أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853372 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388532 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 214001 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2020, 02:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية

أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية


عبدالله السيد حسين العتابي





بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيِّئات أعمالِنا، مَن يَهدِه الله فلا مضلَّ له ومَن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أما بعد:
فإنَّ خيرَ الحديث كتابُ الله، وخيْر الهَدْي هدْي محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشرَّ الأمور مُحْدثاتُها، وكل محدَثة بِدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.

فهذه دراسة متواضِعة لأحاديث تخليل اللِّحية روايةً ودراية، ودفَعنى إلى ذلك عدمُ وجود تتبُّع لكلِّ مرويَّات هذه السُّنة لا سيَّما أنَّها ثابتة مِن فعل كثيرٍ من الصحابة والتابعين، مما يُشعر استئناسًا في النفس بأنَّها ثابتة عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فما كان لأصحاب النبىِّ - رضي الله عنهم أجمعين - إحداثُها، والوضوءُ والطهارة من أدقِّ شروط الصلاة التي هي أُم العبادات وأفضلها وأولاها بالتوقيف في الاستدلال على أيِّ فِعل فيها أو في صِفتها.

ولقد شاع بين أهل العِلم مقالة الإمامين أحمد وأبي حاتم وغيرهما تبعًا، أنه لا يثبُت في بابها شيء، ونحن لا ندَّعي أنا قد حُزْنا علمًا فاتهم، أو حصَّلنا فهمًا نابهم، بل إنَّ النظر والتدقيق في عِلم الرواية بما له من قواعد علمية ثابتة لا يختلجها شكٌّ أو خلاف إلاَّ أنَّ التطبيق يتنوَّع والأفْهام تتوزَّع، ولسْنا نرى مع ذلك إحداث قول لا سابِق له لا سيَّما في هذا الباب؛ باب الرِّواية، ونظر القرون الفاضلة قرون الرواية نظرٌ أدقُّ وأحذق، وفي اختلافهم مندوحة وفي نظرِهم بحبوحة.

وعلى ذلك سيكون مدار بحْثِنا على أُسس ثلاثة:
أولاً: التخليل لُغةً وشرعًا.
ثانيًا: ثبوت التخليل في الوضوء مِن عمل الصحابة.
ثالثًا: أحاديث تخليل اللحية رِواية (دِراسة حديثيَّة).

واللهَ أسأل الهدايةَ والرَّشادَ والسَّداد.

التخليل لُغة وشرعًا:
جاء في الموسوعة الفقهيَّة الكويتيَّة:
"التَّخليل لغةً يأتي بمعان، منها: تفريق شَعر اللِّحية، وأصابع اليدين والرِّجلين، يُقال: خلَّل الرَّجل لحيته: إذا أوْصل الماء إلى خلالِها، وهو البشرة الَّتي بين الشَّعر.

وأصله من إدْخال الشَّيء في خِلال الشَّيء، وهو وسطه، ويقال: خلَّل الشَّخص أسنانَه تخليلاً: إذا أخْرج ما يبقَى من المأكول بينها، وخلَّلت النَّبيذ تخليلاً: جعلته خلاًّ، ويستعمل الفقهاء كلمة التَّخليل بهذه المعاني اللُّغويَّة".

يقول الشوكاني في "نيل الأوطار" - بعد ذِكر أحاديث في الباب: "والحديثان يدلاَّن على مشروعيةِ تخليل اللحية، وقدِ اختلف الناسُ في ذلك، فذهب إلى وجوبِ ذلك في الوضوء والغسل العترةُ والحسن بن صالح وأبو ثور والظاهرية، كذا في البحر، واستدلُّوا بما وقَع في أحاديثِ الباب بلفظ: ((هكذا أمرَني ربِّي))، وذهَب مالك والشافعي والثوري والأوزاعيُّ إلى أنَّ تخليل اللحية ليس بواجِب في الوضوء، قال مالك وطائفة مِن أهل المدينة: ولا في غُسل الجنابة، وقال الشافعي وأبو حنيفة وأصحابُهما والثوريُّ والأوزاعي والليث وأحمدُ بن حنبل وإسحاق وأبو ثور وداود والطبري وأكثرُ أهلِ العِلم: إنَّ تخليل اللحية واجبٌ في غسل الجنابة، ولا يجب في الوضوء، هكذا في شرْح الترمذي لابن سيِّد الناس، قال: وأظنُّهم فرَّقوا بيْن ذلك - والله أعلم؛ لقوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: ((تحتَ كلِّ شَعرة جنابة، فبلُّوا الشَّعرَ وأنقوا البشر)).

واستدلُّوا لعدمِ الوجوب في الوضوء بحديثِ ابن عبَّاس المذكور في الباب الأوَّل قال: وقد رُوي عن ابن عبَّاس وابن عمرَ وأنس وعليٍّ، وسعيد بن جُبير وأبي قلابة ومجاهد، وابن سيرين والضَّحَّاك وإبراهيم النخَعي، أنَّهم كانوا يُخلِّلون لحاهم، وممَّن رُوي عنه أنه كان لا يُخلل إبراهيم النَّخَعي والحسن وابن الحنفيَّة، وأبو العالية وأبو جعفر الهاشمي والشعبي، ومجاهِد والقاسم وابن أبي ليلَى، ذكَر ذلك عنهم ابنُ أبي شَيبةَ بأسانيده إليهم.

والإنصاف أنَّ أحاديث الباب بعد تسليم انتهاضِها للاحتجاج وصلاحيتها للاستدلال لا تدلُّ على الوجوب؛ لأنَّها أفعال، وما ورَد في بعضِ الرِّوايات من قوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: ((هكذا أمرَني ربِّي)) لا يُفيد الوجوب على الأمَّة؛ لظهوره في الاختصاص به، وهو يتخرَّج على الخِلاف المشهور في الأصول، هل يعم الأمَّة ما كان ظاهِر الاختصاص به أم لا، والفرائض لا تثبُت إلا بيقين والحُكم على ما لم يفرضْه الله بالفرضية كالحُكم على ما فرَضَه بعدمِها، لا شكَّ في ذلك؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما مِن التقوُّل على الله بما لم يقل، ولا شكَّ أنَّ الغرْفة الواحِدة لا تَكفي كثَّ اللحية لغسلِ وجهه وتخليل لحيته ودفْع ذلك، كما قال بعضُهم بالوجدان مكابرةً منه، نعم الاحتياط والأخْذ بالأوثق لا شكَّ في أولويته، لكن بدون مجاراة على الحُكم بالوجوب".

ثبوت التخليل مِن عمل الصحابة:
ذكَر بن أبي شيبةَ تخليل اللحية عن عددٍ من الصحابة، منهم:
ابن عبَّاس، وأنس بن مالك، وابن عمر، وقد وردتْ آثار عن علي وعثمان وغيرهما في الباب، ومِن التابعين أبو قلابة وسعيد بن جُبَير وابن سيرين وإبراهيم النَّخَعي والضحَّاك ومجاهد.

وقد ورد المسحُ على اللحية دون التخليل مِن عمل بعضِ التابعين، وجاء أيضًا تركُ التخليل مِن بعضهم والاكتِفاء بما سال مِن الوجه.

أحاديث الباب:
(1) حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -:
وإسناده من طريق عمر بن أبي وهْب عن موسى بن ثروان عن طلحةَ بن عُبيدالله بن كريز عن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسولُ الله إذا توضَّأ خلَّل لحيته".

وعن عمرَ بن أبي وهْب:
هلال بن فياض عندَ الحاكم في مستدركه (531).
زيد بن الحباب عند أحْمد (25970).
عبدالله بن المبارك عند أحمد (25971).
شُعبة عند القاسم بن سلاَّم في الطهور (281)، والخطيب في تاريخه مِن طريق القاسِم بن سلاَّم (14/392).
عبدالصمد بن عبدالوارث عند إسحاق (1371).

وحسَّن الحافظ إسناده وهو سندٌ حسن، تكلَّم عليه أحدهم فقال: طلحةُ بن عبيدالله قرين الزهري، ولا يُعرف له سماع من أمِّ المؤمنين عائشة (تبعًا للذهبي في الميزان)، وكأنَّه من طبقته، بل هو مِن الثالثة، روَى عن أمِّ سلمة وسمِع منها، وسمِع من عبدالله بن عمرو بن العاص، ووفاتهما لا سيَّما أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - قريبٌ مِن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، فوفاة أمِّ المؤمنين عائشة 58ﻫ، ووفاة أمِّ المؤمنين أم سلمة 62 أو 61 ﻫ، ثم إنَّه قد رَوى عنه عراك بن مالك، وهو مِن طبقته، وعراك صحيح السماع مِن عائشة - رضي الله عنها - عندَ مسلم في صحيحه على خلاف في ذلك.

ولا يبعد سماعُه، لا سيَّما وأنَّ أحدًا لم يطعنْ في سماعه من أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها، وممَّا يرجِّح سماعه روايةُ شُعبة لذلك الخبر، قال يحيى القطَّان - كما في الجرح والتعديل (1/162): "حدَّثَنا عبدالرحمن، نا صالح بن أحمد، نا علي، قال: سمعتُ يحيى يقول: كل شيء يحدِّث به شعبةُ عن رجل فلا تحتاج أن تقول عن ذاك الرجل أنَّه سمِع فلانًا، قد كفَاك أمره".

رجال إسناده:
عمر بن أبي وهْب هو الخزاعي، قال أحمد والدارقطني وأبو حاتم: لا بأس به، وقال يحيى: ثِقة.
موسى بن ثروان المعلِّم، ويقال: فروان، وسروان: ثِقة، وثَّقه يحيى وابن حبَّان.
وابن كريز: ثقة، وثَّقه أحمدُ والنَّسائي.

(2) حديث أم سلمة:
أخرجه الطبراني في الكبير (13/298) حديث (19616)، وابن عدي في "الكامل" (3/444-445).

وأمَّا سند الطبراني فإنَّه من رواية خالد بن إلياس عن عبدالله بن رافِع عن أمِّ سلمة: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - إذا توضَّأ خلَّل لحيتَه". وسنده ضعيف جدًّا.
خالد بن سلمة: متروك.

وأما سند ابن عدي، فقال: حدَّثَنا محمَّد بن محمَّد بن سليمان الباغندي، ثَنا أحمد بن محمَّد بن سوار، ثَنا أبو أحمد الزبيري عن خالد بن سَلَمة عن عبدالله بن رافِع عن أمِّ سلمة به.

