|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شرح الحديث السابع عشر/ الأربعين النووية
إنْ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُونستغفرهُ , ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِأَعْمالِنَا, مَنْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلل فَلا هادي لهُ ،وأشْهَدُ أَنْ لا إله إِلا الله وَحَدهُ لا شَرِيكَ له , وأشْهَدُ أنَّ مُحَمداًعَبدُه وَرَسُولهُ , اللهم صلِّ وسَلِمْ وبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ , ومَنْتَبِعَهمْ بإحسان إلى يومِ الدينِ . أما بعد.. فإنَّ أصدقَالحديثِ كتابُ الله , وخيرَ الهديِّ هدي محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم , وشَرَّالأمورِ مُحْدَثاتُهَا , وكُلَّ مُحدثةٍ بِدْعَة , وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة , وكُلَّ ضلالةٍ فِي النِّار . الحديث السابع عشر باب الإحسان (عُمومُ الإِحْسَان) عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ. فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ) رواه مسلم هذا الحديث قاعدة من قواعد الإسلام الهامة، وهو دعوة كريمة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإحسان في كل عمل. لو تأملنا مباديء ديننا الحنيف لأيقنا بتكامل شريعته وتناوله جميع نواحي الحياة فالدين الأسلامي متفرد في شموليته فهو يدعو الإنسان إلى أن يحسن صلته بخالقه وتعامله مع الخلق . ينص الحديث على وجوب الإحسانوهومبدأ من مبادئ الدين يجب أن يتعامل به. كتب الإحسان أي فرضوأوجبأي شرعه شرعاً مؤكداً ما هو الإحسان؟ الإحسان في اللغة: هو الإتقان، مصدر أحسن الشيء يحسنه إحسانا، أي إذا أتى بالحَسَن، ويكون بإتقان العمل وإحكامه وإكماله وهوضد الإساءة, أما في الشرع فالمراد بما حسنه الشرع, والإحسان يختلف باختلاف الشيء، فإذا كان الشيء هذا عبادة صار الإحسان فيها، الإحسان الواجب بتكميل الأركان والواجبات ما به يكون أجزاؤها، وصحتها وحصول الثواب بها. قال عليه الصلاة والسلام-: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فلفظ كتب يدلنا على أن الإحسان واجب؛ لأن لفظ: كتب -عند الأصوليين- من الألفاظ التي يستفاد بها الوجوب،وما تصرف من الكتابة كقوله تعالى إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا فدل على وجوبها بوصفها بأنها كتاب ,وقال -جل وعلا-: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ وقال -جل وعلا-: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ وقال -جل وعلا-: كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وقال -جل وعلا-: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ في آيات كثيرة فيها لفظ الكتاب. فلفظ "كتب" وما تصرف منه يدل على أنه واجب، يعني يدل على أن المكتوب واجب. ِإنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانُ عَلَى كُلِّ شَيء" أي في كل شيء، ولم يقل: إلى كل شيء،بل قال: على كل شيء، يعني أن الإحسان ليس خاصاً بشيء معين من الحياة بل هو في جميع الحياة. "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ" وكتابة الله تعالى نوعان: كتابة قدرية، وكتابة شرعية. الكتابة القدرية لابد أن تقع، والكتابة الشرعية قد تقع من بني آدم وقد لاتقع. مثال الأول: قول الله تعالى: ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)فهذه كتابة قدرية. ومثال الثاني: قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ )(البقرة: الآية216) أي كتب كتابة شرعية. وقوله: (وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) الضمير في قوله: (وَهُوَ) يعود على القتال وليس يعود على الكتابة، لأن الصحابة رضي الله عنهم لايمكن أن يكرهوا فريضة الله لكن يكرهون القتل ويقاتلون فيقتلون. وفرق بين أن يكره الإنسان حكم الله، أو أن يكره المحكوم به. ومن الكتابة الشرعية قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام)(البقرة: الآية183) أي كتب شرعاً. أمر الله -جل وعلا- في سورة النحل بالإحسان فقال -جل وعلا- إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى هذا يشمل جميع الشريعة. التحسين في الأعمال المشروعةفبيّن وجوب العمل بمقتضى الإحسان وقال سبحانه: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].