الثواب على قدر المشقة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2020, 08:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الثواب على قدر المشقة

الثواب على قدر المشقة
خولة درويش





مقولة نسمعها كثيرًا: (الثواب على قدر المشقة)..
يقول ابن تيمية رحمه الله: هذا القول ليس بمستقيم على الإطلاق، كما قد يستدل به طوائف على أنواع من الرهبانيات والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله، من تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل الله من الطيبات. ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((هلك المتنطعون)) وأما قول: الأجر على قدر الطاعة فقد تكون الطاعة لله ورسوله في عمل ميسر كما يسر الله على أهل الإسلام الكلمتين وهما أفضل الأعمال. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان على الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم))[1]...

وقد يكون العمل شاقًا، ففضله لمعنى غير مشقته. والصبر عليه مع المشقة يزيد ثوابه وأجره فيزداد الثواب بالمشقة. كما أن من كان بُعده عن البيت في الحج والعمرة يكون أجره أعظم من القريب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في العمرة: ((أجرك على قدر نصبك)).

لأن الأجر على قدر العمل في بعد المسافة. وبالبعد يكثر النصَب فيكثر الأجر. وكذلك الجهاد.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة. والذي يقرأه ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)).

وكثيراً ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب، لا لأن التعب والمشقة مقصودان من العمل، ولكن لأن العمل يستلزم المشقة والتعب.
هذا في شرعنا الذي رفعت عنا فيه الآصار والأغلال. ولن يجعل علينا فيه حرج، ولا أريد بنا فيه العسر[2].

وقال الإمام العز بن عبد السلام: إذا اتحد الفعلان في الشرف. وكان أحدهما شاقًا، فقد استويا في أجرهما لتساويهما في جميع الوظائف. وانفرد أحدهما بتفرد المشقة لأجل الله سبحانه وتعالى، فأثيب على تحمل المشقة لا على عين المشاق. إذ لا يصح التقرب بالمشاق. لأن القرب كلها تعظيم للرب سبحانه وتعالى وليس عين المشاق تعظيمًا ولا توقيرًا.

فإذا باشر الإنسان عملاً وترتبت عليه مشقة غير مقصودة، أو لك تكن له إلا وسيلة واحدة إلى ذلك المقصود، فإن الله تعالى بفضله وكرمه لا يحرمه من الأجر والثواب بسبب تلك المشقة الحاصلة تبعًا بغير قصده واختياره. مثال ذلك: ألا يكون له إلى المسجد أو مشاعر الحج إلا طريق واحد شاق وعر فمشى فيه. فالأجر ثابت له فضلًا وكرمًا.

قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [3]. نظير ذلك ما يكفر عن العبد من خطاياه بسبب المصائب التي تقع عليه وليس له اختيار في وقوعها. كما قال عليه الصلاة والسلام: ((ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته))[4].

فسبحان من جعل هذا الدين ميسرًا فطريًا. وسبحان الله الذي لم يجعل علينا في الدين من حرج، ولم يكلفنا ما لا يطاق. لما في ذلك من قهر للنفس ومجافاة للاعتدال:
فقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعندها امرأة فقال: من هذه؟
قالت: فلانة، تذكر من صلاتها. قال: مه! عليكم بما تطيقون. فوالله لا يمل حتى تملوا. فكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه[5].

ولو قيل إن التكليف على قدر الطاقة لكان ذلك القول سليمًا. لأن السقيم ليس كالصحيح في التكليف.
وقد اتفق المسلمون على أن المصلي إذا عجز عن أداء بعض واجبات الصلاة كالقيام أو القراءة أو الركوع أو السجود أو ستر العورة أو استقبال القبلة أو غير ذلك، سقط ما عجز عنه.

وإنما يجب عليه ما إذا أراد فعله إرادة جازمة أمكنه ذلك...
بل متى كان العبد قادرًا على الفعل مع ضرر يلحقه جعل كالعاجز في مواضع كثيرة من الشريعة، كالتطهر بالماء والصيام في المرض، والقيام في الصلاة تحقيقًا لقوله تعالى ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر))[6].

ومن القواعد الأصولية:
((المشقة تجلب التيسير)). وكذلك أن ((الأمر إذا ضاق اتسع)) فالقصد في الطاعات المصلحة للمكلف لا المشقة له. وذلك ليؤدي الطاعة في انشراح صدر ونشاط نفس. (وليس للمكلف أن يقصد المشقة نظرًا إلى عظم أجرها. وله أن يقصد العمل الذي يعظم أجره لعظم مشقته من حيث هو عمل)[7].

فالله سبحانه وتعالى لا يريد الإعنات والمشقة. فقد جاء في الحديث الصحيح:
((إن هذا اليد متين فأوغلوا فيه برفق))[8].
فكما أن من مداخل الشيطان الإهمال، فمن مداخله أيضا الغلو فلنحذر من نزغات الشيطان، ولنصفّ النفوس من تلك الوساوس الشيطانية وقد قال بعض السلف: ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان إما إلى تفريط وإما إلى مجاوزة وهي الإفراط، ولا يبالي بأيها ظفر زيادة أو نقص[9].

أما ما نجده من تعمد المشقة وقصدها ظنًا أن في ذلك تكثيرًا للحسنات، فهو من تأثير النصرانية المحرفة وما فيها من رهبانية وفصل الدين عن الحياة، أما الإسلام فشأنه الدعوة للاقتصاد في العبادة، لأن ذلك أدعى للإقبال على العبادة بنشاط.

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: ما هذا الحبل؟
قالوا: هذا حبل زينب فإذا فترت تعلقت به فقال: ((لا، حلوه فليصلّ أحدكم نشاطه. فإذا كسل أو فتر فليقعد))[10].
فالقصد هو الطاعة والامتثال لأمر الله، وفي ذلك مصلحة للمكلف لا المشقة له.


[1] أخرجه البخاري ومسلم.

[2] ينظر الفتاوى لابن تيمية رحمه الله، 10/ 620-622.

[3] سورة التوبة، الآية 120.

[4] الحديث أخرجه مسلم في الصلاة، ينظر قواعد الوسائل في الشريعة الإسلامية، 150.

[5] أخرجه الإمام البخاري في كتاب الإيمان.

[6] مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، 8/ 438-439، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم، مكتبة المعارف، الرباط، المغرب.

[7] الموافقات للشاطبي، 2/ 86.

[8] أخرجه الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه، والحديث قال عنه الألباني: حسن، ينظر صحيح الجامع الصغير، 1/ 447.

[9] تهذيب مدارج السالكين،333 كتبه ابن القيم وهذبه عبد النعم العزي / ط1/ 1413هـ، نشر مكتبة السوادي، جدة.

[10] أخرجه الإمام مسلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.88 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]