غزوة الطائف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4411 - عددالزوار : 849035 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3941 - عددالزوار : 385562 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 171 - عددالزوار : 59782 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 162 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 28264 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 797 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          السلفيون ومراعاة المصالح والمفاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 687 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 100 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-09-2019, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي غزوة الطائف

غزوة الطائف (1)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:

وهذه الغزوة في الحقيقة امتدادٌ لغزوة حُنين[1]، وذلك أن معظم فلول[2] هوازن وثقيف دخلوا الطائف مع قائدهم مالك ابن عوف النصري، وتحصنوا بها، فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من حنين، وذلك في شهر شوال سنة ثمانٍ للهجرة.

وكانت ثقيف لما انهزموا من حنين وأوطاس، تحصنوا بحصونهم المنيعة في الطائف.



طريق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وحصارها:

تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، وقد جعل على مقدمته خالد بن الوليد رضي الله عنه، حتى نزل قريبًا من حصن الطائف، فضرب عسكره هناك، وفرض على أهلها الحصار[3]، وأشرفت ثقيف، وأقاموا يرمون المسلمين بالنبال والحجارة رميًا شديدًا، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراح، فاضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرتفع بعسكره إلى مسجد الطائف اليوم، فعسكر هناك، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه أم سلمة رضي الله عنها.



قصة المخنث:

فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة رضي الله عنه، وعندها أخوها عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، ومُخنث[4] يدعى هيتا[5]، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة: يا عبد الله! إن فتح الله عليكم الطائف غدًا، فعليك بابنة[6] غيلان[7]، فإنها تُقبل بأربع، وتدبر بثمان[8]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ»[9].



قال الحافظ في الفتح: ويُستفاد منه حجب النساء عمن يفطن لمحاسنهن، وهذا الحديث أصل في إبعاد من يُستراب[10] به في أمر من الأمور[11].



رمي الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الطائف بالمنجنيق:

ونصب رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجنيق على أهل الطائف، وقذف به القذائف، وهذا أول منجنيق يُرمى به في الإسلام، كما نثر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسك[12] حول الحصن.



ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه رضي الله عنهم على الرمي، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه عن أبي نجيح[13] السلمي رضي الله عنه قال: حاصرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حصن الطائف، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ لَهُ عَدْلُ مُحَرَّرٍ[14]، وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».



قال أبو نجيح رضي الله عنه: فبلغت يومئذ ستة عشر سهمًا[15].

ولما كان القتال تراشقًا بالسهام عن بعد، استخدم المسلمون «الدبابة»[16]؛ ليحموا بها أنفسهم من السهام، حتى يصلوا إلى الحصن، فعندما رأتهم ثقيف، ألقت عليهم قطعًا من حديد محماة بالنار، فأحرقت الدبابة فخرجوا من تحتها، فرموهم بالنبال، فقتلوا منهم رجالًا.



إسلام عبيد من الطائف:

ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر! فنزل إليه ثلاثة وعشرون رجلًا، فيهم: نفيع بن مسروح، تسور حصن الطائف وتدلى ببكرة مستديرة، يُستقى عليها الماء، فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكرة، فأسلم هؤلاء العبيد، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أسلمت ثقيف بعد ذلك سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد إليهم أبا بكرة، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، وقال: «هُوَ طَلِيقُ اللَّهِ، وَطَلِيقُ رَسُولِهِ»، فكان مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم[17].



رؤيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ورحيل المسلمين:

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه رأى رؤيا، وهو محاصر ثقيفًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّيرَأَيْتُ أَنِّي أُهْدِيَتْ لِي قَعْبَةٌ[18] مَمْلُوءَةٌ زُبْدًا فَنَقَرَهَا دِيكٌ فَهَرَاقَ مَا فِيهَا»، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما أظن أن تُدرك منهم يومك هذا ما تريد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَا لَا أَرَى ذَلِكَ»[19].