، وأحاط العاملين بها بمعيّته الخاصة ، وشملهم برعايته وتأييده ، كما قال عزوجل : { وإن الله لمع المحسنين } ( العنكبوت ماهي أنواع الإحسان؟ -1 الإحسان فيالتعامل مع الله -عز وجل-والإحسان مع الله (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكنتراه، فإنه يراك) 2- إحسان في حق الوالدين، أمر الله -جل وعلا- به في قوله: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا فهذا إحسان في حق الوالدين بإعطاء الوالدين الحقوق الواجبة لهم. 3- الإحسان مع الخلق -الإحسان مع الخلق سواء كان هؤلاء الخلق مما فيه حياة منالحيوان، أو مما ليس فيه حياة. إحسان في حق المؤمنين بعامة، إحسان في حق العصاة، إحسان في حق العلماء، إحسان في حق ولاة الأمر، إحسان في حق الكافر -أيضا-. كيفية التعامل بالإحسانمع خلق الله؟ 1- مع النــــاس الإحسان بالقول: أولا: يجب أن ، أن يكون بالكلام اللينبالكلام اللطيف، كما قال الله - سبحانه وتعالى -:﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَالْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ ﴾ [آل عمران: 195]، وقال الله - سبحانه وتعالى – لموسى وهارون في مخاطبتهم فرعون ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا﴾طه: 44 ثانيا: بالفعل" بالخدمة بالعطف على الفقير,المحتاج ,المسكين على اليتيم، نقوم بخدمات للآخرين: نشفع لهذا، نرشد هذا، ننبه هذا، نقوم بخدمةهذا ,كل ما تدور حوله الأفعال بما يستطيع الإنسانبفعله. ويدخل في ذلك الإحسان إلى شخص ندله الى الطريق، وكذا إطعام الطعام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثالثا: بالمال يشمل:الصدقة على الفقراءوالمساكين، التبرعات لأهل الخير للمجالات الخيرية. الإحسان إلى الحيوان" ألا يؤذى هذاالحيوان: يطعم، ويسقى، ولا يضرب، لا يتعدى عليه التعدي الذي يؤذيه. قال النبي_صليالله عليه وسلم (وفي كل كبد رطبة أجر). ومن الإحسان أيضا الى الحيوانات أن لا تُحَمَّل فوق طاقتها، ولا تركب واقفة إلا لحاجة، ولا يُحلب منها إلا ما لا يضرُّ بولدها. الإحسان إليالأشياء الأخرى الإحسان إلى البيئة"بعدمإفساد هذه البيئة، نظافة هذه البيئة، ، المحافظة على المنشآت كالمطارات مثلاالأسواق العامة الحدائق العامة أماكن جلوس الناس. قال النبي صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضعوستون شعبة، أو بضع وسبعون شعبة: أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عنالطريق( وقال أيضا (اتقوا اللاعنين) وفي حديث آخر (اتقوا الملاعن الثلاثة) ذكر منها: البول، والغائط تحت الشجرة في الظل، أو البول في طريق الناس. إتقان العمل،"فالإحسان في العمل إتقانه قال النبي –صلىالله عليه وسلم- (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) وهكذا فكل نوع من أنواع الخلق يتعلق به نوع من أنواع الإحسان، جاءت الشريعة بتفصيله، حتى الحيوان من الخلق تعلق الإحسان به، بما مثل به المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بقولهفإذا قتلتم فأحسنوا القتلة القتلة بكسر القاف، طريقة القتل, توجيه نبوي إلى الإحسان في هيئة القتل وتمثيل لنوع من أنواع الإحسان، تعلق بنوع من أنواع المخلوقات، وهي الحيوانات. "فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ" يعني: السعي في القتل بأحسن الطرائق، وفي الذبح بأحسن الطرائق. الإحسان في القتل هو تحسين هيئة القتل بآلة حادة، أن تذبح البهيمة بآلة حادة ، تعجّل من خروج روحها ، وإنهار دمها ، فلا تتعذب كثيرا قال صلى الله عليه وسلم : "وَليُحدّ أحدكم شَفْرَته" أي السكين، وحدُّها يعني حكها حتى تكون قوية القطع، أي يحكها بالمبرد أو بالحجر أو بغيرهما حتى تكون حادة يحصل بها الذبح بسرعة. ،وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحد الشفار " ، وقد جعل العلماء ذلك شرطا في آلة الذبح ، كما جاء في الحديث : ( ما أنهر الدم ، وذكر اسم الله عليه ، فكلوه ، ليس السن والظفر ) رواه الشيخان والأحسان يكون بالإسراع في قتل النفوس التي يُباح قتلها على أسهل الوجوه، والقتل المباح إما أن يكون في الجهاد المشروع، وإما أن يكون قِصاصاً أو حَدّاً من حدود الله تعالى،فالمسلم إذا قتل شيئاً يباح قتله فعليه أن يحسن القتلة، ولنضرب لهذا مثلاً: رجل آذاه كلب من الكلاب وأراد أن يقتله، فله طرق في قتله كأن يقتله بالرصاص، أو برضّ الرأس، أو بإسقائه السم، أو بالصعق بالكهرباء، أنواع كثيرة من القتل، فنقتله بالأسهل، وأسهلها كما قيل: الصعق بالكهرباء، لأن الصعق بالكهرباء لايحس المقتول بأي ألم ولكن تخرج روحه بسرعة من غير أن يشعر، فيكون هذا أسهل شيء. يستثنى من ذلك القصاص، ففي القصاص يُفعل بالجاني كما فُعِل بالمقتول ، ودليل ذلك قصة اليهودي الذي رضّ رأس الجارية، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرَضَّ رأسه بين حجرين. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المُثْلَة، وهي قطع أجزاء من الجسد، سواء أكان ذلك قبل الموت أم بعده، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن المُثْلة. حتى الكفار أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يمثل بهم لا تمثلوا بهموألا يقتل شيخ، وألا يقتل امرأة، ولا طفل إلى آخر ما جاء في السنة في ذلك. ويدخل ضمن الأمر بإحسان القتل ، تحريم التعذيب بالنار ، وليس ذلك للبشر فحسب ، بل حتى للحيوانات والحشرات ، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تعذبوا بعذاب الله ) ؛ وهذا يؤكد حرص الإسلام على اختيار أيسر الطرق المؤدية إلى خروج الروح عند تحتّم القتل . يتبع |
#2
|
||||
|
||||
رد: شرح الحديث السابع عشر/ الأربعين النووية
وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ أن نحسن الذبحة، بأن نذبحها على الوجه المشروع "وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ" اللام للأمر، أي وليرح ذبيحته عند الذبح بحيث يمر السكين بقوة وسرعة . وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وجوب حد الشفرة، لأن ذلك أسهل للذبيحة، ومعنى إحدادها: أن يمسحها بشيء يجعلها حادة، فإن ذبح بشفرة كالّة أي ليست بجيدة ولكن قطع ما يجب قطعه فالذبيحة حلال لكنه آثم حيث لم يحد الشفرة. ولا يحد الشفرة أمام الذبيحة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن تحد الشفار، وأن توارى عن البهائم ،أي تغطى. فقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة ، وهو يحد شفرته ، وهي تلحظ إليه ببصرها فقال : ( أتريد أن تميتها موتات ؟، هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟ ) رواه الحاكم ، وكذلك فإنه يستحب له أن لا يذبح ذبيحة بحضرة أخرى ، ولا يظهر السكين أمام الذبيحة إلا عند مباشرته للذبح . وأن تكون الآلة مما يباح الذبح بها، وهي: كل ما أنهر الدم من حديد أو فضة أو ذهب أو حصى أو قصب، أي شيء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ. ومعنى: أَنْهَرَ الدَّمَ أي أساله. ويكون إنهار الدم بقطع الودجين وهما العرقان الغليظان المحيطان بالحلقوم، وهذان العرقان متصلان بالقلب فإذا قطعا انهال الدم بكثرة وغزارة، ثم ماتت الذبيحة بسرعة. فلو أن إنساناً ذبح بحجر له حد وأنهر الدم، فالذبيحة حلال، إلا أنه يستثنى شيئان: السن، والظفر، علل النبي صلى الله عليه وسلم هذا بقوله: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظِّفْرُ فَمُدَى الحَبَشَة أي سكاكين الحبشة . ولم يقل صلى الله عليه وسلم أما السن فسن، بل قال: "أَمَّا السِّنُّ فَعَظمٌ" لأن العظم إن كان من ميتة فلا يصح أن يُذكى به، لأن التذكية تطهير والميتة نجسة. وإن كان العظم من طاهرة كعظم شاة مذكاة فلا تحل التذكية به، لأن عظم المذكاة طعام الجن، والتذكية به يفسده على الجن، لأنه سوف يتلوث بالدم النجس، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للجن الذين وفدوا عليه: "لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ تَجِدُونَهُ أَوفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمَاً" . فعلى هذا فجميع العظام لاتحل التذكية بها. أما الظفر: فقد علل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأنه مُدى الحبشة، أي سكاكينها، ونحن منهيون أن نتشبه بالأعاجم، والحبشة أعاجم حيث دخلت عليهم العربية بعد الفتوحات الإسلامية. وأن أظفار الحبشة متصلة بالبدن، وجعلها مدى يستلزم أن لاتقص ولا تقلم، وهذا خلاف الفطرة،وهذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهة الأعاجم، وعن اتخاذ الأظافر. مَا أَنهرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ فإذا كان إنهار الدم شرطاً فكذلك التسمية شرط،بل إن الله تعالى أكد هذا بقوله: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وإنه لفِسْقُ)(الأنعام: الآية121) فإذا ذبح إنسان ذبيحة ولم يسمّ فالذبيحة حرام. فإذا نسي أن يسمي فإنها حرام، لأن الشرط لايسقط بالنسيان بدليل أن الرجل لو صلى محدثاً ناسياً فصلاته غير صحيحة، ولأن الله تعالى قال: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ)[الأنعام:121] اذن علمنا أن التسمية شرط، وأنه لو تركها سهواً أو نسياناً أو عمداً فالذبيحة حرام، لكن ماذا تقولون في قول الله تعالى: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )(البقرة: الآية286) فقال الله: قد فعلت ؟ نقول: نحن لانؤاخذ هذا الذي ذبح الذبيحة ونسي أن يسمّي، ونقول: ليس عليه إثم، لكن بقي الآكل إذا جاء يريد أن يأكل من هذه وسأل: أذكر اسم الله عليها أم لا؟ فيقال له: لم يذكر اسم الله عليها، إذاً لا يأكل، لكن لو فرض أن هذا أكل من هذه الذبيحة ناسياً أو جاهلاً فلا شيء عليه. فهذا الرجل الذي نسي التسمية وقلنا له: الذبيحة حرام لن ينسى في المستقبل ولدينا آية محكمة قال الله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) وأما الذابح فيجب أن يكون مسلماً أو كتابياً، فإن كان وثنياً لم تحل ذبيحته، وإن كان مرتدّاً لم تحل ذبيحته، وعلى هذا فتارك الصلاة لاتحل ذبيحته لأنه ليس مسلماً ولا كتابياً. ما هو الدليل على أن ذبيحة الكتابي حلال؟ فالجواب: قول الله عزّ وجل: (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)(المائدة: الآية5) قال ابن عباس رضي الله عنهما: طعامهم: ما ذبحوه,والكتابي: هو اليهودي أو النصراني . ومن الأحسان في الذبح جعل قوائم الذبيحة مطلقة ووضع الرِّجل على صفحة العنق لئلا تقوم، وتبقى الأرجل والأيدي مطلقة، فهذا أريح للذبيحة من وجه، وأشد إفراغاً للدم من وجه آخر، لأنه مع الحركة والاضطراب يخرج الدم. وما يفعله بعض الناس الآن من كونهم إذا أضجعوا الشاة وأرادوا الذبح بركوا عليها وأمسكوا بيديها ورجليها. فهذا تعذيب لها. ومن الأحسان أيضا أن يعرض عليها الماء قبل الذبح ، ولا يذبح اللبون ، ولا ذات الولد ، حتى يستغني عن اللبن. كما يستحب أن لا يذبح ذبيحة بحضرة أخرى، ويوجه الذبيحة إلى القبلة، ويسمي عند الذبح، ويتركها إلى أن تبرد، ويستحضر نية القُرْبةَ، ويعترف لله تعالى بالمِنّة في ذلك، لأنه سبحانه سَخَّرَ لنا هذه البهائم وأنعم بها علينا. النتائج المترتبة علي التعاملبالإحسان إذا تعامل به المسلم مع الناس، مع كل من حوله 1- يقابل بالإحسان ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)﴾[الرحمن -2 يكون قريباً من رحمة الله ولذلك قال الله –تعالى-: ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56) ﴾ يونس -3 يحبهالله ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ (195)﴾ البقرة اذن يجب علينا أن نكرس هذا المبدأ في نفوس الصغار، فينفوس الكبار، في نفوس الأهل، والجيران، في التعامل القولي والفعلي. من فوائد هذا الحديث: .1رأفة الله عزّ وجل بالعباد . .2الحث على الإحسان في كل شيء، لأن الله تعالى كتب ذلك أي شرعه شرعاً مؤكداً. 3- حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الأمثال، لأن الأمثلة تقرّب المعاني في قوله: إِذَا قَتَلتُمْ.. إِذَا ذَبَحْتُمْ . أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح و يخلص لنا القول والعمل وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه صلاة باقية دائمة الى يوم الدين ان أخطأت فمن نفسي و من الشيطان و ان أصبت فمن فضل الله وحده سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك |
#3
|
|||
|
|||
رد: شرح الحديث السابع عشر/ الأربعين النووية
بارك الله فيك اختي ونفع الله بك وبعلمك
|
#4
|
||||
|
||||
رد: شرح الحديث السابع عشر/ الأربعين النووية
آمين يارب ولك بالمثل بارك الله فيك أخي الكريم وأشكرلك مرورك الطيب |
#5
|
||||
|
||||
رد: شرح الحديث السابع عشر/ الأربعين النووية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
#6
|
||||
|
||||
رد: شرح الحديث السابع عشر/ الأربعين النووية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اللهم آمين وجزاك أختي الكريمة |
#7
|
||||
|
||||
رد: شرح الحديث السابع عشر/ الأربعين النووية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع بارك الله فيك اختي الغالية |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |