مشاعر حاج جديد!! - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215414 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2019, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي مشاعر حاج جديد!!

مشاعر حاج جديد!!
سمير بن علي بن محمد غياث



الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، رب الأرض والسماوات، واهب الخيرات والأعطيات، والصلاة والسلام على سيد البريات، المؤيد من ربه بالآيات البينات، محمد وعلى آله وصحبه ملء اللحظات ولأوقات.
أما بعد:
فإن الحج آية من آيات الله - تعالى -الدالة على صدق دينه، وشريف رسالته، وعظيم منهجه.
لقد حججت في هذا العام 1431هـ - وهي أول حجة لي، أسأل من ربي - تعالى -أن يجعلها حجاً مبروراً، وسعياً إليه مشكوراً، وأن يزدني من فضله - سبحانه -، وأن يجزي خيراً من يسّر لي أمر هذه الحجة.
حججت هذا العام.. فرأيت وشاهدت، وعايشت وصاحبت، وذقت وأحسست..بما لا قدرة لهذا القلم على صياغته، ولا معرفة لهذه الحروف بلسانه ولغته!
نعم:
تلك المشاعر لا لسان بلاغة *** يصف الذي قد بات في أحشائها
كلا ولا هذي الحروف تحيطها *** علماً، ولا الأقلام من أصدائها
أفسر ماذا، والهوى لا يُفسّر؟!
إنها المشاعر.. مخبئات القلوب، ومكنونات الأفئدة..
إنها مشاعر حاج جديد!! لأول مرة تدب قدماه على حصباء تلك المناسك العظيمة.. وبين تلك المشاعر المقدسة.. وهناك التقت المشاعر بالمشاعر.. فلا تسل عن المشاعر!!
نعم: لقد مشيت في تلك المشاعر المقدسة.. التي مشت فيها أقدام خير نبي وأعظم مرسل من ربه.. - عليه الصلاة والسلام -.. حبيب القلوب، وزمزم الأدواء!
حججت هذا العام.. فرأيت:
-أن الحج عبادة تدعو البشرية - بندائها المميز إلى إخلاص العبادة للخالق وحده - سبحانه -.. وتحثهم على توحيده، وترشدهم إلى التسليم له جل في علاه:
لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك
حججت في هذا العام.. فرأيت:
- أن الحج كتاب مفتوح.. كلٌ يقرأه بلغته؛ فحروفه واضحة كالشمس.. يقرؤها الأمي كما يقرؤها المتعلم.. والمرأة كما يقرؤها الرجل.. لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.
حججت في هذا العام.. فتعلمت:
- أن من أراد أن يكتسب خُلق الصبر فعليه بالحج..
• لأنك في الحج قد حظر الشارع الحكيم عليك أموراً لا بد أن تصبر عنها إلى الأجل المعلوم.
• ولأنك في الحج ستؤذيك حرارة الشمس، وتقلقلك برودة الليل إن كان شتاء -.
• ولأنك في الحج قد يقرصك الجوع، ويطاردك الظمأ.
• ولأنك في الحج قد تجد من يؤذيك بسبٍ، أو يعيرك بسخرية! أو يدفعك في زحام شديد؛ فالناس يأتون من أجناس مختلفة، وأعراق متباينة، وبطبائع وعادات متفاوتة! فلا بد من الصبر..
• ولأنك في الحج قد تجد من يدوسك بقدمه متعمداً.. ثم يكفهر في وجهك!
وقد تجد من يدوسك بقدمه مخطئاً.. فيربت على كتفك بيده، ويعتذر بلسانه، ويبتسم لك بفمه؛ لتسامحه بقلبك! فما عليك إلا أن تطفئ حرارة تلك ببرودة هذه، وتصبر.. وتتذكر: ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
حججت في هذا العام.. فتعلمت:
- أن الحج يسوق المسلم سوقاً حثيثاً إلى التواضع لعباد الله - تعالى -..
* لأن الكل هنا بثوب واحد.. لا تميز بين الملك والمملوك، ولا الرئيس والمرؤوس، ولا العالم والجاهل، مناسك الجميع واحدة.. ليس للملوك والرؤساء ووجهاء الناس مناسك، ولغيرهم مناسك أخرى! لا.. لا ( ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ). (1)
تمشي وسط مئات الآلاف من الحجيج.. لا يؤبه لك!! وأنت في بلدك العالم المحترم.. أو المفكر الفذ.. أو الخطيب المِصْقَع(2).. أو.. أو.. فتَتَعْلَم هناك - في الحج - أنك مهما بلغت في الدنيا من الشرف.. فأنت عبد لله.. ضعيف صغير مسكين.. واحد بين ملايين من العباد.. فترفق بنفسك رويداً رويداً.. واخفض جناحك للمؤمنين.
