منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله - الصفحة 9 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 777 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 129 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 16 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 90 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 19-01-2022, 06:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الاول
الحلقة (81)
صـ 7 إلى صـ 11


- صلى الله عليه وسلم - فبايعناه، فقال (1) فيما أخذ علينا أن بايعنا على: " السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان» (2) ".وفي صحيح مسلم عن عرفجة بن شريح قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " «إنه سيكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان» (3) ". وفي لفظ: " «من أتاكم وأمركم على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق (4) جماعتكم فاقتلوه» (5) ".

(1) أ، ب: فكان.
(2) هذا الحديث سبق وروده بألفاظ أخرى (ص 118 ت 5) وهو بهذه الرواية عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في البخاري 9/47 (كتاب الفتن، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - سترون بعدي أمورا تنكرونها. . .) ؛ مسلم 3/1470 - 1471 (كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية) ؛ المسند (ط. الحلبي) 5/314. وفي اللسان: " البوح: ظهور الشيء. . . وفي الحديث: إلا أن يكون كفرا بواحا: أي جهارا ": وقال النووي في شرحه 12/229: " والمراد بالكفر هنا: المعاصي. ومعنى عندكم من الله فيه برهان: أي تعلمونه من دين الله تعالى ".
(3) الحديث عن عرفجة بن شريح الأسلمي - رضي الله عنه - في مسلم 3/1479 (كتاب الإمارة، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع) ؛ سنن أبي داود 4/334 (كتاب السنة، باب في قتل الخوارج) ؛ المسند (ط. الحلبي) 4/341 في موضعين. وقال النووي في شرحه على مسلم 12/241: " الهنات: جمع هنة وتطلق على كل شيء، والمراد بها هنا: الفتن والأمور المحدثة.
(4) ن، م، أ: ويفرق.
(5) الحديث في مسلم 3/1480 (الموضع السابق) وفيه: وأمركم جميع على رجل واحد.
***************************

وفي صحيح مسلم، عن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " «سيكون أمراء تعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع ". قالوا: أفلا ننابذهم؟ قال: " لا ما صلوا» " (1) .
وفيه أيضا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " «من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فلينكر ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة» " (2) .
تم الجزء الأول بحمد الله، ويليه الجزء الثاني إن شاء الله وأوله: قال المصنف الرافضي: الفصل الثاني في أن مذهب الإمامية واجب الاتباع.


(1) مضى هذا الحديث من قبل (ص 116) وتكلمت عليه هناك (ت 6) .
(2) ن: طاعة الله. وهذا جزء من حديث سبق وروده (ص 116 ت [0 - 9] ) .


*******************************
[الفصل الثاني في أن مذهب الإمامية واجب الاتباع]


[مقدمة الفصل الثاني]



الباب الثاني

قال الرافضي: (1) الفصل الثاني (2)

في أن مذهب الإمامية واجب الاتباع.

ومضمون ما ذكره: أن الناس اختلفوا بعد النبي - صلى الله عليه وسلم (3) ، فيجب النظر في الحق واعتماد الإنصاف، ومذهب الإمامية واجب الاتباع لأربعة أوجه: لأنه أحقها وأصدقها ; ولأنهم باينوا جميع الفرق في أصول العقائد ; ولأنهم جازمون بالنجاة لأنفسهم ; ولأنهم (4) أخذوا دينهم عن الأئمة المعصومين (5)

وهذا حكاية لفظه:

قال الرافضي:

(1) م: قال الرافضي، الباب الثاني ; أ، ب: قال المصنف الرافضي.
(2) الفصل الثاني: ساقطة من (م) .
(3) صيغة الصلاة على النبي في (أ) ، (ب) دائما: صلى الله تعالى عليه وسلم، وستثبت فيما يلي الصيغة الموجودة في (ن) أو (ع) وهي: صلى الله عليه وسلم.
(4) ن، م: وأنهم.
(5) يلخص ابن تيمية بما سبق مقدمة الفصل الثاني وأربعة أوجه من ستة أوردها ابن المطهر للدلالة على وجوب اتباع مذهب الإمامية، على أنه أراد بذلك تلخيص أهم ما في هذا الفصل، ثم بدأ بعد ذلك ينقل ألفاظ ابن المطهر بنصها.
******************************

إنه (1) لما عمت البلية بموت النبي - صلى الله عليه وسلم، واختلف الناس بعده، وتعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم، فبعضهم طلب الأمر لنفسه بغير حق، وبايعه (2) أكثر الناس طلبا للدنيا، كما اختار عمر بن سعد (3) ملك الري أياما يسيرة (4) لما خير بينه وبين قتل الحسين (5) مع علمه بأن من قتله في النار (6) ، وإخباره بذلك (7) في شعره (8) ; حيث يقول:


(1) إنه: ساقطة من (ن) ، (م) وفي: ك = " منهاج الكرامة "، ص 89 (م) : لأنه.
(2) وبايعه: كذا في (ن) ، (ب) ، (ك) . وفي (م) ، (أ) : وتابعه
(3) ا، م، ب: عمرو بن سعد، وهو خطأ. والذي أثبته في (ك) ، (ن) . وهو عمرو بن سعد بن أبي وقاص، ولاه عبيد الله بن زياد الري وهمذان، ولما خرج الحسين أمره بقتاله، فكره عمر ذلك واستعفاه، فهدده عبيد الله بالعزل، فاتجه بجنده إلى الحسين، وشرع في مفاوضته، وكاد أن ينجح في إنهاء الخلاف بغير قتال، إلا أن عبد الله أصر على أن يبايع الحسين يزيد بن معاوية، ثم نشب القتال بين جند عمر وجند الحسين، وقتل الحسين - رضي الله عنه - سنة 61 هـ، ولما غلب المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب على الكوفة قتل عمر بن سعد سنة 66 هـ، انظر الطبري (ط. المعارف) خبر تولية عمر الري 5/409 - 410، أحداث سنة 61 هـ، 5/400 - 467، خبر قتل المختار لعمر 6/60 - 62. وانظر طبقات ابن سعد 5/168 ; مروج الذهب للمسعودي (ط. التجارية 1377 - 1958) 3/70 - 72: الأعلام للزركلي 5/205 - 206.
(4) ن: أياما كثيرة يسيرة.
(5) ك، م: الحسين - عليه السلام.
(6) ك: بأن في قتله النار.
(7) ب: واختياره ذلك
(8) ا: في شعر.
*******************************

فوالله ما أدري وإني لصادق ... أفكر (1) في أمري (2) على خطرين


أأترك ملك الري والري منيتي ... أم (3) أصبح مأثوما بقتل حسين

وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الري (4) قرة عيني.
وبعضهم اشتبه الأمر عليه (5) ورأى (6) لطالب (7) الدنيا متابعا (8) فقلده [وبايعه] (9) وقصر في نظره، فخفي عليه الحق، فاستحق (10) المؤاخذة من الله (11) بإعطاء (12) الحق [لغير] (13) مستحقه بسبب إهمال النظر.

وبعضهم قلد لقصور فطنته (14) ، ورأى الجم الغفير،

(1) ن: أفكري، وهو خطأ.
(2) ب: أمر، والمثبت في (ن) ، (ك) ، (م) ، (أ) .
(3) ن، م، أ: أو.
(4) ن: م، أ: ولي في الري (وكذا أيضا في أسفل الصفحة في: " منهاج الكرامة " طبعة طهران) ، ص [0 - 9] .
(5) ن، م: اشتبه عليه الأمر.
(6) ن، م، أ: رأى.
(7) ن، ك، م، أ: طالب.
(8) ب: مبايعا، ك: متابعا له.
(9) وبايعه: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ) .
(10) ك: واستحق ; م: فاستحق عليه.
(11) ا، ب: الله تعالى.
(12) ن، م: فأعطى.
(13) لغير: ساقطة من (ن) ، (م) .
(14) ا: فتنته، وهو تحريف.
***************************

فتابعهم (1) ، وتوهم أن الكثرة تستلزم الصواب، وغفل عن قوله تعالى: {وقليل ما هم} ، [سورة ص: 24] ، {وقليل من عبادي الشكور} ، [سورة سبأ: 13] .


وبعضهم طلب الأمر لنفسه بحق [له] (2) ، وبايعه الأقلون الذي أعرضوا عن الدنيا وزينتها، ولم يأخذهم (3) في الله لومة لائم، بل أخلصوا لله (4) واتبعوا ما أمروا به من طاعة من يستحق التقديم.
وحيث حصل (5) للمسلمين هذه البلية، وجب على كل أحد النظر في الحق واعتماد الإنصاف، وأن يقر الحق مستقره (6) ولا يظلم مستحقه، فقد قال تعالى (7) : {ألا لعنة الله على الظالمين} ، [سورة هود: 18] .

وإنما كان مذهب الإمامية واجب الاتباع لوجوه (8) ". هذا لفظه.

(1) ك: فبايعهم.
(2) له: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ) .
(3) ك: في الأصل (يؤاخذهم) .
(4) ك: لله تعالى.
(5) ك: حصلت.
(6) ك: مقره.
(7) ك: فقد قال الله تعالى.
(8) ن، م: لوجوه أربعة قد تقدم ذكرها، وهو خطأ.
****************************

فيقال: إنه [قد] (1) جعل المسلمين بعد نبيهم أربعة أصناف، وهذا من أعظم الكذب، فإنه لم يكن في الصحابة المعروفين أحد من هذه الأصناف الأربعة، فضلا عن أن لا يكون فيهم أحد إلا من هذه الأصناف: إما طالب للأمر (2) بغير حق (3) كأبي بكر في زعمه، وإما طالب للأمر بحق كعلي في زعمه، وهذا كذب على علي - رضي الله عنه - وعلى أبي بكر - رضي الله عنه (4) -، فلا علي طلب الأمر لنفسه قبل قتل عثمان، ولا أبو بكر طلب الأمر لنفسه، فضلا عن أن يكون طلبه بغير حق. وجعل القسمين الآخرين: [إما مقلدا لأجل الدنيا] (5) ، وإما مقلدا لقصوره في النظر.


وذلك أن الإنسان يجب عليه أن يعرف الحق وأن يتبعه، وهذا [هو] (6) الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم (7) من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، وهذا هو الصراط الذي أمرنا الله أن نسأله (8) هدايتنا إياه في كل صلاة، بل في كل ركعة.

وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «اليهود مغضوب

(1) قد: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) ن: الأمر.
(3) بغير حق: ساقطة من (أ) .
(4) ن: على علي وأبي بكر.
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط.
(6) هو: ساقطة من (ن) (م) .
(7) أ، م، ب: أنعمت عليهم.
(8) م: أمر الله أن نسأله ; أ، ب: أمرنا أن نسأله.
*******************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #82  
قديم 19-01-2022, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الاول
الحلقة (82)
صـ 12 إلى صـ 18


عليهم والنصارى ضالون» (1) ". وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه استكبارا وحسدا وغلوا واتباعا للهوى، وهذا هو الغي، والنصارى ليس لهم علم بما يفعلونه من العبادة والزهد والأخلاق، بل فيهم الجهل والغلو والبدع والشرك جهلا منهم، وهذا هو الضلال، وإن كان كل من الأمتين فيه ضلال وغي، لكن الغي أغلب على اليهود، والضلال أغلب على النصارى.ولهذا وصف الله اليهود بالكبر والحسد، واتباع الهوى والغي وإرادة العلو في الأرض (2) والفساد. قال تعالى: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون} ، [سورة البقرة: 87] ، وقال تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} ، [سورة النساء: 54] ، وقال: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا}

(1) الحديث عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - في سنن الترمذي في موضعين 4/271، 272 (كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة فاتحة الكتاب) وأوله في الموضع الأول: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد. الحديث ولفظه: " فإن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضلال " وقال الترمذي " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب، وروى شعبة، عن سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديث بطوله " والحديث في المسند (ط. الحلبي) 4/378 وفيه: " إن المغضوب عليهم اليهود وإن الضالين النصارى. . " وذكره الطبري في تفسير قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وذكر روايات أخرى، وقد خرجها الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - وصحح أكثرها. انظر التفسير (ط. المعارف) 1/185 - 188 193 - 195.
(2) في الأرض: ساقطة من أ، ب.
******************************

، [سورة الأعراف: 146] ، وقال تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا} ، [سورة الإسراء: 4] .


ووصف النصارى بالشرك والضلال والغلو والبدع، فقال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} ، [سورة التوبة: 31] ، وقال تعالى: {قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل} ، [سورة المائدة: 77] ، وقال تعالى: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها} ، [سورة الحديد: 27] ، وهذا مبسوط في غير هذا الموضع.

وقد نزه الله نبيه عن الضلال والغي، فقال: {والنجم إذا هوى - ما ضل صاحبكم وما غوى - وما ينطق عن الهوى} ، [سورة النجم: 1 - 3] (1) ، فالضال الذي لا يعرف الحق، والغاوي الذي يتبع هواه، وقال تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} ، [سورة ص: 45] ، فالأيدي القوة (2) في طاعة الله، والأبصار البصائر في الدين.

وقال تعالى: {والعصر - إن الإنسان لفي خسر - إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .

وإذا كان الصراط المستقيم لا بد فيه من العلم بالحق والعمل به،

(1) آية: 3 من سورة النجم ليست في (ن) ، (م) .
(2) أ، ب: القوى.
******************************

وكلاهما (1) واجب، لا يكون الإنسان مفلحا ناجيا إلا بذلك، وهذه الأمة خير الأمم، وخيرها القرن الأول (2) ، كان القرن الأول أكمل الناس في العلم النافع والعمل الصالح.


وهؤلاء المفترون وصفوهم بنقيض ذلك، بأنهم لم يكونوا يعلمون الحق ويتبعونه، بل كان أكثرهم عندهم يعلمون الحق ويخالفونه، كما يزعمونه في الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة والأمة، وكثير منهم عندهم لا يعلم الحق، بل اتبع الظالمين تقليدا لعدم نظرهم المفضي إلى العلم، والذي لم ينظر قد يكون تركه النظر لأجل الهوى وطلب الدنيا، وقد يكون لقصوره ونقص إدراكه.

وادعى أن منهم من طلب الأمر لنفسه بحق، يعني عليا (3) ، وهذا مما علمنا بالاضطرار أنه لم يكن، فلزم من ذلك - على قول هؤلاء - أن تكون الأمة كلها [كانت] (4) ضالة بعد نبيها (5) ليس فيها مهتد، فتكون اليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل خيرا منهم ; لأنهم [كانوا] (6) ، كما قال الله [تعالى] (7) : {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} ، [سورة الأعراف: 157] ، وقد «أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اليهود والنصارى

(1) ن، م: به كلاهما.
(2) ن، م: وخير القرون الأول.
(3) م: عليا عليه السلام.
(4) كانت: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) ن: ثبتها، وهو تحريف.
(6) كانوا: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) تعالى: ليست في (ن) .
**************************

افترقت على اثنتين وسبعين» (1) فرقة فيها واحدة ناجية (2) ، وهذه الأمة على موجب ما ذكر (3) لم يكن فيهم بعد موت النبي [صلى الله عليه وسلم] (4) أمة تقوم بالحق (5) ولا تعدل به.


