خطبة عيد الأضحى: أركان الإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المسائل الفقهية المتعلقة بالمسبحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 181 - عددالزوار : 60938 )           »          أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 30 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-11-2020, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى: أركان الإيمان

خطبة عيد الأضحى: أركان الإيمان
خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني


إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾[آل عمران:102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70-71].


أما بعد؛فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ وبعدُ.
أيها المسلمون إن الله افترضَ علينا الإيمانَ بهِ تعالى.
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ عُمَرَ رضي الله عنه، أنَّ جِبريلَ عليه السلام قَالَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»[2].


فالنبيصلى الله عليه وسلمذكر في هذا الحديث الجليل أصول الإيمان الستة التي يجب علينا أن نؤمن بها، وهي:
الأصل الأول:الإيمان بالله.
الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة.
الأصل الثالث: الإيمان بالكتب المنزَّلة على الرسل ۏ.
الأصل الرابع: الإيمان بالرسل ۏ.
الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر.
الأصل السادس: الإيمان بالقدر خيره، وشره.


هذه الأصول الستة يجب على كل واحد منا أن يحققها حتى يكون من الفائزين الناجين يوم القيامة، ومن السعداء في الدنيا.
قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97].


أول هذه الأصول الستة: الإيمان بالله.
ومعناه: أن تؤمن، وتصدقَ، وتقرَّ بأن الله هو الخالق، المدبر، السيد، المالك، الرازق تعالى.
فلا تعتقد في غير الله سبحانه وتعالى أنه يرزق، أو يخلق، أو يدبر، فمن اعتقد في غير الله سبحانه وتعالىأنه رازق، أو مدبرٌ، أو خالق فقد أشرك بالله تعالى.


قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ [يونس:31].
ومن الإيمان بالله عز وجل أن تجعل عباداتِكَ كلها لله وحده لا شريك له، فلا تصلي إلا لله، ولا تصوم إلا لله، ولا تذبح لغير الله، لا تخاف إلا من الله، ولا ترجو إلا الله سبحانه وتعالى، فمن جعل شيئًا من العبادة لغير الله عز وجل كان مشركا بالله تعالى.


قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18].
وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].
وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72].


ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ»[3].
ورَوَى البُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ» وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يَدْعُو للهِ نِدًّا دَخَلَ الجَنَّةَ[4].


ومن الإيمان بالله تعالى أن تُثبتَ لله جل جلاله ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجب علينا أن نُقِرَّ، وأَنْ نُصَدِّقَ بهذِهِ الأسماء والصفاتِ، ولا نسمي بها أحدا من خلقه تعالى، كما فعل الكفار، فسموا ألهتهم اللات، والعُزَّى، والمناةَ، واشتقوا هذه الأسماء من أسماء الله تعالى: الله، والعزيز، والمنان، وهذا شرك بالله تعالى.
قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف:180].


الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة.
أي يجب أن تؤمن، وتصدق، وتقرَّ أن الله له ملائكة، هؤلاء الملائكة ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ[التحريم:6].
هؤلاء الملائكة ﴿ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ[فُصِّلَت:38].
هؤلاء الملائكة وكَّلهم الله بوظائف عظيمة، فمنهم الموكل بتبليغ الوحي الذي يوحيه الله لأنبيائه ۏ، وهو جبريل عليه السلام.
قال الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [البقرة:97].
ومنهم الموكل بنزول المطر حيث شاء الله عز وجل، وهو ميكائيل عليه السلام.
ومنهم الموكل بالنفخ في الصور حين قيام الساعة, وهو إسرافيل عليه السلام.


رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ»، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ: «قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا»[5].


ومنهم الموكل بقبض الأرواح، وهو ملك الموت.
قال الله تعالى:﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ[السجدة:11].
ومنهم الحفظة الذين يكتبون أعمال العباد التي يعملونها, وهم الكرام الكاتبون.
قال الله تعالى فيهم: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزُّخرُف:80].
وقال الله تعالى: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ق:17-18].
كلُّ واحدٍ منَّا موكَّلٌ به ملكانِ أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات[6] حتى إذا جئتَ يومَ القيامةِ أراك اللهُ حسناتِكَ، وسيئاتِكَ التي عملتَها في الدنيا.


إن العاقل أيها المؤمنون من يقف مع نفسه عند كل عملٍ يعملهُ، فإن كان يرضي الله تعالى عمله، وإن كان لا يرضي الله لم يعمله.
تخيَّلْ لو أنك تعمل في مؤسسة، في هذه المؤسسة على كل موظفٍ رقيب يكتب كلَّ شيء يعمله ذاك الموظف، ويوصله إلى المدير، هل تتخيل أن أحدا من الموظفين يخالف قوانين هذه المؤسسة؟!
لا يمكن لأحد أن يخالف القوانين، فلماذا لا نعمل ما أمرنا الله به، وننتهي عما نهى الله تعالى عنه.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-11-2020, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عيد الأضحى: أركان الإيمان

الأصل الثالث: الإيمان بالكتب المنزَّلة على الرسل.
أي يجب أن تؤمن، وتصدق، وتقرَّ أن الله أنزل كتبا على رسله عليهم السلام، هذه الكتب اشتملت على الشرائع التي أمر الله بها عباده أن يعملوا بها، كل شريعة من هذه الشرائع كانت تناسب القوم الذين أُنزلت إليهم إلا الشريعة الخاتمة، شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فإنها شريعة خالدة لكل العالمين، شريعة نسخت كل الكتب السابقة، فلا يجوز لأحد أن يعمل بشيء مما جاء في الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل إذا كان مخالفا لما جاء في شريعة الإسلام.