ولما طال حصار الطائف واستعصى على المسلمين، ولم يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح الطائف، قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نَادِ فِي النَّاسِ إِنَّا قَافِلُونَ[20] إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، فثقل ذلك على المسلمين واستنكروه، وقالوا: نذهب ولا نفتحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ»، فغدوا فأصابهم جراح، فقالوا: يا رسول الله! أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا، وَائْتِ بِهِمْ»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّا قَافِلُونَ غَدَاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك[21].



وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى بثقيف مسلمين، قبل أن يرتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة.



إسلام سراقة بن مالك الجعشمي رضي الله عنه:

غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف متوجهًا إلى الجعرانة، وفي الطريق لقيه سراقة بن مالك الجعشمي، فدخل في كتيبة من خيل الأنصار، فجعلوا يقرعونه بالرماح ويقولون: إليك إليك، ماذا تريد؟



قال سراقة: فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته، والله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه[22] كأنها جمارة[23]، قال: فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله! هذا كتابك لي[24]، أنا سراقة بن مالك بن جعشم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَوْمُ وَفَاءٍ، وَبِرٍّ، ادْنُهْ».



قال سراقة رضي الله عنه: فدنوت منه، فأسلمت، ثم تذكرت شيئًا أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فما أذكره، إلا أني قلت: يا رسول الله! الضالة من الإبل تغشى حياضي، وقد ملأتها لإبلي، هل لي من أجر في أن أسقيها؟ قال صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى[25] أَجْرٌ».



قال سراقة رضي الله عنه: ثم رجعت إلى قومي، فسقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتي[26].



قسمة الغنائم بالجعرانة:

ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة، فنزل بها، وأقام بها ثلاث عشرة ليلة لا يقسم الغنائم، يبتغي أن يقدم عليه وفد هوازن مسلمين، فيحرزوا[27] ما أصيب منهم، فلما لم يجئه أحد أمر بتقسيم الغنائم.



البدء بالمؤلفة قلوبهم[28] وهم سادات العرب:

أول من أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنائم هم سادات العرب، يتألفهم إلى الإسلام، فأعطى أبا سفيان بن حرب مئة من الإبل[29].



وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن الحارث ابن عمه صلى الله عليه وسلم مئة من الإبل، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأقرع بن حابس التميمي مئة من الإبل، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عُيينة بن حصن الفزاري مئة من الإبل، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن عُلاثة[30] مئة من الإبل، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن مرداس دون ذلك، فأنشأ يقول:

أَتَجْعَلَ نَهْبِي وَنَهْبَ العُبَيْـ

ـدِ[31] بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالَأقْرَعِ

فَمَا كَاَن بَدْرٌ وَلَا حَابِسٌ

يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي مَجْمَعِ

وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا

وَمَنْ تَخْفِضِ اليَوْمَ لَا يُرْفَعِ

فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم المائة من الإبل[32].



وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم حكيم بن حزام مئة من الإبل، ثم سأله مئة أخرى، فأعطاه إياها، ثم سأله فأعطاه[33]، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا حَكِيمُ!إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى».



قال حكيم: فقلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق لا أرزأ[34] أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا.

فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيمًا ليعطيه فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل منه، فقال عمر رضي الله عنه: إني أُشهدكم معشر المسلمين، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء[35]، فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيمٌ أحدًا من الناس شيئًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تُوفي[36].
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-09-2019, 03:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غزوة الطائف

غزوة الطائف (1)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي






قال الحافظ في الفتح: وإنما امتنع حكيم من أخذ العطاء، مع أنه حقه؛ لأنه خشي أن يقبل من أحد شيئًا فيعتاد الأخذ، فتتجاوز به نفسه إلى ما لا يريده، ففطمها عن ذلك، وترك ما يريبه إلى ما لا يريبه[37].



وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية – وكان ما زال مشركًا – مئة من الإبل، ثم مئة ثانية، ثم مئة ثالثة.