وإذا لم يكن ذلك في خيار قرونهم، ففيما بعد ذلك أولى. فيلزم من ذلك أن يكون اليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل خيرا من خير أمة أخرجت للناس، فهذا لازم لما يقوله هؤلاء المفترون.
فإن كان هذا في حكايته لما جرى عقب موت النبي - صلى الله عليه وسلم -

(1) أ، ب: على أكثر من سبعين.
(2) الحديث - مع اختلاف في اللفظ - عن أبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، وغيرهم من الصحابة - رضي الله عنهم - في: سنن أبي داود 4/276 (كتاب السنة، باب شرح السنة) وهو فيها عن أبي هريرة ومعاوية ; سنن الترمذي 4/134 - 135 (كتاب الإيمان باب افتراق هذه الأمة) وهو فيها عن أبي هريرة وقال الترمذي: " وفي الباب عن سعد، وعبد الله بن عمرو، وعوف بن مالك. حديث أبي هريرة حسن صحيح " ; سنن ابن ماجه 2/1321 - 1322 (كتاب الفتن باب افتراق الأمة) وهو فيها عن أبي هريرة، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك ; المسند (ط. المعارف) 17/169 " عن أبي هريرة " وقال المحقق: " وإسناده صحيح " 3/120 - 145 (ط. الحلبي) عن أنس بن مالك 4/102 (ط. الحلبي) عن معاوية. ونص الحديث في سنن أبي داود عن أبي هريرة " افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " وفي رواية معاوية زاد: " ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة ".
(3) أ، ب: ما ذكروه ; م: ما ذكرتم.
(4) ن، م: بعد موت نبيهم.
(5) ن: تقول بالحق.
************************

من (1) اختلاف الأمة، فكيف [بسائر] (2) ما ينقله ويستدل به؟


[الرد على القسم الأول من كلام ابن المطهر في المقدمة من وجوه]

[الوجه الأول في الرد على قول ابن المطهر: تعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم]

ونحن نبين فساد (3) ما في هذه الحكاية من الأكاذيب من وجوه كثيرة فنقول:

أما قوله (4) : " لما عمت البلية [على كافة المسلمين] (5) بموت النبي - صلى الله عليه وسلم (6) - واختلف الناس بعده (7) ، وتعددت آراؤهم بحسب أهوائهم (8) ، فبعضهم طلب الأمر لنفسه [بغير حق] (9) ، وبايعه (10) أكثر الناس طلبا للدنيا، كما اختار عمر بن سعد (11) ملك الري أياما يسيرة، لما خير بينه وبين قتل الحسين، مع علمه بأن في قتله النار وإخباره بذلك (12) في شعره "

(1) ن، م، أ: في. والمثبت من (ب) .
(2) بسائر: ساقطة من (ن) . وفي (ب) : سائر.
(3) فساد: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(4) أ، ب: ما ذكره هذا المفتري من قوله إنه.
(5) على كافة المسلمين: ساقط من (ن) ، (م) .
(6) بعد عبارة: بموت النبي - صلى الله عليه وسلم - توجد في (ن) عبارة: فكيف بسائر ما ينقله أو يستدل به، وهذه العبارة مكانها قبل هذا السطر بسطور قليلة وأخطأ الناسخ بتكرارها هنا.
(7) بعده: ساقطة من (م) .
(8) ب (فقط) : بحسب تعدد أهوائهم.
(9) عبارة " بغير حق " ساقطة من جميع النسخ، وهي في كلام ابن المطهر الذي سبق وروده قبل صفحات قليلة (ص [0 - 9] ) .
(10) أ، م، ب: وتابعه.
(11) ب: عمرو بن سعد.
(12) ب: واختياره ذلك.
********************************

فيقال: في هذا الكلام من الكذب والباطل (1) وذم خيار الأمة بغير حق ما لا يخفى، وذلك (2) من وجوه:


أحدها: " قوله تعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم "، فيكونون كلهم متبعين أهواءهم: ليس فيهم طالب حق ولا مريد لوجه الله تعالى (3) والدار الآخرة، ولا من كان قوله عن اجتهاد واستدلال، وعموم لفظه يشمل عليا وغيره.

وهؤلاء الذين وصفهم بهذا هم الذين أثنى الله عليهم هو ورسوله - ورضي عنهم ووعدهم الحسنى، كما قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} ، [سورة التوبة: 100] ، وقال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} ، [سورة الفتح: 29] ، وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض} إلى قوله: {أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم - والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم}

(1) ن، م: الباطل.
(2) وذلك: ساقطة من (ب) . وفي (أ) : ذلك.
(3) ن، م: ولا يريد وجه الله.
**************************

[سورة الأنفال: 72 - 75] ، وقال: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} [سورة الحديد: 10] ، وقال تعالى: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون - والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون - والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [سورة الحشر: 8 - 10] .


وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار، وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم، وتتضمن أن هؤلاء الأصناف هم المستحقون للفيء.

ولا ريب أن [هؤلاء] (1) الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة، فإنهم لم يستغفروا للسابقين الأولين (2) ، وفي قلوبهم غل عليهم. ففي (3) الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم، وإخراج الرافضة من ذلك، وهذا نقيض (4) مذهب الرافضة.

(1) هؤلاء: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) الأولين: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(3) ن، م: وفي.
(4) ب (فقط) : يفتض.
***************************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #83  
قديم 19-01-2022, 06:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (83)
صـ 19 إلى صـ 25

وقد روى ابن بطة وغيره من حديث [أبي بدر قال: حدثنا] (1) عبد الله بن زيد، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال: الناس على ثلاث (2) منازل، فمضت منزلتان وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا} هؤلاء المهاجرون وهذه منزلة قد مضت.ثم قرأ (3) : {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} (4) ، ثم قال: هؤلاء الأنصار وهذه منزلة قد مضت.

ثم قرأ: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} ، فقد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت أن تستغفروا الله لهم (5) .

وروى أيضا بإسناده عن مالك بن أنس أنه قال: من سب السلف فليس له في الفيء نصيب ; لأن الله تعالى يقول: {والذين جاءوا من بعدهم} الآية (6) .

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(2) ثلاث: كذا في (م) ، (ب) . وفي (ن) ، (أ) : ثلاثة.
(3) ن: ثم قال.
(4) ن، م:. . . . من هاجر إليهم، الآية.
(5) ن: أن يستغفروا الله لهم ; أ: أن تستغفر لهم ; ب: أن تستغفروا لهم.
(6) لم أجد الأثرين السابقين في الإبانة لابن بطة ولكن فيه " ص [0 - 9] 9 ": " قال مالك بن أنس: " الذي يشتم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس له سهم أو قال: نصيب في الإسلام. " وانظر ما يلي: ص [0 - 9] 2 ت (7) . وقد أورد ابن تيمية الأثر الأول مختصرا في " الصارم المسلول " (ط. مكتبة تاج، بطنطا، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، 1379 - 1960) ص [0 - 9] 74.
**********************************

وهذا معروف من مالك وغير مالك (1) من أهل العلم، كأبي عبيد القاسم بن سلام، وكذلك ذكره أبو حكيم النهرواني من أصحاب أحمد وغيره من الفقهاء.


وروى أيضا عن الحسن بن عمارة، عن الحكم (2) ، عن مقسم، عن ابن عباس [- رضي الله عنهما] (3) قال: أمر الله بالاستغفار لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعلم أنهم يقتتلون.

وقال (4) عروة: قالت لي عائشة [رضي الله عنها] (5) : يا ابن أختي (6) أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد (7) - صلى الله عليه وسلم - فسبوهم (8) .

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري [رضي الله عنه] (9) قال: قال

(1) ن، م: وغيره.
(2) ب: الحكيم، وهو الحكم بن عتيبة. انظر الجرح والتعديل ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 7.
(3) رضي الله عنهما: زيادة في (أ) ، (ب) .
(4) ن، م: قال.
(5) رضي الله عنها: زيادة في (أ) ، (ب) .
(6) ن، م: ابن أخي، وهو خطأ.
(7) أ، ب: أمروا بالاستغفار لأصحاب النبي.
(8) سترد رواية أخرى للأثر الأول بعد صفحتين. وأما الأثر الثاني فقد ورد في الإبانة (ص 15) مختصرا: " وقالت عائشة - رضي الله عنها: أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد فسبوهم " وأورده ابن تيمية في " الصارم المسلول " ص [0 - 9] 74 وقال: رواه مسلم.
(9) رضي الله عنه: زيادة في (ب) .
*********************************

رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا (1) ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (2) .


وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة [رضي الله عنه] (3) . أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق (4) مثل أحد [ذهبا (5) ] ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (6) ".

وفي صحيح مسلم أيضا، عن جابر [بن عبد الله] (7) قال: قيل لعائشة: إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله [صلى الله عليه وسلم] (8) حتى أبا

(1) ن، م: فلو أنفق أحدكم ملء الأرض ذهبا.
(2) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه في: البخاري 5 (كتاب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لو كنت متخذا خليلا) ، مسلم 4/1967 - 1968 (كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة. .) ; سنن أبي داود 4/297 - 298 (كتاب السنة، باب في النهي عن سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم) ; سنن الترمذي 5/357 - 358 (كتاب المناقب، باب في من سب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم) ; المسند (ط. الحلبي) 3/11، 54، 63، 64 ; سنن ابن ماجه 1/57 (المقدمة، باب فضل أهل بدر) وفي اللسان: " المد ضرب من المكاييل وهو ربع صاع ; وهو قدر مد النبي - صلى الله عليه وسلم، والصاع خمسة أرطال. وقال النووي (شرح مسلم 16/93) : " وقال أهل اللغة: النصيف النصف. . . ومعناه: لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أحد أصحابي مدا ولا نصف مد
(3) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب)
(4) ن: لو أنفق أحدكم
(5) ذهبا: ساقطة من (ن) .
(6) الحديث في مسلم 4/1967، وهو في سنن ابن ماجه 1/57
(7) ابن عبد الله: زيادة في (أ) ، (ب) .
(8) ن: أصحاب رسول الله ; م: أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم.
*****************************

بكر وعمر، فقالت: وما تعجبون من هذا؟ (1) انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر (2) .


وروى ابن بطة بالإسناد الصحيح عن عبد الله بن أحمد (* قال: حدثني أبي، حدثنا معاوية (3) . حدثنا رجاء، عن مجاهد، عن ابن عباس [رضي الله عنهما] (4) . قال: لا تسبوا أصحاب محمد (5) -. فإن الله قد أمر (6) . بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون (7) .

(1) ن، م: من ذلك.
(2) لم أستطع العثور على هذا الأثر في صحيح مسلم
(3) ن: أبو معاوية. ولعل الصواب ابن معاوية وهو مروان بن معاوية الفزاري. قال أحمد بن حنبل: إنه ثبت حافظ (الجرح والتعديل، ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 73) . وذكر ابن حجر (لسان الميزان 2/455) أنه روى عن رجاء بن الحارث أبي سعيد بن عوذ وهو الذي روى عن مجاهد. وانظر الجرح والتعديل: ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 01 - 502 ; مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي (ط. الخانجي بالقاهرة، 1399) ص [0 - 9] 5
(4) رضي الله عنهما: زيادة في (أ) ، (ب)
(5) في كتاب الإبانة ص 15: أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم
(6) أ، ب: قد أمرنا، والمثبت عن (ن) وعن كتاب الإبانة
(7) ورد هذا الأثر في كتاب " الشرح والإبانة على أصول الديانة " لابن بطة العكبري، ص [0 - 9] 5، بتحقيق الأستاذ هنري لاوست، طبعة المعهد الفرنسي، دمشق، 1958. ولكن يبدو أن هذه النسخة المنشورة هي عن نسخة مختصرة من أصل الكتاب، إذ أن جميع أسانيد الأحاديث والآثار فيها محذوفة. وقد أشار المؤلف إلى ذلك في مقدمة الكتاب (ص [0 - 9] ) .
والأثر يبدو فيه هكذا: وقال ابن عباس: لا تسبوا. . إلخ. وقد ذكر ابن أبي يعلى (طبقات الحنابلة 2/152) أن لابن بطة: الإبانة الكبرى والإبانة الصغرى، فالأرجح أن المنشور هو الصغيرة، خاصة وأن النسخة الخطية الناقصة من الكتاب الموجودة بالخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية، وهي المجلد الثاني فقط من الإبانة، بها سبعة أجزاء. انظر فهرس الخزانة التيمورية 4/3 مطبعة دار الكتب المصرية 1369/1950. وقد أورد ابن تيمية هذا الأثر في الصارم المسلول، ص 574: " عن مجاهد عن ابن عباس قال: لا تسبوا أصحاب محمد فإن الله قد أمر بالاستغفار لهم وقد علم أنهم سيقتتلون " رواه الإمام أحمد. وهو في " فضائل الصحابة " رقم 18 - 1741
*****************************

ومن طريق أحمد، عن عبد الرحمن *) (1) (2) بن مهدي، وطريق غيره عن وكيع وأبي نعيم، ثلاثتهم عن الثوري، عن نسير بن ذعلوق (3) .: سمعت عبد الله بن عمر يقول: لا تسبوا أصحاب محمد (4) ، فلمقام أحدهم ساعة، يعني مع رسول الله (5) - صلى الله عليه وسلم - خير من عمل أحدكم أربعين سنة.


وفي رواية وكيع: خير من عبادة أحدكم عمره (6) .

(1) ن: أحمد بن عبد الرحمن
(2) ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(3) م: بشير بن ذعلوق ; أ: بشر بن ذوعلوق. والمثبت من (ن) ، (ب) . وقد ذكره ابن ماكولا في " الإكمال " 1/301 (حيدر أباد، 1381/1962) وقال: روى عن ابن عمر وبكر بن ماعز، حدث عنه الثوري وعبيدة بن معتب وسعيد بن عبد الله بن الربيع، وانظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 10/424 - 425
(4) م: محمد - صلى الله عليه وسلم -
(5) أ، ب: النبي.
(6) لم أجد هذا الأثر في " الإبانة " لابن بطة ولا في " المسند ". وذكر ابن تيمية في " الصارم المسلول " ص 580، فقال: " وإلى هذا أشار ابن عمر، قال نسير بن ذعلوق: سمعت ابن عمر - رضي الله عنه - يقول: لا تسبوا أصحاب محمد فإن مقام أحدهم خير من عملكم كله، رواه اللكائي " وهو في " فضائل الصحابة " الأرقام 15، 20، 1729، 1736
*******************************

وقال تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا - ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما - وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما - وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا} [سورة الفتح: 18 - 21] .


والذين بايعوه (1) . تحت الشجرة بالحديبية عند جبل التنعيم (2) \ 321. كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، بايعوه لما صده المشركون عن العمرة، ثم صالح المشركين صلح الحديبية المعروف، وذلك سنة ست من الهجرة في ذي القعدة، ثم رجع [بهم] (3)) ، (م) . إلى المدينة وغزا بهم خيبر، ففتحها (4) . الله عليهم في أول سنة سبع، وقسمها (5) . بينهم، ومنع الأعراب المتخلفين (6) . عن الحديبية من ذلك.