وهو إسناد غريب لم يرْوِه إلاَّ ابن سوار، وهو ما لم أعرفْه، وممَّا يُوهِّمه أنَّ الحديث معروفٌ بخالد بن إلياس مع انفراد ابن سوار هذا به عن أبي أحمد الزُّبيري.

(3) حديث أبي الدرداء:
أخْرَجه ابن عدي والطبراني، كلاهما من طريق تمام بن نَجيح عن الحسنِ عن أبي الدرداء به.

قال ابن عديٍّ (2/281): حدَّثَنا إسحاقُ بن إبراهيم الغَزِّي، حدَّثَنا محمَّد بن أبي السري، حدَّثَنا مبشِّر بن إسماعيل عن تمَّام بن نَجِيح عن الحَسَن، عن أبي الدَّرْداء، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيتَه مرَّتين، وقال: هكذا أمَرني ربِّي - عزَّ وجلَّ .

قالَ الشَّيْخُ: وهذا الحَدِيث إِنَّمَا يُعرَف بتمام عَن الْحَسَن عَلَى أَنَّهُ قد رواه غيره، ولتمام غَيْر ما ذَكَرْتُ مِنَ الرِّوَايَاتِ شيءٌ يسير، وعامة ما يَرويه لا يتابعه الثِّقات عليه.

قال أبو زُرعة: الحسن عن أبي الدَّرْداء مرسَل.

وأمَّا تمام بن نَجيح فقال الذهبي في "الميزان": وثَّقه يحيى، وقال البخاري: فيه نظَر، سمِع عونَ بن عبدالله وقال ابن عدي: عامَّة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.

وقال أبو حاتم: ذاهبُ الحديث.
وقال أبو زُرعة: ضعيف.
وقال ابنُ حبَّان: روَى أشياء موضوعة عن الثِّقات كأنَّه المتعمِّد لها.
فالحديث ضعيف جدًّا منكَر.

(4) حديث أبي أيوب الأنصاري:
وله لفظان:
الأوَّل: عن أبي سَوْرة، عن أبي أيُّوب، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حبَّذا المتخلِّلون، قيل: وما المتخلِّلون؟ قال: في الوضوء، والطعام))؛ أخْرجه أحمد (5/416) (23924) قال: حدَّثنا وَكِيع، و(عَبْد بنُ حُمَيْد) (217) قال: أخْبَرَنا يَزِيدُ بن هارون، أخبرَنا رِيَاح بن عَمْرو، كلاهما (وَكِيع، ورِيَاح) عن واصلِ بن السَّائِب، أبِي يَحيى الرَّقَاشِي، عن أَبِي سَوْرَة ابن أخي أَبِي أَيُّوب، فذَكَره.

في رواية وَكِيع؛ عن واصل الرَّقَاشِي، عن أَبِي سَوْرَة، عن أَبِي أَيُّوب، وعن عَطَاء، قالا: قال رسُولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم ... الحديث.

والثاني:
وقال ابنُ ماجهْ: حدَّثَنا إسماعيل بنُ عبدالله الرقِّي، ثَنا محمَّد بن ربيعة الكِلابي، ثَنا واصلُ بن السائب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، فخلَّل لحيتَه.
هذا إسنادٌ لا يثبُت.

وقد روى الترمذيُّ في "العلل"، عن هنَّاد، عن محمَّد بن عُبيد، عن واصلِ بن السَّائِب، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمَضْمَض، ومسَح لحيتَه بالماء من تحتها.

قال الترمذيُّ: سألتُ عنه محمدًا، فقال: لا شيء.
فقلت: أبو سَورة، ما اسمُه؟ فقال: لا أدْري ما يصنع به، عندَه مناكير، ولا يُعرَف له سماعٌ مِن أبي أيوب.

وقال أبو القاسم الطبراني: حدَّثَنا الحسينُ بن إسحاقَ التُّسْتري، ثَنا سعيدُ بن يحيى الأُموي، حدَّثَني أبي، عن واصلِ بن السَّائب الرَّقَاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ استنشق ثلاثًا، وتمضمض، وأدْخل أصبعيه في فمِه، وكان يبلغ براحتيه إذا غسَل وجهه ما أقبل مِن أُذنيه، وإذا مسَح رأسه بأصبعيه ما أدْبَر مِن أذنيه مع رأسه، وخلَّل لحيته.

أبو سورة: هو ابنُ أخي أبي أيُّوب، روَى عن عمِّه، وعن عَديِّ بن حاتم الطائي، روى عنه سعيدُ بن سنان شيخٌ للهيثم بن عدي، وواصل بن السائب الرقاشي، ويحيى بن جابر الطائي، وقال: (عن ابنِ أخي أبي أيُّوب) حسب، قال البخاريُّ: منكَر الحديث، يَروي عن أبي أيُّوب مناكيرَ لا يُتابع عليه.

وقال الترمذيُّ: يضعف في الحديث، ضعَّفه يحيى بن معين جدًّا.

وذكَره ابن حبَّان في كتاب "الثقات"، وروَى له أبو داودَ مِن رواية يحيى بن جابرٍ، ولم يسمِّه، والترمذيُّ وابنُ ماجه.

وأمَّا واصل بن السائِب الرَّقاشي: فهو بَصْري، روَى له الترمذيُّ وابن ماجه، ورَوَى عن عطاء، وأبي سَوْرة، روى عنه شَريك، وعيسى بنُ يونس، ووكيعٌ وأبو معاوية، وغيرُهم، قال أبو بكر ابنُ أبي شيبة: ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيفُ الحديث، مِثل أشعث بن سوار، وليث بن أبي سُلَيم.
وقال أبو حاتم: منكَر الحديث.

وقال ابن حبَّان: واصلُ بن السائب الرَّقَاشي، يرْوي عن عطاء، وأبي سَورة، روى عنه أهلُ العِراق، كان ممَّن يرْوي عن عطاء ما ليس مِن حديثه، وعن الثِّقات ما لا يُشبه حديثَ الأثبات، فسقَط الاحتجاج به لما ظهَر ذلك منه، روى عن أبي سورة، عن أبي أيُّوب، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا حبَّذا المتخلِّلون في الوضوء بيْن الأصابع والأظافير، ويا حبَّذا المتخلِّلون من الطعام، وإنَّه ليس شيءٌ أشدَّ على الملك مِن بقيةٍ تبقى في الفم مِن أثر الطعام)).

حدَّثَناه أبو يعلى، ثَنا سُوَيد بن سعيد، ثَنا مرْوان بن معاوية، عن واصلِ بن السائِب، عن أبي سَورة.

وقال ابنُ عدي: ثَنا الجُنَيدي، ثَنا البخاري، قال: واصلٌ الخراساني الرَّقاشي، عن عطاء وأبي سَوْرة: منكَر الحديث.

وقال النَّسائي: واصلُ بن السائب: متروكُ الحديث، وذكَر له ابنُ عدي أحاديث، وقال: ولواصلٍ غير ما ذكرت، وأحاديثه لا تُشبه حديثَ الثِّقات.

والحديث أخرجه القاسمُ بن سلاَّم في الطهور قال:
312- حدَّثَنا محمَّد، قال: أخبَرنا أبو عُبَيد قال: ثَنا محمَّد بن رَبيعة، عن واصلِ بن السائِب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيتَه".

والشاشيُّ في مسنده:
1137 حدَّثَنا عيسى بنُ أحمد، نا محمَّد بنُ عُبيد، نا واصلٌ، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب الأنصاري: "أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض، ومسَح لحيته بالماء مِن تحتها".

والطبراني في الكبير:
4068- حدَّثَنا الحسينُ بن إسحاق التُّسْتري، ثَنا سعيد بن يحيى الأُموي، حدَّثَني أبي، عن واصلِ بن السائب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب، قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ استنشق ثلاثًا وتمضمض، وأدْخل أصبعيه في فمِه، وكان يبلغ براحتيه إذا غسَل وجهه ما أقْبل من أذنيه، وإذا مسَح رأسه مسَح بأصبعيه ما أدْبر مِن أُذنيه مع رأسه وخلَّل لحيته".

وعبد بن حميد:
218- حدَّثَنا محمَّد بن عبيد، ثَنا واصلٌ الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض، ومسَح لحيته من تحتها بالماء".

وابن ماجه:
433- حدَّثَنا إسماعيلُ بن عبدالله الرَّقي، حدَّثَنا محمَّد بن ربيعة الكلابي، حدَّثَنا واصلُ بن السائب الرَّقاشي عن أبي سَورة عن أبي أيُّوب الأنصاري، قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيته".

وأحمد في مسنده:
23541- حدَّثَنا محمَّد بن عبيد، حدَّثَنا واصل، عن أبي سَوْرة، عن أبي أيُّوب: "أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض، ومسح لحيته مِن تحتها بالماء".

وأخرجه ابن عديٍّ في الكامل (8/372) قال:
حدَّثَنا محمَّد بن يحيى المروزيُّ، حدَّثَنا أبو عبيد القاسمُ بن سلاَّم، حدَّثَنا محمَّد بن ربيعة عن واصلِ بن السائِب الرَّقاشي، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب الأنصاري، قال: رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيته.

وأخرجه الترمذي في العِلل الكبير:
20- حدَّثَنا هنَّاد، حدَّثَنا محمَّد بن عبيد، عن واصل بن السائب، عن أبي سَورة، عن أبي أيُّوب: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ تمضمض ومسَّ لحيته بالماء مِن تحتها"، سألتُ محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، فقلت: أبو سَورة ما اسمه؟ فقال: لا أدْري ما يصنع به؟ عندَه مناكير ولا يُعرف له سماع مِن أبي أيوب.

وفى الحديث جملة من العلل:
الاختلاف على لفظه:
فقدْ رواه محمَّد بن ربيعة بلفظ: (خلَّل لحيته)، ورواه محمَّد بن عبيد بلفظ: (مسح على لحيته)، وهذا ثابتٌ من فِعل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما سيأتي.

ولكن محمَّد بن ربيعة تُوبِع على لفظه، كما عندَ الطبراني من رواية سعيد بن يحيى الأُموي حدثني أبي به.

وهو ثقة وأبوه صَدوق له غرائبُ عن الأعمش.