قال صفوان: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ[38].



وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن هشام مئة من الإبل، وأعطى سهيل بن عمرو مئة من الإبل[39]، وأعطى حويطب بن عبد العُزى مئة من الإبل[40].



وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرين خمسين خمسين، وأربعين أربعين، حتى شاع في الناس أن محمدًا صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال حتى اضطروه إلى سمرة[41]، فخطفت[42] رداؤه صلى الله عليه وسلم، فقال: «أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ[43] نَعَمًا[44] لَقَسَمْتُهَا بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا، وَلَا كَذَّابًا، وَلَا جَبَانًا»[45][46].



والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





[1] وبعض المؤرخين يجعلها غزوة مستقلة عن حنين.



[2] الفَلُّ: بفتح الفاء: القوم المنهزمون، وربما قالوا: فلول وفلال، انظر النهاية (3/ 425).



[3] اختلف في مدة الحصار الذي أقامه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الطائف، فعند موسى بن عقبة: أنها كانت بضعة عشرة ليلة، وفي رواية عروة بن الزبير، بضعًا وعشرون ليلة، وعند ابن إسحاق في السيرة (4/ 134)، بضعًا وعشرون ليلة، وفي صحيح مسلم برقم 1059: أنهم أقاموا عليهم أربعين ليلة.



[4] قال الحافظ في الفتح (9/ 334-335): المخنث: بكسر النون وبفتحها: هو من يشبه خلقه النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك، فإن كان من أصل الخلقة، لم يكن عليه لوم، وعليه أن يتكلف إزالة ذلك، وإن كان بقصد منه وتكلف له فهو المذموم، ويطلق عليه اسم مخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعل.



[5] قال الحافظ في الفتح (8/ 44)، هيتًا: بكسر الهاء وسكون الياء.



[6] اسمها: بادية، وقد أسلمت بعد ذلك والحمد لله، انظر الإصابة (8/ 45).



[7] قال الحافظ في الفتح (9/ 335)، غيلان بفتح الغين، وهو ابن سلمة الثقفي، وهو الذي أسلم وتحته عشر نسوة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعًا.



[8] معناه: أن أعكانها ينعطف بعضها على بعض، وهي في بطنها أربع طرائق، وتبلغ أطرافها إلى خاصرتها في كل جانب أربع، ولإرادة العُكن ذكر الأربع والثمان، وحاصله أنه وصفها بأنها مملوءة البدن بحيث يكون لبطنها عكن، وذلك لا يكون إلا للسمينة من النساء، انظر فتح الباري (9/ 335)، العُكن والأعكان: هي الأطواء في البطن من السمن. انظر لسان العرب (9/ 345).



[9] أخرج ذلك البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف برقم 4324، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب برقم 2180.



[10] يُستراب: أي من الريب، وهو الشك، انظر لسان العرب (5/ 384).



[11] انظر فتح الباري (9/ 336).



[12] الحسك: بفتح الحاء والسين، جمع حسكة: وهي شوكة صلبة معروفة، انظر النهاية (1/ 371).



[13] نجيح: بفتح النون، وكسر الجيم.



[14] المحرر: أي أجر من أعتق رقبة، انظر النهاية (1/ 349).



[15] أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم 17022، والترمذي في سننه، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله برقم 1733، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.



[16] الدبابة: آلة تتخذ من جلود وخشب يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه، وتقيهم ما يرمون به من فوقهم، انظر النهاية (2/ 91).



[17] أخرج ذلك الإمام البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف برقم 4326، 4327، وأحمد في مسنده برقم 2229، والطحاوي في مشكل الآثار برقم 4273.



[18] القعب: القدح الضخم، انظر لسان العرب (11/ 235).



[19] انظر سيرة ابن هشام (4/ 98).



[20] قفل: رجع، انظر النهاية (4/ 81).



