية مدوية في الآفاق: <أُقدِّر لكم مشاعركم جيداً ولكني أنا هو المكتوي بنار الغربة ولستم أنتم يا جماعة! لقد كبر العيال، وصار لديَّ ابنة في ميعة الصبا وعمَّا قريب سيأتيها ابن الحلال، فكيف أتركها ورائي في فترة حرجة تتشكل فيها، ويقسو عودها في غيابي!! ويتابع بانتفاضة ديك شريف: <··· فهل يعقل أن أترك ابنتي وفاء تُفارق بيت أهلها دون أن أحسّ بها تنمو بيننا؟!

ويتابع أبو شاكر بمزيد من الرضا والإصرار··· حاسماً الموقف للمرة الأخيرة، منهياً مسرحية الاغتراب: <أشكركم جميعاً، وأحترم ما أبديتموه من مشاعر حريصة تجاهي وأسرتي··· ولكنني أعاهدكم كما عاهدت أسرتي من قبل، على قطع حبل الاغتراب اللعين، وأن أكون على رأس أُسرتي··· رُبَّاناً أوجّه مسيرتها، وأن أقف في وجه الأعاصير العاتية، لإيصال السفينة إلى بر الأمان·
فترة من الصمت سادت الأجواء··· تيار الدهشة بدأ يتصاعد بعيداً عن جو الجلسة، تنهد الجميع وخرجوا بقناعة تامة، وصوت حالهم يتسلل متدفقاً من بعيد: <الحجر في مكانه قنطار>، وبيت العيال هو··· هو بيت المال!! وراحوا يكبرون صديقهم أبو شاكر على هذا القرار·
الهوامش
1 ـ المريول الأخضر: زي مدرسي خاص بطالبات المرحلتين المتوسطة <الإعدادية> والثانوية في الأردن·
2 ـ السيروكو: رياح عاصفة محملة بالرمال، تهب على هضاب أطلس في الشمال الإفريقي·



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.68 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]