الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2009, 01:40 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات

محمد فرغلي... في سطور:

ولد عام 1907م واستشهد عام 1954م.
الواعظ الذي نادى بالإسلام نقيًّا على فطرته الأولي.
المجاهد الذي بث الذعر في قلب اليهود في فلسطين، وقض مضاجع الإنجليز في منطقة القناة.
الشيخ محمد فرغلي... الشهيد الذي رصد الاستعمار البريطاني لرأسه خمسة آلاف جنيه، وتطوع الطغاة بتقديم رأسه بلا ثمن.
منذ أن صار هناك متخصصون في وعظ الجماهير، وتعليمهم أمور دينهم، وقد أصبح هناك وعاظ كثيرون فهمهم لرسالتهم لا يخرج عن إطار كونها وظيفةً حكوميةً، تجري عليها الرواتب، وتحدد أبعادها اللوائح، ويقاس العمل فيها، والجهد بمقياس الأجر والراتب، ولكن ذلك ما كان ليجرى على الشيخ محمد فرغلي واعظ الإسماعيلية... العالم الزاهد المجاهد.. كانت واضحةً في ذهنه قضايا المسلمين وضوح شرعة رب العالمين في قلبه إيمانًا، وفي فكره علمًا، وشرعةً تامةً كاملةً، أحكمت ضوابط الأمس، فسعد الناس، ونكص الناس عنها حاضرًا فشقوا.. وصار يكتنفهم الغموض مستقبلاً.
كان الإسلام واضحًا في نفسه، وفي فكره.. فنقله إلى أهل الإسماعيلية على فطرته الأولي نقيًا بلا شوائب، كاملاً بلا تجزيء.
كان الوعظ في مفهومه كلمة حق تقال، وسلوكًا يحتذى به، وجهادًا تشحذ له الهمم.. فكان الشيخ فرغلي بين الألوف فريدًا، وبين الأقران مميزًا، وعند الحكام مرفوع الهامة، موفور الكرامة، وعند المعتدين الغاصبين مصدر خوف، ومبعث خطر.
كان الشيخ فرغلي داعيةً إلى الإسلام بمفهوم الإسلام.
عمل مع الإمام البنا منذ أن بدأ دعوته في مدن القناة، واختاره الإمام الشهيد، فكان عند صدق الاختيار، شمر عن ساعد الجد وسط مدينة كانت ترابط حولها من كل جانب قوات الاحتلال، تظهر أن النيام سيظلون في رقاد، وأن الغافلين سيظلون في سبات، وما درى الإنجليز أن الأرض بدأت تميد بمقدمه تحت أقدامهم.
وصارت دعوة الإسلام في الإسماعيلية فتيةً قويةً بعد أن كاد يشمل المدينة يأس قاتل تحت سطوة الاستعمار.. وافتتحت فيها شُعب تنطلق منها الدعوة إلى الله، ومسجد،ودار ضيافة، ودار للسيدات المسلمات ووجدت النفوس سبيلها إلى إسلامها.
وصار الشيخ صورةً تحكي فيها الإسماعيلية قفزتها، وتسطر بها قبل الأمة كلها قصة السبق في يقظتها.
محمد فرغلي...... ومواجهة الطغاة:
كان الشيخ المجاهد محمد فرغلي رجلاً عميق الإيمان شديد المراس، قوى العزيمة زاهدًا في الظاهر، يؤثر العمل على القول، يحب الناس جميعًا، ويتفانى في خدمتهم وبخاصة الضعفاء منهم، حيث يقف إلى جانبهم لأخذ حقوقهم ورفع الحيف والظلم عنهم.
يتصدى للظالمين والطغاة، والمتسلطين على الضعفاء، ويجالدهم بكل قوة وصلابة، فكانوا يخشونه أشد الخشية، ويحسبون له ألف حساب، وكان مجرد ذكر اسمه يرعب الإنجليز واليهود والعملاء، وقد وضعوا الجوائز الكبيرة لمن يعثر عليه ويسلمه لهم حيًا أو ميتًا.
إن الشيخ فرغلي كان جزءًا مهمًا من تاريخ حركة الإخوان المسلمين العليا منذ نشأتها والتحاقه المبكر بها إلى أن أكرمه الله بالشهادة .
ولقد كان الإخوان المسلمون – شيوخًا وشبابًا – ينظرون لهذا الرجل العظيم، نظرة الإكبار والإجلال، والحب والوفاء، لما يتمتع به من خصال الخير وصفات الرجولة.
