فبذلك فليفرحوا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-12-2019, 04:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي فبذلك فليفرحوا

فبذلك فليفرحوا


أ. د. زيد العيص



يمكن ردُّ الفرح في القرآن الكريم من حيث حُكْمه إلى ثلاثة أقسام:
الأوَّل: الفرح المذموم، وهو الفرح الصَّادر عن طوائفَ ضالة، في مُقدمتها اليهود الذين قال الله فيهم: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 188]؛ فإن اليهود - في ضوء هدايات هذه الآية التي نزلت فيهم - كانت تصدر عنهم أقوال وأفعال سيِّئة، ويحبون في الوقت نفسه أن يُحمدوا عليها، وعلى أمور لم يكن لهم يدٌ في إنجازها حين تكون في مجال الخير، وهذا المسلك مذمومٌ في صوره كلِّها؛ لأن فيه استغفالاً للنَّاس، وسَطْوًا على جهود الآخرين، وتزويرًا للحقائق.

أورد القرآن الكريم صورة أخرى لهذا الفرح المذموم، وأسندها إلى المُنافقين حين قال الله - تعالى - فيهم: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ...} [التوبة: 81]؛ فإنْ التخلُّف عن ركب العاملين لهذا الدين مبعثُ فرحٍ عند المنافقين، فهم يفرحون، بل لا يشعرون بأدنَى حرج حين يقعدون وغيرهم يعمل، أو يبخلون وسواهم ينفق.

وزاد موقف المنافقين شناعة، حين جمعوا إلى هذا الفرح فرحًا بما قد يصيبُ العاملين والباذلين في سبيل الله، من هزيمة في ميدان، أو فشل في مشروع، أو تعثر في خُطُواتٍ، وفي هذا المسلك المذموم يقول الله عنهم: {وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ} [التوبة:50] ؛ فهذا فرح مذموم ممزوج بالعجب والشماتة.

يبرز فرحُ المُتْرَفين في هذا المقام باعتباره صورةً من صور الفرح المذموم، وهو الفرح بالحياة الدنيا وزينتها؛ حتَّى تصبح هدفًا يسعى إليه، ويحرص عليه، وإن أدَّى إلى مزالقَ؛ يقول الله - تعالى - عن هذه الفئة: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الرعد: 26].

ويكفي مذمةً لهذه الفئة أنَّ هذا الفرح يورثها عدمَ الاتِّزان في تصرُّفاتها، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36].




عرضنا في المنارة السَّابقة الفرح المذموم، وذكرنا بعض صُوره التي عرضها القرآن الكريم، ونعرض في هذه المنارة الفرح المحمود؛ ذلك أنَّ الفرح من حيث هو انفعالٌ فِطري يمدح ويذم بحَسَب مُتعلقه؛ لأنَّ ما يفرح الإنسان أمر مكتسب.

عرض القرآن الكريم الفرحَ المحمود، وذكرَ له صورًا عدَّة، كان الفرح بالإسلام أسماها منزلةً؛ وقد أمر الله - تعالى - بهذا الفرح، فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 57 - 58].

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يرفعه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أن {فضل الله}: هو القرآن، و{رحمته}: أنْ جعلكم من أهله وأتباعه"، وورد المعنى نفسه عن صحابة آخرين.

فَهِم جمع من المفسرين أنَّ أسلوب الآية: {فبذلك فليفرحوا} يفيدُ الحصر، حتَّى قال بعضهم: ما أَذِن الله - تعالى - بالفرح بغير الإسلام؛ مستندًا إلى الحصر الوارد في الآية، ومستأنسًا بموقف عمر - رضي الله عنه - الذي يذكره لنا أيفع بن عبد الكلاعي حين قال: "لما ورد خراج العراق إلى عمر، خرج عمر - رضي الله عنه - ومولى له، فجعل عمر يعُدُّ الإبل، فإذا هي فوق الحصر؛ لكثرتها، فجعل عمر يقول: "الحمد لله تعالى"، ويقول مولاه: "هذا والله من فضل الله ورحمته"، فقال له عمر: "كذبت"؛ ليس هذا هو الذي يقول الله - تعالى - فيه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

لقد كان الصَّحابة الكرام دائمي الاستحضار لهذا المعنى، فما كانوا يُقَدمون على فرحهم بالإسلام شيئًا؛ فلما قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - للسَّائل عن وقت السَّاعة: ((أنت مع من أحببت))، قال أنس - رضي الله عنه -: "فما فرحنا بشيء بعد الإسلام فرحَنا بقول رسول الله: ((أنت مع مَن أحببت))".