ومحمَّد بن ربيعة الكلابي صدوق، ومحمد بن عبيد بن أبي أميَّة ثِقة حافظ، فروايته أَوْلى وأصحّ.
مدار الحديثِ على واصلِ بن السائب، وهو ضعيفٌ؛ وهَّاه جماعة، وأبو سَورة ضعيف جدًّا.
والعِلة الأخيرة أبو سَورة؛ قال يحيى بن معين: يُقال: إنَّ أبا أيُّوب ليس هو أبا أيوب الأنصاري.

(5) حديث أبي بَكْرَة.
أخرجه البزَّار في مسنده:
3687- حدَّثَنا محمَّد بن صالح بن العوَّام، قال: نا عبدُالرحمن بن بكَّار بن عبدالعزيز، قال: حدَّثَني أبي بكَّار بنُ عبدالعزيز، قال: سمعتُ أبي عبدَالعزيز بنَ أبي بكرة، يُحدِّث عن أبيه - رضي الله عنه - قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فغسَل يديه ثلاثًا، ومضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا وغسَل وجهه ثلاثًا، وغسَل ذِراعيه إلى المرفقين، ومسَح برأسه يُقبل بيديه مِن مُقدَّمه إلى مؤخَّره، ومن مؤخره إلى مقدَّمه، ثم غسَل رجليه ثلاثًا، وخلَّل بين أصابع رجله، وخلَّل لحيته"، وهذا الحديث لا نَعلمه يُروَى عن أبي بَكْرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وبكَّار بن عبدالعزيز ليس به بأسٌ، وعبدالرحمن صالِح، الحديث قد تقدَّم ذِكرنا له.

وإسنادُه حسنٌ لغيره.

(6) حديث عبدالله بن أبي أوفى:
أخْرَجه ابن ماجه (416) وأبو يَعلَى (1/17) والطبرانيُّ بدون زِيادة التخليل، وأخرجه في الطهور القاسمُ بنُ سلاَّم (82) قال: حدَّثَنا محمَّد، قال: أخبرَنا أبو عبيد، قال: ثَنا مرْوان بنُ معاوية الفَزاريُّ، عن أبي ورْقاء العبدي، عن عبدِالله بن أبي أَوْفى الأسْلَمي، قال: قال له رجل: يا أبا معاوية، كيف رأيتَ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتوضَّأ؟ قال: "فتوضَّأ ثلاثًا ثلاثًا، وخلَّل لحيته في غسله وجهه"، ثم قال: "هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتوضَّأ".

ولفظه عندَ الآخرين: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ ثلاثًا ثلاثًا ومسحَ رأسه مرَّةً".

رواه عن أبي ورْقاء فائد بن عبدالرحمن:
عيسى بن يونس عند ابن ماجه والطبراني في الأوسط (9362).
وفى الأمرين فائد أبو الورقاء؛ متروك.

(7) حديث علي بن أبي طالب:
أخْرجه ابن مردويه في جُزئه المنتقَى على الطبراني:
52- حدَّثَنا يحيى بنُ عثمان، حدَّثَنا زكريا بنُ عبدالخالق الواسطي، حدَّثَنا هُشيم بن بَشير، عن منصور بن زاذان، عن أبي البَخْتري الطائي، قال: رأيتُ عليًّا - رضي الله عنه - يُخلِّل لحيتَه إذا توضَّأ، ويقول: هكذا رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يفعل.

وسنده ضعيف:
أبو البَختري عن علي؛ قيل مرسَل، وها هنا فيه تصريح، وإسناده جيِّد لولا جهالة زكريا بن عبدالخالق الواسطي.

(8) حديث مصرِّف بن كعب بن عمرو:
أخرجه الطبراني في الكبير (16082):
412- حدَّثَنا محمَّد بن عبدالله الحضرمي، ثَنا أحمد بن مصرِّف بن عمرو اليامي، حدَّثَني أبي مصرِّف بنُ عمرو بن السَّري بن مصرِّف بن كعب بن عمرو، عن أبيه، عن جدِّه، يبلغ به كعبَ بن عمرو، قال: "رأيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فمسح باطنَ لحيته وقفاه".

وسنده واه:
أحمد بن مصرِّف بن عمرو اليامي وثَّقه ابن حبَّان فقال: مستقيم الحديث، وروى عنه النسائي، فهو مقبولٌ عنده، وعلى ذلك فهو صدوقٌ، وهومقرئ معروف كما ذكَر في الغاية.

وأبوه ثِقة، كما قال أبو زُرعة وقدْ روى عنه، والخبر رواه ابنُ قانع في معجمه قال:
حدَّثَنا محمَّد بن عبدالله بن سليمان مطين، نا أحمد بن مصرِّف قال: حدَّثني أبي مصرِّفُ بن عمرو بن السَّري بن مصرِّف، عن أبيه، عن جدِّه يبلغ به عمرَو بن كعْب قال: "رأيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فمَسَح باطن لحيته وقفاه".

وأخْرَجه أبو نعيم في معرفة الصحابة:
5832- حدَّثَنا أبو بكر الطَّلحي، وسليمان بنُ أحمد، قالا: ثَنا محمَّد بن عبدالله الحضرمي، ثَنا أحمدُ بن مصرِّف، ثَنا أبي مصرِّف بنُ عمرو بن السَّري بن مصرِّف بن كعْب بن عمرو، عن أبيه، عن جدِّه، يبلغ به كعبَ بن عمرو قال: "رأيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فمسَح باطن لحيته وقفاه"؛ رواه مالك بن مغول، وليث بن أبي سُليم، ومحمَّد بن جحادة إنْ صحّ، عن طلحة بن مصرِّف، عن أبيه، عن جدِّه نحوه.

وجَدُّه عمرو بن السرى مجهولٌ؛ قال أبو حاتم: لم يكن صاحب حديث.

(9) حديث جابر بن عبدالله:
أخْرَجه ابنُ عدي في الكامل (2/89) قال:
حدَّثَنا عبدالله بن محمَّد بن عبدالعزيز، حدَّثَنا سريج بن يونس، حدَّثَنا أصْرم بن غياث الخُراساني، حدَّثنا مقاتل بن حيَّان عن الحسن، عن جابر قال: وضأتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - غير مرَّة، ولا مرَّتين، ولا ثلاث، ولا أربع فرأيتُه يخلِّل لحيته بأصابعه كأنَّها أنياب مُشط.
أصْرم بن غياث: متروك.
فسنده ضعيف جدًّا.

(10) حديث عبدالله بن عُكْبرة:
أخرجه الطبرانيُّ في الاوسط والصغير، قال:
7639- حدَّثَنا محمَّد بن سعدان، ثنا زيدُ بن أخزم، ثنا أبو أحمد الزُّبَيري، ثنا حنظلة بن عبدالحميد، عن عبدالكريم، عن مجاهد، عن عبدالله بن عُكْبرة، قال: "التخلُّل سنة"، لا يُروَى هذا الحديث عن عبدالله بن عكبرة إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به: أبو أحمد الزبيري".

وأخرجه أبو نعيم:
3947 - حدَّثناه أبو محمَّد بن حيَّان، قال: ثنا ابنُ رستة، ثَنا محمَّد بن حُمَيد، ثنا عليُّ بن عبدالله العامري، عن عبدالكريم، عن مجاهِد، عن عبدِالله بن عُكْبرة، قال: "التخلُّل من السُّنة".

والسند الثاني فيه محمَّد بن حُميد؛ حافظ، لكنَّه كذاب، وابن رستة هو محمَّد بن عبدالله بن رستة الحافظ؛ يَروي عن محمَّد بن حميد الشاذكوني.
فبكليهما الحديثُ منكَر.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-02-2020, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية

أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية


عبدالله السيد حسين العتابي



(11) حديث أبي أمامة الباهلي:

أخْرجه ابنُ أبي شيبة (1/13112)، وابن جرير في التفسير (6/121)، والطبراني في الكبير (8/2788070)، والقاسم بن سلاَّم في الطهور (317) مِن طريق زيد بن الحباب عن عمرَ بن سُليم الباهلي عن أبي غالب عن أبي أمامة: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ خلل لحيتَه".

أبو غالب: سعيد بن الحزور أو حزور صدوق يُخطئ؛ قاله الحافظ في "التقريب"، وأقوال أهل العلم فيه بيْن موثِّق ومجرح، أما مَن جرحه فهم:
ابن سعد والنَّسائي فقد ضعَّفاه، وقال أبو حاتم: ليس بالقَوِي.

وقال الدارقطني: ثِقة، وكلك موسى بن هارون، وحسَّن له الترمذي في موضع، وفي آخر قال: حسن صحيح، وقال يحيى: صالح الحديث، وقال ابنُ عدي: أرْجو أنَّه لابأسَ به.

وقال ابن حبَّان لا يجوز الاحتجاجُ به إلا فيما وافَق الثِّقات، منكَر الحديث.

فهو صدوقٌ يُعتبر بما وافَق الثِّقات، وقدِ انفرد بهذا الحديثِ، فإسناده ضعيف، وشاهد لأحاديثِ التخليل.

(12) حديث ابن عباس:
وله لفظان:
الأول: ((رَحِم الله المتخلِّلين والمتخللات))؛ أخرجه البيهقى في "شعب الإيمان" (6054)- أخبرَنا أبو الحسن العلوي، أنَا أبو حامد ابن الشرقي، ثَنا أبو أحمد محمَّد بن عبدالوهاب الفرَّاء، أنا قُدامَة بن محمَّد، حدَّثَني إسماعيلُ بن شيْبة، عن ابنِ جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَحِم الله المتخلِّلين والمتخلِّلات)).

قال ابن حبَّان:
إسماعيل بن شَيبة الطائفي: شيخٌ يَروي عن ابن جُريج، روى قدامة بن محمَّد الخشرمي عنه، يُتَّقى حديثه مِن رواية قُدامة عنه.

قال النسائي:
إسماعيل بن شيبة الطائفي يَروي عن ابن جريج، منكَر الحديث، روى عنه قُدامةُ بن محمَّد.

قال ابنُ عدي:
يروي عنِ ابن جُريج ما لا يَرويه غيرُه.
وقال: عن قدامة عن إسماعيل، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبَّاس، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بخمسةِ أحاديثَ غير محفوظة بهذا الإسناد، والذي أمليتُه أيضًا غير محفوظ.