[21] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4325، ومسلم في صحيحه رقم 1778.
وأخرج دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لثقيف بالهداية: الإمام أحمد في مسنده برقم 14702، وقال محققوه: إسناده قوي على شرط مسلم، والترمذي في سننه برقم 3942.



[22] الغرز: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل: هو الكور مطلقًا مثل الركاب للسرج، انظر النهاية (3/ 322).



[23] الجمارة: قلب النخلة، شبه ساقه ببياضها، انظر النهاية (1/ 283).



[24] هذا الكتاب هو كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه سراقة يوم الهجرة، وهو كتاب أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسراقة إن لم يخبر أحدًا بطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة، وقد فعل رضي الله عنه، رواه البخاري في صحيحه برقم 3906.



[25] كبد حرى: أي عطشى، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى أن في سقي كل ذي كبد حرى أجرًا، انظر النهاية (1/ 350).



[26] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 17581 مختصرًا، وابن إسحاق في السيرة (2/ 88)، وإسناده حسن كما قال محققو المسند، انظر حديث رقم 17581.



[27] يقال: أحرزت الشيء: إذا حفظته وضممته إليك، وصنته عن الأخذ، انظر النهاية (1/ 352).



[28] قال الحافظ في الفتح (8/ 48): المراد بالمؤلفة ناس من قريش أسلموا يوم الفتح إسلامًا ضعيفًا؛ ولم يتمكن الإسلام من قلوبهم.



[29] أخرج إعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم أبا سفيان مئة من الإبل: الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم برقم 1060.



[30] قال الإمام النووي في شرح مسلم (7/ 139)، عُلاثة: بضم العين.



[31] العُبيد: بضم العين وفتح الباء: اسم فرس للعباس بن مرداس، انظر شرح غريب السيرة (3/ 130).



[32] أخرج ذلك كله: مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم برقم 1060، 137، 138.



[33] في رواية الإمام أحمد في مسنده برقم 15321، قال حكيم: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال فألحفت: أي بالغت.



[34] قال الحافظ في الفتح (3/ 336)، لا أرزأ: بفتح الهمزة وإسكان الراء وفتح الزاي: أي لا أُنقص ماله بالطلب منه.



[35] الفيء: هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب، ولا جهاد. انظر النهاية (3/ 434).



[36] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 1472، ومسلم في صحيحه، برقم 1035.



[37] انظر فتح الباري (3/ 336).



[38] أخرج ذلك الإمام مسلم، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال: «لا» وكثرة عطائه برقم 2313.



[39] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 13574، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.



[40] انظر سيرة ابن هشام (4/ 103)، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 326).



[41] قال الحافظ في الفتح (6/ 35): السمرة: شجرة من شجر البادية ذات شوك، ويقال: هي شجرة الطلح.




[42] قال الحافظ في الفتح (6/ 35)، فخطفت: بكسر الطاء.



[43] قال الحافظ في الفتح (6/ 35)، العضاه: بكسر العين: هو شجر ذو شوك.



[44] النعم: بفتح النون والعين: هي الإبل والشاء، انظر لسان العرب (14/ 212).



[45] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 2821، وبرقم 3148.




[46] أحداث هذه الغزوة مستفادة من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للشيخ موسى العازمي (4/ 138-153) مع حذف واختصار.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-09-2019, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غزوة الطائف



غزوة الطائف (2)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

وبعد:

فاستكمالًا للحديث عن غزوة الطائف، روى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاءٍ بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: أي قوم أسلموا، فوالله إن محمدًا ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر.



قال أنس رضي الله عنه: «إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يُسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها»[1].



ولما انتهت هذه الغزوة العظيمة، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية، وقال له: «إِنَّا قَدْ فَقَدْنَا مِنْ أَدْرَاعِكَ أَدْرَاعًا[2]، فَهَلْ نَغْرَمُ[3] لَكَ؟»، قال: لا يا رسول الله، لأن في قلبي اليوم ما لم يكن يومئذ[4].



«لا تُوطَأُ الحُبْلَى[5]حَتَّى تَضَعَ»:

ولما فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم السبايا، نادى مناديه: «لا تُوطَأُ الحُبْلَى حَتَّى تَضَعَ، وَلاَ غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً»[6].



روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، بعث جيشًا إلى أوطاس، فلقوا عدوًا، فقاتلوهم، فظهروا عليهم، وأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهم من أجل أزواجهن من المشركين، فأنزل الله تعالى في ذلك: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: 24]، أي فهن لكم حلال إذا انقضت[7] عدتهن[8].



شأن ذي الخويصرة التميمي:

ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، هو ذو الخويصرة التميمي، واسمه حُرقُوصُ[9] بن زهير السعدي، يعترض على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة، منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقبض منها، يعطي الناس، فقال: يا محمد! اعدل.



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ؟ لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ».



فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله دعني فأقتل هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَعَاذَ اللَّهِأَنْ تَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»[10].



وفي رواية أخرى في مسند الإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا، دَعُوهُ فَإِنَّهُسَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ[11] يَتَعَمَّقُونَ[12] فِي الدِّينِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ[13]، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ[14] فَلا يَجِدُ شَيْئًا، ثُمَّ فِي الْقَدَحِ[15] فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الفَوْقِ[16] فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ[17] وَالدَّمَ»[18].



عَتْبُ الأنصار وخطبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم:

أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الناس من الغنائم إلا الأنصار رضي الله عنهم أجمعين، فوجدوا[19] على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم، وقال أحداثهم[20]: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم! يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم[21].



وفي رواية أخرى قالوا: إذا كانت الشدة فنحن نُدعى، وتُعطى الغنائم غيرنا[22]، وكثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه[23].



فانطلق سعد بن عبادة رضي الله عنه سيد الأنصار، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه، وقال: يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، فقسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء.



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟». قال: يا رسول الله! ما أنا إلا امرؤ من قومي[24]. فقال رسول الله: «فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ».



فخرج سعد، فجمع الأنصار في قبة من أدم، فلما اجتمعوا أتاه سعد، فقال: يا رسول الله! قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار.



فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ، وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ؟ وَمُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَعَالَةً[25] فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي؟»، قالوا: بل الله ورسوله أَمَنُّ وأفضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا تُجِيبُونِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟»، قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ، وَلَصَدَقْتُمْ، وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلا فَأَغْنَيْنَاكَ»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَةٍ[26] مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا أَقْوَامًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَّلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟ أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟ فَوَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ[27]، وَالنَّاسُ دِثَارٌ[28]، اللَّهُمَّ ارحَمِ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ»، فبكى الأنصار رضي الله عنهم حتى أخضلوا[29] لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًا[30].



ترتيب عجيب:

قال الحافظ في الفتح: وقد رتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الله عليهم على يده من النعم ترتيبًا بالغًا، فبدأ بنعمة الإيمان التي لا يوازيها شيء من أمر الدنيا، وثنى بنعمة الألفة، وهي أعظم من نعمة المال؛ لأن الأموال تُبذل في تحصيلها، وقد لا تُحصل، وقد كانت الأنصار قبل الهجرة في غاية التنافر والتقاطع، فزال ذلك كله بالإسلام كما قال الله تعالى: ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ [الأنفال: 63][31].



نذر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أخرج الشيخان في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة، بعد أن رجع من الطائف[32]، فقال: يا رسول الله! إني نذرت في الجاهلية[33] أن أعتكف يومًا في المسجد الحرام، فكيف ترى؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبْ فَاعْتَكِفْ يَوْمًا».



وقال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه جارية[34] من الخُمس، فلما أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا الناس، سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصواتهم يقولون: أعتقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.



فقال عمر رضي الله عنه: ما هذا؟ قالوا: أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا الناس، فقال عمر: يا عبد الله! اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها[35].



يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-09-2019, 03:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي رد: غزوة الطائف

غزوة الطائف (2)


د. أمين بن عبدالله الشقاوي





قدوم وفد هوازن:

وبعد أن قُسمت الغنائم قدم وفد هوازن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أربعة عشر رجلًا، ورأسهم: زهير بن صرد، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، ثم قالوا: يا رسول الله! إنا أصلٌ وعشيرة، فمُن علينا، مَنَّ الله عليك، فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، وقال زهير بن صرد، أحد بني سعد بن بكر[36]: يا رسول الله، إنما في الحظائر[37] عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، ولو أنا مَلحْنَا[38] الحارث بن أبي شمر[39]، أو للنعمان بن المنذر[40]، ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به، رجونا عطفه وعائدته[41] علينا، وأنت خير المكفولين، ثم سألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم.



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيُ، وَإِمَّا الْمَالُ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ».



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل[42] من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفع بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَبِالمُؤْمِنِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا».



فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين، فأثنى على الله عز وجل بما هو أهله، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّإِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاؤونَا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ».



وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عيينة بن حصن: أما ما كان لي ولبني فزارة، فلا، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم، فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم، فلا، فقالت الحيان: كذبت، بل هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم.



فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِشَيْءٍ مِنْ الْفَيْءِ، فَلَهُ عَلَيْنَا سِتَّةُ فَرَائِضَ[43] مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يُفِيئُهُ اللَّهُ عَلَيْنَا»، فرد الناس على هوازن جميع السبي[44].



إسلام مالك بن عوف النصري:

وقدم بعد ذلك مالك بن عوف رئيس هوازن فأسلم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل وفد هوازن عن مالك بن عوف: ما فعل؟

فقالوا: هو بالطائف مع ثقيف، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبس أهله عند عمتهم أم عبد الله بن أبي أمية بمكة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد هوازن: «أَخْبِرُوا مَالِكًا أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ».



فلما أُخبر مالك بذلك، أمر براحلته فهُيئت له، ثم خرج من الطائف ليلًا، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه بالجعرانة، وقيل: بمكة، فأسلم وحسن إسلامه، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل، ثم استعمله رسول الله على من أسلم من قومه، فكان يقاتل بهم ثقيفًا، لا يخرج لهم سرح[45] إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم[46][47].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





[1] أخرج ذلك مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال «لا» برقم 2312.



[2] كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية رضي الله عنه أدراعًا قبل هذه الغزوة.



[3] نغرم لك: نتكلف لك بها، انظر لسان العرب (10/59).



[4] أخرج ذلك أبو داود في سننه، كتاب البيوع، باب في تضمين العارية برقم 3563، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة برقم 631.



[5] الحُبلى: بضم الحاء هي المرأة الحامل، انظر لسان العرب (3 /31).



[6] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 11823، وقال محققوه: حديث صحيح لغيره.



[7] قال النووي في شرح مسلم (10 /31): المراد بقوله: إذا انقضت عدتهن: أي استبراؤهن، وهي بوضع الحمل عن الحامل، وبحيضة من الحائل، كما جاءت به الأحاديث الصحيحة.



[8] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الرضاع، باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء برقم 1456.



[9] قال الحافظ في الإصابة: حرقوص: بضم الحاء، وسكون الراء، وضم القاف (2 /504)، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (2 /148).



[10] أخرجه مسلم في صحيحه برقم 1063، والبخاري مختصرًا برقم 3138.



[11] الشيعة: أي الأنصار، انظر النهاية (2 /464).



[12] المتعمق: المبالغ في الأمر المتشدد فيه، الذي يطلب أقصى غايته. انظر النهاية (3 /271).



[13] قال الحافظ في الفتح (7 /325): شبَّه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه، ويخرج منه، ومن شدة سرعة خروجه - لقوة الرامي - لا يعلق من جسد الصيد شيءٌ.



[14] النصل: الحديدة التي في السهم والرمح، انظر لسان العرب (14 /167).