وكانت أحاديثه في مخيمات الإخوان وكتائبهم ومعسكراتهم وأسرهم، تأخذ بمجامع قلوب السامعين، لما يجدونه فيها من الصدق والوضوح، والبساطة والحلاوة والإيمان والإخلاص، فحديثه حديث القلب إلى القلوب ومناجاة الروح للأرواح، يثير العواطف، ويحرك المشاعر، ويدعو للعمل الجاد الدؤوب في سبيل الله ومن أجل المستضعفين في الأرض، ويوضح لجماهير الإخوان أن أعداء الإسلام من اليهود والصليبيين والمستعمرين هم أتفه وأحقر من أن يصمدوا أمام عزائم الرجال المؤمنين، وأن تجارب الحرب معهم في فلسطين، كشفت عن جبنهم وتخاذلهم، وهشاشة قوتهم فكانوا يفرون كالفئران المذعورة أمام مجاهدي الإخوان المسلمين، ولولا المؤامرات الدولية الكبرى، وتخاذل بعض الأنظمة في ديار العرب والمسلمين لما ضاعت فلسطين ولما كان للإنجليز أو الفرنسيين أو الأمريكان وجود في البلاد الإسلامية.
يقول الأستاذ عباس السيسي في كتابة القيم "في قافلة الإخوان المسلمين " : ".... لقد كان الشيخ محمد فرغلي داعيةً من دعاة الإسلام ومن الرعيل الأول من الإخوان المسلمين، عمل مع الإمام الشهيد حسن البنا منذ بدأ دعوته في مدينة الإسماعيلية، واختاره الإمام الشهيد لمسئوليات كبار، فكان عند حسن الظن، حيث شمر عن ساعد الجد، وسط مدينة كانت ترابط حولها من كل جانب قوات الاحتلال البريطاني، فجعل الأرض تميد من تحت أقدامهم.." ويتحدث الإمام الشهيد حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" عن الشيخ فرغلي فيقول : "..... حين تم بناء المسجد، الذي طالب به عمال الشركة بالجباسات بالإسماعيلية انتدب للإمامة والتدريس فضيلة الأخ المفضال الأستاذ الشيخ محمد فرغلي المدرس بمعهد حراء حينذاك.
وصل الأستاذ فرغلي وتسلم المسجد، وأعد له سكن خاص بجواره، ووصل روحه القوى المؤثر بأرواح هؤلاء العمال الطيببين، فلم تمض عدة أسابيع وجيزة؛ حتى ارتفع مستواهم الفكري والنفساني والاجتماعي ارتفاعًا عجيبًا، لقد أدركوا قيمة أنفسهم، وعرفوا سمو وظيفتهم في الحياة وقدروا فضل إنسانيتهم، فنزع من قلوبهم الخوف والذل والضعف والوهن، واعتزوا بالإيمان بالله وبإدراك وظيفتهم الإنسانية في هذه الحياة – خلافة الله في أرضه – فجدّوا في عملهم اقتداءً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، عفّوا عمّا ليس لهم، فلم تأسرهم المطامع التافهة، ولم تقيدهم الشهوات الحقيرة، وصار أحدهم يقف أمام رئيسه عالي الرأس في أدب، شامخ الأنف في وقار، يحدثه في حجة ومنطق، لا يقول ولا يقبل منه كلمة نابية، أو لفظة جافية، أو مظهر من مظاهر التحقير والاستصغار، كما كان ذلك شأنهم من قبل، وتجمعوا على الأخوة، واتحدوا على الحب والجد والأمانة، ويظهر أن هذه السياسة لم تعجب الرؤساء وقرروا أنه إذا استمر الحال على ذلك ستكون السلطة كلها لهذا الشيخ، ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يكبح جماحه وجماح العمال.
ظن الرؤساء هذا في الشركة، وفكروا في إقصاء هذا الشيخ القوى الشكيمة عن العمل، وأرسل إليه الرئيس المباشر، فلما توجه إليه قال له : إن المدير أخبرني بأن الشركة قد استغنت عن خدماتك وإنها تفكر في انتداب أحد العمال للقيام بعملكم في المسجد، وهذا حسابكم إلى اليوم حسب أمر المدير.
فكان جواب الشيخ له بكل هدوء : ما كنت أظن "مسيو فرانسو"، أننى موظف بشركة جباسات البلاح، ولو كنت أعلم هذا ما قبلت العمل معها، ولكني أعلم أنني موظف من قبل الإخوان المسلمين بالإسماعيلية، وأتقاضى راتبي منهم محولاً عليكم، وأنا متعاقد معهم لا معكم على هذا الوضع، وأنا لا أقبل منك مرتبًا ولا حسابًا، ولا أترك عملي في المسجد ولا بالقوة، إلا إذا أمرني بذلك رئيس الجمعية التي انتدبتني هنا، وهو أمامكم بالإسماعيلية اتفقوا معه كما تريدون، واستأذن وانصرف.