وقال: وإسماعيل بن إبراهيم هذا، لا أعلمُ له روايةً عن غير ابن جُرَيج، وأحاديثه عن ابن جريج فيها نظَر.
قلت: هو منكر.

الثاني:
أخْرَجه الطبرانيُّ في الأوسط (2277) والعقيلي (4/285) وتمَّام في فوائدِه (1775) قال الطبراني:
حدَّثَنا أحمدُ بن إسماعيل الوساوسي البصْري، قال: نا شَيبان بن فرُّوخ، قال: نا نافعٌ أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عبَّاس قال: دخلتُ على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يتطهَّر، وبيْن يديه إناءٌ قدْر المُد، وإنْ زاد فقلَّ ما يزيد، وإنْ نقص فقلَّ ما ينقص، فغسل يديه، ومضمض واستنشق ثًلاثا ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وخلَّل لحيته، وغسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه وأُذنيه مرَّتين مرَّتين، وغسل رجليه حتى أنقاهما، فقلت: يا رسولَ الله، هكذا التطهُّر؟ قال: ((هكَذا أمَرَني ربِّي - عزَّ وجلَّ)).

لم يروِ هذه اللفظةَ عن عطاء، عن ابن عبَّاس، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في: تخليل اللحية في الوضوء إلاَّ نافع أبو هرمز، تفرَّد به: شيبان.

وقال العقيلي:
حدَّثَنا أحمدُ بن إبراهيم قال: حدَّثَنا سليمان بن عبدالرحمن قال: حدَّثَنا سعدان بن يحيى قال: حدَّثَنا نافعٌ مولى يوسف، عن محمَّد بن سيرين، عن ابنِ عباس قال: كان رسولُ الله يتطهَّر، ثم يُخلِّل لحيته، ويقول: ((هكذا أمَرَني ربي - عزَّ وجلَّ))، لا يتابع عليه بهذا الإسناد، والرِّواية في تخليل اللحية فيها مَقال.

قال العقيلي:
نافع مولى يوسف بن عبدالله بصري، حدَّثَني آدمُ بن موسى قال: سمعتُ البخاريَّ قال: نافع مولى يوسف بن عبدالله بصري، منكَر الحديث.

وقال: نافع بن عبدالواحد أبو هرمز؛ الغالِبُ على حديثه الوهْم، حدَّثَنا محمَّد بن عثمان قال: سمعتُ يحيى بنَ معين، وذُكِر له أبو الخشني نافِع أبو هرمز الذي يُحدِّث عن أنس؟ فقال: كان ضعيفًا، لا يُكتب حديثه، حدَّثَنا عبدالله بن أحمد، عن أبيه، قال: نافع السُّلَمي، عن أنس، ضعيفُ الحديث.

وقال أبو حاتم:
متروك الحديث، ذاهب الحديث.
وقال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال أبو زُرعة: هو ذاهب.
وأما نافع مولى يوسف بنِ عبدالله فقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وضعَّفه أحمدُ، وغيره.
ومنهم مَن جعلهما واحدًا، وهو الأظهر، والله تعالى أعلم.
وسمَّاه الدارقطني ابن هرمز، وسمَّاه ابن عدي ابن عبدالله.
والحديث بكليهما منكَر.

(13) حديث ابن عُمر:
وله طريقان:
الأول: رواه ابن ماجه (432)، والبيهقي في الكبرى (252253254)، والدارقطني في سُننه (1/15534567)، وابن عساكر في تاريخه مِن طريق: ثنا ابن دحيم، وجماعة، قالوا: ثنا هشام بن عمَّار، ثنا ابنُ أبي العشرين، ثنا الأوزاعي، قال: حدَّثَني عبدالواحد بن قيس، عن نافِع، عن ابن عمر، قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ عرك عارضيه بعضَ العرك، ثم شبَّك لحيته بأصابعه مِن تحتها".

قال البيهقي: تفرَّد به عبدالواحد بن قيس، واختَلفوا في عَدالته، فوثَّقه يحيى بن معين، وأباه يحيى بن سعيد القطَّان، ومحمَّد بن إسماعيل البخاري، وأخبرنا أبو بكر الفقيه، أنا أبو الحسن الدارقطنيُّ، قال: قال ابنُ أبي حاتم: قال أبي: رَوى هذا الحديثَ الوليدُ، عن الأوزاعي، عن عبدالواحد، عن يَزيد الرَّقاشي، وقتادة، قالا: كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -.... مرسلاً، وهو أشبه بالصواب، قال أبو الحسن: ورواه أبو المغيرة، عنِ الأوزاعي موقوفًا على ابن عُمر، وهو الصواب.

وقال الدارقطني في السنن: وقال ابنُ أبي حاتم: قال أبي: روى هذا الحديثَ الوليدُ عن الأوزاعي، عن عبدالواحد، عن يَزيدَ الرَّقاشي وقتادة، قالا: كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -.... مرسلاً، وهو أشبه بالصواب، قال الشيخ: ورواه أبو المغيرة عن الأوزاعي موقوفًا، حدَّثَني إسماعيل بن محمَّد الصفَّار، نا إبراهيم بن هانئ، نا أبو المغيرة، نا الأوزاعي، نا عبدالواحد بن قيس عن نافِع: أنَّ ابنَ عمر كان إذا توضَّأ نحو قول بن أبي العشرين إلا أنَّه لم يرفعْه، وهو الصواب.

وقال في العلل:
يَرويه الأوزاعي، واختلف عنه؛ فرواه ابنُ أبي العشرين عنِ الأوزاعي، عن عبدالواحد بن قيس، عن نافِع، عن ابن عمر.

ورواه أبو المغيرة عن الأوزاعي، عن عبدالواحد بن قَيْس، عن نافِع، مِن فعل ابن عمر لم يرفعْه، وهو الصواب.

ورُوِي عن الأوزاعي، عن عبدالواحد بن قيس، عن يَزيد الرَّقَاشي، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرسلاً.

والطريق الثاني:
أخْرجه الطبراني في الأوْسط (6363) قال: حدَّثَنا أحمدُ قال: نا أحمدُ بن محمَّد بن أبي بزَّة قال: نا مؤمَّل بن إسماعيل قال: نا عبدالله بن عمرَ العُمري، عن نافع، عن ابن عمر، أنَّه كان إذا توضَّأ خلَّل لحيتَه وأصابع رِجليه، "ويزعُم أنَّه رأى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يفْعَل ذلك".

لَم يروِ هذا الحديثَ عن عبدالله بن عمرَ إلا مؤمَّل".

والعمري ضعيف، والصواب فيه الوقْف؛ ذكَرَه عبيدُالله بن نمير وأسامة والليث عن نافع عن ابنِ عمرَ موقوفًا.

(14) حديث وائل بن حجر:
أخْرجه الطبراني (118)، والبزار (4488)، والبخاري في تاريخه؛ قال البزار: حدَّثَنا إبراهيمُ بن سعيد، قال: حدَّثَنا محمَّد بن حُجر، قال: حدَّثَني سعيد بن عبدالجبار بن وائل بن حُجر، عن أبيه، عن أمِّه عن وائل بن حُجر - رضي الله عنه - قال: شهدتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأُتي بإناء فيه ماءٌ، فأكفأه على يمينه ثلاثًا، ثم غمس يمينه في الماء فغسل بها يساره ثلاثًا، ثم أدْخل يمينه في الماء فحفَن بها حفنةً من الماء فمضمض واستنشق ثلاثًا واستنثر، ثم أدْخل كفَّيه في الإناء فرفَعها إلى وجهه فغسل وجهه ثلاثًا، وغسل باطنَ أُذنيه، وأدخل أصبعيه في داخل أُذنيه ومسح ظاهرَ رقبته وباطن لحيته ثلاثًا، ثم أدْخل يمينه في الماء فغسَل بها ذراعَه اليمنى حتى جاوز المرفق ثلاثًا، ثم غسَل يسارَه بيمينه حتى جاوز المرفق ثلاثًا، ثم مسح على رأسه ثلاثًا وظاهرِ أذنيه ثلاثًا وظاهرِ رقبته، وأظنُّه قال: وظاهر لحيته ثلاثًا، ثم غسَل بيمينه قدمَه اليمنى ثلاثًا وفصل بين أصابعه، أو قال: خلَّل بين أصابعه، ورفَع الماء حتى جاز الكعْب، ثم رفَعه في الساق، ثم فعَل باليُسرى مثل ذلك، ثم أخَذ حفنةً من ماء فبلَّ بها يده، ثم وضعها على رأسه حتى انحدَر الماء مِن جوانبه، وقال: هذا تمامُ الوضوء ولم أرَه تنشَّف بثوب، ثم نهَض إلى المسجد فدخَل في المحراب - يعني: موضع المحراب - فصفَّ الناس خلفه، وعن يمينه، وعن يساره، ثم رفَع يديه حتى حاذتَا بشحمة أذنيه، ثم وضَع يمينه على يسارِه عندَ صدره، ثم افتتح القراءةَ فجَهر بالحمد، ثم فرَغ من سورة الحمْد، ثم قال: آمين حتى سمِع مَن خلفه، ثم قرأ سورة أخرى، ثم رفَع يديه بالتكبير حتى حاذتَا بشحمة أذنيه، ثم ركَع فجعل يديه على رُكبيتيه وفرَّج بين أصابعه، وأمهل في الرُّكوع حتى اعتدلَ وصار صلبُه لو وُضِع عليه قدحٌ من الماء ما انكفأ، ثم رفَع رأسه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بخشوع، وقال: سمِع الله لمن حَمِده، ثم رفَع يديه حتى حاذتَا بشحمةِ أذنيه، ثم انحطَّ للسُّجود بالتكبير فرفَع يديه إلى أن حاذتَا بشحمة أذنيه، ثم أثبت جبهتَه في الأرض حتى إنِّي أرَى أنفَه في الرمل، وقوَّس بذراعيه ورأسه وبسَط فخِذه اليسار ونصَب اليمين، كما أثبت أصابع رِجليه ولم يمهلْ بالسجود ورفَع رأسه فرفَع يديه بالتكبير إلى أنْ حاذتَا بشحمة أُذنيه وجلَس جلسةً خفيفة، فوضَع كفَّه اليمين على رُكبته وبعض فخِذه وحلَّق بأصبعه، ثم انحطَّ ساجدًا بمِثل ذلك، ثم رفَع رأسه بالتكبير بيديه إلى أن حاذتَا بشحمة أُذنيه وإلى أنِ اعتدل في قيامه ورجَع كلُّ عظْم إلى موضعه، ثم صلَّى أربع ركعاتٍ يفعل فيهنَّ ما يفعل في هذه، ثم جلس جلسةً في التشهد مِثل ذلك، ثم سلَّم على يمينه حتى يُرَى بياض خدِّه الأيسر، وسلم عن يساره حتى يُرَى بياض خدِّه الأيمن.