ولا يجوز لأحد أن يعتقد أن التوراة والإنجيل الموجودان حاليا حقٌّ، بل يجب أن نعتقد أنهما محرَّفان.
قال الله تعالى في اليهود: ﴿ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة:75].
وقال الله تعالى في النصارى: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[المائدة:14-15].


نؤمن أن الله تعالى أنزل على موسى التوراة، وأنزل على عيسى الإنجيل، ونؤمن أن اليهود والنصارى حرفوهما.
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَغَضِبَ، وَقَالَ: «أَمُتَهَوِّكُونَ[7] فِيهَا يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي»[8].
أما القرآن فهو محفوظ من التبديل، والتغيير، والتحريف.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحِجر:9].


الأصل الرابع: الإيمان بالرسل.
أي يجب أن تؤمن، وتصدق، وتقرَّ أن الله أرسل رسلا إلى خلقه، هؤلاء الرسل جاءوا جميعا بعقيدة واحدة، وهي التوحيد، فعقيدة آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى ۏ هي عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[النحل:36].
وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].
وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19].


يجب على كل واحد أن يؤمن بجميع هؤلاء الرسل، فمن أنكر واحدًا منهم، ولم يؤمن به فهو كافر.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا[النساء:150-151].
كل الشرائع التي نزلت قبل الإسلام كانت ناقصة تناسب القوم الذين نزلت عليهم إلا شريعة الإسلام فقد أتت متمِّمة لهذه الشرائع.


رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟، فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ»[9].
وكل من لم يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلمفهو في الآخرة في النار.
قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85].


ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»[10].


الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر.
أي يجب أن تؤمن، وتصدق، وتقرَّ أن الله باعثُ الناس ليوم الحساب، هذا اليوم هو يوم القيامة.
هذا اليوم آخر يوم في الحياة.
هذا اليوم ﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [المعارج:4].


في هذا اليوم «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ»[11].
إن الحياة الحقيقية هي الحياة الأخروية، أما الحياة التي نعمل فيه الآن فهي دار مهلة، واختبار.


الأصل السادس: الإيمان بالقدر خيره، وشره.
أي يجب أن تؤمن، وتصدق، وتقرَّ أن الله يعلم كلَّ شيءٍ، يعلم الله سبحانه وتعالى ما أنتَ فاعلٌ قبل أن يخلقك.
قال الله تعالى: ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق:12].
هذا يجعلك تقف مع نفسك قبل أن تعصي ربك وتقول: إن الله يراني، إن الله يسمعني، إن الله قادر على أن ينتقم مني، فإذا تذكرت ذلك لم تعصِه سبحانه وتعالى.
ومن الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله كتب كلَّ شيء يحدث في العالم في اللوح المحفوظ سواء كان خيرا أو شرا.


قال الله تعالى: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ[يس:12].
ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الماءِ»[12].
ومن الإيمان بالقدر أن تؤمن، وتقرَّ، وتصدق بأن الله خالق كل شيء.


قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الأنعام:102].
ومن الإيمان بالقدر أن تؤمن، وتقرَّ، وتصدق بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82].


الدعـاء...
اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء.
اللهم إنا نعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئستِ البِطانة.
اللهم إنا نعوذ بك من الهدم، ونعوذ بك من التردِّي، ونعوذ بك من الغرق، والحرق، والهَرَم، ونعوذ بك من أن يتخبطنا الشيطان عند الموت.
اللهم أنت المَلِك لا إله إلا أنت، أنت ربنا ونحن عبيدك، ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ذنوبنا جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، إنا بك وإليك، تباركتَ وتعاليتَ، نستغفرك ونتوب إليك.
هذا وصلِّ اللهم، وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


[1] من كتاب «نور المحراب في خطب العقيدة والفقه والآداب»، لخالد الجهني غفر الله له.

[2] متفق عليه: رواه البخاري (50) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه مسلم (8)، واللفظ له.

[3] صحيح: رواه مسلم (93).

[4] صحيح: رواه البخاري (4497).

[5] صحيح: رواه الترمذي (3431)، وحسنه، وأحمد (3010)، وصححه أحمد شاكر، والألباني.

[6] انظر: «تفسير البغوي» (4/272).

[7] أمتهوكون:أي أمتحيرون، والمتهوك: الذي يقع في كل أمر، وقيل: هو التحير. [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (5/282)].

[8] حسن: رواه أحمد (15156)، وحسنه الألباني في «الإرواء» (1589).

[9] متفق عليه: رواه البخاري (3535)، ومسلم (2286).

[10] متفق عليه: رواه البخاري (153)، ومسلم (153).

[11] صحيح: رواه مسلم (2807)، عن أنس رضي الله عنه.

[12] صحيح: رواه مسلم (2653).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.64 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]