(1) أ، ب: بايعوا
(2) في المسند 3/122 (ط. الحلبي) عن أنس قال: لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم فدعا عليهم فأخذوا ونزلت هذه الآية: (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم) . قال: يعني جبل التنعيم من مكة. وورد الحديث بألفاظ مقاربة بعد صفحتين (3/124) عن أنس أيضا، كما ورد في تفسير الطبري بألفاظ مختلفة في تفسير الآية السابقة 26/59. أما في " تاج العروس " مادة " نعم ": " التنعيم " على ثلاثة أميال أو أربعة من مكة المشرفة، وهو أقرب أطراف الحل إلى البيت الشريف، سمي به لأن على يمينه جبل نعيم كزبير، وعلى يساره جبل ناعم، والوادي اسمه نعمان بالفتح ". وانظر معجم البلدان، مادة " التنعيم " ومعجم ما استعجم 1
(3) بهم: ساقطة من (ن
(4) ب (فقط) : ففتح
(5) ن: فقسمها
(6) ن، م: وقسمها بينهم وبين الأعراب المتخلفين. . . إلخ، وهو خطأ ظاهر
*******************************

كما قال [الله تعالى] (1) .: {سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا} [سورة الفتح: 15] .


وقد أخبر سبحانه أنه رضي عنهم (2) ، وأنه علم ما في قلوبهم، وأنه أثابهم (3) . فتحا قريبا.
وهؤلاء هم أعيان من بايع أبا بكر وعمر وعثمان بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم، لم يكن في المسلمين من يتقدم عليهم، بل كان المسلمون [كلهم] (4) . يعرفون فضلهم عليهم ; لأن الله تعالى بين فضلهم في القرآن بقوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} [سورة الحديد: 10] (5) ، ففضل المنفقين المقاتلين قبل الفتح، والمراد بالفتح هنا صلح الحديبية، ولهذا سئل النبي - صلى الله عليه وسلم: أوفتح (6) . هو؟ فقال " نعم " (7)) .

(1) الله تعالى: زيادة في (أ) ، (ب)
(2) أ، ب: وقد أخبر الله أنه - سبحانه وتعالى - رضي عنهم
(3) ن، م: فأثابهم
(4) كلهم: ساقطة من (ن) ، (م)
(5) ن، م:. . وقاتلوا، الآية
(6) ن، م: أفتح
(7) الحديث عن مجمع بن جارية الأنصاري - رضي الله عنه - في سنن أبي داود 3/101 - 102 (كتاب الجهاد، باب فيمن أسهم له سهما) أنه قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما انصرفنا عنها إذ الناس يهزون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجنا مع الناس نوجف فوجدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقفا على راحلته عند كراع الغميم، فلما اجتمع عليه الناس قرأ عليهم: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) ، فقال رجل: يا رسول الله أفتح هو؟ قال: " نعم والذي نفس محمد بيده إنه لفتح ". . الحديث: وهو في المسند (ط. الحلبي) 3/420 - 486. وانظر تفسير ابن كثير (ط. الشعب) 7/308 (تفسير الآية الأولى من سورة الفتح
*******************************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #84  
قديم 19-01-2022, 06:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (84)
صـ 26 إلى صـ 32

وأهل العلم يعلمون أن فيه (1) . أنزل الله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا - ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما - وينصرك الله نصرا عزيزا} [سورة الفتح: 1 - 3] (2) ، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله! هذا لك فما لنا [يا رسول الله] ؟ (3) ; فأنزل الله تعالى: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} [سورة الفتح: 4] .
وهذه الآية نص في تفضيل المنفقين المقاتلين قبل الفتح على المنفقين المقاتلين (4) بعده، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أن السابقين في قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار} [سورة التوبة: 100] هم هؤلاء الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة.

وقد ذهب بعضهم إلى أن السابقين الأولين (5) . هم من صلى [إلى] (6) .

(1) ن، م: وقد اتفق الناس على أن فيه
(2) لم ترد الآية الثالثة من سورة الفتح في (ن) ، (م)
(3) يا رسول الله: زيادة في (أ) ، (ب) .
(4) المقاتلين: ساقطة من (أ) ، (ب)
(5) ن: السابقين من الأولين
(6) إلى: ساقطة من (ن) ، (م)
*******************************

القبلتين، وهذا ضعيف، فإن الصلاة إلى القبلة المنسوخة ليس بمجرده فضيلة ; ولأن النسخ ليس من فعلهم الذي يفضلون به ; ولأن التفضيل بالصلاة إلى القبلتين لم يدل عليه دليل شرعي، كما دل على التفضيل بالسبق إلى الإنفاق والجهاد والمبايعة تحت الشجرة، ولكن فيه سبق الذين أدركوا ذلك على (1) . من لم يدركه (2) ، كما أن الذين أسلموا قبل أن تفرض الصلوات الخمس، هم سابقون على من تأخر إسلامه عنهم (3) ، والذين أسلموا قبل أن تجعل صلاة الحضر أربع ركعات هم سابقون على من تأخر إسلامه عنهم (4) ، والذين أسلموا قبل أن يؤذن في الجهاد، أو قبل أن يفرض، هم سابقون على من أسلم بعدهم، والذين أسلموا قبل أن يفرض صيام شهر رمضان، هم سابقون على من أسلم بعدهم، والذين أسلموا قبل أن يفرض (5) . الحج، هم سابقون على من تأخر عنهم، [والذين أسلموا قبل تحريم الخمر هم سابقون على من أسلم بعدهم] (6) ، والذين أسلموا قبل تحريم الربا كذلك، فشرائع الإسلام من الإيجاب والتحريم كانت تنزل شيئا فشيئا، وكل من أسلم قبل أن تشرع شريعة (7) . فهو سابق على من تأخر عنه، وله بذلك فضيلة، ففضيلة من أسلم قبل نسخ القبلة على من أسلم بعده (8) . هي من هذا الباب.


(1) ن، م: وعلى، وهو خطأ
(2) انظر وجوه تأويل الآية في تفسير الطبري 14/434 - 439 (ط. المعارف)
(3) ن: منهم
(4) ن، م: تأخر إسلامهم
(5) ن، م: قبل فرض
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(7) ن، م: قبل أن يفرض الحج، وهو تحريف
(8) ن، م، أ: بعدها
*******************************

وليس مثل هذا مما (1) . يتميز به السابقون الأولون عن التابعين، إذ ليس بعض هذه الشرائع بأولى بجعله (2) . خيرا من بعض ; ولأن القرآن والسنة قد دلا على تقديم (3) . أهل الحديبية، فوجب أن تفسر هذه الآية بما يوافق سائر النصوص.


وقد علم بالاضطرار أنه كان في هؤلاء السابقين الأولين أبو بكر وعمر وعلي (4) . وطلحة والزبير، وبايع النبي - صلى الله عليه وسلم -[بيده] (5) . عن عثمان ; لأنه كان (6) . غائبا قد أرسله إلى أهل مكة ليبلغهم رسالته، وبسببه بايع [النبي - صلى الله عليه وسلم] (7) . الناس لما بلغه أنهم قتلوه.

وقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر [بن عبد الله] (8) . - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (9) : " «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» . (10) ".

(1) أ، ب: ما
(2) أ: أولى ممن يجعله، ب: أولى بمن يجعله
(3) ن، م: تفضيل
(4) ب: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وفي (أ) : أبا بكر وعمر. . . إلخ. والصواب ما أثبته وهو الذي في (ن) ، (م)
(5) بيده: ساقطة من (ن) ، (م)
(6) أ، ب: لأنه قد كان
(7) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(8) بن عبد الله: زيادة في (أ) ، (ب)
(9) أ، ب: أنه قال
(10) الحديث بهذه الألفاظ في: المسند (ط. الحلبي) 3/350 إلا أن فيه: أحد ممن بايع، وجاء الحديث عن أم مبشر - رضي الله عنها - في: مسلم 4/1942 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة) ونصه: عن جابر، أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند حفصة: " لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها ". قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: (وإن منكم إلا واردها) ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: " قد قال الله عز وجل: (ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) . وجاء الحديث أيضا عن حفصة في: سنن ابن ماجه 2/1431 (كتاب الزهد، باب ذكر البعث) . وذكر أحمد رواية مسلم في مسنده (ط. الحلبي) 6/420. وذكر روايتين أخريين بألفاظ مقاربة (وفيهما: لا يدخل النار أحد - وفي رواية: رجل - شهد بدرا والحديبية) : 3/396، 6/285 - 362.
***************************

وقال تعالى: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم} [سورة التوبة: 117] (1) ، فجمع بينهم وبين الرسول في التوبة.


وقال [تعالى] (2) .: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا} [سورة الأنفال: 72] (3) . إلى قوله: {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} [سورة الأنفال: 75] ، فأثبت الموالاة (4) . بينهم.

وقال للمؤمنين:

(1) عبارة " إنه بهم رءوف رحيم " لم ترد في (ن)
(2) تعالى: زيادة في (أ) ، (ب)
(3) في (ن) : لم يرد قوله تعالى: (والذين آمنوا ولم يهاجروا) . ويوجد سقط في (م) بعد قوله تعالى: (. . . أولياء بعض) حتى قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله. . .)
(4) ن: الولاية
**********************************

{ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [سورة المائدة: 51] إلى قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون - ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [المائدة: 55 - 56] (1) ، وقال: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [سورة التوبة: 71] ، فأثبت الموالاة بينهم، وأمر بموالاتهم، والرافضة تتبرأ (2) . منهم، ولا تتولاهم (3) ، وأصل الموالاة المحبة، وأصل المعاداة البغض، وهم يبغضونهم ولا يحبونهم.


وقد وضع بعض الكذابين حديثا مفترى أن هذه الآية نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة (4) ، وهذا كذب (5) . بإجماع أهل العلم [بالنقل] (6) ، وكذبه بين (7) ، من وجوه كثيرة:

منها: أن قوله (الذين) صيغة جمع، وعلي واحد.
ومنها: أن (الواو) (8) . ليست واو الحال، إذ لو كان كذلك لكان

(1) في (ن) : ومن يتولهم منكم. . إنما وليكم الله ورسوله. . إلخ
(2) أ، ب: تبين
(3) ن: تواليهم ; م: تتوالهم
(4) الآية المقصودة هنا هي قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [سورة المائدة: 55] ، والحديث الموضوع المشار إليه ذكره ابن المطهر بتمامه في " منهاج الكرامة " ونقله ابن تيمية في " منهاج السنة " ورد عليه تفصيلا: انظر: منهاج السنة (بولاق) 4 - 9
(5) م: وهو كذب
(6) بالنقل: ساقطة من (ن) ، (م)
(7) ن، م: يتبين
(8) وهي الواو في قوله تعالى: (وهم راكعون)
*******************************

لا يسوغ (1) . أن يتولى إلا من أعطى الزكاة في حال الركوع، فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة (2) \ 5.


ومنها: أن المدح إنما يكون بعمل واجب أو مستحب (3) ، وإيتاء (4) . الزكاة في نفس الصلاة ليس واجبا ولا مستحبا [باتفاق علماء الملة] (5) . فإن في الصلاة شغلا.

ومنها: أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسنا، لم يكن فرق بين حال الركوع وغير حال الركوع، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن.

ومنها: أن عليا لم يكن عليه زكاة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم.

(* ومنها: أنه لم يكن له أيضا خاتم، ولا كانوا يلبسون الخواتم، حتى كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابا إلى كسرى، فقيل له: إنهم لا يقبلون كتابا إلا مختوما، فاتخذ خاتما من ورق ونقش فيها: محمد رسول الله *) (6) .
ومنها: أن إيتاء غير الخاتم في الزكاة خير من إيتاء الخاتم، فإن أكثر الفقهاء يقولون: لا يجزئ (7) . إخراج الخاتم في الزكاة.

ومنها: أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل (8) ، والمدح في الزكاة أن

(1) ن، م: لو كان كذلك لا يشرع
(2) انظر تفصيل هذه النقطة في (ب)
(3) ن، م: واجب ومستحب
(4) ن، م: وأما
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(6) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب)
(7) ن، م: لا يجوز
(8) أي أنه أعطى الخاتم للسائل
************************************

يخرجها ابتداء ويخرجها على الفور، لا ينتظر أن يسأله سائل.


ومنها: أن الكلام في سياق النهي عن موالاة الكفار، والأمر بموالاة المؤمنين، كما يدل عليه سياق الكلام.

وسيجيء إن شاء الله تمام الكلام على هذه الآية، فإن الرافضة لا يكادون يحتجون بحجة إلا كانت [حجة] (1) . عليهم لا لهم، كاحتجاجهم بهذه الآية على الولاية التي هي الإمارة، وإنما هي في الولاية التي هي ضد العداوة، والرافضة مخالفون لها. (2)

والإسماعيلية (3) والنصيرية ونحوهم يوالون الكفار من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، ويعادون المؤمنين من المهاجرين والأنصار والذين (4) . . اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين، وهذا أمر مشهور فيهم (5) ، يعادون خيار عباد الله المؤمنين، ويوالون اليهود والنصارى والمشركين من الترك وغيرهم.

وقال تعالى: {ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} [سورة الأنفال: 64] ، أي: [الله] كافيك (6) . وكافي من اتبعك (7) . من المؤمنين. والصحابة أفضل من اتبعه من المؤمنين وأولهم (8) .

(1) حجة: ساقطة من (ن) فقط
(2) انظر تفصيل هذا الكلام في (ب) 4 (الوجه السادس عشر)
(3) ن، (م) : كالإسماعيلية، وسبق الكلام على الإسماعيلية والنصيرية، انظر: 1/10
(4) ن، م: والأنصار الذين
(5) فيهم: ساقطة من (أ) ، (ب)
(6) ن، م: أي كافيك
(7) أ، ب: كافيك ومن اتبعك
(8) ن: ووالاهم، م: وأولاهم
*****************************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #85  
قديم 06-02-2022, 05:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله



منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (85)
صـ 33 إلى صـ 39


وقال تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح - ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا - فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} (1) ، والذين رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يدخلون في دين الله أفواجا هم الذين كانوا على عصره.وقال تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم} [سورة الأنفال: 62 - 63] ، وإنما أيده في حياته بالصحابة.
وقال تعالى: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون - لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين - ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} [سورة الزمر: 33 - 35] . وهذا الصنف الذي يقول الصدق ويصدق به، خلاف الصنف الذي يفتري الكذب، أو يكذب بالحق لما جاءه، كما سنبسط القول فيهما (2) . إن شاء الله.

والصحابة الذين كانوا يشهدون (3) . أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن القرآن حق (4) ، هم أفضل من جاء بالصدق وصدق به بعد الأنبياء.