وهذا الحديث لا نَعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن وائل بن حُجر بهذا الإسناد.

وقال الطبراني:
حدَّثَنا بشر بن موسى، ثَنا محمَّد بن حُجر بن عبدالجبار بن وائل الحَضرمي، حدَّثَني عمي سعيد بن عبدالجبار، عن أبيه، عن أمِّه أمِّ يحيى، عن وائل بن حُجر قال: "حضرتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد أُتي بإناء فيه ماء، فأكفأ على يمينه ثلاثًا، ثم غمَس يمينه في الإناء فأفاض بها على اليسرى ثلاثًا، ثُم غمَس اليمنى في الماء فحفن حفنةً مِن ماء فتمضمض بها واستنشق واستنثر ثلاثًا، ثم أدْخل كفيه في الإناء فحمَل بهما ماءً فغسل وجهه ثلاثًا وخلَّل لحيته ومسح باطن أذنيه، ثم أدْخل خنصره في داخل أذنه ليبلغ الماء، ثم مسح رقبته وباطن لحيته مِن فضْل ماء الوجه، وغسل ذراعَه اليمنى ثلاثًا حتى ما وراء المرفق، وغسل اليسرى مِثل ذلك باليُمنى حتى جاوز المرفق، ثم مسَح على رأسه ثلاثًا ومسح ظاهر أذنيه، ومسَح رقبته وباطن لحيته بفضل ماءِ الرأس، ثم غسَل قدمَه اليُمنى ثلاثًا، وخلَّل أصابعها وجاوز بالماءِ الكعب، ورفَع في الساق الماء، ثم فعَل في اليُسرى مِثل ذلك، ثم أخَذ حفنةً مِن ماء بيده اليُمنى فوضعَه على رأسه حتى تحدَّر مِن جوانب رأسه، وقال: ((هذا تمامُ الوضوء)) فدخَل محرابه فصفَّ الناس خلفه ونظَر عن يمينه ويساره، ثم رفَع يديه بالتكبير إلى أنْ حازتَا شحمة أذنيه، ثم وضع يمينه على يسارِه على صدره، ثم جهَر بالحمد حتى فرَغ مِن الحمد، ثم جهَر بآمين عندَ فراغه مِن قراءة الحمد حتى سمِع مَن خلفه، ثم قرأ سورةً أخرى مع الحمد، ثم رفَع يديه بالتكبير إلى أنْ حازتَا شحمة أذنيه، ثم انحطَّ راكعًا فوضع كفَّيه على رُكبتيه، وفرَّج أصابعه، وأمْهل في الرُّكوع حتى اعتدلَ رُكوعه وصار متناه كأنَّهما نهرٌ جار لو وُضِع عليه قدحٌ ملآن ما انكفأ، ثم رفَع رأسه بالخشوع ورفَع يديه حتى حازتَا شحمة أذنيه، وقال: ((سمِع الله لمَن حَمِده))، ثم اعتدل قائمًا وأمهل فيه حتى رجَع كلُّ عظم إلى موضعه، ثم انحطَّ بالتكبير ساجدًا فأثبت جبهته في الأرض وأنفه، حتى رأى أثرَ أنفه في الرَّمل، وفرش ذراعيه ورأسه بينهما، ثم رفَع رأسه بالتكبير، وجلَس جلسةً خفيفةً فاستبطن فخِذه اليُسرى ونصَب قدمَه اليُمنى أثبت أصابعهما، ثم انحطَّ ساجدًا مثل ذلك، ثم رفَع رأسه بالتكبير، ثم فعَل مِثل ذلك في جميع الصَّلاة حتى تمَّت أرْبع رَكَعات، ثم جلَس في التشهد فوضَع كفَّه اليُمنى على رُكبته اليُمنى، وخفض فخِذه وحلَّق أصبعه يدْعو به مِن تحت الثوب، وكان ذلك في الشتاء، وكان أصحابُه خلفه أيديهم في ثِيابهم يعملون هذا، وتنفَّل، ثم سلَّم عن يمينه حتى رُؤي بياض خدِّه الأيمن، ثُم سلَّم عن يساره حتى رُؤي بياض خدِّه الأيسر"؛ والحديث مدارُه على محمَّد بن حُجر عن عمِّه سعيد بن عبدالجبار عن أبيه عن أمِّه؛ قال البخاري في التاريخ: فيه نظر.

قال الحافظُ في اللِّسان: محمَّد بن حُجر بن عبدالجبار بن وائل بن حُجر عن عمِّه سعيد، وعنه إبراهيم بنُ سعيد الجوهري له مناكِير، قيل: كُنيته أبو الخنافس، وقال البخاري: فيه بعضُ النظر؛ انتهى، والكُنية المذكورة نقلَها ابنُ عديٍّ عن ابن حمَّاد عن إبراهيم بن سعيد الجَوهري، وهذا سندٌ صحيح، فما أدْري لِمَ لمْ يرضَه؟ وقال أبو حاتم: كوفي شَيْخ، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندَهم، يُكنى أبا بكر، ويقال: أبو جعفر.

قال ابن حبَّان: محمَّد بن حُجر بن عبدالجبار بن وائل بن حُجر الحَضْرمي الكِندي، كُنيته أبو جعفر، مِن أهل الكوفة، يَروي عن عمِّه سعيد بن عبدالجبار، عن أبيه عبدالجبار، عن أبيه وائل بن حُجر بنسخة منكَرة، منها أشياء لها أصولٌ من حديث رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وليستْ مِن حديث وائل بن حُجر، ومنها أشياء مِن حديث وائل بن حُجر مختصرة، جاءَ بها على التقصِّي وأفرَط فيها، ومنها أشياء موضوعة، ليستْ مِن كلام رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يجوز الاحتجاجُ به.

وأمَّا عبدالجبار بن وائل، فإنَّه وُلِد بعد موتِ أبيه بستَّة أشهر، مات وائلُ بن حُجر، وأم عبدالجبار حامِل به، وهذا ضَرْب من المنقطع الذي لا تقوم به الحُجَّة، وقد وهِم فطر بن خليفة؛ حيث قال: عن أبي إسحاقَ، عن عبدالجبار بن وائل قال: سمعتُ أبي.

فالراوي المذكور خُلاصة ترجمته: ضعيف.

وأمَّا عمه فقال البخاري: سعيدُ بن عبدالجبار بن وائل بن حُجر الكِندي، عن أبيه، رَوى عنه محمَّد بنُ حجر، الكُوفي، فيه نظَر.

قال ابنُ عدي: سعيد بن عبدالجبار بن وائل بن حُجر، أخبَرني محمَّد بن العبَّاس عن النَّسائي قال: سعيد بن عبدالجبار مِن ولد وائل بن حُجر، ليس بالقوي، قال الشيخ: وليس لسعيدِ بن عبدالجبَّار كثيرُ حديث، إنَّما له عن أبيه عن جدِّه أحاديثُ يسيرةٌ نحو الخمسة أو الستة.
وضعَّفه ابن حجر والذهبي.

(15) حديث عمار بن ياسر:
وله طريقان:
عبدالكريم بن أبي المخارِق، عن حسَّان بن بلال، عن عمَّار.

والثاني: سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن حسَّان به.
انفرَد بهما سفيانُ بن عُيَينة.

والأول ضعيفٌ لضعْف عبدالكريم؛ ولأنَّه منقطِع لم يسمعْ عبدالكريم حديث التخليل من حسَّان ذكَره ابنُ عُيينة.

والإسناد الثاني: ظاهِر الصحَّة والاتِّصال، وقدْ أعلَّه غير واحد بعِلل، هي:
قال البخاري: وحديثُ سعيد لا يصحُّ ولم يبيِّن علَّته، والراجح أنَّه وافق شيخَه ابن المديني في تعليلِ هذا الحديث؛ قال ابن المديني - كما عند ابن حجر في إتحاف الخيرة -: لم يسمعْه قتاده إلا مِن عبدالكريم.

وقال ابن أبي حاتم في العلل:
وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه ابن عُيَينة، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن حسَّان بن بلال، عن عمَّار، عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في تخليل اللحية؟

قال أبي: لم يحدِّث بهذا أحدٌ سوى ابن عيينة، عن ابنِ أبي عَروبة.

قلت: هو صحيح؟
قال: لو كان صحيحًا، لكان في مصنَّفات ابن أبي عَروبة، ولم يذكرِ ابن عيينة في هذا الحديثِ الخبر، وهذا أيضًا مما يوهنه.

وقال الحافظُ في التلخيص: لم يسمعْه ابن عيينة من سعيد، ولا قتادة مِن حسَّان.

وهاؤوموا نظَرْنا في علل الحديث:
أما قول أبي حاتم في تعليله أنَّه لم يذكرِ الحديث، وليس في مصنَّفات سعيد فقدْ ذكَره كما عندَ الطبراني وأبي نُعيم في الحليه بإسناد صحيح عن سُفيانَ من رِواية إبراهيم بن بشَّار الرمادي عنه.

وأمَّا الأخرى فسفيان جليلٌ، فلا غرابةَ في انفراده ومِثله الثِّقة فوقَ الثقة المحتمل بالتفرُّد، لا سيما وقد رواه عنه ثلاثةٌ من نجباء الرواة عنه الحميدي وابن أبي عمر العدني وإبراهيم الرمادي؛ ولذلك قال ابنُ دقيق العيد معلِّقًا على قول أبي حاتم: وليستْ بعلَّة قويَّة.

قول ابن المديني لم يسمعْه قتادة إلاَّ من عبدالكريم فغريبٌ لم يعرفْ لأحدهما أخْذ عن الآخر كما أنَّ قتادة صحيحُ السماع من حسَّان، فلا يندفع حديثُه هذا بشبهةِ التدليس.

