أخلاق الكبار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دولة الموحدين - ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده يعقوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-12-2019, 03:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي أخلاق الكبار

أخلاق الكبار

الشيخ: خالد السبت


إذا تكلمنا عن أخلاق الكبار؛ فإنما نعني بالكبار أصحاب النفوس الكبيرة الذين يُحلّقون عاليا، ويترفعون عن الدنايا وسفساف الأمور، فتعلو هممهم عن الدوران في الوحل والحضيض، فلا يدور الواحد منهم حول نفسه ترضيه كلمة وتغضبه أخرى، ويعجبه المدحويسوؤه الذم، ويقاطع هذا لأنَّه ذمه، ويحب هذا لأنه مدحه، ويعادي هذا لأنه جرحه، يدور مع نفسه حيث دارت، ويسخط من أجلها، يحب لها ويغضب لها؛ فهذا صاحب نفس دنية، رضي بأن يكون مع نفسه في الهاوية، وحرم نفسه جنة قبل جنة الأرض وهيانشراح الصدر والأنس والسعادة التي تحصل بالترفع والعلو عن الدنايا وسفساف الأمور، هؤلاء هم الكبار الذين سنتحدث عنهم.
ولا أعني بالكبار من تقدم بهم العمر، ولا أعني بهم من تذوقوا المناصب العالية ووصلوا إلى المراتب الرفيعة، وإنما أتحدث عن أصحاب نفوس كبرى وصدور واسعة، لا يلتفتون لأنفسهم ولا يقفون عندها، وإنما تعنيهم المصالح الكبرى للإسلام؛ فهؤلاء حري بنا أن نتحدث عن أخلاقهم وأوصافهم وأن نشيع هذا الحديث.

موضوع مهم
فهذا الموضوع أطرحه لشدة الحاجة إليه؛ فنحن بحاجة إلى مذاكرته؛ لأننا كثيرًا نغفل عن هذه المعاني؛ فكم من خطبة قد فسخت، وكم من أسرة قد شُتتت، وكم من محبة تحولت إلى عداوة، وكم من شراكة في عمل دنيوي أو عمل دعوي قد تشتتت وتشرذمت، وكم من علاقات قطعت أوصالها!؛ بسبب تدني النفوس وبسبب الوقوف عند حظ النفس يرضى الإنسان لأجلها ويغضب لأجلها؛ فيكون منتصرًا لنفسه على أي حال كان، ولا يقبل أن يصدر منه تجاهه خلل ولا تقصير ولا نقص، وإن حصل شيء من ذلك فلا عفو ولا مسامحة ولا تذكر لصنائع المعروف القديمة والروابط التي جمعت بين هؤلاء المتحابين، ينسى كل هذا وينقلب رأسا على عقب مبغضا لهذا الإنسان الذي تصور أنه تنقصه وأنه قصر في حق من حقوقه.

لماذا هذا التدني؟
لماذا يجعل الإنسان نفسه بهذه المثابة؟ أقول هو الركون إلى أصل خلقته ومادته الأولى التي خلق منها وهي الطين؛ فالإنسان خلق من عنصرين: قبضة من الطين ونفخة من الروح، فإذا ركن الإنسان إلى أصل مادته وهي الطين فإنها تجذبه وتشده إلى أسفل فتتدنى أخلاقة وتسوء ويصدر منه ما لا يليق وما يخجل العاقل منه إذا تبصرة وتذكرة، وإذا كسر الإنسان هذه الآثار وهذه القيود والأغلال حلق عاليا وارتفع وتسامي بأخلاقه فتجاوز نفسة وجعلها خلف ظهرة فلم يعد ذلك الإنسان الذي ترضيه الكلمة وتسقطه الكلمة فتجاوز هذه المرحلة ثم بعد ذلك يتعامل مع الآخرين بصدر واسع ونفس كبيرة، يتحمل منهم الصدمات والكدمات والأخطاء والعيوب، ويتحمل منهم كل ما صدر تجاهه من تقصير في حقه الخاص، ولا يصلح لمن أراد أن يحصل المراتب العالية إلا هذه الأخلاق.