(1) الآية الأخيرة من سورة النصر ليست في (ن) ، (م)
(2) ن، م: فيها
(3) أ، ب: كالذين يشهدون
(4) ن: محق، وهو تحريف


*********************

وليس في الطوائف المنتسبة إلى القبلة [أعظم] (1) . افتراء [للكذب] (2) . على الله، وتكذيبا بالحق من المنتسبين إلى التشيع (3) ، ولهذا لا يوجد الغلو في طائفة أكثر مما يوجد فيهم. ومنهم من ادعى إلهية البشر، وادعى النبوة في غير النبي - صلى الله عليه وسلم، وادعى العصمة في الأئمة، ونحو ذلك (4) . مما هو أعظم مما يوجد في سائر الطوائف، واتفق أهل العلم على أن الكذب ليس في طائفة من الطوائف (5) . المنتسبين إلى القبلة أكثر منه فيهم.

قال تعالى: {قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى} [سورة النمل: 59] . قال طائفة من السلف: هم أصحاب محمد [صلى الله عليه وسلم] (6) . . ولا ريب أنهم أفضل المصطفين من هذه الأمة التي قال الله فيها: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير - جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير - وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور - الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} [سورة فاطر: 32 - 35] (7) ، فأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - هم (8) .

(1) أعظم: ساقطة من (ن) فقط
(2) للكذب: ساقطة من (ن) ، (م)
(3) ن: الشيع
(4) ن: وغير ذلك
(5) الطوائف: ساقطة من (أ) ، (ب)
(6) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) . وذكره الطبري في تفسيره (20/3) عن سفيان الثوري
(7) ن، م: بإذن الله. . إلى قوله: ولا يمسنا فيها لغوب
(8) هم: ساقطة من (أ) ، (ب)

*******************

الذين أورثوا الكتاب بعد الأمتين قبلهم: اليهود والنصارى، وقد أخبر الله أنهم الذين اصطفى.

وتواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» " (1) \ 156. ومحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه هم المصطفون من المصطفين من عباد الله.

(1) يذكر ابن تيمية هذا الحديث بهذا اللفظ الذي يبدأ بعبارة: وخير القرون قرني. . أو " خير القرون القرن. . إلخ في كثير من كتبه. وقد بحثت عن هذه الرواية بهذه الألفاظ طويلا فلم أجدها. وقد جاء الحديث عن عدد كبير من الصحابة منهم: أبو هريرة وعبد الله بن مسعود وعمران بن حصين وعائشة والنعمان بن بشير وبريدة الأسلمي - رضي الله عنهم. وجاء بألفاظ مختلفة منها: خيركم قرني، خير الناس قرني، خير أمتي القرن. . خير هذه الأمة القرن الذي بعثت أنا فيهم. بعثت في خير قرون بني آدم، أي الناس خير؟ قال أنا والذين معي. انظر: البخاري: 3/171 (كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد) 5 - 3، 3 (كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضائل أصحاب النبي ومن صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه. .) ، 8/91 (كتاب الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا) ، 8/134 (كتاب الأيمان والنذور، باب إذا قال أشهد بالله. . .) ، 8/141 - 142 (كتاب الأيمان والنذور، باب إثم من لا يفي) ; مسلم 4/1962 - 1965 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم. . .) ; سنن النسائي (بشرح السيوطي) 7/17 (كتاب الأيمان والنذور، باب الوفاء بالنذر) ; سنن الترمذي (بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان) 3/339 - 340 (كتاب الفتن، باب ما جاء في القرن الثالث) ، 3/376 (كتاب الشهادات) ، 5/357 (كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل من رأى النبي. .) ; سنن أبي داود 4/297 (كتاب السنة، باب في فضل أصحاب رسول الله. .) ; سنن ابن ماجه 2/791 (كتاب الأحكام، باب كراهية الشهادة لمن لم يستشهد) ; ترتيب مسند أبي داود الطيالسي، تحقيق الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا (ط. المنيرية بالأزهر، 1353/1934 2/198 - 199 (كتاب الفضائل، باب ما جاء في فضل القرون الأولى) ; المسند (ط. المعارف) 5/209، 6/29، 86، 116، 12/90، 15/106، المسند (ط. الحلبي) 2/340، 373، 410، 416، 417، 479، 4/267، 276، 277، 278، 426، 427، 436، 440، 5/350، 357، 6

***************

قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} [سورة الفتح: 29] (1) .

وقال تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} [سورة النور: 55] . فقد وعد الله الذين آمنوا [وعملوا الصالحات] (2) . بالاستخلاف، كما وعدهم في تلك الآية مغفرة وأجرا عظيما، والله لا يخلف الميعاد، فدل ذلك على أن الذين استخلفهم كما استخلف الذين من قبلهم ومكن لهم دين الإسلام، وهو الدين الذي ارتضاه لهم، كما قال تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا}

(1) في (أ) ، (ب) كتب جزء من الآية إلى قوله تعالى: رحماء بينهم، وبعدها: إلى آخر السورة، والمثبت عن (ن)
(2) وعملوا الصالحات: ساقط من (ن)


*********************

[سورة المائدة: 3] ، وبدلهم من بعد خوفهم أمنا، لهم منه المغفرة (1) . والأجر العظيم.

وهذا يستدل به من وجهين: يستدل به (2) . على أن المستخلفين مؤمنون عملوا الصالحات (3) . ; لأن الوعد لهم لا لغيرهم، ويستدل به على أن هؤلاء مغفور لهم، ولهم مغفرة وأجر (4) . عظيم ; لأنهم آمنوا وعملوا الصالحات فتناولتهم الآيتان: آية النور وآية الفتح.

ومن المعلوم أن هذه النعوت منطبقة على الصحابة على زمن أبي بكر وعمر وعثمان، فإنه إذ ذاك حصل الاستخلاف، وتمكن الدين والأمن بعد الخوف، لما قهروا فارس والروم، وفتحوا الشام والعراق ومصر وخراسان وإفريقية، ولما قتل عثمان وحصلت الفتنة لم يفتحوا شيئا من بلاد الكفار، بل طمع فيهم الكفار بالشام وخراسان، وكان بعضهم يخاف بعضا.

وحينئذ فقد دل القرآن على إيمان أبي بكر وعمر وعثمان، ومن كان معهم في زمن الاستخلاف والتمكين والأمن. والذين كانوا في زمن الاستخلاف والتمكين والأمن، وأدركوا زمن الفتنة - كعلي وطلحة والزبير وأبي موسى [الأشعري] (5) . ومعاوية وعمرو بن العاص - دخلوا في الآية ; لأنهم استخلفوا ومكنوا وأمنوا.

(1) أ، ب: وبدلهم بعد خوفهم آمنا لهم المغفرة (في أ: لهم من المغفرة)
(2) يستدل به: ساقطة من (أ) ، (ب)
(3) ن، م: عملوا عملا صالحا
(4) أ، ب: ولهم أجر
(5) الأشعري: ليست في (ن)


**************************

وأما من (1) . حدث في زمن الفتنة، كالرافضة الذين حدثوا في الإسلام في زمن الفتنة والافتراق، وكالخوارج المارقين (2) . فهؤلاء لم يتناولهم النص، فلم يدخلوا فيمن وصف بالإيمان والعمل الصالح المذكورين في هذه الآية ; لأنهم: أولا: ليسوا من الصحابة المخاطبين بهذا، ولم يحصل لهم من الاستخلاف والتمكين والأمن بعد الخوف ما حصل للصحابة، بل لا يزالون خائفين مقلقلين (3) . غير ممكنين.

فإن قيل: لم قال: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم} [سورة الفتح: 29] ، ولم يقل: وعدهم كلهم؟ قيل: كما قال: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} [سورة النور: 55] ، ولم يقل: وعدكم (4) .

و " من " تكون لبيان الجنس، فلا يقتضي أن يكون قد بقي من المجرور بها شيء خارج عن ذلك الجنس، كما في قوله [تعالى] (5) .: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} [سورة الحج: 30] ، فإنه لا يقتضي أن يكون من الأوثان ما ليس برجس.

وإذا قلت: ثوب من حرير، فهو كقولك: ثوب حرير. وكذلك قولك: باب من حديد، كقولك: باب حديد، وذلك لا يقتضي أن يكون هناك حرير وحديد غير المضاف إليه، وإن كان الذي يتصوره كليا،

(1) ن: فأما من ; م: فأما ما
(2) ن، م: والمارقين
(3) ن، م: معتقلين
(4) ن، م، أ: ولم يقل: منهم، وهو تحريف
(5) تعالى: زيادة في (أ) ، (ب)

***************

فإن الجنس الكلي هو ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه، وإن لم يكن مشتركا فيه في الوجود، فإذا كانت " من " لبيان الجنس (* كان التقدير: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا} من هذا الجنس، وإن كان الجنس كلهم مؤمنين *) (1) . مصلحين (2) .
وكذلك إذا قال: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات} من هذا الجنس والصنف {مغفرة وأجرا عظيما} لم يمنع ذلك أن يكون جميع هذا الجنس مؤمنين صالحين (3) .
ولما قال لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما} [سورة الأحزاب: 31] (4) ، لم يمنع أن يكون كل منهن تقنت لله ورسوله وتعمل صالحا.
ولما قال تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} [سورة الأنعام: 54] ، لم يمنع هذا (5) . أن يكون كل منهم متصفا بهذه الصفة، ويجوز أن يقال: إنهم لو عملوا سوءا بجهالة ثم تابوا من بعده وأصلحوا لم يغفر إلا لبعضهم.

(1) ما بين النجمتين ساقط من (م)
(2) ب (فقط) : صالحين
(3) م: مصلحين.
(4) عبارة " وأعتدنا لها رزقا كريما ": ليست في (ن) ، (م)
(5) هذا: ساقطة من (أ) ، (ب)


*******************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #86  
قديم 06-02-2022, 05:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله



منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (86)
صـ 40 إلى صـ 46


ولهذا تدخل " من " هذه في النفي لتحقيق نفي الجنس، كما في قوله تعالى: {وما ألتناهم من عملهم من شيء} [سورة الطور: 21] ، وقوله: {وما من إله إلا الله} [سورة آل عمران: 62] ، وقوله (1) .: {فما منكم من أحد عنه حاجزين} [سورة الحاقة: 47] .
ولهذا إذا دخلت في النفي تحقيقا أو تقديرا أفادت نفي الجنس قطعا، فالتحقيق ما ذكر، والتقدير: كقوله تعالى: {إله إلا الله} [سورة آل عمران: 62] ، [وقوله] (2) . {لا ريب فيه} [سورة البقرة: 2] ونحو ذلك، بخلاف ما إذا لم تكن " من " موجودة، كقولك: ما رأيت رجلا، فإنها ظاهرة لنفي الجنس، ولكن قد يجوز أن ينفى بها الواحد من الجنس، كما قال سيبويه: يجوز أن يقال: ما رأيت رجلا بل رجلين، فتبين (3) . أنه يجوز إرادة الواحد، وإن كان الظاهر نفي الجنس، بخلاف ما إذا دخلت " من " فإنها تنفي نفي الجنس قطعا (4) .

ولهذا لو قال لعبيده: من أعطاني منكم ألفا فهو حر، فأعطاه كل واحد ألفا، عتقوا كلهم، وكذلك لو قال لنسائه: من أبرأتني منكن من صداقها فهي طالق، فأبرأنه كلهن، طلقن كلهن. فإن المقصود بقوله: " منكم " بيان جنس المعطى والمبرئ لا إثبات هذا الحكم لبعض العبيد والأزواج.

فإن قيل: فهذا كما لا يمنع أن يكون كل المذكور متصفا بهذه الصفة

(1) وقوله: ساقطة من (أ) ، (ب)
(2) وقوله: ساقطة من (ن) ، (م)
(3) ن، م: فبين
(4) أ، ب: فإنه ينفي الجنس قطعا


*********************

فلا يوجب ذلك أيضا، [فليس] (1) . في قوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} ما يقتضي (2) . أن يكونوا كلهم كذلك.

قيل: نعم، ونحن لا ندعي أن مجرد هذا اللفظ دل على أن جميعهم موصوفون بالإيمان والعمل الصالح، ولكن مقصودنا أن " من " لا ينافي شمول هذا الوصف لهم، فلا يقول قائل: [إن] (3) . الخطاب دل على أن المدح شملهم وعمهم بقوله: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} (4) . إلى آخر الكلام.

ولا ريب أن هذا مدح لهم بما ذكر من الصفات: وهو الشدة على الكفار والرحمة بينهم، والركوع والسجود يبتغون فضلا من الله ورضوانا، والسيما في وجوههم من أثر السجود، وأنهم يبتدئون من ضعف إلى كمال القوة والاعتدال كالزرع.

والوعد بالمغفرة والأجر العظيم ليس على مجرد هذه الصفات، بل على الإيمان والعمل الصالح، فذكر ما به يستحقون الوعد، وإن كانوا (5) . كلهم بهذه الصفة، ولولا ذكر ذلك لكان يظن أنهم بمجرد ما ذكر (* يستحقون المغفرة والأجر العظيم، ولم يكن فيه بيان سبب الجزاء، بخلاف ما إذا ذكر *) (6) . الإيمان

(1) فليس: ساقطة من (ن)
(2) ن، م: ما يوجب
(3) إن: زيادة في (أ) ، (ب)
(4) عبارة " أشداء على الكفار رحماء بينهم " في (ن) فقط
(5) ن، م: ولو كانوا
(6) ما بين النجمتين ساقط من (م)


*******************

والعمل الصالح، فإن الحكم إذا علق باسم مشتق مناسب، كان ما منه الاشتقاق سبب الحكم.

فإن قيل: فالمنافقون كانوا في الظاهر مسلمين، قيل: المنافقون لم يكونوا متصفين بهذه الصفات، ولم يكونوا مع الرسول والمؤمنين، ولم يكونوا منهم، كما قال تعالى: {فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين - ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين} [سورة المائدة: 52 - 53] (1) .

وقوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين - وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} [سورة العنكبوت: 10 - 11] .

وقال: {إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا - الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة} [سورة النساء: 140 - 141] . إلى قوله: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا - إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما} [سورة النساء: 145 - 146] .

(1) عبارة " فأصبحوا خاسرين " في الآية الكريمة: زيادة في (أ) ، (ب) .

***********************

وقال تعالى: {ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون} [سورة التوبة: 56] .

وقال تعالى: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} [سورة المجادلة: 14] (1) ، فأخبر أن المنافقين ليسوا من المؤمنين ولا من أهل الكتاب: وهؤلاء لا يوجدون في طائفة من المتظاهرين بالإسلام أكثر منهم في الرافضة ومن انضوى (2) . إليهم.

وقد قال تعالى (3) .: {يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير} [سورة التحريم: 8] .

وقال تعالى: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا} [سورة الحديد: 13] ، فدل هذا على أن المنافقين لم يكونوا داخلين في الذين آمنوا معه، والذين كانوا منافقين، منهم من تاب عن نفاقه وانتهى عنه، (4) . الغالب، بدليل قوله تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين - أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا} [سورة الأحزاب:

(1) ن، م:. . ولا منهم. . . الآية
(2) أ، ب: انطوى
(3) ن، م: وقال تعالى
(4) وهم ن، م: ومنهم، وهو خطأ

********************

60 - 61] ، فلما لم يغره الله بهم ولم يقتلهم تقتيلا، بل كانوا يجاورونه بالمدينة، دل ذلك على أنهم انتهوا.