أمَّا قول الحافِظ لم يسمعْه ابن عُيينة من سعيد فغريبٌ، تلك دعوى يقام عليها الدليل، ثم لوكان دلَّسه فابن عيينة - كما قال هو - لا يُدلِّس إلا عن ثِقة.

فالصواب على الراجح - والله أعلى وأعلم - أنَّ إسناده جيِّد.

قلت: ولا يعلُّ كذلك باختلاط سعيد، فلو كان كذلك لأخبر بها مَن هو أعلم؛ كابن المديني والبخاري وأبي حاتم، فدلَّ ذلك على أنَّ سماع ابن عيينة مِن سعيد قديم.




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-02-2020, 02:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية

أحاديث تخليل اللحية رواية ودراية


عبدالله السيد حسين العتابي


(16) حديث عثمان بن عفان:


أخْرجه الخمسةُ وغيرُهم مِن حديث إسرائيل، عن عامرِ بن شقيق، عن أبي وائِل، عن عثمانَ بن عفَّان: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يُخلِّل لحيته"؛ قال الترمذى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيح.

وقال في العلل: حدَّثَنا يحيى بنُ موسى، حدَّثَنا عبدُالرزاق، عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائِل، عن عثمان: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خلَّل لحيته"، قال محمَّد: أصحُّ شيءٍ عندي في التخليل حديثُ عثمان، قلت: إنَّهم يتكلَّمون في هذا الحديث، فقال: هو حسَن.

قال عبدُالله عن أحمد: ليس يصحُّ عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في التخليل شيء، وقال الخلاَّل في كتاب العِلل: أخبرْنا أبو داود قال: قلت لأحمد: تخليل اللحية؟ قال: قدْ رُوي فيه أحاديثُ ليس يثبت منها حديث، وأحسن شيءٍ فيها حديث شقيق عن عثمان، وعن أحمد أيضًا: ليس في التخليل أصحُّ من أثَر ابن عمر موقوفًا، فذَكَره نقلها ابنُ القيِّم في "تهذيب السنن" (1/170).

وقال ابنُ أبي خيْثمة: سألتُ يحيى عن حديثِ عامر؛ يعني: في التخليل، فقال: ضعيف.

قال ابنُ أبي حاتم: سمعتُ أبي يقول: لا يثبُت عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في تخليلِ اللحية حديث.

عامِر بن شقيق بن جمرةَ الأسدي مختلَف فيه:
قال أبو بكر ابن أبي خَيْثمة، عن يحيى بن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وليس مِن أبي وائل بسبيل، وقال النَّسائي: ليس به بأس، وذَكَره أبو حاتم بن حبَّان في كتاب "الثِّقات"، وروى حديثه هذا في كتاب "الأنواع والتقاسيم".

وقال أبو داود في مسائله:
سمعتُ أحمد غير مرَّة يقول: أحسن شيءٍ فيه؛ يعني: في تخليل اللحية حديث شقيق عن عثمان - يعني: عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وبالجُملة فهو سندٌ ضعيف، والحديث حسنٌ لغيره.

(17) حديث عبَّاد بن تميم عن أبيه:
أخْرَجه الطبرانيُّ في الكبير (1286) تامًّا، وأخْرجه أحمد وابن خزيمة وابن أبي عاصم وابن قانِع وأبو نُعيم في معرفة الصحابة بالشَّطر الأوَّل منه قال الطبراني: حدَّثَنا هارون بن ملول المصري، ثَنا أبو عبدالرحمن المقرِئ، ثنا سعيدُ بن أبي أيُّوب، حدَّثَني أبو الأسود، عن عبَّاد بن تميم، عن أبيه، قال: "رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، ومسَح بالماء على لحيته، ورِجليه".
وإسناده صحيح.

(18) حديث أنس بن مالك:
رواه عن أنس بن مالِك:
1- يزيد بن أبان الرَّقاشي.
2- ثابت البناني.
3- حُميد الطويل.
4- مطَر الوراق.
5- رَقبة بن مصقلة.
6- الزهري.
7- الوليد بن زوران.
8- معاوية بن قُرَّة.
9- الحسَن البصري.
10- محمَّد بن زياد.
11- محمَّد بن خالد أبو خالد الضَّبي.

أولاً: يَزيد بن أبان الرَّقاشي.
ورواه عنه أرْبعة:
(1) الرَّحيل بن معاوية:
أخرجه الطبراني في الأوْسط (520) قال: حدَّثَنا أحمدُ بن القاسم، قال: نا أحمد بن مَنيع، قال: نا شُجاع بن الوليد أبو بدْر قال: نا الرَّحيل بن معاوية، عن يَزيد الرَّقَاشي، عن أنسِ بن مالك، قال: كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إذا توضَّأ خلَل لحيته".

لم يروِ هذا الحديثَ عنِ الرَّحيل إلاَّ شجاع بن الوليد.

وإسناده ضعيفٌ لضعْف يَزيد بن أبان، أمَّا شجاع فهو صدوق، والرحيل قال يحيى: ليس به بأس.

(2) الهيثم بن جماز.
أخْرجه ابنُ أبي شيبة (27620)، وابن عدي في الكامل (8/396)، والغيلانيات (809) مِن طريق وكيع عنه به، والهيثم بن جماز متروك عندَهم.

(3) أبو النضر يحيى بن كثير.
أخْرجه ابنُ ماجه (2431) من طريقِه به، وهو ضعيفٌ عندهم.

(4) موسى بن أبي عائِشة.
ووقَع خلافٌ في روايته؛ قال الدارقطني في العِلل:
وروى هذا الحديثَ موسى بنُ أبي عائشة، واختُلِف عنه؛ فرواه أبو إسحاقَ الفزاري، عن موسى بن أبي عائشةَ، قال: سمعتُ أنسًا.

وتابعه عبدُالله بن عمرَ النَّخَعي سُئل عنه، فقال: لا أعْرفه.

وخالفهما الحسنُ بن صالح، وسلَمة بن العيار، فرَواه عن موسى بن أبي عائِشة، عن يَزيد الرَّقاشي، ورواه عن أنس.

ورواه السيِّد بن عيسى، فقال: عن موسى الجُهني، وإنَّما أراد: موسى بن أبي عائشة، وقال: عن يَزيد الرقاشي، عن أنس.

والقول عندنا قولُ أبي الأشْهب، عن موسى، والله أعْلم.

وقال ابنُ أبي حاتم في العِلل:
وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه مرْوان الطاطري، عن أبي إسحاقَ الفَزَاري، عن موسى بن أَبي عائشة: أنَّه سمِع أنسًا قال: رأيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، فخلَّل لحيتَه؟

قال أبي: الخطأُ مِن مرْوان موسى بن أبي عائشةَ يحدِّث عن رجل، عن يَزيد الرَّقَاشي، عن أنس، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وقال أيضًا: وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه مرْوانُ الطاطري، عن أبي إسحاق الفَزاري، عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس، عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أنَّه توضَّأ وخلَّل لحيته، وقال: ((بهذا أمَرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).

فقال أبي: هذا غيرُ محفوظ؛ وحدَّثَنا أحمدُ بن يونس، عن الحسَن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجُل، عن يَزيد الرَّقاشي، عن أنس، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.

قال أبي: هذا الصحيحُ، وكنَّا نظنُّ أنَّ ذاك غريب، ثم تبيَّن لنا علَّته: ترَك من الإسناد نفْسين؛ وجعل: موسى عن أنس.

وقال الحافظُ ابن حَجر في "التلخيص الحبير" (1/149): "ورِجاله ثِقات، لكنَّه معلول؛ فإنَّما رواه موسى بنُ أبي عائشةَ، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يَزيد الرَّقَاشي، عن أنس".

قلت: رواه ابنُ جرير الطبري في "تفسيره" (10/37)، وابنُ عدي في "الكامل" (2/137) مِن طريق أبي الأشْهب جعْفَر بن الحارث، عن موسى بن أبي عائشة، عن زَيدٍ الجزَري، وهو: ابنُ أبي أنيسة عن يَزيد الرَّقاشي، عن أنس بن مالك، به.

الثاني: ثابت البناني
ورواه عنه:
(1) حسَّان بن سياه:
أخرجه أبو يَعْلى (3487) ومِن طريقه ابن عدي في "الكامل" مِن طريق عمرو بن الحُصين، قال: ثنا حسَّان بن سياه عن ثابتٍ عن أنس: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ خلَّل لحيته".

عمرو بن الحصين وحسَّان متروكان، فهذا بهذا السند واهٍ جدًّا جدًّا.

(2) أبو حفص عمر بن حفص العبدي:
أخرجه الطبراني (4465) وفي المجالسة (949)، والعقيلي (3/155) من طريقِ سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عبَّاس.

ويعقوب بن كعْب وعلي بن حُجر - كلُّهم عنه عن ثابت عن أنس قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فرأيتُه يخلِّل لحيته بيده ويقول: ((هكذا أمرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).

قال الحافظ في اللِّسان: "عمر" بن حفص أبو حفص العبدي، عن ثابت البناني، وعنه علي بن حُجر وجماعة، وهو عمر بن حفص بن ذَكْوان؛ قال أحمد: تركْنا حديثَه وحرقناه، وقال علي: ليس بثِقة، وقال النَّسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيفٌ، وقال ابن حبَّان: هو الذي يُقال له عمرُ بن أبي خليفة، وقد قيل: إنَّ اسم أبي خليفة حجَّاج بن عتَّاب، وحدَّثَناه الحسنُ بن سفيان، ثَنا حسين بن منصور، ثنا أبو حفص العبديُّ، عن ثابتٍ، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((يدُ الرحمن على رأس المؤذِّن ما دام يؤذِّن أنَّه ليغفر له مدَّ صوته أين بلَغ)).

وقال ابن عديٍّ: حدَّثَنا محمَّد بن بيان الخلاَّل ثنا أبو سالِم الرواس حدَّثَنا أبو حفْص العبْدِي عن أبان، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا قال: ((مَن رفَع قرطاسًا من الأرْض فيه بسم الله الرحمن الرحيم إجلالاً لله أن يُداس كُتِب من الصِّدِّيقين، وخُفِّف عن والديه وإنْ كانا مشركَين، ومَن كتب بسم الله الرحمن الرحيم وجوَّده تعظيمًا لله غفر له))، قلت: هذا غيرُ صحيح.