من نخاطب؟
هذا الموضوع يخاطب به العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله -عز وجل- وأصحاب الولايات من الأمراء والملوك والرؤساء وكل من له ولاية صغرت أم كبرت، وتخاطب به الأمهات، ويخاطب به المربون والمعلمون وعامة الناس، يخاطب به كل طالب؛ فلا أحد يرضى بحال من الأحوال أن يوصف بدنائة النفس وأنه صغير منحط الهمة، يعيش في نفس صغيرة.
العبرة بالعمل والتطبيق
وكان بعض العلماء مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله- يقول: «لو دعوت الناس إلى الأخلاق الحسنة وترك القبائح كالزنا والسرقة لوافقني على ذلك الجميع؛ فهو حديث يوافق عليه الموافق والمخالف»؛ فالناس كلهم يستحسنون ذلك ويعشقون سماعه، ولكن التطبيق شيء آخر؛ فهو المحك الذي تظهر فيه معادن الناس، وتندل فيه النفوس، وتظهر حقائقها، فليست العبرة بأن يستحسن الإنسان سماع خلق حسن إنما العبرة بالعمل والتطبيق، فليست الأحلام في حال الرضا وإنما الأحلام في حال الغضب، وليست الأخلاق الفاضلة أن توزع ابتسامات في الرضا مع أصحابك وجلسائك، وإنما الأخلاق الحقيقية أن تسمو بك في الظروف والأحوال جميعها، وتترفع عن الدنايا وسفاسف الأمور، هذه هي الأخلاق التي ينبغي أن يكون الإنسان عليها، الله -عز وجل- قد وصف نفسة وسمى نفسه بالعَفوِّ والعَفْو صفة من صفاته وهي صفة عظيمة كريمة تعني: التجاوز عن الذنب والذلة وعدم المؤاخذة بالجريرة، وترك المعالجة بالعقوبة؛ فهو عَفوٌّ كريم حليم يحب العفو؛ فنسأله -تبارك وتعالى- أن يتغمدنا جميعًا بعفوه وكرمه ولطفه وحلمه.
سؤال مهم
ينبغي لكل واحد منا أن يسأل نفسه بعدما عرف توصيف هذه الخلة هل هو من أصحاب النفوس الكبيرة؟ هل هو متحل بهذا الوصف الذي اجتمعنا من أجل الحديث عنه؟ أم أنه قد قصر في هذا الباب تقصيرا بيناً فأدى ذلك إلى أمور سيئة مستهجنة من عداوات وأحقاد وتربص في تصفية الحسابات مع هذا أو ذاك.
اختلاط الأمور
كثيرًا ما يختلط علينا الأمر بين الانتصار للدين وبين الانتصار للنفس، وأحيانا يخرج الإنسان غاضبا يريد الانتصار والانتقام، ويريد الإيقاع بين خصومه ومخالفيه، ويخرج بوجه متغير، وهو بذلك قد تلبس وتدثر بدثار يدعي فيه أنه ينتصر للدين والعقيدة والإيمان، ويفعل ذلك غيرة على شرائع الإسلام؛ فيلتبس الأمر عليه بين الانتصار لنفسة وبين الانتصار لدين الله -تبارك وتعالى-، كما يلتبس كثيرا علينا أمر العزة وأن المؤمن عزيز؛ فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وكثيرا ما تلتبس هذه العزة -عزة النفس- مع الانتقام والرغبة في الاقتصاص ممن جنى علينا بعض الجنايات فلربما صدر منا ما لا يليق تحت مظلة العزة -عزة المؤمن- وأنه لا يرضى بالظلم، وأنه ليس من الهوان في شيء فينتصر لنفسة ولربما بالغ في الانتصار تحت مسمي عزة المؤمن، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ}، وما علم أن الآيات القرآنية جميعها تذكر فضل العفو والصفح والمسامحة قال الله -عز وجل-: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، ولكن من يطيق ذلك؟ قال -عز من قائل-: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
نزغ الشيطان
يأتيه الشيطان يحركه أن ينتصر لنفسه زاعما أن ترك هذا الانتصار من العجز، وأن الناس يعيرونه بالضعف ويلمزونه بالنقص قال -تعالى-: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}؛ فهذه الآيات خاطبنا الله -عز وجل- بها من أجل تقويم هذا السلوك وتصحيح المفاهيم وما الواجب المتعين على الإنسان؟ وما الفضل؟ وكيف يرتقي الإنسان بنفسه؟ وكيف يغلق على الشيطان مسالكه؟ فلا يفسد عليه ما يرنو إليه من إصلاح القلب.