والذين كانوا معه بالحديبية كلهم بايعه (1) . تحت الشجرة إلا الجد بن قيس (2) ، فإنه اختبأ تحت (3) . جمل أحمر.

وكذا جاء في الحديث: " «كلهم يدخل الجنة إلا صاحب الجمل الأحمر» " (4) .

(1) أ، ب: بايعوه
(2) في المسند (ط. الحلبي) 3/396: " عن أبي الزبير عن جابر قال: كان العباس آخذا بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوافقنا، فلما فرغنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أخذت وأعطيت. قال فسألت جابرا يومئذ: كيف بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلى الموت؟ قال: لا، ولكن بايعناه على أن لا نفر. قلت له: أفرأيت يوم الشجرة؟ قال: كنت آخذا بيد عمر بن الخطاب حتى بايعناه. قلت: كم كنتم؟ قال: كنا أربع عشر مائة فبايعناه كلنا إلا الجد بن قيس اختبأ تحت بطن بعير، ونحرنا يومئذ سبعين من البدن لكل سبعة جزور ". وانظر خبر اختباء الجد بن قيس وعدم بيعته في: طبقات ابن سعد 2/100 ; سيرة ابن هشام 3/330 ; تاريخ الطبري (ط. المعارف) 2/632 ; تفسير الطبري 26/54 - 55. وقد ترجم ابن حجر في الإصابة (1/230) للجد بن قيس وسماه: جد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري أبو عبد الله، وقال إنه كان سيد بني سلمة، وذكر أنه كان خال جابر، وأنه حمله وهو صغير في بيعة العقبة. وقال ابن حجر: إن إسناد هذا الحديث قوي، ثم قال: " وقال عبد الرزاق عن قتادة في قوله تعالى: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) نزلت في نفر ممن تخلف عن تبوك منهم أبو لبابة والجد بن قيس لم يتب عليهم " وقال: إنه تاب وحسنت توبته ومات في خلافة عثمان
(3) أ، ب: خلف
(4) لم أجد الحديث بهذا اللفظ، ولكن جاءت ألفاظ بمعناها ضمن حديث طويل، رواه مسلم عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - ونصه في مسلم 4/2144 - 2145 (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، الباب الأول) : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " من يصعد الثنية ثنية المرار، فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل. قال فكان أول من صعدها خيلنا، خيل بني الخزرج، ثم تتام الناس. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " وكلكم مغفور له، إلا صاحب الجمل الأحمر " فأتيناه فقلنا له: تعال يستغفر لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: والله لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم. قال: وكان رجل ينشد ضالة له ". قال النووي في شرحه 17/126 - 127: " من يصعد الثنية ثنية المرار: هكذا هو في الرواية الأولى: المرار، بضم الميم وتخفيف الراء، وفي الثانية: المرار أو المرار بضم الميم أو فتحها على الشك، وفي بعض النسخ بضمها أو كسرها، والله أعلم. والمرار شجر مر. وأصل الثنية الطريق بين جبلين، وهذه الثنية عند الحديبية. . قال القاضي: قيل: هذا الرجل هو الجد بن قيس المنافق ". وانظر " الاستقامة " لابن تيمية 2/265، 287 - 288











***********************

[وبالجملة] (1) .

فلا ريب أن المنافقين كانوا مغمورين أذلاء مقهورين (2) ، لا سيما في آخر أيام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي غزوة تبوك ; لأن الله تعالى قال:

{يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} [سورة المنافقين: 8] ، فأخبر أن العزة للمؤمنين لا للمنافقين، فعلم أن العزة والقوة كانت في المؤمنين، وأن المنافقين كانوا أذلاء بينهم.فيمتنع أن يكون الصحابة الذين كانوا أعز المسلمين من المنافقين، بل ذلك يقتضي أن من كان أعز كان أعظم إيمانا، ومن المعلوم (3) . أن(1) وبالجملة: ساقطة من (ن)
(2) أ، ب: مغمورين مقهورين أذلاء. وفي (ن) : مغمورين ذلا مقهورين. والمثبت من (م)
(3) ن، م: ومعلوم



*****************

السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار - الخلفاء الراشدين (1) . وغيرهم - كانوا أعز الناس، وهذا كله مما يبين أن المنافقين كانوا ذليلين في المؤمنين، فلا يجوز أن يكون الأعزاء من الصحابة منهم، ولكن هذا الوصف مطابق للمتصفين به من الرافضة وغيرهم.والنفاق والزندقة في الرافضة أكثر منه في سائر الطوائف، بل لا بد لكل منهم من شعبة نفاق، فإن أساس النفاق الذي بني عليه الكذب، وأن يقول الرجل بلسانه ما ليس في قلبه، كما أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.

والرافضة تجعل هذا من أصول دينها وتسميه التقية، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا (2) . عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي (3) .

وقد نزه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقا وتحقيقا للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التقية (4) .

وقول الله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة}

(1) ن، م: والخلفاء الراشدين
(2) أ، ب: حتى يحكوا ذلك ; ن: حتى يحكى
(3) في كتاب " الأصول من الكافي " لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكلبي 2/219، الطبعة الثانية، ط. طهران، 1381 عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن - عليه السلام - عن القيام للولاة، فقال: أبو جعفر - عليه السلام: التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له
(4) ن، م: التقوى والتقية، وهو تحريف


**********************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #87  
قديم 06-02-2022, 06:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (87)
صـ 47 إلى صـ 53

[سورة آل عمران: 28] إنما هو الأمر بالاتقاء من الكفار (1) . لا الأمر (2) . بالنفاق والكذب.والله تعالى قد أباح لمن أكره على كلمة الكفر أن يتكلم بها إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان، لكن لم يكره أحد من أهل البيت على شيء [من ذلك] (3) ، حتى أن أبا بكر [رضي الله عنه] رضي الله عنه: (4) . لم يكره أحدا لا منهم ولا من غيرهم على مبايعته (5) ، فضلا أن يكرههم على مدحه والثناء عليه، بل كان علي وغيره من أهل البيت يظهرون ذكر (6) . فضائل الصحابة والثناء عليهم والترحم عليهم والدعاء لهم، ولم يكن أحد يكرههم على شيء منه باتفاق الناس.

وقد كان في زمن بني أمية وبني العباس خلق عظيم (7) . دون علي وغيره (8) . في الإيمان والتقوى يكرهون منهم أشياء ولا يمدحونهم ولا يثنون عليهم ولا يقربونهم، ومع هذا لم يكن هؤلاء يخافونهم ولم يكن أولئك يكرهونهم، مع أن الخلفاء [الراشدين] (9) . كانوا باتفاق الخلق

(1) يقول الطبري في تفسيره (ط. المعارف) 6/316: " فالتقية التي ذكرها الله في هذه الآية إنما هي تقية من الكفار لا من غيرهم "
(2) ن، م: أمر
(3) من ذلك: ساقطة من (ن) ، (م) .
(4) زيادة في (أ) ، (ب)
(5) أ، ب: متابعته
(6) ن، م: من ذكر
(7) م: خلق كثير عظيم
(8) ن، م: وغيرهم
(9) الراشدين: ساقطة من (ن) ، (م)


*********************

أبعد عن قهر الناس وعقوبتهم على طاعتهم من هؤلاء، فإذا لم يكن الناس مع هؤلاء مكرهين على أن يقولوا بألسنتهم خلاف ما في قلوبهم (1) ، فكيف يكونون مكرهين مع الخلفاء على ذلك ; بل على الكذب وشهادة الزور وإظهار الكفر - كما تقوله الرافضة - من غير أن يكرههم أحد على ذلك؟ .

فعلم أن ما تتظاهر به الرافضة، هو من باب الكذب والنفاق، وأن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، لا من باب ما يكره المؤمن عليه من التكلم بالكفر.

وهؤلاء أسرى المسلمين في بلاد الكفار غالبهم يظهرون دينهم، والخوارج مع تظاهرهم بتكفير الجمهور وتكفير عثمان وعلي ومن والاهما يتظاهرون بدينهم، وإذا سكنوا بين الجماعة سكنوا على الموافقة والمخالفة (2) . والذي يسكن في مدائن الرافضة فلا يظهر الرفض، وغايته إذا ضعف أن يسكت عن ذكر مذهبه، لا يحتاج أن يتظاهر بسبب الخلفاء والصحابة إلا أن يكونوا قليلا.

فكيف يظن بعلي [رضي الله عنه] (3) . وغيره من أهل البيت أنهم كانوا أضعف دينا وقلوبا (4) . من الأسرى في بلاد الكفر، ومن عوام [أهل] (5) .

(1) أ: خلاف ما ليس في قلوبهم ; م: بألسنتهم ما ليس في قلوبهم
(2) ن: وإذا سكتوا بين الجماعة سكتوا عن الموافقة والمخالفة ; م: وإذا سكتوا بين الجماعة سكنوا عن الموافقة ; أ: وإذا سكنوا بين الجماعة سكتوا عن الموافقة.
(3) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب)
(4) وقلوبا: ساقطة من (أ) ، (ب)
(5) أهل: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ)


*********************

السنة، ومن النواصب (1) ".؟ مع أنا قد علمنا بالتواتر أن أحدا لم يكره عليا ولا أولاده (2) . على ذكر فضائل الخلفاء والترحم عليهم، بل كانوا يقولون ذلك من غير إكراه ; ويقوله أحدهم لخاصته، كما ثبت ذلك بالنقل المتواتر (3) .

(4 وأيضا فقد يقال في قوله تعالى 4) (4) .: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} [سورة النور: 55] إن ذلك وصف للجملة بوصف يتضمن حالهم (5) . عند الاجتماع كقوله تعالى: {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} [سورة الفتح: 29] ، والمغفرة والأجر في الآخرة يحصل لكل واحد واحد، فلا بد أن يتصف بسبب ذلك وهو الإيمان والعمل الصالح، إذ قد يكون في الجملة منافق.

وفي الجملة كل (6) . ما في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين (7) .

(1) سبق الكلام عن النواصب 1 وفي " تاج العروس " مادة " نصب ": " النواصب والناصبة وأهل النصب وهم المتدينون ببغضة سيدنا أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين أبي الحسن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وكرم وجهه - لأنهم نصبوا له أي عادوه وأظهروا له الخلاف وهم طائفة الخوارج
(2) ن، م: عليا وأولاده
(3) ن، م: كما ثبت ذلك بالتواتر
(4) (4 - 4) بدلا من هذه العبارة في (ن) ، (م) يوجد بياض بمقدار كلمتين وبعده عبارة: فقد بين تعالى في قوله. . . إلخ
(5) أ، ب: إن ذلك وصف الجملة بصفة تتضمن حالهم
(6) ن، م: وبالجملة فكل
(7) ن: والمنافقين، وهو خطأ


*********************

والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم، فهم أول من دخل في ذلك من هذه الأمة (1) ، وأفضل من دخل في ذلك من هذه الأمة ; كما استفاض عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه أنه قال: خير القرون القرن الذي بعثت فيهم (2) . ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (3) .

[الوجه الثاني كذب ابن المطهر وتحريفه فيما نقله عن حال الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم]

الوجه الثاني: في بيان كذبه وتحريفه فيما نقله عن حال الصحابة بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - (4) .

قوله: " فبعضهم (5) . طلب الأمر لنفسه بغير حق، وبايعه أكثر الناس طلبا للدنيا ".

وهذا إشارة إلى أبي بكر فإنه هو الذي بايعه أكثر الناس، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يطلب الأمر لنفسه لا بحق ولا بغير حق، بل قال: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: إما عمر بن الخطاب وإما أبا عبيدة. قال عمر: فوالله لأن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي [من] (6) . أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر. وهذا اللفظ في الصحيحين (7) \ 247.

(1) ن: في هذه الآية، وهو خطأ
(2) ب: جئت فيهم
(3) سبق الكلام على هذا الحديث من قبل (ص [0 - 9] 5 ت [0 - 9] ) من هذا الجزء
(4) انظر أول الكلام على الوجه الأول فيما سبق ص 17
(5) ن: قولهم بعضهم، وهو تحريف
(6) من: ساقطة من (ن) ، (م)
(7) هذا جزء من حديث السقيفة وسبقت الإشارة إليه والكلام على بعض المواضع التي ورد فيها. انظر هذا الكتاب 1/516 أما هذه الألفاظ فقد وردت في البخاري 8/70 (كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، باب رجم الحبلى من الزنا) ; سيرة ابن هشام 4/310، المسند (ط. المعارف) 1/326 (رقم 391) ; تاريخ الطبري (ط. المعارف) 3 ; البداية والنهاية 5

***********************

[وقد روي] (1) . عنه أيضا (2) . أنه قال: أقيلوني أقيلوني (3) ، فالمسلمون اختاروه وبايعوه لعلمهم بأنه خيرهم، كما قال له عمر يوم السقيفة بمحضر المهاجرين والأنصار: أنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ولم ينكر ذلك أحد، وهذا أيضا في الصحيحين (4) . . والمسلمون اختاروه كما قال [النبي] (5) . - صلى الله عليه وسلم - في [الحديث] (6) الصحيح لعائشة: " «ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه الناس من بعدي ". ثم قال: " يأبى الله»

(1) وقد روي: ساقطة من (ن) ، (م)
(2) أيضا: ساقطة من (أ) ، (ب)
(3) في " الرياض النضرة في مناقب العشرة " للمحب الطبري (ط. الخانجي، 1327) فصل بعنوان: ذكر استقالة أبي بكر من البيعة (ج [0 - 9] ، ص [0 - 9] 75 - 176) فيه أخبار كثيرة بهذا المعنى وإن لم ترد هذه الألفاظ بعينها
(4) البخاري 5/7. وسبق ذكر المواضع التي وردت فيها هذه العبارات في هذا الكتاب 1/518 (ت [0 - 9] ) . وكنت قد بحثت عن حديث السقيفة في صحيح مسلم، فلم أجد فيه إلا قطعة صغيرة من خطبة عمر، ثم تبين لي أخيرا أن ابن تيمية كان مخطئا في نصه على أن هذه الألفاظ وغيرها من حديث السقيفة في الصحيحين، فقد ذكر الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقه على نسبة صاحب كتاب " شرح الطحاوية " حديث السقيفة إلى الصحيحين ما يلي (ص [0 - 9] 08) : " وقد أوهم الشارح أيضا في نسبته للصحيحين فإنه من أفراد البخاري كما نص عليه الحافظ 7/123 "، وانظر فتح الباري
(5) النبي: زيادة في (أ) ، (ب)
(6) الحديث: زيادة في (أ) ، (ب) .

***************************

والمؤمنون (* إلا أبا بكر (1) ، فأبى الله وعباده المؤمنون *) (2) . أن يتولى (3) . غير أبي بكر، فالله هو ولاه قدرا وشرعا، وأمر المؤمنين بولايته، وهداهم إلى أن ولوه من غير أن يكون طلب ذلك لنفسه ".