ومِن بلاياه عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: جاءَ موسى - عليه السلام –عُزيرٌ بعدَما مُحي من النبوة فحَجبه فرجَع وهو يقول: مائة موتة أهونُ مِن ذلِّ ساعة.

وأمَّا العقيلي فإنَّه فرَّق بين عمر بن حفص العبدي وبيْن عمر بن أبي خليفة والله أعلم؛ انتهى.

وقال أبو نعيم الأصبهاني: روَى عن ثابت المناكيرَ، وقال الساجيُّ: متروك الحديث، كان يحيى بن معين يومًا عند أبي سلمة التبوذكيِّ فجَعَل يحدِّث عنه فأقبل عليه يحيى فقال: لعلَّه الذي قدِمَ علينا بغداد فتبسَّم أبو سلمة، فأخَذَ يحيى القلم فضرَب على حديثه، وقال: صرتَ تدلِّس علينا يا أبا سلمة! فقال أبو سلمة: إنَّما كنَّا نعرفه عندنا بأحاديثَ، فلما قدِم عليكم بغداد رأى الزحام فحدَّث بما ليس مِن حديثه، وقال عباس الدوري، عن يحيى بن مَعين: أبو حفص العبدي يرفض حديثهما، وقال ابن عدي: أخبرَنا عمر بن سنان، ثنا سحيم، ثنا محمَّد بن القاسم، ثنا عمرُ بن حفص العبدي، عن ثابت، عن أنس، فذَكَر حديثًا، متنه: إنَّ للشيطان لعرقًا... الحديث، ثم ذكَر له أحاديث، وقال: له غير ما ذكرتُ، والضعفُ على رواياته بيِّن.

فسنده واهٍ جدًّا.

(3) عمر بن ذؤيب:
ذكَره العقيلي (3/157) قال: عمر بن ذؤيب عن ثابت، مجهول بالنقْل، حديثُه غير محفوظ، ولعلَّه عمر بن حفص بن ذؤيب؛ حدَّثَنا محمَّد بن الفضل بن جابر السقطيُّ، قال: حدَّثَنا إسماعيل بن عبدالله بن زُرارة الثقفي، قال: حدَّثَنا عمرُ بن ذؤيب، عن ثابتٍ البُناني، عن أنس بن مالك، قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمَّا فرَغ من وضوئِه أدخل يدَه فخلَّل لحيته وقال: ((هكذا أمَرَني ربي))، وقد رُوي التخليل مِن غير هذا الوجه بإسنادٍ صالح، وما دون ابن ذؤيب ثِقات.

الثالث: حديث حميد:
أخْرَجه الطبراني (452)، ومِن طريقه الضياءُ في المختارة (2096) قال الطبراني:
حدَّثَنا أحمدُ بن خليد، قال: نا إسحاق، قال: حدَّثَنا إسماعيل بن جعفر، عن حُمَيد، عن أنس، أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - "خَلَّل لحيته"، لم يروِ هذا الحديثَ عن حُميد إلاَّ إسماعيل بن جعْفر، تفرَّد به إسحاقُ بن عبدالله.
وفيه إسحاقُ بن عبدالله التَّميمي الأذني؛ لا يُعرَف.

الرابع: حديث مطر الورَّاق:
أخْرَجه الطبرانيُّ في الأوسط (29765127)، وعبدالكريم الأصبهاني في جزئِه (773) مِن حديث عتَّاب بن شَوذب عن عيسى الأزْرق عن مطر عن أنس قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأدْخل يدَه تحت حنكه، فخلَّل لحيتَه، فقلت: ما هذا؟ قال: ((بهذا أمَرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).

عتَّاب بن محمَّد بن شوذب: قال ابن حبان: مستقيم الحديث، وأما عيسى الأزرق فهو عيسى بن موسى المعروف بغنجار صالِح، زاهِد ثِقة، مشهور، رَوى عن مالك أحاديث، وأكثر رِوايته عن أبي حَمْزة السُّكري، وحجوة بن مدرك الغسَّاني، وأشباههما، ويقَع في كثيرٍ من أحاديثه الضعفاء، ما يحمل على شيوخه، لا عليه، روى عنه أهلُ بُخارَى، وروى عنه محمَّد بن أُميَّة الساوي أحاديث ذوات عددٍ، فقصَده أبو زُرعة، وأبو حاتم لسَماع ذلك، والبخاري قدِ احتجَّ به في أحاديث، ولا يضعفه، وإنَّما يقَع الاضطراب مِن تلامذته، وضعفاء شيوخه لا مِنه.

قال ابن حبَّان: ربَّما خالف، اعتبرتُ حديثَه بحديث الثِّقات، وروايته عن الأثبات مع روايةِ الثِّقات فلم أرَ فيما يروي عن المتقنين شيئًا يوجب ترْكه إذا بين السَّماع في خبره؛ لأنَّه كان يدلس عن الثِّقات ما سمِع من الضعفاء عنهم وترك الاحتجاج بما يَروي عن الثِّقات إذا بين السَّماع عنهم، وأمَّا ما رَوى عن المجاهيل والضعفاء والمتروكين، فإنَّ تلك الأخبار كلها تلزق بأولئك دونه لا يجوز الاحتجاجُ بشيءٍ منها.

قال الذهبيُّ في "تاريخ الإسلام": قال الحاكِم: هو إمامُ عصره، طلَبَ العِلم على كبر السِّنِّ ورحل، وهو في نفْسه صدوق، تتبَّعت رواياته عن الثِّقات فوجدتها مستقيمة.

قال: ورَوى عن أكثر من مائة شيخ مِن المجهولين.

قلت: في صحيح البخاري في أوَّل بدْء الخلق عقيب حديث: "كان الله ولا شيءَ غيره".

ورَوى عيسى، عن رقبة، عن قيس بن مسلِم، عن طارق: سمعتُ عمر، كذا في الصحيح، وقد سقَط بين عيسى وبين رقبة [ص:939] رجل، وهو أبو حمزة السُّكَّري، وبهذا الإسناد نُسخة عندَ غنجار، ولم يلق رقبة.

مات غنجار في آخِر سَنَة ست وثمانين ومائة، وله نُسخة عند ابن طبرزد ليستْ بالعالية.

وقال الدارقطني: عيسى غنجار لا شيء، وقال البيهقي: فيه ضعف، وقال مسلمة بن قاسم في الصلة: كان ثِقةً جليلاً مشهورًا بخراسان، وهو قديم لم يقعْ في النوايج، وتُوفي بسرخس سَنَة سبع وثمانين ومائة، وقال الذهبيُّ: مات في آخِر سنة.

مطر الورَّاق: قال الحافظ في "التهذيب": قال أبو طالب عن أحمدَ كان يحيى بن سعيد يُضعِّف حديثَه عن عطاء، وقال عبدالله بن أحمد: سألتُ أبي عن مطر الورَّاق فقال: كان يحيى بنُ سعيد يُشبه حديث مطَر الورَّاق بابن أبي ليلَى في سوء الحِفظ، قال: فسألت أبي فقال: ما أقربَه من ابن أبي ليلَى في عطاء خاصَّة وقال: مطر في عطاء ضعيف، قال عبدالله: وقلت ليحيى بن معين: مطر، فقال: ضعيف في حديثِ عطاء، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: صالح، وقال أبو زرعة: صالِح روايته عن أنس مُرسلة لم يسمعْ منه، وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي سمِع من حفصة، فقال: هو أكبر مِن حفصة وقال أيضًا: سألت أبي عنه فقال: هو صالِح الحديث أحبُّ إليَّ من سليمان بن موسى، وكان أكْبر أصحاب قتادة، وقال النَّسائي: ليس بالقوي، وقال ابنُ حبَّان في الثِّقات: مات قبل الطاعون سَنَة خمس وعِشرين ومائة ويُقال: إنَّه مات سَنة تِسع، وقال عمرو بن علي مات سَنَة تسع، وذكَره البخاري في باب التِّجارة في البَحر مِن الجامع، فقال: وقال خليفةُ لا بأسَ به، قلت: وقَع في رِوايته اختلافٌ هل هو مطَر أو مطرِّف، لكن ذكر في موضع آخر مِن التَّوحيد في أواخِر الكتاب، فقال: وقال مطر الورَّاق، ولقد يسر القرآن للذِّكْر، فهل مِن مدَّكر، قال: هل مِن طالِب عِلم فيُعان عليه، وقدْ بينت مَن وصل الموضعين في تعليقِ التعليق، وذكَره الحاكم فيمَن أخرَج لهم مسلمٌ في المتابعات دون الأُصول، وقال ابن سعد: كان فيه ضعْف في الحديث، وقال العجلي: بصري صدوق، وقال مرَّة: لا بأس به، قِيل له: تابِعي قال: لا، وقال أبو بكر البزَّار: ليس به بأس رأى أنسًا، وحدَّث عنه بغير حديثٍ ولا نعلم سمِع منه شيئًا، ولا نعلم أحدًا ترك حديثه، وقال الآجريُّ عن أبي داود: ليس هو عندي بحُجَّة، ولا يُقطع به في حديثٍ إذا اختلف، وقال الساجي: صدوق يهِم، ولما ذكره ابن حبَّان، قال: ربما أخطأ وكان معجبًا برأيه وقرأتُ في تذكرة ابن حمدون أنَّ المنصور قتَله، فعلى هذا يكون تأخَّرتْ وفاته إلى قُرب الأربعين ومائة.
فسندُه حسنٌ لغيره.

الخامس: رقبة بن مصقلة:
أخْرجه أبو يعلى (59) والطبراني في الأوسط (1573) والقضاعي في مسند الشهاب (1333) والخطيب في المتَّفق والمفترق (1490) وابن عساكِر في تاريخه (52/275) مِن طريق محمَّد بن عمَّار الموصلي، قال: نا عفيف بن سالم، عن محمَّد بن أبي حفْص الأنصاري، عن رَقبة بن مصقلة، عن أنس بن مالك قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((حبَّذا المتخلِّلون من أمَّتي)).

لم يروِ هذا الحديث عن رقبة إلاَّ محمَّد، ولا عن محمَّد إلا عفيف، تفرَّد به: محمَّد".

قال الدارقطنى في العلل:
وسُئِل عن حديث رقبة بن مصقلة، عن أنس، عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((حبَّذا المتخلِّلون من أمَّتي)).