[15] القدح: بكسر القاف وسكون الدال: عود السهم قبل أن يراش وينصل. انظر لسان العرب (11 /51).



[16] الفوق: بضم الفاء: وهو موضع الوتر من السهم، انظر النهاية (3 /432).



[17] سبق الفرث والدم: أي مر سريعًا في الرمية، وخرج منها، لم يعلق منها بشيء من فرثها ودمها لسرعته، شبه به خروجهم من الدين، ولم يعلقوا بشيء منه. انظر النهاية (2 /305).



[18] أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم 7038، وقال محققو المسند: صحيح، وهذا إسناده حسن.



[19] وجد: حزن، انظر لسان العرب (15 /220).



[20] الحدث: هو الشاب، انظر لسان العرب (3 /76).



[21] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4331، ومسلم في صحيحه برقم 1059.



[22] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4337، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم 1059.



[23] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 11730، وقال محققوه: إسناده حسن.



[24] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم 11730، وقال محققوه: إسناده حسن.



[25] العالة: الفقراء، انظر جامع الأصول لابن الأثير (8 /390).



[26]لعاعة من الدنيا: أي شيء يسير من الدنيا، انظر لسان العرب (12 /290).



[27] قال الحافظ في الفتح (8 /52): الشعار: بكسر الشين هو: الثوب الذي يلي الجلد من الجسد.



[28] قال الحافظ في الفتح (8 /52): الدثار: بكسر الدال: هو الذي فوق الشعار، وهي استعارة لطيفة لفرط قربهم منه رضي الله عنهم، وأراد أيضًا أنهم بطانته وخاصته، وأنهم ألصق به وأقرب إليه من غيرهم.



[29] خضل لحيته: بلها بالدموع. انظر النهاية (2 /42).



[30] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4330، ومسلم في صحيحه برقم 1059، 1061، وأحمد في مسنده برقم 12021، وابن إسحاق في السيرة (4 /113-114).



[31] فتح الباري (8 /50).



[32] في رواية أخرى في صحيح البخاري برقم 4320: لما قفلنا - أي رجعنا - من حنين.



[33] قال الحافظ في الفتح (13 /443): المراد بقول عمر رضي الله عنه في الجاهلية: قبل إسلامه؛ لأن جاهلية كل أحد بحسبه، ووهم من قال: الجاهلية في كلامه زمن فترة النبوة، والمراد بها هنا ما قبل بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن هذا يتوقف على النقل، وقد تقدم أنه نذر قبل أن يُسلم، وبين البعثة وإسلامه مدة.



[34] في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد برقم 6418: غلام، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.



[35] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4320، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم 1656، واللفظ له.



[36] وهم قوم حليمة السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.



[37] الحظيرة: هي الموضع الذي يُحاط عليهم، ويقصد الأسرى، انظر النهاية (1 /389).




[38] ملحنا: أي أرضعنا، والملح بالرضاع.




[39] الحارث بن أبي شمر: ملك الشام من العرب.



[40] النعمان بن المنذر: ملك العراق من العرب.



[41] عائدته: فضله.



[42] قفل: رجع، انظر النهاية (4 /82).



[43] الفرائض: جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ من الزكاة، سُمي فريضة؛ لأنه فرض واجب على رب المال، ثم اتسع فيه حتى سُمي البعير فريضة في غير الزكاة، انظر النهاية (3 /387).



[44] أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم 4318، 4319، وأحمد في مسنده برقم 6729، وابن إسحاق في السيرة (4 /102-103).



[45] السرح: بفتح السين: الماشية. انظر النهاية (2 /322).



[46] انظر سيرة ابن هشام (4 /104)، ودلائل النبوة للبيهقي (5 /198).



[47] أحداث هذه الغزوة مستفادة من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (4 /152-172)، للشيخ موسى العازمي مع حذف وإضافة.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 122.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 119.04 كيلو بايت... تم توفير 3.26 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]