قصور كبير
سأذكر لكم نماذج كثيرة تدلل دلالة أكيدة على أن ثمة قصورًا كبيرًا وخللا واضحا على المستويات جميعها عند الدعاة إلى الله وعامة الناس وعند الزوجات وعند الجيران والمربين والمصلين وفئات المجتمع إلا ما رحم الله -عز وجل-، أمثلة تبين لك حالنا مع حال الذين ربوا أنفسهم وتجاوزوا حظوظ النفس، ولم أقف في هذا الحديث على خصائص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب؛ فهي خصائص كبرى وأخلاقه ملخصة لنا بعبارة مختصرة «كان خلقة القرآن» كما قالت عائشة -رضي الله عنها- فماذا ظنك في عظيم كان خلقه القرآن إلا اتساع الصدر والترفع على الأخلاق الدنية؟!
أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم
فلو تحدثنا عن أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما وسعنا هذا المقال، ثم إن تخصيص الحديث عن أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب خصوصا لربما يكون مدخلا لقائل يقول هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نزع الله منه حظ الشيطان وهو صغير صبي مسترضع في بني سعد، أخرج منه علقة حين شُق صدره - صلى الله عليه وسلم-، ثم شُق صدره - صلى الله عليه وسلم- ثانيةً في قصة الإسراء والمعراج وغسل قلبه - صلى الله عليه وسلم - ولغاديده بماء زمزم في طستٍ من ذهب فطُهر تطهيرا، فمن كان بهذه المثابة فلاشك أنه أعظمُ الناس خُلُقا وأكثرهم حلما وأطيبهم نفساً، وقد يحتج محتج فيقول هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد طهره الله هذا التطهير فأنى لنا بذلك؟!
حال سلفنا الصالح -رضي الله عنهم
ولهذا سنذكر نماذج أخرى من حال سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- في أبواب شتى لئلا يكون لمعترض اعتراض أو حجة، والمقصود هو أن نعالج النفوس أيها الإخوان، ونقطع دابر الشيطان؛ فأقول أيها الإخوان، ذكرت نماذج قليلة من حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمور معينة قصدا من أجل أن هذه الأمور لو كانت مع غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لربما ردها بعض من مازالت نفوسهم تعاني رواسب الجاهلية، ولربما لو نُسبت الى غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لربما تجرأ بعضُ هؤلاء على لمز من وقع ذلك منه كما سترون في أمثلةٍ أريدها في هذه المحاضرة.
اختبر نفسك
اختبر نفسك حين تختلف مع قوم في مسائل علمية من قضايا الاعتقاد من أهل الأهواء والبدع والضلالات؛ فهؤلاء كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة أن من كان الإيمان منخرماً في قلبه فلا محل لموالاته، قال -تعالى-: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}؛ فالكافر لا محل لموالاته، وأما من جمع بين عملٍ صالح وسيئ في باب الشبهات من البدع والضلالات أو في باب الشهوات كالمعاصي فإن هؤلاء يتجزأ الولاء والبراء معهم.
عقيدة أهل السنة والجماعة
فعقيدة أهل السنة والجماعة محكمة في هذا الباب وهي: أن نحب الإنسان على قدر ما فيه من إيمان واتباع السنة، ونبغضه على قدر ما فيه من الانحراف والضلال والبعد عن طاعة الله -عز وجل-، وقد يختلط علينا الأمر حين نقف وجها لوجه مع من ابتُلوا بشيء من التقصير في حق الله -عز وجل- بسبب شبهة أو شهوة، فيظن الظان أنه أحيانا يتصرف التصرف الشرعي انتصارا للدين، والواقع أنه ينتصر لنفسه، ربما قال بعض هؤلاء في حق فلان من الناس قولةً لا تليق، لربما أساؤوا اليه ووقعوا في عرضه فبلغه ذلك فشمر عن ساعد الجد ينتصر لنفسه، ويجلب عليهم بخيله ورجله وهو يزعم أنه ينتصر للدين ويدافع عن التوحيد والعقيدة والإيمان وقد يكون الأمر خلاف ذلك؛ فهو يدافع عن حظه وشهوته ونفسه.