حججت في هذا العام.. فتعلمت:
- أنه لا بد لك في حجك من رفيق صالح ناصح.. يعينك على الطاعة، يكون لك معه لحظات تأمل في هذه العبادة وأسرارها.. ينبهك إن أخطأت، ويذكرك إن نسيت.
وختاماً أقول:
هذا شيء يسير سرقته من مشاعري فبثثته! وسأراودها علها تأذن للقلم أن يصوغها..
وإلا فقد شاهدت في الحج منظراً وأشياء تستهوي دموعاً بحرقةِ
وتستمطر الكلمات في مدح خالقٍ له أذعنت كل النواصي وذلتِ
ولعل فيما قاله ابن داود شيء من تلك المشاعر وأشواق العودة إلى تلك المشاعر، حيث يقول عن الكعبة المشرفة:
يا ربة الستر هل لي نحو مغناكِ *** مِن عودة أجتلي فيها محياكِ
أم هل سبيلٍ إلى لقياكِ ثانية *** لمغرم ما مُناه غير لقياكِ
له نوازعُ شوقٍ بات يضرمها *** بين الجوانح والأحشاء ذكراكِ
لم ينس طيبَ لياليكِ التي سلفت *** وكيف ينساكِ صبٌّ بات يهواكِ!
يا ربة الخال كم قد طَلَّ(3) فيكِ دم *** فما أجلَّ بعَرْض البِيد قتلاكِ
أسرْتِ بالحسن ألباب الأنام فما *** أعز في ذل ذاك الأسر أسراك
ماذا عساها ترى تنأى الديارُ بنا *** لو كنتِ في مسقط الشِّعرى لجيناك!
ولو تحجبتِ بالسُّمر الذوابل عن *** زوار ربعك يا سَمْرا لزرناك
تهتكت فيك أستار الهوى ولهاً *** لما بدا من خلال الستر معناك
يا هل ترى يسمح الدهر المشت بما *** أرجوه من قرب مغناك لمضناك
وأجتلي من محياك الجميل ضحى ***ما بات يحكيه لي من حسنكِ الحاكي
من بعد خط رحالي في حمى أرَجِ(4) الـ *** أرجاء بالمصطفى الهادي الرضى الزاكي
خير الخلائق طراً عند خالقه *** وخاتم الرسل ما حي كلَّ إشراك
سبّاق غايات أقصى الفضل والشرف الـ *** أعلى وراقي العلى من غير إدراك
محمد ذي المقال الصادق الحسَن الـ *** مصدوق في القول مُقْصِي كل أفاك
يا نفس إن بلَّغتكِ العيسُ حجرتَه ***وصافحت يمنَ ذاك الربع يمناك
وقمتِ بين يديه للسلام على *** أقدامِ ذلك تذري الدمع عيناك
عساك أن ترزقي عطفاً عليك فإن *** رزقت ذاك فيا والله بشراك
وليهنك السعد إذ حطت رحالك في *** ربع به لم تزل تحدي مطاياك
فثم أندى الورى كفاً وأعظمهم *** جاهاً وأرحبهم صدراً لملقاك
وآحر قلباه مِن شوق لرؤيته *** فقد تقادم عهد الشيِّق الشاكي
بالله يا نفس كوني لي مساعدة *** حاشاك أن تخذليني اليوم حاشاك
وجددي العزم في ذا العام واجتهدي *** عسى بذلك تخبو نار أحشاك
فإن حرمت لقاه تلك معذرة *** وإن ظفرتِ به يا حسن مسعاك
صلى عليه إله العرش ما قطعت ***كواكب الأفق ليلاً برج أفلاك(5)
ـــــــــــــــــــــــ
([1]) سورة البقرة: (199).
(2) قيل: هو من رَفْعِ الصَّوْتِ، وقيل يذهب في كل صُقْعٍ من الكلام أَي ناحية. لسان العرب: (8/ 201).
(3) الطل هنا: هَدَرُ الدَّمِ أو أن لا يُثْأرَ به. انظر القاموس والتاج وغيرهما.
(4)الأَرجُ: - محرّكةً -: نَفْحَةُ الرِّيحِ الطَّيّبَة. تاج العروس من جواهر القاموس: (5/ 402).
(5) أعيان العصر وأعوان النصر: (2/ 50) في ترجمة علي بن داود، نجم الدين القحفازي، الحنفي. وقد حذفت منها بعض الأبيات التي فيها مبالغة غير مشروعة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.75 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]