بعد هذا أوجِّه سؤالاً صريحًا لكُلِّ قارئ لهذه المنارة: مَن منكم دخل يومًا على أهله، أو مكان عمله، أو تجمُّع للناس، وكان فرحًا مسرورًا، فلما رآه مَنْ رآه على هذه الحال، سأله عن سبب فرحه وسروره فقال: أنا فرح لأنِّي مسلم؟






ذكرنا في المنارة السابقة أن الفرح بالإسلام لا يعدله فرح، ويبرز في هذا المقام سؤالٌ، وهو ماذا يعني الفرح بالإسلام؟

إنَّ الانتماء للإسلام تشريفٌ أيما تشريف، بيد أنَّه يصاحبه تكليف، وبين هذين المعلمين تبدو الإجابة عن هذا السؤال، غير خافية على المتأمل لدلالات الآيات وهداياتها.

إن الفرح بالإسلام يعني: الفرح بالله الذي أنزله للبشريَّة، وجعله الصلة بينهم وبينه - سبحانه - وهذا يقتضي دوام حمد الله – تعالى - على هذه النعمة، والله - تعالى - يحب الحمد؛ روى البخاري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((وَلاَ شَيْءَ أحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ)).

وكذلك يعني الفرح بالإسلام: الفرح بالرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي اختاره الله تعالى؛ ليكون واسطة بينه - سبحانه - وبين خلقه، وقد استشعر أهل المدينة المنورة هذا المعنى يوم أنْ هاجر إليهم الرَّسول، وفي هذا يقول البَرَاء بن عازب في حديث رواه البخاري: "ثم جاء الرَّسول، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به؛ لأنه سيقيم بينهم".

إنَّ الفرح بالإسلام يعني: الحرص على الامتثال لما جاء به، وتعظيم أوامره، وإيثاره على ما سواه، وكذلك الحرص عليه، والدفاع عنه، والتضحية من أجله، والانشغال به، وقد تمثَّلت هذه المعاني في سيرة السلف الصالح، بخاصة الصحابة الكرام منهم.

يعني الفرح بالإسلام: تأكيد الانتماء إليه في كلِّ مقام، وإظهار العزَّة به وبالانتساب إليه؛ وهو ما أمره الله - تعالى - بالجهر به: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].

الفرح بالإسلام يعني أيضًا: الفرح بكلِّ إنجاز يتحقق، ويكون فيه مصلحة للإسلام والمسلمين؛ فإن توبة عاصٍ، أو إسلام كافر، أو بناء مسجد، أو حفظ سورة وما شابه ذلك - أمور مفرحة للمسلم، على الرَّغم مما تبدو عليه من صغر وبساطة؛ ذلك أن الإنجاز الكبير الذي تصبو إليه النُّفوس ما هو إلا مجموعة من الإنجازات الصغيرة المتتابعة؛ فينبغي في ضوء هذا المعنى أن لا يقل الفرح بهذه الجزئيَّات عن الفرح بالإسلام كله، ومتى تحقق هذا الذي أشرنا إليه، فقد أبصرت الأمَّة طريق الفلاح والنجاح.

بَقِيَ القسم الثَّالث: وهو الفرح المباح، وهو ما تدعو إليه النَّفس السوية، بيدَ أنَّه إذا تجاوز حدَّه أدَّى إلى سلبيات وأخطاء؛ كما حصل مع الذي وجد راحلته بعد أن يئس منها، فقال: "اللَّهم أنت عبدي، وأنا ربك؛ أخطأ من شدة الفرح"؛ كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.64 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]