[الوجه الثالث في بيان زهد أبي بكر وزهد من بايعه]
الوجه الثالث: أن يقال: فهب أنه طلبها وبايعه أكثر الناس، فقولكم: إن ذلك طلب للدنيا كذب ظاهر، فإن أبا بكر - رضي الله عنه - (4) . لم يعطهم دنيا، وكان قد أنفق ماله في حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، «ولما رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصدقة جاء بماله كله، فقال له: ما تركت لأهلك؟ قال: تركت لهم الله ورسوله» (5) .

(1) سبق ورود الحديث في الجزء الأول من هذه الطبعة في ثلاثة مواضع (ص [0 - 9] 92، 496، 511) وذكرت من قبل 1/492 (ت [0 - 9] ) أن الحديث في: البخاري 9/80 - 81 ; مسلم 4/1857 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة، باب فضائل أبي بكر. .) ; مسند أحمد (ط. الحلبي) 6/47، 106، 124 (مع اختلاف في اللفظ) .
(2) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب)
(3) ن، م: يولوا
(4) رضي الله عنه: ليس في (أ) ، (ب)
(5) ذكر البخاري 2/112 (كتاب التهجد، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى) أن أبا بكر تصدق بماله كله. وأورد أبو داود (2/173 - 174) (كتاب الزكاة، باب في الرخصة في ذلك) حديث تصدقه عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله - عنه يقول: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر - رضي الله عنه - بكل ما عنده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا. والحديث في صحيح الترمذي 5/277 (كتاب المناقب، باب منه) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. والحديث في: سنن الدارمي 1/391 - 392 (كتاب الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ما عنده.)


*********************

والذين بايعوه هم أزهد (1) . الناس في الدنيا، وهو الذين أثنى الله عليهم ; وقد علم الخاص والعام زهد عمر وأبي عبيدة وأمثالهما، وإنفاق الأنصار أموالهم: كأسيد (2) . بن حضير وأبي طلحة [وأبي أيوب] وأمثالهم (3) ، ولم يكن عند موت النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم بيت مال يعطيهم ما فيه، ولا كان هناك ديوان للعطاء يفرض لهم فيه، فالأنصار (4) . كانوا في أملاكهم وكذلك المهاجرون (5) .: من كان له شيء من مغنم أو غيره فقد كان له.

وكانت سيرة أبي بكر في قسم الأموال (6) . التسوية، وكذلك سيرة علي [رضي الله عنه] (7) ، فلو بايعو عليا أعطاهم ما أعطاهم أبو بكر، مع كون قبيلته أشرف القبائل، وكون بني عبد مناف - وهم (8) . أشرف قريش الذين هم أقرب العرب - من بني أمية [وغيرهم] (9) . إذ ذاك، كأبي سفيان بن حرب [وغيره] (10) ، وبني هاشم - كالعباس وغيره - كانوا معه.

(1) ن، م: والذين بايعوه فأزهد. . . إلخ
(2) ن، م: كأسد، وهو خطأ
(3) ن، م:. . . . وأبي طلحة وأمثالهما
(4) أ، ب: والأنصار
(5) ن، م: المهاجرين
(6) ن، م: المال
(7) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب)
(8) ن: هم. وسقطت من (م)
(9) وغيرهم: ساقطة من (ن) ، (م)
(10) وغيره: ساقطة من (ن) ، (م) .

*********************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #88  
قديم 06-02-2022, 06:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (88)
صـ 54 إلى صـ 60


وقد (1) . أراد أبو سفيان (2) . أن تكون الإمارة (3) . في بني عبد مناف - على عادة الجاهلية - فلم يجبه إلى ذلك علي ولا عثمان ولا غيرهما لعلمهم ودينهم (4) .فأي رياسة وأي مال كان لجمهور المسلمين بمبايعة أبي بكر؟ لا سيما وهو يسوي بين السابقين الأولين وبين آحاد المسلمين في العطاء، ويقول: إنما أسلموا لله، وأجورهم (5) . على الله، وإنما هذا المتاع بلاغ. وقال لعمر لما أشار عليه بالتفضيل في العطاء: أفأشتري منهم إيمانهم؟ فالسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين بايعوه (6) . أولا، كعمر وأبي عبيدة وأسيد بن حضير وغيرهم، سوى بينهم وبين الطلقاء الذين أسلموا عام الفتح، بل وبين من أسلم (7) . بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهل حصل لهؤلاء من الدنيا بولايته شيء؟

(1) أ، ب: فقد
(2) أ، ب: أبو سفيان وغيره
(3) م: الإمامة
(4) ن، م: لعلمه ودينه ; أ، ب: لعلمهم أو دينهم. ورجحت أن يكون الصواب ما أثبته. وقد لخص الذهبي في المنتقى من منهاج الاعتدال، ص [0 - 9] 9، هذه العبارات كما يلي: " ثم كانت سيرته ومذهبه التسوية في الفيء، وكذلك سيرة علي، فلو بايعوا عليا أعطاهم كعطاء أبي بكر، مع كون قبيلته أشرف من بني تميم، وله عشيرة وبنو عم هم أشرف الصحابة من حيث النسب كالعباس وأبي سفيان والزبير وعثمان - ابني عمه - وأمثالهم. وقد كلم أبو سفيان عليا في ذلك ومت بشرفه، فلم يجبه علي لعلمه ودينه ".
(5) م: وأجرهم
(6) أ، ب: اتبعوهم ; م: بايعوا
(7) أ، ب: وبين من أسلم ; ن، م: بل ومن أسلم، ولعل الصواب ما أثبته


***********************

[الوجه الرابع أن يقال أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى]

، فإن المسلمين يؤمنون بأن المسيح عبد الله ورسوله، ولا يغلون فيه غلو النصارى، ولا يجفون جفاء اليهود. والنصارى تدعي فيه الإلهية، وتريد أن تفضله على محمد وإبراهيم وموسى، بل تفضل الحواريين على هؤلاء الرسل، كما تريد الروافض أن تفضل من قاتل مع علي كمحمد بن أبي بكر والأشتر النخعي، على أبي بكر وعمر وعثمان وجمهور الصحابة من (1) المهاجرين والأنصار، فالمسلم إذا ناظر النصراني لا يمكنه أن يقول في عيسى إلا الحق، لكن إذا أردت أن تعرف جهل النصراني (2) وأنه لا حجة له، فقدر المناظرة بينه وبين اليهودي (3) ; فإن النصراني لا يمكنه أن يجيب عن شبهة اليهودي إلا بما يجيب به المسلم ; فإن لم يدخل في دين الإسلام وإلا كان منقطعا مع اليهودي، فإنه إذا أمر (4) بالإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم، فإن قدح في نبوته بشيء من الأشياء، لم يمكنه أن يقول شيئا إلا قال له اليهودي (5) في المسيح ما هو أعظم من ذلك، فإن البينات لمحمد أعظم من البينات للمسيح، وبعد أمر محمد (6) عن الشبهة أعظم من بعد المسيح عن

(1) عبارة " الصحابة من ": ساقطة من (أ) ، (ب) .
(2) ن، م: النصارى.
(3) أ، ب: اليهود.
(4) ن: أمن، وهو تحريف.
(5) أ: إلا قاله اليهودي ; ب: إلا قال اليهودي.
(6) أب: وبعد أمره.


**********************

الشبهة (1) ، فإن جاز القدح فيما دليله أعظم وشبهته أبعد عن الحق، فالقدح فيما دونه أولى، وإن كان القدح في المسيح باطلا، فالقدح في محمد أولى بالبطلان، فإنه إذا بطلت الشبهة القوية، فالضعيفة أولى بالبطلان، وإذا ثبتت الحجة التي غيرها أقوى منها فالقوية أولى بالثبات.

(2 ولهذا كان مناظرة كثيرة من المسلمين للنصارى من هذا الباب، كالحكاية المعروفة عن القاضي أبي بكر بن الطيب 2) (2) لما أرسله المسلمون إلى ملك النصارى بالقسطنطينية، فإنهم عظموه وعرف النصارى (3) قدره، فخافوا أن لا يسجد للملك إذا دخل، فأدخلوه من باب صغير ليدخل منحنيا، ففطن لمكرهم، فدخل مستدبرا (4) متلقيا لهم بعجزه، ففعل نقيض ما قصدوه، ولما جلس وكلموه أراد بعضهم القدح في المسلمين، فقال له: ما قيل في عائشة امرأة نبيكم؟ يريد إظهار قول الإفك الذي يقوله [من يقوله من] الرافضة أيضا (5) ، فقال القاضي: ثنتان قدح فيهما ورميتا بالزنا (6) إفكا وكذبا: مريم وعائشة، فأما مريم فجاءت بالولد تحمله من غير زوج، وأما عائشة فلم تأت بولد مع أنه (7) كان لها زوج، فأبهت النصارى.

(1) ن: عن السنة ; م: عن السبة، وهو تحريف.
(2) (2 - 2) : بدلا من هذه العبارة في (ن) ، (م) : ومن هذا الباب ما حكي عن القاضي أبي بكر بن الطيب. وفي هامش (م) أمام هذا الموضع كتب: " قف على قصة عجيبة ".
(3) ن، م: وعرفوا النصارى، وهو تحريف.
(4) ن: مستديرا، وهو تحريف.
(5)) ن، م: الذي تقوله الرافضة أيضا.
(6) 23) ن، م: رميتا بالزنا وقدح فيهما.
(7) 25) ن، م: مع أنها.


*********************

وكان مضمون كلامه أن ظهور براءة عائشة أعظم من ظهور براءة مريم، وأن الشبهة إلى مريم أقرب منها إلى عائشة، فإذا كان مع هذا قد ثبت كذب القادحين في مريم، فثبوت كذب القادحين في عائشة أولى (1) .

ومثل هذه المناظرة أن يقع التفضيل بين طائفتين، ومحاسن إحداهما أكثر وأعظم (2) ، ومساويها (3) أقل وأصغر، فإذا ذكر ما فيها من ذلك عورض بأن مساوئ تلك أعظم ; كقوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير} [ثم قال] (4) {وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} [سورة البقرة: 217] (5) ، فإن الكفار عيروا سرية من سرايا المسلمين بأنهم قتلوا ابن الحضرمي في الشهر الحرام، فقال تعالى: هذا كبير وما عليه المشركون من الكفر بالله والصد عن سبيله وعن المسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله، فإن هذا صد عما لا تحصل النجاة

(1) قصة الباقلاني مع ملك الروم ومناقشته مع النصارى مذكورة في " تبيين كذب المفتري " لابن عساكر، ص 218 - 219 ; تاريخ بغداد 5/379 - 380، وانظر ترجمته المنقولة عن كتاب " ترتيب المدارك " للقاضي عياض، في آخر نشرة الدكتور محمد عبد الهادي أبي ريدة، والأستاذ محمود الخضيري لكتاب التمهيد، ص 250 - 256، ط. لجنة التأليف، القاهرة، 1366/1947. وسبقت ترجمة الباقلاني 1/394.
(2) ن، م: أعظم وأكثر.
(3) أ: ومساويهما.
(4) ثم قال: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) عبارة " والفتنة أكبر من القتل ": ليست في (ن) ، (م) .


***************************

والسعادة إلا به، وفيه من انتهاك المسجد الحرام ما هو أعظم من انتهاك الشهر الحرام.

لكن هذا النوع (1) قد اشتملت كل من الطائفتين فيه (2) على ما يذم، وأما النوع الأول فيكون كل من الطائفتين لا يستحق الذم، بل هناك شبه (3) في الموضعين وأدلة في الموضعين (4) ، وأدلة أحد الصنفين أقوى وأظهر، وشبهته (5) أضعف وأخفى، فيكون أولى بثبوت الحق ممن تكون أدلته أضعف وشبهته أقوى.

وهذا حال النصارى واليهود مع المسلمين، وهو حال أهل البدع مع أهل السنة [لا سيما الرافضة] (6) .

وهكذا أمر [أهل] (7) السنة مع الرافضة في أبي بكر وعلي، فإن الرافضي لا يمكنه أن يثبت إيمان علي وعدالته وأنه من أهل الجنة - فضلا عن إمامته - إن (8) لم يثبت ذلك لأبي بكر وعمر وعثمان، وإلا فمتى أراد إثبات ذلك لعلي وحده لم تساعده الأدلة، كما أن النصراني إذا أراد إثبات نبوة المسيح دون محمد لم تساعده الأدلة، فإذا

(1) ب (فقط) : لكن في هذا النوع.
(2) فيه: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(3) ن، م: شبهة.
(4) ن، م: للموضعين
(5) ن، م، أ: وشبهتهم.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) أهل: زيادة في (ب) فقط.
(8) ن، م: إذ.


*******************

قالت (1) له الخوارج الذين يكفرون عليا أو النواصب الذين يفسقونه: إنه كان ظالما طالبا للدنيا، وإنه طلب الخلافة لنفسه وقاتل عليها بالسيف، وقتل على ذلك ألوفا من المسلمين حتى عجز عن انفراده بالأمر، وتفرق عليه أصحابه وظهروا عليه فقاتلوه، فهذا (2) الكلام إن كان فاسدا ففساد كلام الرافضي في أبي بكر وعمر أعظم (3) ، وإن كان ما قاله في أبي بكر وعمر متوجها مقبولا فهذا أولى بالتوجه والقبول ; لأنه من المعلوم للخاصة والعامة أن من ولاه الناس باختيارهم ورضاهم من غير أن يضرب أحدا لا بسيف ولا عصا، ولا أعطى أحدا ممن ولاه مالا (4) ، واجتمعوا عليه فلم يول أحدا من أقاربه وعترته، ولا خلف لورثته مالا من مال المسلمين وكان له مال [قد] أنفقه (5) في سبيل الله فلم يأخذ بدله، وأوصى أن يرد إلى بيت مالهم ما كان عنده لهم، وهو جرد قطيفة وبكر وأمة سوداء (6) ونحو ذلك، حتى قال عبد الرحمن بن عوف لعمر: أتسلب هذا آل أبي بكر؟ قال: كلا والله، لا يتحنث فيها (7) أبو بكر وأتحملها أنا. وقال: يرحمك الله يا أبا بكر لقد أتعبت الأمراء بعدك (8) .

(1) ن، م: قال.
(2) ن، م: فقاتله وهذا، وهو خطأ.
(3) ن، م، أ: أعظم فسادا.
(4) ن، م: ولا أعطاه مالا.
(5) ن، م: ولو كان له مال أنفقه.
(6) ن، م: وأمة سوداء وبكر.
(7) ن: يتحنث عنها ; ك: يتحنث منها.
(8) هذا الخبر مروي في طبقات ابن سعد 3/196 - 197. وجرد قطيفة أي: قطيفة انجرد خملها وخلقت (اللسان مادة جرد) .


***********************

ثم مع هذا لم يقتل مسلما على ولايته، ولا قاتل مسلما بمسلم، بل قاتل بهم المرتدين [عن دينهم] (1) والكفار، حتى شرع بهم في فتح الأمصار، واستخلف القوي الأمين العبقري، الذي فتح الأمصار ونصب الديوان وعمر (2) بالعدل والإحسان.