ويضيف الإمام البنا في مذكراته : "وسقط في يد إدارة الشركة وصبرت أيامًا، لعل الشيخ يطلب منها مرتبه، ولكنه كان قد اتصل بي في الإسماعيلية فأوصيناه بالتمسك بموقفه وألا يدع مكانه بحال، وحجته معقولة ولا شيء لهم عنده لجأت الشركة إلى الإدارة، واتصل مديرها "الميسو ماينو" بمحافظ القناة الذي اتصل بدوره بالمأمور بالإسماعيلية وأوصاه أن يقوم على رأس قوة لعلاج الموقف، وحضر المأمور ومعه قوته، وجلس في مكتب المدير، وأرسل في طلب الشيخ الذي اعتصم بالمسجد، فإذا كان لأحدهما حاجة ليحضر لي، وعلى هذا فقد حضر المأمور إلى الشيخ، وأخذ يطلب إليه أن يستجيب لمطالب المدير، ويترك العمل ويعود إلى الإسماعيلية، فأجاب بمثل ما تقدم، قال له : تستطيع أن تأتيني من الإسماعيلية بكلمة واحدة في خطاب فأنصرف، ولكنك إذا أردت استخدام القوة، فلك أن تفعل ما تشاء، ولكني لن أخرج من هنا إلا جثةً لا حراك بها، ووصل النبأ إلى العمال، فتركوا العمل في لحظة واحدة، وأقبلوا متجمهرين صاخبين، وخشي المأمور العاقبة، فترك الموقف وعاد إلى الإسماعيلية، واتصل بي للتفاهم على الحل، ولكني اعتذرت له، بأنني مضطر إلى التفكير في الأمر، وعقد مجلس إدارة الجمعية للنظر ثم أجيبه بعد ذلك، وفي هذه الأثناء يؤسفني أن أقول إنني حضرت إلى القاهرة لمقابلة العضو المصري الوحيد في مجلس إدارة الشركة، فوجدت منه كل إعراض عن مصالح العمال، وكل انحياز إلى آراء الشركة ومديرها، وكل تجرد من أي عاطفة فيها معنى الغيرة الوطنية.
قابلت بعد ذلك مدير الشركة، وسألته عما ينقمه من فضيلة الشيخ، فلم أجد عنده إلا أنهم يريدون شخصًا يستسلم لمطالبهم، وكان كلامه كلمة لا أزال أذكرها : "إنني صديق للكثير من زعماء المسلمين، ولقد قضيت في الجزائر عشرين سنة، ولكني لم أجد منهم أحدًا كهذا الشيخ، الذي ينفذ علينا هنا أحكامًا عسكريةً كأنه جنرال تمامًا".
فناقشته في هذا الكلام وأفهمته أنه مخطئ، وأن الشركة هي التي تقسو على العمال وتنقص من حقوقهم، وتستصغر إنسانيتهم، وتبخل عليهم، وتقتر في أجورهم، في الوقت الذي يتضاعف ربحها، ويتكدس، وأن من الواجب علاج هذه الحال بعلاج نظم هذه الشركات، ووجوب قناعاتها باليسير من الربح، واتفقنا أخيرًا في أن يبقى الأستاذ الشيخ فرغلي شهرين حيث هو، وأن تقوم الشركة بتكريمه عند انتهاء هذه المدة، وأن تطلب رسميًا من الإخوان من يحل محله من المشايخ، وأن تضاعف للشيخ الجديد راتبه، وتعنى بسكنه ومطالبه، وفي نهاية المدة عاد فضيلة الشيخ فرغلي وتسلم مكانه فضيلة الأستاذ شافعي أحمد، واستمرت الدعوة تشق طريقها، في هذه الصحراء بسم الله مجريها ومرساها".
محمد فرغلي والجهاد في فلسطين:
كانت راحته في العمل وسعادته في الجهاد.
نزل الأستاذ البنا إلى الإسماعيلية أيام حرب فلسطين سنة 1948م وقضى مع الشيخ فرعلي جزءًا من الليل. وكان الشهيد على وشك السفر إلى ميدان القتال. قال له الإمام البنا : ربما أمكنك السفر مع الفجر وتقضي ليلك معنا.. في صلاة الفجر قالوا له لقد سافر الشيخ مبكرًا. وصار الإمام البنا يضرب بكف على كف ويقول فرحًا : هكذا الرجال المسلمون في مواضع المسؤولية.