فقال: يَرويه عفيفُ بن سالم، عن محمَّد بن أبي حفْص العطَّار، عن رقبة بن مصقلة، عن أنس مرسلاً.

ورواه عن رقبة عن التيمي، عن أنَس.

والمحفوظ: عن رقبة، عن أنس بن مالك، ورقبة لم يسمعْ من أنس شيئًا.

محمَّد بن أبي حفص العطَّار هو"محمَّد" بن عُمر بن أبي حفص العطَّار الأنصاري، يروي عن السُّدِّي، روى عنه عفيفُ بن سالم وأبو غسَّان، كان ممَّن يخطئ قاله ابن حبَّان في الثِّقات.
قلت: سنده ضعيف، فرقبة لم يسمعْ أنسًا.

السادس: الزهري.
أخرجه الحاكم (529)، والطبراني في مسند الشاميِّين (691)، والسِّلَفي في مشيخته البغدادية (84) والميانجي في جزئه (23) مِن طريق محمَّد بن حرْب، عن الزبيدي، عن الزُّهري، عن أنسِ بن مالك: "أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ، فلما فرَغ من وضوئه، خلَّل لحيته، وقال: ((هكذا أمَرني ربِّي)).

ورواه عن ابنِ حرْب ثِقتان مِن أوثق الناس عنه: محمَّد بن وهْب بن أبي كريمة، وكثير بن عُبيد الحذَّاء، إضافةً إلى محمَّد بن خالِد الصفَّار.

قال الذهلي في الزهريات: حدَّثَنا محمَّد بن خالد الصفَّار مِن أصله، وكان صدوقًا ثنا محمَّد بن حرْب ثنا الزبيدي عنِ الزُّهري عن أنس أنَّ رسولَ الله - صلَّي الله عليه وسلَّم - توضَّأ فأدخل أصابعَه تحتَ لحيته، وخلَّل بأصابعه، وقال: ((هكذا أمَرني ربِّي))؛ رجاله ثقات إلا أنَّه معلول.

قال الذهلي: ثنا يَزيدُ بن عبد ربِّه، ثنا محمَّد بن حرْب، عن الزبيدي أنَّه بلغَه عن أنس، وصحَّحه الحاكم قبل ابن القطَّان أيضًا، ولم تقدحْ هذه العلَّة عندهما فيه.

قال محمَّد بن يحيى: المحفوظ عندَنا حديث يَزيد بن عبد ربِّه، وحديث الصفَّار، واهٍ.

والصواب أنَّ المحفوظ الاتِّصال لا الإرسال.

السابع: الوليد بن زوران.
أخْرَجه أبو داود (145)، وأبو يَعلَى (4269)، ومِن طريقه الضياء في المختارة (2708) (2710)، والبيهقي في سُننه (250)، والقاسم بن سلاَّم في الطهور (313)، والبغوي في شرْح السُّنة (1/176)، والرقي في تاريخ الرقَّة (78)، كلُّهم من طريق أبي المليح الحسن بن عمرَ عن الوليد بن زوران عن أنس، قال: إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا توضَّأ أخَذ كفًّا من ماءٍ، فأدْخله تحتَ حنَكِه، فخلَّل به لحيتَه، وقال: ((هكذا أمرني ربِّي - عزَّ وجلَّ)).


الوليد بن زوران مقبول، فقد وثَّقه ابن حبَّان، ورَوى عنه جمعٌ مِن الثقات، ولم يذكر بجرْح إلا ما قال ابن حجر: ليِّن، ومتْنُه له شاهدٌ مِن حديث الزهري عن أنس، فهو حسنٌ لغيره.

الثامن: معاوية بن قرَّة.
أخْرجه ابنُ عدي في الكامِل (4/148) قال: حدَّثَنا موسى بن عبدالله أبو القاسِم المقرئ المخرمي، حدَّثَنا عليُّ بن الجعْد أخبرني سلام الطويل عن زَيدٍ العمِّي عن معاويةَ بن قُرَّة، عن أنس بن مالك، قال: وضأتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فخلَّل لحيتَه، ثم قال: ((بهذا - أو هكذا - أمَرنِي ربِّي - عزَّ وجلَّ)).

قال الشيخُ: وهذا الحديثُ ليس البلاء فيه مِن زيدٍّ العمِّي، البلاء مِن الراوي عنه سلاَّم الطويل، ولعلَّه أضعفُ منه ومنهما.
وفيه سلام الطويل، متروك.

التاسع: الحسن البصري:
أخْرَجه البزَّار في مسنده (6601)، والدارقطني في سُننه (37)، والضِّياء في المختارة (866)، والدولابى في الكُنَى (671) وابن عدي في الكامِل (2/20)

قال الدولابي:
حدَّثَني علي بن عبدالعزيز، قال: حدَّثَنا معلَّى بن أسد قال: حدَّثَنا أيوبُ بن عبدالله القُرَشي أبو خالد، قال: رأيتُ الحسنَ بن أبي الحسن قد توضَّأ وصلَّى الظهر وخرَج، فاستقبله قومٌ مِن أهل خراسان، فقالوا له: اشتبه علينا الوضوء، فنحبُّ أنْ تُرشدَنا، فقال: "قد توضأتُ للظهر، ولكنِّي سأُعيد وضوئي"، فنزل عن دابَّته فدعَا جارية له يُقال لها: مليحة، فقال: "يا جاريةُ، ائتينا بتلك القُلةَّ فجِيء بكوز ماء، فصبَّ في تَوْر له"، فغسل يديه ثلاثًا، وتمضمض ثلاثَ مرَّات، واستنشق ثلاثَ مرَّات، ثم غسَل وجهَه ثلاثَ مرَّات، وغسَل ذِراعيه إلى المرفقين ثلاثَ مرَّات، ومسَح برأسه واحدةُ، ومسح أذنيه وخلَّل لحيته، وغسَل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: "أخبرني أنس بنُ مالك أنَّ هذا وضوءُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم".


وقال ابن عدي: وأيُّوب بن عبدالله هذا لم أجِدْ له مِن الحديث غير هذا الحديث الواحِد، وهو مِن هذا الطريق، لا يُتابع عليه.
قلت: إسناده ضعيف، لكنَّه شاهدٌ لحديث الزهري والوليد بن زوران.

العاشر: محمَّد بن زياد:
أخْرجه ابنُ عدي في الكامل (8/419) قال: حدَّثَنا أحمد بن محمَّد بن عمر بن بسطام، ثنا أحمد بن سيار، حدَّثَنا هلالُ بن فيَّاض، حدَّثَنا هاشم بن سعيد عن محمَّد بن زياد، عن أنسِ بن مالك، قال: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا توضَّأ خلَّل لحيته بأصابع كفيه، ويقول: ((بهذا أمَرَني ربي - عزَّ وجلَّ)).
وهاشم بن سعيد: ضعيف.


الحادي عشر: أبو خالد الضبي:
أخْرجه البيهقي في سُننه (323) قال: وأخْبرنا أبو عبدالله الحافِظ، ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب، ثنا العبَّاس بن محمَّد الدوري، ثنا معاذُ بن أسد، ثنا الفضلُ بن موسى، ثنا السكَّري - يعني: أبا حمزة، عن إبراهيم الصائِغ عن أبي خالدٍ عن أنس بن مالك، قال: وضأتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فخلَّل لحيتَه وعنفقتَه بالأصابع، وقال: ((هكذا أمرَني ربِّي - عزَّ وجلَّ)).


وأبو خالد محمَّد بن خالد الضبي ليس بحديثه بأس، ولكنَّه معلولٌ بعلَّة عدم ثبوت سماعه مِن أنس، قاله أحمد ويحيى وقد وثَّقه.


ولكن اللِّقاء ممكن؛ فقدْ سمع ممن تقدَّمت وفاته على أنس باثنتي عشرة سَنة وهو محمَّد بن سعد الأنصاري.


وهو حسنٌ لغيرِه، والحديث بمجموعِ طُرقه عن الزهري، ومطر وأبي خالد، والوليد، يمكن أن يرتقي للصحَّة.


(19) مرسل عبدالله بن شدَّاد:
أخْرجه مُسَدَّد في مسنده (96) قال: حدَّثَنا محمَّد بن جابر، ثَنا موسى بن أبي عائشة، عن عبدالله بن شدَّاد - رضي الله عنه - قال: إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توضَّأ فخلَّل لحيتَه بأصابعه، ثم قال: "هكذا أمَرَني ربِّي - عزَّ وجلَّ - أن أُخلِّل)).


ومحمَّد بن جابر صدوق في نفْسه، ضعيف في حفظه.

(20) جُبَير بن نُفَير:
أخرجه الطبريُّ في تفسيره (7/4111417) قال: حدَّثَنا أبو الوليد، قال: حدَّثَنا الوليد، قال: أخبرني أبو مَهْدي سعيدُ بن سنان، عن أبي الزاهريَّة، عن جُبير بن نُفير، عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - به.


نحو حديث: "كان إذا توضَّأ عرَك عارضيه، وشبَّك لحيتَه بأصابعه".


وسعيد بن سنان هو أبو مهدي، "سعيد بن سنان الحنفي"، روَى عن أبيه، وأبي الزاهريَّة، وغيرهما، روى عنه بشرُ بن بكر التِّنِّيسي، وابنُ المبارك، والوليد بن مسلِم، وغيرهم، قال أحمد: "ضعيف"، وقال ابنُ مَعين: "ليس بثقة"، وقال الجُوزَجَاني: "أخاف أن تكونَ أحاديثه موضوعةً، لا تُشبه أحاديث الناس"، وقال مسلِم في الكُنى: "منكَر الحديث"، مترجَم في التهذيب.


و"أبو الزاهريَّة"، هو: "حدير بن كُريب الحَضَرمي"، روى عن حُذَيفة، وأبي الدَّرْداء، وعبدالله بن عمرِو بن العاص، ثقة.


و"جُبَير بن نُفَير الحضرمي"، ثِقة من كِبار التابعين، كان جاهليًّا، وهذا الخبر مرسَل.


انتهى، واللهَ أسأل أن أكونَ موفَّقًا فيه، وما كان فيه مِن صواب، فمِن الله وله الحمدُ، وما كان مِن زلل فمنِّي ومن الشيطان، وأسأله العفوَ والصفح.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 137.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 135.12 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (2.04%)]