فإن جاز للرافضي أن يقول: إن هذا كان طالبا (3) للمال (4) والرياسة، أمكن الناصبي أن يقول: كان علي ظالما طالبا للمال والرياسة، قاتل على الولاية حتى قتل المسلمين بعضهم بعضا، ولم يقاتل كافرا، ولم يحصل للمسلمين في مدة ولايته إلا شر وفتنة في دينهم ودنياهم.

فإن جاز أن يقال: علي كان مريدا لوجه الله، والتقصير من غيره من الصحابة، أو يقال: كان مجتهدا مصيبا وغيره مخطئا مع هذه (5) الحال، فأن (6) يقال: كان أبو بكر وعمر مريدين وجه الله مصيبين، والرافضة مقصرون في معرفة حقهم مخطئون في ذمهم بطريق الأولى [والأحرى] (7) ، فإن أبا بكر وعمر كان بعدهما عن شبهة طلب الرياسة والمال أشد من بعد علي عن ذلك، وشبهة الخوارج الذين ذموا عليا وعثمان وكفروهما أقرب من شبهة الرافضة الذين ذموا أبا بكر وعمر

(1) عن دينهم: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) أ، ب: وعم.
(3) ن، م: كان هذا طالبا.
(4) ن (فقط) : للكمال.
(5) هذه: ساقطة من (أ) .
(6) ن، م: فإنه.
(7) والأحرى: زيادة في (ب) ، (م) . وفي (أ) : والأخرى.


**************************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #89  
قديم 06-02-2022, 06:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (89)
صـ 61 إلى صـ 67

وعثمان وكفروهم (1) ، فكيف بحال الصحابة [والتابعين] (2) الذين تخلفوا عن بيعته أو قاتلوه؟ فشبهتهم أقوى من شبهة من قدح في أبي بكر وعمر وعثمان، فإن أولئك قالوا: ما يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا (3) ويمنعنا ممن يظلمنا ويأخذ حقنا ممن ظلمنا، فإذا لم يفعل هذا كان عاجزا أو ظالما وليس علينا أن نبايع عاجزا أو ظالما (4) .وهذا الكلام إذا كان باطلا، فبطلان قول من يقول: إن أبا بكر وعمر كانا ظالمين طالبين للمال والرياسة (5) أبطل وأبطل. وهذا الأمر لا يستريب فيه من له بصر ومعرفة، وأين (6) شبهة مثل أبي موسى الأشعري (* الذي وافق عمرا (7) على عزل علي ومعاوية، وأن يجعل الأمر شورى في المسلمين *) (8) من شبهة عبد الله بن سبأ (9) وأمثاله الذين يدعون أنه إمام معصوم، أو أنه إله أو نبي (10) ؟ بل أين شبهة الذين رأوا أن يولوا معاوية من شبهة الذين يدعون أنه إله أو نبي؟ فإن هؤلاء كفار باتفاق المسلمين بخلاف أولئك.

(1) ب: ذموا أبا بكر وعمر وكفروهما.
(2) والتابعين: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) ن: نعدل عليا، وهو تحريف.
(4) ن، م: عاجزا ولا ظالما.
(5) أ، ب: للرياسة والمال.
(6) ن: وأنى.
(7) ن: عمر، وهو خطأ.
(8) : ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(9) ن، م: عبد الله بن سنا، وهو تحريف.
(10) سبقت الإشارة من قبل إلى عبد الله بن سبأ ومقالته. انظر هذا الكتاب 1/23 - 24، 308.


**********************

ومما يبين هذا أن الرافضة تعجز عن إثبات إيمان علي وعدالته [مع كونهم على مذهب الرافضة، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنة] (1) ، فإذا قالت لهم الخوارج وغيرهم ممن تكفره أو تفسقه: لا نسلم أنه كان مؤمنا، بل كان كافرا أو ظالما - كما يقولون [هم] (2) في أبي بكر وعمر - لم يكن لهم دليل على إيمانه وعدله (3) إلا وذلك (4) الدليل على إيمان (5) أبي بكر وعمر وعثمان أدل.

فإن احتجوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده، فقد تواتر ذلك عن هؤلاء، بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وبني العباس، وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار، فإن ادعوا في واحد من هؤلاء النفاق أمكن الخارجي أن يدعي النفاق، وإذا ذكروا شبهة ذكر ما هو أعظم منها.

وإذا قالوا ما تقوله أهل الفرية من أن أبا بكر وعمر كانا منافقين في الباطن عدوين للنبي - صلى الله عليه وسلم - أفسدا دينه بحسب الإمكان، أمكن الخارجي أن يقول ذلك في (* علي، ويوجه ذلك بأن يقول: كان يحسد ابن عمه، والعداوة (6) في الأهل، وأنه كان يريد فساد دينه فلم

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(2) هم: ساقطة من (ن) ، (م) . وفي (أ) : هو، وهو تحريف.
(3) م: وعدالته.
(4) أ، ب: وذاك.
(5) إيمان: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(6) والعداوة: كذا في (م) ، والكلمة غير ظاهرة في (ن) .


**********************

يتمكن من ذلك في *) (1) حياته وحياة الخلفاء الثلاثة ; حتى سعى في قتل الخليفة الثالث وأوقد الفتنة حتى تمكن من (2) قتل أصحاب محمد وأمته بغضا له وعداوة، وأنه كان مباطنا للمنافقين الذين ادعوا فيه الإلهية والنبوة، وكان يظهر (3) خلاف ما يبطن ; لأن دينه التقية، فلما أحرقهم بالنار أظهر إنكار ذلك، وإلا فكان في الباطن معهم، ولهذا كانت الباطنية من أتباعه وعندهم سره، وهم ينقلون عنه الباطن الذين ينتحلونه.

ويقول الخارجي مثل هذا الكلام الذي يروج على كثير من الناس أعظم (4) مما يروج كلام الرافضة في الخلفاء الثلاثة ; لأن شبه (5) الرافضة أظهر فسادا من شبه (6) الخوارج والنواصب (7) ، والخوارج (8) أصح منهم عقلا وقصدا، والرافضة أكذب وأفسد دينا.

وإن أرادوا إثبات إيمانه وعدالته بنص (9) القرآن عليه، قيل لهم (10) : القرآن عام، وتناوله له ليس بأعظم (11) من تناوله لغيره، (* وما من آية يدعون اختصاصها به إلا أمكن أن يدعى اختصاصها

(1) : ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) .
(2) أ: حتى غلا من ; ب: حتى غلا في.
(3) ن، م: ويظهر.
(4) ن، م: أكثر.
(5) أ، ب: شبهة.
(6) أ، ب: شبهة.
(7) والنواصب: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(8) أ، ب: وهم.
(9) ن، م: بنبأ.
(10) لهم: زيادة في (ن) فقط.
(11) ن، م: ليس أعظم.


***********************

أو اختصاص مثلها أو أعظم منها بأبي بكر وعمر، فباب الدعوى بلا حجة ممكنة، والدعوى في فضل الشيخين أمكن منها *) (1) في فضل غيرهما.

وإن قالوا: ثبت (2) ذلك بالنقل والرواية ; فالنقل والرواية في أولئك أشهر وأكثر (3) ; فإن ادعوا تواترا فالتواتر هناك أصح، وإن اعتمدوا على نقل الصحابة فنقلهم لفضائل أبي بكر وعمر أكثر.

ثم هم يقولون: إن الصحابة ارتدوا إلا نفرا قليلا، فكيف تقبل رواية هؤلاء في فضيلة أحد؟ ولم يكن في الصحابة رافضة كثيرون يتواتر نقلهم، فطريق النقل مقطوع عليهم إن لم يسلكوا طريق (* أهل السنة، كما هو مقطوع على النصارى في إثبات نبوة المسيح إن لم يسلكوا طريق *) (4) المسلمين.

وهذا كمن أراد أن يثبت فقه ابن عباس دون علي، أو فقه ابن عمر دون أبيه، أو فقه علقمة والأسود (5) دون ابن مسعود، ونحو ذلك من الأمور التي يثبت فيها للشيء حكم دون ما هو أولى (6) بذلك الحكم منه، فإن هذا تناقض ممتنع عند من سلك طريق العلم والعدل.

(1) : ما بين النجمتين ساقطة من (م) .
(2) ن: يثبت.
(3) أ، ب: أكثر وأشهر.
(4) : ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(5) في الصحابة والتابعين أكثر من واحد اسمه علقمة أو الأسود، ولكن الأرجح أن ابن تيمية يقصد اثنين من تلامذة ابن مسعود - رضي الله عنهما - علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي (ترجمته في: تهذيب التهذيب 7/276 - 278 ; طبقات ابن سعد 6/86 - 92) والأسود بن يزيد بن قيس النخعي (ترجمته في: تهذيب التهذيب 1/342 - 343 ; طبقات ابن سعد 6/70 - 75) .
(6) ن (فقط) : دون غيره ما هو أولى. . . إلخ، وهو تحريف.




***********************

ولهذا كانت الرافضة من أجهل الناس وأضلهم (1) ، كما أن النصارى من أجهل الناس، والرافضة من أخبث الناس، كما أن اليهود من أخبث الناس، ففيهم نوع من ضلال النصارى، ونوع من خبث اليهود.

[الوجه الخامس تمثيل ابن المطهر بقصة عمر بن سعد من أقبح القياس]

الوجه الخامس: أن يقال: تمثيل هذا بقصة عمر بن سعد (2 لما خيره عبيد الله بن زياد بين الخروج في السرية التي أرسلها إلى الحسين، وبين عزله عن الري من أقبح القياس، فإذا كان عمر بن سعد 2) (2) طالبا للرياسة والمال مقدما على المحرم لأجل ذلك، أفيلزم (3) أن يكون السابقون الأولون بهذه الحال؟ .

وهذا أبوه سعد بن أبي وقاص كان من أزهد الناس في الإمارة والولاية، ولما وقعت الفتنة اعتزل الناس في قصره بالعقيق (4) ، وجاءه [عمر] ابنه (5) هذا فلامه على ذلك، وقال [له] (6) : الناس في المدينة يتنازعون الملك وأنت هاهنا (7) ! فقال: اذهب فإني سمعت رسول الله (8) - صلى الله عليه وسلم - يقول: " «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» " (9) .

(1) ن، م، أ: وأظلمهم.
(2) (2 - 2) : ساقط من (أ) ، (ب) .
(3) أ، ب: فيلزم.
(4) ، م: بالعقيق في قصره.
(5) ن: فجاء ابنه ; م: وجاء ابنه.
(6) له: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) ن، م: وأنت هنا.
(8) أ، ب: النبي.
(9) في المسند (ط. المعارف) 3/26 (رقم 1441) عن عامر بن سعد، أن أخاه عمر انطلق إلى سعد في غنم له خارجا من المدينة، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فلما أتاه قال: يا أبت، أرضيت أن تكون أعرابيا في غنمك والناس يتنازعون في الملك بالمدينة؟ فضرب سعد صدر عمر، وقال: اسكت، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ". والحديث في مسلم مع اختلاف في اللفظ 4/2277 (كتاب الزهد والرقاق، الباب الأول) وللحديث رواية أخرى مختلفة في المسند (ط. المعارف) 3/56 - 66 (رقم 1529) .


**********************

وهذا ولم يكن قد بقي أحد (1) من أهل الشورى غيره وغير علي - رضي الله عنهما (2) ، وهو الذي فتح العراق وأذل جنود (3) كسرى، وهو آخر العشرة موتا، فإذا لم يحسن أن يشبه بابنه عمر أيشبه (4) به أبو بكر وعمر وعثمان؟ .

هذا وهم لا يجعلون محمد بن أبي بكر بمنزلة أبيه، بل يفضلون محمدا ويعظمونه ويتولونه لكونه آذى عثمان، وكان من خواص أصحاب علي ; لأنه كان ربيبه، ويسبون أباه أبا بكر ويلعنونه.

فلو أن النواصب فعلوا بعمر بن سعد مثل ذلك: فمدحوه على قتل الحسين لكونه كان من شيعة عثمان، ومن المنتصرين له (5) ، وسبوا أباه سعدا لكونه تخلف عن القتال مع معاوية والانتصار لعثمان ; هل كانت النواصب لو فعلت ذلك إلا من جنس الرافضة؟ بل الرافضة شر منهم، فإن أبا بكر أفضل من سعد، وعثمان كان أبعد عن استحقاق القتل من الحسين، وكلاهما مظلوم شهيد، رضي الله عنهما.

(1) ن (فقط) : أحد قد بقي.
(2) ن: عليهما السلام ; م: عليه السلام.
(3) ن: جيوش.
(4) ن: أن يشبه بالله عمر أشبه ; م: أن يشبه بأبيه عمر الشبيه.
(5) ن (فقط) : من شيعة عثمان وكان من خواص أصحاب علي ومن المنتصرين له، وهو خطأ.


*****************************

ولهذا كان الفساد الذي حصل في الأمة بقتل عثمان أعظم من الفساد الذي حصل في الأمة بقتل الحسين، وعثمان من السابقين الأولين وهو خليفة مظلوم طلب منه أن ينعزل (1) بغير حق فلم ينعزل، ولم يدفع (2) عن نفسه حتى قتل، والحسين - رضي الله عنه - لم يكن متوليا وإنما كان طالبا للولاية حتى رأى أنها متعذرة، وطلب (3) منه أن يستأسر نفسه (4) ; ليحمل إلى يزيد مأسورا فلم يجب إلى ذلك، وقاتل حتى قتل شهيدا مظلوما (5) ، فظلم عثمان كان أعظم، وصبره وحلمه [كان] (6) أكمل، وكلاهما مظلوم شهيد.

ولو مثل ممثل طلب علي والحسين للأمر (7) بطلب الإسماعيلية كالحاكم (8) وأمثاله، وقال: إن عليا والحسين (9) كانا ظالمين طالبين

(1) أ: يقول ; ب: يعزل.
(2) أ، ب: يقاتل. وسقطت الكلمة من (م) .
(3) ن، م: فطلب.
(4) أ، ب: ليستأسر.
(5) أ، ب: مظلوما شهيدا.
(6) كان: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) أ، ب: الأمر.
(8) الحاكم بأمر الله منصور بن نزار بن معد بن إسماعيل بن محمد، سادس الخلفاء العبيديين الإسماعيلية، الذين كانوا يلقبون أنفسهم بالفاطميين، ولد في القاهرة سنة 357، وتولى الخلافة بعد وفاة والده العزيز سنة 386، وعمره إحدى عشرة سنة، ثم قام سنة 408 بمعونة محمد بن إسماعيل الدرزي بالدعوة إلى تأليه نفسه، وفتح سجلا تكتب فيه أسماء المؤمنين به، وانتهي حكم الحاكم بأمر الله سنة 411، بعد اختفائه، ويقال إنه اغتيل، وكان حكمه متسما بالقسوة والبطش والتصرفات المتناقضة الحمقاء. انظر سيرته وترجمته في: وفيات الأعيان 4/379 - 383 ; محمد عبد الله عنان: الحاكم بأمر الله، الطبعة الثانية ; ط. لجنة التأليف، 1379/1959 ; جراف: مادة " الحاكم بأمر الله "، دائرة المعارف الإسلامية ; الأعلام للزركلي 8/246 - 247.
(9) ن: والحسن، وهو خطأ.