ولم يكن الشيخ فرغلي ليقضي ساعات ظنها ساعات راحة بعيدًا عن ميدان الحرب في فلسطين وهو المسؤول عن أرواح المقاتلين.. ولما كان فقهه من فقه الأولين ممن مضوا على الطريق، فكان لابد أن يكون في مقدمة المحاربين. شاهرًا سلاحه.. مشاركًا بدمه وروحه... في سنة 1948م قامت على أرض فلسطين حرب ضارية بين اليهود الذين تساندهم روسيا وأمريكا وفرنسا وإنجلترا وبين العرب أصحاب الأرض وسكانها.
وأعلن الأستاذ البنا أن تحرير فلسطين عن طريق المجاهدين المؤمنين أقرب منه عن طريق الجيوش النظامية تحركها حكومات هزيلة يحكم الاستعمار قبضته حول أعناقها. وطالب الإخوان المسلمون يومئذ حكومة النقراشي بفتح الطريق أمامهم إلى فلسطين وإفساح المجال لهم في الداخل للتدريب والتسلح فرفضت. ورأى الإخوان أن يتسللوا في خفاء إلى فلسطين... فأحكمت الحكومة قبضتها على الحدود وعند القنطرة لمنعهم. وأحكم الإنجليز إغلاق حدود فلسطين ليمنعوهم من دخولها، ومع ذلك تسلل الإخوان ملبين نداء ربهم مستخفين بكل العوائق والعقبات ليقفوا إلى جانب إخوانهم المجاهدين الفلسطينيين
لقد كان الشيخ فرغلي من المبادرين إلى الجهاد في فلسطين عام 1948م، حيث دخلها على رأس قوة من مجاهدي الإخوان المسلمين، وكان من أبرز قادة الإخوان المسلمين الذين شرعوا بتدريب إخوانهم الفلسطينيين، وشاركوهم في اقتحام مواقع اليهود، وأقضوا مضاجعهم، وهاجموا مستعمراتهم.
ومن أعمال الشيخ فرغلي البطولية في فلسطين، أنه خرج وثمانية من إخوانه المجاهدين وراء خطوط اليهود، وتسللوا إلى مستعمرة قرب الفجر، وصعد الشيخ فرغلي أعلى مكان فيها، وأذّن الفجر، وظن اليهود أن الإخوان المسلمين داهموهم بليل، فولوا الأدبار هاربين، وفي مقدمتهم حراس المستعمرة، وفي الصباح سلم مجاهدو الإخوان المستعمرة إلى الجيش المصري دون استخدام سلاح أو إراقة دماء، وهكذا كانت جرأته وشجاعته وإقدامه، وإلى هذا الحد كان خوف اليهود وهلعهم من الإخوان المسلمين.
وفي سنة 1951م ألغت الحكومة المصرية معاهدة 1936م مع بريطانيا، فقابل الإنجليز الأمر باستخفاف، ونزل الشيخ فرغلي وإخوانه إلى المعركة بعزم وصدق وجلد على ضفاف قناة السويس، مما جعل الزعيم البريطانى "تشرشل" يطلق تصريحه المشهور في لندن حيث قال: "إن عنصرًا جديدًا قد نزل إلى ساحة المعركة".
وقد دارت معارك طاحنة بين الفدائيين المصريين وقوات الاحتلال البريطاني، على أرض القناة وفي معسكرات التل الكبير، ووسط ثكنات الجيش البريطاني، وفي بورسعيد والإسماعيلية والسويس، حيث سالت الدماء وفاضت أرواح الشهداء، وتأكد للإنجليز أن بقاءهم لن يطول أمام هذا العنصر الجديد الذي دخل المعركة من مجاهدي الإخوان المسلمين، وكانت المواقف البطولية للشيخ المجاهد محمد فرغلي تزرع الرعب في قلوب الإنجليز، مما دفعهم لإعلان جائزة كبرى ثمنًا لرأسه حيًا أو ميتًا، ولكنهم لم يفلحوا.
لقد كان الداعية المحنك الشيخ المجاهد محمد فرغلي هو رئيس الإخوان المسلمين بمنطقة الإسماعيلية، وكان ساعده الأيمن الذي يشد أزره، هو المجاهد الجسور يوسف طلعت، وكان الاثنان مصدر الخوف والرعب لقوات الاحتلال البريطاني بالقناة.
محمد فرغلي والرئيس عبد الناصر:
يقول الأستاذ كامل الشريف في كتابه القيم "المقاومة السرية في قناة السويس" : (.... لقد عرفت الشيخ محمد فرغلي – أول ما عرفته – يوم كان يرافق الإمام الشهيد حسن البنا في جولته على خطوط القتال في فلسطين، ثم توثقت بيننا عرى الأخوة، حين عملنا سويًا، خلال الحملة الفلسطينية، فازددت به معرفة وإعجابًا، فقد كان من الصنف الذي يفرض عليك – رغم تواضعه الشديد وأدبه الجم – أن تحترمه وتقدره، وكان مفتاح شخصيته هو "الترفع" : الترفع عن الصغائر، والترفع عن الخصومات، والترفع عن كل ما يشين، وكان شديد الحرص على سمعة الدعوة ونظمها، وغيورًا إلى أبعد الحدود، على هيبتها وكرامتها، وأذكر أن الشيخ فرغلي وأنا، كنا نمثل الإخوان في لقاء بمكتب البكباشى عبد الناصر، وكان وقتها وزيرًا للداخلية في وزارة محمد نجيب، وقد ضم الاجتماع رجال الانقلاب: عبد الحكيم عامر، وصلاح سالم، وكمال الدين حسين، فأراد ضباط الانقلاب أن يوقعوا بين الشيخ فرغلي والمرشد العام الهضيبي بذكرهم جهاد الشيخ فرغلي في فلسطين والقناة، وثنائهم عليه، والنيل من شخص المرشد العام، فما كان من الشيخ فرغلي، إلا أن قطع عليهم الحديث وقال غاضبًا: "يجب أن تدركوا أن هذا الرجل الذي تتحدثون عنه هو زعيمنا وقائد جماعتنا، وإنني أعتبر حديثكم هذا إهانةً للجماعة كلها ولشخصي بصفة خاصة، وإذا كان هذا أسلوبكم فإنكم لن تصلوا إلى شيء" فكان هذا القول كافيًا لإقناعهم أنهم أمام رجل صلب العود، قوى الشكيمة، فانصرفوا بالحديث إلى جهة أخرى.
ولم يكن الشيخ فرغلي من ذلك النوع من شيوخ الدين، الذين يتعلقون بالقشور ويبحثون عن المناصب والمراكز، ولكنه كان مجاهدًا بحق، وحسبه أنه ترك وظيفته وأهله وذهب إلى فلسطين مع رجال جماعته من المجاهدين، وحين نشبت معركة قناة السويس، ترك أهله مرةً أخرى، واندمج بكليته في المعركة".
ويستطرد كامل الشريف.. :"وحين بدأ الإنجليز التحرش بأهالي منطقة القناة، والتعدي على الناس، عمّت المظاهرات الشعبية المنطقة كلها، وانعقد مؤتمر كبير بالإسماعيلية برئاسة الشيخ محمد فرغلي حيث تقرر فيه التصدي للإنجليز بالقوة ومقاومتهم وضربهم في أوكارهم ومعسكراتهم، وقد حمل الشيخ فرغلي هذا القرار بوصفه رئيس المؤتمر إلى مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين بالقاهرة، وقد أعلن إضراب عام للعمال العاملين في قناة السويس وأضرب التجار عن إمداد الجيش الإنجليزي بالمواد التموينية، واندفع الشعب يساند مجاهدي الإخوان المسلمين، لمناجزة الإنجليز ومحاربتهم، وقد قتل الإخوان الكثير من جنود الإنجليز، وجرحوهم ودمروا الكثير من المنشآت العسكرية، والجسور والدبابات والمصفحات، فخاف الجنود وأعلنت حالة الطوارئ عندهم ومنعوا من الخروج من معسكراتهم بعد الغروب، وانكسرت هيبتهم أمام الناس، وصار الأطفال يرمونهم بالحجارة، وتحمس بعض ضباط الجيش المصري واندفعوا مع الإخوان يدربون الشباب على أنواع الأسلحة وفنون القتال، وقد أتيح لي شخصيًا أن أحضر اجتماعات متعددة، كانت تعقد – في منزل الشيخ محمد فرغلي بالإسماعيلية – يحضرها بعض الضباط المصريين وبعض قادة الإخوان المسلمين، وكان الشيخ فرغلي ويوسف طلعت يحسب لهما الإنجليز وأعوانهم حسابًا شديدًا، ويرصدون تحركاتهما من خلال الجواسيس والعملاء المأجورين، وقد نشرت مجلة "روز اليوسف" حديثًا مطولاً للشيخ فرغلي مع مندوبها، وقد وصفته المجلة بأنه الشيخ الغامض الذي يحسب له الإنجليز ألف حساب، حيث قال في حديثه للمجلة : "إن الإخوان المسلمين لا يستطيعون الكف عن محاربة الإنجليز؛ حتى يتم جلاء القوات البريطانية، وإن أفضل طريقة أمام القيادة البريطانية لحماية جنودها هي سحبهم من قناة السويس.
إعـدام الشـيخ فرغلي وأصداؤه:
وها هو الطاغية يتطوع بتقديم رأس الشيخ على حبل المشنقة إرضاءً لسادته اليهود والإنجليز والأمريكان والروس، هديةً مجانيةً مع إخوانه الشهداء الخمسة الذين أعدموا جميعًا يوم 7 /12 / 1954م، حيث وقف الشيخ المجاهد شامخ الرأس أمام حبل المشنقة باسمًا في إقدام، فرحًا في إيمان، مرددًا قول من سبقوه من إخوانه وهم يمضون في طريق الشهادة (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) وقال قولته الشهيرة : "إننى مستعد للموت فمرحبًا بلقاء الله"، وصدق الله العظيم إذ يقول (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) ولقد أوردت مجلة "بارى ماتش" الفرنسية في عددها الصادر يوم 8/12/1954م الخبر التالي : (في الساعة السادسة من صباح يوم أمس 7 /12/1954م رفُع العلم الأسود على سجن القاهرة، وسيق المحكوم عليهم بالإعدام يسيرون بأقدام عارية، وملابس الإعدام الحمراء، وبدأ تنفيذ الأحكام في ستة من الإخوان المسلمين هم :"محمود عبد اللطيف، يوسف طلعت، هنداوي دوير، إبراهيم الطيب، محمد فرغلي، عبد القادر عودة، الساعة الثامنة، وقد ذهب المحكوم عليهم إلى المشنقة بشجاعة منقطعة النظير، وهم يحمدون الله على حصولهم على شرف الشهادة، وقال الشيخ فرغلي : "أنا على استعداد للموت مرحبًا بلقاء الله" ).
ولقد عمّ العالم العربي والإسلامي موجة من السخط الشديد، والاستنكار الغاضب، وأُعلن الحداد في بلاد الشام وغيرها، على هؤلاء الشهداء، نكتفي بإيراد مقتطفات من كلمة الأستاذ الكبير علي الطنطاوي التي أذيعت من دمشق ونُشرت في عدد من الصحف العربية والإسلامية حيث قال لو كان الأمر لي، لما جعلته يوم حداد، بل يوم بشر وابتهاج، ولما صيرته مأتمًا بل عرسًا، عرس الشهداء الأبرار على الحور العين، ولما قعدت مع الإخوان أتقبل التعزيات، بل التهنئات، وهل يرجو المسلم إلا أن يموت شهيدًا؟ وهل يسأل الله خيرًا من حسن الخاتمة ؟ إني لأتمنى – والله شاهد على ما أقول – أن يجعل منيتي على يد فاجر ظالم، فأمضي شهيدًا إلى الجنة، ويمضي قاتلي إلى النار، فتكون مكافأتي سعادتي به، ويكون عقابه شقاؤه بي.
هذا هو العقاب ، عقاب الناصر لأوليائه، القاهر فوق أعدائه الذي ستقف أمامه وحدك ليس معك جيشك ولا دباباتك وسلاحك، ولا عتادك، تساق إليه وحيدًا فريدًا، ليسألك الله عن هذه الدماء الزكية فيم أرقتها ؟ وعن هذه الأرواح الظاهرة فيم أزهقتها ؟ وعن هاتيك النساء القانتات الصابرات فيم رملتهن ؟ وعن أولئك الأطفال البرآء،فيم يتمتهم ؟ وعن هذه الجماعة الداعية إلى الله المجاهدة في سبيله، فيم شمّت بها أعداء الله ورسوله ؟
فإن كان عندك دفاع فأعده من الآن، لتدلي به أمام محكمة الجبار، التي لا تحكم بالموت شنقًا، بل بالحياة الدائمة في النار، التي يصغر الشنق ألف مرة من عذاب لحظة منها، يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا حزب ولا أعوان ولا سيف ولا سلطان، يوم تتبدل الموازين وتتغير المقاييس ويكون الفضل للفاضل، والصدر للصالح، وتنزل ملوك وتعلو سوقة، يوم ينادي المنادي لمن الملك اليوم؟ للطغاة ! للبكباشية ! لسادة بكنجهام والبيت الأبيض والكرملين ! كلا، إنه لله الواحد القهار.
فهل تجد لك طريقًا لا يمر بك على المحشر؟ ولا يقف بك موقف الحساب ؟ هل تعرف ملكًا تفر إليه؟.
ولقد حكمت مصر من المماليك ومن قبلهم فرعون وهامان فأين اليوم فرعون والمماليك ؟
أين من طغى وبغى، وقال أنا ربكم الأعلى ؟
لقد ساروا جميعًا في ركاب عزرائيل، تشيعهم دعوات المظلومين).
رحم الله شهيدنا الشيخ محمد فرغلي، ورحم الله كوكبة الشهداء الذين أُعدموا معه والذين سبقوهم ولحقوا بهم، ورحمنا الله معهم، وجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
المراجع:

1) الموسوعة الحــــركية - بإشراف الأستاذ / فتحى يكن
2) من أعلام الحركة الإسلامية - للمستشار / عبد الله العقيل
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-02-2009, 11:11 PM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي رد: الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات

بارك الله فيك اخي الحبيب على طرحك

ورحم الله هذه الشخصية الفذة

بالتوفيق
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-03-2009, 12:01 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات

مشكور اخى الحبيب سامى ونسال الله اللحاق به على خير حال غير مبدلين ولا مغيرين
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-03-2009, 10:01 PM
الصورة الرمزية إكرام أحمد
إكرام أحمد إكرام أحمد غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 4,886
الدولة : Algeria
افتراضي رد: الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أول مرة أسمع بهذه الشخصية

بارك الله فيك لأنك
عرفتنا بها
أخي الفاضل
أبو مصعب المصري
__________________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-03-2009, 01:43 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات

[quote=إكرام أحمد;663105]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




أول مرة أسمع بهذه الشخصية

بارك الله فيك لأنك
عرفتنا بها
أخي الفاضل

أبو مصعب المصري

اولا مشكورة اختى الفاضلة لمرورك الطيب
وكونه ليس معروفا كونه من المخلصين الطاهرين
وايضا بفضل التعتيم الاعلامى على اعلام الحركة الاسلامية
وحسبنا الله ونعم الوكيل
فى زمن غيبت القدوات الطيبة الطاهرة
وظهرت قدوات شاذة الفكر كا الفنانين ولا عبى الكرة
ولا حول ولا قوة الابالله
ومشكورة
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-03-2009, 08:39 PM
بكاء بكاء غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: لبنان
الجنس :
المشاركات: 149
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخى الكريم ورحم الله الشيخ محمد فرغلى
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27-03-2009, 05:30 PM
الصورة الرمزية ريحانة دار الشفاء
ريحانة دار الشفاء ريحانة دار الشفاء غير متصل
مراقبة قسم المرأة والأسرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 17,018
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشيخ الشهيد "محمد فرغلي..............اعلام وشخصيات

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاك الله خيرا اخى الكريم
ابو مصعب المصرى
على المعلومات القيمه جعلها الله بميزان حسناتك
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.58 كيلو بايت... تم توفير 4.68 كيلو بايت...بمعدل (4.86%)]