فتنة القول بخلق القرآن
هذا الإمام أحمد -رحمه الله- لما وقعت فتنة القول بخلق القرآن، حبس وجرجر وضرب واضطهد، وكان يضرب في وسط نهار رمضان في الحر وهو صائم حتى يفقد وعيه، ثم بعد ذلك يُنقل إلى موضعه في السجن وآثار الدماء قد لطخت ثيابه، وهو الإمام أحمد -إمام أهل السنة والجماعة -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- إمام زمانه، ومع ذلك لم ينتصر لنفسه ولم يغضب لنفسه، وإنما كان يغضب لله -جل جلاله-، وكان يقول بعد ذلك: كل من ذكرني في حل وقد جعلت أبا إسحاق (يعني المعتصم) وهو الذي ضربه وجلده، في حل ورأيت الله يقول: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكرٍ بالعفو في قصة مسطح في قصة الإفك ثم قال وما ينفعك أن يعذب الله أخاك المسلم في سبيلك.
ملفات الأحقاد
الإمام أحمد بعدما أوذي هذا الأذى لم يفتح ملفات من الأحقاد، ولا سجلات من العداوة! فلان هو المتسبب، وفلان هو الذي سعى في الموضوع، وفلان خذلني، وفلان قصّر في حقي، وفلان لم يسعَ في خلاصي من أسر هؤلاء، وفلان ما زارني بعد السجن، وفلانٌ صدرت منه بعض الكلمات التي لربما يُفهم منها أنه كان مباركا لهذا العمل راضيا به، لم يفتح شيئا من هذا إطلاقا، ولم ينقل لنا التاريخ عن الإمام أحمد -رحمه الله- على طول ترجمته كلمة واحده تدل على أنه قد وقف عند نفسه.
شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أوذي ورمي بالعظائم، وكفّره علماء، وأفتوا السلطان بقتله، وضرب بعضهم على صدره وقال دمه في عنقي دمه حلال، وبقي -رحمه الله- يتنقل من سجن إلى سجن في دمشق وفي القاهرة، وبقي مددًا متطاولة في السجن، فلا يلبث أن يُخرج منه حتى يُعاد إليه مرةً اخرى، قام عليه أهل عصره من شيوخ أهل البدع والضلال والأهواء ومن الحسدة الذين امتلأت قلوبهم غيظا وحنقا على هذا الإمام الذي ملأ الدنيا علما ودعوة، وكسر أهل الضلال والبدع بصوارم السنة، ومازالت كتبه شاهدة بذلك، كان من ألد أعداء شيخ الإسلام الذين يفتون بقتله وبحل دمه وبكفره رجلٌ من فقهاء المالكية يقال له ابن مخلوف، مات ابن مخلوف في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فعلم بذلك تلميذه ابن القيم فجاء يهرول إلى شيخ الإسلام يبشره بموت أكبر أعدائه وألدهم فقال له: أبشر قد مات ابن مخلوف، فماذا صنع شيخ الاسلام بن تيمية -رحمه الله-؟ هل سجد سجدة الشكر وقال الحمد لله الذي خلص المسلمين من شره؟ لم يقل ذلك، وما قال كما يقول بعضنا: حصاةٌ ألقيت عن طريق المسلمين، مستريحٌ ومستراحٌ منه، لم يقل شيئا من ذلك، بل قال ابن القيم فنهرني وتنكر لي واسترجع، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم، وقال إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه فسُرُّوا به، ودعوا له، فمن منّا يصنع ذلك؟ من منا يذهب إلى خصمه إذا مات يذهب إلى أهله وذويه ويعزيهم ويقول لا تكون لكم حاجه إلا كنت لكم مكانه ويواسيهم؟ من منا يصنع ذلك..؟ أصحاب النفوس الكبيرة يصنعون ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.02 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]