*************************






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #90  
قديم 06-02-2022, 06:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (90)
صـ 68 إلى صـ 74

للرياسة بغير حق، بمنزلة الحاكم وأمثاله من ملوك بني عبيد، أما كان يكون كاذبا مفتريا في ذلك لصحة إيمان علي والحسين ودينهما وفضلهما، ولنفاق هؤلاء وإلحادهم؟ .وكذلك من شبه عليا والحسين ببعض من قام من الطالبيين أو غيرهم بالحجاز أو الشرق أو الغرب يطلب الولاية بغير حق ويظلم الناس في أموالهم وأنفسهم (1) ، أما كان يكون ظالما كاذبا؟ .
فالمشبه لأبي بكر وعمر بعمر بن سعد أولى بالكذب والظلم، ثم غاية عمر بن سعد وأمثاله أن يعترف بأنه طلب الدنيا بمعصية يعترف (2) أنها معصية، وهذا ذنب كثير [وقوعه] من المسلمين (3) .
وأما الشيعة فكثير منهم يعترفون بأنهم إنما (4) . قصدوا بالملك إفساد دين الإسلام ومعاداة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يعرف ذلك من خطاب الباطنية وأمثالهم من الداخلين في الشيعة، فإنهم يعترفون بأنهم في الحقيقة لا يعتقدون دين الإسلام، وإنما يتظاهرون بالتشيع لقلة عقل الشيعة وجهلهم، ليتوسلوا بهم إلى أغراضهم.

وأول هؤلاء - بل خيارهم - هو المختار بن أبي عبيد الكذاب (5) . فإنه

(1) ن، م: ببعض أمراء الحجاز الذين يطلبون الملك بغير حق ويظلمون الناس في أنفسهم وأموالهم. . . إلخ.
(2) ن: معترف ; م: فعبروا، وهو تحريف.
(3) ن، م: وهذا ذنب كثير من المسلمين.
(4) ن، م: إذا، وهو خطأ
(5) المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي أبو إسحاق، دعا الشيعة إلى بيعة محمد بن الحنفية، وزعم أنه استخلفه فتبعه الكثيرون، ثم قتل أكثر قتلة الحسين، وحارب جيش بني أمية وقتل عبيد الله بن زياد وتمت له ولاية الكوفة والجزيرة وغيرهما، وادعى بعد ذلك النبوة ونزول الوحي عليه، ثم حاربه مصعب بن الزبير حتى قتله سنة 67. وتنسب إلى المختار فرق الكيسانية من الرافضة ويسمى الشهرستاني وغيره أتباعه خاصة المختارية، ويقال إنه كان يلقب بكيسان، وقيل بل أخذ مقالته عن مولى لعلي - رضي الله عنه - اسمه كيسان. انظر أخبار المختار وسيرته في: تاريخ الطبري (ط. المعارف) 5/569 - 582، أحداث سنة 66، 67، 6/5 - 116 ; الأخبار الطوال للدينوري (ط. وزارة الثقافة، 1960) ، ص [0 - 9] 88 - 308 ; تاريخ أبي الفدا (ط. الحسينية) 1/194 - 195 ; مروج الذهب للمسعودي 3/105 - 107 ; سير أعلام النبلاء للذهبي 3/353 - 356 ; لسان الميزان 6 ; الأعلام للزركلي 8/70 - 71 ; الفرق بين الفرق، ص 26 - 34 ; الملل والنحل 1/132 - 134 ; فرق الشيعة للنوبختي (ط. المطبعة الحيدرية بالنجف، 1379/1959) ، ص [0 - 9] 4 - 45، 48. وانظر كتاب المختار الثقفي، سلسلة العرب، تأليف د. علي الخربوطلي، القاهرة، 1963


*****************

كان أمير (1) الشيعة، وقتل عبيد الله (2) بن زياد، وأظهر الانتصار للحسين حتى قتل قاتله، وتقرب بذلك إلى محمد بن الحنفية (3) وأهل البيت، ثم ادعى النبوة وأن جبريل يأتيه.

وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «سيكون في ثقيف كذاب ومبير» (4) " فكان الكذاب هو المختار بن أبي

(1) أ، ب: أمين.
(2) ن: عبد الله، وهو خطأ.
(3) انظر ترجمته فيما سبق 1/12 (ت [0 - 9] ) . وانظر ترجمته أيضا في: تهذيب الأسماء واللغات للنووي (ط. المنيرية) ق [0 - 9] ، ج [0 - 9] ، ص [0 - 9] 8 - 89 ; طبقات ابن سعد 5/91 - 116 ; الجرح والتعديل ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 6 ; الأعلام للزركلي 7/152 - 153.
(4) أورد مسلم في صحيحه 4/1971 - 1972 في (كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها) حديثا طويلا جاء فيه أن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت للحجاج: " أما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا أخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها ". وفي المسند (ط. المعارف) 7/18 (حديث رقم 4790) عن ابن عمر: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن في ثقيف مبيرا وكذابا ". وقال النووي (شرح مسلم 16/100) : " والمبير المهلك ".

**********************

عبيد، وكان المبير هو الحجاج بن يوسف الثقفي (1) .

ومن المعلوم أن عمر بن سعد أمير السرية التي قتلت (2) الحسين، مع ظلمه وتقديمه الدنيا على الدين، لم يصل في المعصية إلى فعل المختار بن أبي عبيد الذي أظهر الانتصار للحسين وقتل قاتله، بل [كان] (3) هذا أكذب وأعظم ذنبا من عمر بن سعد، فهذا الشيعي شر من ذلك الناصبي، بل والحجاج [بن يوسف] (4) خير من المختار [بن أبي عبيد] (5) ، فإن الحجاج كان مبيرا كما سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - يسفك الدماء بغير حق، والمختار كان كذابا يدعي النبوة (6) وإتيان جبريل

(1) أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن عقيل بن مسعود الثقفي، ولد سنة 41، في بلدة الطائف وقلده عبد الملك بن الوليد أمر عسكره، وقاتل به عبد الله بن الزبير فقتله سنة 73، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم ولاه العراق فأخمد الثورة بها، وثبتت له الإمارة عشرين سنة، وهو الذي بنى مدينة واسط وبها كانت وفاته سنة 95. انظر سيرته في: وفيات الأعيان 1/341 - 348 ; الأخبار الطوال، ص 314 - 329، الأعلام للزركلي 2/175 - 176 ; لامنس: مادة الحجاج، دائرة المعارف الإسلامية ; تاريخ الطبري 6/174 وما بعدها ; مروج الذهب 3/119 - 122، 132 - 164.
(2) ن، م: قاتلت.
(3) كان: ساقطة من (ن) ، (م) .
(4) بن يوسف: زيادة في (أ) ، (ب) .
(5) بن أبي عبيد: زيادة في (أ) ، (ب) .
(6) أ، ب: الوحي.


*******************

إليه، وهذا الذنب أعظم من قتل النفوس، فإن هذا كفر، وإن كان لم يتب منه كان مرتدا، والفتنة أعظم من القتل.

وهذا باب مطرد، لا تجد أحدا ممن تذمه الشيعة بحق أو باطل إلا وفيهم من هو شر منه، ولا تجد أحدا ممن تمدحه الشيعة إلا وفيمن تمدحه الخوارج من هو خير منه، فإن الروافض شر من النواصب، والذين تكفرهم أو تفسقهم الروافض هم أفضل من الذين تكفرهم أو تفسقهم النواصب.

وأما أهل السنة فيتولون جميع المؤمنين، ويتكلمون بعلم وعدل، ليسوا من أهل الجهل ولا من أهل الأهواء، ويتبرءون من طريقة الروافض والنواصب [جميعا] (1) ، ويتولون السابقين والأولين [كلهم] (2) ، ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم، ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم، ولا يرضون بما فعله المختار ونحوه من الكذابين، ولا ما فعله (3) . الحجاج ونحوه من الظالمين، ويعلمون مع هذا مراتب السابقين الأولين، فيعلمون أن لأبي بكر وعمر من التقدم والفضائل ما لم يشاركهما (4) فيها أحد [من الصحابة] (5) ، لا عثمان ولا علي [ولا غيرهما] (6) .

(1) جميعا: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) ن، م: ويقولون السابقين الأولين، وسقطت " كلهم ".
(3) أ، ب: ولا ما فعل
(4) ن، م: يشركهما.
(5) من الصحابة: ساقطة من (ن) ، (م) .
(6) ولا غيرهما: ساقطة من (ن) ، (م) .

**********************

وهذا كان متفقا عليه في الصدر الأول، [إلا أن يكون خلافا شاذا لا يعبأ به] (1) ، حتى أن الشيعة الأولى (2) أصحاب علي لم يكونوا يرتابون في تقديم أبي بكر وعمر عليه.

كيف وقد ثبت عن علي (3) [من وجوه متواترة] (4) أنه كان يقول: " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر " (5) ولكن كان طائفة من شيعة علي

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(2) أ: الأول.
(3) أ، ب: عنه.
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(5) ذكرت من قبل نص حديث البخاري الذي رواه في صحيحه (5/7) عن محمد بن الحنفية عن أبيه. انظر هذا الكتاب 1/12، 308. وروى نفس الحديث بنفس السند ولكن باختلاف يسير في الألفاظ أبو داود في سننه 4/288 (كتاب السنة، باب في التفضيل) . وفي سنن ابن ماجه 1/39 (المقدمة، باب فضل عمر) عن عبد الله بن مسلمة قال: سمعت عليا يقول: خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وخير الناس بعد أبي بكر عمر، وذكر السيوطي في الجامع الصغير 2/10 (ط. مصطفى الحلبي، 1358/1939) الحديث كالآتي: " خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر "، وذكر أن ابن عساكر روى الحديث عن علي والزبير معا، وحسن السيوطي الحديث، ولكن الألباني ضعفه، في (ضعيف الجامع الصغير وزيادته 3/137. أما في مسند أحمد فقد ورد الحديث في الجزء الثاني (ط. المعارف) بألفاظ متقاربة 24 مرة كالآتي: عن أبي جحيفة (الأحاديث 833، 835 - 837، 871، 878 - 880، 1054) وعن عبد خير الهمداني (الأحاديث 908، 909، 922، 932 - 934، 1030، 1031، 1040، 1052، 1060) وعن عبد خير عن أبيه (الأحاديث 926، 932) وعن وهب السوائي (الحديث 834) وعن علقمة بن قيس (الحديث 1051) . وقد صحح الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - سند جميع هذه الأحاديث ما عدا سند الأحاديث 922، 1030 فقد حسنهما، 1052 فقد ضعفه.


**************************

تقدمه (1) على عثمان، وهذه المسألة (2) أخفى من تلك.

ولهذا كان أئمة [أهل] (3) السنة كلهم (4) متفقين على تقديم أبي بكر وعمر (5 من وجوه متواترة 5) (5) ، [كما هو مذهب أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد بن حنبل والثوري والأوزاعي والليث بن سعد، وسائر أئمة المسلمين من أهل الفقه والحديث والزهد والتفسير من المتقدمين والمتأخرين] (6) .

وأما عثمان وعلي فكان طائفة من أهل المدينة يتوقفون فيهما (7) ، وهي إحدى الروايتين عن مالك، وكان طائفة من الكوفيين يقدمون عليا، وهي إحدى الروايتين عن [سفيان] الثوري (8) ، ثم قيل: إنه رجع عن ذلك لما اجتمع به أيوب السختياني (9) وقال: من قدم عليا على عثمان فقد أزرى

(1) ن، م: ولكن كانت طائفة من شيعته على تقديمه. . . إلخ.
(2) ن: الملة، وهو خطأ.
(3) أهل: ساقطة من (ن) ، (م) .
(4) كلهم: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(5) (5 - 5) : ساقط من (أ) ، (ب) .
(6) بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) ، م: فيها.
(8) ، م: عن الثوري وهو سفيان بن مسروق الثوري أبو عبد الله، الإمام أمير المؤمنين في الحديث، ولد سنة خمس، وقيل: ست، وقيل: سبع وتسعين للهجرة وتوفي بالبصرة سنة 161. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/127 - 128 ; تهذيب التهذيب 4/111 - 115 ; طبقات ابن سعد 6/371 - 374 ; تاريخ بغداد 9/151 - 174 ; الأعلام للزركلي 2/158.
(9) أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني أبو بكر، من التابعين وكان سيد فقهاء عصره، ولد سنة 66 - وقيل 68 - وتوفي سنة 131. ترجمته في تهذيب التهذيب 1/397 - 399 ; طبقات ابن سعد 7/246 - 251 ; اللباب لابن الأثير 1/536 ; الأعلام للزركلي 1/382.


*************************

بالمهاجرين والأنصار. [وسائر أئمة السنة على تقديم عثمان، وهو مذهب جماهير أهل الحديث، وعليه يدل النص والإجماع والاعتبار] (1) .

وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من تقديم جعفر أو تقديم طلحة أو نحو ذلك، فذلك في أمور مخصوصة لا تقديما عاما، [وكذلك ما ينقل عن بعضهم في علي] (2) .

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . وقد ذكر الشيخ محمد بن أحمد السفاريني في كتابه " لوائح الأنوار البهية " المعروف بشرح عقيدة السفاريني 2/340 اتفاق علماء الأمة على تفضيل أبي بكر ثم عمر، ثم قال: " ثم اختلفوا فالأكثرون ومنهم الإمام أحمد والإمام الشافعي، وهو المشهور عن الإمام مالك، رضي الله عنهم، أن الأفضل بعد أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما، وجزم الكوفيون - ومنهم سفيان الثوري - بتفضيل علي على عثمان، وقيل بالوقف عن التفضيل بينهما، وهو رواية عن مالك، فقد حكى أبو عبد الله المازري عن المدونة أن مالكا سئل: أي الناس أفضل بعد نبيهم؟ فقال: أبو بكر ثم عمر. ثم قال: أو في ذلك شك؟ فقيل له: وعلي وعثمان؟ فقال: ما أدركت أحدا ممن أقتدي به يفضل أحدهما على الآخر. . نعم حكى القاضي عياض عن الإمام مالك أنه رجع عن التوقف إلى تفضيل عثمان. قال القرطبي: وهو الأصح إن شاء الله تعالى. وقد نقل التوقف ابن عبد البر عن جماعة من السلف منهم الإمام مالك ويحيى القطان وابن معين ". وانظر في أمر المفاضلة بين عثمان وعلي، رضي الله عنهما: فتح الباري 7/14 - 15 ; الاستيعاب لابن عبد البر (المطبوع مع الإصابة) 3/51 - 54 ; ابن طاهر البغدادي: أصول الدين، ص 304 ; ابن حزم: الفصل 4/223 - 224 ; علي بن محمد بن أبي العز الحنفي: شرح الطحاوية (ط. دار البيان) ، ص [0 - 9] 85 ; الأشعري: مقالات الإسلاميين 2/131 ; الجويني: الإرشاد، ص [0 - 9] 31 ; العقائد العضدية للإيجي بشرح الدواني (تحقيق د. سليمان دنيا) 2/636 - 647، 1958.


****************************





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 271.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 265.55 كيلو بايت... تم توفير 6.10 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]